من شوارد الشواهد
الجزء الخامس عشر
لامية العرب للشتفرىـ الحطيئة ـ عروة بن الورد ـ الطغرائي
لامية العرب للشنفرى: |
أقيموا بني أمي،صدورَ مَطيكم
فإنّي إلى قومٍ سواكم لأميلُ
!
فقد حمت الحاجاتُ،والليلُ مقمرٌ
وشُدّت،لطياتٍ،مطايا وأرحلُ
لَعمرُكَ ما بالأرض ضيقٌ على امرىءٍ | سرى راغباً أو راهباً،وهو يعقلُ | |
ولي،دونكم،أهلون:سيدٌ عملّس | وأرقطُ زُهلول وعرفاءُ جيالُ | |
هم الأهلُ،لا مستودعُ السرِّ ذائعٌ | لديهم،ولا الجاني بما جرَّ،يُخذلُ | |
وكلُّ أبيٍّ،باسلٌ،غير أنني | إذا عرضت أولى الطرائدِ أبسلُ | |
وإن مُدتْ الأيدي إلى الزادِ لم أكن | بأعجلهم،إذ أجشعُ القوم أعجلُ | |
وما ذاك إلا بسطةٌ عن تفضل | عليهم،وكان الأفضلَ المتفضّلُ | |
وإني كفاني فقدُ من ليسَ جازياً | بحسنى،ولا في قربه مُتعلَّلُ | |
ثلاثةُ أصحابٍ:فؤادٌ مشيعٌ | وأبيضُ إصليتٌ،وصفراءٌ عيطلُ | |
ولولا اجتناب الذأم،لم يُلفَ مشربٌ | يُعاشُ به،إلا لديَّ،ومأكلُ | |
ولكنَّ نفساً مُرّةً لا تقيمُ بي | على الضيمِ،إلا ريثما أتحولُ | |
وأطوي على الخُمصِ الحوايا،كما انطوتْ | خيوطةُ ماريّ تُغارُ وتفتلُ |
وأغدو على القوتِ الزهيدِ كما غدا
أزلُّ تهاداه التنائفُ،أطحلُ
غدا طاوياً،يعارضُ الريحَ،هافياً
يخوتُ بأذنابِ الشِّعابِ،ويعسِلُ
فلمّا لواهُ القوتُ من حيت أمَّهُ | دعا،فأجابته نظائرُ نُحَّلُ | |
فضجَّ،وضجّتْ،بالبراح،كأنها | وإياه،نوحٌ فوق علياء،ثُكّلُ | |
وأغضى وأغضت،واتسى واتَّست بهِ | مراميلُ عزَّها،وعزَّتهُ مُرملُ | |
شكا وشكت،ثم ارعوى بعد وارعوت | وللصبرُ،إن لم ينفع الشكوُ أجملُ | |
وفاءَ وفاءت بادراتٍ،وكُلُّها | على نَكَظٍ ممّا يُكاتمُ،مُجْمِلُ | |
فإن تبتئس بالشنفرى أم قسطل | لما اغتبطت بالشنفرى قبلُ،أطولُ! | |
طريدُ جناياتٍ تياسرنَ لحمه | عقيرتهُ في أيّها حُمَّ أولُ | |
تنامُ إذا ما نام،يقظى عيونها | حِثاثاً إلى مكروههِ تتغلغلُ | |
وإلفُ همومٍ ما تزال تعودهُ | عياداً،كحمى الرّبع،أو هي أثقلُ | |
إذا وردتْ أصدرتها،ثم إنها | تثوبُ،فتأتي من تُحَيتُ ومن عَلُ |
فإما تريني كابنة الرّمل،ضاحياً
على رقةٍ،أحفى،ولا أنعلُ
فأني لمولى الصبر،أجتابُ بزّه
على مثل قلب السّمع،والحزمُ أنعلُ
وأعدمُ أحياناً،وأغنى،وإنّما
ينالُ الغنى ذو البُعدةِ المتبذِّلُ
فلا جَزَعٌ من خِلّةٍ مُتكشِّفٌ
ولا مرحٌ تحتَ الغنى أتخيلُ
ولا تزدهي الأجهال حلمي،ولا أرى
سؤولاً بأعقابِ الأقاويل أنمِلُ
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب والملقب بزين العابدين:
ليس الغريب غريب الشام واليمن | إنّ الغريب غريب اللحد والكفن | |
إنّ الغريب له حقّ لغربته | على المقيمين في الأوطان والسكن | |
لا تنهرنّ غريباً حال غربته | الدهر ينهره بالذلّ والمحن | |
سفري بعيد وزادي لن يبلغني | وقوتي ضعفت والموتُ يطلبني | |
ولي بقايا ذنوب لست أعلمها | الله يعلمها في السرِّ والعلن | |
ما أحلم الله عني حيث أمهلني | وقد تماديت في ذنبي ويسترني | |
تمرّ ساعات أيامي بلا ندم | ولا بكاء ولا خوف ولا حزن | |
أنا الذي يغلق الأبواب مجتهداً | على المعاصي وعين الله تنظرني | |
يا زلّة كتبت في غفلة ذهبت | يا حسرة بقيت في القلب تحرقني | |
دعني أنوح على نفسي وأندبها | وأقطع الدهر بالتفكير والحزن | |
كأنني بين تلك الأهل منطرح | على الفراش وأيديهم تقلّبني | |
كأنني وحولي من ينوح ومن | يبكي عليّ وينعاني ويندبني | |
وقد أتوا بالطبيب كي يعالجني | ولم أرَ الطبيب اليوم ينفعني | |
واستخرج الروح مني في تغرغرها | وصار ريقي مريراً حين غرغرني | |
واشتدّ نزعي وصار الموت يجذبها | من كلّ عرق بلا رفق ولا هون | |
وسلّ روحي وظلّ الجسم منطرحاً | بين الأهالي وأيديهم تقلبني | |
وغمضوني وشدوا الحلق وانصرفوا | بعد الإياس وجدوا في شرى الكفن | |
وسار من كان أحب الناس في عجل | نحو المغسل يأتيني ليغسلني | |
وأضجعوني على الأرواح منطرحاً | وقام في الحال منهم من يغسلني | |
وأسكب الماء من فوقي وغسلني | غسلاً ثلاثاً ونادى القوم بالكفن |
وألبسوني ثياباً لا كمام لها
وصار زادي حنوطاً حين حنطني
وأخرجوني من الدنيا فوا أسفا
على رحيل بلا زاد يبلغني
وحملوني على الأكتاف أربعة | من الرجال وخلفي من يشيّعني | |
وقدّموني إلى المحراب وانصرفوا | خلف الإمام وصلى ثم ودّعني | |
صلوا عليّ صلاةً لا ركوع لها | ولا سجود لعلّ الله يرحمني | |
وأنزلوني إلى قبري على مهل | وقدّموا واحداً منهم يُلحدني | |
وكشف الثوب عن وجهي لينظرني | وأسبل الدمع لامن عيني وقبلني | |
وقال هلّوا عليه التراب واغتنموا | فضل الثواب وكل الناس مرتهن | |
وهالني إذ رأت عيناي إذ نظرت | من هول مطلع إذ كان أغفلني | |
من منكر ونكير ما أقول لهم | قد هالني أمرهم جداً فأفزعني | |
وأقعدوني وجدّوا في سؤالهم | مالي سواك إلهي من يخلصني | |
فامنن عليّ بعفو منك يا أملي | امننْ على تاركِ الأولاد والوطن | |
تقاسم أهلي الميراث وانصرفوا | وصار وزري على ظهري يثقلني | |
واستبدلت زوجتي بعلاً لها بدلي | وحكّمته في الأموال والسكن | |
وصيّرت ابني عبداً ليخدمه | وصار مالي لهم حلاً بلاثمن | |
فلا تغرّنك الدنيا وزخرفها | انظر لأفعالها بالأهل والوطن | |
وانظر إلى من حوى الدنيا بأجمعها | هل راح منها بغير الحنط والكفن | |
خذ القناعة من دنياك وارضَ بها | لو لم يكن فيها إلا راحة البدن | |
يا نفس كُفّي عن العصيان واكتسبي | فضلاً جميلاً لعلّ الله يرحمني | |
يا نفس ويحك توبي واعملي حسناً | عسى تُجازين بعد الموت بالحسنِ | |
ثمّ الصلاة على المختار سيدنا | من ضأضأ البرق في شام وفي يمن | |
والحمد لله ممسينا ومصبحنا | بالخير والعفو والإحسان والمنن |
أسامة بن منقذ يرثي أهله الذين هلكوا بإحدى الزلازل
ما استدرج الموت قومي في هلاكهم
ولا تخرّمهم مثنى ووحدانا
فكنت أصبر عنهم صبر محتسب
وأحمد الخطب فيهم عزّ أو هانا
وأقتدي بالورى قبلي فكم فقدوا | أخاً وكم فارقوا أهلاً وجيرانا | |
لكن سقيت المنايا وسط جمعهم | رغماً فخروا على الأذقان اذعانا | |
وفاجأتهم من الأيام قارعة | سقتهم بكؤوس الموت ذيفانا | |
ماتوا جميعاً كرجع الطرف وانقرضوا | هل ما ترى تارك للحين إنسانا | |
اعزز علي بهم من معشر صبروا | على الحفيظة أن ذو لوثة لانا | |
لم يترك الدهر لي من بعد فقدهم | قلباً أجشمه صبراً وسلوانا | |
فلو رأوني لقالوا مات أسعدنا | وعاش للهمِّ والأحزان أشقانا | |
لم يترك الموت منهم من يخبرني | عنهم فيوضح ما قالوه تبيانا | |
بادوا جميعاً وما شادوا فوا عجباً | للخطب أهلك عُمّاراً وعمرانا | |
هذي قصورهم أمست قبورهم | كذاك كانوا بها من قبل سكانا | |
ويح الزلازل أفنت معشري فإذا | ذكرتهم خلتني في القوم سكرانا | |
لا ألتقى الدهر من بعد الزلازل ما | حييت إلا كسير القلب حيرانا |
أخنت على معشري الأدنين فاصطلمت
منهم كهولاً وشباناً وولدانا
لم يحمهم حصنهم منها ولا رهبت
بأساً تبادره الأقران أزمانا
يطيّب النفس عنهم أنهم رحلوا
وخلّفوني على الآثار عجلانا
المقصورة الدريدية لأبي بكر محمد بن دريد:
يا ظبية أشبه شىء بالمهى | ترعى الخزامى بين أشجار النّقا | |
فكلُّ ما لاقيته مغتفر | في جنب ما أسأره شحط النوى | |
لو لابس الصخر الأصمُّ بعض ما | يلقاهُ قلبي فضّ أصلاد الصفا | |
شجيتُ لا بل أجرضتني غُصّة | عنودها أقتل لي من الشجا | |
إن يحمِ عن عيني البكا تجلّدي | فالقلب موقوف على سبل البكا | |
لو كانت الأحلام ناجتني بما | ألقاه يقظانَ لأصماني الردى | |
منزلة ما خلتها يرضى بها | لنفسه ذو أدب ولا حِجا | |
في كل يوم منزل مستوبَل | يشتف ماء مهجتي أو مُجتوى | |
أرمّق العيش على برضٍ فإن | رمت ارتشافاً رمت صعب المنتشى | |
يا دهر إن لم تك عُتبى فاتئد | فإن إروادك والعتبى سوا | |
رفّه عليّ،طالما أنصبتني | واستبقِ بعض ماء غصنٍ ملتحى | |
لا تحسبن يا دهر أني ضارع | لنكبة تُعرقني عرقَ المُدى | |
مارستَ من لو هوت الأفلاك من | جوانب الجوِّ عليه ما شكا | |
رضيتُ قسراً وعلى القسر رضى | من كان ذا سخط على صرف القضا | |
من الجديدين إذا ما استوليا | على جديد أدنياه للبلى | |
ما كنتُ أدري والزمانُ مولع | بشتِّ ملمومٍ وتنكيثِ قوى | |
إن القضاء قاذفي في هوةٍ | لا تستبلُّ نفس من فيها هوى | |
فإن عثرتُ بعدها، إن وألت | نفسي من هاتا فقولا لا لَعا | |
وإن تكن مدّتها موصولة | بالحتفِ سلطت الأسا على الأسى | |
هل أنا بِدع من عرانين عُلا | جار عليهم صرف دهر واعتدى | |
فإن أنالتني المقادير الذي | أكيده لم آلُ في رأب الثأى |
ما اعتنّ لي يأس يناجي همّتي
إلا تحداه رجاء فاكتمى
لو مُثل الحتف له قِرناً لما
ردته عنه هيبة ولا انثنى
ولو حمى المقدار عنه مهجةٌ | لرامها أو يستبيح ما حمى | |
تغدو المنايا طائعات أمره | ترضى الذي يرضى وتأبى ما أبى | |
بل قسماً بالشمِّ من يعرب هل | لمٌسمٍ من بعد هذا منتهى | |
هم الأولى أجروا ينابيع الندى | هاميةً لمن عرا أو اعتفى | |
وصاحباي صارم في متنه | مثل مدبِّ النمل يعلو في الربى | |
يُري المنون حين تقفو إثره | في ظلم الأكباد سبلاً لا ترى | |
إن العراق لم أفارق أهله | عن شنآن صدّني ولا قلى | |
ولا أطبى عيني مذ فارقتهم | شىء يروق العين من هذا الورى | |
إن كنت أبصرت لهم من بعدهم | مثلاً فأغضيت على وخز السفا | |
حاشا الأميرين اللذين أوفدا | عليِّ ظلاً من نعيم قد ضفا | |
هما اللذان أثبتا لي أملاً | قد وقف اليأس به على شفا | |
تلافيا العيش الذي رنّقه | صرف الزمان فاستساغ وصفا | |
وأجريا ماء الحيا لي رغدا | فاهتز غصني بعد ما كان ذوى | |
وقلداني منّة لو قُرنت | بشكرِ أهل الا{ض عني ما وفى | |
نفسي الفداء لأميريَّ ومن | تحت السماء لأميريَّ الفدا | |
لا زال شكري لهما مواصلاً | لفظي أو يعتاقني صرف المنى | |
قد مارست مني الخطوب ما رسا | يساور الهول إذا الهول علا | |
لي التواء إن معاديَّ التوى | ولي استواءٌ إن مُواليَّ استوى | |
طعمي شريٌ للعدو تارة | والراح والأري لمن ودّي ابتغى | |
لدنٌ إذا لوينت سهل معطفي | ألوى إذا خوشنت مرهوب الشذا | |
يعتصم الحلم بجنبيَ حبوتي | إذا رياح الطيش طارت بالحبى | |
لا يطبّيني طمع مدنس | إذا استمال طمع أو أطّبى | |
والناس كالنبت فمنهم رائع | غضٌّ نضيرٌ،طعمه مرُّ الجنى | |
ومنه ما تقتحم العين فإن | ذقتَ جناه انساغ عذباً في اللّها | |
من ظلم الناس تحاموا ظلمه | وعزّ عنهم جانباه واحتمى | |
وهم لمن لان لهم جانبه | أظلم من حيات أنباث السفا | |
عبيدُ ذي المال وإن لم يطعموا | من غمرةٍ في جرعةٍ تشفي الصدا | |
وهم لمن أملق أعداء وإن | شاركهم فيما أفاد وحوى | |
لا ينفع اللبّ بلا جدِّ ولا | يحطّك الجهل إذا الجدُّ علا | |
من لم تعظه عبراً أيامه | كان العمى أولى به من الهدى | |
من لم يعظه الدهر لم ينفعه ما | راح به الواعظ يوماً أو غدا | |
من ناط بالعُجب عُرى أخلاقه | نيطت عرى المقت إلى تلك العرى | |
والناسُ ألفٌ منهم كواحدٍ | وواحدٍ كالألف إن أمرٌ عنا | |
وللفتى من ماله ما قدّمت | يداه قبل موته لا ما اقتنى | |
وإنما المرء حديثٌ بعده | فكن حديثاً حسناً لمن وعى | |
وآفة العقل الهوى فمن علا | على هواه عقله فقد نجا | |
وسائلي بمزعجي عن وطنٍ | ما ضاق بي جنابه ولا نبا | |
قلت القضاء مالكٌ أمر الفتى | من حيث لا يدري ومن حيث درى | |
لا تسألني واسأل المقدار هل | يعصم منه وزر ومذَّرى | |
لا غرو إن لجَّ زمان جائر | فاعترق العظم المُمخَّ وانتقى | |
من كلَّ ما نال الفتى قد نلته | والمرءُ يبقى بعده حسن الثنا | |
فإن أمتْ فقد تناهت لذّتي | وكلّ شىء بلغ الحدّ انتهى | |
وإن أعش صاحبت دهري عارفاً | بما انطوى من صرفه وما انسرى | |
حاشا لما أسأره فيَّ الحجا | والحلم أن أتبع روّاد الخنا |
وأن أُرى لنكبة مختضعاً
أو لابتهاج قَرِحاً ومزدهى
الحطيئة:
سُئلتَ فلم تبخلْ ولم تُعطِ طائلاً | فسيّان لا ذمَّ عليك ولا حمدُ | |
وأنتَ امرؤٌ لا الجودُ منكَ سجيّةٌ | فتُعطي وقد يُعدي على النائلِ الوُجْدُ |
فأثنوا علينا لا أبا لأبيكم
بأفعالنا إنَّ الثناءَ هو الخلدِ
وتقوى الله خيرُ الزاد ذخراً | وعند الله للأتقى مزيدُ | |
وما لا بُدَّ أن يأتي قريبٌ | ولكنَّ الذي يمضي بعيدُ |
إذا ما العينُ فاضَ الدّمعُ منها
أقولُ بها قذى وهو البكاءُ
قالت أمامة:لا تجزع فقلت لها: | إنَّ العزاءَ وإنَّ الصّبرَ قد غُلبا | |
إنَّ امرأً رهطهُ بالشامِ منزلُهُ | برملِ يَبرينَ جاراً شدَّ ما اغتربا |
وأخذت أقطار الكلام فلم أدعْ
ذماً يضرُّ ولا مديحاً ينفعُ
هُمُ صنعوا لجارهم وليستْ | يدُ الخرقاءِ مثلَ يدِ الصّناعِ |
وأكرمتُ نفسي اليوم عن سوءِ طِعمةٍ
ويقنى الحياءَ المرءُ والرمحُ شاجره
فقوموا ولا تُعطوا اللئامَ مقادةً | وقوموا ولو كانَ القيامُ على الجمرِ |
إذا ما رأيتَ القومَ طاشت نبالهم
وخلى لك القومُ القناصة فاصطدِ
لَعمري قد جرّبتكم فوجدتكم | قباحَ الوجوهِ سىء العذراتِ | |
وجدتكمُ لم تجبروا عظمَ مُغرمٍ | ولا تنحرون النيب في الحجرات |
إن نزلَ الشتاءُ بدارِ قومٍ
تَجنّبَ جارَ بيتهمُ الشتاء
أغربالاً إذا استُودعت سرّاً | وكانوناً على المُتحدثينا |
جاراً لقومٍ أطالوا هُونَ منزلهِ
وغادروهُ مقيماً بين أرماسِ
ملّوا قِراهُ وهرّتهُ كلابهمُ
وجرّحوهُ بأنيابٍ وأضراسِ
قبّحَ الإلهُ بني بِجادٍ إنّهم بلدُ الحفيظة واحدٌ مولاهمُ | لا يُصلحونَ،وما استطاعوا أفسدوا جُمدٌ على من ليس عنهُ مُجمَدُ | |
فإذا تقّطعت الوسائلُ بيننا فيما | جنت أيديهم فليبعدوا | |
من كان يَحمدُ في القرى ضيفانه | فينو بجادٍ في القرى لم يُحمدوا |
نِعامٌ إذا ما صيح في حجراتكم
وأنتم إذا لم تسمعوا صارخاً فما دثر
ترى اللؤم منهم في رقابٍ كأنّها
رقابُ ضباع فوق آذانها الغفر
وإنَّ الجارَ مثلُ الضيفِ يغدو | لوجهتهِ، وإن طالَ الثواءُ | |
وإني قد عُلقِتُ حبالَ قومٍ | أعانُهمُ على الحسبِ الثراءُ | |
إذا نزلَ الشتاءُ بأرضِ قومٍ | تجنبَ جارَ بيتهم الشتاء |
نمشي على ضوءِ أحسابٍ أضانَ لنا
كما أضاءت نجومُ الليل للساري
إذا ما دُعوا لم يسألوا من دعاهُمُ | ولم يُمسكوا فوق القلوبِ الخوافقِ | |
وطاروا إلى الجُردِ العِتاقِ فألجموا | وشدُّوا على أوساطهم بالمناطقِ | |
أحلّوا حياضَ الموتِ فوقَ جباههمْ | مكانَ النواصي من وجوهِ السوابقِ |
سئمت فلم تبخل ولم تعطِ طائلاً
فسيّان لا ذمّ عليك ولا حمد
جاورتُ آلَ مقلَّدٍ فحمدتُهم | إذ لا يكادُ أخو جوار يُحمدُ | |
أيام من يُردِ الصنيعة يصطنِع | فينا ومن يُرِد الزهادةَ يزهَدُ |
ولما أن أتيتكُمْ أبيتُمْ
وشرُّ مواطِنِ الحسبِ الإباءُ
قالت أمامةُ:لا تَجزعْ ،فقلت لها: | إنَّ العزاءَ وإنَّ الصبر قد غُلبا | |
سيري أُمامُ،فإنَّ الأكثرين حصىٍ | والأكرمين إذا ما يُنسبون أبا |
فلم أشتُمْ لكم حسياً ولكن
حَدوتُ بحيثُ يُسمَعُ الحُداءُ
جزى الله خيراً والجزاءُ بِكفّهِ | على خيرِ ما يُجزي الرجالُ بغيضاً | |
فلو شاء،إذ جئناهُ صدّا فلم يَلُمْ | وصادفَ منأى في البلادِ عريضا | |
تداركتنا حتى استقلَّتْ رماحُنا | فعشنا وألقينا إليكَ حريضا | |
فكنُتَ كذاتِ العُشِّ جادتْ بِعشها | لأفراخها حتّة أطقنَ نهوضا |
ألا قالت أُمامةُ هل تعزّى
فقلتُ
:
أُميمَ لو غُلبَ العزاءُ
هلّا التمستِ لنا إن كنتِ صادقةً حتى يُجازيَ أقواماً بسعيهمُ | مالاً فيكسبنا بالخَرجِ أو نشبا من آلِ لأيٍ وكانوا سادةً نُجبا | |
رَدّوا على جارِ مولاهم بمهلكةٍ | لولا الإلهُ ولولا عطفهُم عطِبا | |
سيري،أُمامَ،فإنّ الأكثرين حصىً | والأكرمينَ إذا ما يُنسبونَ أبا |
هُمُ القومُ الذين إذا ألمّتْ
من الأيامِ مُظلِمةٌ أضاءوا
وقد مدحتكمُ عمداً لأرشدكمْ | كيما يكون لكم متحي وإمراسي | |
فما ملكت بأن كانت نفوسكم | كَفاركٍ كرهت ثوبي وإلباسي |
لما بدا ليَ منك عيبُ أنفسِكم
ولم يكن لجراحي منكمُ آسِ
أزمعتُ يأساً مُبيناً من نوالكم
ولن يرى طارداً للِحُرِّ كاليأسِ
جارٌ لقومٍ أطالوا هُونَ منزلهِ
وغادروهُ مقيماً بين أرماسِ
ملّوا قِراه،وهرّتهُ كلابهُمُ | وجرّحوهُ بأنيابٍ وأضراسِ |
وإن قال مولاهم،على جلّ حادث
من الدّهر
:
ردوا فضا أحلامكم،ردوا
وشَرُّ المنايا ميتٌ وسط أهلهِ | كُهُلكِ الفتى قد أسلم الحيَّ حاضرُه |
فإنَّ الشقيَّ من تُعادي صدورُهم
وذو الجَدِّ من لانوا إليه ومن ودّوا
وتعذلني أبناءُ سعدٍ عليهم | وما قلتُ إلا بالتي عَلمتْ سعدُ |
وإن كانت النعماء فيهم جزوا بها
وإن أنعموا لا كدّروها ولا كدّوا
يسوسونَ أحلاماً بعيداً أناتُها أقِلّوا عليهم لا أبا لأبيكمُ | وإن غضبوا جاءَ الحفيظةُ والجِدُّ من اللوم أو سُدّوا المكانَ الذي سَدوا | |
أولئك قوم إن بَنوا أحسنوا البُنى وإن كانت النُّعماءُ فيهم جَزوا بها | وإن عاهدوا أوفوا،وإن عقدوا شَدّوا وإن أنعموا لا كدّروها ولا كَدّوا | |
وإن قال مولاهم على جُلِّ حادثٍ | من الدّهرِ:رُدّوا فضلَ أحلامكم رَدّوا | |
مطاعينُ في الهيجا،مكاشيفُ للدجى | بنى لهمُ أباؤهم وبنى الجَدُ |
مطاعين في الهيجاء بيضٌ وجوههم
إذا ضجَّ أهلُ الرّوعِ ساروا وهم وقر
فتىً غيرُ مفراحٍ إذا الخيرُ مسّهُ | ومن نائباتِ الدّهرِ غيرُ جزوعِ |
قومٌ هم الأنفُ والأذنابُ غيرهمُ
ومن يسوِّي بأنفِ الناقة الذنبا
ويحرِمُ سرُّ جارتهم عليهم | ويأكلُ جارُهم أنف القصاع |
أرى قومنا لا يغفرونَ ذنوبنا
ونحنُ إذا ما أذنبوا لهمُ غُفُرْ
أبى لكَ آباءٌ أبى لكَ مجدَهم | سوى المجدِ فانظر صاغراً من تنافرهْ | |
وشرُّ المنايا هالكٌ وسطَ أهلهِ | كَهلكِ الفتاةِ أيقظَ الحيُّ حاضرهْ |
وما كانَ بيني لو لقيتُكَ سالماً
وبينَ الغِنى إلا ليالِ قلائلُ
ألا ابلغْ بني عوفِ بن كعبٍ ألم أكُ نائياً فدعوتموني | وهل قومٌ على خُلُقِ سواء؟ فجاءَ بي المواعدُ والدّعاءُ | |
ألم أكُ ضيفكم فتركتموني ألم أكُ جاركُم وتكون بيني | لِكلبي في دياركم عُواء وبينكم المودّة والإخاء | |
ولما أن أتيتكمُ أبيتم ولما كنتُ جارُهم حبوني | وشرُّ مواطنِ الحسبِ الإباء وفيكم ـ كان ـ لو شئتم ـ حباءُ | |
فلما أن مدحتُ القومَ قلتُم | هجوتَ وما يحلُّ ليَ الهجاءُ |
أبى لكَ آباءٌ أبى لكَ مجدَهم
سوى المجدِ فانظر صاغراً من تنافرهْ
وشرُّ المنايا هالكٌ وسطَ أهلهِ
كَهلكِ الفتاةِ أيقظَ الحيُّ حاضرهْ
أتتني لسان فكذبتها | وما كنتُ أحسبها أن تقالا | |
بأنَّ الوشاة بلا حُرمة | أتوك فراموا لديكَ المحالا | |
فجئتُكَ معتذراً راجياً | لعفوكَ أرهب منك النكالا | |
فلا تسمعن بي مقال العِدى | ولا تؤكِلنِّي هُديتَ الرجالا |
الشّعرُ صعب وطويلٌ سُلّمهْ
إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمهْ
زَلّتْ بهِ إلى الحضيضِ قَدَمهْ
يريد أن يُعربه فيعجمه
سعيدٌ فلا تَغرُركَ خِفّةُ لحمهِ | تَخدَّدَ عنهُ اللحمُ وهو صليبُ | |
إذا خافَ إصعاباً من الأمرِ صدرُهُ | علاهُ فباتَ الأمرُ وهو رَكوبُ | |
إذا غابَ عنا غاب ربيعنا | ونُسقى الغمامَ الغرَّ حينَ يثوبُ |
فما كان بيني لو رأيتك سالماً
وبين الغنى إلا ليالٍ قلائلُ
فإن عشتُ لم أملك حياتي،وإن أمت
فما في حياتي بعد موتكَ طائلُ
ماذا تقولُ لأفراخِ بذي مَرَخٍ | زغب الحواصل لا ماءٌ ولا شجرُ | |
ألقيتَ كاسيهم في قعر مظلمةٍ | فاغفر عليكَ سلامُ الله ياعمرُ | |
أنتَ الإمامُ الذي منْ بعدِ صاحبهِ | ألقى إليكَ مقاليدَ النُّهى البشرُ | |
ما آثروكَ بها إذ قدّموكَ لها | لكن بك استأثروا إذ كانتِ الأُثرُ |
فما كان بيني لو رأيتك سالماً
وبين الغنى إلا ليالٍ قلائلُ
فإن عشتُ لم أملك حياتي،وإن أمت
فما في حياتي بعد موتكَ طائلُ
إذا خافكَ القومُ اللئامُ وجدتهم | سراعاً إلى ما تشتهي وتريدُ | |
وإن أمنوا شرَّ امرىءٍ نصبوا له | عداوتهم إمّا رأوهُ يحيدُ | |
فَداوهم بالشرِّ حتى تُذلهم | وأنتَ إذا ما رُمتَ ذاكَ حميدُ | |
وهم إن أصابوا منكَ في ذاكَ غفلةً | أتاكَ وعيدٌ منهم ووعيد | |
فلا تَخشهم واخشُنْ عليهم فإنّهم | إذا أمنوا منكَ الصِّيالَ أسودُ |
لقد مريّتكمْ لو أنَّ درتكمْ
يوماً يجىءُ بها مُسحي وإبساسي
هم المتضمنون على المنايا | بمال الجار ذلكمُ الوفاءُ | |
هم الآسون أُمّ الرأس لما | تواكلهم الأطبّة والأساء | |
وإن بلاءَهمُ ما قد علمتم | لدى الداعي إذا رُفِعَ اللواء | |
إذا نزل الشتاء بجار قوم | تجنّب جار بيتهم الشتاء | |
فابقوا ـ لا أبا لكم ـ عليهم | فإن ملامة المولى شقاء | |
وإن أباكمُ الأدنى أبوهمْ | وإن صدورهم لكم براء | |
وإن سعاتُهم لكمُ سُعاةٌ | وإنّ نماءَهم لكم نماء |
إذا خافَ إصعاباً من الأمرِ صدره
علاهُ بتات الأمر وهو ركوب
ولما كنتُ جارَهُمُ حَبوني | وفيكم كان ـ لو شئتم ـ حباء | |
ولما أن مدحتُ القومَ قلتم | هجوت ولا يحلُّ لك الهجاء | |
ألم أكُ مسلماً فيكون بيني | وبينكم الموّدة والإخاء | |
فلم أشتم لكم حسباً ولكن | حدوتُ بحيث يستمعُ الحداء |
يقولون يستغني ووالله ما الغنى
من المال إلا ما يعفُّ وما يكفي
فراقُ حبيب وانتهاءٌ عن الهوى
فلا تعذليني قد بدا لكِ ما أُخفي
تَحنّنْ عليَّ،هداكَ المليكُ | فإنَّ لكُلِّ مقامٍ مقالا | |
ولا تأخذني بقولِ الوشاةِ | فإنَّ لكُلِّ زمانٍ رجالا |
إذا غبتَ عنا غابَ عنا ربيعنا
ونُسقى الغمامَ الغُرَّ حين تؤوبُ
لمّا بدا لي منكمُ غيبُ أنفسكم | ولم يكن لجراحي منكمُ آسي | |
جمعتُ يأساً مُريحاً من نوالِكمُ | ولن ترى طارداً للحُرِّ كالياسِ |
كدحتُ بأظفاري وأعملتُ مِعولي
فصادفتُ جلمودا من الصخرِ أملسا
تشاغلَ لما جئتُ في وجهِ حاجتي
وأطرقَ حتى قلتُ قد ماتَ أو عسى
لَعمري لَنِعم المرءُ من آلِ جعفرٍ | بحورانَ أمسى ألقتهُ الحبائلُ | |
لقد فقدوا عزماً جليلاً وسؤدداً لعمري لَنِعمَ المرءُ لا واهنُ القوى | وحلماً أصيلاً خالفتهُ المجاهلُ ولا هو للمولى على الدهر خاذل | |
إذا عشتَ لم أملل حياتي وإن تمت | فما في حياةٍ بعد موتكَ طائلُ | |
وما كان بيني لو لقيتكَ سالماً | وبينَ الغنى إلا ليالٍ قلائلُ |
فإن تحيَ لم أملل حياتي ،وإن تمت
فما في حياتي بعد موتك طائل
إلى القائل الفّعال علقمة النّدى
رحلت قلوصي تجتويها المناهل
اقِلّي عليَّ الّلومَ يا ابنةَ مُنذرٍ ذريني ونفسي،أُمَّ حسانَ،إنّني | ونامي، وإن لم تشتهي النومَ فاسهري بها، قبْلَ ألا أملِكَ البيعَ مشتري | |
أحاديثَ تبقى، والفتى غيرُ خالدٍ | إذا هو أمسى هامةً فوقَ صُيِّرِ | |
ذريني أُطَوِّفُ في البلادِ لعلّني | أُخَلِّيكِ أو أُغنيكِ عن سوءِ محضري | |
فإن فازَ سهمٌ للمنيّةِ لم اكنْ | جزوعاً وهل عن ذاكَ من مُتاخرِ |
جزى الله خيراً،كلّما ذُكرَ اسمهُ
أبا مالك،إن ذلكَ الحيُّ أصعدوا
وزوّدَ خيراً مالكاً،إن مالكاً
له ردّةً فينا،إذا القومُ زُهَّدُ
تمنّى غربتي قيس،وإنّي | لأخشى إن طحى بك ما تقول | |
وصارت دارُنا شَحطاً عليكم | وجُفَّ السيف كنتَ بهِ تصولُ | |
عليكَ السّلم فاسلمها إذا ما | آواكَ لهُ مبيت أو مقيلُ | |
بأن يعيا القليلُ عليك،حتى | تصير له،ويأكلكَ الذليل |
بنيت على خلق الرجالِ بأعظمٍ
خفافٍ،تثنى تحتهنَّ المفاصلُ
وقلب جلا عنه الشكوك فإن تشأ
يُخبرّكَ ظهرَ الغيبِ ما أنتَ فاعلُ
ما بي من عار إخال علمته إذا ما أردت المجد قصر مجدهم | سوى أن أخوالي نسبوا نهد فأعيا على أن يقاربني المجد | |
فيا ليتهم لم يضربوا في ضربة | وأني عبدٌ فيهمُ وأبي عبد |
وإنّي لحلو إن أُريدت حلاوتي
ومرُّ إذا نفسي العزوف استمرت
أبيٌّ لما آبى،سريعٌ مباءتي
إلى كلِّ نفس تنتحي في مسرتي
تمنّى غربتي قيس،وإنّي | لأخشى إن طحى بك ما تقول | |
وصارت دارُنا شَحطاً عليكم | وجُفَّ السيف كنتَ بهِ تصولُ | |
عليكَ السّلم فاسلمها إذا ما | آواكَ لهُ مبيت أو مقيلُ | |
بأن يعيا القليلُ عليك،حتى | تصير له،ويأكلكَ الذليل |
تقولُ
:
ألا أقصر من الغزو،واشتكى
لها القول،طرفٌ أحورُ العينِ دامعُ
فلا أنا ممّا جرّتِ الحربُ مُشتكٍ | ولا أنا ممّا أحدثَ الدهرُ جازع |
عجبتُ لهم إذ يقتلون نفوسهم
ومقتلهم عند الوغى كان أعذرا
قليلٌ عَيبهُ والعيبُ جَمٌّ | ولكنَّ الغني ربٌّ غفورُ |
تقول سليمى لو أقمت بأرضنا
ولم تدرِ أنّي للمقامِ أطوّفُ
مُطلاً على أعدائهِ يزجرونهُ
بساحتهم زجرَ المنيحِ المُشهّرِ
إذا بعدوا لا يأمنون اقترابهُ
تشوُّفَ أهلِ الغائبِ المنتظرِ
دعيني أُطوِّفُ في البلادِ لعلّني
أُفيدُ غنىً، فيه لذي الحقِّ مَحملُ
أليسَ عظيماً أن تُلِمَّ مُلّمةٌ
وليسَ علينا في الحقوقِ مُعَوَّلُ
فإن نحن لم نملك دفاعاً بحادثٍ
تُلِمُّ به الأيام فالموتُ أجملُ
فما أنا عند هيجا كلَّ يومٍ
بمثلوجِ الفؤادِ ولا جبانِ
يصافيني الكريمُ إذا التقينا
ويبغضني اللئيم إذا رآني
أعيرتموني أنَّ أمي تريعة
وهل يُنجبن في القوم غير الترائع
وما طالب الأوتار إلا ابن حرّة
طويلُ نجاد السيف ،عاري الأشاجع
فإنّ الحرب لو دارت رحاها
وفاض العزّ واتّبع القليل
أخذت ،وراءنا،بذنابِ عيشٍ
إذا ما الشمسُ قامت لا تزولُ
ولم أسألك شيئاً قبل هاتي
ولكني على أثرِ الدليلِ
وكانت لا تلومُ فأرّقتني
ملامتها على دل الجميل
وآست نفسها وطوت حشاها
على الماءِ لبقراحِ مع المليل
ما بالثراء يسودُ كلّ مُسوَّدٍ
مثرٍ ولكن بالفعالِ يسود
بل لا أكاثرُ صاحبي في يُسرهِ
وأصدُّ إذ في عيشهِ تصريد
فإذا غنيت فإن جاري نيله
من نائلي وميسري معهود
وإذا افتقرت فلن أرى متخشعاً
لأخي غنى معروفه مكدود
لا تلم شيخي فما أدري به
غير أن شاركَ نهداً في النسب
كان في قيس حسيباً ماجداً
فأنت نهدٌ على ذاك الحسب
هم عيّروني أنَّ أمي غريبة
وهل في كريمٍ ماجدٍ ما يُعيّر؟
وقد عيّروني المال حين جمعتهُ
وقد عيّروني الفقر إذ أنا مقترُ
وعيّني قومي شبابي ولِمّتي
متى ما يشا رهط امرىء يتغيّرُ
ولا أنتمي إلا لجار مجاور
فما آخرُ العيش الذي أنتظر؟
وقالوا أحب وانهقْ لا تضيرك خيبر
وذلك من دين اليهود ولوع
لَعمري لئن عشرت من خشيّة الرّدى
نهاق الحمير إنني لجزوعُ
فكيفَ وقد ذكيت واشتدّ جانبي
سليمى وعندي سامع ومطيع
لسان وسيف صارم وحفيظة
ورأي لآراء الرجال صروع
تُخوّفني ريب المنون وقد مضى
لنا سلف،قيس،معاً وربيعُ
ألم تعلمي يا أمّ حسان،أننا
خليطا زيال،ليس عن ذاك مقصرُ
وأن المنايا ثغر كل ثنيّة
فهل ذاك عمّا يبتغي القوم محصر
أقيموا بني لبنى صدور ركابكم
فكلّ منايا النفس خير من الهزل
فإنكم لن تبلغوا كل همّتي
ولا أربي حتى تروا منبت الأثل
ولا يُستضامُ الدهر،جاري،ولا أرى
كمن بات تسري للصديقِ عقاربه
وإن جارتي ألوت رياحٌ ببيتها
تغافلت حتى يستر البيت جانبه
ومن يكُ مثلي ذا عيالٍ ومقتراً
من المال يطرح نفسه كلّ مطرح
ليبلغ عُذراً أو يُصيبَ رغيبةً
ومبلغ نفس عذرها مثلُ منجح
لسان وسيف صارم وحفيظة
ورأيٌ لآراءِ الرجالِ صروعُ
تخوّفني ريب المنون وقد مضى
لنا سلفٌ،قيس،معاً وربيعُ
وقلبٍ جلا عنهُ الشكوك،فإن تشأ
يُخبرك،ظهر الغيب،ما أنتَ فاعل
وما طالبُ الحاجاتِ من كلِّ وجهةٍ
من الناس إلا من أجدَّ وشمّرا
أحاديثُ تبقى والفتى غيرُ خالدٍ
إذا هو أمسى هامةً تحت صُبّرِ
ما بي من عارٍ،إخالُ علمتهُ
سوى أن أخوالي،إذا نسبوا،نهدُ
إذا ما أردتُ المجدَ قصّرَ مجدهم
فأعيا عليَّ أن يُقاربني المجدُ
ثعالبُ في الحربِ العوانِ،فإن تنجُ
وتنفرجُ الجُلّى فإنهم الأسدُ
إذا المرءُ لم يطلب معاشاً لنفسهِ
شكا الفقرَ،أو لامَ الصديقَ فأكثرا
وصارَ على الأدنين كَلاً،وأوشكت
صلاتُ ذوي القربى له أن تنكرا
وما طالب الحاجات من كلِّ وجهة
من الناسِ إلا من أجد وشمرا
فسرْ في بلاد الله والتمس الغنى
تعش ذا يسار،أو تموت فتعذرا
قالت تماضر إذ رأت مالي خوى
وجفا الأقارب،فالفؤاد قريحُ
مالي رأيتُكَ في الندى منكساً
وصباً،كأنّكَ في النديّ نطيحُ؟
خاطر بنفسكَ كي تُصيب غنيمة
إن القعودَ مع العيالِ قبيحُ
المال فيه مهابة وتجلّة
والفقرُ فيه مذلّةٌ وفضوحُ
إذا أمرتني بالعقوقِ حليلتي
فلم أعصها،إنّي إذاً لمضيعُ
فيا للناس كيف غلبت نفسي
على شىء ويكرهه ضميري
تقولُ
:
ألا أقصر من الغزو،واشتكى
لها القولَ،طرفٌ أحور العين دامعِ
سأغنيكِ عن رجعِ الملام بمزمعٍ
من الأمر،لا يغشو عليه المطاوعِ
لبوس ثياب الموتِ حتى إلى الذي
يوائم إما سائم أو مصارع
ويدعونني كهلاً،وقد عشتُ حِقبةً
وهنّ،عن الأزواجِ نحوي،نوازع
كأني حصان مال عنه جلاله
أغرُّ كريم،حوله العودُ،راتع
فما شابَ رأسي من سننٍ تتابعت
طوالٍ،ولكن شيبته الوقائع
الربيع بن ضبع
وكم غمرة هاجت بأمواج غمرة | تلّقيتها بالصبرِ حتى تجلّتِ | |
وكانت على الأيام نفسي عزيزة | فما رأت صبري على الذلِّ ذلّتِ |
أبو هلال العسكري
تَضنُّ بتسليمٍ وزورةِ ساعةٍ | فكيفَ تُرَجّي جودَ كفيك بالوَفرِ |
أبو النجم العجلي
كلنا يأملُ في الأجل | والمنايا هي آفاتُ الأمل |
ابراهيم بن المهدي
لئن جَحدتُكَ معروفاً مننتَ بهِ | إني لفي اللؤمِ أحظى منك في الكرمِ |
إبراهيم بن المنذر الخزامي:
فإنّكَ لن ترى طرداً لِحرٍ | كإلصاق به طرف الهوان | |
ولم تجلبْ مودة ذي وفاء | بمثلِ البِرِّ أو لطفِ اللسانِ |
همام الرقاشي:
أبلغْ أبا مسمع عني مغلغلة | وفي العتابِ حياة بين أقوامِ | |
قدمت قبلي رجالاً لم يكن لهم | في الحقّ أن يلجوا الأبواب قدامي | |
حتى جعلت إذا ما حاجتي عرضت | ببابِ دارك أدلوها بأقوام |
عبد الله بن القرشي:
من كان حينَ تمسُّ الشمسُ جبهتهُ | أو الغبارُ يخافُ الشين والشعثا | |
ويألفُ الظلَ كي تبقى بشاشتهُ | فسوفَ يسكنُ يوماً راغماً جدثا | |
في بطنِ مُظلمةٍ غبراءَ مُقفرةٍ | كيما يُطيلُ بها في جوفها اللبثا | |
تجهزي بجَهازٍ تبخلين به | يا نفسُ واقتصدي لم تخلقي عبثا |
الأبيرد:
نشدُتك هل يشفي قلوبَ ذوي الهوى | بدوُّ ذُرى أعلامكم أم تشوقها | |
وهل ينفع العطشان بالله أن يرى | حياضَ العدى مملوءةً لا يذوقها |
فإن كانت الأيامُ فرّقنَ بيننا
فقد عذرتني في صحابته العُذرُ
فتىً ليسَ كالفتيانِ إلا خِيارُهُمْ | من القومِ جزلٌ لا قليلٌ ولا وعرُ | |
فتىً إن هو استغنى تخرَّق في الغنى | وإن كانَ فقرٌ لم يَؤُد متنهُ الفقرُ | |
ترى القوم في العزّاءِ ينتظرونهُ | إذا ضلَّ رأيُ القومِ أو حزبَ الأمرُ | |
فليتكَ كنتَ الحيَّ في الناسِ باقياً | وكنتُ أنا الميتَ الذي أدركَ الدهرُ |
ولما نعى الناعي بُريداً تغوّلت
بي الأرضُ فرطَ الحزن وانقطع الظهرُ
عساكر تغشى النفس حتى كأنّني
أخو سكرةٍ مالت بهامته الخمر
إن ساغَ بعدك لي ماء على ظمأ | فلا تجرّعت غير الصابِ والصَبّر | |
وإن نظرتُ من الدنيا إلى حسن | مُذْ غبت عني فلا مُتعتُ بالنظر | |
صحبتني والشبابُ الغضَ ثم مضى | كما مضيت فما في العيشِ من وطر | |
سبقتماني ولو خيرتُ بعدكما | لكنتُ أول لحاق على الأثر |
الطغرائي:
حُبُّ السلامة يثني هَمّ صاحبهِ
عن المعالي ويُغري المرءَ بالكسل
أُعلّلُ النفسَ بالآمالِ أرقبُها
ما أضيقَ العيش لولا فُسحةُ الأمل
لم أرضَ بالعيشِ والأيامُ مقبلةٌ
فكيفَ أرضى وقد ولّتْ على عجل
أعدى عدوّكَ أدنى من وثقت بهِ
فحاذرِ الناسَ واصحبهم على دَخَل
وحسنُ ظنّك بالأيام معجزةٌ
فظنَّ شراً وكنْ منها على وجل
غاضَ الوفاءُ وفاضَ الغدرُ وانفرجت
مسافةُ الخُلبِ بينَ القولِ والعمل
وإنّما رجلُ الدنيا وواحدُها
ترجو البقاءَ بدارٍ لا ثباتَ لها
فهل سمعتَ بظلٍّ غير منتقل
قد رشحوكَ لأملاٍ لو فطنت له
فاربأ بنفسكَ أن ترعى مع الهَمل
من لا يُعوِّلُ في الدنيا على رَجُل
الطغرائي:
تريدُ مهذباً لا عيبَ فيه | وهل عودٌ يفوحُ بلا دخانِ |
الطغرائي:
أبى الله أن أسمو بغيرِ فضائلي
إذا ما سما بالمالِ كلُّ مُسَوّدِ
وإن كرُمت قبلي أوائلُ أسرتي
فإنّي بحمدِ الله مبدأُ سؤددي
وما منصبٌ إلا وقدري فوقهُ
ولو حُطَّ رحلي بين نَسرٍ وفرقدِ
ولم أنسها والموتُ يقبض كفّها
ويبسطها والعينُ ترنو وتطرقُ
لم أرتضِ العيشَ والأيامُ مُقبلةٌ | فكيفَ أرضى وقد ولّت على عجلِ | |
غالى بنفسي عِرفاني بقيمتها | فصنتها عن رخيصِ القدرِ مبتذلِ | |
وعادةُ السيفِ أن يزهى بجوهرهِ | وليسَ يعملُ إلا في يدي بطلِ |
الطغرائي:
جاملْ عَدوّكَ ما استطعتَ فإنّهُ
بالرِّفقِ يُطمعُ في صلاحِ الفاسدِ
واحذرْ حسودكَ ما استطعتَ فإنّهُ
إن نِمتَ عنهُ فليسَ عنكَ براقدِ
إنَّ الحسودَ وإن أراكَ تَودُّداً
منهُ،أضرُّ من العدوِّ الحاقدِ
ولَربما رضيَ العدوُّ إذا رأى
منكَ الجميلَ فصارَ غيرَ معاندِ
ورضا الحسودِ زوالُ نعمتكَ التي فاصبرْ على غيظِ الحسودِ فنارهُ | أُوتيتها من طارفٍ أو تالدِ ترمي حشاهُ بالعذابِ الخالدِ |
أو ما رأيتَ النارَ تأكلُ نفسها
حتى تعودَ إلى الرّمادِ الهامدِ
تصفو على المحسودِ نعمةُ ربّهِ
ويذوبُ من كمدٍ فؤادُ الحاسدِ
تَصَبّرْ معينَ المُلكِ إن عنَّ حادثٌ ولا تيأسنْ من صُنعِ رَبِّكَ إنّني | فعاقبةُ الصّبرِ الجميلِ جميلُ ضمينٌ بأنَّ الله سوف يُديلُ | |
فإنَّ الليالي إذ يزولُ نعيمها | تُبشِّرُ أنَّ النائبات تزولُ | |
ألم ترَ أنَّ الليلَ بعد ظلامهِ | عليهِ لإسفارِ الصّباحِ دليلُ | |
وأنَّ الهلالَ النِّضوَ يُقمرُ بعدما | بدا وهو شَختُ الجانبينِ ضئيلُ | |
فلا تحسبنَّ الدَّوحَ يُقْلَعُ كلما | يمرُّ بهِ نفحُ الصَّبا فيميلُ |
أريدُ بسطة كفٍّ أستعينُ بها
على قضاءِ حقوق للِعلا قبلي
أهَبتُ بالحَظِّ لو ناديتُ مُستمعاً | والحَظَّ عنّي بالجُّهالِ في شُغُلِ | |
لعلّه إن بدا فضلي ونقصُهُمُ | لعينهِ نامَ عنهم أو تَنبّهَ لي |
أهَبتُ بالحَظِّ لو ناديتُ مُستمعاً
والحَظَّ عنّي بالجُّهالِ في شُغُلِ
أُريدُ بَسطةَ عيشِ استعينُ بها | على قضاءِ حقوقٍ للِعلى قِبلي | |
والدهرُ يعكِسُ آمالي ويُقنعني | من الغنيمة ـ بعد الجِدِّ ـ بالقَفَلِ |
إذا ما الهوى استولى على الرأي لم يدعْ
لصاحبهِ فيما يراهُ صوابا
فقلتُ:أدعوكَ للِجُلّى لتنصرني | وأنتَ تخذلني في الحادثِ الجللِ | |
تنامُ عيني وعين النجم ساهرةٌ | وتستحيلُ وصُبغُ الليلِ لم يَحُلِ | |
فهل تعينُ على غِيٍّ همتُ بهِ | والغيّ يزجرُ أحياناً على الفشل |
يرضى الذليلُ بخفضِ العيشِ مسكنهُ
والعزُّ عند رسيم الأينقِ الذلُلِ
والجهلُ للنفسِ رِقٌ إن ظفرتْ | بالعتقِ فالناس والدنيا لها خَدَمُ | |
عرفتُ ظاهرَ أيامي وباطنها | فلا أُبالي بما شادوا وما هدموا | |
لم يبقَ لي أربٌ في العيشِ أطلبهُ | قد استوى عنديَ الوجدانُ والعَدَمُ |
ما زلتُ أزهدُ في مودّةِ راغبٍ
حتى ابتليتُ برغبةٍ في زاهدِ
فلا تُذعِنَنْ للحطب آدك ثقلهُ | فمثلُكَ للأمرِ العظيمِ حَمولُ |
ترجو البقاء بدار لا ثبات لها
وهل سمعت بظلِّ غير منتقل؟
ولا تحسبنَّ السّيفَ يُقضَبُ كلّما | تعاوره بعد المضاء كلول |
أفي الحقِّ أني قد قضيت ديونكم
وأن ديوني باقياتٌ كما هيا
فوا أسفي،حتام أرعى مُضيِّعاً
وآمنُ خوّاناً وأذكرُ ناسيا
ومازال أحبابي يسيئون عشرتي
ويجفونني حتى عذرت الأعاديا
منْ مُبلِغ الحيِّ شَطّتْ دارهم ورضوا | بالجارِ جاراً وما أرضى بهم عِوضاً | |
قد طابَ عنكم فؤاداً طاب قبلكم | عن الرِّضاعِ تقضّى والشبابُ مضى | |
إن الزمانَ الذي كانت بشاشتهُ | للقلبِ والعينِ ملهى بان فانقرضا | |
فإن نسيتُ فيأسٌ لم يدع طمعاً | وإن ذكرتُ فعرقٌ ساكنٌ نبضا |
حكمت في مهجتي من ليس يُنصفني
ولست أبلغ من تحكيمه غرضا
حبُّ السلامةِ يثني همّ صاحبهِ | عن المعالي ويُغري المرءَ بالكسلِ | |
فإن جنحتَ إليه فاتخذ نفقاً | في الأرضِ أو سلماً في الجوِّ فاعتزلِ | |
ودعْ غِمارَ العُلا للمقدمين | على ركوبها واقتنع منهنَّ بالبللِ |
والدهرُ يعكس آمالي ويقنعني
من الغنيمة بعد الكدِّ بالقَفَلِ
لو أنَّ في شرفِ الماوى بلوغ مُنىً
لم تبرحِ الشّمسُ يوماً دارةَ الحَمَلِ
هذا جزاءُ امرىءٍ أقرانُه درجوا | من قبلهِ فتمنّى فسحةَ الأجلِ | |
فإن علاني من دوني فلا عجبٌ | لي أسوةٌ بانحطاطِ الشّمسِ عن زُحلِ | |
فاصبر لها غير محتالٍ ولا ضجرِ | في حادثِ الدهرِ ما يُغني عن الحيل |
فَسرْ بنا في ذمامِ الليلِ معتسفاً
فنفحةُ الطيبِ تهدينا إلى الحللِ
فالحبُّ حيثُ العدا والأسدُ رابضةٌ
حول الكناسِ لها غابٌ من الأسلِ
أهبتُ بالحظِّ لو ناديتُ مُستمعاً
والحظُّ عني بالجهالِ في شُغلِ
لعلّهُ إن بدا فضلي ونقصهمُ
لعينه نام عنهم أو تنبّه لي
تؤمُ ناشئة بالجزم قد سُقيت
نصالها بمياه الغُنجِ والكَحلِ
قد زادَ طيبُ أحاديثِ الكرامِ بها
ما بالكرائمِ من حين ومن بُخلِ
تبيتُ نارُ الهوى منهنّ في كبدِ
حرّى ونارُ القِرى منهم على القُللِ
يُقتلنَ أنضاءَ حبّ لا حراكَ بهم
وينحرون كرامِ الخيلِ والإبلِ
متمم بن نويرة:
وقورٌ إذا القومُ الكرامِ تقاولوا | فَحُلت حباهُمْ واستطيروا من الجهلِ | |
وكنتَ إلى نفسي أشدَّ حلاوةً | من الماءِ بالماذيّ من عسلِ النحل |
لبيباً أعانَ اللّبَ منهُ سماحةٌ
خصيباً إذا ما راكبُ الجَدْبِ أوضعا
لئن مالكٌ خلّى عليَّ مكانهُ شديدٌ على الأعداءِ سهلٌ جَنابهُ | لَنِعمَ فتى الغرّاءِ والزمنِ المحلِ لمن يجتدي معروفه غير ذي دَخلِ | |
كريمُ الثنا حُلو الشمائلِ ماجدٌ | صبورٌ على العزّاءِ مشترك الرّحلِ | |
حليمٌ إذا القومُ الكرامُ تنازعوا | فَحُلتْ حُباهم واسخفوا من الجهل | |
وإن كانت الظلماء سِتراً لبعضهم | بدا وجههُ في غيرِ فحش ولا بخلِ | |
أخو ثقةٍ لا يعتري الذمُّ نارَهُ | إذا أوقدت بين الركائبِ والرّحلِ |
إذا القومُ قالوا من فتىً لعظيمةٍ
فما كُلُّهمْ يُدعى ولكنّهُ الفتى
لا يُضمرُ الفحشاء تحتَ ثيابهِ | حلوٌ شمائلهُ عفيفُ المئزرِ | |
فلنِعمَ حشوُّ الدّرعِ كنت وحاسراً | ولِنعمَ مأوى الطارق المتنوّرِ |
وبعضُ الرجال نخلةٌ لا جَنى لها
ولا ظِلَّ إلا أن تُعدَّ من النخلِ
تراهُ كَنصلِ السيفِ يهتزُّ للندى وما كانَ وقّافاً إذا الخيلُ أحجمت | إذا لم تجد عند امرىء السوءِ مطمعا ولا طالباً من خشية الموت مفزعا | |
أبى الصبرُ آياتٍ أراها وإنني | أرى كلَّ حبلٍ بعد حبلكَ أقطعا | |
وإنّي متى ما أدعُ باسمكَ لم تُجب | وكنتَ حرِيّاً أن تُجيبَ وتُسمعا | |
فإن تكنِ الأيامُ فرّقنَ بيننا | فقد بانَ محموداً أخي حين ودّعا |
لابد من تلف مصيب فانتظر
أبأرض قومك أم بأخرى تصرع
وليأتين عليك يوم واحد
يبكي عليك مقنع لا تسمع
لقد لامني عند القبور على البكا | رفيقي،لِتذراف الدموعِ السّوافكِ | |
أمِنْ أجل قبرٍ بالملا أنتَ نائحٌ | على كلِّ قبرٍ أو على كلِّ هالك؟ | |
فقلتُ له:إنَّ الشّجا يبعثُ الشّجا | فدعني فهذا كلّهُ قبرُ مالك |
أقولُ لهندٍ حين لم أرضَ فعلها
أهذا دلالُ الحبَِّ أم فعل فاركِ
أم الصرم ما تبغي وكلُّ مفارقٍ
يسيرٌ علينا فقدهُ بعد مالكِ
إذا عبرةٌ وزّعتها بعد عبرةٍ | أبتْ،واستهلّتْ عبرةٌ ودموعُ | |
لذكرى حبيبٍ بعد هدرٍ ذكرتُهُ | وقد حانَ من تالي النجومِ طلوعُ | |
إذا رقأت عينايَ ذكرّني به | حمامٌ تنادى في الغصونِ وقوعُ | |
كأن لم أجالسهُ،ولم أمسِ ليلةٍ | أراه،ولم يُصبح ونحنُ جميعُ |
عبيد الله بن الحر الجعفي:
تُخوّفني بالقتلِ قومي وإنّما | أموتُ إذا جاءَ الكتابُ المؤّجلُ | |
لعلَّ القنا تُدني بأطرافها الفتى | فنحيا كراماً أو نموتَ فَنقُتلُ | |
إذا كنتَ ذا رمح وسيف مُصّمم | على سابح أدناكَ ممّا تؤّملُ | |
وإنّكَ إن لا تركب الهول لا تنلْ | من الماءِ ما يكفي الصديق ويفضلُ | |
إذا القِرن لا قاني وملَّ حياته | فلستُ أبالي أيّنا ماتَ أوّلُ |
إذا ما اتقوني بالسيوفِ غشيتهم
بنفسٍ لما تخشى النفوسَ ورود
علي بن محمد التنوخي:
تَخيّر إذا ما كنت في الأمرِ مرسلاً | فمبلغُ آراء الرجالِ رسولها |
علي بن مقرب:
ومن يستمع في قومه قول كاشحٍ | أصيبت كما شاءَ الأعادي مقاتله |
أبو نُخيلة الراجز:
شكرتُكَ،إنَّ الشُّكرَ حبلٌ من التقى | وما كلُّ من أوليتَهُ نِعمةً يقضي | |
وألقيتَ ،لمّا أن أتيتُكَ زائراً | عليَّ لحافاً سابغ الطولِ والعرضِ | |
وأحييتَ لي ذكري وما كان خاملاً | ولكنَّ بعض الذكرِ أنبَهُ من بعضِ |
سلمة بن زيد البجلي:
لا خيرَ في بلدٍ يُضامُ عزيزه | وعن الهوانِ مذاهب ومنادح |
أبو عمران المارتلي:
إلى كمْ أقولُ فلا أفعلُ | وكم ذا أحومُ ولا أنزلُ | |
وأزجرُ عيني فلا ترعوي | وأنصحُ نفسي فلا تقبلُ | |
وكم ذا أُؤملُ طولَ البقا | وأغفلُ والموتُ لا يغفلُ | |
وفي كلِّ يومٍ يُنادى بنا | مُنادي الرحيلِ ألا فارحلوا |
كعب بن معدان الأشقري:
كم حاسدٍ لكَ قد عَطلّتَ هِمّتهُ | مُغرىً بشتمِ صروفِ الدّهرِ والقدرِ | |
كأنّما أنتَ سَهمٌ في مفاصلهِ | إذا رآكَ ثنى طرفاً على عَوَرِ | |
كم حسرةٍ منكَ تَردي في جوانحهِ | لها على القلبِ مثلُ الوخزِ بالإبرِ | |
أنتَ الكريمُ الفتى لا شيء يُشبههُ | لا عيبَ فيكَ سوى أن قيلَ من بشرِ |
كعب بن معدان الأشقري:
يا قوم غيّرني وأذهب قوّتي فكأنّما في المالِ نارٌ باشرتْ | دهرٌ ألحَّ بطارفي وتلادي حرثاً قد آذن أهله بحصادِ | |
كبرٌ ووقعُ حوادث نزلت بنا | والفقرُ بعد كرامة ومهاد | |
تغتالُ كلّ مؤجل أيامه | وتصيرُ بهجة ما ترى لنفاد |
الغزالي
قلْ لإخوان رأوني ميتاً | فبكوني ورثوني حزنا | |
أتظنون بأنّي ميتكم؟ | ليسَ هذا الميت والله أنا | |
أنا في الصور وهذا جسدي | كان ثوبي وقميصي زمنا | |
أنا عصفور وهذا قفصي | طرُ عنه وبقي مرتهنا | |
أحمد الله الذي خلّصني | وبنى لي في المعالي مسكنا | |
لا تظنون الموت موتاً إنه | ليس إلا نقلة من ها هنا |
أبو بكر المُغيلي:
تبيّنْ فقد وضحَ المعلمُ هو الدّهرُ لستَ له آمناً | وبانَ لكَ الأمرُ لو تفهمُ ولا أنتَ من صَرفهِ تسلَمُ | |
وإن أخطأتكَ لهُ أسهمٌ | أصابتكَ بعدُ لهُ أسهمُ | |
لياليهِ تُدني إليكَ الرّدى | دوائبَ في ذاكَ من تسأمُ |
كعب الأشقري:
براكَ اللهُ حينَ براكَ بحراً | وفجرَّ منكَ أنهاراً غِزاراً | |
بَنوكَ السابقونَ إلى المعالي | إذا ما أعظمَ الناسُ الخِطارا | |
كأنّهم نجومٌ حولَ بدرٍ | دراريٌّ تكمّلَ فاستدارا | |
ملوكٌ ينزلونَ بكلِّ ثغرٍ | إذا ما الهامُ يوم الرّوعِ طارا | |
رزانٌ في الأمورِ ترى عليهم | في الشيخ الشمائلَ والنجارا | |
نجومٌ يُهتدى بهم إذا ما | أخو الظلماءِ في الغمراتِ جارا |
منظور بن ربيع العامري:
وكنْ رجلاً ذا مُرّةٍ وحصافةٍ | يُلاقي العدى منهُ بغلظةِ جانبِ | |
ولم تر مثل الفتك أنهى لمجرمٍ | ولا سيما بالماضياتِ المضاربِ |
ابن حُبيش:
قالوا تصّبرْ عن الدنيا الدّنيّة أو | كنْ عبدها واصطبر للذل واحتمل | |
لا بُدَّ من أحدِ الصبرين،قلتُ:نعم | الصبرُ عنها بعونِ الله أوفقُ لي |
أبو العباس الناشىء:
ونحنُ أناسٌ يعرفُ الناسُ فضلنا | بألسُننا زِينت صدورُ المحافلِ | |
تُنيرُ وجوهُ الحقِّ عند جوابنا | إذا أظلمتْ يوماً وجوهُ المسائلِ | |
صمتنا فلم نترك مقالاً لصامتٍ | وقُلنا فلم نترك مقالاً لقائلِ |
أبو العباس الناشىء:
آمت نساءُ بني أمية منهمُ | وبناتهم بمضيعةٍ أيتامُ | |
نامت جدودهم وأسقط نجمهم | والنجمُ يسقطُ والجدودُ تنامُ | |
خلت المنابرُ والأسرة منهم | فعليهم حتى الممات سلام |
أبو العباس الناشىء:
يا نفسُ صبراً للزمان ورَيبهِ | فهو الملىء بما كرهت فسلمي | |
إنَّ الذي حازَ الفضائل كلّها | هو ذاكَ في قعرِ الضريحِ المظلمِ |
خُلِقتَ كما أرادتكَ المعالي
فأنتَ لِمنْ رجاكَ كما يُريد
أوليتهُ مني السُكوتَ،ورُبّما | كانَ السكوتُ عن الجوابِ جوابا |
أبو العباس الأعمى:
أبني أميّة لا أرى لكم سعة وأحلاماً إذا نزعت | شبهاً إذا ما التقّت الشيعُ أهل الحلوم فضرّها النزعُ | |
أبني أميّة غير أنكم أطمعتمو فيكم عدوكم | والناسُ فيما أطعموا طمعوا فسما بهم في ذاكم الطمعُ | |
فلو أنكم كنتم لقومكم عما كرهتم أو لردّهم | مثل الذي كانوا رجعوا أبو علي البصير:حذرَ العقوبة،إنها نزعُ |
أبو علي البصير:
أكذبتُ أحسنَ ما يظنُّ مؤملي | وهدمتُ ما شادتهُ لي أسلافي | |
وعدمتُ عاداتي التي عُوّدتها | قِدْماً من الإتلافِ والإخلافِ | |
وغضضتُ من ناري ليخفى ضؤوها | وقريتُ عذراً كاذباً أضيافي |
يزيد بن معاوية:
خذوا بنصيبٍ من نعيمٍ ولذّةٍ ولا تُرْجِ أيام السرورِ إلى غدٍ | فكلٌّ وإن طال المدى يتصرّمُ فَرُبَّ غدٍ يأتي بما ليس تعلمُ | |
لقد كادت الدنيا تقولُ لإبنها | خذوا لذّتي لو أنها تتكلّمُ | |
ألا إن أهنأ العيش ما سمحتْ به | صروف الليالي والحوادثُ نُوّمُ |
العريان بن مهملة النبهاني حين قتل أحد إخوته ابنه:
أقولُ للنفسِ تأسياً وتعزيةً | إحدى يدي أصابتني ولم تردِ | |
كلاهما من بعد صاحبه | هذا أخي حين أدعوه وذا ولدي |
الحارث بن وعلة الشيباني
قومي هم قتلوا أميم أخي | فإذا رميت يصيبني سهمي |
النوار الجل:
أوردها سعدٌ،وسعدٌ مشتملٌ | ما هكذا تُورَدُ يا سعدُ الإبل |
منقذ بن عبد الرحمن الهلالي:
كنتُ الضّنينَ بمن أُصبتُ به | فسلوتُ حينَ تقادمَ الأمرُ | |
ولخيرُ حَظِّكَ في المصيبةِ أن | يلقاك عند نزولها الصّبرُ |
كعب بن سعد الغنوي:
أخي ما أخي لا فاحِشٌ عندَ بيتهِ | ولا وَرَعٌ عندَ اللقاءِ هَيوبُ | |
هو العَسلُ الماذِيُّ حِلماً ونائلاً | وليثٌ إذا يلقى العدوَّ غضوبُ | |
لقد كانَ،أمّا حِلمهُ فَمرَّوحٌ | علينا،وأما جَهلهُ فغريبُ | |
حليمٌ إذا ما سَورةُ الجهلِ أطلقتْ هوَ العسلُ الماذيُّ حلماً ونائلاً | حُيٌّ، إذا النفسُ اللّجوجُ غَلوبُ وليثٌ،إذا يلقى العدوَّ غضوبُ | |
أخو شَتواتِ يعلمُ الضّيفُ أنّهُ | سيكثرُ ما في قدره ويَطيبُ | |
حبيبٌ إلى الخِلّانِ غِشيانُ بيتهِ | جميلُ المحيّا شبَّ وهو أديبُ | |
إذا نزلَ الأضيافُ أو غِبتَ عنهُمُ | كفى ذاكَ وضَّاحُ الجبينِ أريبُ |
كعب بن سعد الغنوي:
وداعٍ دعا: يا منْ يُجيبُ إلى الندى | فلم يستجبهُ عندَ ذاكَ مُجيبُ | |
فقلتُ ادعُ أخرى وارفعِ الصوتَ ثانياً | لعلَّ أبا المغوارِ منكَ قريبُ | |
يُجبكَ كما قد كان يفعلُ ،إنّهُ أتاكَ سريعاً،واستجابَ لك النّدى | بأمثالِها رحبُ الذراعِ أريبُ كذلكَ قبل اليومِ كانَ يُجيبُ |
كعب بن سعد الغنوي:
فتىً أريَحيّاً كان يعتزُّ للندى | كما اهتزَّ من ماءِ الحديدِ قضيبُ | |
لَيبِكِكَ داعٍ لم يجد من يُعينهُ | وطاوي الحشا نائي المزارِ غريبُ |
كعب بن سعد الغنوي:
حليمٌ إذا ما الحِلمُ زَيّنَ أهلُه مُعادٍ إذا عادى الرجالُ عداوةً | مع الحلمِ في عينِ العدوِّ مَهيبُ بعيدٌ،إذا عادى الرجالُ قريبُ | |
إذا ما تراءه الرجالُ تحفظّوا | فلم تُنطق العوراءُ وهو قريبُ |
ولا يلبث الجهال أن يتهضموا
أخا العلم ما لم يستعن بجهول
غنينا بخير حقبة ثم حَلّجتْ | علينا التي كل الأنام تصيبُ | |
فأبقت قليلاً ذاهباً وتجهزّتْ | لآخر والراجي الخلودَ كذوب |
إذا أنت جالست الرجال فلا يكن
عليك لعورات الكلام سبيل
لَعمركما إن البعيد لما مضى | وإن الذي يأتي غداً لقريب |
ولستُ بِمُبدٍ للرجالِ سريرتي
ولا أنا عن أسرارهم بسؤول
فإن تكُنِ الأيامُ أحسنَ مرّةً | إليَّ،فقد عادتْ لهُنَّ ذُنوبُ | |
ومنزلةٌ إذا ذاك في دارِ غبطة | وما اقتالَ من حُكمٍ عليَّ طبيبُ | |
فلو كانتِ الموتى تُباعُ اشتريتهُ | بما لم تكنْ هنهُ النفوسُ تطيبُ |
لقد أنصبتني أمُّ قيس تلومني
وما لومُ مثلي باطلاً بجميلِ
ألم تعامي أن لا يُراخي منيّتي
قعودي ولا يُدني الوفاةَ رحيلي
كعب بن سعد الغنوي:
فإن تكُنِ الأيامُ أحسنَ مرّةً | إليَّ،فقد عادتْ لهُنَّ ذُنوبُ | |
ومنزلةٌ إذا ذاك في دارِ غبطة | وما اقتالَ من حُكمٍ عليَّ طبيبُ | |
فلو كانتِ الموتى تُباعُ اشتريتهُ | بما لم تكنْ هنهُ النفوسُ تطيبُ |
كعب بن سعد الغنوي:
لقد عجمت مني الحوادثُ ماجداً | عروفاً لريبِ الدهرِ حينَ يُريبُ | |
فإنّي لباكيهِ وإنّي لصادِقٌ | عليه وبعضُ القائلين كذوبُ | |
وخبرتماني أنّما الموت بالقرى | فكيف وهابا روضةٌ وكثيبُ |
علي بن مقرّب:
والمرءُ في الدنيا حديث سائرٌ | تقضي الرفاقُ بهِ مدى أوقاتها | |
فاخترْ لنفسك ما يُقالُ ضحى غدٍ | إذ تطلب الأخبار عند رواتها |
واعلم هُديت ولا إخالك جاهلاً
أنَّ الرسولَ بيان عقل المرسل
بلعاء بن قيس:
وأبغي صوابَ الرأي أعلمُ أنّهُ | إذا طاشَ ظنُّ المرءِ طاشت مقادره |
الربيع بن أبي الحقيق:
ومن يكُ غافلاً لم يلق بؤسا | ينخ يوماً بساحته القضاء | |
تعاوره بنات الدهر حتى | تثلمه كما ثلم الإناء |
وكلُّ شديدة نزلت بحيِّ
سيأتي بعد شدّتها رخاءُ
محمد بن الحسن بن سهل:
لئن كانت الدنيا أنالتك ثروة | فأصبحتَ ذا يُسر وقد كنت ذا عُسر | |
فقد كشفَ الإثراءُ منك خلائقاً | من اللؤم كانت تحت ثوب من الفقر |
وعلة الجَرمي:
وما بال من أسعى لأجبر عظمه | حِفاظاً،ويبغي من سفاهته كسري | |
أظن صروف الدهر بيني وبينهم | ستحملهم مني على مركب وعرِ |
طفيل بن الأحزم:
تقولُ سُليمى قد تغيّرتَ بعدَنا | كذاكَ صروفُ الدّهرِ يبلى جديدُها |
مبشر بن الهذيل الفزاري وقيل غيره:
ولم أرَ كالمعروفِ،أما مذاقهُ | فحلوٌ،وأما وجههُ فجميلُ |
الفضل بن الربيع
عسى وعسى يثني الزمانُ عِنانهُ | بِدورِ زمانٍ والزمانُ يدورُ | |
فيُعقبُ روعاتٍ سروراً وغبطةً | وتحدثُ من بعدِ الأمورِ أمورُ |
سابق البربري
والنفسُ تَكلفُ بالدنيا وقد علمت | أنَّ السلامة منها ترك ما فيها |
يزيد بن الصّقيل العقيلي:
إذا ما المنايا أخطأتكَ وصادفت | حميمكَ فاعلم أنها ستعودُ |
العتابي
لا ترجُ رجعة مذنبٍ | خلطَ احتجاجاً بإعتذار |
صالح اللخمي:
لئن جمع الآفات فالبخل شرّها | وشرّ من البخلِ المواعيد والمطل | |
ولا خيرَ في وعد إذا كان كاذباً | ولا خيرَ في قول إذا لم يكن فعل |
أحمد بن زياد الكاتب:
ولكن إذا ما حلَّ كرهٌ فسامحت | به النفسُ يوماً كان للكرهِ أذهبا |
هلال بن الأسعر المازني:
فصبراً للنوائبِ إن ألّمتْ | إذا ما ضاقَ بالحَدَثِ الفضاءُ | |
فإن تكن المنيّةُ أقصدتهُ | وحُمَّ عليهِ بالتلفِ القضاءُ | |
فقد أودى بهِ كرمٌ وخيرٌ | وعَود بالفضائلِ وابتداء |
تميم بن جميل الخارجي:
وأكبرُ ظنّي أنّكَ اليومَ قاتلي | وأيُّ امرىءٍ مما قضى الله يُفلِتُ | |
وأيُّ امرىءٍ يأتي بِعُذرٍ وحُجّةٍ | وسيفُ المنايا بين عينيه مُصلَت |
سهل بن مالك الفزاري:
يا أختَ خيرِ البدوِ والحضارة | كيفَ ترينَ في فتى فزارة | |
أصبحَ يهوى حُرّةً مِعطارة | إياكِ أعنّي واسمعي يا جارة |
محمد بن زياد الحارثي
تخالهم للحلم صُماً عن الخنا | وخرساً عن الفحشاءِ عند التهاجرِ | |
ومرضى إذا لوقوا حياءً وعفةً | وعند الحفاظِ كالليوثِ الخوادرِ | |
كأنَّ بهم وصماً يخافونَ عاره | وما وصمهم إلا اتقاءُ المعايرِ |
عويف القوافي
لولا جريرٌ هلكت بجيلة | نعمَ الفتى وبئستِ القبيلة |
أبو كبير الهذلي:
صعبُ الكريهة، لا يُرامُ جَنابةٌ | ماضي العزيمةِ كالحُسامِ المفصل | |
يحمي الصِّحابَ إذا تكونُ كريهةٌ | وإذا هُمُ نزلوا فمأوى العُيّل |
وكل جديد يا أُميم إلى بِلى
وكلُّ فتى يوماً يصيرُ إلى كان
وإذا نظرتَ إلى أسِرَّةِ وجههِ | بَرقتْ كَبرقِ العارضِ المُتهلّلِ | |
صعبُ الكريهةِ لا يُرامُ جنابهُ | ماضي العزيمةِ كالحسامِ المقِصلِ |
أبو عطاء السندي:
فاضت دموعي على نصرِ وما ظلمتْ | عينٌ تفيضُ على نصرِ بن سيّار | |
يا نصرُ مَنْ للقاءِ الحربِ إن لقِحتْ | يا نصرُ بعدكَ أو للضعيفِ والجارِ |
ولا ترض من عيشٍ بدونٍ ولا تنمْ
وكيفَ ينامُ الليلَ من باتَ مُعسرا
أبو هلال العسكري
عليكَ سلامُ الأصبحيةِ كُلّما | يحنُ أخو شوقٍ لِبُعدِ ديارِ |
سلمة بن أبي حبابة العبدي:
إني أنا المرءُ لا يُعطي على ترةٍ | ولا يقرّ على ضيم إذا غشما |
عبد الله بن عنمة الضبي:
إن تسألوا الحقّ نعطِ الحقّ سائله | والدرع محقبة والسيف مقروب | |
وإن أبيتم فإنّا معشرٌ أُنف | لا نطعم الخسف إن السّم مشروبُ |
الحارث بن شداد:
فحسبنا من ثناء المادحين إذا | أثنوا عليك بأن يثنوا بما علموا |
مقاتل بن مسعود العبدي:
عرفت الليالي بؤسها ونعيمها | وحنكّني صرف الزمان وأدّبا |
الأرجاني
لأيّ وميضِ بارقةٍ أشيمُ | ومرعى الفضلِ عندهمُ هشيمُ |
أبو الأسود الدؤلي
ألا رُبَّ نُصح يُغلقُ البابُ دونَهُ | وغشّ إلى جنبِ السرير يُقرّبُ |
الأحنف العكبريّ:
عشتُ في ذِلّةٍ وقلّة مالِ | واغترابٍ في معشرٍ أنذالِ | |
بالأماني أقول لا بالمعاني | فغذائي حلاوة الآمالِ |
أبو الحسن الجرجاني
إذا أنتَ لم تزرع وأبصرتَ حاصداً | ندمتَ على التفريطِ في زمنِ البَذرِ |
أحمد بن علي بن خيران الكاتب
من كانَ بالسيفِ يسطو عندَ قُدرته | على الأعادي ولا يُبقي على أحدِ | |
فإنَّ سيفي الذي أسطو بهِ أبداً | فِعلُ الجميلِ وتركُ البغي والحسدِ |
الوليد بن يزيد بن عبد الملك:
إذا لم يكن خير مع الشرِّ لم تجد
نصيحاً ولا ذا حاجة حين تفزع
وكانوا إذا همّوا بإحدى هناتهم
حسرتُ لهم رأسي فلا أتقنّعُ
أليسَ عظيماً أن أرى كلَّ واردٍ
حياضكَ يوماً صادراً بالنوافلِ
فأصبحتُ مما كنتُ آمل منكمُ
وليسَ بلاقٍ ما رجا كلّ آملِ
كَمُقبضٍ يوماً على عرض هبوة
يشدُّ عليها كفّهُ بالأنامل
كفرت يداً من مُنعمٍ لو شكرتها
جزاكَ بها الرحمن ذو الفضلِ والمَنِّ
رأيتُكَ تبني جاهداً في قطيعتي
فلو كنتَ ذا حزمٍ لهدّمتَ ما تبني
أراكَ على الباقين تجني ضغينةً
فويلٌ لهم إن متَّ من شرِّ ما تجني
كأنّي بهم يوماً وأكثرُ قولهم
ألا ليتَ أنا حين يا ليت لا تغني
أنا النذيرُ لِمُسدي نعمة أبداً
إلى المقاريف ما لم يخبرِ الدخلا
إن أنت أكرمتهم ألفيتهم بطروا
وإن أهنتهم ألفيتهم ذللا
أتشمخون ومنا رأس نعمتكم
ستعلمون إذا أبصرتم الدولا
انظر فإن أنتَ لم تقدر على مثل
لهم سوى الكلب فاضربه لهم مثلا
بينا يُسّمنهُ للصيدِ صاحبهُ
حتى إذا ما استوى من بعد ما هزلا
عدا عليه فلم تضرره عدوتُهُ
ولو أطاقَ له أكلاً لقد أكلا
الوليد بن يزيد بن عبد الملك:
يرثي ابنه مؤمن
أتاني سنانٌ بالوداع
(
لمؤمنٍ
)
فقلت له إني إلى الله راجعُ
ألا أيها الحاثي عليه تُرابه
هبلت وشُلّتْ من يديكَ الأصابع
يقولون لا تجزع وأظهر جلادةً
فكيفَ بما تحنى عليه الأضالع
الوليد بن يزيد بن عبد الملك:
يرثي سلمى بنت سعيد
ألما تعلما سلمى أقامت
مُضّمنةً من الصحراءِ لحدا
لَعمرُك يا وليدُ لقد أجنّوا
بها حسباً ومكرمةً ومجدا
ووجهاً كان يقصر عن مداه
شعاعُ الشمسِ أهلٌ أن يُفدّى
فلم أرَ ميتاً أبكى لعينٍ
وأكثرَ جازعاً وأجلَّ فقدا
عمر بن مامه:
لقد وجدتُ الموتَ قبلَ ذوقهِ | إنَّ الجبانَ حتفهُ من فوقهِ |
حسان بن الغدير:
إذا المرءُ لم ينفعكَ حيّاً فَنفعهُ | أقلُّ إذا رُصّت عليه الصفائحُ |
علي تقي الإحساني
إذا ثارتْ خطوبُ الدّهرِ يوماً | فقابلها بعزمٍ غير وان |
الحسن بن هبة الله الموصلي:
فما الودُّ تكريرُ الزيارةِ دائماً | ولكنْ على ما في القلوبِ المُعوّلُ |
سهل بن هارون ليحيى بن جعفر:
إن كنت أخطأت أو أسأت ففي | عفوكَ مأوى للفضلِ والمِنن | |
أتيت ما أستحق من خطأ | فَجِدْ بما تستحق من حُسن |
ابن الطثرية:
ولا بأسَ بالهجرِ الذي ليسَ عن قِلى | إذا شجرتْ عندَ الحبيبِ شواجرُهْ | |
ولكنَّ مثلَ الموت هجرانُ ذي الهوى | حِزارَ الأعادي والحبيبُ مجاورهْ |
فَهبني امرءاً إمّا بريئاً عَلمتهُ
وإمّا مُسيئاً تابَ منهُ وأعتبا
وإنّي للماءِ الذي شابهُ القذى | إذا كثُرتْ ورادُّهُ لَعيوف | |
وإنّي لأستحي من الله أن أرى | رديفَ وصالٍ أو عليَّ رديف |
زينب بنت الطثرية:
يَسرُّكَ مظلوماً،ويُرضيكَ ظالماً | وكل ُّ الذي حملّتهُ فهو حامله | |
إذا جَدَّ عند الجدِّ أرضاكَ جَدُّهُ | وذو باطلٍ إن شئتَ أرضاكَ باطله |
شميط بن المعذل الطائي:
وكم فتى ذي دمامة وله | عقلٌ وبذلٌ في اليسر والعدمْ | |
وكم فتى تعجب العيون له | كَدمية في محارب العجمْ |
ابن الرقاق المغربي:
وما الناسُ إلا خائضو غمرةِ الرّدى | فطافٍ على ظهرِ التُرابِ وراسِبُ |
مضرس بن ربعي الأسدي:
وإني لَمنجازٌ لما قلتُ إنني | أرى سيئاً أن يخلف الوعد واعده |
شميط بن المعذل الطائي:
وكم فتى ذي دمامة وله | عقلٌ وبذلٌ في اليسر والعدمْ | |
وكم فتى تعجب العيون له | كَدمية في محارب العجمْ |
ابن قيس الرقيات
تولّى قتالَ المارقينَ بنفسهِ
وقد أسلماه مُبْعَدٌ وحميمٌ
محمد بن وهيب
نراع بذكر الموت في حين ذكره
وتعترض الدنيا فنلهو ونلعبُ
فنحنُ بنو الدنيا خلقنا لغيرها وما كنت منه فهو شىء مُحبَّبُ |
الأغلب العجلي
شرُّ ما نالَ امرؤٌ ما لم ينلْ
والموتُ يحدوهُ ويُلهيه الأمل
ابن عبد ربه
إذا كنت تأتي المرءَ تعرِفُ حقّهُ | ويجهل منكَ الحقَّ فالتركُ أجمل |
ابن حيوس
ولم تزلْ الأماني وهيَ بيضٌ
تُكّذبها المنايا وهيَ سودُ
الحكيم بن قنبر
ومطروفةٍ عيناهُ من عيبِ نفسهِ
وإن لاحَ عيبٌ من أخيهِ تبصّرا
جثامة بن قيس:
بصير بأعقابِ الأمورِ كأنّما
تخاطبهُ من كلِّ أمر عواقبُه
أبو الأسود الدؤلي
وما كلُّ ذي لُبٍّ بِمؤتيكَ نُصحهُ
ولا كلُّ مُؤتٍ نُصحَهُ بلبيبِ
زفر بن الحارث الكلابي:
وقد ينبتُ المرعى على دِمنِ الثرى | وتبقى حزازاتُ النفوسِ كما هيا |
أيذهبُ يومٌ واحدٌ إن أسأتهُ
بصالحِ أيامي وحسن بلائيا
المهذب بن الزبير:
هُمْ نُصب عيني أنجدوا أو غاروا فارقتُهم وكأنّهم في ناظري | ومُنى فؤادي أنصفوا أو جاروا مما تُمثلّهم ليَ الأفكارُ | |
تركوا المنازلَ والديارَ فما لهم | إلا القلوب منازِلٌ وديارُ | |
واستوطنوا البيدَ القِفارَ فأصبحت | منهم ديارُ الإنسِ وهي قِفارُ | |
والدهرُ ليلٌ مذ تناءت دارهم | عني وهل بعد النهار نهارُ |
الزير سالم:
يعيشُ المرءُ عندَ أبيهِ | ويُوشِكُ أن يصيرَ بحيثُ صاروا | |
أرى طولَ الحياةِ وقد تولّى | كما قد يُسلَبُ الشيءُ المُعارُ | |
كأنّي إذ نعى الناعي كُليباً | تطايرَ بين جنبيَّ الشرارُ | |
فدرتُ وقد عشَ بصري عليه | كما دارتْ بشاربها العَقارُ |
ابن الربيب التاهرتي
يا قبرُ لا تُظلم عليه فطالما | جلّى بِعزّتهِ دُجى الإظلامِ | |
اعجبْ لقبرٍ قيسَ شِبرٍ قد حوى | ليثاً وبحرَ ندى وبدرَ تمامِ | |
يا ويحَ أيدٍ أسلمتكَ إلى الثرى | ما كنتَ تُسلمها إلى الإعدامِ |
حاطب بن قيس:
سلامٌ على القبرِ الذي ضمَّ أعظُماً | تحومُ المعالي حولهُ فتُسلّمُ | |
سلامٌ عليهِ كلّما ذرَّ شارقٌ | وما امتدَّ قِطعٌ من دُجى الليلِ مُظلمُ | |
فلا يُبعدنكَ الله يا عمرو هالكاً | فقد كنتَ نورَ الخطبِ والخطب مظلمُ |
عبد الأعلى بن كناسة المازني:
فما كانَ مفراحاً إذا الخيرُ مسّهُ | ولا كانَ منّاناً إذا هو أنعما | |
لعمرُكَ ما وارى الترابُ فعالهُ | ولكنّهُ وارى ثياباً وأعظما |
أبو محمد التيمي في يزيد بن مزيد:
أحقٌّ أنّهُ أودى يزيدُ | تبيّنْ أيها الداعي المُشيدُ | |
أتدري من نعيتَ وكيفَ فاهتْ | بهِ شفتاكَ،وأراك الصعيدُ | |
أحامي المجدِ والإسلام تنعي | فما للأرضِ ويحكَ لا تميدُ | |
تأملْ هل ترى الإسلامُ مالتْ | دعائمهُ وهل شابَ الوليدُ | |
ألم تعجبْ له أنَّ المنايا | فتكنَ به وهُنَّ له جنودُ | |
لِيبككَ شاعرٌ لم يُبقِ دهرٌ | له نشباً وقد كسدَ القصيدُ |
أبو مكنف أبو سلمى:
أبعدَ أبي العباس يُستعتبُ الدّهرُ | وما بعدهُ للدّهرِ عُتبى ولا عُذرُ | |
إذا ما أبو العباسِ خلّى مكانهُ | فلا حملتْ أنثى ولا مسّها طَهرُ | |
ولا أمطرت أرضاً سماءٌ،ولا جرتْ | نجومٌ،ولا لذّتْ لشاربها الخمرُ | |
كأنَّ بني القعقاعِ يوم وفاتهِ | نجومُ سماءٍ خرَّ من بينها البدرُ | |
تُوفيّتِ الآمالُ بعد انقضائهِ | وأصبحَ في شُغلٍ عن السَّفرِ السّفْرُ |
طريف أبو وهب العبسي في ابنه:
لقد شمِتَ الأعداءُ بي وتغيّرتْ | عيونُ أراها بعد موتِ أبي عمرو | |
تجرّى عليَّ الدهرُ لمّا فقدته | ولو كانَ حياً لا جترأتُ على الدهرِ | |
ألا ليتَ أمي لم تلدني،وليتني | سبقتُكَ إذ كُنّا إلى غايةٍ نجري | |
وقد كنتُ ذا نابٍ وظُفرٍ على العِدى | فأصبحتُ لا يخشونَ نابي ولا ظفري | |
وقاسمني دهري بُنىً مُشاطراً | فلما تقضّى شطرهُ عادَ في شطري |
ليلى بنت سلمة ترثي أخاها:
نعاهُ لنا الناعي فلم نلق عبرة | بلى حسرةً تبيضُ منها الغدائرُ | |
كأنّي غداة استعلنوا بِنعيهِ | على النعشِ يهفو بين جنبي طائرِ | |
لَعمري لما كان ابن سلمة عاجزاً | ولا فاحشاً يخشى أذاه المجاور | |
نأتنا به ما إن قلينا شبابه | صروف الليالي والجدود العواثر |
أبو الهيذام:
ولستُ كمن يبكي أخاهُ بعبرةٍ | يُعصرّها من جفنِ مقلتهِ عصرا | |
وإنا أناسٌ ما تفيضُ دموعُنا | على هالكٍ منا وإن قصمَ الظهرا |
عقيل بن علفة المري:
لتغدُ المنايا كيف شاءت فإنها | مُحللةٌ بعد الفتى ابن عقيل | |
كأنّ المنايا تبتغي في خيارنا | لها تِرةً أو تهتدي بدليل |
صفية الباهلية:
فاذهب حميداً على ما كان من مضضٍ | فقد ذهبتَ وأنتَ السمع والبصرُ |
عمرو بن سالم الخُزاعي:
لَعمري لئنْ جادت لكَ العينُ بالبُكا | لمحقوقةٌ أن تستهلَّ وتدمعا | |
فيا حفصَ إن الأمرَ جلَّ عن البكا | غداةَ نعى الناعي النبيَّ فأسمعا | |
فواللهِ ما أنساهُ ما دمتُ ذاكراً | لشىءٍ وما قلّبتُ كفاً وإصبعا |
مرة بن منقذ:
وإن تكن المنيّة أقصدتهُ | وحُمَّ عليهِ بالتلفِ القضاءُ | |
فقد أودى بهِ كرمٌ ومجدٌ | وعودٌ بالمكارم وابتداء |
شبل بن معبد البجلي:
فهوّن عني بعض وجدي أنني | رأيتُ المنايا تغتدي وتؤوبُ | |
ولسنا بأحيا منهم غير أنّنا | إلى أجلٍ نُدعى لهُ فنُجيبُ | |
وإنّي إذا ما شئتُ لاقيتُ أُسوةً | تكادُ لها نفسُ الحزينِ تطيبُ | |
وكيفَ عزاءُ المرءِ عن أهل بيتهِ | وليسَ لهُ في الغابرين حبيبُ | |
متى يُذكروا يفرح فؤادي لذكرهم دموعٌ مراها الشّجو حتى كأنّها | وتسجمُ دموع بينهن نحيبُ عمرو بن شاس: جداولُ تجري بينهنَّ غُروبُ | |
إذا ما أردتُ الصّبرَ هاج لي البكا | فؤادٌ إلى أهلِ القبورِ طروبُ |
عمرو بن شاس:
إذا ما طواكِ الدهرُ يا أُمَّ مالكِ | فشأنُ المنايا القاضياتِ وشانيا | |
فما مسَّ جلدي الأرضَ إلا ذكرتها | وإلا وجدتُ طيبها في ثيابيا |
عاتكة بنت نفيل في زوجها عبد الله بن أبي بكر الصديق:
فللهِ عينا من رأى مثلهُ فتىً | أكرَّ وأحمى في الهياجِ وأصبرا | |
إذا شرعتْ فيه الأسنة خاضها | إلى الموتِ حتى يترُكَ الموتَ أحمرا | |
فآليتُ لا تنفكُّ عيني سخينةً | عليك،ولا ينفكُّ جلدي أغبرا | |
مدى الدهر ما غنّتْ حمامةُ أيكةٍ | وما طردَ الليلُ النهارَ المُنوَّرا |
كُثير بن أبي جمعة المُلحي:
عَداني أن أزوركَ غيرَ بُغضٍ | مقامُكَ بينَ مُصفحةٍ شِدادِ | |
فلا تَبعدْ فكلُّ فتىً سيأتي | عليهِ الموتُ يطرقُ أو يُغادي | |
وكلُّ ذخيرةٍ لا بُدَّ يوماً | وإن بقيتْ تصيرُ إلى نفادِ | |
فلو فُوديتَ من حدَثِ الليالي | فديتُكَ بالطرّيفِ وبالتلادِ |
الخِرنق بنت قحافة:
فقدناهُ فِقدانَ الربيعِ وليتنا | فديناهُ من ساداتنا بألوفِ | |
ومازالَ حتى أرهقَ الموتُ نفسَهُ | شجىً لعدوٍّ أو لجاً لضعيفِ | |
عليكَ سلامُ الله وقفاً،فإنني | أرى الموتَ وقاعاً بكلِّ شريفِ |
عتيك بن قيس:
برُغمِ العُلى والجودِ والمجدِ والنّدى | طواكَ الرّدى يا خيرَ حافٍ وناعلِ | |
لقد غالَ صرفُ الدّهرِ منكَ مرزأ | نَهوضاً بأعباءِ الأمورِ الأثاقلِ | |
فإما تُصبكَ الحادثاتُ بنكبةٍ | رمتكَ بها إحدى الدواهي الضابل | |
فلا تبعدن إنَّ الحتوفَ موارِدٌ | وكلُّ فتى من صرفها غيرُ وائلِ |
أهبان بن همام بن نصلة الأسدي:
خليليَّ عُوجا إنها حاجةٌ لنا | على قبرِ هَمّامٍ سقتهُ الرّواعدُ | |
على قبرِ من يُرجى نداهُ ويُبتغى | قِراهُ إذا لم يحمدِ الأرضَ حامدُ | |
إذا نازعَ القومُ الأحاديثَ لم يكن | عيّياً ولا عبئاً على من يُقاعدُ |
قس بن ساعدة:
اليوم أعلمُ ما يجىء بهِ | ومضى بفصلِ قضائهِ أمسي |
عمارة بن صفوان الضبي
أجارتنا من يجتمع يتفرّقِ | ومن يكُ رَهناً للحوادثِ يعلقِ | |
فلا السّالمُ الباقي على الدّهرِ خالدٌ | ولا الدّهرُ يستبقى حبيباً لِمشفقِ |
حرّان بن عمرو بن عبد مناة:
خَلّوا عليَّ الدّهرَ بعدَهُمُ | فبقيتُ كالمنصوبِ للدّهرِ |
عبد الله بن ثعلبة الحنفي:
أمّا جِوارهُم | فَدانٍ ،وأمّا الملتقى فَبعيد |
ابن حُمام الأزدي:
كالثوبِ إن أنهجَ فيه البلى | أعيا على ذي الحيلةِ الصانعِ | |
كُنّا نُداريها وقد مُزّقتْ | واتسعَ الخَرقُ على الرّاقعِ |
الحسين بن محمد بن جعفر المعروف بالخالع:
رأيتُ العقلَ لم يكن انتهاباً | ولم يُقسَمْ على قدرِ السنينا | |
فلو أنَّ السِّنينَ تقسّمنهُ | حوى الآباءُ أنصبةَ البنينا |
يعقوب بن الربيع
أتت البشارة والنعيّ معاً | يا قُربَ مأتمها من العِرسِ |
عمرو بن حلزة:
لم يكن إلا الذي كانَ يكونُ | وخُطوبُ الدَهرِ بالناسِ فنونُ | |
رُبّما قَرّتْ عيونٌ بِشجىً | مُرمضٍ قد سخنتْ منه عيونُ | |
يلعبُ الناسُ على أقدارهم | ورحى الأيام للناس طَحونُ | |
يأمنُ الأيامَ مُغترٌ بها | ما رأينا قطّ دهراً لا يخونُ | |
والملّماتُ فما أعجبها | لِلملّماتِ ظهورٌ وبطونُ | |
إنما الإنسانُ صفوٌ وقذىً هَوِّنْ الأمرَ تَعِشْ في راحةٍ | وتُوارى نفسهُ بيضٌ وجُونُ سحبان وائل:قلّما هوّنتَ إلا سيهونُ | |
لا تكنْ مُحتقراً شان امرىءٍ | رُبّما كان من الشأنِ شؤونُ |
سحبان وائل:
لقد عَلِمَ الحيُّ اليمانون أنّني | إذا قلتُ أما بعدُ أنّي خطيبها |
السهروردي
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم | إنَّ التشبه بالكرامِ فَلاحُ |
نهشل بن حري
ولا تراهم وإن جَلّت مصيبتهم | مع البُكاةِ على من مات يبكونا |
قتادة بن طارق الأزدي:
عَروفٌ للنوائبِ إن ألّمتْ | أبيٌّ للذي يأبى الكِرام |
أبو مكعت أخو بني سعد بن مالك:
إنَّ الذين قتلتمْ أمسِ سيّدَهُمْ | لا تَحسبوا ليلَهمْ عن ليلكمْ ناما |
أبو دَهبل:
يُشبهون ملوكاً في تجلتهمْ | وطول أنصبة الأعناقِ والِّلمَمِ | |
إذا بدا المسكُ يجري في مفارقهم | راحوا كأنّهم مرضى من الكرمِ |
أبو دهبل الجمحي وقيل محمد بن بشير الخارجي:
يا أحسنَ الناس إلا أنَّ نائلها هل تذكرينَ كما لم أنسَ عهدكمُ | قدماً لمن يبتغي معروفها،عسيرُ وقد يدومُ لوصلِ الخُلّةِ الذِكرُ | |
جنيّةٌ أولها جِنٌ يعلمها | رمى القلوبِ بقوسٍ مالها وترُ | |
وقد نظرتُ فما ألفيتُ من أحدٍ | يعتادهُ الشّوقُ إلا بدؤهُ النظرُ | |
تقضينَ فيَّ ولا أقضي عليكِ كما | يقضي المليكُ على المملوكِ يقتسرُ | |
إن كان ذا قدراً يُعطيكَ نافلةً | منا ويحرمنا ما أنصفَ القَدَرُ |
موج بن قيس بن مازن:
ألهى بني جُشمَ عن كلِّ مكرمة | قصيدة قالها عمرو بن كلثوم | |
يفاخرونَ بها مذ كان أولهم | يا للرجالِ لفخر غير مسؤوم | |
إنَّ القديمَ إذ ما ضاع آخره | كساعد فلّه الأيام محطوم |
التميمي
ما كلفَ الله نفساً فوق طاقتها | ولا تجودُ يدٌ إلا بما تجدْ |
أسماء بن خارجة:
عيّرتني خلقاً أبليت جدّته | وهل رأيت جديداً لم يعد خلقا |
سلمة بن الخرشب الأنماري:
نُبئتُ أن حكّموكَ بينهم | فلا يقولن بئس ما حكّما | |
إن كنت ذا عرفة بشأنهم | تعرف ذا حقهم ومن ظلما |
قيس بن الخطيم
ومن عادةِ الأيام أن صروفها | إذا ساءَ منها جانب سرَّ جانب |
القطامي:
كانت منازلَ منّا قد نَحُلُّ بها | حتى تغيرَ دهرٌ خائنٌ خَبِلُ | |
ليسَ الجديدُ تبقى بشاشتهُ | إلا قليلاً ولا ذو خلّةٍ يَصِلُ | |
والعيشُ لا عيشَ إلا ما تَقرُّ بهِ | عيناً ولا حالَ إلا سوفَ تنتقِلُ |
هُمُ الملوك وأبناء الملوكِ لهُم
والآخذونَ به والسّاسةُ الأوّلُ
من البيضِ الوجوهِ بني نفيل | أبت أخلاقهم إلا ارتفاعا |
ومعصية الشفيق عليك مما
تزيدك مرة منه استماعا
وخيرُ الأمور ما استقبلتَ منه | وليس بأن تتبّعه اتّباعا |
وربما فاتَ قوماً نُجحُ سَعيهمُ
من التأني وكانَ الحزمُ لو عجلوا
ولم أرَ ذا شرٍّ تمايلَ شرّهُ | على قومهِ إلا انتحى وهو نادمُ |
ولم يكن ما اجتدينا من مواعدها
إلا التّهاته والأمنية السّقما
تقولُ وقد قرّبت كوري وناقتي | إليك،فلا تذعر عليَّ ركائبي | |
فسلّمتُ والتسليمُ ليسَ يسرُّها | ولكنّهُ حقّ على كلِّ جانبِ | |
فردّت سلاماً كارهاً ثم أعرضت | كما انحاشت الأفعى مخافة ضارب |
وما يعلمُ الغيب امرؤ قبل ما يرى
ولا الأمرَ حتى تستبين دوابره
فلما بدا حرمانها الضيف لم يكنْ | عليَّ مُناخُ السَّوءِ ضربةَ لازبِ | |
إلا إنّما نيرانُ قيسٍ إذا شتوا | لِطارقِ ليلٍ مثلُ نارِ الحُباحبِ |
أمور لو تدبرها حكيم
إذا لنهى وهبب ما استطاعا
كذاكَ وما رأيتُ الناسَ إلا | إلى ما جرَّ جانيهم سِراعا |
يحيى بن طالب الحنفي:
وزّهدني في كل خيرٍ صنعته | إلى الناسِ ما جرّبتُ من قلّةِ الشّكرِ |
لقيط بن مرة الأسدي:
وأبقتْ ليَ الأيامُ بعدكَ مُدركاً | ومُرّة والدنيا قليلٌ عتابها | |
قرينين كالذئبينِ يقتسمانني | وشرُّ صحاباتِ الرجالِ ذئابُها | |
فلولا رجاءً أن تثوبا وما أرى | عقولكما إلا بعيداً ذهابُها | |
سقيتُكما قبل التفرُّقِ شَربةً | شديداً على باغي الظِّلامِ طِلابُها |
أيمن بن خزيم الأسدي:
إذا المرءُ وفّى الأربعين ولم يكن | لهُ دونَ ما يأتي حياءٌ ولا سترُ | |
فَدعهُ ولا تَنفس عليه الذي ارتأى | وإن جرَّ أسباب الحياة له الدهر |
أأجمعكُم وأقواماً سواءَ
وبينكُمُ وبينهمُ الهواء
وهم أرضٌ لأرجلكم وأنتم
لأررؤسهم وأعينهم سماء
مالك بن النعمان:
وإنّي لأستبقي إذا العسرُ مسّني | بشاشةَ وجهي حينَ تبلى المنافعُ | |
مخافةَ أن أقلى إذا جئتُ زائراً | وترجعني نحو الرجالِ المطامعُ | |
فأسمع منّاً أو أشرِّفُ منعماً | وكلُّ مُصادي نعمةٍ متواضعُ |
الأعور الشني
ومن يبتدع خُلقاً سوى خُلق نفسه | يدعهُ وترجعهُ إليه الرواجعُ |
أبو زرعة:
أهل مجدٍ لا يحفلون إذا | نالوا جسيماً أن تنهك الأجسامُ |
النجاشي الحارثي:
أبلغ شِهاباً أخو خولان مالكة | إنَّ الكتائب لا يُهزمنَ بالكتبِ | |
تهدي الوعيد برأس السرو متكئاً | فإن أردت مصارع القومِ فاقتربِ |
ولا يردون الماءَ إلا عشيّةً
إذا صدرَ الوُرّادُ عن كلِّ منهل
إني امرؤٌ قلَّ ما أثني على أحد | حتى أبين ما يأتي وما يذر | |
لا تحمدن امرءاً حتى تجرّبه | ولا تذمنَّ من لم يبله الخبر |
خلائق فينا من أبينا وجدنا
كذلك طيب الفرع ينمي على الأصل
متى نلقكم عاماً يكن عام علّةٍ | وننظر بنا عامٌ من الدهرِ مقبل | |
فوالله ما ندري أما عندكم لنا | بريث على الموعودِ أم نحن نعجلُ |
قبيلةٌ لا يغدرون بذمّةٍ
ولا يظلمونَ الناسَ حبّة خردل
هلّا سألتِ بنا إن كنت جاهلة | ففي السؤالِ من الأنباءِ شافيها |
دريد بن الصّمة:
أولادُ فارسَ ما للعهدِ عندهمُ | حِفظٌ ولا فيهمُ فخرٌ لِمفتخرِ | |
يمشونَ في حُللِ الديباجِ ناعمةً | مشيَ البناتِ إذا ما قُمنَ في السَحرِ | |
ويومَ طعن القنا الخطي تحسبهُمْ | عاناتِ وحشِ دهاها صوتُ منذعرِ |
تقولُ ألا تبكي أخاك
!
،وقد أرى
مكانَ البُكا لكنْ بُنيتُ على الصّبرِ
أعاذِلُ إنَّ الرزءَ في مثلِ خالدٍ | ولا رزءَ فيما أهلكَ المرءُ عن يدِ |
والناسُ صنفان هذا قلبهُ خَزفٌ
عند اللقاء،وهذا قُدَّ من حجر
عاري الأشاجع معصوب بلمته | أمرُ الزعامة في عرنينه شَمم |
لقد كذبَتكَ عَينُكَ فأكذِبنها
فإن جَزعاً وإن إجمالَ صبرِ
قتلتُ بعبدِ الله خيرَ لِداتهِ | ذؤاباً فلن أفخر بذاكَ أو أجزعا |
ويبقى بعدَ حِلمِ القومِ حِلمي
ويفنى قبلَ زادِ القومِ زادي
أعاذِلَ إنّما أفنى شبابي | رُكوبي في الصّريخِ إلى المُنادي | |
مع الفتيانِ حتى كلَّ جسمي | وأقرحَ عاتقي حملُ النجادِ | |
أعاذِلَ إنّهُ مالٌ طريفٌ | أحبُّ إليَّ من مالٍ تلادِ | |
أعاذِلَ عُدّتي بدني ورُمحي | وكُلَّ مُقَلِّصٍ شكسِ القيادِ |
غداً يرون رجالاً من فوارسنا
إن قاتلوا الموتَ ما كانوا على حذرِ
خُلقتُ للحربِ أحميها إذا بردت
وأجتني من جَناها يانعَ الثمرِ
يا هندُ لا تُنكري شيبي ولا كبري | فَهمّتي مثلَ حدِّ الصارمِ الّدكر | |
ولي جنانٌ شديدٌ لو لقيت به | حوادث الدّهرِ ما جارتْ على بشر | |
فما توهمتُ أني خضتُ معركةً | إلا تركت الدما تنهال كالمطر | |
كم قد عركتُ مع الأيام نائبةً | حتى عرفت القضا الجاري مع القدر | |
عُمري مع الدّهرِ موصول بآخرهِ | وإنّما فضلهُ بالشمس والقمر |
ويلٌ لكسرى إذا جالتْ فوارسنا
في أرضهِ بالقنا الخطيّة السّمرُ
ولا تخفى الضغينةُ حيثُ كانت | ولا النظرُ الصحيحُ من السّقيمِ |
عمري مع الدّهر موصولٌ بآخره
وإنما فضلهُ بالشّمسِ والقمر
وقالوا لا تبكي أخاك وقد أرى | مكان الأسى لكن بنيت على الصبر | |
فقلتُ أعبد الله أبكي أم الذي | على الجدثِ النائي قتيل أبي بكر |
أمرتهم أمري بمنعرجِ اللِوى
فلم يستبينوا الرشدَ إلا ضحى الغدِ
فلما عصوني كنت منهم وقد أرى
غَوايتهم وأنني غير مهتدي
وهل أنا إلا من غزية إن غوتْ
غويتُ وإن ترشدُ غزية أرشدِ
تنادوا فقالوا:أردتِ الخيلُ فارساً وإن يكُ عبدُ الله خلّى مكانه | فقلت: أعبدُ الله ذلكم الرّدي؟ فما كانَ وقافاً ولا طائشَ اليدِ | |
كَميشُ الإزارِ حارجٌ نصفُ ساقهِ | صبورٌ على العزّاءِ طلّاعُ أنجُدِ | |
قليلُ التشكي للمصيباتِ حافظٌ | من اليومِ أدبارَ الأحاديثِ في غدِ | |
صَبا ما صَبا حتى علا الشّيبُ رأسهُ | فلما علاهُ قال للباطل:ابعُدِ |
غداةَ دعاني والرِّماحُ يَنُشنَهُ
كَوقعِ الصّياصي في النسيجِ المُمدّدِ
فطاعنتُ عنهُ الخيلَ حتى تبدّدتْ
وحتى علاني حالكُ اللونِ أسودِ
طِعانُ امرىءٍ آسى أخاهُ بنفسهِ
وأعلمُ أنَّ المرءَ غيرُ مُخلّدِ
وهوّنَ وجدي أنّما هو فارِطٌ
أمامي وأني واردُ اليومِ أو غدِ
أسرَّكَ أن يكونَ الدهرُ يداً | عليّ بأسرهِ تغدو وتسري | |
وألا ترزئي نفساً ومالاً | يضرّك هلكه ويطول عمري | |
فقد كذبتكِ نفسُكِ فاكذبيها | فإنْ جزعاً وإن إجمالَ صبرِ |
يزيد بن ربيعة بن مفرغ:
فالهولُ يركبه الفتى | حذرَ المخازي والسآمه | |
والعبدُ يُقرعُ بالعصا | والحرُّ تكفيه الملامه |
بشر بن المعتمر:
حيلة ما ليست له حيلة | حسن عزاءِ النفس والصبر |
إبراهيم بن سيابة يعتذر للفضل بن الربيع:
إن كانَ جُرمي قد أحاطَ بِحرمتي | فأحِطْ بِجرمي عفوكَ المأمولا | |
فكمِ ارتجيتُكَ في التي لا يُرتجى | في مثلها أحدٌ فَنلتُ السُولا | |
وضللتُ عنكَ فلم أجدْ لي مذهباً | ووجدتُ حلمُكَ لي عليك دليلا |
محمد بن حازم الباهلي:
بلوتُ خيارَهم فبلوتُ قوماً | كهولهمُ أخسُّ من الشبابِ | |
وما مُسخوا كلاباً غيرَ أنّي | رأيتُ القومَ أشباهَ الكلابِ |
اعلمْ بأنّكَ لم تُخادعْ جاهلاً
إنَّ الكريمَ بفضلهِ يتخادَعُ
الأقوص بن جعفر العامري:
يُضّعفني حلمي وكثرةُ جهلكم | عليَّ وأنّي لا أصولُ بجاهلِ | |
دفعتكم عني وما دفعُ راحةٍ | بشىءٍ إذا لم يُستعن بالأناملِ |
ابن لنكك:
جارَ الزمانُ علينا في تصرّفهِ | وأيُّ دهرٍ على الأحرارِ لم يَجُرِ | |
عندي من الدّهرِ ما لو أنَّ أيسرَهُ | يُلقى على الفُلكِ الدّوارِ لم يَدُرِ |
وما ذا أُرَجّي من حياةٍ تَكدّرتْ
ولوْ قد وصفتُ كانت كأضغاثِ أحلام
لا تخدعنّكَ اللحى والصور | تسعةُ أعشار من ترى بقرُ | |
تراهم كالسحابِ منتشراً | وليسَ فيه لطالبٍ مطرُ | |
في شجرِ السّروِ منهمُ مثلٌ | لهُ رِواءٌ وما لهُ ثمرُ |
قس بن ساعدة الإيادي:
في الذاهبينَ الأولين | من القرون لنا بصائر | |
لما رأيتُ موارداً | للموتِ ليسَ لها مصادر | |
ورأيت قومي نحوها | تمضي الأصاغرُ والأكابرُ | |
أيقنتُ أني لا محالة | حيثُ صار القوم صائرُ |
وما قد تولّى فهو لا شك فائت
فهل ينفعني ليتني ولعلّني
عطارد بن قران:
وما يستوي السيفان سيف مؤنث | وسيف إذا ما عضّ بالعظم صمما |
أبو عمر الأنصاري:
صُنِ النفسَ واحملها على ما يزينها | تعشْ سالماً والقولُ فيكَ جميلُ |
معقل بن قيس:
وأعرِضُ عمّا ساءَ قومي ثناؤه | وأستصلحُ الأدنى وإن كان ظالما | |
وأصفحُ عن ذنبِ ابن عمي تكرُّماً | وأُبدي له بِشري إذا كان واجماً |
إبراهيم بن الأغلب:
ما سار عزمي إلى قومٍ وإن كثروا | إلا رمى شعبهم بالحزمِ فانصدعا | |
ولا أقولُ إذا ما الأمرُ نازلني | يا ليتهُ كان مصروفاً وقد وقعا | |
قوماً قتلتُ وقوماً قد نفيتهمُ | ساموا الخلاف بأرض الغرب والبدعا | |
كلا جزيتهم صدعاً بصدعهمُ | وكلّ ذي عمل يُجزى بما صنعا |
إبراهيم بن المهدي للمأمون بعد أن عفا عنه:
رددتَ مالي ولم تبخلْ عليَّ به فأُبتُ عنكَ وقد خولّتني نِعماً | وقبلَ ردِّكَ مالي قد حقنتَ دمي هما الحياتانِ من موتٍ ومن عَدمِ |
فلو بذلتُ دمي أبغي رضاكَ بهِ
والمال،حتى أسلَّ النعلَ من قدمي
ما كانَ ذاكَ سوى عاريةٍ رجعتْ
إليك لو لم تُعرها كنتَ لم تُلمِ
وقامً عِلمُكَ بي فأصبحَ عندك لي | مقامَ شاهدِ عدلٍ غيرُ مُتهمِ | |
فإن جحدتُكَ ما أوليتَ من نِعمٍ | إني لباللؤم أولى منكَ بالكرمِ |
إبراهيم بن المهدي للمأمون:
تفديكَ نفسي أن تضيقَ بصالحٍ إن الذي خلقَ المكارمَ حازها | والعفوُ منكَ بفضل جودٍ واسعِ في صُلبِ آدمَ للإمام السابعِ | |
ملئت قلبُ الناسِ منكَ مهابةً فعفوت عمّنْ لم يكن عن مثلهِ | وتظلُ تكلؤهم بقلبٍ خاشعِ عفوٌ ولم يشفع إليكَ بشافعِ | |
ورحمتَ أطفالاً كأفراخِ القطا | وحنينَ والدةٍ بقلبِ جازعِ | |
ردَّ الحياةَ إليَّ بعد ذهابها | كرمُ المليكِ العادلِ المُتواضعِ |
إن الذي خلقَ المكارمَ حازها
والعفوُ منكَ بفضل جودٍ واسعِ
في صُلبِ آدمَ للإمام السابعِ
ملئت قلبُ الناسِ منكَ مهابةً
فعفوت عمّنْ لم يكن عن مثلهِ
وتظلُ تكلؤهم بقلبٍ خاشعِ
عفوٌ ولم يشفع إليكَ بشافعِ
ورحمتَ أطفالاً كأفراخِ القطا
وحنينَ والدةٍ بقلبِ جازعِ
ردَّ الحياةَ إليَّ بعد ذهابها
كرمُ المليكِ العادلِ المُتواضعِ
الثقفي:
من كان ذا عضد يُدرك ظلامته | إنّ الذليل الذي ليست له عضد |
ابن أبي أمية أحد الشعراء العباسيين:
أقِلني قد ندمتُ على الصّدودِ | وبالإقرارِ عُذتُ من الجحودِ | |
أنا استدعيتُ سُخطكَ من قريبٍ | كما استدعيتُ عفوكَ من بعيدِ | |
فإن عاقبتني فبسوءِ فعلي | وإن ظلمت عقوبة مستفيد | |
وإن تصفحٍْ فإحسانٌ جديدٌ | عطفتَ بهِ على شكرٍ جديدِ |
عامر بن الطفيل:
إذا نزلت بالناسِ يوماً مُلّمةٌ | تسوقُ من الأيام داهيةً إدّا | |
دلفنا لها حتى نُقوِّمَ ميلها | ولم نَهدَ عنها بالأسنّة أو تَهدا | |
وكم مُظهرٍ بغضاءنا ودَّ أننا | إذا ما التقينا كان أخفى الذي أبدى | |
مَطاعيمُ في اللأوا مطاعينُ في الوغى | شمائلنا تَنكى وأيماننُا تَندى |
عامر بن الطفيل:
وإنّي وإن كنتُ ابنَ فارس بُهمةٍ | وفي السرِّ منها والصّريحِ المُهذبِ | |
فما سوّدتني عامرٌ عن كلالةٍ | أبى الله أن أسمو بأمٍّ ولا أبِّ | |
ولكنني أحمي حِماها وأتقي | أذاها،وأرمي من رماها بمقَنبِ |
المرقش الأكبر:
ليس على طُولِ الحياة ندمْ | ومن وراءِ المرءِ ما يَعلمْ | |
يَهلِكُ والدٌ ويَخلُفُ مو والوالداتُ يَستفدنَ غِنىً | لودٌ وكلُّ ذي أبٍ يَتيتمْ ثم على المِقدارِ منْ يَعْقَمْ | |
لسنا كأقوام مطاعهم لكننا قومٌ أهابَ بنا | كسبُ الخنا ونهكَةُ المحرَمْ في قومنا عَفافةٌ وكَرَمْ | |
أموالنا نقي النفوسَ بها | من كُلِّ ما يُدني إليهِ الذَّمْ |
يا صاحبي تلوما لا تعجلا
إنّ النجاحَ رهين ألا تعجلا
ليسَ على طولِ الحياةِ ندمْ
ومن وراءِ المرءِ ما يعلمْ
فما بالي أفي ويُخان عهدي | وما بالي أصادُ ولا أصيدُ | |
أناسٌ كلما أخلقتُ وصلاً | عناني منهمُ وصلٌ جديدُ |
سكنَّ ببلدةٍ وسكنتُ أخرى
وقُطّعتْ المواثقُ والعهودُ
يا صاحبيَّ تلبثّا لا تعجلا | أن الرّواحَ رهينُ أن لا تعذلا | |
يا من مُبلغِ الأقوام أن مرقشاً | أضحى على الأصحابِ عبئاً مثقلا |
المرقش الأصغر:
آذنتْ جارتي بوشكِ رحيلِ | باكراً جاهرتْ بِخَطب جليلِ | |
أزمعت بالفراق لما رأتني | أُتلِفُ المال لا يذُمّ دخيلي | |
أربعي،إنما يريبُك مني | إرثُ مجدٍ وجِدُّ لُبٍّ أصيلِ | |
عجباً ما عَجبتْ للعاقدِ الما | لِ وريبُ الزمان جمّ الخبولِ | |
ويضيعُ الذي يصيرُ إليه | من شقاء أو مُلك خُلد بجيل |
فمنْ يلقَ خيراً يَحمد الناسُ أمرَهُ
ومن يَغوَ لا يَعدَمْ على الغيِّ لائما
بَينا أخو نعمةٍ إذ ذهبتْ | وحوِّلتْ شِقوةٌ إلى نعيم | |
وبَينا ظاعنٌ ذو شُقّةٍ | إذا حلَّ رحلاً وإذ خفَّ المقيم |
كم من أخي ثروةٍ رأيتهُ
حلَّ على مالهِ دهرٌ غشومْ
ومن عزيزِ الحمى ذي منعةٍ
أضحى وقد أثرّت فيه الكلومْ
حجية بن المضرب:
إذا كنتَ سآلاً عن المجدِ والعلا فنقّبْ عن الأملوكِ،واهتفْ بيعفُرٍ | وأينَ العطاءُ الجَزلُ والنائلُ الغمرُ وعش جارَ ظلٍّ لا يغالبهُ الدّهرُ | |
أولئك قومٌ شيّدَ الله فخرهم | فما فوقهُ فخرٌ وإن عَظُمَ الفخرُ | |
أناسٌ إذا ما الدّهرُ أظلمَ وجههُ | فأيديهم بيضٌ وأوجُههم زُهرُ | |
يصونونَ أحساباً ومجداً مؤثلاً | ببذلِ أكُفٍّ دونها المُزنُ والبحرُ | |
سَموا في المعالي رُتبةً فوقَ رُتبةٍ | أحلتُهم حيثُ النعائِمُ والنّسرُ |
شكرتُ لكم آلاءكم وبلاءكم
وما ضاعَ معروفٌ يكافئهُ شكرُ
مطر بن جبير العجلي:
أقلّيّ من التبكاءِ يا أمّ مالكٍ | عليك فإنَّ الدّهرَ جَمٌّ غوائله | |
لقد رحلَ الحيُّ المقيمُ وخلّفوا | فتىً لك يكن يبدأ به من ينازله | |
ولم يك يخشى الجارُ منهُ إذا دنا | أذاهُ ولا يخشى الحريمة سائله | |
وقد كان عبد الله ذا أريحيّة | إذا اهتزَّ للخيرِ الذي هو فاعله | |
ولو أنني قدّرتُ يوم حِمامهِ | لقاتلتُ عنه لو أرى من يقاتله |
محمد بن زياد:
تخالهم في الناس صُمّاً عن الخنا ومَرضى إذا لُوقوا حياءً وعفّةً | وخُرْساً عن الفحشاءِ عند التهاجُرِ وعندَ الحفاظِ كالليوثِ الخوادرِ | |
كأنّ لهم وصماً يخافون عاره | وما ذاكَ إلا لإتّقاءِ المعاير |
النابغة الجعدي
تذكرَّتُ والذكرى تُهيِّجُ ذا الهوى | ومن حاجةِ المحزونِ أن يتذكّرا | |
فلما قرعنا النبعَ بالنبعِ بعضه | ببعضٍ أبت عيدانهُ أن تكسّرا | |
سقيناهم كأساً سقونا بمثلها | ولكننا كُنّا على الموتِ أصبرا |
أبى لي البلاءُ وإني امرؤٌ
إذا ما تبيّنتُ لم أرْتَبِ
إذا مسّهُ الشرُّ لم يكتئب | وإن مسّهُ الخير لم يعجب |
صبورٌ على ما يكرهُ المرءُ كلّه
سوى الظلمُ لإني إن ظلمتُ سأغضبُ
ألم تعلما أن الملامةَ نفعُها | قليلٌ إذا ما الشىء ولّى فأدبرا |
وسوّيت بينَ الناسِ في الحقِّ فاستووا
فعادَ صباحاً حالكُ اللونِ مُظلمُ
ملكنا فلم نكشف قناعاً لِحرّةٍ | ولم نستلبْ إلا الحديدَ المُسّمرا | |
ولو أننا شِئنا سوى ذاكَ أصبحت | كرائمهم فينا تُباعُ وتُشرى | |
وإنا لقومٌ ما نعوِّدُ خيلنا | إذا ما التقينا أن تحيدَ وتنفرا |
تَجنبتُها،إنّي امرؤٌ في شبيبتي
وتلعابتي عن ريبةِ الجار،أجنَبُ
ألم تعلموا ما ترزاُ الحربُ أهلها | وعندَ ذوي الأحلامِ منها التجاربُ | |
لها السادةُ الأشرافِ تأتي عليهمُ | فَتُهلكهم والسابحاتُ النّجائبُ | |
وتستلبُ المالَ الذي كان ربّهُ | ضنيناً بهِ والحربُ فيها الحرائبُ |
أبى لي البلاءُ وأنّي امرؤٌ
إذا ما تبيّنتُ لم أرتبِ
وإن جاءَ أمرٌ لا تُطيقان دفعَهُ | فلا تجزعا ممّا قضى الله واصبِرا | |
ألم تعلما أنَّ الملامةَ نَفعُها تهيجُ البكاءُ والندامة ثم لا | قليلٌ إذا ما الأمرُ ولّى فأدبرا تُغيّر شيئاً غيرَ ما كانَ قُدّرا |
ولا تأمنوا الدّهرَ الخؤونَ فإنّهُ
على كلِّ حالٍ بالورى يتقلبُ
فلا ألفين كاذباً آثماً يخبركم أنه ناصحٌ | قديم العداوة كالنيربِ وفي نصحهِ حمّة العقربِ | |
إذا ناء أولّكم مصعداً | يقولُ لآخركم صوب | |
ليوهن عظمكم للِعدى | وعمداً فإن تغلبوا يغلبِ |
وإنّ مع اليومِ الذي عَلموا غداً
وإنَّ الأمورَ بالرِّجالِ تقلّبُ
خليليَّ عُوجا ساعةً وتهجّرا | ولوما على ما أحدثَ الدهر أو ذرا | |
ولا تجزعا إنَّ الحياةَ ذميمةٌ | فَخفا لروعاتِ الحوادثِ أو قِرا |
إذا افتخرَ الأزديُّ يوماً فقلْ له
تأخرْ،فلم يجعل لك الله مفخرا
فإن تُردِ العليا فلستَ بأهلها
وإن تبسطُ الكفينِ للمجدِ تقصرا
بلعاء بن قيس:
أبيتُ لنفسي الخسفَ لما رضوا بهِ | ووليتهم شتمي وما كنتُ مفحماً |
علي بن محمد الحماني العلوي:
فلما تنازعنا الفخار،قضى لنا | عليهم بما نهوى نداءُ الصّوامعِ |
مالك بن مخارق العبدي:
إنّي من القومِ الذينَ تخيّروا | من المجدِ والعلياءِ ما يُتخيّرُ | |
ومن يسلبِ القتلى فإنَّ قتلنا | وإن كان منشوراً يُجنُّ ويُعبَرُ | |
وإنا لورّادون في كلِّ حومةٍ | إذا جعلت صُمُّ القنا تتكّسرُ |
ضماد بن المشمرخ اليشكري الأزدي:
إنّي إذا نادى المُنادي ليلةً | إحدى ليالي الحقّ لم أتغفّلِ | |
فلعلّني أُدعى لأمرِ عظيمةٍ | ولمَ الحياةُ إذا امرؤٌ لم يغفلِ | |
وإذا امرؤٌ سكتَ النوائحُ بعدَهُ | فكأنَّ قابلةً به لم تقبلِ |
المساور بن هند العبسي:
بَليت وعِلمي في البلاد مكانه وأدركني يوم إذا قلتُ قد مضى | وأفنى شبابي الدّهرُ وهو جديدُ يعودُ لنا أو مثلُهُ فيعودُ | |
وأصبحتُ مثلَ السيفِ أخلق جفنهُ | تقادُمُ عهد القين وهو جديدُ | |
ألم تعلموا يا عبسُ لو تشكرونني | إذا التفّتْ الذوّاد كيفَ أذودُ |
عامر بن خالد بن جعفر:
إنّكَ إن كلّفتني ما لم أُطِقْ | ساءكَ ما سرّكَ مني من خُلُقْ |
المشرك الموصلي:
يودون لو خاطوا عليكَ جلودهم | ولا يدفعُ الموتَ النفوسُ الشحائحُ |
خالد بن معدان:
إذا أنت لم تزرع وأبصرتَ حاصداً | ندِمتَ على التفريطِ في زمنِ البَذرِ |
عمرو بن امرىء القيس الأنصاري وقيل غيره:
نحنُ بما عندنا وأنت بما | عندكَ راضٍ والرأيُ مختلفُ |
عوف بن عطية التيمي:
لَعمرُكَ إنني لأخو حفاظٍ | وفي يومِ الكريهةِ غيرُ غُمرٍ | |
أجودُ على الأباعدِ باجتداءٍ | ولم أحرمْ ذوي قُربى وإصرِ | |
وما بي،فاعلموه من خشوعٍ | إلى أحدٍ،وما أزهى بِكبرِ |
ضرار بن الخطاب الفهري:
إني لأُنمى إذا انتميتُ إلى | عزٍّ عزيزٍ ومعشرٍ صدُقِ |
نصر بن حبناء التميمي:
وماردَّ زعمي كالذي قد هويته | ولا أثرّتْ فيَّ الخطوبُ الفوادِحُ |
محمد بن يسير:
أيّ صفو إلا إلى تكدير | ونعيم إلا إلى تغيير | |
وسرور ولذة وحبور | ليس رهناً لنا بيوم عسير |
خالد بن زهير:
فلا تجزعنْ من سُنةٍ أنت سِرتها | وأولُ راضٍ سُنّة من يسيرها | |
وكنتَ إماماً للعشيرةِ تنتهي | إليكَ إذا ضاقت بأمرٍ صدورُها |
منقذ بن هلال الشني وقيل غيره:
هل للمنيّةِ عندنا جرمٌ | ما غشمها إياي كالغشمِ | |
دربتْ فما تنفكُّ تأكلنا | شعواء مدمنة على هضمِ | |
لا ترتشي مال الغني ولا | تدع الفقير لشدّة العدمِ | |
ما إن ترى أهلي بمغبطة | إلا تخيرهم على علمِ | |
تختار منهم من أضن به | فكأنما تختارُ عن فهمِ |
غيلان بن سلمة الثقفي:
ألم ترَ أني لا تلينُ عريكتي | إلى من يعاديني ولا أتجشع | |
ولا أمتري بالخسفِ حتى يدرني | ولكن أبى الخسف ما دمت أسمع |
سويد بن كعب:
إني إذا ما الأمرُ بيّنَ شكّهُ | وبدتْ بصائرهُ لمن يتأملُ | |
وتبرأ الضعفاءُ من إخوانهم | وألحَّ من حُرِّ الصميمِ الكلكلُ | |
ادعُ التي هي أرفقُ الخلاتِ بي | عند الحفيظة للتي هي أجملُ |
عبد العزيز بن زرارة:
قد عشتُ في الدّهرِ أطواراً على طُرُقِ | شتى،وقاسيتُ فيها اللينَ والفظعا | |
كُلاً بلوتُ ،فلا النّعماءُ تُبطرني | ولا تخشّعتُ من لأوائهِ جزعا | |
لا يملأ الهولُ صدري قبل موقعهِ | ولا أضيقُ به ذرعاً إذا وقعا |
عمرو بن أحمر:
إن قمتَ يابنَ العاصي بحاجتنا | فما لحاجتنا وِردٌ ولا صدرُ | |
ما ترضى نرضَ وإن كلفتنا شططاً | وما كرهتَ فكرهٌ عندنا قذرُ | |
لسنا بأجسادِ عادٍ في طبائعها | لا نألمُ الشرَّ حتى يألمَ الحجرُ |
سلمة بن مالك الجعفي:
أقولُ لنفسي في الخلاءِ ألومها | لكِ الويلُ ما هذا التجلّدُ والصبرُ | |
أما تفهمينَ الخُبرَ أن لستُ لاقياً | عِراراً وقد واراهُ من دونيَ القبرُ | |
وكنتُ أعدُّ بينهُ بعضَ ليلةٍ | فكيفَ ببينٍ دونَ ميعادهُ الحشرُ | |
وهوّن وجدي أنني سوفَ أغتدي | على إثرهِ يوماً وإن طالَ بيَ العمرُ | |
فلا يُبعدنكَ الله إمّا تركتنا | حميداً وأودى بعدكَ الخوفُ والبشرُ |
معروف بن مالك النهشلي:
سأبكيكَ ما فاضتْ دموعي وإن تغِضْ | فحسبُكَ مني ما تجنُّ الجوانحُ | |
كأنّ لم يمتْ حيّ سواكَ ولم تَقُمْ | على أحدٍ إلا عليكَ النوائحُ | |
لئن حسنت فيكَ المراثي وذكرُها | لقد حسنت من قبلُ فيكَ المدائحُ | |
فما أنا من رُزءٍ وإن جلَّ جازعٌ | ولا في سرورٍ بعد موتك فارحُ |
أدهم بن حازم الضبي:
بني عامرٍ أضرمتُمُ الحربَ بيننا | وبينكمُ بعدَ المودّةِ والقُربِ | |
غدرتُمْ ولم نغدِرْ وقُمتُم ولم نَقُمْ | إلى حربنا لمّا قعدنا عن الحربِ | |
وكنّا وأنتُمْ مثل كفٍّ وساعدٍ | فصرنُا وأنتُم مثلَ شرقٍ إلى غربِ | |
فما نسلبُ القتلى كما قد فعلتُمْ | ولا نمنعُ الأسرى من الأكلِ والشّربِ | |
وسلبُ ثيابِ الميتِ عارٌ وذلّةٌ | ومنعُ الأسير الزادَ من أقبحِ السّبِ |
سيف الدين الحمداني
إذا بَرمَ المولى بخدمةِ عبدهِ | تجنّى لهُ ذنباً وإن لم يكن ذنبُ |
البعيث:
طمعتُ بليلى أن تريعَ وإنّما | تُقطّعُ أعناقَ الرجالِ المطامعُ | |
وبايعتُ ليلى في خلاءٍ ولم يكن | شهودٌ على ليلى عدولٌ مقانعُ |
الأفوه الأودي:
وإنّي لأعطي الحقَّ من لو ظلمتهُ | أقرَّ وأعطاني الذي أنا طالبُ | |
وآخذُ حقّيِّ من رجالٍ أعزّةٍ | وإن كرُمتْ أعراقهم والمناسبُ |
إنَّ النجاة إذا ما كنتَ ذا بصرٍ من
أجَّة الغَي إبعادٌ فإبعادُ
والخيرُ تزدادُ منه ما لقيتَ بهِ
والشرُّ يكفيكَ منه قَلّما زاد
والبيتُ لا يُبتنى إلا له عَمدٌ | ولا عمادَ إذا لم تُرسَ أوتادُ | |
فإن تجمعَّ أوتادٌ وأعمدةٌ إذا تولّى سراةُ الناس أمرهم | وساكنٌ بلغوا الأمر الذي كادوا نمى على ذاك أمر القوم فازدادوا |
ونحن المُوردون شَبا العوالي
حياضَ الموتِ بالعدد المُثاب
نقاتلُ أقواماً فنسبي نساءهم | ولم يرَ ذو عزٍّ لنسوتنا حَجلا | |
نقودُ ونأبى أن نُقاد ولا ترى | لقوم علينا في مكارمهم فضلا | |
وإنا بطاء المشي عند نسائنا | كما قيّدت بالصيف نجدّيةٌ بزلا |
إذا ما الدهر أبعد أو تقضى
رجال المرءِ أوشك أن يضاما
إنما نعمةُ قومٍ متعةٌ | وحياةُ المرءِ ثوبٌ مُستعارُ | |
وصروفُ الدّهرِ في أطباقهِ | حلقةٌ فيها ارتفاعٌ وانحدارُ | |
بينما الناسُ على عليائها | إذ هَووا في هُوّةٍ منها فغاروا |
وإنا لنعطي المال دون دمائنا
ونأبى فلا نستام من دمنا عقلا
فصروف الدهرِ في أطباقهِ بينما الناس على عليائها | خلفة فيها ارتفاع وانحدار إذا هووا في هوة منها فغاروا | |
إنما نعمة قوم متعة | وحياة المرء ثوبٌ مستعار | |
ولياليه إلالٌ للفتى | دانياتٌ تختليه وشفارُ |
ولم أرَ في الخطوبِ أشدّ هولاً
وأصعبَ من مُعاداةِ الرجالِ
ذهبَ الذينَ عهدتُ أمس برأيهم | من كانَ ينقصُ رأيُهُ يستمع | |
وإذا الأمورُ تعاظمت وتشابهت | فهناكَ يعترفون أين المفزع |
يحلمُ الجاهلُ للسِّلم،ولا
يقِرُ الحلمُ إذا القومُ غاروا
ترك الناس لنا أكنافهم
وتولّوا لات لم يُغنِ الغِرارُ
عنكمُ في الأرض
!
إنّا مَذْحِجٌ
ورويداً يفضحُ الليلَ النهارُ
عبيدة بن أيوب العنبري:
إذا ما أرادَ الله ذُلَّ قبيلةٍ | رماها بتشتيتِ الهوى والتخاذلِ | |
وأوّلُ عجزِ القومِ عمّا ينوبهمْ | تدافعُهمْ عنهُ وطولُ التواكلِ |
إذا قيلَ خيرٌ،قلتُ
:
هذي خديعةٌ
وإن قيلَ شرٌ،قلت
:
حقٌّ فَشّمرِ
عبد الله بن الأهتم يرثي ابنه:
دعوتُكَ يا بُنيَّ فلم تُجبني | فرُدّت دعوتي بأساً عليّا | |
بموتك ماتت اللذات مني | وكانت حيّةً ما دمتَ حيّا | |
فيا أسفاً عليكَ وطول شوقي | إليك لو أن ذلكَ ردَّ شيّا |
إبراهيم بن عبد الله بن حسن يرثي أخاه:
أبا المنازلِ يا عُبْرَ الفوارسِ من | يُفجعْ بمثلكَ في الدنيا فقد فجعا |
أخت طرفة بن العبد:
عددنا لهُ سِتاً وعشرينَ حجّةً | فلما توفاها استوى سيداً ضخما | |
فُجعنا بهِ لمّا رجونا إيابهُ | على خيرِ حالٍ لا وليداً ولا قَحما |
الصابي الحراني يرثي ابنه سنان:
أسعِداني بالدّمعةِ الحمراء | جلَّ ماحِلٌ بي عن البيضاء | |
يؤلمُ القلبَ كلَّ فقدٍ ولا | مثل افتقادِ الآباءِ للأبناء | |
هدّ ركني مثوى سنان وقد كانَ | يهدُّ الأركانَ من أعدائي | |
عكست فيك دعوتي إذا أفد | يكَ برغمي فصرت أنتَ فدائي | |
إنما كنت فلذة من فؤادي | خطفها المنونُ من أحشائي | |
كنتَ مني وكنتُ منكَ اتفاقاً | والتئاماً مثل العصا واللحاءِ | |
كنت في اليتمِ فيَّ أجملُ مني | فيكَ للثكلِ في أوان فنائي | |
ولئن كانَ في أخيكَ وأولادِ | كما ما يقضُّ من برحائي |
عبد الرحمن بن حسان الكلابي:
فصبراً يا عُميرُ فكلُّ قومٍ | سيسلبهم كريمهمُ السبيلُ | |
وقولي غيرَ كاذبةٍ رُزئنا | فتى صدق إذا بردَ الأصيلُ |
أعاذلَ إنَّ صبري عن عمير
لتجميلٌ وما ذهبَ الغليلُ
إذا وطنّتُ جأشي للتعزّي
أبى الذِكراتُ والعينُ الهمولُ
رأينا من تقاسمهُ المنايا
يُضامُ ولا يُفاداهُ قتيلُ
أعاذلُ أقصري عن بعضِ لومي | فإنَّ اللومَ محملهُ ثقيلُ | |
وقولي لا ألومكَ أو تنّحى | وقد يعصى وإن نصحَ العذولُ |
يحيى بن معين
المالُ يذهبُ حلّه وحرامه | يوماً وتبقى بعده آثامه | |
ليس التقي بِمتقٍ لإلههِ | حتى يطيب شرابه وطعامه | |
ويطيب ما يجني ويلبس أهله | ويطيبُ من حسنِ الحديثِ كلامه |
سُلمي بن غوية:
ولقد حلبتُ الدهرَ أشطرَهُ
وعلمتُ ما آتي من الأمرِ
قيس بن زهير العبسي:
أظنُّ الحِلْمَ دلَّ على قومي | وقد يُسْتَجهلُ الرجلُ الحليم |
طليحة بن خويلد الأسدي:
فما ظنُّكمْ بالقومِ إذ تظلمونهمْ | أليسوا وإن لم يُسلموا برجالِ |
المرار الفقعسي:
صددتَ فأطولتَ الصدودَ وقلّما | وِصالٌ على طولِ الصُّدودِ يدومُ |
ذو الرمة
لعلَّ انحدار الدمعِ يُعقِبُ راحةً | من الوجدِ أو يشفي نجي البلابل |
كلثوم بن عمرو العتابي:
لَومٌ يُعيذُكَ من سوءٍ تُفارِقهُ | أبقى لِعرضكَ من قولٍ يُداجيكا | |
وقد رمى بك في تَيهاءَ مُهلكةٍ | من باتَ يكتُمكَ العيبَ الذي فيكا |
يَغُرُّ الفتى مَرُّ الليالي سليمةً
وهُنَّ بهِ عمّا قليلٍ غوادِرُ
المنتصر بن بلال الأنصاري:
ألم ترَ أن العقلَ زين لأهلهِ | ولكن تمام العقل طولُ التجاربِ |
الأجدع الهمداني:
وكيف افتخارُ القوم قبل لقائهمْ | ألا إنَّ ما بعد اللقاءِ هو الفخرُ |
عبد يغوث الحارثي:
ألا لا تلوماني،كفى اللومَ ما بيا | فما لكما في اللوم خيرٌ ولا ليا | |
ألم تعلما أنَّ الملامةَ نفعُها | قليلٌ ،وما لومي أخي من شَماليا |
المغيرة بن حبناء
إذا المرءُ أولاكَ الهوانَ فأولهِ | هواناً وإن كانت قريباً أواصره | |
فإن أنتَ لم تقدر على أن تُهينهُ | فذرهُ إلى اليومِ الذي أنتَ قادره | |
وقاربْ إذا ما لم تكن لكَ قدرةٌ | وصَمّم إذا أيقنتَ أنّكَ عاقره |
مكنف بن معاوية التميمي:
ترى المرء يأمل ما لن يرى | ومن دون ذلك ريب الأجل | |
وكم آيس قد أتاهُ الرجا | وذي طمع قد لواه الأمل |
عمرو بن معد يكرب
صبرتُ عن اللذاتِ حتى تولّتْ | وألزمتُ نفسي هجرها فاستمرّتِ | |
وكانت على الأيام نفسي عزيزةٌ | فلما رأت عزمي على الذلِّ ذلّتِ | |
وما النفسُ إلا حيث يجعلها الفتى | فإن طمعت تاقت وإلا تسلّتِ |
عبيد بن شرّية الجرهمي وقيل جبلة بن حريث العذري:
يا قلبُ إنكَ في أسماءَ مغرورُ فاستقدر اللهَ خيراً وارضينَّ به | فاذكر وهل ينفعكَ اليوم تذكيرُ فبينما العسرُ إذ دارت مياسيرُ | |
وبينما المرءُ في الأحياءِ مغتبطاً | إذ صارَ في القبرِ تعفوهُ الأعاصيرُ | |
حتى كأن لم يكن إلا تذكرُهُ | والدهرُ أينما حال دهاريرُ | |
يبكي الغريبُ عليه ليس يعرفهُ فذاكَ آخرُ عهدٍ من أخيكَ إذا | وذو قرابتهِ في الحيِّ مسرورُ ما ضُمنتْ شِلوهُ اللُحدُ المحافيرُ |
الغزالي
تركت هوى سعدى وليلى بمعزل
وعدتُ إلأى مصحوب أول منزل
غزلت لهم غزلاً رقيقاً فلم أجدْ | لغزلي نساجاً فكسرتُ مغزلي |
هدبة العذري:
ولا أتمنّى الشرَّ والشرُّ تاركي | ولكن متى أُحملُ على الشرِّ أركبِ | |
ولستُ بِمفراحٍ إذا الدّهر سَرّني | ولا جازعٍ من صَرفهِ المُتقلّبِ |
ابن بقية:
يرثي الأنباري والذي قتل مصلوباً
ملأتُ الأرضَ من نظمِ القوافي | ونحتُ بها خِلافَ النائحاتِ | |
ولكنّي أصبرُ عنك نفسي | مخافةَ أن أُعدَّ من الجناةِ | |
ومالكَ تربةٌ فأقول تسقى | لأنكَ نصب هطلِ الهاطلاتِ |
عليكَ تحيّة الرحمن تترى
برحماتٍ غواد رائحات
عقيل بن هاشم القيني:
يا آل عمرو أميتوا الضغن بينكم | إنَّ الضغائن كسرٌ ليسَ ينجبرُ |
أبو جهم المحاربي:
فلو أن كفّي أبغضت قرب ساعدي | يقيناً لما احتاجت ذراعي إلى كفي | |
فلا سلمتْ نفسي ولا عشتُ ليلة | إلى أن أراني قائلاً غير ما أخفي |
ابن مقرب:
لا تركننَّ إلى من لا وفاءَ له
الذئبُ من طبعهِ إن يقتدر يثبِ
زهير بن جناب:
إذا قالت حَذامُ فصدّقُوها | فإنّ القول ما قالتْ حذام |
لا يمنع الضيمَ إلا ماجدٌ بطلٌ
إن الكريمَ كريمُ حيث ما كانا
نهار بن توسعة:
عتبتُ على سَلم فلما فقدتهُ | وجرّبتُ أقواماً بكيتُ على سَلم |
خداش بن زهير:
ولا أكونُ كمنْ أبقى رحالته | على الحمار وخلّى صهوةَ الفَرس |
بشر بن المغيرة:
وكلّهم قد نالَ شَبعاً لبطنهِ | وشِبعُ الفتى لؤمٌ إذا جاعَ صاحبه |
شبيب بن عوانه:
قضى بيننا مروانُ أمسِ قضيّةً | فما زادنا مروانُ إلا تنائيا |
صالح بن جناح العبسي:
وإن جُمعَ الآفاتُ فالبُخلُ شَرُّها | وشرٌ من البُخلِ المواعيدُ والمَطْلُ |
عبد الله بن الحر الجعفي:
حلبت خلوف الدّهرِ كهلاً ويافعاً | وجرّبتُ حتى أحكمتني التجارب |
ما زلت أنفي الخف عني أحمي
وبعضهم إن سيمَ بالخسف مبلس
تعودتُ إعطاء لما ملكت يدي | وكل امرىء جار على ما تعودا | |
خلائق ليست بالتخلق إنني | أرى أكرم الأخلاق ما كان أمجدا |
ألا ربّ ذي نصح يباعد عنكم
وغش رأيناهُ مضاعاً مقربا
الخطيم المحرزي:
وأنتَ امرؤٌ عوّدتَ نفسكَ عادةً | وكلُّ امرىءٍ جارٍ على ما تعوّدا | |
تعوّدتَ ألا تسلمَ الدّهرَ خائفاً | أتاكَ ومن آمنتهُ أمن الردى |
سننتَ لأهلِ الأرضِ في العدلِ سنةً
فغار بلاءُ الصدق منك وأنجدا
وأنتَ فتى أهل الجزيرة كلّها
فعالا وأخلاقاً وأسمحهم يدا
وإني لماضي الهَمِّ قد تعلمينه | ورّكابُ أهوالٍ يُخافُ بها الرّدى | |
ومِعرُ حربٍ كنتُ ممّن أشبّها | إذا ما الجبانُ النكس هابَ وعرّدا | |
وأزدادُ في رُغم العدوِّ لجاجةً | وأُمكّنُ من رأسِ العدوِّ المهندا |
لَعمرُك إنَّ المُستثير عداوتي
لكالمُبتغي الثكل من غيرِ مثكلِ
فلا والذي من شاء أغوى فلم يكن | له مرشدٌ يوماً ومن شاء أرشدا | |
يمينُ بلاءٍ ما علمتُ بسىء | عليها وإن قال الحسودُ فأجهدا |
عبيدة السلماني:
وإن الذي حاولتُ بالكَبلِ لِينهُ | لهُ قسوةٌ تُربي على قسوةِ الكبلِ |
عمر بن لجا بن جدير:
إذا ما الشىءُ لم تقدر عليهِ | فلا ذكراً لذاكَ ولا طِلابا |
أبو عمر الأنصاري:
صُنِ النفسَ واحملها على ما يزينها ولا تُولينَّ الناس إلا تجمُلاً | تعشْ سالماً والقولُ فيكَ جميلُ نبا بك دهرٌ أو جفاكَ خليلُ | |
وإن ضاقَ رزقُ اليومِ فاصبرْ إلى غدٍ | عسى نكباتِ الدهرِ عنكَ تحولُ |
العلاء بن الحضرمي:
وحَيِّ جميعَ الناسِ تسبِ عقولهم فإن أظهروا بِشراً فأظهر جزاءَهُ | تحيتُكَ الأدنى فقد يُدفعُ النّغلُ وإن ستروا عنكَ القبيحَ فلا تسلْ | |
فإن الذي يؤذيكَ منهُ سماعهُ | وإن الذي قد قيلَ خلفكَ لم يُقَلْ |
إبراهيم المهدي:
إذا كنتَ بين الحلمِ والجهلِ مائلاً | وخُيّرتَ أنّى شئتَ فالحلمُ افضل | |
ولكن إذا أنصفتَ من ليسَ مُنصفاً | ولم يرضَ منكَ الحلمَ فالجهلُ أفضلُ |
إبراهيم بن الخليفة المهدي يرثي ابناً له:
دعتهُ نوىً لا تُرتجى أوبةً لها | فقلبُكَ مسلوبٌ وأنتَ كئيبُ | |
يؤوبُ إلى أوطانهِ كلُّ غائبٍ | وأحمدُ في الغُيّابِ ليسَ يئوبُ | |
قليلاً من الأيام لم يُروَ ناظري | بها منهُ حتى أعلقتهُ شعَوبُ | |
كظلِّ سحابٍ لم يُقم غير ساعةٍ | إلى أن أطاحتهُ فطاحَ جنوبُ | |
سأبكيكَ ما أبقت دموعي والبكا | بعيني ماءً يا بُنيَّ يجيبُ |
شمس الدين البدوي
ولها سرائرُ في الضميرِ طويتها | نسيَ الضميرُ بأنّها في طيّه |
الهذلي:
وإنَّ سيادة الأقوام فاعلم | لها صعداء مطلعها طويل |
لبانة بنت علي بن ريطة ترثي زوجها:
أبكيكَ لا للنعيمِ والأنسِ | بل للمعالي والرّمحِ والفرسِ | |
يا فارساً بالعراءِ مطرّحاً | خانتهُ قوّادهُ مع الحرسِ | |
أبكي على سيّدٍ فُجعتُ بهِ | أرملني قبل ليلةِ العُرسِ | |
أم مَنْ لِبرِّ أم من لعائدةٍ | أم من لذكرِ الإلهِ في الغلسِ | |
منْ للحروبِ التي تكون لها | إن أُضرمت نارها بلا قبسِ |
الربيع بن زياد بعد قتل مالك بن زهير:
من كانَ مسروراً بمقتلِ مالكٍ | فليأتِ ساحتنا بوجهِ نهارِ | |
يجد النساءَ حواسراً يندبنه | يلطمنَ أوجههنَ بالأسحار | |
قد كُنَّ يخبأنَ الوجوهَ تستراً | فاليومَ قد أبرزنَ للنّظار | |
يضربنَ حُرَّ وجوههنَ على فتىً | عفُّ الشمائلِ طيّبِ الأخبار |
أبو حنش الهلالي:
يعقوبُ لا تبعدْ وحُببتَ الرّدى | فلنبكينَّ زمانكَ الرّطبَ الثرى | |
ولئن تعهدكَ البلاءُ بنفسهِ | فلقيتهُ إنَّ الكريمَ ليبُتلى | |
وأرى رجالاً ينهسونكَ بعدما | أغنيتهم من فاقةٍ كلَّ الغنى | |
لو أنَّ خيركَ كانَ شراً كلّهُ | عندَ الذين عدوا عليكَ لما عدا |
اسحق بن خلف يرثي ابنته أو ابنة أخيه:
يا شقّة النفسِ إنَّ النفس والهةٌ | حرّى عليك ودمعُ العينِ مُنسجمُ | |
قد كنتُ أخشى عليها أن تقدّمني | إلى الحِمامِ فيُبدي وجهها العدمُ | |
فالآنَ نمت فلا همٌّ يؤرقني | يهدا الغيورُ إذا ما أودت الحُرَمِ | |
للموتِ عندي أيادٍ لستُ أنكرها | أحيا سروراً وبي مما أتى ألمُ |
ابن اللبانة يرثي آل عباد:
بكى آلَ عبادٍ ولا كمحمدٍ | وأولادهِ صوبُ الغمامِ إذا همى | |
حبيبٌ إلى قلبي حبيب لقوله | عسى طللٌ يدنو بهم ولعلّما | |
صباحهم كُنّا بهِ نحمدُ السُّرى | فلما عدمناهم سرينا على عمى | |
وكنّا رعينا العزَّ حولَ حماهمُ | فقد أجدبَ المرعى وقد أقفرَ الحِمى |
علي ابن عرام يرثي ابن عمه:
ليس في العيش بعد فقدك خيرٌ | حبذا وافدُ الرّدى لو يزورُ | |
كان ظنّي إذا المنايا انتحتنا | أنني أولٌ وأنتَ أخيرُ | |
فسقى قبره نداهُ ففيه | لثراه غنىً ورِيٌّ غزيرُ |
يحيى بن زياد الحارثي:
نعى ناهيا عمروٍ بليلِ فأسمعا | فراعا فؤاداً لا يزالُ مُروّعا | |
دفعنا بكَ الأيامَ حتى إذا أتتْ | تريدُكَ لم تسطِعْ لها عنكَ مَدفعا | |
مضى فمضت عنّي بهِ كلُّ لذّةٍ | تقرُّ بها عينايَ فانقطعا معا | |
مضى صاحبي واستقبلَ الدهرُ صرعتي | ولا بُدَّ أن ألقى حِمامي فأُصرعا |
حفصة الركونية الأندلسية:
ولو لم تكن نجماً لما كان ناظري | وقد غبت عنهُ مظلماً بعد نورهِ | |
سلامٌ على تلك المحاسنِ من شَجٍ | تناءت بِنعماهُ وطيبِ سرورهِ |
المهلهل:
وصار الليلُ مشتملاً علينا | كأنّ الليلَ ليسَ لهُ نهارُ | |
أُقلّبُ مقلتي في إثرِ قومٍ | تباينت البلادُ بهم فغاروا | |
يعيشُ المرءُ عند بني أبيه | ويوشكُ أن يصير بحيث صاروا | |
كأنّي إذا نعى الناعي كُليباً | تطايرَ بين جنبيَّ الشرارُ | |
فدرتُ،وقد عشي بصري عليه | كما دارت بشاربها العُقارُ |
رمتهُ بناتُ الدهرِ حتى انتظتهُ
بسهم المنايا إنها شرُّ رائحِ
بكيتُكَ إن ينفع وما كنتُ بالتي
ستسلوكَ يا ابنَ الأكرمينَ الحجاجح
كُليبُ لا خيرَ في الدنيا ومن فيها | إن أنت خليتها في من يخلّيها | |
كُليبُ أيُّ فتى عزٍّ ومكرمةٍ | تحت السفاسفِ إذ يعلوكَ سافيها |
نعى النعاةُ كليباً لي فقلتُ لهم
:مادتْ بنا الأرضُ أو مادت رواسيها
ليتَ السماءَ على من تحتها وقعت
وحالت الأرض فانجابت بمن فيها
ذهبَ الدهرُ بالسماحةِ منا | يا أذى الدهر كيف ترضى الجماحا | |
ويح أمّي وويحها لقتيلٍ | من بنبي تغاب وويحاً وواحا | |
يا قتيلاً نماهُ فرعٌ كريمٌ | فقده قد أشاب مني المساحا | |
كيفَ أسلو عن البكاء وقومي | قد تفانوا فكيف أرجو الفِلاحا |
لما نعى الناعي كُليباً أظلمت
شمسُ النهارِ فما تريدُ طلوعا
أبتْ عينايَ بعدكَ أن تكفّا | كأنَّ غضا القتادِ لها شفارُ |
المهلهل يرثي أخاه كليباً:
كأنّي،إذا نعى الناعي كُليباً
تطايرَ بينَ جنبيَّ الشَرارُ
!
فدُرتُ وقد عشا بصري عليهِ
كما دارت بشاربها العُقارُ
سألتُ الحيَّ
:“
أين دفنتموه؟
“
فقالوا لي
:“
بسفحِ الحي دارُ
“
فسرتُ إليه من بلدي حثيثاً
وطارَ النومُ وامتنعَ القرارُ
وحادت ناقتي عن ظلِّ قبرٍ
ثوى فيهِ المكارِمُ والفخارُ
لدى أوطانٍ أروعَ لم يشنِهُ
ولم يحدث له في الناسِ عارُ
أتغدو يا كُليبُ معي، إذا ما
جبانُ القومِ أنجاهُ الفِرارُ؟
أتغدو يا كُليبُ معي إذا ما
حُلوقُ القومِ يشحذها الشِفارُ؟
أقولُ لتغلبٍ والعزُّ فيها
أثيروها،لِذلكمُ انتصارُ
تتابع إخوتي ومضوا لأمر
عليه تتابع القوم الحِسارُ
أرى طولَ الحياةِ وقد تولّى
كما قد يُسلبُ الشىءُ المُعارُ
فما أنتَ إلا بين هاتين غائصٌ
وكلتاهما بحرٌ وذو الغيّ نادمُ
فاذهبي ما إليكِ غيرُ بعيدٍ
لا يؤاتي العناقَ من في الوثاق
إنَّ تحتَ الأحجارِ حزماً وعزماً
وقتيلاً من الأراقمِ كهلا
وكلُّ حميمٍ أو أخٍ ذي قرابةٍ
لكَ اليومَ حتى آخرِ الدهرِ لائِمُ
فأخِرْ فإنَّ الشرَّ يحسنُ آخراً
وقدّمْ فإنَّ الحرَّ للغيظِ كاظمُ
فيا قلب صبراً إن جزعت فَرُبما
جرت سنحا طير الحوادث باليمن
وإنّكَ كنت تحلمُ عن رجالٍ
وتعفو عنهمُ،ولكَ اقتدارُ
وتمنعُ أن يمسّهم لسانٌ
مخافةَ من يُجيرُ ولا يُجارُ
وكنتُ أعدُّ قربي منك رُبحاً
إذا ما عَدّتِ الربح التّجارُ
فلا تبعد فكلُّ سوف يلقى
شَعوباً يستديرُ بها المدارُ
أكُليبُ إنَّ النارَ بعدكَ أُخمِدتْ
ونسيتُ بعدك طيباتِ المجلسِ
أكُليبُ من يحمي العشيرةَ كُلّها
أو من يكرُّ على الخميسِ الأشوسِ
مَنْ للأراملِ واليتامى والحِمى
والسيفِ والرّمحِ الدقيقِ الأملسِ
إنا بنو تغلب شمّ معاطسنا
بيضُ الوجوهِ إذا ما أفزع البلدُ
قومٌ إذا عاهدوا وفوا وإن عقدوا
شدّوا وإن شهدوا يوم الوغى اجتهدوا
وإن دعوتهم يوماً لِمكرُمةٍ
جاءوا سراعاً وإن قام الخنى قعدوا
لا يرقدون على وتر يكون لهم
وإن يكن عندهم وتر العدى رقدوا
دعاني داعيا مُضرٍ جميعاً
وأنفُسهم تدانت للإختناقِ
فكانت دعوةٌ جمعت نزاراً
ولّمت شعثها بعد الفِراقِ
فأردينا الملوكَ بكلِّ عَضبٍ
وطارَ هزيمهم حذرَ اللحاقِ
فكم ملكٍ أذقناهُ المنايا
وآخرُ قد جلبنا في الوثاقِ
دعيني فما في اليوم مصحى لشاربٍ
ولا في غدٍ ما أقربَ اليومَ من غدِ
دعيني فإنّي في سمادير سكرةٍ
بها جلَّ همّي واستبانَ تجلّدي
فإن يطلع الصبحُ المنيرُ فإنني
سأغدو الهُوينا غيرَ وانٍ مُفردِ
وأصبحُ بكراً غارة صيلميةً
ينالُ لظاها كلَّ شيخٍ وأمردِ
بِكُره قلوبنا يا آل بكر
نعاديكم بمرهفةِ النصالِ
لها لونٌ من الهامات جَونٌ
وإن كانت تفادى بالصقالِ
ونبكي حين نذكركم ،عليكم
ونقتلكم كأنا لا نبالي
وإني قد تركتُ بواردات
بُجيرا في دمٍ مثل العبيرِ
هتكتُ به بيوتُ بني عُبادٍ
وبعضُ القتلِ أشفى للصدورِ
أقولُ لتغلبٍ والعزُّ فيها
أثيروها لذلكمُ انتصارُ
تتابعَ إخوتي ومضوا لأمرٍ
عليهِ تتابعَ القومُ الحسارُ
أتغدو يا كُليبُ معي إذا ما
جبانُ القوم أنجاهُ الفرارُ
أتغدو يا كليب معي إذا ما
حلوق القوم يشحذها الشفار
إن ركوب البحر ما لم يكن
ذا مصدرٍ من تهلكات الغريق
إذا قالت حذامِ فصدّقوها
فإنَّ القول ما قالت حذام
يا جارِ لا تجهلْ على أشياخنا
إنّا ذوو السّوراتِ والأحلامِ
ومنا إذا بلغَ الصبيُّ فطامَه
ساسَ الأمورَ وحاربَ الأقوامِ
ضاعتْ أمورُ الناسِ بعدكَ كُلَّها
واستبَّ بعدَكَ يا كُليبُ المجلسُ
ولقد تكونُ جلالةً ومهابةً
فهم ومِقولُهم أمامك أخرسُ
يعيشُ المرءُ عندَ بني أبيهِ
ويُوشِكُ أن يصيرَ بحيثُ صاروا
فاشربوا ما وردتمُ الآنَ منّا
واصدروا خاسرينَ عن شرِّ حال
تلقى فوارسَ تغلبَ ابنةِ وائلٍ
يستطعمونَ الموت كل همام
سيعلمُ مُرّةَ حيثُ كانوا
بأنَّ حِمايَ ليسَ بُمستباحِ
وأنَّ
…
جارهم ستغدو
على الأقوامِ غدوة كالرواحِ
وتُضحي بينهم لحماً عبيطاً
يُقسّمهُ المُقسِّمُ بالقِداحِ
ولخمٌ ملوكُ الناسِ يُجبى إليهمُ
إذا قالَ منهم قائلٌ فهو واجبُ
ونحنُ أناسٌ لا حِجازَ بأرضنا
مع الغيثِ ما نلقى ومن هو غالبُ
فلله قومٌ مثل قومي سوقةٌ
إذا اجتمعت عند الملوكِ العصائِبُ
زعمَ القومُ أننا جارُ سُوءٍ
كذبَ القومُ عندنا في المقال
لم يرَ الناسُ مثلنا يوم سرنا
نسلبُ الملكَ بالرماح الطوال
خُذِ العهدَ الأكيدَ،عليَّ عُمري
بتركي كلَّ ما حوتِ الديارُ
وهجري الغانياتِ،وشُربَ كأسٍ
ولُبسي جُبّةً لا تُستعارُ
ولستُ بخالع درعي وسيفي
إلى أن يخلع الليلَ النهارُ
وإلا أن يبيدَ سراةُ بكرٍ
فلا يبقى لها أبداً أثارُ
كنا نغار على العواتق أن تُرى
بالأمسِ خارجةً عن الأوطان
فخرجنَ حين ثوى كُليبٌ حُسّرا
مُستيقناتٍ بعده بهوانِ
فترى الكواعبَ كالظباءِ عواطلاً
إذ حان مصرعهُ من الأكفان
يخمشن من أدمِ الوجوه حواسرا
من بعده ويَعدِنَ بالأزمان
متسلبات نُكرهن وقد ورى
أجوافهن بحرقة ووراني
أهاجَ قذاةَ عينيَ الأذكارُ
هُدوءاً،فالدموعُ لها انحدارُ
وصارَ الليلُ مُشتملاُ علينا
كانَّ الليلَ ليسَ لهُ نهارُ
وبتُّ أُراقبُ الجوزاءَ حتى
تقاربَ من أوائلها انحدارُ
أُصرّفُ مقلتي في إثرٍ قومٍ
تباينتِ البلادُ بهم فغاروا
وأبكي،والنجومُ مُطلّعاتٌ
كأن لم تحوِها عنيّ البحارُ
على من،لو نُعيتُ،وكان حياً
لقادَ الخيلَ يحجبها الغبارُ
وكنتُ أعدُّ قُربي منكَ ربحاً
إذا ما عَدَّتِ الربحَ التِّجارُ
فلا تَبعُدْ،فكلُّ سوف يلقى
شَعوباً يستديرُ بها المدارُ
ذهبَ الخِيارُ من المعاشرِ كُلِّهم
واستبَّ بعدكَ يا كُليبُ المجلسُ
وتقاولوا في أمرِ كلِّ عظيمةٍ
لو كنتَ حاضرَ أمرهم لم يَنبسوا
وإذا تشاءُ رأيتَ وجهاً واضحاً
وذراعَ باكيةٍ عليها بُرنسُ
تبكي عليكَ ولستُ لائمَ حرّةٍ
تأسى عليكَ بعبرةٍ وتنفسُ
تتابع إخوتي ومضوا لأمرٍ
عليهِ تتابعَ القومُ الحسارُ
سلتُ الحيّ أين دفنتموهُ
فقالوا لي بسفحِ الحيِّ دارُ
فسرتُ إليهِ من بلدي حثيثاً
وطارَ النوم وامتنع القرارُ
جليلة زوجة كليب:
يا قتيلاً قوَّصَ الدهرُ بهِ | سقفَ بيتيَّ جميعاً من عَلِ | |
ورماني فقدهُ من كَثَبٍ | رميّةَ المُصمي به المستأصلِ | |
هدم البيت الذي استحدثته | وسعى في هدمِ بيتي الأولِ | |
مسّني فقد كُليب بلظىً | من ورائي ولظى مستقبلي | |
ليسَ من يبكي ليومينِ كمن | إنما يبكي ليومٍ ينجلي |
محمد بن حازم الباهلي
لأشكرنّكَ معروفاً هَممتَ به | إنّ اهتمامكَ بالمعروفِ معروف | |
ولا ألومكَ إن لم يُمضهِ قدرٌ | فالشىءُ بالقدرِ المحتومِ مصروف |
ابن شهاب يرثي عبيد اله بن محمد المعروف بابن بطة وهو عالم حديث وفقيه حنبلي:
هيهاتَ أن يأتي الزمان بمثله | إن الزمان بمثله لبخيل |
سعدى بنت الشمردل ترثي أخاها:
أمِنَ الحوادثِ والمنونِ أُروّعُ | وأبيتُ ليلي كلّهُ لا أهجعُ | |
وأبيتُ مُخليةً أبكي أسعداً | ولمثلهِ تبكي العيونُ وتهمعُ | |
ولقد بدا لي قبلُ فيما قد مضى | وعلمتُ ذاكَ لو أنَّ علماً ينفعُ | |
أنَّ الحوادثَ والمنونَ كليهما | لا يُعتبانِ ولو بكى من يجزعُ | |
ولقد علمتُ بأنَّ كلَّ مؤخرٍ | يوماً سبيلَ الأولينَ سيتبعُ | |
ولقد علمتُ لو أنَّ علماً نافعٌ | أنَّ كلّ حيٍّ ذاهبٌ فموِّدعُ |
سلمة بن يزيد يرثي أخاه:
أقول لنفسي في الخلاءِ ألومها | لك الويل ما هذا التجلّدُ والصّبرُ | |
ألا تفهمين الخُبر أن لستُ لاقياً | أخي إذ أتى من دونِ أكفانه القبرُ | |
وكنتُ إذا ينأى به بينُ ليلةٍ | يظلُّ على الأحشاءِ من بينهِ الجمرُ | |
فهذا لبينٍ قد علمنا إيابهُ | فكيفَ لبينٍ كان موعدهُ الحشرُ | |
وهوّن وجدي أنني سوف أغتدي | على إثرهِ حقاً وإن نُفِّسَ العمرُ | |
فلا يُبعدنك الله إما تركتنا | حميداً وأودى بعدك المجدُ والفخرُ | |
فتىً كان يُدنيهِ الغنى من صديقهِ | إذا ما هو استغنى ويُبعدهُ الفقرُ | |
فتىً لا يعدُّ المالَ ربّاً ولا يُرى | لهُ جفوةٌ إن نالَ مالاً ولا كِبرُ |
نويرة بن حصين المازني يرثي ابنه:
إني أُري للشامتين تجلّدي | وإنّي كالطاوي الجناح على كَسرِ | |
يُرى واقعاً لم يُدْرَ ما تحت ريشه | وإن ناءَ لم يسطِعْ نهوضاً إلى وكرِ | |
فلولا سرور الشامتين بكبوتي | لما رقأت عيناي من واكفٍ يجري |
فاطمة الخزاعية ترثي زوجها الجرّاح:
يا عين بكيِّ عند كلِّ صباحِ | جودي بأربعة على الجرّاحِ | |
قد كنت لي جبلاً ألوذُ بظلّهِ | فتركتني أُضحي بأجردِ ضاحِ | |
قد كنتُ ذا حِميّةٍ ما عشتَ لي | أمشي البرازَ وكنتَ أنتَ جناحي | |
فاليوم أخضعُ للذليلِ وأتقي | منهُ وأدفعُ ظالمي بالرّاحِ | |
وأغضُّ من بصري وأعلم أنه | قد بانَ حدّ فوارسي ورماحي | |
وإذا دعتْ قمريّةٌ شجناً لها | يوماً على فَننٍ دعوتُ صباحي |
عبد الله بن أيوب التيمي:
عَمّتْ فواضلهُ فعَمَّ هلاكهُ | فالناسُ فيهِ كلّهم مأجورُ | |
يُثني عليكَ لسانُ من لمْ تُولهِ | خيراً لأنّكَ بالثناءِ جديرُ | |
ردّتْ صنائعهُ إليه حياتهُ | فكأنّهُ من نشرها منشورُ | |
عجباً لأربعِ أذرعٍ في خمسةٍ | في جوفها جبلٌ أشمُّ كبيرُ |
سلمة الجعفي:
وكنتُ أرى كالموتِ من بَينِ ليلةٍ | فكيفَ بِبينٍ كانَ ميعادهُ الحشرُ | |
وهوّنَ وجدي أنني سوفَ أغتدي | على إثرهِ يوماً وإن نُفِّسَ العمرُ |
علي بن نصر بن بسام:
قد استوى الناسُ ومات الكمالُ | وصاحَ صرفُ الدهرِ أينَ الرجال؟ | |
هذا أبو القاسمِ في نعشهِ | قوموا انظروا كيفَ تزولُ الجبال |
طريف بن أبي وهب العبسي يرثي ابنه:
أرابِعُ مهلاً بعضَ هذا وأجملي | ففي اليأسِ ناهٍ والعزاءُ جميلُ | |
فإنّ الذي تبكينَ قد حال دونهُ | ترابٌ وزوراءُ المقامِ دحولُ |
عبد الملك بن عبد الرحيم الحارثي:
وإنّي لمفجوعٌ به إذ تكاثرتْ | عُداتي فلم أهتفْ سواهُ بناصرِ | |
فكنتُ كَمغلوبٍ على نصلِ سيفهِ | وقد حزَّ فيه نصلُ حرّانَ ثائرِ |
عبد الرحمن بن زيد:
ذكرتُ أبا أروى فنهنهتُ عبرةً | من الدمعِ ما كادتْ عن العينِ تنجلي |
المهذب بن الزبير:
ما زلزلت أرضُ العِدا بل ذاك ما | بقلوبِ أهليها من الخفقانِ |
مصطفى البابي الحلبي
فذاكَ الذي إن عاش لم ينتفع به | وإن مات لا تبكي عليه أقاربه |
معقد بن سليم الطائي:
أخشيّة الموت درّ درّكم | أعطيتم القوم فوق ما سألوا | |
إنّا لَعمر الإله نأبى الذي | قالوا وإن قومنا بها اقتتلوا |
القاضي أحمد بن علي الأسواني:
ولما نزلنا في ظلالِ بيوتهم | أمنا ونلنا الخِصبَ في زمن محلِ | |
ولو لم يزدْ إحسانهم وجميلهم | على البرّ من أهلي حسبتهم أهلي |
سويد بن خذاق العبدي:
لن تجمعوا وُدّي ومعتبتي | أو يُجمعَ السيفانِ في غمدِ | |
ومكرتَ مُلتمساً موّدتنا | والمكرُ منكَ علامة العَمدِ | |
وشهرتَ سيفكَ كي تُحاربنا | فانظر لنفسكَ منْ بهِ تُردي |
عبد الملك الحارثي
فأثنوا علينا لا أبا لأبيكمُ | بأفعالنا إنَّ الثناءَ هوَ الخُلدُ |
عبد الملك بن عبد الرحيم الحارثي:
وأسمعنا بالصمتِ رجعَ جوابهِ
فأبلغْ بهِ من ناطقٍ لم يحاورِ
مويال بن جهم المدحجي وقيل غيره:
وكم قد رأينا من فروعٍ كثيرةٍ | تموتُ إذا لم تحيهنَّ أصولُ | |
وحسبُكَ أنني جارٌ لقومٍ | يُجيرونَ القرارَ من السيول |
المنخل اليشكري:
إن كنتِ عاذلتي فسيري | نحو العراقِ ولا تحوري | |
لا تسألي عن جُلِّ ما | لي وانظري حسبي وخيري |
قطبة بن أوس الذبياني المعروف ب”
الحادرة”:
إنا نعِفُّ فلا نَريبُ حليفنا | ونكُفُّ شُحَّ نفوسنا في المطمعِ | |
ونقي بآمنِ مالنا أحسابنا | ونجرُّ في الهيجا الرماحَ وندعي | |
ونخوضُ غمرةَ كلِّ يومٍ كريهةٍ | تُردي النفوسَ وغُنمها للأشجعِ | |
ونقيمُ في دارِ الحفاظِ بيوتنا | زمناً،ويظعن غيرنا للأمرعِ |
مرة بن عمرو النهشلي:
لعمري لئن أمسى يزيد بن نهشلِ | حشا جَدثٍ تسفي عليه الروائحُ | |
لقد كانَ ممّن يبسطُ الكفَّ بالنّدى | إذا ضنَّ بالخيرِ الأكفُّ الشحائحُ |
عطارد بن فران:
ولا يلبثُ الحبلُ الضعيفُ إذا التوى | وجاذبهُ الأعداء أن يتجذّما | |
وما يستوي السيفان سيفٌ مؤنثٌ | وسيفٌ إذا ما عضَّ بالعظمِ صَمّما |
الحكم بن عبدل الأسدي:
وإني لأستغني فما أبطرُ الغنى | وأبذلُ ميسوري لمن يبتغي قرضي | |
وأُعسرُ أحياناً فتشتدُّ عزّتي | وأُدركُ ميسور الغنى ومعي عرضي |
خفاف بن ندبى السلمي:
فلئن صَرمتِ الحبلَ يا بنةَ مالكٍ | والرأيُّ فيه مُخطىءٌ ومُصيبُ | |
فتعلّمي أنّي امرؤٌ ذو مِرَّةٍ | فيما ألمَّ منَ الخُطوبِ صليبُ | |
أدَعُ الدناءةَ لا أُلابسُ أهلها | ولديَّ من كَيسِ الزمانِ نصيبُ |
يحيى بن زياد وقيل غيره:
وعاجزُ الرأي مِضياعٌ لِفرصتهِ | حتى إذا فاتَ أمرٌ عاتبَ القدرا |
هبيرة بن أبي وهب المخزومي:
وإن مقالَ المرءِ في غيرِ كُنههِ | لكالنبلِ تهوى ليس فيها نصالها |
لحسن بن رجاء بن أبي الضحاك:
صفوحٌ عن الأجرام حتى كأنّهُ | من العفوِ لم يعرف من الناسِ مُجرما | |
وليسَ يُبالي أن يكونَ به الأذى | إذا ما الأذى لم يغشَ بالكُرهِ مُسلما |
مغلس بن لقيط في أخيه:
ألا لا أرى بعد ابن زينبَ لذةٌ | لدنيا ولا حالاً يدومُ نعيمها | |
ولا ذا أخٍ إلا سيفجعهُ به | حِمامُ المنايا حينَ يأتي غريُمها |
عبيدة بن أيوب العنبري:
سأبكي حصيناً ما تغنّى حمائمٌ | وأبكي حُصيناً والحمائمُ هُجدُ | |
وقد عاشَ محموداً وأصبحَ فقدهُ | على الأقربين والعِدى وهو أنكدُ |
سلمة بن مالك الجعفي:
سقى اللهُ قبراً لستُ زائرَ أهلِهِ | ببيشةَ إمّا أدركته المقابرُ | |
كأنّي غداة استعلنوا بنعيّهِ | على النعشِ يهفو بين جنبيَّ طائرُ |
الغطمش الضبي:
أقولُ وقد ضاقت شؤوني بعبرةٍ | أرى الأرض تبقى والأخلّاءُ تذهبُ | |
أخلّايَ لو غير الحِمام أصابكم | عتبتُ ولكن ما على الموتِ معتبُ |
عبد الله بن أنيس:
نفى النومَ ما لا تعتليهِ الأضالعُ
وخطبٌ جليلٌ للخلائقِ فاجعُ
غداةَ نعى الناعي إلينا محمداً
وتلكَ تستّكُ منها المسامعُ
عمرو بن الأيهم:
هل في السماءِ لصاعدٍ من مرتقى | أم هل لحتفٍ نازلٍ من مُتقى |
ليس بيني وبين قيس عتاب
غير طعنِ الكِلى وضرب الرقاب
علي بن اسحق:
وكم أبصرتُ من حُسنٍ ولكنْ | عليكَ لِشقوتي وقع اختياري |
أبو جُندب:
فلو نُزادُ ألفَ ألفٍ لم نَزدْ | ولو نقصنا مثلهم لم نَفتقدْ |
سحبان وائل:
لقد علِمَ الحيُّ اليمانون أنّني | إذا قلتُ:أما بعد إنّي خطيبها |
مُرّة بن منقذ التنوخي وقيل مُقرب التنوخي:
فإن تكنْ المنيّة أقصدتهُ
وحُمّ عليه بالتلفِ القضاءُ
فقد أودى به كرمٌ ومجدٌ
وعَودٌ بالمكارمِ وابتداءُ
البعيث بن حريث:
وإنّ مسيري في البلادِ ومنزلي | هو المنزلُ الأقصى إذا لم أقرَّبِ | |
ولستُ وإن أُدنيتُ يوماً ببائعٍ | خلاقي ولا ديني ابتغاءَ التَحبُّبِ | |
وقد عدَّهُ قومٌ تجارةَ رابح | ويمنعني من ذاكَ ديني ومنصبي |
عباد بن عمرو التغلبي:
هلّا سألت بني السفاح هل سعدوا | بأمرهم إن غب البغي خوان | |
ما ورث البغي قوماً غيرهم رشداً | بل يهلكون به والدهرُ ألوان |
عمرو بن حِلزة اليشكري:
رُبما قرّت عيونٌ بِشجاً | مُرمِصٍ قد سخنت منه عيونُ | |
والملّماتُ فما أعجبها | للملّماتِ ظهورٌ وبطون |
الحارث بن وعلة الذهلي:
وزعمتمُ أن لا حُلومَ لنا | إنَّ العصا قُرعتْ لذي الحِلمِ |
منقذ بن عبد الرحمن يرثي زوجته:
وكذاكَ يفعلُ في تصرُّفه | والدهرُ ليسَ ينالهُ وِترُ | |
كنتُ الضَّنينُ بمن أصبتُ بهِ | فسلوتُ حين تقادمَ الدّهرُ | |
ولخيرُ حظكَ في المصيبة أن | يلقاكَ عند نزولها الصبرُ |
يزيد العبدي:
وهززتَ سيفكَ لي تحاربني | فانظر لسيفكَ من بهِ تُردي |
الجحاف بن حكيم السلمي:
فإن تدعني أخرى أجبك بمثلها | وإنّي لطبّ بالوغى جدّ عالم |
حريث بن مخفض المازني:
ألم ترَ قومي إن دُعوا لِملمةٍ | أجابوا،وإن أغضب على القومِ يغضبوا | |
بني الحرب لم تقعُد بهم أمهاتهم | وأباؤهم أباءُ صدقٍ فأنجبوا |
هناءة بن مالك الأزدي:
سيأتي على الناس من بعدنا | زمانٌ به الأرفعُ الأسفلُ | |
ويغدو به العبدُ مُستعلياً | على من يجودُ ومن يفضلُ |
عروة بن لقيط الأزدي:
فخيرُ الأيادي ما شُفعنَ بمثلها | وخيرُ البوادي ما أتينَ عوائدا | |
ولستَ ترى مالاً على الدّهرِ خالداً | وحمدُ الفتى يبقى على الدّهرِ خالدا |
الأخنس بن شريق:
وكم من فارسٍ لا تزدريهِ | إذا شخصتْ لموقفهِ العيون | |
يذلُّ له العزيزُ وكلُّ ليثٍ | حديدِ النابِ مسكنهُ العرينُ | |
تُسائلُ عن أخيها كلَّ ركبٍ | وعند جُهينةَ الخبرُ اليقينُ |
أبو هفان:
وليسَ بنا عيبٌ سوى أن جُودنا | أضرَّ بنا والبأسُ من كلِّ جانبِ | |
فأفنى الرّدى أعمارنا غيرَ ظالم | وأفنى الندى أموالنا غيرَ عائبِ | |
أبونا أبٌ لو كانَ للناسِ كُلِّهم | أباً واحداً أغناهم بالمناقبِة |
سلمة بن عياش:
فإن يكُ ريبُ الدهرِ قد حالَ دونهُ | ففاتَ بوترٍ ليس يُدرِكُ طالبهْ | |
فمثلي نهاهُ صبرُهُ وعزاؤُهُ | ومثلُكَ لا ينساهُ ما عاشَ صاحبه |
جساس بن مرة:
وإذا تكونُ كريهةٌ أُدعى لها
وإذا يُحاسُ الحيسُ يُدعى جُندُبُ
جحدر بن معاوية:
يا أقربَ الناسِ من حمدٍ ومكرمةٍ | وأبعدَ الناسِ من ذمٍّ ومن عارِ | |
وأعظمَ الناسِ عفواً عند مقدرةٍ | وليث غابٍ على أعدائهِ ضارِ |
وما السعادة في الدنيا لذي أملٍ
إنَّ السعيدَ الذي ينجو من النارِ
ابن الدريدي:
كُلّما قلتُ أعتقَ الشكرُ رِقيِّ | صيرتني لكَ الصنائعُ عبدا |
قيس بن عاصم:
وأولُ من يجفو الفقيرَ لفقرهِ | بنوهُ ولم يرضوهُ في فقرهِ أبا | |
كأنَّ فقيرَ القومِ في الناسِ مذنبٌ | وإن لم يكن من قبلِ ذلكَ أذنبا |
عمارة بن صفوان الضبي
أجارتنا من يجتمعْ يتفرّقِ | ومن يكُ رَهناً للحوادثِ يَغلقِ |
يزيد بن أنس الأسدي:
تقولُ ابنة العمري إنك عاجزٌ | وما أنا إلا حازمٌ أيّ حازم | |
ولكنني جلدٌ إذا الأمرُ فاتني | عرفت وعزيت الهوى غير نادمِ |
القاسم بن هيتمل:
لا تيأسنَّ لكونِ قومكَ أصبحوا | فئتينِ بين أصادقٍ وأعادي | |
واصبرْ فمرجعهم إليكَ فإنما | مجرى الشّعابِ إلى مسيلِ الوادي |
ابن أقرم العذري:
ما ضاقَ ذرعي يا أبان بسخطكم | ولكنني في النائباتِ صليبُ | |
إذا سامني السلطانُ خسفاً أبيتهُ | ولم اعطِ ضيماً ما أقامَ عسيبُ |
ابن الهائم:
إذا سبَّ عرضي ناقصُ العقلِ جاهلٌ | فليسَ لهُ إلا السكوتُ جوابُ | |
ألم ترَ أن الليثَ ليسَ يضيرهُ | إذا نبحتْ يوماً عليهِ كلابُ |
أنس بن مدرك الخثعي:
دعوتُ بني قحافة فاستجابوا | فقلتُ رِدوا فقد طابَ الورودُ |
ابن بسام البغدادي
أترجو بالجرادِ صلاحَ أمرٍ
وقد طُبعَ الجرادُ على الفسادِ
الأحمر بن شجاع:
فعلنا بهم فعل الكرامِ فأصبحوا | وما منهم إلا عن الشّكرِ أزور |
فإن يكفرونا ما صنعنا إليهم
فما كل من يؤتى له الخير يشكرُ
شقيقة عمرو ذو الكلب الهذلي ترثيه:
كلّ امرىء بمحال الدهر مكذوبُ | وكلّ من غالبَ الأيام مغلوبُ | |
بينا الفتى ناعم راضي بعيشتهِ | سيق له من نوادي الشّر شؤبوبُ | |
وكلّ من غالبَ الأيام من أحدٍ | مود فمدركه الشّبانُ والشّيبُ |
أرطأة بن سهية:
وقفتُ على قبر ابن سلمى فلم يكن | وقوفي عليهِ غير مبكى ومجزع |
طاهر بن الحسين:
رُكوبكَ الهولَ ما لم تُلفِ فرصته أهوِنْ بدنيا يصيبُ المخطئونَ بها | جهل رمى بكَ بالإقحامِ تغريرُ حظّ المُصيبين والمغرورُ مغرورُ | |
فازرعْ صواباً وخُذ بالحزمِ حِيطتهُ | فلن يُذم لأهلِ الحزمِ تدبيرُ | |
فإن ظفرتَ مُصيباً أو هلكتَ بهِ | فأنتَ عندَ ذوي الألبابِ معذورُ | |
وإن ظفرت على جهلٍ ففزتَ به | قالوا جهولُ أعانتهُ المقاديرُ |
عامر بن الطفيل:
لقد علمت هَوازنَ أنني | أنا الفارسُ الحامي حقيقة جَعفرِ | |
أقولُ لنفسٍ لا يُجادُ بمثلها: | أقلي المراحَ إنني غيرُ مُقصِّرُ |
وما الأرض إلا قيسُ عَيلان أهلَها
لهم ساحتاها سهلها وحزومها
وقد نال آفاقَ السموات مجدنا
لنا الصحو من آفاقها وغيومها
إنّي وإن كنتُ ابن سيد عامرٍ | وفارسها المشهور في كلِّ موكبِ | |
فما سوّدتني عامرٌ عن وراثةٍ | أبى الله أن أسمو بأمِّ ولا أبِ | |
ولكنني أحمي حماها وأتقي | أذاها وأرمي من رماها بمنكبِ |
قضى الله في بعضِ المكارِهِ للفتى
بِرُشدٍ وفي بعضِ الهوى ما يُحاذِرُ
ألم تعلمي أني إذا الإلفُ قادني
إلى الجَورِ لا أنقادُ والإلفُ جائرُ
الحسين بن عبد الله:
غايةُ الحزنِ والسرور انقضاءُ | ما لحيٍّ بعد ميتٍ بقاءُ | |
غير أنَّ الأمواتَ زالوا وأبقوا | غُصصاً لا يسيغها الأحياء | |
إنما نحنُ بين ظفرٍ ونابٍ | من خطوبٍ أسودهنّ ضراءُ | |
نتمنى وفي المُنى قِصرُ العمرِ | فنغدو بما نُسرُّ نُساءُ |
أسامة بن مرشد:
مَللتُ عتابهمْ ويئستُ منهمْ | فما أرجوهم فيمن رجوتُ | |
إذا جرحت مساويهم فؤادي | صبرتُ على الإساءةِ وانضويتُ | |
ورحتُ عليهمُ طلقَ المُحيّا | كأني ما سمعتُ ولا رأيتُ |
أبو العيناء
إذا أعجبتك خلال امرىء | فكنه تكن مثل من يعجبك | |
فليس على المجد والمكرمات | إذا جئتها حاجب يحجبك |
يعقوب ابن السكيت:
يُصابُ الفتى من عثرةٍ بلسانهِ | وليسَ يُصابُ المرءُ من عثرةِ الرِجلِ | |
فعثرتهُ في القولِ تُذهبُ رأسَهُ | وعثرتهُ بالرجلِ تبرأ على مَهلِ |
يعقوب ابن السكيت:
إذا اشتملت على اليأسِ القلوبُ | وضاقَ لما بهِ الصدرُ الرحيبُ | |
وأوطنت المكاره واطمأنتْ | وأرست في مكامنها الخطوبُ | |
ولم يُر لإنكشافِ الضُرِّ وجهٌ | ولا أغنى بحيلتهِ الأريبُ | |
أتاكَ على قنوطٍ منكَ غوثٌ | يجىءُ به القريبُ المستجيبُ | |
وكلُّ الحادثاتِ وإن تناهتْ | فموصولٌ بها الفرجُ القريب |
زهير بن جناب:
ارفع ضعيفكَ لا يُحربك ضَعفهُ | يوماً فتُدركهُ عواقبُ ما جنى | |
يجزيكَ أو يُثني عليكَ فإنَّ من | أثنى عليكَ بما فعلت كمن جزى |
هلال بن العلاء:
تَحمّلْ إذا ما الدهرُ أولاكَ غلظةً | فإنَّ الغنى في النفسِ لا في التموّلِ | |
يزينُ لئيمَ القومِ كثرةُ مالهِ | وما زيّنَ الأخيارَ مثلُ التجمُّلِ |
أبو خالد بن محمد المهلبي:
إنا فقدناكَ حتى لا اصطبار لنا
وماتَ قبلُكَ أقوامٌ فما فُقدوا
عبد الله بن أيوب التيمي يرثي يزيد بن مزيد:
أحقُّ أنهُ أودى يزيدُ أتدري من نعيتَ وكيف فاهت | تبيّنْ أيها الناعي المشيدُ بهِ شفتاك؟كان بك الصّعيدُ | |
أحامي المجد والإسلام أودى | فما للأرضِ ويحكَ لا تميدُ | |
تأملْ هل ترى الإسلامَ مالتْ | دعائمهُ وهل شابَ الوليدُ | |
أبعدَ يزيد تختزنُ البواكي | دموعاً أو تُصان لها خدودُ | |
ومن عجبٍ قصدنَ له المنايا | على عمدٍ،وهنَّ له جنودُ |
ابن أحمر:
وتغيّر القمرُ المنيرُ لموتهِ
والشمسُ قد كادت عليهِ تأفل
علي بن عرّام:
الردى للأنامِ بالمرصادِ | كلُّ حيٍّ منه على ميعادِ | |
كيفَ يُرجى ثباتُ أمرِ زمانٍ | هو جارٍ طبعاً على الأضدادِ | |
فإذا سرَّ ساءَ حتماً ويقضي | بوجودٍ إلى بِلىً ونفادِ |
إنما هذه الحياةُ غرورٌ
كَسرابٍ بدا لنا في فجاجِ
تتبعُ الحلوَ من جنى عيشها الحلوِ
بِمُرٍّ من الرزايا أُجاجِ
البرعي
تزوّدْ للخطوبِ السّودِ صبراً | فإنَّ الصبرَ ظلمتهُ ضياءُ |
محمد بن أبي حمزة في مصلوب
لَعمري لئن أصبحتَ فوقَ مُشَذَّبٍ
طويلٍ تُعَفيِّكَ الرياحُ معَ القَطرِ
لقدَ عشتَ مبسوطَ اليدينِ مُرَزأً
وعُوفيتَ عند الموتِ من ضغطةِ القبرِ
وأُفلتَّ من ضيقِ الترابِ وغمّهِ
ولم تفقدِ الدنيا فهل لكَ من شكرِ
حكيم بن مُعية:
لو لم يفارقني عطيّةُ لم أهُنْ | ولم أُعطِ أعدائي الذي كنتُ أمنعُ | |
شجاعٌ إذا لاقى ورامٍ إذا رمى | وهادٍ إذا ما أظلمَ الليلُ مِصدَعُ | |
سأبكيكَ حتى تُنفِدَ العينُ ماءها | ويشفي منّي الدّمعُ ما أتوجّعُ |
صفية الباهلية:
كُنّا كأنجمِ ليلٍ بينها قمرٌ
يجلو الدّجى فهوى من بينها القمرُ
أبو الابيض العبسي:
وذي أملٍ يرجو تراثي وإنّ ما | يصيرُ لهُ منّي غداً لقيلُ |
الأبيرد بن المعذر:
وكنتُ أرى هجراً فراقك ساعةً
ألا بل الموتُ التفرّقُ والهجرُ
عمارة اليمني:
إذا لم يُسالمكَ الزمانُ فحاربْ | وباعدْ إذا لم تنتفع بالأقاربْ |
رميتَ يا دهرُ كفَّ المجدِ بالشللِ
وجِيدَهُ بعدَ حَلي الحُسنِ بالعَطلِ
أحدهم:
وفي قبضِ كفِّ الطفلِ عند ولاده | دليل على الحرص المركب في الحيِّ | |
وفي بسطها عند المماتِ إشارةٌ | ألا فانظروا إني خرجتُ بلا شي |
كانوا بني أُمٍّ فَفرَّقَ شَملَهُمْ | عدمُ العقولِ وخِفّةُ الأحلامِ |
إذا مرَّ بي يوم ولم أتخذ يداً | ولم أستفد علماً فما ذاكَ من عمري |
وكلّ جديد يا أميم إلى بِلى | وكلّ امرىء يوماً يصير إلى كان |
وإذا بغى باغ عليك بجهله | فاقتلهُ بالمعروفِ لا بالمنكرِ |
إذا قيلتِ العوراءُ أغضى كأنّهُ | ذليلٌ بلا ذُلٍ ولو شاء لانتصر |
ولا تتعلّل بالأماني فإنها | عطايا أحاديث النفوس الكواذب |
وقد أدركتني والحوادثُ جمّةٌ | أسنّة قوم لا ضِعافٌ ولا فشُلُ |
ألا رُبَّ ذئبٍ مرَّ بالقومِ طاوياً | فقالوا:علاهُ البهرُ من كثرةِ الأكلِ |
أقرر بذنبك ثم اطلب تجاوزهم | عنه فإن جحود الذنب ذنبان |
وإنّي لأغضي مقلتيَّ على القذى وإني لأدعو الله والأمرُ ضيّقٌ | وألبسُ ثوبَ الصّبرِ أبيضَ أبلجا عليَّ فما ينفكُّ أن يتفرّجا | |
وكم من فتى سُدّت عليهِ وجوهُهُ | أصابَ لها في دعوةِ الله مخرجا |
ومن عجبٍ أنّي أحِنُّ إليهمُ | واسألُ عنهُمْ من لقيتُ وهم معي | |
وتطلبهم عيني وهُم في سوادها | ويشتاقهُم قلبي وهُم بين أضلعي |
دنتْ وظلالُ الموتِ بيني وبينها | ومَنّتْ بوصلٍ حينَ لا ينفعُ الوصلُ |
لَعمرُكَ ما في الأرضِ ضيقٌ على امرىءٍ | سرى راغباً أو راهباً وهو يعقل |
إذا كنت تبغي شيمة غير شيمة | طُبعتَ عليها لم تُطعك الضرائب |
طفحَ السرورُ عليَّ حتى إنني | من عظمِ ما قد سرّني أبكاني |
وإذا خطبتَ على الرجالِ فلا تكنْ | خَطلَ الكلامِ ولا تكنْ مُختالا | |
واعلمْ بأنَّ من السكوتِ لبانة | ومن التكلُّفِ ما يكونُ خبالا |
ولا خيرَ في وُدّ إذا لم يكن لهُ | على طولِ مرِّ الحادثاتِ بقاءُ |
خلقت أحبّ الضيف والسيف والقرى | وورود حياض الموت والموتُ أحمر |
ونحنُ أُناسٌ ينطقُ الصبحُ دوننا | ولم ترَ كالصُبحِ الجليِّ مُبينا |
يداكَ أوكتا وفُوكَ نفخ | ونفسُكَ الجاني علامَ الصَرخْ |
يتساقطون على الدروبِ كأنّهم | ورقُ الخريفِ يهزّهُ الإعصار |
سبقتَ وعهدُكَ أن تسبقا | وصرنا نَحِنُّ إلى الملتقى | |
نعيشُ بظلّكَ حلواً وريفاً | وننهلُ منكَ الصفا والنقا |
من عوّدَ الناسَ إحساناً ومكرمةً | لا يعتبنَّ على من جاء في الطلب |
سَيُسليكَ مرُّ الدّهرِ عمّن رُزيتهُ | وإن ذرفتْ عيناكَ من بعدهِ دما | |
وما أحدٌ في الناسِ يُسلبُ صبرهُ | على أحدٍ إلا أنابَ وسلّما |
همُ القومُ إن نالهم نكبةٌ | من الدّهرِ في حادثٍ يصبروا | |
وإن نعمةٌ مسّهم بردها | مشوا قاصدينَ ولم بنظروا | |
مساميحُ فقرُهم كالغنى | وهم كالربيعِ إذا أيسروا | |
سعتْ للمكارمِ آباؤهم | وكانوا بنيهم فما قصّروا |
سَيُسليكَ مرُّ الدّهرِ عمّن رُزيتهُ | وإن ذرفتْ عيناكَ من بعدهِ دما | |
وما أحدٌ في الناسِ يُسلبُ صبرهُ | على أحدٍ إلا أنابَ وسلّما |
من عوّدَ الناسَ إحساناً ومكرمةً | لا يعتبنَّ على من جاء في الطلب |
سبقتَ وعهدُكَ أن تسبقا | وصرنا نَحِنُّ إلى الملتقى | |
نعيشُ بظلّكَ حلواً وريفاً | وننهلُ منكَ الصفا والنقا |
يتساقطون على الدروبِ كأنّهم | ورقُ الخريفِ يهزّهُ الإعصار |
فلو أنَّ لحمي إذ وهى لعبت به | سباعَ كرام أو ضباع وأذؤبُ | |
لهوّن وجدي،أو لسّلى مصيبتي | ولكنّما أودى بلحمي أكلبُ |
مُثُلٌ كالنجومِ بل هي أعلى | ومعانٍ كالفجرِ في إشراقهِ |
فإني رأيت القطر يسأم دائباً | ويسأل بالأيدي إذا هو أمسكا |
وأنتَ امرؤٌ منّا خُلِقتَ لغيرنا | حياتُكَ لا نفعٌ وموتُكَ فاجعُ |
تُعيّرني تركَ الرمايةَ خِلّتي | وما كلُّ من يرمي الوحوش ينالُها |
ورُبَّ مشتاق إلى مورد | والموتُ لو يعلم في وِردهِ |
تَخيّر إذا ما كنت في الأمرِ مرسلاً | فمبلغُ آراء الرجالِ رسولها |
إذا أُخذَ البرىءُ بغيرِ جرم | تجنّبَ ما يُحاذرهُ السّقيم |
رفيقانِ شتّى ألّفَ الدّهرُ بيننا | وقد يلتقي الشتّى فيأتلفان |
ورثنا المجدَ عن آباءٍ صدقٍ | أسأنا في ديارهمُ الصنيعا | |
إذا الحسبُ الرفيعُ تواكلته | بناتُ السَوءِ يوشكُ أن يضيعا |
ما في الديارِ مُخبِّرٌ | إلا صدىً لِمُصوِّتِ | |
ناديتُ أينَ أحبّتي | فأُجبتُ:أينَ أحبّتي |
ولا تمش فوق الأرض إلا تواضعا | فكم تحتها قوم هم منك أرفع | |
وإن كنت في عزّ وجاه ومَنعة | فكم مات من قوم هم منكَ أمنعُ |
وجيرةٍ لن يُرى في الناسِ مثلهمُ | إذا يكونُ لنا عيدٌ وإفطارُ | |
إن يوقدوا يوسعونا من دخانهمُ | وليسَ يُدركنا ما تُنضجُ النارُ |
اشدد يديك بمن بلوت وفاءه | إنّ الوفاءَ من الرجالِ عزيز |
فكأنّهُ الطفلُ الصغير بمهدهِ | يزدادُ نوماً كلّما حرّكته |
إذا تضايق أمر فانتظر فرجاً | فأضيق الأمر أدناهُ من الفرج |
نُقيمُ العصا ما كان فيها لدونة | وتأبى العصا في يُبسها أن تقوما |
يا خادع البخلاء عن أموالهم | هيهاتَ !تضربُ في حديد بارد |
تراهم خشية الأضيافِ خرساً | يقيمون الصلاة بلا أذان |
ولما رأيتُ القومَ شَدّوا رِحالهم | إلى بحركَ الطامي أتيتُ بِجرّتي |
تَغيّبتُ كي لا تجتويني دياركمْ | ولو لم تغِبْ شمسُ النهارِ لَمُلّتِ |
وجاشت إليَّ النفسُ أوّلَ مرّةٍ | فَرُدّت إلى معروفها فاستقرت |
وعلاجُ ما لا تشهيه | النفس تعجيلُ الفراق |
ويعرفُ وجهَ الحزمِ حتى كأنّما | تخاطبهُ من كلِّ أمرٍ عواقبه |
لَعمرُكَ ما صبرُ الفتى في أمورهِ | بِحتم إذا ما الأمرُ جلَّ عن الصبرِ | |
فقد يجزع المرء الجليد وتبتلي | عزيمة رأي المرءِ نائبة الدهرِ |
تراهُ كَمتنِ السيفِ،أصدا مَتنهُ | تقادُمهُ،والنصلُ ماضي المضاربِ |
لا ينزل المجدُ إلا في منازلنا | كالنومِ ليس له مأوىً سوى المُقل |
وفي الصمتِ سَترٌ للعَيِّ وإنّما | صحيفةُ لُبِّ المرءِ أن يتكلّما |
علامةُ ما بينَ المُحبين في الهوى | عتابهم في كلِّ حقّ وباطلِ |
إذا كنتَ في الأمسِ اقترفتَ إساءةً | فَثَنِّ بإحسانٍ وأنتَ حميدُ | |
ولا تَرجُ فِعلَ الخيرِ يوماً إلى غدٍ | لعلَّ غداً يأتي وأنتَ فقيدُ |
وفي غابرِ الأيامِ ما يعظُ الفتى | ولا خيرَ فيمن لم تعظهُ التجاربُ |
وإذا الفتى بلغَ السّماءِ بمجدهِ | كانت كأعداد النجومِ عِداهُ | |
ورموهُ عن قوسٍ بكلِّ عظيمةٍ | لا يبلغون بما جنوه مداهُ |
ما زالَ يعدو عليهم ريبُ دهرهم | حتى تفانوا وريبُ الدهرِ عدّاءُ |
يا قبّحَ الله أقواماً إذا ذُكروا | بني عُميرة رهطَ اللؤمِ والعارِ | |
قومٌ إذا خرجوا من سوءةٍ ولجوا | في سوءةٍ لم يُجنوها بأستارِ |
ذهبَ الكرامُ فلا كرام | وبقي الغطاريفُ اللئامُ | |
من لا يُقيلُ،ولا يُنيلُ | ولا يُشمُّ له طعام |
ليتَ الكواكبَ تدنو لي فأنظمها | عقودَ مدحٍ فما أرضى لكم كلمي |
كمثل الطبل يُسمعُ من بعيد | وباطنهُ من الخيراتِ خالِ |
غبارُ قطيعِ الشّاءِ في عينِ ذئبها | إذا ما اقتفى آثارهنَّ ذَرورُ |
ورُبّ سلامةٍ بعد امتناعٍ | ورُبّ إقامةٍ بعد اعوجاج |
إذا جاءَ موسى وألقا العصا | فقد بطلَ السّحرُ والسّاحرُ |
لا تحملنَّ هُموم أيامٍ على | يومٍ لعلَّكَ أن تُقصِّرَ عن غده |
وإن حدّثتكَ النفسُ أنّكَ قادرٌ | على ما حوتْ أيدي الرِّجالِ فَكذب |
فإن كان مني ما كرهتِ فإنّني | أعودُ لما تَهوينَ والعودُ أحمدُ |
يلومونني أن بعتُ بالرُّخصِ منزلي | ولم يعلموا جاراً هناكَ ينغصُ | |
فقلت لهم:كُفّوا الملامَ فإنّما | بجيرانها تغلو الديارُ وترخصُ |
لا تعجبوا إن رقصنا بينكم طرباً | فالطيرُ يرقصُ مذبوحاً من الألم |
والصّمتُ أحسنُ ثوبٍ أنتَ لا بِسهُ | كم هامةٍ حَذفتها عثرةٌ بِفمِ |
كلُّ امرىءٍ في نفسهِ عاقلٌ | يا ليتَ شِعري فمنِ الجاهلُ؟ |
ولا بُدَّ من شكوى إلى ذي حفيظةٍ | إذا جعلتْ أسرارُ نفسي تطّلعُ |
هوَ الموت لا منجى من الموتِ والذي | نحاذرُ بعد الموتِ أنكى وأفظعُ |
من كانت الأيامُ سائرةً بهِ | فكأنّهُ قد حلَّ بالموتِ | |
والمرءُ مرتهنٌ بِسوفَ وليتني | وهلاكهُ في السّوفِ واللّيتِ |
وإذا انثنتْ نحوي المنى لأنالها | وقفَ الزمانُ لها هُناك فعاقها |
جاءَ شقيقٌ عارضاً رمحه | إنَّ بني عمك فيهم رِماح |
قالوا صبرتَ وما صبرتُ جلادةً | لكنْ لِقلّةِ حيلتي أتصبّرُ | |
لا تَنهني عنهمُ فتغريني بهم | فلرُبما يُنهى العذولُ فيأمرُ |
فيمَ الكلام لسابقٍ في غايةٍ | والناسُ بين مُقصر ومُبلدِ |
أمرُّ من طعمِ كلِّ مُرٍّ | خضوعُ حُرٍّ لغيرِ حُرِّ |
مررتُ على المروءة وهي تبكي | فقلت علامَ تنتحبُ الفتاة؟ | |
فقالت لي كيف لا أبكي وأهلي | جميعاً دون خلق الله ماتوا؟ |
رأيتُ الحربَ يجنُبها رجالٌ | ويصلى حرّها قومٌ بَراءُ |
ألا ربَّ قول قد جرى من ممازح | فساق إليه الموتَ في طرفِ الحبل | |
وإنّ مِزاحَ المرءِ في غيرِ حينهِ | دليلٌ على فرطِ الحماقةِ والجهلِ |
أرى الناسَ يبنونَ الحصونَ وإنّما | بقيّةُ آجالِ الرِّجال حصونها |
لئن كانتِ الأحداثُ طوّلنَ عبرتي | لِفقدكَ أو أسكنَّ قلبي التخضعا | |
لقد أمنتْ نفسي المصائبَ كلّها فما أتقي في الدهر بعدك نكبةً | فأصبحتُ منها آمناً أن أُروّعا ولا أرتجي للدهرِ ما عشتُ مُرجعا |
لا يُبعدِ الله أقواماً رُزئتُهمُ | بانوا لوقتِ مناياهم وقد بَعدوا | |
أضحتْ قبورُهم شتّى ويجمعهم | حوضُ المنايا ولم يجمعهم بلدُ | |
رعوا من المجدِ أكنافاً إلى أجلٍ | حتى إذا بلغت أظماؤُهم وردوا | |
كانت لهم هِممٌ فرّقنَ بينهمُ | إذا العقاديدُ عن أمثالها فقدوا | |
بذلُ الجميلِ وتفريجِ الجليل | وإعطاءِ الجزيلِ إذا لم يُعطهِ أحدُ |
فما تقشعرُّ الأرضُ إن نزلوا بها | ولكنها تزهو بهم وتطيبُ | |
أصابَ الحيا تلك القبورَ وشُققتْ | عليهنَّ من غُرِّ السّحابِ جيوبُ |
تعزّ أميرَ المؤمنين فإنّهُ | لما قد ترى يُغذى الوليدُ ويولدُ | |
هل ابنُكَ إلا من سلالة آدمٍ | لكلٍّ على حوضِ المنيّةِ موردُ |
أمِنتُ شبا الزمان فما أُبالي | أيعدلُ بعدَ يومكَ أم يجورُ | |
وكنت سرورَ قلبي والمُرّجى | فلما مُتَّ فارقني السرورُ |
رمتنا المنايا يا يومَ ماتَ بحادثٍ | بطىءٍ تُداني شُعبهِ المُتبدِّدِ |
إنَّ العظيمَ وإن توارى في الثرى | يبقى على مرِّ الدهورِ مهيباً |
يا دهرُ بِعْ رُتبَ المعالي بعده | بيعَ السّماحِ ربحتَ أم لم تربحِ | |
قدِّمْ وآخِرْ من تشاءَ قإنّهُ | قد ماتَ من قد كنتَ منهُ تستحي |
أيا ولدي قد زادَ قلبي تلهباً | وقد حرقت مني الشؤونَ المدامعُ | |
وقد أضرمت نارُ المصيبة شعلةً | وقد حميت مني الحشا والأضالعُ | |
وأسألُ عنكَ الرّكبَ هل يخبرونني | بحالك كيما تستكن المضاجعُ | |
فلا بك فيهم مُخبرٌ عنك صادقٌ | ولا فيهم من قال إنك راجعُ | |
فيا ولدي مُذ غبتَ كدرت عيشتي | فقلبي مصدوعٌ وطرفي دامعُ | |
وفكريَ مسقومٌ وعقليَ ذاهبٌ | ودمعي مسفوحٌ وداري بلاقعُ |
وبعدك لا آسى لعظمِ رزيّةٍ | قضيتَ فهوّنتَ المصائبَ أجمعا |
ذهبَ الذينَ أحبّهم | فعليكِ يا دنيا السلام | |
لا تذكرنَّ العيشَ لي | فالعيشُ بعدهمُ حرام | |
إنّي رضيع وصالهم | والطفلُ يؤلمه الفِطام |
سقياً ورعياً لإخوان لنا سلفوا | أفناهم حدثانُ الدهر والأبدُ | |
نمدهم كلّ يوم من بقيتنا | ولا يؤوبُ إلينا منهم أحدُ |
فيا ولدي مذ غبتَ كدّرتَ عيشتي | فقلبي مصدوع وطرفي دامعُ | |
وفكري مسقومٌ وعقلي ذاهبٌ | ودمعي مسفوحٌ وداري بلاقعُ |
لَعمرُكَ ما وارى الترابُ فِعالهُ | ولكنه وارى ثياباً وأعظما |
أيُغسل رأسي أو تطيبُ مشاربي | ووجهُكَ معفورٌ وأنتَ سليبُ | |
نسيبُكَ من أسى يُناجيك طرفهُ | وليسَ لمن وارى الترابُ نسيبُ | |
وإنّي لأستحي أخي وهو ميتٌ | كما كنتُ أستحييه وهو قريبُ |
أُهانُ وأُقصى ثم يستنصحونني | ومن ذا الذي يُعطي نصيحته قسرا |
وكنتُ كَبازِ السّوقِ قُصَّ جناحهُ | يرى حسراتٍ كلّما طارَ طائرُ | |
يرى طائراتِ الجوِّ تخفقُ حولَهُ | فيذكرُ إذ ريش الجناحين وافرُ |
أمورٌ يضحك السفهاء منها | ويبكي من عواقبها اللبيب |
أُسِرُّ وفاءً ثم أُظهرُ غدرةً | فمن لي بعذرٍ يُوسع الناسَ ظاهره |
تمرد عقلي،والفؤادُ تردّدا | قلتُ:استبينوا الأمر! قالوا:تأكدا |
تواضع تكنْ فيكَ المكارمُ والنُّهى | كأرضِ فلاة أخصبت بانخفاضها |
إذا ما أطعت النفس مال بها الهوى | إلى كل ما فيه عليك مقال |
وإن حدّثتكَ النفسُ أنك قادرٌ | على ما حوتْ أيدي الرجالِ فكذّبِ |
من لكَ بالمحضِ وليسَ محصُ | يخبثُ بعضٌ ويطيبُ بعضُ |
فخُذْ لينَ وجهِ الأكرِ ما دامَ مقبلاً
إليكَ ولا تكلف بهِ حينَ يُدبرُ
رأيتُ النفسَ تكرهُ ما لديها | وتطلبُ كلّ مُمتنعٍ عليها |
فإنَّ الغمامَ الغُرَّ يُخلِفُ ودقُهُ | وإنَّ الحسامَ العَضبُ تنبو مضاربه |
وإذا رأيتَ بعيدَ أمرٍ مُقبلاً | فقريبُ ما استدبرتَ منهُ أبعدُ |
لَعمرُكَ إنَّ الموتَ منّا لمولعٌ فإن يك أمسى مصعبٌ نالَ حتفهُ | بكلِّ فتىً رحبِ الذراعِ أريبِ لقد كانَ صُلب العودِ غيرَ هيوبِ | |
جميل المحيّا يرهبُ القرنُ درأه أتاهُ حِمامُ الموتِ وسطَ جنودهِ | وإن عضّهُ دهرٌ فغير قطوبِ فطاروا سِلالاً واستسقى بذنوبِ | |
ولو صبروا نالوا الحياةَ وسؤدداً | ولكنهم طاروا بغيرِ قلوبِ |
يا قرحةَ القلبِ والأحشاءِ والكبدِ | يا ليتَ أُمّكَ لم تَحبلْ ولم تلدِ | |
لما رأيتُكَ قد أُدرجتَ في كفنٍ | مُطيّباً للمنايا آخرِ الأبدِ | |
أيقنتُ بعدكَ أنّي غيرُ باقيةٍ | وكيفَ يبقى ذراعٌ زالَ عنهُ عَضُدِ |
أهون بدنيا ما لحيّ عندها | وهدُ ينجز غير وعد وفاته |
لصقت بالقلبِ حتى كنتَ أسودَهُ | وبالجوانحِ حتى كنتَ لي كبدا | |
فلستُ أدري وكلٌّ منك يخلجني | أكمنتَ لي مُهجةً أم كنتَ لي ولدا |
بُنيَّ لئن ضَنّتْ جفونٌ بمائها | لقد قرِحتْ مني عليكَ جفونُ | |
دفنتُ بكفّي بعضَ نفسي فأصبحتْ | وللنفسِ منها دافنٌ ودفينُ |
ولما تنازعنا الحديثَ سألتها | منِ الحيُّ قالت معشرٌ من مُحاربِ | |
من المُشتوينَ القدَّ مما تراهمُ | جياعاً وريفُ الناسِ ليسَ بناضبِ | |
فلما بدا حرمانها الضيفَ لم يكن | عليَّ مناخُ السوءِ ضربة لازبِ |
فإن تكُ قد فارقتنا وتركتنا
فلله رَيبُ الحادثاتِ عن وَقَعْ
فقد جرَّ نفعاً فقدنا لك أننا
أمِنّا على كلِّ الرزايا من الجزعْ
إن لم يكن ما به أُبتَ جليلاً | فلفقد العزاء فيه أجلّ |
وإذا نظرتَ إلى الأماكنِ تُلفِها | تشقى كما تشقى العباد وتسعد |
سقياً ورعيّاً وإيماناً ومغفرةً | للباكياتِ علينا يوم نرتحل |
كم من نظرة فتكت في قلب صاحبها | فتك السهام بغير قوس ولا وتر | |
يسر مقلتهُ ما ضرَّ مهجته | لا خيرَ بسرور جاء بالضرر |
وتركتُ أسواءَ القباحِ لأهلها | إنَّ القباحَ وإن رخصنَ غوالي |
أمضى من السيفِ إلا عند قدرته
وليسَ للسيفِ عفوٌ حين يقتدرُ
تداعى بهمُ صرفُ الزمانِ فأصبحوا | لنا عبرةً تُدمي الحَشا ولِمنْ بعدُ |
ولَرُبما ابتسم الوقور من الأذى
وفؤادهُ من حرّهِ يتأوّه
أقلّي عليَّ اللّومَ ساحبةَ الذّيلِ | ولا بُدَّ أن تُستطردَ الخيلُ بالخيلِ | |
أُصدق وعدي والوعيد كليهما | ولا خيرَ فيمن لا يُرى صادقَ القولِ |
أعوذ بالله من أمر يزين لي | شتمَ العشيرةِ أو يدني من العارِ | |
ما خيرُ دنيا يُنسي المرء آخرةً | وسوف تبدو إلى الجبارِ أسراري | |
لا أدخل البيت أحبو من مؤخره | ولا أكسر في ابن العمِّ أظفاري |
إذا كانَ حظُّ المرءِ في الشىءِ مُقبلاً | تأتتْ له الأسبابُ من كلِّ جانبِ |
ولا تمشي في منكبِ الأرضِ فاخراً
فعمّا قليلٍ يحتويكَ ترابُها
بالملحِ نُصلحُ ما نخشى تغيّرهُ | فكيفَ بالملحِ إن حلّتْ بهِ الغِيرُ |
قد لبسوا ثوبَ الغنى جديداً
فيحذرون الفقر أن يعودا
ومن في الناسِ يرضي كلَّ نفسٍ
وبين هوى النفوسِ مدىً بعيد
فُجعوا بذي الحسبِ الصميمِ فأصبحوا | لا مُبلسينَ ولا كظاماً وجما | |
حتى كأنَّ عدوّهم مما يرى | من صبرهم حسبَ المصيبةَ انعُما |
إنَّ من عضّتِ الكلابُ عصاهُ
ثم أثرى فبالحرّى أن يجودا
ورُبَّ وداعٍ ينفعُ المرءَ بعضهُ | إذا رضيتْ نفسُ امرىء بقليلها |
أصابعُ كفّ المرءِ في العدِّ خمسة
ولكنها في مقبضِ السيف واحد
طلبتُ بكَ التكثيرَ فازددتُ قلّةً | وقد يخسرُ الإنسانُ في طلبِ الرّبحِ |
فدعْ عنكَ فضلاتِ الأمورِ فإنّها | حرامٌ على نفسِ التقي ارتكابها |
زينةُ الوجه أن يرى الناس فيه | شرفاً يسحر العيون ونُبلا |
يروعكَ من سعد بن عمرو جسومها
وتزهدُ فيها حين تقتلهم خبرا
من الناسِ من يغشى الأباعدَ نفعُهُ
ويشقى بهِ حتى المماتِ أقاربه
ألم تعلم، جزاكَ الله خيراً | بأنّا أخا المكارم لا يخونُ | |
وحلفُ الخيرِ مُؤتمنٌ حفوظٌ | ولكن قلَّ في الناسِ الأمينُ |
به كانَ الشّبابُ اللدنُ غضّاً | ودهري كلُّهُ زمنَ الربيع | |
ففرّقَ بيننا زمنٌ خؤونٌ | لهُ شَغَفٌ بتفريقِ الجميعِ |
ولستُ كمنْ أفنى الزمان شبابه
فظلَّ على أيامهِ يتوجّعُ
ولكنني صلبٌ إذا الدّهرُ هزّني
وللدهرِ أيام تَسرُّ وتفجعُ
بالأمسِ كنا عبيداً في منازلنا | واليوم صرنا ملوك السهل والجبل |
وكان بنو عمي يقولونَ مرحباً | فلما رأوني مُعدماً ماتَ مرحبُ |
كلُّ العداوةِ قد تُرجى مودتها | إلا عداوةَ من عاداكَ من حَسَدِ |
لَعمرُكَ ما أتلفتُ مالاً كسبتهُ | إذا كنتُ مُعتاضاً بإتلافهِ نُبْلا | |
ولا قيلَ لي،والحمدُ لله:غادرٌ | ولا استحسنتُ نفسي على صاحبِ تبلا | |
ولا نزلت بي للزمانِ مُلّمةٌ | فأحدثتُْ منها حين تنزلُ بي ذلا | |
صبرتُ لريبِ الدهرِ يفعلُ ما اشتهى | فلما رأى صبري لأفعالهِ ملّا |
فكيفَ تُرَجّي العاذلاتُ تجلدّي | وصبري إذا ما النفسُ صِيبَ حَميمُها |
يقول:لا تُسرفوا في أمرِ رِيّكمُ | إنَّ المياهَ بجهدِ الرّكبِ أغبابُ |
إنما أنفُسنا عاريةٌ | والعواري حُكمها أن تُسترد |
لو كان يُهدى إلى الإنسانِ قيمتهُ | لكانَ يُهدى لكَ الدنيا وما فيها |
ومن ربطَ الكلبَ العقورَ ببابهِ | فعقرُ جميع الناسِ من رابطِ الكلبِ |
إذا ما أتيتَ الأمرَ من غيرِ بابهِ | ضللتَ وإن تقصد إلى البابِ تهتدِ |
فكيفَ يُردّ الدرّ في الضّرعِ بعدما | توزّع حتى صارَ نهباً مُقسّماً | |
أخافُ التواءَ الأمر بعد استوائهِ | وأن يُنفض الحبلُ الذي كان أُبرما |
إذا كنتَ في نعمةٍ فارعها | فإنَّ المعاصي تزيل النعم | |
وداوم عليها بشكرِ الإله | فربُّ العبادِ سريعُ النقم |
بلونا ما تجىءُ به الليالي | فلا فرحٌ يدومُ ولا عناءُ |
إنَّ الأكابرَ يحكمونَ على الورى
وعلى الأكابرِ تحكمُ العلماءُ