الكرم والجود وقِرى الضيف
زهير بن أبي سلمى:
أخي ثقةٍ لا تُتلفُ الخمرُ مالَهُ |
ولكنّهُ قد يُهلِكُ المالَ نائلهْ |
|
تراهُ إذا ما جئتهُ متهللاً |
كأنّكَ تعطيه الذي أنت سائله |
|
هوَ البحر من أي النواحي أتيتهُ |
فلجّتهُ المعروف والجودُ ساحلهْ |
|
ولو لم يكن في كفهِ غيرُ نفسَهِ |
لجادَ بها فليتقِ الله سائلهْ |
زهير بن أبي سلمى:
على مُكثريهمْ حقٌّ من يعتريهمُ |
وعِندَ المُقلينَ السماحةُ والبذلُ |
|
سعى بعدَهمْ قومٌ لكي يُدركوهمُ |
فلم يفعلوا ولم يُليموا ولم يألوا |
زهير:
زهير:
إنّ البخيلَ مُلوّمٌ حيثُ كان ولكنّ |
الجوادَ على عِلّاتهِ هَرِمُ |
|
هو الجوادُ الذي يُعطيكَ نائلهُ |
عفوان ويُظلمُ أحياناً فيظلِمث |
|
وإن أتاهُ خليلٌ يومَ مسغبةٍ |
يقولُ لا غائبٌ مالي ولا حَرِمُ |
إذا ما أتوا أبوابهُ قال:مرحباً |
لِجوا البابَ حتى يأتي الجوعَ قاتِلُهْ |
زهير:
عطاؤكَ زَينٌ لإمرىءٍ إن حبوتَهُ |
كسيبٍ وما كلُّ العطاءِ يَزينُ |
|
وليسَ بِشَينٍ لإمرىءٍ بذلُ وجههِ |
إليكَ كما بعضُ السؤالِ يَشينُ |
زهير:
من يَلْقَ يوماً على عِلّاتهِ هَرِماً |
يلْقَ السّماحةَ منهُ والنّدى خُلقا |
|
لو نالَ حيٌّ من الدنيا بمكرمةٍ |
أُفقَ السماءِ لنالت كفّهُ الأفقا |
زهير:
لو كان يقعدُ فوقَ الشمسِ من كرمٍ |
قومٌ بأحسابهم أو مجدهم قَعدوا |
زهير بن أبي سلمى:
أغَرُّ أبيضُ فيّاضٍ يُفكِّكُ عن |
أيدي العُناةِ وعن أعناقها الرّبقا |
|
وذاكَ أحزمُهُمْ رأياً إذا نبا فَضْلَ الجيادِ على الخيلِ البطاءِ فلا |
من الحوادثِ غادى الناسَ أو طرقا يُعطي بذلكَ ممنوناً ولا نزقا |
|
قد جعلَ المُبتغون الخيرَ في هرم من يلقَ يوماً على عِلاتهِ هَرماً |
|
والسائلونَ إلى أبوابه طُرُقا يلقى السماحة منه والندى خُلقا |
زهير:
قد جعلَ الطالبونَ الخيرَ في هَرِمٍ |
والسائلونَ إلى أبوابهِ طُرقا |
زهير:
وليس مانعَ ذي قربى ولا رحمٍ |
يوماً ولا مُعدماً من خابطٍ ورقا |
زهير بن أبي سلمى:
وأبيضَ فياضٍ يداهُ غمامةٌ بَكرتُ عليه غُدوةً فرأيتهُ |
على مُعتفيهِ ما تغِبُّ فواضِلُهْ قعوداً لديهِ بالصَّريمِ عواذله |
|
يُفدِّينهُ طوراً وطوراً يَلمنهُ |
وأعيا فما يدرينَ أينَ مخاتلهْ |
|
فأقصرنَ منه عن كريمٍ مُرَزأٍ |
عَزومٍ على الأمرِ الذي هو فاعله |
المتنبي:
ويدٌ لها كرمُ الغَمامِ لأنّهُ |
يسقي العمارةَ والمكانَ البلقعا |
|
يهتزُ للجدوى اهتزازَ مُهندٍ |
يومَ الرجاءِ هززتهُ يوم الوغى |
المتنبي:
أكثرت من بذلِ النوالِ ولم تزلْ |
علماً على الإفضالِ والإنعامِ |
المتنبي:
مُحبُّ النّدى الصابي إلى بذلِ مالهِ |
صُبّواً كما يصبو المُحبُّ المُتيّمُ |
المتني:
وإن جادَ قبلك قوم مضوا |
فإنّكَ في الكرمِ الأول |
المتنبي:
إذا تولّوا عداوةً كشفوا |
وإن تولّوا صنيعةً كتموا |
|
تظنُ من فقدِكَ اعتدادَهمُ |
أنهم أنعموا وما علموا |
المتنبي:
كأنّما يولد النّدى معهم |
لا صفرٌ عاذرٌ ولا هرَمُ |
المتنبي:
ونادى النّدى بالنائمين عن السُّرى |
فأسمعَهمْ هُبّوا فقد هلكَ البُخلُ |
|
وحالت عطايا كفّهِ دونَ وعدهِ |
فليسَ لهُ إنجازُ وعدٍ ولا مَطْلُ |
|
فأقربُ من تحديدها ردُّ فائتٍ |
وأيسرُ من إحصائها القطرُ والرّملُ |
المتنبي:
لقد حالَ بالسيفِ دونَ الوعيد |
وحالت عطاياهُ دونَ الوعودِ |
|
فأنجمُ أموالهِ في النّحوسِ |
وأنجمُ سؤَّالهِ في السُّعودِ |
المتنبي:
مالنا في النّدى عليكَ اقتراحٌ |
كلُّ ما يمنحُ الشّريفُ شريفُ |
المتنبي:
أرجو نداكَ ولا أخشى المِطالَ بهِ |
يا مَنْ إذا وهب الدنيا فقد بخلا |
المتنبي:
هُمُ المحسنونَ الكرَّ في حومة الوغى |
وأحسنُ منه كرُّهم في المكارمِ |
|
وهم يُحسنون العفو عن كلِّ مذنبٍ |
ويحتملونَ الغُرْمَ عن كلِّ غارمِ |
المتنبي:
ومَكرُماتٍ مشت على قدم ال |
برِّ،إلى منزلي تردُّدها |
|
فَعُدْ بها لا عدمتها أبداً |
خيرُ صِلاتِ الكريمِ أعودُها |
المتنبي:
وإنَّ سحاباً جَودهُ مثلُ جُودهِ |
سحابٌ على كلِّ السّحابِ له فَخرُ |
المتنبي:
وألقى الفمَ الضّحاك أعلم أنه |
قريبٌ بذي الكفِّ المفدَّاةِ عهده |
المتنبي:
وإن بذلَ الإنسانُ لي جودَ عابسٍ |
جزيتُ بجودِ التاركِ المبتسمِ |
المتنبي:
برجاءِ جُدكَ يُطردُ الفقرُ |
وبأن تعادى ينفد العمرُ |
المتنبي:
أذا الجودِ أعطِ الناسَ ما أنتَ مالكٌ |
ولا تُعطينَّ الناسَ ما أنا قائلُ |
المتنبي:
يتداوى من كثرةِ المالِ بالإقلالِ |
جوداً كأنَّ مالاً سقامُ |
المتنبي:
هزمت مكارمه المكارم كلها |
حتى كأن المكرمات قنابل |
المتنبي:
ألا أيها المالُ الذي قد أبادهُ |
تعزَّ فهذا فِعلهُ في الكتائبِ |
|
لعلّكَ في وقتٍ شغلتَ فؤادهُ |
عن الجودِ أو كثرّتَ جيش محاربِ |
المتنبي:
إذا استعطيتهُ ما في يديهِ |
فقد سألتَ عن سرٍّ مُذيعا |
|
قبولُكَ مَنَّهُ مَنٌّ عليهِ |
وإلا يبتدي يرهُ فظيعا |
|
لهونِ المالِ أفرشَهُ أديماً |
وللتفريقِ يكرَهُ أن يضيعا |
المتنبي:
عن المُقتني بذلَ التلادِ تلادَهُ |
ومُجتنبِ البُخلِ اجتنابَ المحارمِ |
|
تمنّى أعاديهِ محلَّ عُفاتهِ |
وتحسدُ كفّيهِ ثِقالَ الغمائمِ |
المتنبي:
أشدُّهم في الندى هِزّةً |
وأبدهم في عدوٍّ مُغارا |
المتنبي:
ودعوهُ من فرطِ السخاءِ مُبذراً |
ودعوهُ من غَصْبِ النفوسِ الغاصبا |
المتنبي:
لا أستزيدُكَ فيما فيكَ من كرمٍ |
أنا الذي نامَ إن نبهّتُ يقظانا |
|
فإنّ مثلُكَ باهيتُ الكرامَ بهِ |
وردَّ سُخطاً على الأيام رضوانا |
المتنبي:
وحاشا لارتياحكَ أن يُبارى |
وللكرمِ الذي لك أن يُباقى |
|
ولكنّا نُداعبُ منكَ قرماً |
تراجعتِ القرومُ لهُ حِقاقا |
المتنبي:
يمشي الكِرامُ على آثار غيرهمُ |
وأنتَ تخلُقُ ما تأتي وتبتدعُ |
المتنبي:
ومن فرَّ من إحسانهِ حَسَداً لهُ |
تلقّاهُ منهُ حيثما سارَ نائِلُ |
|
فتىً لا يرى إحسانهُ وهو كاملٌ |
لهُ كاملاً حتى يُرى وهو شامِلُ |
المتنبي:
سروركَ أن تَسُّرَ الناسَ طُرّاً |
تُعلّمهمْ عليكَ به الدلالا |
|
إذا سألوا شكرتهم عليهِ |
وإن سكتوا سألتهمُ السؤالا |
|
وأسعدُ من رأينا مُستميحٌ |
يُنيلُ المُستماحَ بأن ينالا |
وعطاءُ مالٍ لو عداهُ طالب |
أنفقته في أن تلاقي طالبا |
المتنبي:
ولا يَرُدُّ بفيهِ كفَّ سائلهِ |
عن نفسهِ ويردُّ الجحفلَ اللَجبا |
|
وكُلّما لقيَ الدينارُ صاحبهُ |
في مُلكهِ افترقا من قبلِ أن يصطحبا |
المتنبي:
قد شغلَ الناسَ كثرةُ الأملِ |
وأنتَ بالمكرماتِ في شُغُلِ |
|
تَمثّلوا حاتماً ولو عَقلوا |
لكنتَ في الجودِ غاية المثلِ |
المتنبي:
فعلتَ بنا فِعلَ السماءِ بأرضهِ |
خِلَعُ الأميرِ وحقّهُ لم نقضهِ |
|
فكأن صحة نسجها من لفظهِ |
وكأنَ حسن نقائها من عِرضهِ |
|
وإذا وكلتَ إلى كريمٍ رأيهُ |
في الجودِ بانَ مذيقهُ من مَحضهِ |
المتنبي:
أيا رامياً يُصمي فؤادَ مرامهِ |
تُرّبي عِداهُ ريشها لسهامهِ |
|
فتىً يهبُ الإقليمَ بالمالِ والقُرى |
ومن فيه من فرسانهِ وكرامهِ |
|
ويجعلُ ما خوّلتهُ من نوالهِ |
جزاءً لما خُوّلتهُ من كلامهِ |
المتنبي:/
ملك إذا امتلأت مالاً خزائنهُ |
أذاقها طعم ثكلِ الأم للولدِ |
|
أي الأكفِّ تباري الغيث ما اتفقا |
حتى إذا افترقا عادت ولم يعد |
يُدّبرُ شرقَ الأرضِ والغربَ كفّهُ |
وليس لها وقتٌ عن الجودِ شاغِلُ |
|
ومن فرَّ من إحسانهِ حسداً له |
تلّقاهُ منهُ حيثما سارَ نائلُ |
المتنبي:
أفي الرأي يُشبَهُ أم في السخاءِ |
أم في الشجاعةِ أم في الأدبِ |
|
إذا حازَ مالاً فقد حازهُ |
فتىً لا يُسَرُّ ربما لا يهب |
المتنبي:
كالبحرِ يقذفُ للقريبِ جواهراً |
جوداً ويبعثُ للبعيدِ سحائبا |
المتنبي:
وما ثناكَ كلامُ الناس عن كَرَمٍ |
ومن يَسدُّ طريقَ العارضِ الهَطلِ |
|
أنتَ الجوادُ بلا مَنٍّ ولا كذبٍ |
ولا مِطالٍ ولا وعدٍ ولا مذلِ |
المتنبي:
لو فرّقَ الكرمَ المفَرّقَ مالهُ |
في الناسِ لم يكُ في الزمانِ شحيحُ |
المتنبي:
فيا أيها المطلوبُ جاورهُ تمتنعْ |
ويا أيها المحرومُ يَممِّهُ ترزقُ |
المتنبي:
ليسَ التعجبُ من مواهبِ مالهِ |
بل من سلامتها إلى أوقاتها |
|
عجباً له حفظ العنان بأنملٍ |
ما حفظها الأشياء من عاداتها |
|
كرمٌ تبيّن في كلامكَ ماثلاً |
ويبينُ عتقُ الخيل في أصواتها |
المتنبي:
كريم نفضت الناس لما لقيته |
كأنّهم ما جف من زاد قادم |
|
وكاد سروري لا يفي بندامتي |
على تركهِ في عمري المتقادمِ |
المتنبي:
جزى الله المسير إليه خيراً |
وإن ترك المطايا كالزاد |
وأنفسهم مبذولة لوفودهم |
وأموالهم في دار من لم يفد وفد |
المتنبي:
إنكَ من معشرٍ إذا وهَبوا |
ما دونَ أعمارِهمْ فقد بخلوا |
المتنبي:
لم أعرف الخير إلا مذ عرفتُ فتىً |
لم يولد الجود إلا عند مولده |
المتنبي:
تمثلوا حاتماً ولو عقلوا |
لكنت في الجودِ غاية المثلِ |
المتنبي:
وإنّ سجايا جودهِ مثلُ جودهِ |
سحابٌ على كلِّ السحابِ له فخرُ |
|
المتنبي:
كريمٌ نَفضتُ الناسَ لمّا بلغتهُ |
كأنّهمُ ما جَفَّ من زاد قادِمِ |
|
وكادَ سروري لا يفي بندامتي |
على تركهِ في عمريَ المتقادمِ |
تباعدت الآمال عن كل مطلب |
وضاقت بها إلا إلى بابها السبل |
|
ونادى الندى بالنائمين على السرى |
فأسمعهم هبوا لقد هلك البخل |
|
وحالت عطايا كفّه دون وعده |
فليس له إنجاز وعد ولا مطل |
المتنبي:
قالوا هجرتَ إليهِ الغيثَ قلتُ لهم |
إلى غيوثِ يديهِ والشآبيبِ |
|
إلى الذي تهَبُ الدَولاتِ راحَتهُ |
ولا يَمُنُّ على آثارِ موهوبِ |
|
ولا يَروعُ بمعذورٍ به أحداً |
ولا يُفَزَّعُ موفوراً بمنكوبِ |
المتنبي:
حَجَّبَ ذا البحرَ بحارٌ دُونَهُ |
يَذُمُّها الناسُ ويحمدونَهُ |
|
يا ماءُ هل حَسدتنا مَعينَهُ |
أم اشتهيتَ أن تُرى قرينَهُ |
|
أم انتجعتَ للغنى يمينَهُ |
أم زُرتَهُ مُكثراً قطينَهُ |
|
أم جئتَهُ مُخندقاً حصونَهُ |
إنَّ الجيادَ والقنا يكفينَهُ |
المتنبي:
كفى بأنكَ من قحطانَ في شَرَفٍ ولو نقصتُ كما قد زدتُ من كرمٍ |
وإن فخرتَ فكلٌ من مواليكا على الورى لرأوني مثلَ شانيكا |
|
لبّى نداكَ لقد نادى فأسمعني |
يفديك من رجل صحبي وأفديكا |
|
ما زلتَ تُتبِعُ ما تُولي يداً بيدٍ |
حتى ظننتُ حياتي من أياديكا |
|
فإن تَقُلْ“ها” فعاداتٌ عُرفتَ بها |
أو“لا” فإنكَ لا يسخو بها فوكا |
المتنبي:
هُوَ البحرُ غُص فيه إذا كانَ راكداً |
على الدُّرِّ واحذرهُ إذا كانَ مُزبدا |
|
فإنّي رأيتُ البحرَ يَعثُرُ بالفتى |
وهذا الذي يأتي الفتى مُتعمدا |
المتنبي:
رُويدكَ أيُّها الملكُ الجليلُ |
تأيَّ وعُدَّهُ مما تُنيلُ |
|
وجودَكَ بالمُقامِ ولو قليلاً |
فما فيما تجودُ به قليلُ |
|
وكنتُ أعيبُ عذلاً في سماح |
فها أنا في السّماحِ له عذولُ |
المتنبي:
جزى الله المسيرَ إليه خيراً |
وإن تركَ المطايا كالمزادِ |
|
ألم يكُ بيننا بلدٌ بعيدٌ |
فَصيّرَ طولهُ عرضَ النجادِ |
|
وأبعدَ بُعدنا بُعدَ التداني |
وقَرّبَ قربنا قُربَ البعادِ |
المتنبي:
لو كفرَ العالمونَ نِعمتُهُ |
لما عَدَتْ نفسُهُ سجاياها |
|
كالشمسِ لا تبتغي بما صنعتْ |
تكرمةً عندهم ولا جاها |
المتنبي:
تركتُ السُّرى خلفي لمن قلَّ مالهُ |
وأنعلتُ أفراسي بِنعُماكَ عَسجدا |
|
وقيّدتُ نفسي في ذُراكَ محبةً |
ومن وجدَ الإحسانَ قيداً تَقيّدا |
|
إذا سألَ الإنسانُ أيامَهُ الغِنى |
وكنتَ على بعدٍ جعلتُكَ موعدا |
المتنبي:
وإذا سألتَ بنانَهُ عن نيلهِ |
لم يرضَ بالدنيا قضاءَ ذِمامِ |
المتنبي:
لو فُرِّقَ الكرمُ المُفرَّقُ مالَهُ |
في الناسِ لم يكُ في الزمانِ شحيحُ |
المتنبي:
وتملكهُ المسائلُ في العطايا ومن إحدى فوائدهُ العطايا |
|
وأما في الجدالِ فلا يُرامُ ومن إحدى عطاياهُ الذّمام |
وقبضُ نوالِهِ شَرفٌ وعِزٌّ |
وقبضُ نوالِ بعضِ القومِ ذامُ |
|
أقامت في الرقابِ لهُ أيادٍ |
هيَ الأطواقُ والناسُ الحمامُ |
|
إذا عُدَّ الكِرامُ فتلكَ عِجْلٌ |
كما الأنواءُ حينَ تُعدّ عامُ |
المتنبي:
من القاسمينَ الشُّكرَ بيني وبينَهُمْ |
لأنّهمْ يُسدى إليهم بأن يُسددوا |
|
فَشكري لهم شكرانِ:شكرٌ على الندى |
وشكرٌ على الشكرِ الذي وهبوا بعدُ |
|
صيامٌ بأبوابِ القبابِ جيادُهم |
وأشخاصُها في قلبِ خائفهم تعدو |
|
وأنفسهم مبذولةٌ لوفودهم |
وأموالهم في دار من لم يفِدْ وفدُ |
المتنبي/:
أما بنو أوس بن معد بن الرِّضي كبرّتُ حول ديارهم لما بدتْ |
فأعزُّ من تحدى إليه الأنيقُ منها الشموسُ وليسَ فيها المشرقُ |
|
وعجبتُ من أرضٍ سحابُ أكفِّهم |
من فوقها وصخورُها لا تُورِقُ |
|
وتفوحُ من طيبِ الثناءِ روائح |
لهمُ بكلِّ مكانةٍ تستنشقُ |
|
مسكيّةُ النفحاتِ إلا أنها |
وحشيةٌ بسواهم لا تعبقُ |
المتنبي:
ومن إحدى فوائده العطايا |
ومن إحدى عطاياه الذمام |
|
وقد خفيَ الزمانُ به علينا |
كسلك الدُّرِ يُخفيه النظام |
|
تلذُّ له المروءة وهي تؤذي |
ومن يعشق يلذُّ له الغرام |
|
وقبضُ نوالهِ شرفٌ وعزٌّ |
وقبضُ نوالِ بعضُ القومِ ذامُ |
المتنبي:
وكيفَ الصبرُ عنكَ وقد كفاني |
نداكَ المستفيضُ وما كفاكا |
|
أتتركني وعينُ الشمسِ نعلي |
فتقطعُ مشيتي فيها الشراكا |
المتنبي:
يا أيُّها القمرُ المُباهي وجهَهُ |
لا تكذبنَّ فلستَ من أشكالهِ |
|
وإذا طما البحرُ المحيطُ فقل له |
دعْ ذا فإنّكَ عاجزٌ عن حالهِ |
المتنبي:
فلما جئتهُ أعلى محلّي |
وأجلسني على السَبعِ الشِّدادِ |
|
تَهلّلَ قبلَ تسليمي عليه |
وألقى مالهُ قبل الوسادِ |
المتنبي:
إلى ليثِ حربٍ يُلحِمُ الليثَ سيفهُ |
وبحر ندىً في موجهِ يغرقُ البحرُ |
|
وإن كان يُبقي جودُهُ من تليدهِ |
شبيهاً بما يُبقي من العاشقِ الهجرُ |
المتنبي:
ليسَ التعجبُ من مواهبِ مالهِ |
بل من سلامتها إلى أوقاتها |
المتنبي:
وباشرَ أبكارَ المكارمِ أمردا |
وكان كذا آباؤه وهُمُ مردُ |
|
مدحتُ أباهُ قبلَهُ فشفى يدي |
من العُدْمِ من تُشفى بهِ الأعينُ الرمدُ |
المتنبي:
يا من لجودِ يديه في أموالهِ |
نِقَمٌ تعودُ على اليتامى أنعما |
|
حتى يقولَ الناسَ ماذا عاقلاً |
ويقولُ بيتُ المالِ ماذا مُسلما |
|
‘ذكارُ مثلِكَ تركُ إذكاري له |
إذ لا تُريدُ لما أُريدُ مُترجما |
المتنبي:
وإنّكَ للَمشكورُ في كلِّ حالةٍ |
ولو لم يكن إلا البشاشة رفدهُ |
|
فكلُّ نوالٍ كانَ أو كائنٌ |
فلحظهُ طرفٍ منكَ عنديَ نِدّهُ |
|
وإنّي لفي بحرٍ من الخيرِ أصلُهُ |
عطاياكَ أرجو مدّها وهي مَدُّهُ |
أعطى فقلتُ لجودهِ ما يُقتنى |
وسطا فقلتُ لسيفهِ ما يولَدُ |
المتنبي:
تزيدُ عطاياهُ على اللَبثِ كثرةً |
وتلبثُ أمواهُ السّحابِ فتنضبُ |
المتنبي:
كأنّما يولَدُ النّدى مَعهُمْ |
لا صِغَرٌ عاذرٌ ولا هَرَمُ |
المتنبي:
أمطِرْ عليَّ سحابَ جودكَ ثَرّةً |
وانظر إليَّ برحمةٍ لا أغرقُ |
|
كذب ابنُ فاعلةٍ يقولُ بجهله: |
ماتَ الكرامُ وأنتَ حيٌّ ترزق |
المتنبي:
إذا الجُودُ لم يُرْزَقْ خلاصاً من الأذى |
فلا الحمدُ مكسوباً ولا المالُ باقيا |
|
وللنفسِ أخلاقٌ تدلّ ُعلى الفتى |
أكانَ سخاءً ما أتى أم تساخيا |
المتنبي:
وكلٌّ يرى طرق الشجاعة والنّدى |
ولكن طبع النفس للنفس قائدُ |
المتنبي:
أرجو نَداكَ ولا أخشى المِطالَ بهِ |
يامنْ إذا وهبَ الدنيا فقد بخلا |
المتنبي:
كأنّكَ في الإعطاءِ للمالِ مُبغِضٌ |
وفي كُلِّ حَرْبٍ للمنيّةِ عاشقُ |
المتنبي:
وأحسنُ وجهٍ في الورى وجهُ مُحسنٍ |
وأيمنُ كفٍّ فيهمُ كفُّ مُنعمِ |
المتنبي:
وما يُوجعُ الحِرمانُ من كفِّ حارمٍ |
كما يُوجعُ الحرمانُ من كفِّ رازقِ |
المتنبي:
وآنفُ من أخي لأبي وأمي |
إذا ما لم أجدهُ من الكرام |
|
ولم أرَ في عيوبِ الناسِ شيئاً |
كنقصِ القادرينَ على التمامِ |
المتنبي:
فتىً لا يُرَجّي أن تتِمَّ طهارةٌ |
لمن لم يُطهّر راحتيهِ من البُخلِ |
المتنبي:
كَفانيَ الذّمَّ أنني رجلٌ |
أكرَمُ مالٍ مَلكتهُ الكَرَمُ |
|
يجني الغِنى للِئامِ لو عَقلوا |
ما ليسَ يجني عليهم العُدُمُ |
|
هُمُ لأموالهمْ ولَسنَ لَهثمْ |
والعارُ يبقى والجُرْحُ يلتئمُ |
المتنبي:
وإن فقدَ الإعطاءَ حَنّتْ يمينهُ |
إليهِ حَنينَ الغلفِ فارقهُ الإلفُ |
وما كلٌّ بمعذورٍ ببِخلٍ |
ولا كلٌّ على بُخلٍ يُلام |
المتنبي:
يُعطي فلا مَطْلُهُ يُكَدِّرُها |
بها ولا مَنُّهُ يُنكّدُها |
|
له أيادٍ إليَّ سابقةٌ فَعُدْ بها لا عَدمتُها أبداً |
|
أعدُّ منها ولا أعدِّدهُا خيرُ صلاتِ الكريمِ أعودُها |
المتنبي:
أنتَ الجوادُ بلا مَنٍّ ولا كَدرٍ |
ولا مِطالٍ ولا وعدٍ ولا مَذَلِ |
المتنبي:
ومن إحدى فوائدِهِ العطايا |
ومن إحدى عطاياهُ الدّوامُ |
|
وقبضُ نوالهِ شَرَفٌ وعزٌّ |
وقبضُ نوالِ بعضِ القوم ذامُ |
|
لقد حَسنُتْ بك الأوقاتُ حتى |
كأنّكَ في فمِ الدّهرِ ابتسامُ |
المتنبي:
أَذا الجودِ أعطِ الناسَ ما أنتَ مالكٌ |
ولا تُعطينَّ الناسَ ما أنا قائلُ |
المتنبي:
إذا اكَتسَبَ الناسُ المعاليَ بالنّدى |
فإنّكَ تُعطي في نداكَ المعاليا |
|
وغيرُ كثيرٍ أن يَزُوركَ راجِلٌ |
فيرجِعُ مَلكاً للعراقينِ واليا |
المتنبي:
وإذا اهتزَّ للنّدى كان بحراً |
وإذا اهتزَّ للوغى كان نصلاً |
المتنبي:
إنّكَ من معشرٍ إذا وهبوا |
ما دُونَ أعمارِهمْ فقد بخلوا |
المتنبي:
ونادى النّدى بالنائمينَ عن السُّرى |
فأسمعهم هُبّوا فقد هلكَ البُخلُ |
المتنبي:
لا تَطلبَنَّ كريماً بعدَ رؤيتهِ |
إنّ الكِرامَ بأسخاهُمْ يداً خُتموا |
المتنبي:
ليسَ التعجُّبُ من مواهبِ مالهِ |
بل من سلامتها إلى أوقاتِها |
المتنبي:
وما كلُّ سيفٍ يقطعُ الهامَ حَدُّهُ |
وتقطعُ لزَباتِ الزمان مكارمُهْ |
المتنبي:
يُعطيك مبتدئاً فإن أعجلته |
أعطاكَ معتذراً كمن قد أجرما |
المتنبي:
إذا حازَ مالاً فقد حازهُ |
فتىً لا يسر بما لا يهب |
المتنبي:
لم أعرفِ الخيرَ إلا مُذْ عرفتُ فتىً |
لم يُولدِ الجُودُ إلا منذ مولدهِ |
المتنبي:
فكمْ وكمْ نِعمةٍ مُجّللةٍ |
رَبيّتها،كان منكَ مَولدُها |
|
وكم وكم حاجةٍ سمحتَ لها |
أقربُ مني إليَّ موعدُها |
|
ومكرُماتٍ مشت على قدم البرِّ أقرَّ جلدي بها عليّ فما |
إلى منزلي ترددها أقدرُ حتى المماتِ أجحدها |
|
فَعُدْ بها لا عدمتها أبداً |
خيرُ صلاتِ الكريمِ أعودُها |
المتنبي:
فجاءا به صَلْتَ الجبينِ مُعظّماً |
ترى الناسَ قلاً حولهُ وهُمُ كثرُ |
|
مُفدى بآباءِ الرجال سَمَيدعاً |
هو الكرمُ المدُّ الذي مالهُ جَزرُ |
المتنبي:
نَلومكَ يا عليُّ لغيرِ ذنبٍ |
لأنّكَ قد زريتَ على العبادِ |
|
وأنّكَ لا تجودُ على جوادٍ |
هباتُكَ أن يُلعبَ بالجوادِ |
|
كأنَّ سخاءكَ الإسلامُ تخشى |
إذا ماحُلْتَ عاقبة ارتدادِ |
فكمْ وكمْ نعمةٍ مُجلّلةٍ وكم وكمْ حاجةٍ سمحتَ بها |
ربيّتها كان منكَ مولدها أقربُ مني إليَّ موعدها |
|
ومكرُماتٍ مشت على قدم البرِّ |
إلى منزلي تردُدها |
|
أقرَّ جِلدي بها عليَّ فلا |
أقدرُ حتى المماتِ أجحدُها |
|
فَعُدْ بها لا عدمتُها |
أبداً خيرُ صلاتِ الكريمِ أعودُها |
المتنبي:
إذا كسبَ الناسُ المعاليَ بالنّدى |
فإنّكَ تُعطي في نداك المعاليا |
المتنبي:
غيث يبين للنظار موقعه |
إن الغيوث بما تأتيه جهال |
|
لا وارث جهلت يمناه ما وهبت |
ولا كسوب بغير السيف سآل |
المتنبي:
عند الهمام أبي المسك الذي غرقت |
في جودهِ مضر الحمراء واليمن |
|
وإن تأخر عني بعض موعده |
فما تأخر آمالي ولا تهن |
|
هو الوفي ولكني ذكرت له |
مودة فهو يبلوها ويمتحن |
المتنبي:
مضى وبنوه وانفردت بفضلهم |
وألف إذا ما جمعت واحد فرد |
|
لهم أوجه غرّ وأيدٍ كريمةٍ |
ومعرفة عد وألسنة لد |
المتنبي:
وإنَّ سحاباً جَودهُ مثل جودهِ |
سحابٌ على كلِّ السّحابِ لهُ فخرُ |
|
ولا ينفعُ الإمكانُ لولا سخاؤهُ |
وهل نافعٌ لولا الأكفُّ القنا السُّمرُ |
المتنبي:
ومن بعدهِ فقر ومن قربهِ غنى |
ومن عرضه حر ومن ماله عبد |
|
ويصطنعُ المعروف مبتدئأ به |
ويمنعه من من ذمه حمد |
كسائله من يسألُ الغيثَ قطرةً |
كعاذله من قال للفلك ارفقِ |
المتنبي:
ترّفعَ عن عَونِ المكارمِ قدرُهُ |
فما يفعلُ الفَعلاتِ إلا عذاريا |
المتنبي:
غمامٌ علينا مُمطرٌ ليسَ يُقشِعُ |
ولا البرقُ فيه خلباً حينَ يلمعُ |
|
إذا عرضتْ حاجٌ إليه فنفسُهُ |
إلى نفسهِ فيها شفيعٌ مُشَفّعُ |
المتنبي:
وإن فقد الإعطاء حَنّتْ يمينهُ |
إليهِ حنينَ الإلفِ فارقهُ الإلفُ |
المتنبي:
كالبحرِ يقذفُ للقريبِ جواهراً |
جوداً ويبعثُ للبعيدِ سحائبا |
المتنبي:
همُ المحسنونَ الكرَّ في حومة الوغى |
وأحسنَ منه كرّهمْ في المكارمِ |
المتنبي:
واجز الأمير الذي نعماه فاجئة |
بغير قول ونعمى الناس أقوال |
المتنبي:
ألا كُلُّ سَمْحٍ غيركَ اليومَ باطلٌ |
وكلُّ مديحٍ في سِواكَ مُضيَّعُ |
المتنبي:
من طلبَ المجدَ فليكن كَعليٍّ |
يهبُ الألفَ وهو يبتسِمُ |
المتنبي:
وعُظمُ قدركَ في الآفاقِ أوهمني |
أني بقلّةِ ما أثنيتَ أهجوكا |
|
شُكرُ العُفاةِ لما أوليتَ أوجدَ لي |
إلى نداكَ طريقَ العُرفِ مسلوكا |
المتنبي:
فتىً كالسحابِ الجُونِ يُخشى ويرُتجى |
يُرجى الحيا منها وتُخشى الصواعقُ |
|
ولكنّها تمضي وهذا مُخيّمٌ |
وتكذبُ أحياناً وذا الدهر صادقُ |
المتنبي:
كَبرّتُ حولَ ديارهم لمّا بدتْ |
منها الشموسُ وليسَ فيها المشرقُ |
|
وعجبتُ من أرضٍ سحابُ أكفّهم |
من فوقها وصخورها لا تُورِقُ |
|
وتفوحُ من طيبِ الثناءِ روائحٌ |
لهمُ بكلِّ مكانةٍ تُستنشقُ |
|
أمُريدَ مثل محمدٍ في عصرنا |
لا تبلُنا بطلابِ ما لايُلحقُ |
يا ذا الذي يهبُ الجزيلَ وعندَهُ |
أني عليهِ بأخذةِ أتصدّقُ |
|
أمطِرْ عليَّ سحابَ جودِكَ ثرّةً |
وانظر إليَّ برحمةٍ لا أغرقُ |
|
كذبَ ابنُ فاعلةٍ يقولُ بجهلهِ |
ماتَ الكرامُ وأنتَ حيٌّ تُرزقُ |
المتنبي:
فتىً كُلّ يوم تحتوي نفسَ مالهِ |
رماحُ المعالي لا الردينيةُ السمرُ |
|
تباعدَ ما بينَ السحابِ وبينهُ |
فنائلها قطرٌ ونائلهُ غَمرُ |
|
ولو تنزلُ الدنيا على حكم كَفّهِ |
لأصبحت الدنيا وأكثرها نزرُ |
المتنبي:
أستغفرُ الله لشخص مضى |
كان نداهُ منتهى ذنبه |
|
وكان من عدد إحسانه |
كأنّهُ أفرط في سبّهِ |
|
يريد من حب العلا عيشه |
ولا يريد العيش من حبه |
المتنبي:
فأنجمُ أموالهِ في النُحوسِ |
وأنجمُ سُؤلهِ في السُعودِ |
|
ولو لم أخف غير أعدائهِ |
عليه لبشرّتهُ بالخلودِ |
المتنبي:
أنتَ الذي سبكَ الأموالَ مكرُمةً |
ثمَّ اتخذتَ لها السؤالَ خُزانا |
|
عليكَ منكَ إذا أخليت مرتقِبٌ |
لم تأتِ في السرِّ ما لم تأتِ إعلانا |
المتنبي:
ولم بخلُ من أسمائهِ عودُ منبر |
ولم يخلُ دينارٌ ولم يخلُ درهمُ |
المتنبي:
ولم أرَ قبلي من مشى البحرُ نحوهُ |
ولا رجلاً قامتْ تُعانقهُ الأُسْدُ |
المتنبي:
أعدى الزمانَ سخاؤهُ فسخا بهِ |
ولقد يكونُ به الزمانُ بخيلا |
المتنبي:
كأنَّ نوالكَ بعضُ القضاءِ |
فما تُعطِ منهُ نجدهُ جُدودا |
المتنبي:
أصبحَ مالٌ كمالهِ لذوي الحاجةِ |
لا يُبتدى ولا يُسَلُ |
المتنبي:
إن حلَّ فارقتِ الخزائنُ مالَهُ |
أو سارَ فارقت الجسومُ الروسا |
المتنبي:
تتبّعَ أثارَ الرزايا بجودهِ |
تتبُّعَ آثار الأسنةِ بالقتلِ |
المتنبي:
لقد جُدْتَ حتى جدتَ في كل ملّةٍ |
وحتى أتاكَ الحمدُ من كلِّ منطق |
المتنبي:
جوادٌ على العلّاتِ بالمالِ كلّهِ |
ولكنّهُ بالدارِ عينَ بخيل |
المتنبي:
ما ينقضي لك في أيامه كرمٌ |
ولا انقضى لك في أعوامه عُمرُ |
المتنبي:
فتى كالسحابِ الجون يرجى ويُتقى |
يُرّجى الحيا منه وتخشى الصواعق |
المتنبي:
لا تطلبنَّ كريماً بعدَ رؤيتهِ |
إنَّ الكِرامَ بأسخاهم يداً خُتموا |
المتنبي:
ليسَ التعجبُ من مواهبِ مالهِ |
بل من سلامتها إلى أوقاتها |
المتنبي:
تركتُ السُّرى خلفي لمن قلَّ مالهُ |
وأنعلتُ أفراسي بنعماك عسجدا |
المتنبي:
وكُلّما لقيَ الدينارُ صاحبَهُ |
في مُلكهِ افترقا من قبلِ يصطحبا |
|
مكارِمٌ لكَ فُتَّ العالمينَ بها |
من يستطيعُ لأمرٍ فائتٍ طلبا |
المتنبي:
لقد جُدْتَ حتى جُدتَ في كلِّ مِلّةٍ |
وحتى أتاكَ الحمدُ من كلِّ منطقِ |
المتنبي:
يا مَنْ لِجودِ يديهِ في أموالهِ |
نِقَمٌ تعودُ على اليتامى أنعُما |
|
حتى يقولَ الناسُ ماذا عاقلاً |
ويقولُ بيتُ المالِ ماذا مُسلما |
المتنبي:
وإذا وكَلتَ إلى كريمٍ رأيَهُ |
في الجودِ بانَ مذيقهُ من مَحضهِ |
المتنبي:
ويُميتُ قبلَ قتالهِ ويبشُّ قبلَ |
نوالهِ ويُيلُ قبلَ سؤالهِ |
المتنبي:
وإذا غَنوا بعطائهِ عن هَزْهِ |
والى فأغنى أن يقولوا والهِ |
|
وكأنّما جدواهُ من إكثارهِ |
حسدٌ لسائلهِ على إقلالهِ |
|
غَربَ النجومُ فغُرنَ دونَ همومهِ |
وطلعنَ حينَ طلعنَ دونَ منالهِ |
المتنبي:
لا يعرفُ الرزء في مال ولا ولدِ |
إلا إذا خفر الأضياف ترحال |
المتنبي:
ظالمُ الجودِ كُلّما حلَّ ركبٌ |
سِيمَ أن تحملَ البحارَ مزادُه |
|
غمرتني فوائدٌ شاءَ فيها |
أن يكون الكلامُ مما أفاده |
|
ما سمعنا بمن أحبَّ العطايا |
فاشتهى أن يكونَ فيها فؤادُه |
المتنبي:
وأنكَ لا تجود على جوادٍ |
هِباتُكَ أن يُلّقب بالجوادِ |
المتنبي:
أمطِرهُ عليَّ سحابَ جُودكَ ثرَّةً |
وانظرْ إليَّ برحمةٍ لا أغرَقُ |
المتنبي:
لولا مفارقةُ الأحبابِ ما وجدتْ |
لها المنايا إلى أرواحنا سُبُلا |
المتنبي:
لا أستزيدُكَ فيما فيك من كرمٍ |
أنا الذي نام إن نبّهتُ يقظانا |
وحاشا لارتياحك أن يُبارى |
وللكرم الذي لك أن يباقى |
ولكنا نداعب منك قرماً |
تراجعت القروم له حقاقا |
أبو فراس الحمداني:
إن قصَّرَ الجُهدُ عن إدراكِ غايته |
فأعذرُ الناسِ من أعطاكَ ما وجدا |
أبو فراس الحمداني:
ويُصبحُ الضيفُ أولانا بمنزلنا |
نرضى بذاكَ، ويمضي حكمُهُ فينا |
أبو فراس:
أفضتَ عليه الجودَ من قبل هذه |
وأفضلُ منه ما يؤّمله بعد |
أبو فراس:
فإن عدتُ يوماً عاد للحربِ والندى |
وبذل الندى والمجد أكرم عائدِ |
أبو فراس:
وأفعالهُ للراغبينَ كريمةٌ |
وأموالهُ للطالبينَ نِهابُ |
أبو فراس:
بليثٍ ،إذا ما الليثُ حاد عن الوغى |
وغيثٍ،إذا ما الغيثُ أكدتْ سواجمه |
أبو فراس الحمداني:
كَفاني سطوةَ الدّهرِ |
جوادٌ نسلُ أجوادِ |
|
نماهُ خيرُ آباءٍ |
نمتهم خيرُ أجدادِ |
|
فما يصبو إلى أرضٍ |
سوى أرضي وروّادي |
|
وقاهُ الله فيما عاشَ |
شرَّ الزمن العادي |
أبو فراس:
أنتَ ليثُ الوغى،وحتفُ الأعادي |
وغياثُ الملهوف والمستجير |
أبو فراس:
أعزّ العالمين حِمى وجارا |
وأكرم مستعان مستماح |
أبو فراس الحمداني:
فإن عدت يوماً،عاد للحربِ والعلا |
وبذل النّدى،والجود،أكرم عائدِ |
|
مريرٌ على الأعداء،لكن جاره |
إلى خصب الأكنافِ،عذبُ المواردِ |
أبو فراس الحمداني:
وندعو كريماً من يجودُ بمالهِ |
ومن يبذُلِ النفسَ الكريمةَ أكرمُ |
أبو فراس الحمداني:
يا باذلَ النَّفسِ والأموالِ مُبتسماً |
أما يَهولُكَ لا موتٌ ولا عَدَمُ؟ |
|
نشدُتكَ بالله لا تسمحْ بنفسِ عُلاً |
حياةُ صاحبها تحيا بها الاُمَمُ |
أبو فراس:
ولا راحَ يُطغيني بأثوابهِ الغنى |
ولا باتَ يثنيني عن الكَرَمِ الفقرُ |
أبو فراس الحمداني:
يا مُنفقَ المال،لا يُريدُ بهِ |
إلا المعالي التي يؤّثلها |
|
أصبحت تشري مكارماً فُضلاً |
فداؤنا،وقد علمت أفضلها |
|
لا يقبل الله منك فرضك ذا |
نافلةً عندهُ تُنّفلها |
أبو فراس الحمداني:
المشتري الحمدَ بأموالهِ |
والبائع النائلَ بالنائلِ |
|
دانٍ إلى سُبل الندى والعلا الأسدُ الباسلُ والعارضِ الهطلِ |
ناءٍ عن الفحشاءِ والباطلِ عند الزمن الماحلِ |
أبو فراس:
يا سيداً ما تُعَدَّ مكرمةً |
إلا وفي راحتيك أكملها |
|
ليست تنال القيود من قدمي |
وفي اتباعي رضاك أحملها |
|
لا تتيَّمْ والماء تدركه |
غيرك يرضى الصغرى ويقبلها |
أبو فراس:
وما أدعي ما يعلم الله غيره |
رحاب“علي“للعفاة رحاب |
|
وأفعالهُ للراغبين كريمة |
وأموالهُ للطالبين نهاب |
أبو فراس:
ولستُ بجهمِ الوجهِ في وجهِ صاحبي |
ولا قائلٍ للضيف:هل أنتَ راحِلُ؟ |
|
ولكن قِراهُ ما تشّهى، ورِفدهُ |
ولو سأل الأعمارَ ما هو سائلُ |
أبو فراس :
ولا والله ما بخلت يميني |
ولا أصبحتُ أشقاكم بمالي |
|
ولا أمسي يُحكّم فيه بعدي |
قليلُ الحمدِ،لي سوء الفعالِ |
|
ولكني سأفنيه،وأفني |
ذخائر من ثوابٍ أو كمالِ |
أبو فراس الحمداني:
ليس جُوداً عطيةً بسؤال |
قد يهزُّ السؤالُ غير الجوادِ |
|
إنّما الجودُ ما أتاكَ ابتداءً |
لم تَذُقْ فيه ذلّة التردادِ |
أبو فراس:
أنا الجارُ لا زادي بطيء عليهم |
ولا دون مالي في الحوادث باب |
أبو فراس الحمداني:
لو كانَ يفدي معشرٌ هالكاً |
فداهُ من حافٍ ومن ناعلِ |
|
فكم حشا قبرك من راغبٍ |
وكم حشا تربك من آملِ |
بشار بن برد:
قومٌ لهم كرمُ الإخاءِ وعزّة |
لا يمكنون بها الظلامة صيدا |
|
تأبى قلوبهم المذلّة والخنا |
وأبتْ أكفُّهم البحورُ جُمودا |
|
فطنٌ لمعروفٍ وإن لم يفطنوا |
للغيِّ يعرفهُ الخليلُ معيدا |
|
وترى عليهم نضرةً ومهابةً |
شرفاً وإن ملكوا أمنت وعيدا |
بشار بن برد:
أيُّها السائلي عن الحزمِ والنجدةِ |
والبأسِ والندى والوفاءِ |
|
إنّ تلكَ الخلال عند ابن سلم |
ومزيدٌ من مثلها في الغَناءِ |
|
كخراجِ السماءِ سيبُ يديهِ |
لقريبٍ ونازحِ الدارِ ناءِ |
|
حرّمَ الله أن ترى كابن سلم |
عُقبةِ الخيرِ مُطعمُ الفقراء |
بشار بن برد:
لعمرُكَ لقد أجدى على ابن برمكٍ |
وما كلُّ من كانَ الغنى عنده يُجدي |
|
حلبتُ بشعري راحتيهِ وقد رنا |
سماحاً كما درَّ السّحابُ على الرعدِ |
بشار:
متوازنون على المحامدِ والندى |
لا يحسبون غنىً يديم خلودا |
بشار:
أخالدُ إنَّ الحمدَ يبقى لأهلهِ |
جمالاً ولا تبقى الكنوزُ على الكَدِّ |
|
فأطعم وكل من عارةٍ مُستردةٍ |
ولا تبقها إن العواريَ للردِ |
بشار:
لا يحقب القطر إلا فاضَ نائلهُ |
ولا تزلزلَ إلا خلته يقِر |
بشار:
يطوفُ العُفاةُ بأبوابهِ |
كطوافِ الحجيجِ ببيتِ الحرم |
بشار بن برد:
لعمري لقد أجدى عليَّ ابنُ بَرْمكٍ |
وما كلُّ من كانَ الغِنى عندَهُ يُجدي |
|
حلبتُ بشعري راحتيهِ فدرّتا |
سماحاً كما درَّ السحابُ مع الرّعدِ |
بشار
حرّمَ الله أن ترى كابن سَلْمٍ |
عُقبةِ الخيرِ مُطعمِ الفقراءِ |
|
إنّما لذّةُ الجوادِ ابنِ سَلْمٍ |
في عطاءٍ ومركبٍ للقاءِ |
|
ليسَ يُعطيكَ للرجاءِ ولاالخو لا يهابُ الوغى ولا يعبدُ المالَ |
|
فِ ولكن يلذُّ طعمَ العطاءِ ولكن يُهينهُ للثناء |
بشار بن برد:
لما رآني بدتْ مكارمهُ |
نوراً على وجههِ وما اكتأبا |
|
كأنّما جئتهُ أبشّرهُ |
ولم أجىء راغباً ومختلبا |
|
بشار بن برد:
دعاني إلى عُمرٍ جُودُهُ |
وقولُ العشيرةِ بَحرٌ خِضَمْ |
|
ولولا الذي زعموا لم أكنْ |
لأحمدَ رَيحانةً قبلَ شَمّْ |
بشار:
لا يهابُ الوغى ولا يَعبدُ |
المالَ ولكن يُهينهُ للثناءِ |
|
أرْيحيٌّ لهُ يدٌ تُمطِرُ النَيلَ |
وأخرى سُّمٌّ على الأعداءِ |
بشار بن برد:
إلى فتىً تسقي يداهُ النّدى |
حيناً وأحياناً دمَ المُذنبِ |
|
إذا دنا العيشُ فمعروفهُ |
دان بعيش القانع المتربِ |
بشار بن برد:
ليسَ يُعطيكَ للرجاء ولا الخو |
فِ ولكن يَلذُّ طعمَ العطاء |
|
يسقطُ الطير حيث يَنتثرُِ الح |
بُّ وتغُشى منازِلُ الكرماء |
بشار بن برد:
أنفِقِ المالَ ولا تشقَ بهِ |
خيرُ ديناريكَ دينارٌ نَفَقْ |
بشار بن برد:
إنّ الكريمَ ليُخفي عنكَ عُسرتهُ |
حتى تراهُ غنياً وهو مجهودُ |
|
إذا تكّرهتَ أن تعطي القليلَ ولم |
تقدر على سَعةٍ لم يظهر الجودُ |
|
أورقْ بخيرٍ تُرَجّى للنوالِ فما |
تُرجى الثمارُ إذا لم يُورِقِ العودُ |
|
بُثَّ النوال ولا تمنعكَ قِلتهُ |
فكلُّ ما سدَّ فقراً فهو محمودُ |
بشار بن برد:
لقد كنتُ لا أرضى بأدنى معيشةٍ |
ولا يشتكي بُخلاً عليَّ رفيقُ |
|
خليليَّ إنَّ المالَ ليس بنافعٍ |
إذا لم ينلْ منهُ أخٌ وصديقُ |
بشار بن برد:
إذا جئتَهُ للحمدِ أشرقَ وجههُ لهُ نِعَمٌ في القومِ لا يستثيبها |
|
إليكَ وأعطاكَ الكرامةَ بالحمدِ جزاءً وكَيلَ التاجرِ المدُّ بالمُدِّ |
مفيدٌ ومتلافٌ سبيلُ تُراثُه لمستُ بكفّي كَفّهُ أبتغي الغنى فلا أنا منهُ ما أفادَ ذوو الغنى |
|
إذا ما غدا أو راحَ كالجَزرِ والمدِّ ولم أدرِ أن الجودَ من كفّهِ يُعدي أفدتُ وأعداني فأتلفتُ ما عندي |
بشار:
فلا يُسرُّ بمال لا يجود به |
وليسَ يقنع إلا بالذي يهبُّ |
بشار:
وما ضاعَ مالٌ أورثَ الحمدَ أهلهُ |
ولكنَّ أموالِ البخيلِ تضيعُ |
بشار بن برد:
تَعوّدَ أخذَ الحمدِ منا بمالهِ |
وكلُّ امرىءٍ جارٍ على ما تعوّدا |
|
يجودُ لنا لا يمنعُ المال باخلاً كذلكَ تلقى الهاشميّ إذا غدا |
ولا اليومَ إن أعطاكَ مانِعهُ غدا جواداً وإن عاودتهُ كانَ أجودا |
بشار بن برد:
فجزى الله عن أخيكَ ابنَ سِلمٍ |
حينَ قلَّ المعروفُ خيرَ الجزاءِ |
|
صنعتني يداهُ حتى كأنّي |
ذو ثراءٍ من سرِّ أهلِ الثراءِ |
|
لا أُبالي صفحَ اللئيمِ ولا تجري |
دموعي على الخؤونِ الصفاءِ |
|
وكفاني أمراً أبرَّ على البخلِ |
بكفٍّ محمودةٍ بيضاء |
بشار بن برد:
أيُّها السائلي عن الحزمِ والنجدةِ وال |
بأسِ والندى والوفاء |
|
إن تلكَ الخللَ عند ابن سلمٍ |
ومزيداً من مثلها في الغَناء |
|
كخراج السماء سيبُ يديه |
لقريبٍ ونازح الدار ناء |
|
حرّمَ الله أن ترى كابنِ سلمٍ |
عُقبةِ الخيرِ طعم الفقراء |
بشار بن برد:
أخالدُ لم أخبطْ إليك بنعمة |
سوى أنني عافٍ وأنتَ جوادُ |
|
فإن تعطني أفرغ إليك محامدي |
وإن تأبَ لا يُضرَبْ عليك سِدادُ |
|
أخالِدُ بينَ الأجرِ والحمد حاجتي |
فأيّهما تأتي فأنت عِمادُ |
|
وما خابَ بينَ الأجرِ والحمدِ عاملٌ |
لهُ منهما عندَ العواقبِ زادُ |
بشار بن برد:
كأنَّ لهم دَيناً عليه وما لهم |
سوى جود كفيه عليه حقوق |
أبو تمام:
ونغمة مُعْتَفٍ يرجوه أحلى |
على أذنيه من نغم السماع |
|
جعلت الجود لألاء المساعي |
وهل شمسٌ تكون بلا شعاع؟ |
|
ولم يحفظ مَضاعَ المجد شيء |
من الأشياء كالمال المضاع |
|
ولو صورت نفسك لم تزدها |
على ما فيك من كرم الطباع |
|
أبو تمام:
هيهاتَ لا ينأى الفخارُ وإن نأى أنّى يفوتُكَ ما طلبتَ وإنّما |
عن طالب كانت مطيتهُ النّدى وطراكَ أن تُعطي الجزيلَ وتُحمدا |
|
لما زهدتَ زهدتَ في جمع الغنى |
ولقد رغبتَ فكنتَ فيه أزهدا |
|
فالمالُ إن ملتَ ليس بسالمٍ |
من بطشِ \جودِكَ مُلحاً أو مُفسدا |
|
ولأنتَ أكرمُ من نوالكَ محتدا |
ونداكَ أكرمُ من عدوكَ محتدا |
|
لا تعدمنّكَ طيءٌ فلقلّما |
عدِمتْ عشيرتُكَ الجوادَ السيّدا |
أبو تمام:
أبا سعيدٍ تلاقتْ عندكَ النِعَمُ |
فأنتَ طودٌ لنا مُنجٍ ومُعتصَمُ |
|
لا زالَ جودُكَ يخشى البخلُ صولتَهُ |
وزالَ عودُكَ تسقي روضهُ الديمُ |
|
أشرفتُ منكَ على بحرِ الغنى ويدي |
يجولُ في مستواها الفقرُ والعدَمُ |
|
أحرمتُ دونكَ خوفَ النائباتِ فما |
شككتُ إذ قُمتَ دوني أنّكَ الحرمُ |
أبو تمام:
مفيدُ جزلِ المال معطي جزلهِ |
يحويه من حرامهِ وحلهِ |
|
ويجعلُ النائلَ أدنى سُبلهِ |
وبلدٍ نائي المحلّ محلهِ |
أبو تمام:
فتىً لم يَقُمْ فرداً ليومِ كريهةٍ |
ولا نائلٍ إلا كفى كلَّ قاعدِ |
|
ولا اشتدتِ الأيامُ إلا لأنها |
أشمُّ شديدُ الوطءِ فوقَ الشدائدِ |
أبو تمام:
كريمٌ إذا زرناهُ لم يقتصر بنا |
على الكرِ المولودِ أو يتكرما |
أبو تمام:
وتبصرّي خببَ الرّكابِ ينصُّها |
مُحيّ القريض إلى مُميتِ المالِ |
أبو تمام:
أقولُ لمرتادِ الندى عند مالكٍ |
تعوّد بجدوى مالكٍ وصلاتهِ |
|
فتىً جعلَ المعروفَ من دونِ عرضهِ |
سريعاً إلى المُمتاحِ قبل عِداتهِ |
|
ولو قصرّت أموالهُ عن سماحةٍ |
لقاسمَ من يرجوهُ شطرَ حياتهِ |
|
ولو لم يجد في قسمةِ العمر حيلةً |
وجازَ له الإعطاءُ من حسناته |
|
لجادَ بها من غير كفرٍ بربّه |
وآساهم من صومهِ وصلاتهِ |
أبو تمام:
إذا أحسنَ الأقوامُ أن يتطولوا |
بلا مِنّةٍ أحسنتَ أن تتطولا |
|
وجدناكَ أندى من رجالِ أناملا |
وأحسنَ في الحاجاتِ وجهاً وأجملا |
|
تُضيءُ إذا اسودَّ الزمان وبعضهم |
يرى الموتَ أن ينهلَّ أو يتهللا |
أبو تمام:
أادريسُ ضاعَ المجدُ بعدك كلُّهُ |
ورأيُّ الذي يرجوهُ بعدكَ أضيعُ |
|
وتبسطُ كفاً في الحقوقِ كأنّما |
أناملُها في الجودِ والبأس أذرعُ |
أبو تمام:
وما كانَ إلا مالَ من قلَّ مالُهُ |
وذُخراً لمن أمسى وليسَ لهُ ذُخرُ |
|
وما كانَ يدري مُجتدي جودِ كفّهِ |
إذا ما استهلّتْ أنّهُ خُلِقَ العُسرُ |
أبو تمام:
ما جادَ جودك ‘ذ تعطي بلا عدةٍ |
ما يرتجى منكَ لا كعبٌ ولا هرِمُ |
أبو تمام:
كمْ وَقعةٍ لكَ في المكارمِ فخمةٍ |
غادرتَ فيها ما ملكتَ فتيلا |
أبو تمام:
لن ينالَ العلا خصوصاً من الفتيان |
من لم يكنْ نداهُ عموما |
أبو تمام:
فعلمنا أن ليسَ إلا بِشقِّ النفس |
صارَ الكريمُ يُدعى كريماً |
أبو تمام:
كِرامٌ لا يرونَ العُسرَ فقراً |
وفي العرض الغنى والإفتقار |
أبو تمام:
لا كانت الآمال يكفُلُ نجحها |
كرم يريكَ تجهماً وقطوبا |
أبو تمام:
أبى قدرنا في الجودِ إلا نباهة |
فليسَ لمالٍ عندنا أبداً قدرُ |
أبو تمام:
أوطأتَ أرضَ البُخلِ فيها غارةً |
تركتْ حُزونَ الحادثاتِ سُهولا |
|
فرأيتَ أكثرَ ما حبوتَ من اللّهى |
نَزْراً وأصغرَ ما شُكرتَ جزيلا |
|
لم يترك في المجد من جعل النّدى |
في مالهِ للمُعتفين وكيلا |
|
أو ليسَ عمروٌ بثّ في الناسِ النّدى |
حتى اشتهينا أن نُصيبَ بخيلا |
أبو تمام:
بدرٌ إذا الإحسانُ قُنِّع لم يزلْ |
وجهُ الصّنيعة عنده مكشوفا |
|
وإذا غدا المعروفُ مجهولاً غدا |
معروف كفّك عنده معروفا |
أبو تمام:
قد كساني من كسوة الصيف خِرْقٌ |
مُكتسٍ من مكارمٍ ومساعِ |
|
سوف أكسوكَ ما يفوق عليه |
من ثناءٍ كالبُردِ بُردِ الصّاعِ |
|
حُسن هاتيكَ في العيون وهذا |
حسنهُ في القلوبِ بالأسماعِ |
أبو تمام:
جزى الله كفّاً ملؤها من سعادةٍ |
سعتْ في هلاكِ المال والمالُ نائمُ |
|
فلم يجتمع شرقٌ وغربٌ لقاصدٍ |
ولا المجدُ في كفِّ امرىءٍ والدراهمُ |
أبو تمام:
إلى سالمِ الأخلاقِ من كلِّ عائبٍ |
وليسَ له مالٌ على الجودِ سالِمُ |
|
جديرٌ بأن لا يُصبحَ المالُ عندَهُ |
جديراً بأن يبقى وفي الأرضِ غارِمُ |
|
وليسَ ببانٍ للِعلى خُلُقُ امرىءٍ |
وإن حلَّ إلا وهو للمالِ هادِمُ |
أبو تمام:
كَرُمتْ راحتاهُ في أزماتٍ |
كانَ صوبُ الغمامِ فيها لئيما |
|
لا رُزِيناهُ ما ألذَّ إذا هُزَّ |
وأندى كفاً وأكرمَ خيما |
|
وأحقُّ الأقوامِ أن يقضي الدينَ |
امرؤٌ كان للإله غريما |
|
في طريقٍ قد كانَ قبلُ شراكاً |
ثم لمّا علاهُ صارَ أديما |
أبو تمام:
وكم مشهدٍ أشهدتَهُ الجودَ فانقضى |
ومجدُكَ يُستحيا ومالُكَ يُقتلُ |
|
بلوناكَ أمّا كعبُ عِرضكَ في العُلى |
فعالٍ ولكن خدُّ مالكَ أسفلُ |
|
أبوكَ شقيقٌ لم يزلْ وهو للندى |
شقيقٌ وللملهوفِ حِرزٌ ومَعقِلُ |
|
أفادَ من العليا كنوزاً لو أنّها |
صوامتُ مالٍ وما درى أين تُجعلُ |
أبو تمام:
تنّصب البرقُ مختالاً فقلت له: |
لو جُدتَ جودَ بني يزدان لم تزد |
أبو تمام:
مازالَ يهذي بالمكارمِ والنّدى |
حتى ظننا أنّهُ محمومُ |
أبو تمام:
يا أيُّها الملكُ النائي برؤيتهِ |
وجودُهُ لمرجي جودهِ كثبُ |
|
ليسَ الحجابُ بِمقُصٍ عنكَ لي أملاً |
إنَّ السماءَ تُرّجى حينَ تحتجبُ |
|
ما دونَ بابكَ لي بابٌ ألوذُ به |
ولا وراءكَ لي مثوىً ومطلبُ |
|
يا خيرَ من سمعتْ أذنٌ به ورأت |
عينٌ ومن وردتْ أبوابَهُ القربُ |
|
أما السكوتُ فمطويٌّ على عِدَةٍ |
وفي كلامكَ غُرُّ المالِ يُنتهبُ |
أبو تمام:
أبا دلفٍ لم يبقَ طالبُ حاجةٍ |
من الناسِ غيري والمحلُّ جديبُ |
|
يسرُكَ أني أُبتُ عنكَ مَخيباً |
ولم يُرَ خَلْقٍ من جَداكَ يخيبُ؟ |
|
وأنّي صيّرتُ الثناءَ مذمةً |
وقام بها في العالمينَ خطيبُ |
|
فإن نلتُ ما أملتُ فيكَ فإنني |
جديرٌ وإلا فالرحيلُ قريبُ |
أبو تمام:
إذا قال أهلاً مرحباً نبعتْ لهم |
مياهُ الندى من تحتِ أهلٍ ومرحبِ |
أبو تمام:
لهُ رياضُ ندىً لم يُكْبِ زهرتها
مدى العفاةِ فلم تحلل به قدمٌ |
|
خَلفٌ ولم تتبخترْ بينها العللُ إ إذا اخلعَ الليلُ النهار رأيتها |
ما إن يُبالي إذا حلّى خلائقهُ |
بجودهِ أيُّ فطريهِ حوى العطَلُ |
|
كأنَّ أموالهُ والبذلُ يمحقها |
نهبٌ تعسفهُ التبذيرُ أو نفلُ |
|
شرسْتَ بل لِنْتَ بل قانيتَ ذاك بذا |
فأنتَ لا شكَ فيكَ أنتَ السهلُ والجبلُ |
أبو تمام:
ليسقم الدهرُ أو تصحح مودّتهُ |
فاليومَ أوّلَ يومٍ صحَّ لي أمَلُ |
|
أدنيتُ رحلي إلى مُدْنٍ مكارِمَهُ |
إليَّ يهتبلُ اللذّ حيثُ أهتبلُ |
|
يحميه حزمٌ لِحزمِ البُخلِ مُهتضِمٌ |
جوداً وعرضٌ لعرضِ المالِ مبتذلُ |
أبو تمام:
لا مُلبِسٌ مالَهُ من دونِ سائلهِ |
ستراً ولا ناصِبُ المعروفِ للعذلِ |
|
لا شمسهُ جمرةٌ تُشوى الوجوهُ بها |
يوماً ولا ظلّهُ عنا بِمنتقلِ |
|
تحولُ أموالهُ عن عهدها أبداً |
ولم يَزُلْ قطّ عن عهدٍ ولم يَحُلِ |
أبو تمام:
مضوا وكأن المكرمات لديهم |
لكثرةِ ما أوصوا بهنّ شرائِعُ |
|
فأيّ يد في المحل مُدت فلم يكن |
لها راحة من جودهم وأصابعُ |
|
هم استودعوا المعروف محفوظ مالنا |
فضاعَ وما ضاعتْ لدينا الودائعُ |
أبو تمام:
ملكٌ إذا الحاجاتُ لِذنَ بحفوهِ |
صافحنَ كفَّ نوالهِ المُتيسرِ |
أبو تمام:
أما أبو بِشْرٍ فقد أضحى الورى |
كلاً على نفحاتهِ ونوالهِ |
|
فمتى تُلِمَّ به تؤبُ مُستيقناً |
أن ليسَ أولى من سِواهُ بمالهِ |
|
كرمٌ يزيدُ على الكرامِ وتحتهُ |
أدبٌ يُفكُّ القلبَ من أغلالهِ |
أبو تمام:
محمدُ يا بن المستهلّ تهللتْ |
عليكَ سماءٌ من ثنائي تهطلُ |
|
وكم مشهدٍ أشهدتهُ الجودَ فانقضى |
ومجدُكَ يُستحيا ومالُكَ يقتلُ |
أبو تمام:
تَعِبُ الخلائقِ والنّوالِ ولم يكن |
بالمُستريحِ العِرْضِ من لم يتعبِ |
|
بشحوبهِ في المجدِ أشرقَ وجهُهُ |
لا يستنيرُ فعالَ من لم يَشحُبِ |
|
بحرٌ يَطمُّ على العُفاةِ وإن تتهِجْ |
ريحُ السؤالِ بموجهِ يغلولبِ |
|
والشّولُ ما حُلبِتْ تدفق رِسلُها |
وتجفُّ درّتها إذا لم تُحّلبِ |
أبو تمام:
بحرٌ من الجودِ يرمي موجَهُ زَبداً لولا ابن حسانَ ماتَ الجودُ وانتشرتْ |
حبابهُ فضةٌ زينت بعقيانِ مناحِسُ البخلِ تطوي كل إحسانِ |
|
لمّا تواترتِ الأيامُ تعبثُ بي |
وأسقطت ريحُها أوراقَ أغصاني |
|
وصلتُ كفَّ مُنىً بكفِ غِنىً |
فارقتُ بينهما همّي وأحزاني |
|
حتى لبستُ كسى لليُسرِ تنشرها |
على اعتساري يدٌ لم تسهُ عن شأني |
يدٌ من اليُسرِ قدّتْ حلتي عسري |
حتى مشى عُسري في شخص عريانِ |
|
وصالحتني الليالي بعدما رجحتْ |
على سروري غمومي أيَّ رجحانِ |
|
فاليومَ سالمني دهري وذكرني |
من المدائحِ ما قد كانَ أنساني |
|
ثم انتضتْ للِعدا الأيامُ صارِمها |
واستقبلتها بوجهٍ غيرِ حُسّانِ |
أبو تمام:
جودٌ كَجودِ السّيلِ إلا أن ذا |
كَدرٌ وأنَّ نداكَ غيرُ مُكَدّرِ |
أبو تمام:
أغرُّ يداهُ فرضتا كلِّ طالبٍ |
وجدواهُ وقفٌ في سبيلِ المحامدِ |
أبو تمام:
افخر بجودكَ دونَ فخركَ إنّما |
جدواكَ تنشرُ عنكَ ما لم تنشر |
أبو تمام:
أسائِلَ نصر لا تسلهُ فإنّهُ |
أحنُّ إلى الأرفادِ منك إلى الرفدِ |
أبو تمام:
يُعطي عطاءَ المُحسنِ الخضل النّدى ومُرحبٍ بالزائرينَ وبِشرُهُ |
عفواً ويعتذِرُ اعتذارَ المُذنبِ يُغنيكَ عن أهلٍ لديهِ ومرحبِ |
|
يغدو مؤّلهُ إذا ما حطّ في سلسَ اللّبانةِ والرجاءِ ببابهِ |
أكنافهِ رحلَ المُكلِ المُلغبِ كتبَ المنى مُمتّدَ ظل المطلبِ |
|
الجدُّ شيمتهُ وفيه فكاهةٌ |
سجعٌ ولا جدُّ لمن لم يلعبِ |
|
شرسٌ،ويُتبِعُ ذاكَ لينَ خليقةٍ |
لا خيرَ في الصّباءِ مالم تُقطبِ |
أبو تمام:
صدفتُ عنهُ فلم تصدفْ مودّتهُ |
عني وعاودهُ ظنّي،فلم يَخبِ |
|
كالغيثِ إن جئتهُ وافاكَ ريَقهُ |
وإن تحملّت عنهُ كانَ في الطلبِ |
أبو تمام:
لآلِ سهلٍ أكفٌّ كُلّما اجتُديتْ |
فعلنَ في المَحْلِ ما لا تفعلُ الدَيمُ |
|
قومٌ تراهُمْ غيارى دونَ مجدهمُ |
حتى كأنَ المعالي عندهم حُرَمُ |
أبو تمام:
فتىً ما يُبالي حينَ تجتمعُ العُلى |
لهُ أن يكونَ المالُ في السحقِّ والبعدِ |
|
فتىً جودهُ طبعٌ فليسَ بحافلٍ |
أفي الجورِ كان الجودُ منه أو القصدِ |
أبو تمام:
أنضرتْ أيكتي عطاياكَ حتى |
صارَ ساقاً عُودي وكانَ قضيبا |
|
مُمطراً لي بالجاهِ والمالِ لا |
ألقاكَ إلا مُستوهباً أو وهوبا |
أبو تمام:
سهلن عليكَ المكرمات فوصفها |
علينا إذا ما استجمعت فيك أسهلُ |
أبو تمام:
قومٌ إذا هطلت جوداً أكفّهمُ |
علمتَ أنَّ الندى مُذْ كانَ في اليمنِ |
أبو تمام:
لا جودَ في الأقوامِ يُعلَمُ ما خلا |
جوداً حليفاً في بني عتابِ |
|
متدفقاً صقلوا به أحسابُهمْ |
إنّ السماحةَ صَيقلُ الأحسابِ |
أبو تمام:
رأيتُكَ للسَّفرِ المُطّردِ غايةً سألتُكَ ألا تسألَ الله حاجةٍ |
يؤمونها حتى كأنّكَ منهلُ سوى عَفوهِ ما دُمتَ تُرجى وتُسألُ |
|
وإياكَ لا إيايَ أمدحُ مثلما |
عليكَ يقيناً لا عليَّ المعولُ |
|
ولستَ ترى أنَّ العُلى لكَ عندما |
تقولُ ولكنَّ العُلى حينَ تفعلُ |
|
ولا شكَّ أنَّ الخيرَ منكَ سجيةٌ |
ولكنَّ خيرَ الخيرِ عندي المُعجّلُ |
أبو تمام:
ما زلت ترغب في الندى حتى بدتْ |
للراغبين زهادة في العسجدِ |
|
فإذا ابتنين بجود يومكَ مفخراً |
عصفت به أرواح جودكَ في غدِ |
أبو تمام:
تضاءلَ الجودُ مُذْ مُدّتْ إليكَ يدٌ |
من بعضِ أيدي الضنى واستأسدَ البَخَلُ |
|
لم يبقَ في صدرِ راجي حاجةٍ أملٌ |
إلا وقد ذابَ سُقماً ذلكَ الأملُ |
أبو تمام:
اشدُدْ يديكَ بحبلِ نوحٍ مُعتصماً |
تلقاهُ حبلاً بالندى موصولا |
|
ذاكَ الذي إن كانَ خِلُّكَ لم تَقُلْ |
يا ليتني لم أتخذهُ خليلا |
أبو تمام:
قُلْ للأميرِ أبي سعيدٍ ذي الندى |
والمجدِ زادَ الله في إكرامهِ |
|
أنتَ المُباري الريحَ في نفحاتها |
والمُستهينُ مع الندى بملامهِ |
|
فمن أينَ أرهبُ أن يراني راجلاً |
أحدٌ وما أرجو سوى أيامهِ |
|
قسمَ الحياءُ على الأنام جميعهم وتقسّمَ الناسُ السخاءَ مجزاً |
فذهبتَ أنت فقدتهُ بزمامهِ وذهبتَ أنت برأسهِ وسنامهِ |
|
وتركتَ للناس الإهابَ وما بقى |
من فرثهِ وعروقهِ وعظامهِ |
أبو تمام:
وإذ أنا ممنونٌ عليَّ ومُنعَمٌ |
فأصبحتُ من خضراء نعماكَ مُنعما |
|
ومنْ خدمَ الأقوامَ يرجو نوالهم |
فإني لم أخدمكَ إلا لأخدما |
أبو تمام:
قُلْ للأمير تجدْ للقولِ مضطربا |
وتلاقَ في كنفيهِ السهلَ والرّحبا |
|
فداءُ نعلكَ معطى حظ مكرمةٍ |
أصغى إلى المَطلِ حتى باعَ ما وهبا |
أبو تمام:
رأيتُ لِعيّاشٍ خلائقَ لم تكن |
لتكملَ إلا في اللّبابِ المُهذّبِ |
|
لهُ كرمٌ لو كانَ في الماءِ لم يَغضْ |
وفي البرقِ ما شامَ امرؤٌ بَرْق خُلّبِ |
|
أخو أزماتٍ،بذلهُ بذلُ محسنٍ |
إلينا ولكن عذرهُ عُذرُ مُذنبِ |
أبو تمام:
لا شيء أحسنُ من ثنائي سائراً |
ونداكَ في أفقِ البلادِ يسايرهُ |
|
وإذا الفتى المأمولُ أنجحَ عقلَهُ |
في نفسهِ ونداهُ أنجحَ شاعرِه |
أبو تمام:
قد بلونا أبا سعيدٍ حديثاً |
وبلونا أبا سعيدٍ قديما |
|
ووردناهُ ساحلاً وقليباً |
ورعيناهُ بارضاً وجميماً |
|
فعلمنا أن ليسَ إلا بشقِّ النفسِ |
صار الكريمُ يُدعى كريماً |
أبو تمام:
للهِ أفعالُ عياشٍ وشيمتهُ |
يزدَنهُ كرماً إن ساسَ أو سيسا |
|
ما شاهدَ اللبسَ إلا كان متضحاً |
ولا نأى الحقّ إلا كانَ ملبوساً |
|
فاضتْ سحائبُ من نعمائهِ فطمتْ |
نُعماهُ بالبؤسِ حتى اجتثتِ البؤسا |
|
يحرسن بالبذلِ عرضاً ما يزالُ |
من الآفات بالنفحاتِ الغرِّ محروسا |
أبو تمام:
وكان لهم غيثاً وعِلماً فمعدِمٍ |
فيسأله أو باحثٍ فيسائله |
|
ومُبتدَرُ المعروفِ تسري هِباتهُ |
إليهم ولا تسري إليهم غوائلهُ |
|
فتىً لم تكن تغلي الحقودُ بصدرهِ |
وتغلي لأضيافِ الشتاءِ مراجِله |
|
مليكٌ لأملاكٍ تُضيفُ ضيوفهُ |
ويُرجى مرجَيه ويُسألُ سائله |
أبو تمام:
فتىً تراهُ فتنفي العُسرَ غُرّتهُ |
يمناً وينبعُ من أسرارها اليُسرُ |
|
فدىً له مُقشعِرٌّ حين تسألهُ |
خوفَ السؤالِ كأنَّ في جلدهِ وبرُ |
|
أنى ترى عاطلاً منحلي مكرمةٍ |
وكلَّ يومٍ تُرى في مالكَ الغِيَرُ |
|
لله درُّ بني عبد العزيز فكم |
أردوا عزيزِ عدىً في خدّهِ صعرُ |
أبو تمام:
يفدي أبا العباسِ من لم يفدهِ |
من لائميهِ جِذْمُهُ وعناصره |
|
مستنفرٌ للمادحينَ،كأنّما |
آتيه يمدحهُ أتاهُ يفاخره |
|
ماذا ترى فيمن رآك لمدحهِ |
أهلاً وصارت في يديك مصايره |
أبو تمام:
ما يُحسنُ الدهرُ أن يسطو على رجلٍ |
إذا تعلّقَ حبلاً من أبي حَسَنِ |
|
كم حالَ فيضُ نداهُ يومَ مُعضلةٍ |
وبأسهُ بينَ من يرجوهُ والمِحنِ |
|
كأنني يومَ جردتُ الرجاءَ لهُ |
عَضباً أخذتُ به سيفاً على الزمنِ |
أبو تمام:
شهدتُ لقد لبست أبا سعيدٍ |
مكارمَ تبهرُ الشرفَ الطُّوالا |
|
إذا حرَّ الزمانُ جرت أيادي |
نداهُ فغشتِ الدنيا ظلالا |
|
وإن نَفسُ امرىءٍ دَقّتْ رأينا |
بعرضه جوده كرماً جلالا |
أبو تمام:
كريمٌ إذا ألقى عصاهُ مُخَيماً |
بأرضٍ فقد ألقى بها رحلةُ المجدِ |
|
فتىً لا يرى بُداً من البأسِ والندى |
ولا شيء إلا منهُ غيرهما بدُّ |
أبو تمام:
أنضرتْ أيكتي عطاياكَ حتى |
صار سوقاً عُودي وكان قضيبا |
|
مُمطراً لي بالجاهِ والمالِ لا |
ألقاكَ إلا مستوهباً أو وهوباً |
|
باسطاً بالندى سحائبَ كفٍّ |
بنداها أمسى حبيبٌ حبيباً |
أبو تمام:
لا يُتبعُ المَنَّ ما جادتْ يداهُ بهِ |
ولا تحكمُ في معروفهِ العِللُ |
|
ما قالَ كانَ إذا ما القومُ أكذبَ ما |
أطالَ من قولهم تقصيرُ ما فعلوا |
أبو تمام:
وما سافرتُ في الآفاق إلا |
ومن جدواك راحلتي وزادي |
أبو تمام:
وفتكت بالمالِ الجزيلِ وبالعدا |
فتكَ الصّبابةِ بالمُحبِّ المغرمِ |
أبو تمام:
رأى البُخلَ من كلِّ فظيعاً فعافَهُ |
على أنّهُ منهُ أمرُّ وأفظعُ |
وما كنتُ أدري يعلمُ الله قبلها |
بأنَّ النّدى في أهلهِ يتشيّعُ |
أبو تمام:
سبقَ الدهرَ بالتلادِ ولم ينتظرِ |
النائباتِ حتى تنوبا |
|
فإذا ما الخطوبُ أعفتهُ كانت |
راحتاهُ حوادثاً وخطوبا |
أبو تمام:
إن حنَّ نجدٌ وأهلوهُ إليكَ فقد |
مررتَ فيه مرورَ العارضِ الهطلِ |
أبو تمام:
فهو مُدنٍ للجودِ وهو بغيضٌ |
وهو مُقصٍ للمالِ وهو حبيبُ |
أبو تمام:
وفدتْ إلى الآفاق من نفحاته |
نِعم تسائل عن ذوي الإقتارِ |
أبو تمام:
لئن كنت أخطو ساحة المَحْل إنني |
لأترك روضاً من جَداكَ وجدولا |
أبو تمام:
أنضرتْ أيكتي عطاياكَ حتى |
عادَ غصني ساقاً وكان قضيباً |
أبو تمام:
فتى تريشُ جناحَ الجودِ راحتهُ |
حتى يخالَ بأن البخل لم يكنِ |
|
وتشتري نفسهُ المعروفَ بالثمنِ |
الغالي ولو أنّها كانت من الثمنِ |
|
أموالهُ وعِداهُ من مواهبهِ |
وبأسهُ يطلبونَ الدهرَ بالإحنِ |
أبو تمام:
لو يعلمُ العافونَ كم لك في الندى |
من فرحةٍ وقريحة لم تخمدِ |
أبو تمام:
وطئت خزون الجود حتى خلتها |
فجرت عيوناً في متونِ الجلمدِ |
أبو تمام:
تكادُ عطاياهُ يُجنُّ جُنونُها |
إذا لم يُعَوِّها بنعمةِ طالبِ |
|
تكادُ مغانيه تَهَشُّ عِراصُها |
فتركب من شوقٍ إلى كلِّ راكبِ |
أبو تمام:
للجودِ بابٌ في الأنامِ ولم تزلْ |
يُمناكَ مفتاحاً لذاكَ الباب |
أبو تمام:
جودٌ مشيتَ به الضّراءَ تواضعاً |
وعظُمتَ عن ذكراه وهو عظيمُ |
|
أخفيتهُ فخفيتهُ وطويته |
فنشرتهُ والشخص عنه عميمُ |
أبو تمام:
ما يُبالونَ إذا ما أفضلوا |
ما بقي من مالهم أو ما هلكْ |
|
عُقِلتْ ألسنتهمْ عن قولِ:لا |
فهي لا تعرف إلا:هُوَ لكْ |
|
منهمُ موسى جوادٌ ماجدٌ |
لا يرى ما لم يهبْ ممَا ملكْ |
|
زيّنوا الأرضَ كما قد زُيّنتْ |
بنجومِ الليلِ آفاقُ الفلكْ |
أبو تمام:
لذلك قيل بعض المنع أدنى |
إلى مجد،وبعض الجود عار |
أبو تمام:
وما كان إلا مالَ من قلّ مالهُ |
وذُخراً لمن أمسى وليس له ذخر |
|
وما كان يدري مُجتدي جود كفهِ |
إذا ما استهلّت،أنه خُلِق العُسر |
|
فتىً كلما فاضت عيونُ قبيلةٍ |
دماً ضحكت عنه الأحاديث والذكرُ |
|
فتى دهره شطران فيما ينوبه |
ففي بأسه شطر وفي جودهِ شطر |
|
أبو تمام:
لما بلغنا ساحة الحسنِ انقضى |
عنا تعجرفُ دولةِ الإمحالِ |
|
بسطَ الرجاءَ لنا برغمِ نوائبٍ |
كثُرتْ بهنَّ مصارعُ الآمال |
|
أغلى عذارى الشعرِ إنَّ مُهورها |
عندَ الكريمِ وإن رخصنَ غوالي |
|
تردُ الظنونُ به على تصديقها |
ويحكمُ الآمالَ في الأموالِ |
|
كالغيثِ ليس له،أريدَ غمامهُ |
أو لم يُردْ،بدُّ من الهَطالِ |
أبو تمام:
بِمحمدٍ صارَ الزمانُ مُحمداً بمزوق الأخلاق لو عاشرتهُ |
عندي وأعتبَ بعد سَوءِ فِعالهِ لرأيتَ نُجحكَ من جميعِ خصالهِ |
|
من ودّني بلسانهِ وبقلبهِ |
وأنالني بيمينه وشمالهِ |
|
أبداً يُفيدُ غرائباً من ظرفهِ |
ورغائباً من جودهِ ونوالهِ |
|
وسألتَ عن امرىء،فسَلْ عن أمرهِ |
دوني فحالي قطعةٌ من حالهِ |
|
لو كنتَ شاهدَ بذلهِ لشهدتَ لي |
بوراثةٍ أو شركةٍ في مالهِ |
أبو تمام:
بأيِّ نجومِ وجهكَ يُستضاءُ أتتركُ حاجتي غرضَ التواني |
أبا حسن وشيمتُكَ الإباء؟ وأنتَ الدلوُّ فيها والرشاءُ |
|
تألف آل إدريس بني بدر وخُذهم بالرّقى إن المهاري |
فتسبيبُ العطاءِ هو العطاءُ يُهيجها على السَّيرِ الحُداءِ |
|
وأنتَ المرءُ تعشقهُ المعالي |
ويحكم في مواهبهِ الرجاءُ |
|
فإنّكَ لا تُسرُّ بيومِ حَمْدٍ |
شهرتَ به ومالكَ لا يُساءُ |
|
وإن المدحَ في الأقوام ما لم |
يُشيّع بالجزاءِ هو الهجاءُ |
أبو تمام:
لا مُلبسٌ مالهُ من دونِ سائلهِ |
ستراً ولا ناصبُ المعروفِ للعذلِ |
|
لا شمسهُ جمرةٌ تُشوى الوجوهُ بها |
يوماً ولا ظلّهُ عنا بمنتقلِ |
|
تحولُ أموالهُ عن عهدها أبداً |
ولم يزل قطّ عن عهدٍ ولم يَحُلِ |
أبو تمام:
فتى سيط حبُّ المكرماتِ بلحمهِ |
وخامرهُ حقُّ السماحِ وباطلهْ |
|
فتى لم يذق سكرَ الشباب ولم تكنْ |
تهبُّ شمالاً للصديقِ شمائلهْ |
|
فتى جاءَهُ مقدارُهُ وأثنتا العُلا |
يداهُ وعشرُ المكرمات أناملهْ |
|
فتى يَنْفَجُ الأقوامُ من طيبِ ذكرهِ |
ثناءً كأن العنبر الورد شامله |
أبو تمام:
بهاليل لو عاينت فيض أكفهم |
لأيقنت أن الرزق في الأرض واسعُ |
|
إذا خفقت بالبذل أرواح جودهم |
حداها الندى واستنشقتها المدامعُ |
|
رياح كرياح العنبر الغضِّ في الندى |
ولكنها يوم اللقاء زعازعُ |
|
هي السمُّ ما تنفكُّ في بلدة |
تسيلُ به أرماحهم وهو ناقعُ |
أبو تمام:
بِجودِكَ تبيضُّ الخطوبُ إذا دَجتْ |
وترجعُ في ألوانها الحججُ الشّهبُ |
|
هو المركبُ المُدني إلى كلِّ سؤددٍ |
وعلياءَ إلا أنهُ المركبّ الصعبُ |
أبو تمام:
لو اقتُسمتْ أخلاقُهُ الغُرُّ لم تجد |
مَعيباً ولا خلقاً من الناسِ عائبا |
|
إذا شئتَ أن تُحصي فواضِلَ كفّهِ |
فكن كاتباً أو فاتخذ لك كاتبا |
|
عطايا هي الأنواءُ إلا علامةً |
دعت تلكَ أنواءً وتلكَ مواهبا |
|
هو الغيثُ لو أفرطتُ في الوصفِ عامدا |
لأكذِبَ في مَدحيهِ ما كنتُ كاذبا |
ثوى مالهُ نهبَ المعالي فأوجبتْ |
عليه زكاةُ الجُودِ ما ليس واجبا |
|
تُحَسّنُ في عينيه إن كنتَ زائراً خدين العلى أبقى لهُ البذلُ والتُّقى |
|
وتزدادُ حسناُ كُلّما جئتَ طالبا عواقبَ منْ عُرفِ كفتهُ العواقبا |
أبو تمام:
إني أرى ثمر المدائحِ يانعاً |
وغصونها تهتزُّ فوقَ العُنصرِ |
|
لولاكَ لم أخلع عنان مدائحي |
أبداً ولم أفتح رتاجَ تشكري |
|
وأعوذُ باسمكَ أن تكونَ كعارضٍ |
لا يُرتجى،وكنابتٍ لم يثمرِ |
|
وأعلم بأني لم أقمْ بكَ فاخراً |
لكَ مادحاً في مدحهِ لم أُنذرِ |
أبو تمام:
كأنَّ أموالَهُ والبذلُ يمحقها |
نهبٌ تعسفهُ التبذيرُ أو نفلُ |
أبو تمام:
أبا الليثِ،لولا أنتَ لانصرمَ النّدى |
وأدركت الأحداثُ ما قد تمنتِ |
أبو تمام:
إلى حيثُ يلفى الجودُ سهلاً منالهُ |
وخيرِ امرىءٍ شدتْ إليه وحطتِ |
|
إلى خيرِ من ساسَ الرعية عدلهُ |
ووطدَ أعلامَ الهدى فاستقرتِ |
أبو تمام:
بأوفاهم برقاً إذا أخلف السنا |
وأصدقهم رعداً إذا كذبَ الرعدُ |
|
أبلهمُ ريقاً وكفاً لسائلٍ |
وأنصرهم وعداً ،إذا صوحَ الوعدُ |
أبو تمام:
ومنْ شكَّ أنَّ الجودَ والبأسَ فيهم |
كمن شكَّ في أنّ الفصاحةَ في نجدِ |
|
أنّخْتُ إلى ساحاتهم وجَنابهمْ |
ركابي وأضحى في ديارهم وفدي |
|
فلمْ أغشَ باباً أنكرتني كلابهُ |
ولم أتشبثْ بالوسيلةِ من بُعدِ |
|
فأصبحتُ لا ذلَّ السؤالِ أصابني |
ولا قدحتُ في خاطري روعةُ الردِ |
أبو تمام:
لدى ملكٍ من أيكهِ الجودِ لم يزلْ |
على كبدِ المعروفِ من فعلهِ بردُ |
|
وداني الجَد تأتي عطاياهُ من علٍ |
ومنصبهُ وعرٌ مطالعهُ جردُ |
أبو تمام:
إذا ما يدُ الأيامِ مدَّتْ بنانَها |
إليكَ بخطبٍ لم تنلكَ وشلتِ |
|
وإن أزماتُ الدهرِ حلّتْ بمعشرٍ |
أرقتَ دماءَ المحلِ فيها فطلتِ |
|
إذا ما امتطينا العيسَ نحوكَ لم نخفْ |
عِثاراً ولم نخشَ اللّتيا ولا التي |
أبو تمام:
وأضحتْ عطاياهُ نوازع شرداً |
تسائل في الآفاقِ عن كلِّ سائلِ |
|
مواهب جدن الأرض حتى كأنما |
أخذنَ بأهدابِ السحابِ الهواطلِ |
أبو تمام:
جُعِلتَ نظامَ المكرمات،فلم تدرْ |
رحا سُؤددٍ،إلا وأنتَ لها قطبُ |
أبو تمام:
فإنْ يكُّ أربى عفوُ شكري على نَدى |
أُناسٍ فقد أربى نداهُ على جَهدي |
|
وما زالَ منشوراً عليَّ نوالهُ |
وعنديَ حتى قد بقيتُ بلا“عندي“ |
|
وقَصّرَ قولي من بعدِ ما أرى |
أقولُ فأشجي أمةً وأنا وحدي |
|
بغيتُ بشعري فاعتلاهُ ببذلهِ |
فلا يبغِ في شعر له أحدٌ بعدي |
أبو تمام:
خدينُ العُلى أبقى لهُ البذلُ والتقى |
عواقبَ من عُرْفٍ كفتهُ العواقبا |
أبو تمام:
وما سافرتُ في الآفاقِ إلا |
ومن جدواك راحلتي وزادي |
|
مُقيمُ الظنِّ عندكَ والأماني |
وإن قَلِقَتْ ركابي في البلادِ |
أبو تمام:
صدمتْ مواهبهُ النوائبَ صدمةً |
شغبتْ على شَغبِ الزمانِ الأنكدِ |
|
وطئت خزونَ الجودِ حتى خلتها |
فجرَتْ عيوناً في مُتونِ الجلمدِ |
أبو تمام:
فقد نزلَ المُرتادُ منهُ بماجدِ |
مواهبهُ غورٌ وسؤددهُ نجدُ |
|
غدا بالأماني لم يُرِقْ ماءَ وجههِ |
مطالٌ ولم يقعدْ بآمالهِ الردُّ |
أبو تمام:
ونغمةُ مُعتفٍ تأتيهِ أحلى |
على أذنيهِ من نغمِ السّماعِ |
أبو تمام:
وحياةُ القريضِ إحياؤكَ الجود |
فإن مات الجود مات القريض |
|
يا مُحبَّ الإحسان في زمن أصبح |
فيه الإحسانُ وهو بغيضُ |
أبو تمام:
لا تنكري عَطَلَ الكريم من الغنى |
فالسّيلُ حربٌ للمكان العالي |
أبو تمام:
أمطلع الشمس تبغي أن تَؤُمَّ بنا؟ |
فقلتُ:كلا،ولكن مطلعَ الجُودِ |
أبو تمام:
إقدامُ عمروٍ في سماحةِ حاتمٍ |
في حِلمِ أحنفَ في ذكاءِ إياسِ |
|
لا تُنكري ضربي لهُ منْ دونَهُ |
مثلاً شَروداً في النّدى والباسِ |
|
فاللهُ قد ضربَ الأقلَّ لنورهِ |
مثلاً من المِشكاةِ والنبراسِ |
أبو تمام:
فإن يكُ أربى عفو شكري على نَدى |
أُناسٍ فقد أربى نَداهُ على جُهدي |
أبو تمام:
هوَ اليَمُّ من أي النواحي أتيتهُ |
فلجتهُ المعروفُ والجودُ ساحلهْ |
|
تعوّدَ بسطَ الكفِّ حتى لو أنّهُ |
ثناها لقبضٍ لم تُجبهُ أناملهْ |
|
ولو لم يكن في كفهِ غيرُ روحهِ |
لجادَ بها فليتقِ الله سائله |
|
عطاءٌ لو اسطاعَ الذي يستميحُهُ |
لأصبحَ من بين الورى وهو عاذلهْ |
أبو تمام:
عطاؤُكَ لا يفنى ويستغرِقُ المنى |
وتبقى وجوهُ الراغبين بمائها |
أبو تمام:
يكادُ نداهُ يتركهُ عديماً |
إذا هطلت يداهُ على عديم |
أبو تمام:
ذُلُّ السؤالِ شجاً في الحلقِ معترِضٌ |
من دُونهِ شَرَقٌ من خلفهِ جَرَضُ |
|
ما ماءُ كفّكَ إن جادتْ وإن بخلتْ |
من ماء وجهي إذا أفنيتهُ عِوضُ |
|
إنّي بأيسرِ ما أدنيتَ منبسطٌ |
كما بأكثر ما أقصيتَ منقبضُ |
أبو تمام:
فلو كانَ ما يُعطيه غيثاً لأمطرتْ |
سحائبهُ من غيرِ برقٍ ولا رعدِ |
|
من القومِ جَعْدٌ أبيضُ الوجه والنّدى |
وليسَ بنانٌ يجتدى منهُ بالجعدِ |
أبو تمام:
لئنْ جَحَدْتُكَ ما أوليتَ من نِعَمِ |
إنّي لفي اللؤمِ أمضى منكَ في الكَرَمِ |
|
أنسى ابتسامُكَ والألوانُ كاسفةٌ |
تَبَسُّمَ الصبحِ في داجِ من الظُلمِ |
|
رددتَ رَونقَ وجهي في صحيفتهِ |
ردَّ الصِّقالِ بهاءَ الصّارمِ الخذِمِ |
|
وما أُبالي وخيرُ القولِ أصدقُهُ |
حقنتَ لي ماءَ وجهي أم حقنتَ دمي |
أبو تمام:
يُحصى مع الأنواءِ فَيضُ بَنانهِ |
ويُعَدُّ من حسناتِ أهلِ المشرقِ |
|
يستنزِلُ الأملَ البعيدَ ببِشرهِ |
وبُشرى الخميلةِ بالربيعِ المُغدقِ |
|
وكذا السحائبُ قلّما تدعو إلى |
مَعروفها الرَّواد إن لم تُبرقِ |
أبو تمام:
كالغيثِ إن جئتهُ وافاكَ رَيّقُهُ |
وإن ترحلتَ عنهُ لجَّ في الطلّبِ |
أبو تمام:
إذا العيسُ لاقتْ بي أبا دُلَفٍ فقدْ هنالكَ تلقى الجودَ حيثُ تقطعّتْ |
تَقَّطعَ ما بيني وبينَ النوائبِ تمائمهُ والمجدُ مُرخى الذوائبُ |
|
تكادُ عطاياهُ يُجنُّ جُنونَها |
إذا لم يُعَوِّذها بنعمةِ طالبِ |
|
إذا حَرّكتهُ هِزّةُ المجدِ غَيّرتْ تكادُ مغانيهِ تَهَشُّ عِراصُها |
عطاياهُ أسماء الأماني الكواذبُ فتركبُ من شوقٍ إلى كلِّ راكبِ |
|
يرى أقبحَ الأشياءِ آوبةَ آملٍ |
كَستهُ يدُ المأمولِ حُلّةَ خائبِ |
|
وأحسَنَ من نَورٍ يُفتّحهُ النّدى |
بياضُ العطايا في سوادِ المطالبِ |
أبو تمام:
ليس الحجابُ بِمُقصٍ عنك لي أملاً |
إنَّ السماءَ تُرَجّى حين تحتجبُ |
أبو تمام:
جزى الله كَفاً مِلؤُها من سعادةٍ |
سَعَتْ في هلاكِ المالِ والمالُ نائِمُ |
|
فلمْ يجتمعْ شرقٌ وغربٌ لقاصدٍ |
ولا المجدُ في كفِّ امرىءٍ والدراهِمُ |
أبو تمام:
إذا شئتَ أن تُحصي فواضلَ كفّهِ |
فَكُنْ كاتباً أو فاتخذ لك كاتباً |
|
ثوى مالهُ نهب المعالي فأوجبت |
عليه زكاةُ الجودِ ما ليسَ واجبا |
|
وتَحسنُ في عينيهِ إن جئت زائراً |
وتزدادُ حسناً كلّما جئتَ طالباً |
أبو تمام:
كم ماجدٍ سَمْحٍ تناولَ جودَهُ |
مَطْلٌ فأصبحَ وجهُ آملهِ قَفا |
أبو تمام:
أحقُّ الناسِ بالكرمِ امرؤٌ لم |
يزلْ يأوي إلى أصلٍ كريمِ |
وما كان يدري مُجتدي جود كفّه |
إذا ما استهلّت أنه خلق العسرُ |
أبو تمام:
أنا ابنُ الذي استرضعَ الجود فيهمُ نجومٌ طواليعٌ جبالٌ فوارع |
وقد سادَ فيهم وهو كهلٌ ويافعُ غيوثٌ هواميعُ سيولٌ دوافع |
|
مضوا وكأن المكرمات لديهمُ |
لكثرة ما أوصوا بهنَّ شرائعُ |
|
فأي يد في المحل مدّت فلم يكن |
لها راحةٌ من جودهم وأصابعُ |
|
هم استودعوا المعروفَ محفوظ مالنا |
فضاعَ وما ضاعت لدينا الودائعُ |
|
بهاليلُ لو عاينتَ فيضَ أكفِّهم |
لأيقنتَ أن الرزقَ في الأرض واسعُ |
أبو تمام:
نفقَ المديحُ ببابهِ فكسوتُهُ أولى المديحُ بأن يكون مُهذباً |
عِقداً من الياقوتِ غيرَ مُثَقّبِ ما كانَ منهُ في أغرَّ مُهذّبِ |
|
لمّا كَرُمتَ نطقتُ فيكَ بمنطقٍ |
حقّ فلم آثم ولم أتحوّبِ |
|
ومتى امتدحتُ سِواكَ كنتُ متى يَضِقْ |
عني لهُ صدقُ المقالةِ أكذِب |
أبو تمام:
يا مالكَ ابنَ المالكينَ ولم تزل |
تُدعى ليومي نائلٍ وعِقابِ |
|
لم تَرْمِ ذا رحمٍ ببائقةٍ ولا |
طلّمتَ قومكَ من وراءِ حجابِ |
|
للِجودِ بابٌ في الأنامِ ولم تزلْ |
يُمناكَ مفتاحاً لذاكَ البابِ |
أبو تمام:
يا خاطباً مدحي إليه بجودهِ |
ولقد خطبتَ قليلة الخُطّابِ |
أبو تمام:
لهُ كرمٌ لو كانَ في الماءِ لم يَغِضْ أخو أزماتٍ بذلهُ بذلُ محسنٍ |
وفي البرقِ ما شامَ امرؤٌ برقَ خُلّبِ إلينا ولكن عُذرهُ عذرُ مُذنبِ |
|
إذا أمّهُ العافونَ ألفوا حِياضهُ |
مِلاءً، وألفوا روضَهُ غيرَ مُجدبِ |
|
إذا قالَ أهلاً مرحباً نبعتْ لهم |
مياهُ النّدى من تحتِ أهلٍ ومرحبِ |
|
يَهولُكَ أن تلقاهُ صدراً لِمحفلٍ |
ونحراً لأعداءٍ وقلباً لموكبِ |
أبو تمام:
بأسمحَ من غُرِّ الغمام سماحةً |
وأشجعَ من صرفِ الزمانِ وأنجدِ |
أبو تمام:
إني انتجعتك يا أبا الفضل الذي |
بالجودِ قرّب موردي من مصدري |
|
عشْ سالماً تبني العلا بيدِ النّدى |
حتى تكونَ مناوئاً للمشتري |
أبو تمام:
سيروا بني الحاجاتِ ينجحْ سعيكمْ |
غيثٌ سحابُ الجودِ منهُ هَتونُ |
|
فالحادثاتُ بوبله مصفودةٌ |
والمَحْلُ في شؤبوبهِ مسجونُ |
أبو تمام:
لهم بكَ فخرٌ لا الربابُ تُرِبُّهُ |
بدعوى ولم تسعدْ بأيامهِ سعدُ |
|
وكم لك عندي من يدِ مستهلةٍ |
عليَّ ولا كُفرانَ عندي ولا جحدُ |
|
يدٌ يستذلُ الدّهرُ في نفحاتها |
ويَخضَرُّ من معروفها الوَردُ |
يَهني الرعية أنَّ الله مُقتدراً |
أعطاهمُ بأبي اسحقَ ما سألوا |
|
لو كانَ في عاجل من آجل بدلٌ |
لكانَ في وعدهِ من رفدهِ بدلُ |
|
نِعمَ الفتى عُمَرٌ في كلِّ نائبةٍ |
نابت وقلت له:“نعم الفتى عمرُ“ |
|
يُعطي ويَحمدُ من يأتيهِ يَحمده |
فشكرهُ عوضٌ ومالهُ هدرُ |
أبو نواس:
كأن فيض يديه قبل مسألةٍ |
بابُ السماءِ إذا ما بالحيا انفتحا |
أبو نواس:
ألم ترَ أنَّ المالَ عونٌ على التقى |
وليسَ جوادٌ مُعدِمٌ كبخيل |
أبو نواس:
تأن مواعيدَ الكِرامِ فرُّبما |
أصبتَ من الإلحاح سَمحاً على بُخلِ |
أبو نواس:
فما جازَهُ جُودٌ ولا حَلَّ دُونهُ |
ولكن يصيرُ الجودُ حيثُ يصيرُ |
أبو نواس:
جوادٌ إذا الأيدي كَفَفنَ عن النّدى |
ومن دونِ عَوراتِ النساءِ غَيورُ |
أبو نواس:
ألمْ ترَ أنَ المالَ عونٌ على النّدى |
وليسَ جوادٌ مُعدِمٌ كبخيلِ |
أبو نواس:
اختصم الجود والجمال |
فيك فصار إلى جدال |
|
فقال هذا يمينه لي |
للعرفِ والبذلِ والنّوالِ |
|
وقال هذاك وجهه لي |
للظرفِ والحسنِ والكمالِ |
|
فافترقا فيك عن تراضٍ |
كلاهما صادقُ المقال |
أبو نواس:
تتجافى حوادثُ الدّهرِ عمّنْ |
كان في جانبِ الحُسينِ مُقيما |
|
قال لي الناس إذ هززتُكَ للحا |
جةِ:أبشِرْ فقد هززتَ كريما |
|
فاسألنهُ إذا سألتَ عظيماً |
إنّما يسألُ العظيمُ العظيما |
أبو نواس:
قد قُلتُ للعباسِ مُعتذراً أنتَ امرؤٌ جَللّتني نِعماً |
من ضَعْفِ شُكريهِ ومُعترفا أوهتْ قُوى شكري فقد ضَعُفا |
|
فإليكَ بعدَ اليوم تقدِمةً |
لاقتكَ بالتصريحِ منكشفاً |
|
لا تُحدثِنَّ إليَّ عارفةً |
حتى أقومُ بشكرِ ما سلفا |
أبو نواس:
إذا لم تَزُرْ أرضَ الخصيبِ ركابنا |
فأيّ فتىً بعد الخصيبِ تزورُ |
|
فما جازَهُ جودُ ولا حلَّ دونهُ |
ولكن يصيرُ الجودُ حيثُ يصيرُ |
|
فتىً يشتري حسنَ الثناءِ بمالهِ فما جازهُ جود ولا حلّ دونه |
|
ويعلمُ أن الدائراتِ تدورُ ولكن يسيرُ الجودُ حيث يسير |
أبو نواس:
فإذا المطيُّ بنا بلغنَ محمداً |
فظهرهنَّ على الرجالِ حرامُ |
أبو نواس:
اسمحْ وجُدْ بالذي تحوي يداكَ لها |
لا تذخرِ اليومَ شيئاً خوفَ فقرِ غدِ |
أبو نواس:
أنت للمالِ إذا أمسكته |
فإذا أنفقته فالمالُ لك |
أبو نواس:
كفى حزناً أن الجواد مقتر |
عليه ولا معروف عند بخيل |
أبو نواس:
ما جمعتْ راحتاكَ مالاً |
ومُعدماً قطّ في مكانِ |
|
المالُ يفنى على الليالي |
وجودِ كفّيكَ غيرُ قانِ |
أبو نواس:
أميرٌ رأيتُ المال في نِعماتهِ |
ذليلاً مهينَ النفس بالضيم موقنا |
|
إذا ضنَّ ربُّ المالِ أعلن جودُهُ وللفضلِ صولاتٌ على صُلبِ مالهِ |
تجيَّ على مالِ الأميرِ وآذنا ترى المالَ فيها بالمهانة مُذعنا |
أبو نواس:
يا عمرو! ما للناسِ قد |
كَلفوا بلا ونَسوا نَعَمْ |
|
أترى السماحةَ والنّدى |
رُفعا كما رُفِعَ الكرمْ |
|
مُسِخَ الندى بُخلاً فما |
أحدٌ يجودُ لذي عَدَمْ |
أبو نواس:
أنتَ الذي تأخذُ الأيدي بِحجزتهِ |
إذا الزمان على أبنائهِ كلحا |
|
وكّلتَ بالدهرِ عيناً غيرَ غافلةٍ |
من جُودِ كفّكَ تأسو كلَّ ما جرحا |
أبو نواس:
صُوِّرَ الجودُ مِثالاً |
ولهُ العباسُ روحُ |
|
فهو بالمالِ جوادٌ |
وهو بالعِرضِ شحيحُ |
دعبل:
إنّ الكرامَ إذا ما أسهلوا ذكروا |
من كانَ يألفهم في المنزلِ الخشنِ |
دعبل:
زمني بِمُطلبٍ سُقيت زماناً |
ما كنتُ لإلا روضة وجنانا |
|
كلُّ النّدى إلا نداكَ تكلُّفٌ |
لم أرض غيرك كائناً من كانا |
دعبل:
ما يَرحلُ الضيفُ عندي بعدَ تكرمةٍ |
إلا برفدٍ وتشييعٍ ومعذرةِ |
دعبل:
عَلّلاني بسماع وطلا |
وبضيف طارقٍ يبغي القِرى |
|
نُنزِلُ الضيفَ إذا ما حلَّ في |
حَبّةِ القلبِ وألواذ الحشا |
|
رُبَّ ضيف تاجرُ أخسَرتهُ |
بعتهُ المطعم وابتعتُ الثّنا |
|
أبغض المال إذا جمّعتهُ |
إنَّ بغض المالِ من حُبِّ العُلا |
إنّما العيشُ خِلالٌ خمسة |
حبّذا تلك خلالا حبّذا |
|
خدمةُ الضيف،وكأس لذة |
ونديمٌ،وفتاة وغنا |
|
وإذا ما فاتكَ منها واحدٌ |
نقصَ العيشُ بنقصان الهوى |
|
دعبل:
بدأتَ بإحسانٍ،وثُنيّتَ بالعلا |
وثَلثتَ بالحسنى ورُبعّتَ بالكرمِ |
|
ويسّرتَ أمري،واعتنيتَ بحاجتي |
وآخرتَ “لا” عني،وقدّمتَ لي نعمْ |
|
فإن نحنُ كافأنا فأهلٌ لوِدّنا |
وإن نحنُ قصّرنا فما الودُّ مُتّهمْ |
دعبل:
أنا من علمتِ إذا دعيتُ لغارةٍ وإذا تناوحتِ الشمالُ بشتوةٍ |
في طعنِ أكبادٍ وضربِ رقابِ كيفَ ارتقابي الضيف في أصحابي |
|
ويدُّلُ ضيفي في الظلامِ على القِرى |
إشراقُ ناري أو نباحُ كلابي |
|
حتى إذا واجهنهُ،ولقينهُ |
حَيّينهُ ببصابصِ الأذنابِ |
|
فتكادُ من عرفانِ ما قد عُوّدتْ |
من ذاك،أن يفصحن بالترحابِ |
دعبل:
علّلاني بسماعٍ وطلا وبضيفٍ |
طارقٍ يبغي القِرى |
|
نغماتُ الضيفِ أحلى عندنا من |
ثغاءِ الشاءِ أو ذاتِ الرُّغا |
|
نُنزلُ الضيفَ إذا ما حلَّ في |
حبّةِ القلب وألواذ الحشا |
|
رُبَّ ضيفٍ تاجرٍ أخسرتهُ |
بعته المطعم وابتعتُ الثنا |
أبغضُ المالَ إذا جمعتهُ |
إنَّ بغضَ المال حبّ العلا |
|
إنّما العيشُ خِلالٌ خمسةٌ |
حبذا تلكَ خلالاً حبّذا |
|
خدمةُ الضيفِ،وكأسٌ لذّةٌ |
ونديمٌ،وفتاة وغنا |
|
وإذا فاتكَ منها واحدٌ |
نقص العيشُ بنقصان الهوى |
دعبل:
وليس الفتى المُعطي على اليُسرِ وحدهُ |
ولكنّهُ المُعطي على العُسرِ واليُسرِ |
دعبل:
ماذا أقولُ إذا أتيتُ معاشري |
صِفراً يدايَ من الجوادِ المُجزلِ |
|
إن قلتُ:أعطاني،كذبتُ وإن أقلْ |
ضنَّ الأميرُ بمالهِ لم يَجمُلِ |
|
ولأنتَ أعلمُ بالمكارمِ والعلا |
من أن أقول:فعلتَ ما لم تفعلِ |
فاختر لنفسك ما أقولُ فإنني |
لا بُدَّ مخبرهم وإن لم أسالِ |
البحتري:
منْ شاكِرٌ عني الخليفةَ بالذي |
أولاهُ من طَوْلٍ ومن إحسانِ |
|
ملأتْ يداهُ يدي وشرّدَ جودُهُ |
بخلي،فأفقرني كما أغناني |
|
حتى لقد أفضلتُ من إفضالهِ |
ورأيتُ نهجَ الجودِ حيثُ أراني |
|
ووثقتُ بالخَلَفِ الجميلِ مُعجّلاً |
منه،فأعطيتُ الذي أعطاني |
البحتري:
كريمُ السّجايا،وافرُ الجودِ والنّدى |
فلا ناقصُ النُّعمى ولا جامدُ الكفِّ |
|
يَحِنُّ إلى المعروفِ حتى يُنيلهُ |
كما حَنَّ إلفٌ مُستهامٌ إلى إلفِ |
|
وإما أعِدْ نفسي عليك رغيبةً |
من النيلِ أُصبحُ في أمانٍ من الخُلفِ |
|
وما ألفُ ألفٍ من جداكَ كثيرةٌ |
فكيفَ أخافُ الفَوتَ عندكَ في ألفِ |
البحتري:
يطولُ بكفٍّ في السّماحةِ طَلقةٍ |
ووجهٍ إلى المسترفدينَ طليقُ |
البحتري:
ألحَّ جُوداً ولم تَضرُرْ سحائبه |
وربما ضرَّ في إلحاحهِ المطرُ |
إمّا تنفّلتِ العهودُ فإنّهُ |
ثَبْتٌ على عهدِ النّدى وذمامهِ |
|
ويبيتُ يحلمُ بالمكارمِ والعُلا |
حتى يكونَ المجدُ جُلَّ منامهِ |
|
أما الجوادُ فقد بلونا يومَهُ |
وكفى بيوم مُخبراً عن عامهِ |
البحتري:
بوجهٍ يملأ الدنيا ضياءً |
وكفٍّ تملأ الدنيا نوالا |
البحتري:
يُنسيكَ جودَ الغيثِ جُودُهم |
إذا عَثرتْ أكفُّهُم بعامٍ مُجدبِ |
البحتري:
ما قصدناهُ للتفضلِ إلا |
أعشبتْ أرضهُ وصابتْ سناؤهْ |
|
حَسَنُ الفِعلِ والرُّواءِ،وكم دلَّ |
على سؤددِ الشريفِ رواؤهْ |
|
ماءُ وجهٍ إذا تبلّجَ أعطا |
ك أماناً من نبوةِ الدهر ماؤهْ |
البحتري:
أما السّماحُ فإنَّ أولَ خَلّةٍ |
زانتهُ أنّكَ صِنوهُ وحليفهُ |
|
لما لقيتُ بك الزمان تصدّعتْ |
عن ساحتي أحداثهُ وصروفُهُ |
|
فلئن جحدتُ عظيمَ ما أوليتني |
إني إذاً واهي الوفاءِ ضعيفهُ |
البحتري:
أغرُّ لهُ من جودهِ وسماحهِ |
ظهيرٌ عليهِ ما يخيبُ وشافِعُ |
البحتري:
ورأينا سيما ندىً وسماحٍ |
لم نُرِدْ بعدها عليه دليلا |
|
وجوادٌ لو أنّ عافيهِ راموا |
بُخلَهُ لم يروا إليه سبيلا |
البحتري:
يستمطرونَ يدا يفيضُ نَوالها |
فَيغرِّقُ المحرومَ والمرزوقا |
البحتري:
يَرُدُّ بني الآمالِ بيضاً وجوهُهمْ |
بنائلهِ جمُّ العطايا جزيلُها |
البحتري:
أنتَ الذي لو قيلَ للجودِ:اتخذْ |
خِلّاً أشارَ إليكَ لا يعدوكا |
|
وكأنّما آليتَ،والمعروفُ لا |
تألوهُ مصطفياً ولا لايألوكا |
البحتري:
مُتهلّلٍ،طَلْقٍ إذا وعدَ الغِنى |
بالبِشرِ أتبعَ بِشرهُ بالنائلِ |
|
كا لمُزنِ إن سطعتْ لوامِعُ برقهِ |
أجلت لنا عن دِيمةٍ أو وابلِ |
تَدفقُّ كفٍّ بالسماحةِ ثَرَّهُ |
وإسفارُ وجهٍ بالطلاقةِ مُشرِقِ |
|
توالت أياديهِ على الناسِ \فاكتفى |
بها كلُّ حيٍّ من شآمٍ ومُعرقِ |
|
لهُ خُلُقٌ في الجودِ لا يستطيعهُ |
رجالٌ يرومونَ العُلا بالتَخلُّقِ |
البحتري:
إذا قيلَ قد فَنيَ السائلونَ |
قالت عطايكَ هل من مزيد؟ |
|
وكم لكَ في الناسِ من حاسدٍ |
وفي الحسدِ النَزرِ حظُّ الحسودِ |
|
بقيت لنا يا“أبا نهشل“ |
بقاءَ البَقا وخلودَ الخلودِ |
البحتري:
بِجودكَ يدنو النائلُ المتباعدُ |
ويصلحُ فِعلُ الدهرِ والدهرُ فاسدُ |
البحتري:
هو الغيثُ ينهلُّ في صَوبهِ |
سجالاً ويَعْذُبُ في وردهِ |
|
لقد عَلِقت منه آمالنا |
بحبلِ غريب النّدى فَردهِ |
|
فدامَ لهُ المُلكُ في خفضهِ |
وتمَ له العيش في رغدهِ |
البحتري:
جوادٌ يرى أن الفضيلة لم تكنْ |
تجوزُ به الغاياتِ أو يتطوّعا |
|
كريمٌ تنالُ الرّاحُ منه إذا سَرَتْ |
ويُعجلهُ داعي التصابي إذا دعا |
|
وأبيضُ وضّاحٌ إذا ما تغيّمتْ |
يداهُ تجلّى وجههُ فتقشّعا |
البحتري:
ويرخصُ الحمدُ،حتى أنَّ عارِفةً |
بذلُ السلام ،فكيفَ الرّفدُ والصّفدُ |
|
كم قد عجلت إلى النّعماء تصنعها |
مُبادراً وبخيلِ القوم متئدُ |
|
وكم وعدت وأنتَ الغيثُ تعرِفهُ |
مُذْ حالفَ الجودَ يُعطي فوقَ ما يعدُ |
البحتري:
أبا خالدٍ ما جاورَ الله نِعمةً |
بمثلك إلا وكانَ جَمّاً خلودها |
|
وجدنا خِلالَ الخيرِ عندكَ كلّها |
ولو طُلبتْ في الغيثِ عزَّ وجودها |
|
فأولِهمُ نعمى،فكلُّ صنيعةٍ |
رأيناك تُبديها فأنتَ تُعيدها |
|
البحتري:
هو الغيثُ يجري من عطاءٍ ونائلٍ |
عليك فخُذ من صَيّبِ الغيثِ أو ذَرِ |
|
ولما تولى البحرَ والجودُ صِنوهُ |
غدا البحرَ من أخلاقهِ بين أبحُرِ |
البحتري:
يُعظِمُ المالَ معشراً وأرى المالَ |
بحيثُ ازدرادهُ واحتقارُه |
|
بَيَّنَ الجودَ بِشرُهُ وأرانا |
العفوَ منه على العُداةِ اقتدارُه |
البحتري:
أموالهم مبذولةٌ لِضيوفهمْ |
إنَّ الكريمَ مُسامِحٌ ومُواسِ |
البحتري:
ما احتجَّ يوماً كما احتجَّ البخيل ولا |
يحبُّ من مالهِ إلا الذي يهبُ |
البحتري:
تُنبي طلاقةُ بِشرهِ عن جُودِهِ |
فتكادُ تلقى النُّجحَ قبلَ لقائِهِ |
البحتري:
أحشمتني بِندى يديكَ فَسوَّدتْ |
ما بيننا تلك اليدُ البيضاءُ |
|
وقطعتني بالجودِ حتى إنني |
مُتَخوِّفٌ أن لا يكونَ لِقاءُ |
البحتري:
ألحَّ جُوداً ولم تَضرُرْ سحائبُهُ |
ورُبما ضرَّ في إلحاحِهِ المطرُ |
|
لا يُتعِبُ النائلُ المبذولُ هِمّتهُ |
وكيفَ يُتعِبُ عينَ الناظرِ النَظَرُ؟ |
البحتري:
جادَ حتى أفنى السؤالَ، فلّما |
بادَ منّا السؤالُ جادَ ابتداءَ |
|
فهو يُعطي جَزلاً ونُثني عليه جلَّ عن مذهبِ المديحِ فقد كاد |
|
ثمّ يُعطي على الثناءِ جزاءَ يكونُ المديحُ فيه هجاءَ |
البحتري:
كريمٌ لا يزالُ لهُ عَطاءٌ |
يُغيرُ سُنّةَ السّنة الجماد |
|
ولا إسرافَ غيرُ الجودِ فيه |
وسائرهُ لِهدىً واقتصاد |
البحتري:
لئن طالَ حِرمانُ الزمانِ فإنّهُ |
سَيُسليهِ يومٌ من عطائكَ واحدُ |
|
وإنّي وإن أمّلتُ في جُودكَ الغِنى |
لبالغِ ما أملّتُ منكَ وزائدُ |
البحتري:
أبدعتْ راحتاهُ في الجودِ ما لم |
يك لولا نداهُ بالموجودِ |
|
لو سعى قبلَ رِفدهِ رِفدُ كفٍّ |
لسعى رِفدهُ إلى المرفودِ |
البحتري:
أمواهبٌ هاتيكَ أم أنواءُ |
هُطُلٌ؟ وأخذٌ ذاكَ أم إعطاءُ؟ |
|
إن دام ذا،أو بعضُ ذا،من فِعل ذا |
فنيَ السّخاءُ فلا يُحسُّ سخاءُ |
البحتري:
لهُ بِدَعٌ في الجودِ تدعو عَذولَهُ |
عليه إلى استحسانها فيساعده |
|
إذا ذهبت أموالهُ نحو أوجهٍ |
من البذلِ جاءت من وجوهٍ محامده |
البحتري:
أعطيتَ حتى تركتَ الريحَ حاسرةً |
وجُدْتَ حتى كأنَّ الغيثَ لم يُجْدِ |
البحتري:
إنْ ساحَ فَيضُ يديهِ لم يَكُنْ عَجباً |
أن يُسرفَ الظّنُ فيهِ وهو مُقتصِدُ |
|
أو ضَمِنَ اليومُ من جدواهُ مرغبةً |
كان الكفيلُ عليها بالوفاءِ غدُ |
|
يبينُ بالفضلِ أقوامٌ ويَفضُلهم |
مُوّحدٌ بغريبِ الذكرِ مُنفردُ |
|
عَفْوٌ من الجودِ لم تكذبْ مخيلَتهُ |
يُقصّرُ القَطرُ عنهُ وهو مُجتهدُ |
البحتري:
ووجهٍ جالَ ماءُ الجودِ فيه |
على العِرنين والخدِّ الأسيل |
|
يُريك تألقُّ المعروفِ فيه |
شُعاع الشمس في السيفِ الصّقيل |
البحتري:
أعطيتَ سائلكَ المُحَسَّدَ سُؤْلَهُ |
وطلبتَ بالمعروفِ غيرَ الطالبِ |
|
علّمتني الطّلبَ الشريفَ ورُبّما |
كنتُ الوضيعَ من اتضاعِ مطالبي |
|
فلئن شكرُتكَ إنني لَمعذرٌ |
في واجبٍ،ومقصّرٌ في واجبِ |
البحتري:
وجُودُكَ كلّهُ حَسَنٌ،ولكن |
أجَلُّ الجودِ حُسنُ الابتداء |
البحتري:
ولقد أتيتك طالباً فبسطتَ من |
أملي وأطلب جودُ كفّك مَطلبي |
البحتري:
قد تَبدأتَ مُنعماً،وكريمُ ال |
قومِ من يسبقُ السؤالَ ابتداؤه |
البحتري:
لو جاودَ الغيثُ المُثَّحجُ كَفَّهُ |
لأتت بأطولَ من نداهُ ,اعرضا |
|
كم من يدٍ بيضاءَ منهُ ثَنى بها |
وجهاً تلألأ للبشاشةِ أبيضا |
البحتري:
حليفُ ندى إن سيلَ فاضتْ حياضُهُ |
وذو كَرَمٍ إلا يُسَلْ يتبّرعِ |
|
تُؤَّملُ نُعماهُ،ويُرجى نوالُهُ |
لِعانٍ ضريكٍ،أو لِعافٍ مُدَقّعِ |
البحتري:
أيها الراغبُ الذي طلبَ الجودَ |
فأبلى كُومَ المطايا وأنضى |
|
رِدْ حِياضَ الإمامِ تلْقَ نوالاً |
يَسَعُ الراغبينَ طولاً ؤوعرضا |
|
فهناكَ العطاءُ جَزلاً لمن رامَ |
جزيلَ العطاءِ والجودُ مَحضا |
|
هو أندى من الغَمامِ،وأوفى |
وقعاتٍ من الحُسامِ وأمضى |
البحتري:
مِنْ شأنهِ القصدُ ولكنّهُ |
إن يُعطِ في عازفةٍ يُسرفِ |
|
لو جُمِعَ الناسُ لأكرومةٍ |
ولم يكن في الجمعِ لم نكتفِ |
البحتري:
دانٍ على أيدي العفاةِ وشاسع |
عن كلِّ ند في النّدى وضريب |
|
كالبدرِ أفرط في العلو وضوءه |
للعصبةِ السارين جدّ قريب |
البحتري:
هل المكارِمُ إلا ما تجّمعهُ |
أو المواهب إلا ما تفرّقهُ |
البحتري:
عريقونَ في الإفضالِ يؤتَنفُ النّدى |
لناشئهم من حيثُ يؤتنفُ العُمرُ |
البحتري:
أيها الراغبُ الذي طلبَ الجود |
فأبلى كوم المطايا وأنضى |
|
رِدْ حِياضَ الإمامِ تلقَ نوالاً |
يسع الراغبينَ طولاً وعرضاً |
|
فهناكَ العطاءُ جزلاً لمن رامَ |
جزيلَ العطاءِ والجود محضا |
البحتري:
غريبُ المكرماتِ ترى لديهِ |
رقابَ المال تُهتضمُ اهتضاما |
|
إذا وهبَ البدورَ رأيتَ وجهاً |
يُخال لحسنهِ االبدرَ التماما |
البحتري:
تَبسّمٌ وقطوبٌ في ندى ووغى |
كالرّعدِ والبرقِ تحتَ العارضِ البَرِد |
البحتري:
لو شئت لم تُفسد سماحة حاتم |
كرماً ولم تهدم مآثر خالدِ |
نُثني عليهِ بأنعُمٍ سلفتْ |
أصغرُها في النفوسِ أكبرُها |
|
كالروضِ أثنى على سحائبهِ |
بزهرةِ الرّوضِ حين ينشرُها |
البحتري:
بلغتْ يداهُ إلى التي لم أحتسبْ |
وثنى الأخرى فهو بادٍ عائدُ |
|
هو واحدٌ في المكرماتِ وإنّما |
يكفيكَ عاديةَ الزمان الواحدُ |
البحتري:
كريمٌ يُرّجى منهُ ما لا يُرتجى |
عُظماً ويوهبُ منهُ ما لا يُهبُ |
البحتري:
سماحاً وبأساً كالصواعقِ والحيا |
إذا اجتمعا في العارضِ المتراكمِ |
البحتري:
حتى وردنا بَحرهُ فتقطّعتْ |
غُلَلُ الظمأ عن بحرهِ المورودِ |
|
عَجِلٌ إلى نُجحِ الفَعالِ كأنّما |
يُمسي على وِترٍ من الموعودِ |
|
يعلو بِقدرٍ في القلوبِ معَظّم |
أبداً،وعزٍّ في النفوسِ جديدِ |
البحتري:
يا أكثرَ الناسِ إحساناً وأعرضهمْ |
سَيباً،وأطولهم في المكرمات يدا |
|
ما نسألُ الله إلا أن تدومَ لك ال |
نعماءُ فينا،وأن تبقى لنا أبدا |
البحتري:
هو بحرُ السّماحِ والجود فازددْ |
منهُ قرباً تزددْ من الفقرِ بُعدا |
|
بك نستعتبُ الليالي |
ونستعدي على دهرنا المسيء فَنُعدى |
البحتري:
حوى عن أبيهِ الذي حازَهُ |
أبوهُ المهذّبُ عن جَدّهِ |
|
عَفافٌ يعودُ على بدئهِ |
وهدى يسيرُ على قصدهِ |
|
هو الغيثُ يَنهلّ في صوبهِ |
دراكاً،ويعذبُ في وِردهِ |
البحتري:
كريمُ ،إذا ضاقَ اللئامُ،فإنّهُ |
يضيقُ الفضاءُ الرّحبُ في صدرهِ الرَّحبِ |
البحتري:
واقْرَ السّلام على السماحةِ إنّها |
محظورةٌ من دونهِ وورائهِ |
فارقتُ يومَ فِراقهِ الزمنَ الذي |
لا قيتهُ يهتزُّ يوم لقائهِ |
|
ما كنتُ أفهمُ نَيلهُ في قُربهِ |
حتى نأى ففهمتهُ في نائهِ |
|
يفديكَ راحٍ مادِحٌ لم ينقلبْ |
إلا بصدقِ مديحهِ ورجائهِ |
البحتري:
وما أنا إلا غرسُ نعمتكَ الذي |
أفضتَ له ماءَ النّوالِ فأورقا |
البحتري:
ووجهٌ رقَّ ماءُ الجودِ فيه |
على العرنينِ والخدِّ الأسيلِ |
|
يُريكَ تألقُ المعروفِ فيه |
شُعاعَ الشمس في السيفِ الصقيل |
البحتري:
وليسَ لساني للئيمِ ولا يدي |
ولا ناقتي عند البخيل ولا رحلي |
|
وما كلُّ من يُدعى كريماً لديهم |
بِندٍّ لهُ في المكرماتِ ولا مِثْلِ |
البحتري:
وأرى الجودَ نشاطاً يعتري |
سادة الأقوام،والبُخل كَسلْ |
البحتري:
ويحكمُ في ذخائرهِ نداهُ |
كما حكم العزيزُ على الذليلِ |
|
أخٌ للمكرُماتِ يُعَدُّ فيها |
لهُ فضلُ الشقيقِ على الحميلِ |
البحتري:
يا أبا جعفرٍ،لقد راحَ إفضا |
لُكَ خطباً على الكرامِ جليلا |
|
ردَّ معروفُكَ الكثيرَ قليلا |
وأرى جُدكَ الجوادَ بخيلا |
|
لا أظنُّ البُخّالَ يوفونكَ ال |
شكرَ ولو كان بكرةً وأصيلا |
|
جَعلتهمْ من غيرهم دُفَعٌ منكَ |
أفادت حمداً وأعطت جزيلا |
البحتري:
إحسانهُ دَرْكُ الرجاءِ وقولُهُ |
عندَ المواعدِ شُعبةٌ من فِعلهِ |
|
قسمَ التلادَ مُباعداً ومُقارباً |
ورأى سبيل الحمدِ أصلحَ سُبلهِ |
|
لم تُجهدِ الأجوادَ غايةُ سؤددٍ |
إلا تناولها بأهونِ رُسلهِ |
|
يُنبيكَ عن قُربِ النُّبوةِ هَديهُ |
والشىء يُخبرُ بعضهُ عن كُلّهِ |
البحتري:
عَمّتْ صنائعهُ فمنها جالِبٌ |
شكراً،ومنها للحسودِ لجام |
البحتري:
تداركني الإحسانُ منكَ ونالني |
على فاقةٍ ذاك الندى والتطولُ |
البحتري:
ولأنتَ غالبُ غالبٍ يوم الندى |
كَرماً وواهبُ رفدها وجزيلها |
البحتري:
لو أنَّ كفّكَ لم تَجُدْ لمؤّملِ |
لكفاهُ عاجلُ وجهكَ المتهلّلِ |
البحتري:
لهُ جوهرٌ في الجودِ يُبديهِ بِشرهُ |
كذا السيفُ يبدو أثره بِصقالِ |
البحتري:
فتىً لا نَداهُ حَجْرَةٌ حين يبتدي |
ولا مالهُ مِلْكٌ لهُ حين يسألُ |
|
إذا نحنُ أملناهُ لم يرَ حظّهُ |
زكا،أو يرى جدواهُ حيثُ يُؤّملُ |
البحتري:
باتَ مُضيفاً وبتُّ ضيفاً |
فاشتبهَ الضّيفُ والمُضيفُ |
البحتري:
حسبي بِجودكَ فذا أستعينُ بهِ |
على الخُطوبِ إذا ما اعصوصت وكفى |
البحتري:
رأوكَ أندى الورى كفاً وأمنعهمْ |
كهفاً،وأوطأهم للمعتفي كنف |
إذا جادَ كان الجودُ منهُ خليقةً |
ولو ضنَّ كانَ الضّنُ منهُ تَخلّقا |
البحتري:
كَرَمٌ يدرأ الخطوبَ ولا يدرأ |
لؤمَ الخطوبِ غيرُ الكريمِ |
البحتري:
سَمْحُ اليدينِ لهُ أيادٍ جَمّةٌ |
عندي،ومنٌّ ليسَ بالممنونِ |
البحتري:
تناولَ جودُهُ أقصى الأماني |
وصدّقَ فِعلهُ حُسنَ الظنونِ |
|
تروَعُ المالَ ضحكتهُ إذا ما |
غدا مُتهللاً طِلْقَ الجبينِ |
البحتري:
فكمْ من يدٍ بيضاءَ منكَ بلا يدٍ |
ومن مِنّةٍ زهراءَ منكَ بلا مَنِّ |
البحتري:
إذا سئلوا جاءت سَيولُ أكفُّهمْ |
نظائرَ جَمّاتِ التلاعِ السوائلِ |
البحتري:
وكمْ سُئلتَ فما أُلفيتَ ذا بَخل |
ولا وجدنا عطاءً منكَ مَمنونا |
البحتري:
والكريمُ النامي لأصلٍ كريمٍ |
حَسَنٌ في العيونِ يزدادُ حسنا |
البحتري:
تَقصّاهمُ بالجودِ حتى لأقسموا |
بأنَّ نداهُ كان والبحر توأما |
البحتري:
سحابٌ خطاني جودهُ وهو مسبلٌ |
وبحرٌ عداني فيضهُ وهو مُفعمُ |
البحتري:
تَبسُّمٌ وقطوبٌ في ندىً ووغىً |
كالغيثِ والبرقِ تحت العارضِ البردِ |
البحتري:
وحكى القَطر،بل أبرّ على القطر |
بكف على البرية تندى |
|
هو بحرُ السّماح والجود فازدد |
منه قُرباً تزدد من الفقر بُعدا |
البحتري:
هو أندى من الغمام وأوفى |
وقعاتٍ من الحسام وأمضى |
|
يتوخى الإحسان قولاً وفعلاً |
ويُطيعُ الإله بسطاً وقبضاً |
البحتري:
لو أنَّ كفّكَ لم تَجُدْ لِمؤِّملٍ |
لكفاهُ عاجلُ وجهكَ المُتهلّلِ |
|
ولو أنَّ مجدك لم يكنْ مُتقادماً |
أغناكَ آخرُ سؤددٍ عن أوّلِ |
البحتري:
والأرضُ تبذلُ في الربيعِ نباتها |
وكذاكَ بذلُ الحُرِّ في سلطانهِ |
|
واعلمْ بأنَّ الغيثَ ليسَ بنافعٍ |
للناسِ ما لم يأتِ في إبّانهِ |
البحتري:
وحليفي على الزّمانِ سَماحٌ |
من كريمٍ للمكرُماتِ حليفِ |
|
أريَحيٌّ لهُ على مُجتديهِ |
وقّةُ الوالدِ الرحيمِ الرؤوفِ |
البحتري:
متى جئتهُ عن موعدٍ أو فُجاءةً |
تَهللَّ بدرٌ واستهلَّ غَمامُ |
البحتري:
عَطاءٌ كضوءِ الشمسِ عمَّ،فمغربٌ |
يكونُ سواءً في سناهُ ومشرِقُ |
|
فلا بذلَ إلا بَذلهُ وهو ضاحِكٌ |
ولا عزمَ إلا عَزمهُ وهو مُطرِقُ |
البحتري:
وما اخترتُ داراً غيرَ داركَ من قِلىً |
وأين تُرى قصدي ومن خلفيَ البحرُ؟ |
|
فإن بِنتُ عنكم مُصبحاً حضرَ الهدى |
وإن غبتُ عنكم سائراً شهدَ الشعرُ |
|
سأشكرُ لا أني أجازيكَ نعمةً |
بأخرى،ولكن كي يُقالَ لهُ شكرُ |
|
وأذكرُ أيامي لديكَ ونعمتي |
وآخرُ ما يبقى من الذاهبِ الذّكرُ |
البحتري:
ألامتْ سجاياهمْ وضنّتْ أكفُّهمْ |
فإحسانهمْ سوء ومعروفهم نُكرُ |
|
يكونُ وفُور العِرضِ هَمّكَ دونهمْ |
إذا كانَ هَمُّ القومِ أن يفر الوفرُ |
|
ولو ضربوا في المكرماتِ بِسُهمةٍ |
لكانَ لهم في اللّفا،ولكَ الكُثرُ |
البحتري:
نحن من تقريظهِ في خُطَبٍ |
ما تقضّى وثناءٍ ما يُخِلْ |
|
إن صمتنا لم يَدعنا جودهُ |
وإذا لم يحسن الصمتُ فَقُلْ |
البحتري:
يُحَسِّنُ من مديحي فيك أنّي |
متى أعدُدْ عُلاكَ أجِدْ مقالا |
|
ولستُ ألامُ في تقصير شُكري |
وقد حملّتني المِننَ الثقالا |
|
إذا سبقت يداكَ إلى عطاءٍ |
أمِنّا الخُلفَ عندك والمطالا |
|
وإن يَسّرتَ للمعروفِ قولاً |
فإنّكَ تُتبعُ القولَ الفعالا |
البحتري:
ومن يرَ جدوى“يوسفَ بن محمدٍ“ |
يرَ البحرَ لم يجمع نواحيهِ ساحلُ |
البحتري:
هوَ الغيثُ يجري من عطاء ونائل عليك |
فخذ من صبيبِ الغيث أو ذرِ |
|
ولمّا تولّى البحر،والجود صنوه |
غدا البحر من أخلاقه بين أبحرِ |
البحتري:
وجدناهُ في ظلِّ السماحةِ مُشرقاً |
بوجهٍ أرانا الشمسَ في ذلك الظِلِّ |
|
ومن نعمةٍ في معشرٍ لو دفعتها |
على جبلٍ لانهدَّ من فادحِ الثقلِ |
|
شكرتُكَ شُكري لامرىءٍ جادَ ساحتي |
بأنوائهِ طُرّاً ولما أقل:جُدْ لي |
البحتري:
بني مَخْلَدٍ كفوا تدفُّقَ جودكم |
ولا تبخسونا حظنا في المكارمِ |
|
وكانَ لنا اسمُ الجودِ حتى جعلتمُ |
تغضون منا بالخلالِ الكرائمِ |
البحتري:
ساموكَ من حَسدٍ فأفضلَ منهمُ |
غيرُ الجوادِ وجادَ غيرُ المُفضلِ |
|
فبذلتَ فينا ما بذلتَ سماحة |
وتكرّماً وبذلتَ مالم تبذلِ |
البحتري:
لو أن كفّكَ لم تجد لمؤمل |
لكفاه عاجل وجهك المتهلل |
|
وتصرفت بك في المكارم همّة |
نزلت من العلياء أعلى منزل |
البحتري:
بقيت،فكائن جئت بادىء نعمة |
يقلُّ السحاب أن يجيء رسيلها |
|
وأعطيت طلابَ النوافل سؤلهم |
فمن أين لا تعطى القصائد سولها؟ |
|
ووليت عمال السواد،فولني |
قرارة بيتي مدة لن أطيلها |
البحتري:
وقد شمل امتنانك كل حيّ |
فهل من يفك به أسيرُ؟ |
|
وأعتقت الرقاب فَمُرْ بعتقي |
إلى بلدي،وأنت به جدير |
البحتري:
نَصبتَ لهم طَرفاً حديداً ومنطِقاً |
سديداً ورأياً مثل ما انتضيَ النّصلُ |
|
فما برحوا حتى تعاطتْ أكفّهم |
قِراكَ ولا ضِغنٌ لديهم ولا ذحل |
|
بكَ التأم الشَّعبُ الذي كان بينهم |
على حين بُعدٍ منه واجتمع الشّمل |
|
البحتري:
جوادٌ يرى أنَّ الفضيلةَ لم تَكُنْ |
تجوزُ به الغاياتِ أو يتطوّعا |
|
كريمٌ تنالُ الرّاحُ منه إذا سَرَتْ |
ويُعجلُهُ داعي التصابي إذا دعا |
|
وأبيضُ وَضّاحٌ إذا ما تَغَيّمتْ |
يداهُ تجلّى وجههُ فتقشَّعا |
|
ترى ولعَ السّؤالِ يكسو جبينَهُ |
إذا قطَّبَ المسئولُ بشراً مُولّعا |
تَخّلفَ شيئاً في رَويّةِ حلْمهِ |
وحَنَّ إلينا بُذلُهُ فتسرّعا |
|
فلا جُودَ إلا جُودُهُ أو كجودهِ |
ولا بدرَ ما لم يُوفِ عشراً وأربعا |
|
عددتُ فلم أُدرِكْ لفضلكَ غايةً |
وهل يُدرِكُ السارونَ للشمسِ مطلعا |
البحتري:
إلى مُسرفٍ في الجودِ لو أنَّ حاتماً |
لديهِ لأضحى حاتِمٌ وهو عاذِلُهْ |
|
فلما تأملّتُ الطلاقةَ وانثنى |
إليَّ بِبشرٍ آنستني مخايلُهْ |
|
دنوتُ فقّلتُ النّدى من يدِ امرىءٍ |
جميلٍ مُحياهُ سِباطٍ أنامِلهْ |
البحتري:
فأنتَ أكرمُ منسوبٍ إلى كَرَمٍ |
وأنتَ أجودُ مُرتاحٍ إلى الجودِ |
حاتم الطائي:
وإني لأقري الضّيفَ قبلَ سؤالهِ |
وأطعن قدماً،والأسنةُ ترعفُ |
|
وإني لأخزى أن ترى بي بطنة |
وجارات بيتي طاويات وتُخَفُ |
|
وإني لأعطي سائلي ولرُبما |
أكلفُ ما لا يستطاع فأكلفُ |
حاتم الطائي:
إذا كانَ بعضُ المالِ ربّاً لأهلهِ |
فإنّي،بحمدِ الله،مالي مُعَبّدُ |
|
يُفَكُّ به العاني،ويؤكَلُ طيبّاً |
ويُعطى،إذا منَّ البخيلُ المُطّرَدُ |
|
إذا ما البخيلُ الخب أخمد ناره |
أقولُ لِمنْ يصلى بناري أوقدوا |
|
توّسعْ قليلاً،أو يَكُنْ ثمَّ حَسبنا |
وموقدها الباري أعف وأحمدُ |
حاتم:
وكيفَ يُسيغُ المرءُ زاداً وجارُهُ |
خفيفُ المِعا بادي الخصاصة والجَهدِ |
حاتم الطائي:
متى يأتِ يوماً وارثي يبتغي الغنى |
يجد جمع كف،غير ملء،ولا صفر |
حاتم:
ألم تعلمي أني إذا الضيف نابني |
وعزّ القِرى،أقري السديف المرهدا |
حاتم الطائي:
يقولون لي،أهلكتَ مالكَ فاقتصدْ |
وما كنتُ ـ لولا ما يقولون ـ سيدا |
حاتم:
فلوميني،إذا لم أُقرِ ضيفاً |
وأُكرِمْ مُكرمي،وأُهِنْ مُهيني |
حاتم الطائي:
لا تعذليني في مالٍ وصلتُ بهِ |
رحماً، وخيرُ سبيل المالِ ما وصلا |
حاتم الطائي:
أماويَّ !إنَّ المالَ غادٍ ورائحٌ أماويَّ !إني لا أقولُ لسائلٍ |
|
ويبقى من المالِ الأحاديثُ والذِكرُ إذا جاءَ يوماً حلَّ في مالنا النَّزرُ |
أماويَّ! إما مانِعٌ فَمُبَيَّنٌ |
وإمَّا عَطاءٌ لا يُنهنهُ الزَّجرُ |
|
أماويَّ! ما يُغني الثراءُ عن الفتى |
إذا حشرجت يوماً وضاقَ بها الصدرُ |
|
أماويَّ !إنّ المال إمّا بذلتهُ أماويَّ! إن يُصبحْ صدايَ بقفرةٍ تَري أنَّ ما أفنيتُ لم يكُ ضرَّني |
|
فأولّهُ شكرٌ وآخرهُ ذكرُ من الأرضِ،لا ماءٌ هناك ولا خمرُ وأنَ يدي ممّا بخلتُ بهِ صِفرُ |
حاتم الطائي:
أعاذِلُ إنّ المالَ غيرُ مُخَلّدِ |
وإنَّ الغنى عاريةٌ فتزوَّدِ |
|
وكم من جوادٍ يُفسِدُ اليومَ جُودَهُ |
وساوسُ قد ذكّرتهُ الفقر في غدِ |
|
وكم لِيمَ آبائي فما كفَّ جُودَهم |
ملامٌ ومن أيديهمُ خُلقت يدي |
حاتم الطائي لغلامه:
أوقِدْ فإنَّ الليل ليلٌ قَرُّ |
والرِّيحُ يا مُوقِدُ ريحٌ صرُّ |
|
عسى يرى نارَكَ من يَمُرُّ |
إن جَلبتْ ضيفاً فأنتَ حُرُّ |
حاتم الطائي:
لا الجود يُفني المالَ قبل فنائهِ |
ولا البخلُ في مالِ الشحيحِ يزيدُ |
|
فلا تلتمس مالاً بعيش مُقَتِّرٍ |
لِكُلِّ غد رزق يعود جديد |
حاتم الطائي لزوجته نوار:
مَهلاً نَوَارُ، أقلّي اللّومَ والعَذلا |
ولا تقولي لشيءٍ فاتَ ،ما فعلا |
|
ولا تقولي لمالٍ كنتُ مُهلِكَهُ |
مهلاً وإن كنتُ أعطي الجنَّ والخَبلا |
|
يرى البخيلُ سبيلَ المالِ واحدةً لاتعذليني في مالٍ وصلتُ بهِ |
|
إنَّ الجوادَ يرى في مالهِ سُبُلا رحماً وخيرُ سبيل المالِ ما وصلا |
حاتم الطائي:
أما والذي لا يعلمُ الغيبَ غيرهُ |
ويُحي العظامَ البيضَ وهي رميمُ |
|
لقد كنتُ أطوي البطنَ والزادُ يُشتهى |
مخافةَ يومٍ أن يُقالَ لئيمُ |
حاتم الطائي:
أريني كريماً ماتَ من قبلِ حينهِ |
فيرضى فؤادي أو بخيلاً مُخلّدا |
حاتم الطائي:
وقد علِمَ الأقوامُ، لو أنَّ حاتِماً |
أرادَ ثراءَ المالِ كانَ لهُ وَفْرُ |
|
وإني لا آلو ،بمالٍ صنيعةً |
فأوّلهُ زادٌ، وآخرهُ ذُخْرُ |
|
يُفَكُّ بهِ العاني ويُؤكَلُ طَيباً |
وما إن تُعَريهِ القِداحُ ولا لا الخمرُ |
حاتم الطائي وفي بعض الروايات قيس بن عاصم المنقري:
أيا ابنةَ عبدِ الله وابنةَ مالكٍ |
ويا ابنة ذي البُردينِ والفَرَسِ الوَردِ |
|
إذا ما صنعتِ الزاد فالتمسي لهُ |
أكيلاً فإنّي لستُ آكلَهُ وحدي |
|
أخاً طارقاً أو جارَ بيتٍ فإنّني |
أخاف مذَمّاتِ الأحاديثِ من بَعدي |
|
وإنّي لعبدُ الضّيفِ مادامَ ثاوي |
وما فيَّ إلا تلكَ من شِيمِةِ العبدِ |
حاتم الطائي:
وعاذلتين هَبّتا بعد هَجعةٍ |
تلومانِ متلافاً مُفيداً مُلوّما |
|
تلومان،لمّا غَوَّرَ النجمُ،ضَلة |
فتىً لا يرى الإنفاق في الحمدِ مغرما |
|
فقلتُ،وقد طال العتاب عليهما ألا لا تلوماني على ما تقدَّما |
|
وأوعدتماني أن تبينا وتصرما: كفى بصروف الدهرِ للمرءِ مُحَكِّما |
فإنّكما لا ما مضى تدركانه |
ولستُ على ما فاتني مُتندِّما |
فنفسك أكرمها،فإنّكَ إن تَهُن |
عليك،فلن تلقى لها الدهر مكرما |
|
أهِن للذي تهوى التلادَ،فإنّهُ |
إذا مُتَّ كان المالُ نهباً مُقسّما |
|
ولا تشقينَ فيه فيسعد وارثٌ |
به،حين يغشى أغبرَ الجوفِ مظلما |
|
يُقسّمهُ غنماً ويشري كِرامه قليلاً به ما يَحمدنَّكَ وارثٌ |
وقد صرتَ في خطِّ من الأرضِ اعظما إذا نالَ ممّا كنتَ تجمعُ مغنما |
حاتم الطائي:
وإنّي لأستحي حياء يسّرني |
إذا اللؤم من بعضِ الرجال تطلعا |
|
إذا كان أصحاب الإناء ثلاثة |
حيياً ومستحيا وكلبا مجاشعا |
|
فإنّي لأستحي أكيلي أن يرى أكفُّ يدي من أن تمسّ أكفهم |
مكان يدي من جانب الزاد أقرعا إذا نحنُ أهوينا وحاجتنا معا |
|
وإنك مهما تُعطِ بطنكَ سؤله |
وفرجكَ نالا منتهى الذمِّ أجمعا |
حاتم الطائي:
وقائلةٍ أهلكتَ بالجودِ مالنا |
ونفسَكَ حتى ضرَّ نفسك جودُها |
|
فقلت:دعيني،إنما تلكَ عادتي |
لكلِّ كريمٍ عادةٌ يستعيدها |
حاتم:
تلومُ على إعطائي المال،ضِلةً |
إذا ضنَّ بالمالِ البخيلُ وصّردا |
|
تقولُ:ألا أمسِكْ عليكَ،فإنّني |
أرى المال عند المسكين معبّدا |
|
ذريني وحالي،‘نَّ مالِ وافِرٌ |
وكلُّ امرىءٍ جارٍ على ما تعوّدا |
حاتم الطائي:
وأجعلُ مالي دونَ عِرضي، جنةً |
لنفسي،فأستغني بما كان من فضلي |
|
ولي مع بذلِ المال والبأس،صولةٌ |
إذا الحربُ أبدت عن نواجذها العصل |
|
وما من لئيمٍ عالهُ الدهرُ مرةً |
فيذكرها،إستمال إلى البخلِ |
حاتم الطائي:
أشاوِرُ نفسَ الجودِ حتى تُطيعني |
وأتركُ نفسَ البُخلِ لا أستشيرُها |
|
وليسَ على ناري حجاب يكنها |
لمستوبص ليلاً،ولكن أنيرها |
حاتم الطائي:
ذريني يكُنْ مالي لِعرضي جُنّةً |
يقي المالُ عِرضي،قبل أن يتبددا |
|
أريني جواداً مات هَزلاً،لعلّني |
أرى ما ترينَ أو بخيلاً مُخلّدا |
|
وإلا فَكُفّي بعض لومكِ،واجعلي |
إلى رأي من تلحين،رأيك مسندا |
حاتم:
ولله صعلوك يساور همّهُ |
ويمضي على الأحداثِ والدهرُ مُقدما |
|
فتى طلباتٍ،لا يرى الخمص ترحة |
ولا شبعةً،إن نالها،عدَّ مغنما |
|
إذا ما أرى يوماً مكارم أعرضتْ |
تيممَ كبراهنّ،تمت صمما |
حاتم:
ولا تسأليني،واسألي أيُّ فارسٍ |
إذا بادر القومُ الكنيفَ المُسّبرا |
|
فلا هي ما ترعى جميعاً عشارها |
ويصبحُ ضيفي ساهِمَ الوجهِ أغبرا |
|
متى ترني أمشي بسيفيَ،وسطها |
تخفني وتضمره بينها أن تجزرّا |
حاتم:
إذا ما بخيلُ الناس هرت كلابه |
وشق على الضيف الضعيف عقورها |
|
فإني جبانُ الكلب،بيتي مُوَطأً |
أجودُ،إذا ما الأنفسُ شح ضميرها |
حاتم:
وإني لتهواني الضيوفُ إذا رأتْ |
بعلياء ناري آخرَ الليل توقدُ |
عنترة العبسي:
ومالي في الشدائدِ من مُعين |
سوى قيس الذي منها يقيني |
|
كريمُ في النوائبِ أرتجيهِ |
كما هو للمعامعِ يصطفيني |
|
لقد أضحى متيناً حبلُ راجٍ |
تمسكَ منهُ بالحبلِ المتينِ |
عنترة العبسي:
يا أيها الملكُ الذي راحاتُهُ |
قامتْ مقامَ الغيثِ في أزمانهِ |
|
يا مُخجلاً نوءَ السماءِ بِجودهِ |
يا مُنقذَ المحزونِ من أحزانهِ |
عنترة:
كفى حاجةَ الأضيافِ حتى يريحها |
على الحيِّ منا كلُّ أروعَ ماجد |
|
تراهُ بتفريجِ الأمور ولفّها |
لما نالَ من معروفها غيرَ زاهدِ |
عنترة:
وإذا صحوتُ فما أُقصّرُ عن ندىً |
وكما علمت شمائلي وتكرمي |
عنترة:
يفيضُ عطاؤه من راحتيهِ |
فما ندري أبحرٌ أم غمام |
عمرو بن معدي يكرب:
ويبقى بعد حلم القوم حلمي |
ويفنى قبل زادِ القومِ زادي |
علقمة الفحل:
لتبلغني دار امرىءٍ كان نائياً |
فقد قَرّبتني من نداكَ قروبُ |
عروة بن الورد:
هلا سألت بني عيلان كُلُّهم |
عندَ السنين إذا ما هبت الريح |
|
قد حانَ قدح عيال الحي إذ شبعوا |
وآخر لذوي الجيرانِ ممنوحُ |
عروة بن الورد:
فِراشي فراشُ الضيفِ والبيتُ بيتَهُ |
ولم يلهني عنه غزال مُقَنّعُ |
|
أحدثهُ إنَّ الحديثَ من القِرى |
وتعلمُ نفسي أنه سوفَ يَهجعُ |
عروة بن الورد:
إنّي امرؤٌ عافي إنائي شِركةٌ |
وأنتَ امرؤٌ عافي إنائكَ واحدُ |
|
أتهزأ مني أن سمنتَ وأن ترى |
بوجهي شحوبَ الحقِّ والحقُّ جاهدُ |
|
أُقَسِمُ جسمي في جسومٍ كثيرةٍ |
وأحسو قَراحَ الماءِ والماءُ باردُ |
عروة بن الورد:
وقد علمت سُليمى أن رأي |
ورأي البخل مختلف شتيت |
|
وأني لا يريني البخل رأي |
سواءٌ إن عطشتُ وإن رويت |
|
وأكفى ما علمتُ بفضلِ علمٍ |
وأسالُ ذا البيانِ إذا عميت |
ذو الإصبع العدواني:
أُكرِمُ الضّيفَ والنزيل،وإن بتّ |
خميصاً،يضمُّ بعضيَ بعضي |
معن بن أوس:
ولا مؤثراً نفسي على ذي قرابة |
وأُؤثرُ ضيفي ما أقامَ على أهلي |
أبو نُخيلة الراجز السعدي:
شكرتُكَ إنَّ الشكر حبلٌ من التقى |
وما كلُّ من أوليته نعمةً يقضي |
|
وألفيتَ،لما أن أتيتُكَ زائراً |
عليَّ لحافاً سابغَ الطَولِ والعرضِ |
|
وأحييتَ لي ذكري وما كان خاملاً |
ولكن بعضَ الذكر أنبَهُ من بعضِ |
المرار الفقعسي:
إذا افتقرَ المرَّارُ لم يُرَ فقرهُ |
وإن أيسرَ المرَّارُ أيسرَ صاحبُهُ |
امرؤ القيس:
وشمائلي ما قد علمتِ وما |
نبحتْ كلابُكَ طارقاً مثلي |
رويد بن وابصة الكناني:
كفى لك أن تخيّرها كريمٌ |
لهُ في كلِّ مَكرُمةٍ يمينُ |
|
يُقسِّمُ مالهُ والروضُ يُندي |
وفي اللزبات أكرمُ ما يكونُ |
ابن وابصة الثقفي:
وما وجدَ الأضيافُ فيما ينوبهم |
لهم عند أزماتِ الشتاءِ فتىً مثلي |
الأحنف بن قيس:
فلو مُدَّ سَروْي بمالٍ كثير |
لَجُدتُ وكنتُ لهُ باذلاً |
|
فإنَّ المروءة لن تُستطاع |
إذا لم يكن مالها فاضلا |
ابن الرومي:
لتهنأ رجالٌ لا تزال تجودهم |
سحائبُ من كلتا يديك مواطِرُ |
|
عُنيت بهم حتى كأنّك والدٌ |
لهم وهم ـ دوني ـ بنوك الأصاغرُ |
ابن الرومي:
فتى لا يرى تأخير غوث وليه |
ولا يقتضيه الشكر بالعرض الأدنى |
|
ولكنهُ يُعطي البلاغ إلى الغنى |
إلى أن يعين الوجد هِمّته الكبرى |
|
هنالك يدعو الشاكرين لشكره |
بغير لسان بل بألسنة الجدوى |
ابن الرومي:
من كُلِّ طُولٍ وطَولٍ في شمائلهِ |
وكلِّ جودٍ في أناملهِ |
|
من لا يرى المالَ إلا هَمَّ خازنهِ |
ولا يرى الزادَ إلا ثقل آكلهِ |
|
مما حفظناهُ من أمثالِ حكمته: |
لن يملكَ المالَ إلا كفُّ باذلهِ |
ابن الرومي:
لا تُفرطُ الجدوى أنامل كفّهِ |
حتى يهشَّ إلى فَعال ثاني |
|
يبغي بذلك قربةً أو صيتةً |
وأثيرُ هِمّتهِ رضا الرحمن |
|
عجزت يداي عن الجزاء فألقتا |
عبء الشكور على ثناء لساني |
ابن الرومي:
وأريحيُّ إذا جادتْ أناملهُ |
في المَحْلِ لم يُستبَنْ للغيثِ فقدان |
|
وكيفَ يبخلُ من نيطتْ به شِيمٌ |
تقضي بأن ليس غير البذلِ قُنيان |
|
وإنّ حاصلَ ما جادتْ يدا رجل |
ما حُملّتْ ألسنٌ منه وآذان |
ابن الرومي:
إذا أبو قاسمٍ جادتْ لنا يدهُ |
لم يُحمد الأجودان:البحرُ والمطرُ |
ابن الرومي:
كأن مواهبهُ في المحول |
آراؤه عند ضيق الحيلْ |
|
فلو كانَ غيثاً لعمَّ البلادَ |
ولو كان سيفاً لكان الأجل |
|
ولو كان يعطي على قدره |
لأغنى النفوس وأفنى الأمل |
ابن الرومي:
ليسَ الكريم الذي يُعطي عَطيّتهُ |
عن الثناءِ وإن أغلى به الثّمنا |
|
بل الكريمُ الذي يُعطي عطيّتهُ |
لغيرِ شيئٍ سوى استحسانه الحَسنا |
|
لا يستثيبُ ببذلِ العُرفِ مَحمدةً |
ولا يَمُنّ إذا ما قَلّد المِننا |
ابن الرومي:
غَمرتنا منكَ الأيادي اللّواتي |
ما لِمعشارِها لدينا كِفاءُ |
|
فنهانا عنكَ الحياءُ طويلاً |
ثم قد ردَّنا إليك الحياءُ |
ابن الرومي:
رأيتُ المَطل مَيداناً طويلاً |
يروضُ طِباعَهُ فيه البخيلُ |
|
فما هذا المِطالُ فدتك نفسي |
وباعُكَ في النّدى باعٌ طويلُ |
|
أظُنُّكَ حينَ تقدِرُ ليَ نوالاً |
يَقِلُّ لديكَ منهُ الجزيلُ |
|
ويُعوِّزُكَ الذي ترضى لمثلي |
وإن لم يُعوِز الرأيُ الجميلُ |
وفيما بينَ مَطْلِكَ واختلالي |
يموتُ بدائهِ الرّجلُ الهزيلُ |
|
فلا تَقدِرْ بِقدرِكَ ليَ نوالاً |
ولا قَدري فتحقِرْ ما تُنيلُ |
|
وأطلِقْ ما تهُّمُ به عساهُ |
كفاني أيّها الرجل النبيلُ |
|
ابن الرومي:
المُنعمونَ وما منّوا على أحدٍ |
يومَ العطاءِ ولو مَنّوا لما مانوا |
|
كمْ ضَنَّ بالمالِ أقوامٌ وعندهمُ |
وَفْرٌ،وأعطى العطايا وهو يدانُ |
ابن الرومي:
يامن غدا مالهُ في الناسِ مُشتركاً |
ومن تَوحّدَ بالمعروف وانفردا |
ابن الرومي:
لهُ مواعيدُ بالخيراتِ ناجزةٌ |
لكنّهُ يسبقُ الميعاد بالصَّفَدِ |
|
يُعطيكَ في اليوم حق اليوم مبتدئاً |
ولا يضيع بعد اليوم حقّ غدِ |
ابن الرومي:
وهذا شتاء قد أظلَّ رواقه |
وجارُكَ جارٌ لا يخاف |
ابن الرومي:
يا وجه ذي كرمٍ حالت بشاشتهُ |
لن تُحسن الشمسُ إلا ذاتَ إشراق |
ابن الرومي:
إذا أمطرت كفاه بالبذل نوَّرت |
له الأرض واهتزت رباها من الخصب |
ابن الرومي:
يتلقى المُدفّعين عن الأب |
واب بالبِشرِ منه والترحيبِ |
|
لو أبى الراغبونَ يوماً نداهُ |
لدعاهم إليه بالترهيبِ |
|
رُبَّ أُكرومةٍ له لم تَخَلها |
قبلهُ في الطباعِ والتركيبِ |
ابن الرومي:
رأيتُكَ لا تَلَذُّ لطعمِ شيءٍ |
تَطعّمهُ سوى طعمِ العطاءِ |
|
وما أهدي إليك من امتياحي |
أحبَّ إليكَ من حسنِ الثناءِ |
|
ولكنّي أُلقيِّ العُرفَ عُرفاً |
وإن كنتُ الغنيَّ عن الجزاءِ |
ابن الرومي:
لاقيتُ من لا أُبالي بعدهُ أبداً |
من ضَنَّ عني بمعروفٍ ومن سمحا |
|
وجادَ جودين:أما الكفُّ فانبسطت |
بما أنالَ،وأما الصدرُ فانشرحا |
ابن الرومي:
ليسَ الجوادُ بمن يجودُ غُدّوهُ |
حتى يجودَ غدُّوه ورَواحهُ |
|
ويطولُ بين السائلينَ بقاؤهُ |
وكأن خاتمَ وجوده مفتاحهُ |
ابن الرومي:
رأيتُكَ تُعطي المالَ إعطاءَ واهبٍ |
إذا المرءُ أعطى المالَ إعطاءَ مشتري |
|
ولكن رأيتَ العُرفَ عرفاً لعينهِ |
فجُدتَ ببذلِ العرفِ جُودَ مُخيّرِ |
|
وفي الناسِ من يُعطي عطاءً مُتاجرٍ |
وآخر يعطي كالسحابِ المثسّخرِ |
ابن الرومي:
منابذ لأعاديه وثروتهِ ممن يرى المنعَ إسرافاً وحُقَّ لهُ |
فليس يألوُهما ما اسطاع إتلافا أليسَ ما يُتلف الأعراض إسرافا |
|
أمسى أبا منزلٍ والجودُ خادِمهُ |
والأرضُ داراً له والناسُ أضيافا |
|
أولى المضيفين بالدفء الملوذ به |
مشتىً وأجدرهم بالظلِّ مصطافا |
|
يلينُ للريحِ إن هزّتهُ ليّنةً |
ولا يلين إذا هزّته مِعصافا |
ابن الرومي:
وإذا امرؤٌ مدحَ امرأً لنوالهِ |
وأطالَ فيه فقد أرادَ هجاءه |
ابن الرومي:
والناسُ تحت سماء منكَ مُشمسةٍ |
والناسُ تحتَ سماء منك مدرار |
ابن الرومي:
هب الروض لا يثني على الغيث نشره |
أمنظره يُخفي مآثره الحسنى |
ابن الرومي:
أصبحتُ بين حضاضةٍ ومذّلةٍ |
والحرُّ بينهما يموت هزيلا |
|
فامُددْ إليَّ يداً تعوّدَ بطنُها |
بذلَ النّدى وظهورها التقبيلا |
ابن الرومي(رواية أخرى):
أصبحتُ بين ضراعة وتجمّل فامدد إليَّ يداً تعوّدَ بطنها |
والمرءُ بينهما يموت هزيلا بذلَ النوالِ وظهرُها التقبيلا |
ابن الرومي:
قومٌ سماحتهم غيثٌ،ونجدتهم |
غَوثٌ،وأراؤهم في الخطب شُهبانُ |
|
صانوا النفوسَ عن الفحشاء وابتذلوا |
منهنّ في سُبُلِ العلياء ما صانوا |
|
المُنعمونَ وما منّوا على أحدٍ |
يوماً بنعمى،ولو منّوا لما مانوا |
ابن الرومي:
مهما أتى الناسُ من طَولٍ ومن كَرَمٍ |
فإنّما دخلوا البابَ الذي فتحا |
ابن الرومي:
هو بحرٌ من البحورِ فرات |
ليسَ ملحاً،وليسَ حاشاهُ ضحلا |
ابن الرومي:
مُقَبَّلُ ظهرَ الكفِّ،وهّابُ بطنها |
لهُ راحةٌ فيها الحطيمُ وزمزمُ |
|
فظاهرها للناس ركنٌ مُقَبّلٌ |
وباطنها عينٌ من الجودِ عَيلَمُ |
ابن الرومي:
تعوّدتِ المواهبَ والعطايا |
أناملُ فيضُ راحتها انسجامُ |
|
فليس لها عن الحمد انفراج |
وليس لها على المال انضام |
ابن الرومي:
وأنت الذي لا يُنكرُ الناس أنه |
هدىً لأخي جورٍ،غنىً لفقيرِ |
|
لكَ الدهرُ معروفٌ شهيرٌ،وإنّما |
تحب من المعروفِ كلَّ ستير |
|
إذا زاركَ العافونَ كان إيابُهم |
إيابَ بشيرٍ لا إيابَ نذير |
ابن الرومي:
والحمدُ رلله أعلاني وشرفني |
حتى تعاليتُ أن تُسدى إليَّ يدُ |
|
للِعُرفِ نحو أناسٍ مسلك صَبَبٌ |
ومسك العرف نحوي مسلك صَعَدُ |
ابن الرومي:
فتى يرى ماله كالداءِ يحسمهُ |
ولا يراه كعضوٍ منه محروزِ |
|
يهتزُّ للمجدِ من تلقاء شيمته |
والحرّث يهتزُ عفواً غيرَ مهزوز |
ابن الرومي:
إذا أبو قاسمٍ جادتْ لنا يدهُ |
لم يُحمد الأجودان:البحر والمطرُ |
|
جمعنَ العُلا بالجودِ بعد افتراقها |
إلينا كما الأيامُ يجمعها الشهر |
ابن الرومي:
مديحي عصا موسى وذلكَ أنني |
ضربتُ به بحرَ النّدى فتضحضحا |
|
فيا ليتَ شعري إن ضربتُ به الصّفا |
أيبعث لي منه جداولَ سُيّحا |
|
كتلكَ التي أندتْ ثرى الأرض يابساً |
وأبدتْ عيوناً في الحجارة سُفحّا |
|
سأمدحُ بعض الباخلينَ لعلّه |
إن اطّردَ القياس أن يتسّمحا |
ابن الرومي:
قومٌ يُحبّونَ مبطانَ الضيوف وما |
فيهم على حُبّهمْ إياهُ مبطانِ |
|
بل كُلُّهم لابسٌ حلماً ومُنتزعٌ |
رأياً ومطعامُ أضياف ومعطانِ |
ابن الرومي:
ليسَ الكريمُ الذي يُعطي عطيتهُ |
على الثناءِ وإن أغلى بهِ الثمنا |
|
بل الكريمُ الذي يُعطي عطيتهُ |
لغير شيء سوى استحسانه الحسنا |
|
لا يستثيبُ ببذلِ العُرْفِ محمدةً |
ولا يَمُنُّ إذا ماقلّد المِننا |
|
حتى لتحسب أن الله أجبرهُ |
على السماحِ ولم يَخلقهُ مُمتحنا |
ابن الرومي:
كم ظهر ميتٍ مقفرٍ جاوزتهُ |
فحللتُ ربعاً منك ليسَ بمقفرِ |
|
جودٌ كَجودِ السيلِ إلا أنّ ذا |
كَدِرٍ وأن نداكَ غير مكدّرِ |
ابن الرومي:
أيعطش أمثالي وواديك فائضٌ |
ويُجدِبُ أمثالي ووداديكَ أخضر؟ |
ابن الرومي:
يا سائلي عن جودهِ بجزيلهِ |
ورضاه من شُكرِ امرىء بطفيفه |
|
أضحى حليفاً للسّماحِ ولم يكن |
ليراهُ ربك غادراً بحليفه |
|
نغدو بمدح فيه أيسرُ حقّهِ |
فنحوزُ كل تليده وطريفه |
ابن الرومي:
ما زالَ يتبعُ بشرَهُ معروفه |
والغيثُ يتبعُ برقَهُ تنضاحهُ |
ابن الرومي:
يُعطي الرغائبَ جوداً من طبيعتهِ |
لا كالمتاجرِ بالمعروفِ أحياناً |
|
لا يستثيبُ ببذلِ العُرفِ محمدةً |
ولا تراهُ بما أسداهُ منانا |
ابن الرومي:
وما في الناسِ أجودُ من شُجاعٍ |
وإن أعطى القليلَ من النوالِ |
|
وذلكَ أنّهُ يُعطيكَ ممّا |
تفىء عليه أطرافُ العوالي |
|
وحسبُكَ جودُ من أعطاكَ مالاً |
جباهٌ بالطِّرادِ وبالنزالِ |
|
شرى دمهُ ليحويهُ فلّما |
حواهُ حوى به حمدَ الرجال |
ابن الرومي:
ليس لذي الجودِ سوى عِرضهِ |
من ملكهِ دون النّدى مَحرمُ |
ابن الرومي:
ليسَ الكريم من اشترى بنوالهِ |
حَمْدَ الرجالِ وإن أنالَ جزيلا |
|
لكنهُ من جادَ جُودَ طبيعةٍ |
ورأى الفعالَ من الفعال جميلا |
ربيعة الرّقي:
لَشتان ما بين اليزيدين في الندى |
يزيد سليم والأغرّ ابن حاتم |
|
فَهَمُّ الفتى الأزديِّ إتلاف مالهِ |
وهَمُّ الفتى القيسي جمعُ الدراهمِ |
|
فلا يحسب التمتامُ أني هجوتهُ |
ولكنني فضّلتُ أهل المكارمِ |
عاصم بن هلال النمري:
ألم تعلمي أنّي لِكُلِّ مُلّمةٍ |
تَحيّفُ أموالَ الكرام رؤومُ |
|
وأنَّ النّدى مولى طريفي وتالدي |
وأني قريبٌ للِعفاةِ حميمُ |
|
كعب بن زهير:
وقد علِمَ الضيفُ والمٌرملونَ |
إذا اغبرَّ أُفقٌ وهَبّت شمالا |
|
بأنّكَ ربيعٌ وغيثٌ مَريعٌ |
وقِدْماً هُناكَ تكونُ الثِّمالا |
كعب بن زهير:
المُطعمون إذا ما أزمةٌ أزَمَتْ |
والطيّبونَ ثياباً كُلّما عَرقوا |
القطامي:
جزى الله خيراً والجزاءُ بكفّهِ هُمُ حملوا رَحلي ،وآدوا أمانتي |
بني دارمٍ عن كُلِّ جان وغارمِ إليَّ، وردُّوا فيَّ ريشَ القوادمِ |
|
ولا عيبَ فيهم غيرَ أنَّ قدورَهُمْ |
على المالِ أمثالُ السِّنينَ الحواطمِ |
|
وأنَّ مواريثَ الأُلى يرثونهمْ |
كُنوزُ المعالي لا كنوزُ الدراهمِ |
|
وما ضرَّ منسوباً أبوهُ وأُمّهُ |
إلى دارمٍ أن لا يكونَ لهاشمِ |
الكميت بن زيد:
لو قيل للجود من حليفُكَ ما |
إن إلا إليك ينتسِبُ |
|
أنتَ أخوهُ وأنتَ صورتهُ |
والرأسُ منكَ وغيرُكَ الذّنبُ |
|
أحرزت فضلَ النضال في مَهلٍ لو أن كعباً وحاتماً نُشرا |
فكلّ يومٍ بكفّكَ القصبُ كانا جميعاً من بعضِ ما تهبُ |
|
لا تُخلفُ الوعد إن وعدت ولا ما دونك اليوم من نوالٍ ولا |
أنتَ عن المعتفين تحتجبُ خلفكَ للراغبين منقلبُ |
الكميت بن زيد الأسدي:
بلوناكَ في أهل النّدى ففضلتهم |
وباعك في الأبواعِ قِدماً فطالها |
|
فأنت الندى فيما ينوبك والسُّدى |
إذا الخود عدَّت عقبة القِدر مالها |
أحدهم:
ولرّبما بخلَ الكريمُ وما بهِ |
بخل ولكن سوءُ حظِّ الطالبِ |
أبو العتاهية:
وكنتُ إذا جئتُ في حاجة |
فأمري يجوزُ على أمرهِ |
|
فتىً،لم يُخَلِّ الندى ساعةً |
على يُسرهِ كان ،أو عُسرهِ |
|
تظلُّ نهاركَ في خَيرهِ |
وتأمنُ ليلكَ من شرّهِ |
أبو العتاهية:
فإذا ابتُليتَ ببذلِ وجهك سائلاً |
فابذلهُ للمتكّرمِ المِفضالِ |
أبو العتاهية:
بسطتُ كَفي نحوكم سائلاً |
ماذا تردّونَ على السائلِ؟ |
|
إن لمْ تُنيلوهُ فقولوا لهُ |
قولاً جميلاً بدلَ النائلِ |
|
أو كنتُمُ العامَ على عُسرةٍ |
ويلي فَمنُّوهُ إلى قابلِ |
أبو العتاهية:
أبو العتاهية:
إنّ المطايا تشتكيك لأنها |
قطعت إليكَ سَباسباً ورِمالا |
|
فإذا وردَن بنا وردنَ خفائفاً |
وإذا صَدرنَ بنا صَدرنَ ثقالا |
أبو العتاهية:
فتى ما استفاد المال إلا أفاده |
سواه كانَ الملك في كفه حلم |
|
إذا ابتسم المهدي نادت يمينه: |
ألا من أتانا زائراً فله الحكم |
أبو العتاهية:
ما كان هذا الجودُ حتى كُنتَ يا |
عمروٌ ولو يوماً تزول لزالا |
|
إنّ المطايا تشتكيكَ لأنها |
قطعت إليك سباسباً ورمالا |
|
فإذا وردنَ بنا وردنَ خفافاً |
وإذا صدرنَ بنا صدرنَ ثِقالا |
أبو العتاهية:
أبو العتاهية:
إذا المرءُ لم يُعتِق من المالِ نفسَه |
تملكَّهُ المالُ الذي هو مالِكُه |
|
ألا إنّما مالي الذي أنا مُنفِقٌ |
وليس ليَ المالُ الذي أنا تارِكُهْ |
جرير:
إن المُهاجرَ حينَ يبسط كفّهُ |
سِبْطُ البنان طويلُ عظمِ الساعدِ |
|
قَرْمٌ أغرُّ إذا الجدودُ تواضعتْ |
سامى من البزرى بجدِّ صاعدِ |
|
يا ابنَ الفروع يمدُّها طيبُ الثرى |
وابنَ الفوارسِ والرئيس القائدِ |
جرير:
سيروا إلى البلدِ المباركِ فانزلوا |
وخذوا منازلكم من الغيثِ الحَيا |
|
سيروا إلى ابنِ أرومة عاديةٍ |
وابنِ الفروعِ يمدُّها طيبُ الثرى |
جرير:
وإنّي لَعفُّ الفقر مُشتركُ الغنى |
سريع ـ إذا لم أرض جاري ـ انتقاليا |
جرير:
ما أوقدَ الناسُ من نيرانِ مَكرُمةٍ |
إلا اصطلينا وكنا مُوقدي النارِ |
جرير:
ألستم خيرَ من ركبَ المطايا |
وأندى العالمين بطون راح |
جرير:
وراضِ بني تيم بن مرّة إنهم |
قرومٌ تسامى للعلى والمكارم |
جرير:
وإذا المُجاوِرُ خافَ من أزماتهِ |
كَرْباً،وحلَّ إليكمُ لم يَكربِ |
|
فانفخ لنا بسجالِ فضلٍ منكمُ |
واسمع ثنائي في تلاقي الأركبِ |
|
آباؤكَ المتخيَّرونَ أولوا النهى |
رفعوا بناءكَ في اليفاعِ المرقبِ |
|
تندى أكفّهُمُ بخيرِ فاضلٍ |
قدماً إذا يبست أكفُّ الخيبِ |
جرير:
لولا ابن عائشة المُباركُ سَيبهُ |
أبكى بنيَّ وأُمهمْ طولُ الطوى |
جرير:
أغثنِي يا فداكَ أبي وأمّي |
بِسَيبٍ منك إنّكَ ذو ارتياحِ |
|
فإنّي قد رأيتُ عليَّ حقاً |
زيارتي الخليفة وامتداحي |
|
سأشكرُ أن رددتَ عليَّ ريشي ألستم خيرَ من ركبَ المطايا |
|
وأنبتَّ القوادمَ في جناحي وأندى العالمين بطون راحِ |
جرير:
فما كعبُ بن مامةَ وابن سُعدى |
بأجودَ منكَ يا عُمَرُ الجوادا |
|
وتبني المجدَ يا عمرُ بن ليلى |
وتكفي المُمحِلَ السّنة الجمادا |
الفرزدق:
لا يستطيعُ جوادٌ بعدَ جُودِهمُ |
ولا يُدانيهمُ قومٌ وإن كرموا |
|
هُمُ الغيوثُ،إذا ما أزمةٌ أزَمتْ |
والأسدُ أُسدُ الشّرى والبأسُ محتدمُ |
|
لا يُنقِصُ العُسرُ بسطاً من أكفهمُ |
سيّان ذلك:إن أثروا وإن عَدموا |
وحبل الله حبلك من نيله |
فما لعرى إليه من انفصام |
|
فإني حامل رجلي ورحلي |
إليك على الوهون من الفطام |
الفرزدق:
أنتَ الجوادُ الذي تُرجى نوافلهُ |
وأبعدُ الناسِ كلَّ الناسِ من عارِ |
|
وأقربُ الناسِ كلِّ الناس من كَرَمٍ |
يُعطي الرغائبَ لم يَهمُم بإقتارِ |
الفرزدق:
لا يستطيعُ جوادٌ بُعدَ غايتهم |
و لا يُدانيهمُ قومٌ وإن كرموا |
|
لا ينقصُ العسرُ بسطاً من أكفّهمُ |
سِيّان ذلك إن أثروا وإن عدموا |
الفرزدق:
فلما دنا قلتُ ادنُ دُونكَ إنني |
وإيّاكَ في زادي المشتركانِ |
|
فبتُّ أقُدُّ الزادَ بيني وبينَهُ |
على ضوءِ نارٍ مرةً ودُخانِ |
الفرزدق:
أعطانيَ المالَ حتى قلتُ يُودعني |
أو قلتُ أودعَ لي مالاً رآه لنا |
|
فَجودُهُ متعبٌ شكري ومِننهُ |
وكلما زدت شكراً زادني مِننا |
|
يرمى بهمته أقصى مسافتها |
ولا يريدُ على معروفهِ ثمنا |
الفرزدق:
إنَّ المهالبةَ الكرامَ تحملّوا |
دفعَ المكارهِ عن ذوي المكروه |
|
زانوا قديمهم بحسنِ حديثهم |
وكريمَ أخلاقٍ بحسنِ وجوه |
الفرزدق:
وقد خمدتْ نارُ النّدى بعد غالبٍ |
وقصّرَ عن معروفهِ كلُّ فاعلِ |
الفرزدق:
حَمّالُ أثقالَ أقوامٍ،إذا افتُدحوا |
حلوُّ الشمائلِ،تحلو عندهُ نعمُ |
|
ما قالَ :لا قط،إلا في تشهده |
لولا التشهدُ كانت لاءه نعمُ |
|
عمَّ البرية بالإحسان،فانقشعت |
عنها الغياهب والإملاق والعدمُ |
الفرزدق:
لهُ راحةٌ بيضاءُ يندى بنانُها |
قليلٌ،إذا اعتلَّ البخيلُ اعتلالها |
الفرزدق:
إذا مِسمَعٌ أعطتكَ يوماً يمينُهُ |
فَغُدْتَ غداً عادت عليك شمالُها |
|
شِمالٌ من الأيمانِ خيرٌ عَطيّةً |
يُهانُ ويُعطى في الحقائقِ مالُها |
|
أعِدْ لي عطاءً كنتَ عوّدتني لهُ |
جَداً دَفقةٍ كانت غِزاراً سجالها |
الفرزدق:
رأيتُ بلالاً يشتري بتلادهِ |
مكارِمَ فضلٍ لا تُنالُ فواضلهْ |
|
هو المُشتري ما لا يُنالُ بما غلا |
من المجدِ والمفضولُ رامٍ يُناضلهْ |
|
رأيت أكُفّاً قصّرَ المجدُ دونها |
وكفّا بلالٍ فيهما الخيرُ كامِلهْ |
الفرزدق:
أرى الثقلين الجنّ والإنس أصبحا |
يمدّان أعناقاً إليك تقرّبُ |
|
وما منهما إلا يرّجى كرامة |
بكفيك أو يخشى العقابَ فيهربُ |
|
وما دونك كفيك انتهاءٌ لراغبِ |
ولا لِمناهُ من ورائكَ مذهبُ |
الفرزدق:
وأنتَ امرؤٌ تحمي ذِمارَ عشيرةٍ |
كِرامٍ بِجزلٍ من عطائكَ نافعِ |
|
جمعتَ العُلى والجودَ والحِلمَ تقتدي |
بقتل أبيك الجوعَ عن كلِّ جائعِ |
|
وأنتَ الجوادُ ابنُ الجوادِ وسيّدٍ |
لسادةِ صدقٍ والكهولِ الأصالعِ |
|
وأنتَ امرؤٌ إن تُسألِ الخيرَ تُعطهِ |
جزيلاً وإن تشفع تكنْ خيرَ شافعِ |
الفرزدق:
دعي الذين همُ البُخّالُ وانطلقي |
إلى كثير،فتى الجودِ ابنِ سَيّارِ |
|
إلى الذي يَفضلُ الفتيانَ نائلهُ |
يداهُ مثلُ خليجي دجلةَ الجاري |
الفرزدق:
أبى طيبُ كفيكَ الكثير نداهُما |
وإعطاؤُكَ المعروف أن تتشّددا |
|
لِحقنِ دمٍ أو ثروةٍ من عَطيّةٍ |
تكون حيا من حلَّ غوراً وأنجدا |
|
وما سالَ في وادٍ كأوديةٍ لهُ |
دفعنَ معاً في بحرهِ حين أزبدا |
الفرزدق:
وما بِجودِ أبي الأشبال من شَبَهٍ |
إلا السّحابُ وإلا البحرُ إذ زَخرا |
|
كلتا يديه يمينٌ غيرُ مُخلِقةٍ |
تُزجي المنايا وتسقي المُجدبَ المطرا |
الفرزدق:
رأيتُ يديكَ خيرَ يدي جوادٍ |
وأعيا دونَ جَريكَ كلُّ جارِ |
|
كريمٌ يشتري بالمالِ حَمداً |
مكارِمَ قد غلونَ على التِّجارِ |
الفرزدق:
لَنِعمَ أبو الأضيافِ في المَحْلِ غالبٌ |
إذا لبس الغادي يديه من البَرْدِ |
|
وما كانَ وقّافاً على الضيفِ مُحجماً |
إذا جاءهُ يوماً ولا كابيَ الزِّندِ |
الفرزدق:
يجودُ وإن لم ترتحلْ يا ابنَ غالبٍ |
إليه،وإن لاقيتهُ فهو أجودُ |
الفرزدق:
أخو شتواتٍ يرفعُ النارَ للقِرى |
إذا كعمَ الكلب اللئيم وأخمدا |
الفرزدق:
فقلت إلى الطعام فقال منهم |
فريقٌ يحسد الإنس الطعاما |
الفرزدق:
يكادُ يُمْسِكهُ عِرفانَ راحتهِ |
رُكنُ الحطيمِ إذا ما جاء يَستلمُ |
الفرزدق:
لن تدركوا كرمي بلؤم أبيكم |
وأوابدي بتنحل الأشعار |
الفرزدق:
على ساعة،لو كان في القوم حاتم |
على جوده،ضنّت به نفس حاتم |
الفرزدق:
ومنا الذي اختيرَ الرجالَ سماحةً |
وجوداً إذا هبَّ الرياحُ الزعازعُ |
الأخطل:
هم الذين يبارون الرياح إذا |
قلَّ الطعام على العافين أو قَتروا |
الأخطل:
وإن كانت النعماءُ فيهم جَزوا بها |
وإن أنعموا لا كدّروها ولا كَدُّوا |
الأخطل:
كِرامُ الرفدِ لا نُعطي قليلاً |
ولا ننبو لسائلنا اعتلالا |
|
سَلْ الضيفان ليلة كل ريح |
تلفُّ البركَ عازمةً شمالا |
|
ألسنا بالقِرى نمشي إليهم |
سراعاً قبل أن يضعوا الرحالا |
|
فما نجفو الضيافة إن أقاموا |
ولا الجيران إن كرهوا زوالا |
الأخطل:
إذا مُتَّ ماتَ العُرْفُ وانقطعَ النّدى |
فلم يبقَ إلا من قليلٍ مصرَّدِ |
|
ورُدَّتْ أكفُّ السائلينَ وأمسكوا |
عن الدين والدنيا بحزن مجدَّدِ |
الأخطل:
وما لبهاءٍ بعد عِزِّكَ بهجةٌ |
ولا لجوادٍ بعدَ جُودِكَ جُودُ |
الأخطل:
إنَّ اللئيمَ إذا سألت بَهرتهُ |
وترى الكريمَ يَراحُ كالمختال |
الأخطل:
إذا أتيتَ أبا مروان تسأله |
وجدتهُ حاضراهُ الجودُ والحَسَبُ |
|
ترى عليه رفاقَ الناس سائلة |
من كلِّ أوبٍ على أبوابه عُصَبُ |
|
يحتضرون سجالاً من فواضله |
والخيرُ محتضرُ الأبوابُ مُنتهَبُ |
الأخطل:
إذا أتيتَ أبا مروانَ تسألهُ ترى إليهِ رفاقً الناسِ سائلةً |
وجدتهُ حاضراهُ الجودُ والحسبُ من كلِّ أوبٍ على أبوابهِ عُصَبُ |
|
يحتضرون سجالاً من فواضلهِ |
والخيرُ محتضرُ الأبوابِ مُنتهَبُ |
|
لا يبلغُ الناسُ أقصى وادييه،ولا |
يُعطي جوادٌ،كما يعطي ولا يهبُ |
الأخطل:
إذا أتيتَ أبا مروان تسألهُ |
وجدتهُ حاضراهُ الجودُ والحسبُ |
|
ترى إليه رفاقَ الناسِ سائلةً |
من كلِّ أوبٍ على أبوابه عُصَبُ |
|
يحتضرون سِجالاً من فواضلهِ |
والخيرُ محتضرُ الأبواب منتهبُ |
|
لا يبلغُ الناسُ أقصى وادييهِ ولا |
يُعطى جوادٌ،كما يُعطي ولا يهبُ |
الأخطل:
إلى الملكِ النفاح،أهلي فداؤه |
وكوري وأعلاقي العلى وسوامي |
|
فلا تخلفنَّ الظن،إنك والندى |
حليفا صفاءِ في محل مقامِ |
|
فأنتَ المُرجى من أمية كلها |
وتُرفدُ حَمداً من ندىً وتمامِ |
الأخطل:
فهم هنالك خيرُ الناس كلهم |
عند البلاء وأحماهمْ على الكرمِ |
|
الباسطونَ بدنياهم أكفُّهمُ |
والضاربونَ غداةَ العارضِ الشَّبمِ |
|
والمطعمونَ إذا ما أزْمةٌ أزمتْ |
والمقدمونَ على الغاراتِ بالجذمِ |
الأخطل:
فما يزالُ جَدا نعماكَ يمطرني |
وإن نأيتُ وسيبٌ منكَ مرفودُ |
الأخطل:
وإذا عدلتَ به رجالاً لم تجدْ |
فيضَ الفُراتِ كراشحِ الأوشالِ |
|
ليست عطيّته إذا ما جئتهُ |
نَزْراً وليس سِجالهُ كسجالِ |
|
فهو الجوادُ لمن تعرّضَ سَيبهُ |
وابن الجوادِ وحاملُ الأثقالِ |
الأخطل:
إني دعاني إلى بشرٍ فواضلهُ |
والخيرُ قد علمَ الأقوامُ مُتبَّعُ |
|
فاليومَ أجهدُ نفسي ما وسعت لكم |
وهل تكلّفُ نفسٌ فوقَ ما تسعُ |
الأخطل:
ولئن نجوتُ من الحوادثِ سالماً |
والنّفسُ مُشرفةٌ على الآجالِ |
|
لأغلِفنَّ إلى كريمٍ مدحةً |
ولأثنينَّ بنائلٍ وفَعالِ |
الأخطل:
إنا نعجلُ بالعبيطِ لضيفنا |
قبلَ العيال،ونقتلُ الأبطالا |
الأخطل:
وإنّي لحلالٌ بي الحقّ،أتقي |
إذا نزلَ الأضيافُ أن أتجهما |
النابغة الذبياني:
سبقتَ الرجال الباهشين إلى العلى |
كسبق الجواد اصطاد قبل الطوارد |
|
علوت معداً نائلاً ونكايةً |
فأنت،لغيث الحمد،أول رائد |
النابغة الذبياني:
فما الفراتُ إذا هبَّ الرياحُ له |
ترمى غوارِبُهُ العِبرَينِ بالزَّبدِ |
|
يوماً بأجودَ منهُ سَيبَ نافلةٍ |
ولا يحولُ عطاءُ اليومِ دونَ غدِ |
النابغة:
إلا لِمثلكَ أو من أنتَ سابقهُ |
سَبْقَ الجوادِ إذا استولى على الأمدِ |
النابغة:
متى تلقهم لا تلقَ للبيتِ عورة |
فلا الضيفُ ممنوعاً ولا الجارُ ضائعا |
النابغة:
لهم شِيمةٌ لم يُعطها الله غيرهم |
من الجودِ والأحلامُ غير عوازبِ |
امرؤ القيس:
وشمائلي ما قد علمتِ وما |
نبحت كلابُكِ طارقاً مثلي |
امرؤ القيس:
أفسدتَ بالمنِّ ما أوليتَ من نِعَمٍ |
ليسَ الكريمُ إذا أسدى بمنَّان |
امرؤ القيس وقيل غيره:
فما تُمدُّ لهم كفٌّ فتقبضها |
عما تريدُ سوى قبض المقاديرِ |
|
جُدودُ قومٍ إذا ما ساعدتْ أحداً |
سحت عليه بفضلٍ غير منزورِ |
امرؤ القيس:
فظل طهاة اللحم ما بين مُنضج |
ضعيف شِواء أو قديرٍ مُعَجّل |
لبيد بن ربيعة:
جميلُ الأسى فيما أتى الدهرُ دونه |
كريمُ الثنا حلوّ الشمائلِ مُعجبِ |
|
تراهُ رخيَّ البالِ إن تَلْقَ تلقَهُ |
كريماً وما يذهب بهِ الدهرُ يذهبِ |
|
يشبيِّ ثناءً من كريمٍ وقولهُ |
ألا أنعم على حسن التحية واشربِ |
ابنة لبيد بن ربيعة:
فَعُدْ إنَّ الكريمَ له مَعادٌ |
وظَنّي بابن أروى أن يعودا |
أوس بن حجر:
يجودُ ويُعطي المالَ من غيرِ ضَنّةٍ |
ويضربُ أنفَ الأبلخِ المُتَغشمِ |
أوس بن حجر:
ولستُ بخابىءٍ أبداً طعاماً |
حذارَ غدٍ لِكلِّ غدٍ طعامُ |
عمرو بن كلثوم:
نَزلتم منزِلَ الأضيافِ منّا |
فأعجلنا القِرى أن تشتمونا |
الأعشى:
فرع نَبعٍ يهتزُّ في غُصنِ المج |
دِ غزيرُ النّدى شديدُ المِحال |
الأعشى:
إن يعاقب يكن غراماً وإن يُعط |
جزيلاً فإنه لا يبالي |
الأعشى:
فكان أكرمهم عهداً وأوثقهم |
مجداً أبوك بِعُرفٍ غيرِ إنكار |
|
كالغيثِ ما استمطروهُ جادَ وابلُهُ |
وفي الشّدائدِ كالمستأسدِ الضاري |
الأعشى:
ترى الجودَ يجري ظاهراً فوق وجههِ |
كما زانَ مَتنُ الهِندواني رونقُ |
|
أبا مسمع،صار الذي قد صنعتم |
فأنجدَ أقوامٌ بذلك وأعرقوا |
|
وإنَّ عِتاقَ العيس سوف يزوركم |
ثناءً على أعناقهنَّ معلّقُ |
|
به تُنغض الأحلاسُ في كلِّ منزلٍ يداه يدا صدق فكفٌ مبيدةٌ |
|
وتُعْقَدُ أطرافُ الحبالِ وتُطلقُ وكفٌ إذا ما ضُنَّ بالمالِ تُنفِقُ |
الأعشى(ميمون بن قيس):
لهُ صدقاتٌ ما تغِبُّ ونائلٌ |
وليسَ عطاءُ اليوم يمنعهُ غدا |
الأعشى:
فما نيلُ مصرٍ إذ تسامى عُبابهُ |
ولا بحرُ سَيحان إذا راحَ مُفْعَما |
|
بأجودَ منه نائلاً إنَّ بعضهم |
إذا سئل المعروفَ صدَّ وجمجما |
الأعشى:
يرى البخلَ مرّاً والعطاءَ كأنّما |
يلذُّ به عذباً من الماءِ باردا |
الاعشى:
أخو رغائب يعطيها ويسألها |
يأبى الظلامة منه النّوفل الزفر |
الأعشى:
في هوذة الوهاب أهديت مدحتي |
أرجو نوالاً فاضلاً من عطائكا |
|
سمعتُ برحبِ الباع والجود والندى |
فأدليتُ دلوي فاستقتْ برشائكا |
الأعشى:
يداكَ يدا صدقٍ، فكفٌّ مفيدةٌ |
وأخرى إذا ما ضُنَّ بالزادِ تُنفِقُ |
|
ترى الجودَ يجري ظاهراً فوق وجههِ |
كما زانَ متنَ الهندواني رونَقُ |
الأعشى:
لما رأيتُ زماناً كالحاً شبماً يَمّمتُ خيرَ فتىً في الناس كلهمُ |
قد صار فيه رؤوس الناس أذنابا الشاهدينَ به أعني ومن غابا |
|
لما رآني إياسٌ في مُرَجّمةٍ |
رثَّ الشّوارِ قليلَ المال مُنشابا |
|
أثوى ثواءَ كريم ثم متعني |
يوم العروبةِ إذ ودعتُ أصحابا |
|
جزى الإلهُ إياساً خيرَ نعمتهِ |
كما جزى المرءَ نُوحاً بعدما شابا |
الأعشى:
من ذا يبلغني ربيعة |
ثمَّ لا يُنسى ثوابهْ |
|
إنّي متى ما آتهِ |
لا يجفُ راحلتي ثوابهْ |
|
إنّ الكريمَ ابن الكريمِ |
لكُلِّ ذي كرم نِصابهْ |
الأعشى ميمون:
يبيتون في المشتى خِماصاً وعندَهم |
من الزادِ فضلات تُعَدُّ لِمنْ يُقرْى |
|
إذا ضلَّ عنهم طارِقٌ رفعوا له |
من النارِ في الظلماءِ ألويةً حُمرا |
الأعشى الباهلي وقيل غيره:
لا يُعجلُ القومَ أن تُغلي مراجلُهمْ |
ويُدلجُ الليلَ حتى يَفسح البصرُ |
|
عليهِ أوَّلُ زادِ القوم إن رحلوا |
ثُمَّ المَطيُّ إذا ما أرملوا جُزرُ |
|
لا يأمنُ القومُ مُمساهُ ومُصبحهُ |
من كلِّ أدبٍ وإن لم يَغزُ يُنتظرُ |
الأعشى:
ولقد جررتَ إلى الغنى ذا فاقةِ |
وأصابَ غَزوكَ إمَّةً فأذالها |
أعشى باهلة:
من ليسَ في خيرهِ منٌّ يُكدّرهُ |
على الصديقِ،ولا في صفوهِ كَدَرُ |
الأعشى:
وما ذاكَ إلا أن كفيك بالنّدى |
تجودان بالمعروف قبل سؤالكا |
طرفة بن العبد:
أبلغْ قتاده غيرَ سائلهِ إني حمدتُكَ للعشيرة إذ |
منه الثواب وعاجلَ الشّكمِ جاءت إليكَ مُرِقةَ العظمِ |
|
ألقوا إليكَ بكلِّ أرملةٍ ففتحت بابك للمكارم حين |
شعثاءَ،تحملُ مَنقعَ البُرمِ تواصت الأبوابُ بالأزمِ |
|
وأهنتَ إذ قدِموا التلادَ لهم |
وكذلكَ يفعلُ مُتبني النّعمِ |
|
فسقى بلادك،غيرَ مفسدها |
صوبَ الغمامِ وديمةً تهمي |
طرفة بن العبد:
يداك يد خيرها يُرتجى |
وأخرى لأعدائها غائظة |
طرفة بن العبد:
وهمُ الحكامُ أربابُ النّدى |
وسَراة الناسِ في الأمرِ الشَّجِرْ |
المقنع الكندي:
ليسَ العطاءُ منَ الفُضُولِ سماحةً |
حتى تجودَ وما لديكَ قليلُ |
المقنع الكندي:
إنّي أُحَرِّضُ أهلَ البخلِ كُلّهم |
لو كان ينفعُ أهلَ البخلِ تحريضي |
|
ما قلَّ ماليَ إلا زادني كَرَماً |
حتى يكونَ برزقِ الله تعويضي |
النابغة الجعدي:
فتى كَمُلتْ أخلاقهُ غيرَ أنّهُ |
جوادٌ فما يُبقي من المالِ باقيا |
النابغة الجعدي:
ألا يا سُميّةُ شُبيِّ الوَقودا |
لعلَّ الليالي تُدَنيِّ يزيدا |
|
كفاني الذي كنتُ أسعى لهُ |
فصارَ أباً لي وصرتُ الوليدا |
|
فنفسي فدى لك من مالكٍ |
إذا ما البيوتُ اكتسينَ الجليدا |
|
ومالي،فداؤك من غائبٍ |
إذا الأوجهُ البيضُ أصبحن سودا |
السموأل:
وما أُخمِدتْ نارٌ لنا دونَ طارقٍ |
ولا ذَمنا في النازلينَ نزيلُ |
السموأل:
ولقد ضربتُ بفضل مالي حقهُ |
عند الشتاءِ وهبةِ الأرواح |
|
الحطيئة:
إذا أجحفت بالناسِ شهباء صعبة |
لها حَرْجَفٌ مما يَقلُّ بها القُتر |
|
نصبنا وكانَ المجدُ منا سجيةٌ |
قدوراً،وقد تشفى بأسيافنا الجُزُر |
|
ومنا المحامي من وراء ذماركم |
ونمنع أخراكم إذا ضيّع الدُّبرُ |
الحطيئة:
فَنعم الفتى نعشو إلى ضوءِ نارهِ |
إذا الريحُ هَبّتْ والمكانُ جديبُ |
|
وما زلت تعطي النفس حتى كأنّما |
يظلُّ لأقوام عليك نحوب |
|
إليكَ تناهى كلُّ أمرٍ ينوبنا |
وعند ظلال الموتِ أنت حسيب |
الحطيئة:
أقلوا عليهم لا أباً لأبيكم |
من اللوم أو سدّوا المكان الذي سدّوا |
|
أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا |
وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا |
|
وإن كانت النعماء فيهم جزوا بها |
وإن أنعموا لاكدروها ولا كدوا |
الحطيئة:
إذا غبتَ عنا غابَ ربيعنا |
ونسقي الغمامَ الغُرَّ حين تؤوبُ |
الحطيئة:
الحطيئة:
تزورُ فتىً يُعطي على الحمدِ مالَهُ |
ومن يُعطِ أثمانَ المحامدِ يُحمَدِ |
|
يرى البُخلَ لا يُبقي على المرءِ مالَهُ |
ويعلمُ أنّ المرءَ غيرُ مُخَلّدِ |
|
كَسوبٌ ومِتلافٌ إذا ما سألتهُ |
تَهلّلَ واهتزَّ اهتزازَ المُهنَّدِ |
الحطيئة:
الحطيئة:
متى تأتهِ تعشو إلى ضوءِ نارهِ |
تجدْ خيرَ نارٍ عندها خيرُ مُوقدِ |
الحطيئة:
لا يُبعدِ الله إذ ودعتُ أرضَهمُ |
أخي بغيضاً ولكن غيرهُ بعدا |
|
لا يُبعدِ الله من يُعطي الجزيل ومن |
يحبو الجليل وما أكدى ولا نكدا |
|
ومن تلاقيه بالمعروفِ مبتهجاً |
إذا أجَرهَدَ صفا المذمومُ أو صلدا |
|
لا قيتهُ ثلجاً تندى أناملهُ |
إن يُعطِكَ اليومَ لا يمنعُكَ ذاك غدا |
|
إني لرافدهُ وُدّي ومنصرتي |
وحافظُ غيبهِ إن غابَ أو شهدا |
الحطيئة:
سرينا فلما أن أتينا بلاده |
أقمنا وأرتعنا بخير مرتعِ |
|
تفرّستُ فيهِ الخير لما لقيتهُ |
لما أورث الدفاع غير مُضيّعِ |
|
فتىً غيرَ مِفراحٍ إذا الخيرُ مسّهُ |
ومن نكباتِ الدّهرِ غير جزوعِ |
|
وقسٌ إذا ما شاءَ حلماً ونائلاً |
وإن كان أمضى من أحد وقيعِ |
|
فذاكَ فتىً إن تأتِهِ في صنيعةٍ |
إلى ماله لا تأتهِ بشفيعِ |
الحطيئة:
وإني قد عَلِقتُ بحبلِ قومٍ |
أعانهُمُ على الحَسبِ الثّراءُ |
|
إذا نزلَ الشتاءُ بدارِ قومٍ |
تَجنّبَ جارَ بيتهم الشتاءُ |
حسان بن ثابت:
لنا الجفنانُ الغُرُّ يلمعنَ بالضحى |
وأسيافنا يقطرُنَ من نجدةٍ دما |
حسان بن ثابت:
فلا الدّهرُ يُنسيني الحَيا وحَفيظتي |
ولا وقعاتُ الدّهرِ يَفْلُلنَ مِبردي |
|
وأُكثِرُ أهلي من عيالٍ سِواهمُ |
وأطوي على الماءِ القَراحِ المُبَّردِ |
|
إذا كانَ ذو البُخلِ الذّميمةُ بَطنُهُ |
كَبطنِ حمارٍ في الحشيشِ مُقيّدِ |
|
فألفيتهُ بحراً كثيراً نوالُهُ |
جواداً متى يُذكرْ الحمدُ يزددِ |
حسان بن ثابت:
يُغشَونَ حتى ما تهرُّ كلابُهُم |
لا يسألون عن السّوادِ المُقبلِ |
حسان بن ثابت:
والخالطونَ فقيرهم بغنيّهم |
حتى يكونَ فقيرهم كالكافي |
حسان بن ثابت:
وإّني لقوالٌ لدى البيتِ :مرحباً |
وأهلاً،إذا ما رِيعَ من كلِّ مَرْصدِ |
|
وإنّي ليدعوني النّدى ،فأجيبهُ |
وأضرِبُ بَيض العارضِ المُتوقدِّ |
حسان بن ثابت:
أصونُ عِرضي بمالي لا أدَنسَهُ |
لا باركَ الله بعد العِرضِ بالمالِ |
|
أحتالُ للمالِ إن أودى فأجمعهُ |
ولستُ للِعرضِ إن أودى بِمحتالِ |
|
الفقرُ يُزري بأقوامٍ ذوي حَسبٍ |
ويُقتدى بلئامِ الأصلِ أنذالِ |
حسان بن ثابت:
ألستُ بنعمَ الجارُ يؤلِفُ بيتهُ |
أخا قلّةٍ أو مُعِدمَ المالِ مُصرِما |
عدي بن زيد:
عَفُّ المكاسبِ لا تُكْدى مكاسبه |
كالبحرِ يُلحِقُ بالتيارِ أنهارا |
عدي بن زيد العبادي:
ذريني ومالي،إنَّ مالي ما مضى |
أماميَ من مالٍ إذا خفَّ عُوّدي |
|
وللوارثِ الباقي من المالِ فاتركي |
عتابي،إني مصلحٌ غيرُ مُفسدِ |
المسيب بن علس:
وإذا الملوكُ تدافعت أركانها |
أفضلتَ فوقَ أكفهم بذراع |
عمرو بن الأهتم المنقري:
وكلُّ كريمٍ يتقي الذمَّ بالقِرى |
وللخيرِ بين الصالحينَ طريقُ |
عمرو بن الأهتم المنقري:
ذريني فإنّ الشُحَّ يا أُمَّ هيثمٍ |
لصالحِ أخلاقِ الرجالِ سَروقُ |
|
ذريني وحُطِّي في هوايَ فإنّني |
على الحسبِ العالي الرفيعِ شفيقُ |
|
ومُستمنحٍ بعد الهدوءِ دعوتُهُ |
وقد كانَ ساري الشتاءِ طُروقُ |
|
فقلت له أهلاً وسهلاً ومرحباً |
فهذا مبيتٌ صالحٌ وصديقُ |
|
أضفتُ، فلم أُفحش عليه، ولم أقل لَعمرُكَ ما ضاقت بلادٌ باهلها |
|
لأحرمهُ إن الفناءَ مضيقُ ولكنَّ أخلاقَ الرجالِ تضيقُ |
عمرو بن الأيهم التغلبي:
ونُكرِمُ جارَنا ما دامَ فينا |
ونتبعه الكرامةَ حيث كانا |
أحيحة بن الجلاح:
استبقْ مالكَ،لا يَغرُركَ ذو نَشَبٍ |
من ابن عمٍّ ولا عمٌّ ولا خالِ |
|
فلن أزالَ على الزوراءِ أعمرُها |
إنَّ الكريمَ إلى الإخوان ذو المالِ |
|
كلُّ النداءِ إذا ناديتُ يخذلني |
إلا ندايَ إذا ناديتُ يا مالي |
عبد قيس بن خُفاف البُرجمي:
يعيشُ النّدى ما عاشَ حاتِمُ طيءٍ |
وإن ماتَ قامتْ للسخاءِ مآتِمُ |
|
يُنادينَ:ماتَ الجودُ معكَ فلا نرى |
مُجيباً له ما حامَ في الجوِّ حائِمُ |
|
وقال رجالٌ:أنهبَ العامَ مالَهُ |
فقلت لهم:إني بذلك عالِمُ |
عبدُ قيس بن خُفاف:
والضيف أكرمه فإنّ مبيتهُ |
حقّق ولا تك لعنةً للنزَّلِ |
|
واعلمْ بأنَّ الضيفَ مخبرُ أهلهِ |
بمبيتِ ليلتهِ وإن لم يُسألِ |
عبد القيس بن خفاف البرجمي:
ونارٍ دعوتُ بها الطارقينَ |
والليلُ مُلقٍ عليها سُدُلا |
|
إلى مَلِقٍ بضيوفِ الشتاءِ |
إذا الرّيحُ هبتْ بليلٍ بليلا |
المهلهل:
وقد كان يكفي كل وغدٍ مُواكلٍ |
ويحفظُ أسرارَ الخليلِ المُناصحِ |
|
كأنْ لم يكن في الحِمى حَياً ولم يَرُح |
إليهِ عُفاةُ الناسِ أو كلُّ رابحِ |
|
ولم يَدعُهُ في النَكبِ كلُّ مُكبّلٍ |
لفكِ إسارٍ،أو دعا عند صالحِ |
المهلهل:
سقاكَ الغيثُ إنّكَ كنتَ غيثاً |
ويُسراً ،حين يُلتمسُ اليَسارُ |
المهلهل:
عَدّياً أخا المعروفِ في كلِّ شتوةٍ |
وفارسها المرهوبَ عند التكافح |
نهار بن توسعة:
هنيئاً مريئاً جودُ كفِّ ابن خالدٍ |
إذا المُمسكُ الرّعديدُ أعطى تكلّفا |
الخنساء:
لهُ كفٌّ يَشدُّ بها وكَفٌّ |
تجودُ،فما يَجفُّ ثرى نداها |
الخنساء:
نَعِفُّ ونعرِفُ حقَّ القِرى |
ونتخذُ الحمدَ ذُخراً وكنزا |
الخنساء:
الخنساء:
كأن لم يَقُلْ أهلاً لطالبِ حاجةٍ |
بوجهٍ بشيرِ الأمرِ مُنشرحِ الصّدرِ |
|
فمن يَجبرُ المكسورَ أو يضمنُ القِرى |
ضمانكَ أو يقري الضيوفَ كما تقري |
الخنساء:
فإذا أضاءَ وجاشَ مِرجَلهُ |
فَلنِعمَ رَبُّ النارِ والقِدْرِ |
|
أبلغْ مواليهُ فقد رُزئوا |
مولىً يَريشُهمُ ولا يبري |
|
تلقى عيالهمُ نوافلهُ |
فتصيبُ ذا الميسورِ والعُسرِ |
|
قد كان مأوى كلُّ أرملةٍ |
ومُدَفَّعٍ لم يدرِ أو يدري |
(المدفع: اليتيم)
الخنساء:
لا يقصرُ الفضلَ على نفسهِ |
بل عندهُ مَنْ نابَهُ في فضول |
|
عطاؤهُ جَزلٌ وصولاتهُ |
صولاُ قَرْمٍ لقُرومٍ صؤول |
الخنساء:
نِعمَ الفتى كانَ للأضيافِ إن نزلوا |
وسائلٍ حلَّ بعد الهدِ محروبُ |
|
كم من مُنادٍ دعا والليلُ مكتنعٌ |
نَفَّستَ عنهُ حبالَ الموتِ مكروبُ |
الخنساء:
وما الغيثُ في جَعْدِ الثرى دَمثِ الرُّبى |
تعبَّقَ فيه العارِضُ المُتهلّلُ |
|
بأجزلَ سَيباً من يديكَ ونعمةً وجارُكَ ممنوعٌ مَنيعٌ بنجوةٍ |
تجودُ بها،بل سَيبُ كفّكَ أجزلُ من الضَّيمِ لا يُزرى ولا يتذلّلُ |
|
فما بلغتْ كفُّ امرىءٍ مُتناولاً |
من المجدِ إلا حيثُ ما نلتَ أفضلُ |
|
ولا بلغَ المُهدونَ في القولِ مِدحةً |
ولو أكثروا إلا الذي فيكَ أفضلُ |
الخنساء:
نِعمَ أخو الشّتوةِ حلّتْ به |
أراملُ الحيّ غداةَ البليل |
|
أتينهُ معتصماتٍ به |
يُعلنَّ بالدعوى نداءَ الأليل |
|
ونِعمَ جارُ القومِ في ذمّةٍ |
إذا نبا الناسُ بجارٍ ذليل |
|
دلَّ على معروفه وجههُ |
بُورِكَ هذا هادياً من دليلِ |
الخنساء:
جَموعُ الضيوفِ إلى بيتهِ |
يرى أفضلَ الكسبِ أن يُحمدا |
|
غِياثُ العشيرةِ إن أمحلوا |
يُهينُ التلادَ ويُحي الجَدا |
الخنساء:
ألا لا أرى في الناسِ مثلَ معاويهْ |
إذا طرقَتْ إحدى الليالي بداهيهْ |
|
بداهيةٍ يُضغي الكلابَ حسيسَها |
وتُخرجُ من سرِّ النجيِّ علانيه |
على صَخرٍ وأيُّ فتىً كَصخرٍ |
لِعانٍ عائلٍ غِلقٍ بوترِ |
|
وللأضيافِ إن طرقوا هُدوءاً |
وللجارِ المُكلِّ وكلِّ سَفْرِ |
حطائط بن يعفر النهشلي:
قلتُ،ولم أعيَ الجوابَ تبيّني |
أكانَ الهُزالُ حتفَ زيدٍ وأربدا |
|
أريني أكنْ للمالِ رباً ولا يكنْ |
لي المالُ ربّاً تحمدي غِبّهُ غدا |
|
أريني جواداً مات هزلاً لعلّني |
أرى ما ترينَ أو بخيلاً مُخلّدا |
ذو الإصبع العدواني:
وأنتم معشر زيد على مئة |
فأجمعوا أمركم طراً فكيدوني |
زينب بنت الطثرية في أخيها:
إذا نزلَ الأضيافُ كان عذورا |
على الحيِّ حتى تستقلَّ مراجله |
|
إذا كانَ خيرُ الجدِّ أرضاكَ جدُّه |
وذو باطلٍ إن شئتَ أرضاكَ باطله |
عمرو بن شاس الأسدي:
إذا نحنُ أدلجنا وأنتَ أمامنا |
كفى لمطايانا بضوئك حاديا |
|
أليسَ يزيدُ العيسَ خِفّةِ أذرعٍ |
وإن كُنَّ حسرى أن تكونَ أماميا |
حماد عَجرد:
إنّ الكريمَ لَيُخفي عنكَ عُسرته |
حتى تراه غنياً وهو مجهودُ |
|
إذا تكرّمتَ أن تُعطي القليل ولم |
تقدر على سَعةٍ لم يظهر الجودُ |
|
أورِق بخيرٍ تُرَجَّى للنوالِ فما |
تُرجى الثمار إذا لم يُورِقِ العودُ |
|
بُثّ النوال ولا تمنعكَ قِلتهُ |
فكلُّ ما سدَّ فقراً فهو محمودُ |
المتلمس الضبعي يتكلم عن كلب أحد المضيفين:
يكادُ إذا ما أبصرَ الضيفَ مُقبلاً |
يُكّلمهُ من حُبّهِ وهوَ أعجمُ |
عدي بن ربيعة:
نُبئتُ أنَّ النارَ بعدكَ أُوقدت |
واستبَّ بعدك يا كُليبُ المجلسُ |
بشر بن أبي خازم:
إلى ماجد أعطى على الحمد مالهُ |
جميلُ المحيّا للمغارمِ دافِعُ |
عمرو بن الإطنابة:
إنّي من القوم الذين إذا انتدَوا |
بدأوا بحقِّ الله ثم النائلِ |
|
المانعينَ من الخنا جيراَنهم والخالطينَ فقيرهم بغنيّهم |
|
والحاشدينَ على طعامِ النّازلِ والباذلينَ عطاءَهم للسائلِ |
عمرو بن الإطنابة:
أبتْ لي عِفتي وأبى حيائي |
وأخذي الحمدَ بالثمنِ الرَّبيحِ |
|
وإعطائي على المكروهِ مالي |
وضربي هامةَ البطلِ المُشيحِ |
|
وقولي كلّما جشأتْ لنفسي |
مكانكِ تُحمدي أو تستريحي |
|
لأدفعَ عن مكارمٍ صالحاتٍ |
وأحمي بعدُ عن حسبٍ صحيح |
الضبيّ:
ولَرُبَّ عانٍ قد فككتَ وسائلٍ |
أعطيتهُ فغدا وأنتَ حميدُ |
|
يُثني عليكَ وأنتَ أهلُ ثنائهِ |
ولديكَ إمّا يستزدكَ مزيدُ |
ر
سويد بن أبي كاهل:
بُسطُ الأيدي إذا ما سُئلوا |
نُفُعُ النائلِ إن شيءٌ نفعْ |
|
من أناسٍ ليس من أخلاقهم |
عاجلُ الفحشِ ولا سوءُ الجزع |
العتابي:
أتتركني جَدبَ المعيشةِ مُقتراً |
وكفّاكَ من ماءِ النّدى تَكِفانِ |
|
وتجعلني سهمَ المطامعِ بعدما |
بَللَتَ يميني بالندى ولساني |
العتبي:
هبّتْ تلومُ وتلحاني على خُلُقٍ |
عُودّتهُ عادةً والخيرُ تعويدُ |
|
قلتُ اتركيني أبعْ مالي بمكرمةٍ |
ويبقى ثنائي بها ما أورقَ العودُ |
|
إنا إذا ما أتينا أمر مَكرُمةٍ |
قالت لنا أنفسق عُتبيّةٌ عودوا |
سلامة بن جندل:
إنّا،إذا غَرَبتْ شمسٌ أو ارتفعتْ |
وفي مباركها يُزلُ المصاعيبُ |
|
قد يسعدُ الجارُ،والضيفُ الغريبُ بنا |
والسائلون،ونغلي ميسرَ النيب |
دريد بن الصّمة:
فأنتم أهلُ عائدةٍ وفضلٍ |
وأيدٍ في مواهبكم طوال |
|
متى ما تمنعوا شيئاً فليستْ |
حبائلُ آخذهِ غيرَ السؤالِ |
أبو صخر الهذلي:
تكادُ يدي تندى إذا ما لمستها |
وينبتُ في أطرافها الوَرَقُ النَّ |
الشماخ:
لما كفيتَ قُريشاً كلَّ معضلة |
قالت قريشُ:فدتكَ المردُ والشيبُ |
|
إنا أتيناكَ نرجو منكَ نافلةً |
من رمل يبرين إنَّ الخير مطلوب |
الشّماخ:
إنّكَ يابن جعفرٍ خيرُ فتىً |
وخيرهم لطارق إذا أتى |
|
ورُبَّ نِضوٍ طرقَ الحيُّ سُرى |
صادف زاداً وحديثاً ما اشتهى |
بكير بن الأخنس:
نزلتُ على آل المُهلّب شاتياً |
غريباً عن الأوطانِ في زَمنٍ مَحْلِ |
|
فما زالَ بي إكرامهم واقتفاؤهم |
وإلطافهم حتى حسبتهمُ أهلي |
أبو هفان:
عيبُ بني مَخلدٍ سماحهم |
وأنهم يُتلفونَ ما ملكوا |
|
وأنّ فيهم لمن يُلاينهم |
لينٌ وفيهم لغيرهم حَسَكُ |
أبو هفان:
ولا عيبَ فينا غيرَ أن سماحنا |
أضرَّ بنا،والبأس من كلِّ جانبِ |
|
فأفنى الردى أرواحنا غيرَ ظالم |
وأفنى النّدى أموالنا غير عائبِ |
سلمة بن مالك الجعفي:
فتىً كان يُعطي السيفَ في الرّوعِ حقّهُ |
إذا توَّبَ الداعي وتشقى به الجُزر |
|
فتىً كان يُدنيه الغنى من صديقهِ |
إذا ما هو استغنى ويُبعدهُ الفقرُ |
عامر بن الظرب:
فلو لامسَ الصّخرَ الأصمَّ أكفُّهمْ |
لفاضَ ينابيعَ النّدى ذلكَ الصّخرُ |
سوادة اليربوعي:
ذَريني فإنّ البُخلَ لا يُخلِد الفتى |
ولا يُهلك المعروفُ من هوَ فاعلهْ |
أبو الأسود الدؤلي:
وإنّ أحقَّ الناسِ إن كنت مادحاً |
بمدحكَ من أعطاكَ والوجهُ وافِرُ |
ابن صَرَّدُر:
قومٌ إذا حيّا الضيوفُ جِفانَهم |
ردّت عليهم السنُ النيرانِ |
عمرو بن شأس:
وما أُخمِدتْ نارٌ لنا دونَ طارق |
ولا ذمنا في النازلين نزيلُ |
كعب بن الأشقري:
أنتَ الكريمُ الذي لا شيء يُشبههُ |
لا عيبَ فيكَ سوى أن قيلَ من بشر |
كعب بن جعيل:
لا ينكثونَ الأرض عند سؤالهم |
لتطلُّبِ العِلّاتِ بالعِدانِ |
|
بل يبسطونَ وجوههم فترى لهم |
عند السؤال كأحسنِ الألوانِ |
أبو مُحلّم السعدي:
لعمر أبيك الخير إني لخادمٌ |
لضيفي وإني إن ركبتُ لفارِسُ |
جَزءُ بن ضرار:
وحُدِّثتُ قومي أحدثَ الدهر فيهم |
وعهدُهمُ بالحادثاتِ قريبُ |
|
فإنْ يكُ حقاً ما أتاني فإنّهمْ |
كِرامٌ إذا ما النائباتُ تنوبُ |
|
فقيرُهمُ مُبدي الغِنى وغنيُّهمْ |
لهُ ورقٌ للسائلينَ رَطيبُ |
الشريف الرضي:
وما جمعيَ الأموالَ إلا غنيمةٌ |
لمنْ عاشَ بعدي واتهامٌ لرازقي |
ر
مهيار:
يدينُ بالبخلِ إذا سِيلَ فإن |
أخطأ يوماً بنوالٍ لم يُعُدْ |
مهيار الديلمي:
ضَربوا بمدَرَجةِ الطريقِ خيامَهم |
يتقارعونَ على قِرى الضيفانِ |
|
ويكادُ مُوقِدُهم يجودُ بنفسهِ |
حُبَّ القِرى حطباً على النيرانِ |
مهيار الديلمي:
وأعجبُ ما في الجُودِ أنكَ سالِبٌ |
به كلَّ ذي فَضلٍ وأنتَ سليبُ؟ |
مهيار الديلمي:
ولي عوائِدُ جودٍ منكَ لو طرقت |
مستامُ مُلكك لم تُحرَمْ ولم تَخبِ |
|
ملأتُ بالشُّكرِ قلبَ الحافظِ الغزلِ |
الفؤادِ منها وأذنَ السمعِ الطّربِ |
استمِع ـ أسمعت عطاياك أذني |
كَ ـ ثناءً تَبحُّ منه الحلوقُ |
|
أخلَق الدهرُ من سماحك ما أنتَ |
بتجديده عليَّ خليق |
مهيار:
كأنّكَ مالكَ داءٌ أنتَ ضامِنُهُ |
فما يُصِّحُكَ إلا علّةُ النشّبِ |
|
لو كانَ يُنصفُكَ العارفونَ لا حتشموا |
بعضَ السؤالِ،فكفّوا أيسرَ الطلبِ |
مهيار:
وشاهدةٍ بالفخرِ أوفت صفاتُها |
على كُلِّ معنىً في الجمالِ عجيبُ |
|
أتت شرفاً من سيّدٍ وكأنّها |
أتتْ من مُحبٍّ تحفةً لحبيبِ |
|
نصيبٌ من الدنيا أتاكَ ففز به |
ولا تنسَ من فضلِ العطاءِ نصيبي |
مهيار الديلمي:
أتتني طاب ما أتتِ ابتداءً |
بلا حقٍّ عليه ولا وجوبِ |
|
يدٌ منه وفَتْ بيدِ الغمامِ الم |
صيبِ،هَمَتْ على العامِ الجديبِ |
|
فَمثَّلهُ التصورُ لي بقلبٍ |
يرى بالظنِّ من خَلَلِ الغيوبِ |
مهيار الديلمي:
وكالراحِ أخلاقاً إذا امتزجت به |
ولكنهُ للكأسِ غيرُ صريعِ |
|
ومُشفقةٍ تنهاهُ من فرط جودهِ |
ألا تعباً تنهينَ غير مُطيعِ |
|
تسومين كف المزن أن تضبط الحيا |
ولا تسلم الأسرارُ عند مذيعِ |
مهيار:
فتىً ملءُ كفّكَ إن جئته |
وفاءً إذا العضدُ خانَ الذراعا |
|
فلو جئت تسأله نفسه |
لخالكَ كلّفتهُ ما استطاعا |
مهيار:
لله دَرُّكَ واهباً متبرعاً |
وسواك مرغوبٌ إليه مانعُ |
مهيار:
ما أبحرُ الأرضِ من بحرٍ تمدّ به |
إلى العفاةِ يداً إلا رواضعه |
|
كأنَّ مالكَ شخصٌ أنتَ مُبغضهُ |
فأنتَ مقصيهِ بالجدوى وقاطعه |
|
أثارَ جودكَ فيمن أنت منهضهُ |
أثار بطشكَ فيمن أنت صارِعه |
|
فلا قرارَ لمالٍ أنت باذله |
ولا انزعاجَ لثغرٍ أنتَ مانعه |
|
موحدَ الملك لا تُدعى بتثنيةٍ |
إلا بنيك،وشبلُ الليثِ تابعه |
مهيار:
آنستُ منه بوارقاً أمطرنني |
ماءَ الحفاظ على خِلاب بروقي |
مهيار:
فمن نعمةٍ خضراء تسبق نعمةً |
لهُ ويدٍ بيضاء لا حقةٍ يدا |
مهيار الديلمي:
لقبٌ يصدّق فيك معناه اسمهُ |
ومن الرجال مُموّهُ التلقيبِ |
|
وشمائلٍ لكَ في الندى مطبوعةٍ |
كالتبرِ ليس صفاؤه بِمَشوبِ |
مهيار:
ملكَ الجودُ أمره فحديثُ المالِ |
عن راحتيه:أعطى وأجدى |
|
زِدْ لجاجاً إذا سألتَ وإلحاحاً |
عليه يزدك صبراً ورِفدا |
مهيار:
ومالُكَ في الآفاقِ شتّى مُوّزعٌ |
كرائمهُ والبادياتُ الصوالحُ |
|
وجاريتَ سَيبَ البحرِ ثم فضلتهُ |
وهل يستوي البحران عذبٌ ومالحُ؟ |
مهيار:
هو ابتدأ النّدى لم أحتسبه |
وأورى لي ولم يكن اقتداحُ |
|
ودرّتْ راحتاهُ ولم تَعصّبْ |
وكم من مُزنةٍ لا تُستماحُ |
|
وظنّي أن سيشفعها بأخرى |
يسابقُ سعيهُ فيها النجاحُ |
مهيار:
أرِيحيٌّ إذا ذكرت الندى |
أصغى بأذنيه مُخلياً لك فهمه |
مهيار الديلمي:
يرى المالَ وِزراً في الرقابِ مُجَمّعا |
فيعيا به حتى يراهُ مُفَرّقا |
|
من النفر المطفين جدبَ بلادهم |
بماءِ الندى الجاري إذا العامُ أحرقا |
مهيار:
لا يعدمُ الجارُ فيهم عزّ أُسرتهِ |
ولا يكونُ قراهم خجلة الجارِ |
|
ولا يردّون في صدر الحقوقِ إذا |
توجّهت بتساويفٍ وأعذارِ |
|
يأوي الطريدُ إليهم غير مُهتضمٍ |
ويرحلُ الضيفُ عنهم غير مختارِ |
|
صحبتهم والصّبا ريعانُ في ورقي |
فما بَنوا بي حتى حان إصغاري |
مهيار الديلمي:
والجودُ دينٌ فيكم متوارِثٌ |
والحرُّ ليس براجعٍ عن دينهِ |
|
حاشا لمجدك أن يقال:بدا له |
في المكرمات وشكَّ بعد يقينهِ |
مهيار :
توعّد اللّوامَ في الجودِ فلو كأنّما عاذلهُ على الجَدا |
جادَ بما خلف الضلوع لم يُلَمْ مجتهدٌ يحثو على النارِ الفحمْ |
|
قال له العافون:قلْ مالي سُدىً |
فقالها:ولم يقل:كيف ولمْ |
|
لم يعترفْ بنانَهُ ندامةً |
على الندى،ولا ندى مع الندمْ |
|
قد عاهدوهُ فوفَى وعالجوا |
برأيهِ الداءَ العُضالَ فَحُسِمْ |
|
وجرّبوه فارساً وجالساً |
يوم الوغى ويوم يُلقون السَّلمْ |
مهيار الديلمي:
كريمٌ إذا ما ظلَّ يقسِمُ مالَهُ |
فأنزرهُ مستقسماً ما يصيبهُ |
|
يُحبُّ ثراءَ المال حُبّاً لبذلهِ |
وليسَ كسوبَ المالِ إلا وهوبهُ |
|
أطلتَ يدي بالنصر في نيلِ مطلبي |
فأصبحَ لي أقصاهُ وهو قريبهُ |
مهيار:
فالبحرُ من خَلّفهُ خَلفهُ |
لم يقتنع بالوشل الناضبِ |
|
وكاثرَ الناسَ بإحسانهِ |
فلم يحزهُ عددُ الحاسبِ |
|
فظلَّ لا يُشرفُ من جانبٍ |
إلا دعاهُ الفخرُ من جانبِ |
مهيار:
فتىً لا يُريدُ المجدَ إلا لنفسهِ |
ولا المالَ إلا قسمةً ومنائحا |
|
ينازعُ أزماتِ السنين بأنملٍ |
جوابرَ للأحوالِ تُسمى جوارحا |
مهيار:
تركتُ لِمعطي النائلِ الغَمْرِ نيلَهُ |
وإني إلى تركِ البخيلِ لأقربُ |
مهيار الديلمي:
عطاؤكَ كافٍ،واعتذارُكَ فضلةٌ |
وغيرُكَ لا يُعطي ولا يتعذرُ |
|
كريمٌ يرى أنَّ الغنى تركهُ الغِنى |
وإنّ اتقاءَ الفقرِ بالفقرِ مُفقِرُ |
مهيار الديلمي:
يُغيّر حسنُ أخلاق الليالي |
عليه،وخلُقُهُ في الجود خَلْقُ |
|
ولا يرضى بعذرٍ وهو حقٌّ |
مُبينٌ في النّدى وعليه حَقُّ |
مهيار:
ضمَّ فُلولَ الفضل حتى اجتمعت |
مفرّقٌ ماله ما اجتمعا |
|
وأنشرَ الجودَ الدفينَ مُطلقُ |
الكفِّ إذا أعطى ابتداءً أتبعا |
|
وفى بما سنَّ الكِرامُ في الندى |
ثم استقلَّ فعلهم فابتدعا |
مهيار:
وهل هباتك يبغيها مغالبةً |
من أنت واهِبهُ أو أنتَ بائعهُ |
|
عادوا وبسطةُ أيديهم تُثقلها |
أغلالُ مَنّكَ فيها أو جوامعه |
مهيار:
إنَّ الكريمَ من قِرى أضيافَهُ |
ما يسعُ الإمكانِ من إكرامها |
مهيار:
جُدْ غائباً لي مثل جودك حاضراً |
إنّي أراكَ على البعاد تراني |
مهيار الديلمي:
كريمٌ إذا صَمَّ الزمانُ فجودُهُ |
سميعٌ لأصواتِ العُفاةِ أذينُ |
مهيار:
تُعطي السماءُ قليلاً وهي باكيةٌ |
شحّاً ويُعطي كثيراً وهو يبتسمُ |
مهيار الديلمي:
يداهُ في الجودِ يمينان، |
والأكفُّ مع كلِّ يمين وفي شمالِ |
|
لذَّ لهُ الحمدُ فعافَ الثرا |
وقلّما تنمي مع الحمدِ حال |
|
لو عيب بالجودِ وإفراطهِ |
مُعطٍ،رأى العائبُ فيه مقال |
مهيار:
ويُعطي بلا مَنٍّ مُقلاً ومُكثراً |
بكفِّ سواءٍ عندها الفقرُ والغنى |
مهيار الديلمي:
ضربوا بِمدرجةِ الطريق قبابهم |
يتقارعون على قِرى الضيفانِ |
|
ويكادُ موقِدهم يجودُ بنفسهِ |
حُبَّ القشرى حطباً على النيرانِ |
المعري:
فإن رُمتَ جُوداً فليجيء منكَ مطلقاً |
وأكرِمهُ عن تقييده بالمواعدِ |
المعري:
ومن كانَ ذا جُودٍ وليسَ بِمُكثرٍ |
فليسَ بمحسوبٍ من الكرماءِ |
المعري:
لا تسألِ الضّيفَ إن أطعمتهُ ظُهراً |
بالليل:هل لكَ في بعضِ القِرى ارَبُ |
المعري:
والشّحُ ليس غريباً عند أنفسنا |
بل الغريبُ وإن لم يُرحمِ الجودُ |
المعري:
إن جادَ بالمالِ سَمحٌ يبتغي شرفاً |
قالت معاشِرُ:ما في كفذهِ جودُ |
المعري:
أسَعِدْ بلا مَنٍّ فإنَّ |
الجودَ بالنُّعمى سَعودُ |
|
والغيثُ أهنؤهُ الذي |
يهمي وليسَ له رُعودُ |
كثير:
رأيتُ ابن ليلى يعتري صُلبَ مالهِ |
مسائلُ شتى من غَنيٍّ ومُصرِمِ |
|
مسائِلُ إن توجد لديك تَجُد بها |
يداك،وإن تُظْلَمْ بها تتظلّمِ |
كثير:
أبا مروان أنت فتى قريش تُوليه العشيرة ما عناها |
وكهلهم إذا عُدَّ الكهولُ فلا ضَيّق الذراعِ ولا بخيلُ |
|
إليكَ تُشيرُ أيديهم إذا ما |
رَضوا أو غالهم أمرُ جليلُ |
|
كلا يوميه بالمعروفِ طلقٌ |
وكلُّ فعاله حسنٌ جميلُ |
|
جوادٌ سابقٌ في اليُسرِ بحرٌ |
وفي العلات وهابٌ بذولُ |
كثير:
كريمٌ يؤولُ الراغبونَ ببابهِ |
إلى واسعِ المعروفِ جزل المواهبِ |
كثير:
كثيرُ النّدى يأتي النّدى حيث ُما أتى |
وإن غابَ غابَ العُرْفُ حيثُ يغيبُ |
|
كريمُ كرامٍ لا يُرى في ذوي النّدى |
له في النّدى والمأثراتِ ضريبُ |
|
كثير:
متى يعتهدُهُ الراغبون فيكثروا |
على بابه يكثر قراهُ فيعجَلِ |
|
ويُعطي عطاءً تنتهي دونه المنى |
عطاء وهوبٍ للرغائبِ مجزلِ |
|
أشدّ حياءً من فتاةٍ حَيّيةٍ |
وأمضى مضاءً من سنانٍ مؤثلِ |
كثير:
دَعْ عنكَ سلمى إذ فاتَ مطلبها |
واذكرْ خليليكَ من بني الحكم |
|
ما أعطياني ولا سألتهما |
إلا وإنّي لحاجزي كرمي |
|
إلى متى لا يكن نوالهما |
عندي بما قد فعلتُ أحتشم |
|
مبدي الرضا عنهما ومنصرفٌ |
عن بعض ما لو فعلت لم ألم |
كثير:
فكم من يتامى بؤسٍ قد جبرتها |
وألبستها من بعد عري ثيابها |
|
وأرملة هلكى ضعافٍ وصلتها |
وأسرى عناة قد فككت رقابها |
|
فتىً ساد بالمعروف غير مُدافع |
كهول قريش كلّها وشبابها |
|
وراض برفق ما أراد ولم تزل |
رياضته حتى أذلّ صعابها |
كثير:
ويُضربُ من نوالك في بلاد |
من المعروفِ واسعة رحابِ |
|
وأنتَ دعامةٌ من عبدِ شمس |
إذا انتجبوا من السرِّ اللباب |
|
من اللائي يعودُ الحلمُ فيهمْ |
ويعطون الجزيل بلا حسابِ |
كثير:
جرى ناسياً للمجدِ في كلِّ حلبة |
فجاءَ مجىء السابق المُتهلّلِ |
|
متى يعتهدهُ الراغبون فيكثروا |
على بابه يكثر قِراهُ فيعجلِ |
|
ويُعطي عطاء تنتهي دونه المنى |
عطاء وهوب للرغائبِ مجزلِ |
كثير:
كريمٌ يُميتُ السرَّ حتى كأنّهُ |
إذا استبحثوه عن حديثك جاهله |
كثير:
ونازعني إلى مدحِ ابن ليلى |
قوافيها منازعة الطراب |
|
فليسَ النيلُ حين علت قراهُ |
غوالبهُ بأغلب ذي عباب |
|
بأفضل نائلاً منه إذا ما |
تسامى الماء فانغمس الروابي |
كثير:
كثيرٌ عطاءُ الفاعلينَ مع الغنى |
بجودِ إن كاثروكَ قليل |
أحدهم:
حليف الندى يدعو الندى فيجيبه |
قريباً ويدعوه الندى فيجيبُ |
أحدهم:
فتى عاهد الرحمن في بذل مالهِ |
فلست تراه الدهر إلا على العهدِ |
|
فتى قصرّت آماله عن فعالهِ |
وليس على الحرِّ الكريم سوى الجهدِ |
مكنف من ولد زهير بن أبي سلمى:
يا خيرَ من بكتِ المكارمُ فقدَهُ |
لم يبقَ بعدكَ للمكارمِ باقِ |
|
ما بتَّ من كَرمِ الطبائعِ ليلةً |
إلا لعرضكَ من نوالكَ واقِ |
|
بخلت بما حوتِ الأكفُّ وإنّما |
خلق الإلهُ يديكَ للإنفاقِ |
|
العرندس الكلابي:
هينون لينونَ أيسارٌ ذوو كرمٍ |
سُوّاسُ مكرمةٍ أبناءُ أيسارِ |
|
إن يسألوا الخيرَ يُعطوهُ وإن جهدوا |
فالجهدُ يكشفُ منهم طيبَ أخبارِ |
|
فهم ومنهم يعدُّ الخيرُ متلّداً |
ولا يعدُّننا خزيٌ ولا عارُ |
|
لا ينطقونَ عن الفحشاءِ إن نطقوا |
ولا يُمارونَ إن ماروا بإكثارِ |
|
من تلقَ منهم تَقُلْ لاقيتُ سيّدهم |
مثل النجومِ التي يسري بها الساري |
ليلى الأخيلية:
لقد علمَ الجوعُ الذي باتَ سارياً |
على الضعيفِ والجيرانَ أنّكَ قاتله |
|
وأنّكَ رحبُ الباعِ يا توبَ للقِرى |
إذا ما لئيمُ القومِ ضاقت منازلهْ |
|
يبيتُ قريرَ العينِ من كانَ جارَهُ |
ويُضحي بخيرٍ ضيفهُ ومُنازِله |
|
سلامة بن جندل:
أغرَّ، من الفتيان ،يهتزُّ للندى |
كما اهتزَّ عَضبٌ باليمين ،صقيلُ |
يزيد بن مفرغ الحميري:
يُسائلني أهل العراق عن النّدى |
فقلتُ عبيد الله حلف المكارم |
عمرو بن كلثوم:
نزلتمُ منزلَ الأضيافِ منّا |
فعجلّنا القِرى أن تشتمونا |
الشماخ:
إنكَ يا بنَ جعفرٍ نِعمَ الفتى |
ونِعمَ مأوى طارقٍ إذا أتى |
|
ورُبَّ ضيفٍ طرقَ الحيَّ سُرىً |
صادفَ زاداً وحديثاً ما اشتهى |
علي بن الجهم:
ولا يجمعُ الأموالَ إلا لبذلها |
كما لا يُساقُ الهديُ إلا إلى النحرِ |
|
وفرّق شَملَ المالِ جودُ يمينهِ |
على أنه أبقى له حَسَن الذكر |
علي بن الجهم:
وليسَ يبيدُ مالٌ عن نوالٍ |
ولا يؤتى سخيٌّ من سخاء |
علي بن الجهم:
وفرّقَ شملَ المالِ جودُ يمينهِ |
على أنه أبقى له حُسنُ الذِكر |
علي بن الجهم:
فأُخلصُ مدحي للذي إن دعوتهُ |
أجابَ وإلا أسعدتني مدائحهْ |
علي بن الجهم:
قال وأينَ البحرُ من جودهِ |
قلتُ ولا أضعافهُ أبحرُ |
|
البحرُ محصورٌ لهُ برزخٌ |
والجودُ في كفّيهِ لا يُحصرُ |
علي بن الجهم:
كريمٌ حوى فخرَ الأنامِ وجُودَهُمْ |
يرى الحمدَ غُنْماً واستدامتهُ فرضا |
|
كفانا من الآمالِ مُعضِلَ أمرِها |
فلا كاشِحٌ يرجو لإبرامهِ نقضا |
علي بن الجهم:
أبو صالحٍ من أتى بابَهُ |
أتى راجياً وانثنى راضيا |
|
ترى قلم المُلكِ في كفّهِ |
ضحوكاً ومن قبلهِ باكيا |
علي بن الجهم:
بديهتُهُ مثلُ تفكيرهِ |
إذا رُمتهُ فهو مُستَجمعُ |
|
ومن كفّهِ للحيا مَطلبٌ |
وللسرِّ من صدرهِ مَوضِعُ |
علي بن الجهم:
إذا نحنُ شبهناهُ بالبدرِ طالعاً |
وبالشمسِ قالوا حٌقَّ للشمسِ والبدرِ |
|
ومن قال إنّ البحرَ والقطرَ أشبها |
نداهُ فقد أثنى على البحرِ والقَطرِ |
|
ولو قُرنتْ بالبحرِ سبعةُ أبحُرٍ |
|
لما بلغتْ جدوى أناملِهِ العشرِ |
عي بن الجهم:
ولا يجمعُ الأموالَ إلا لبذلها |
كما لا يُساقُ الهديُ إلا إلى النحرِ |
|
وما غايةُ المُثني عليه لو أنّهُ |
زهيرٌ وأعشى وامرؤ القيس من حُجرِ |
علي بن الجهم:
ولستَ ببحرٍ أنتَ أعذبُ مورداً |
وأنفعُ للرّاجي نداكَ وأشملُ |
|
ولا وصفَ إلا قد تجاوزتَ حَدّهُ |
ولا سَيبَ إلا سيبُ كفّكَ أفضلُ |
علي بن الجهم:
يُعاقِبُ تأديباً ويعفو تَطولاً |
ويجزي على الحُسنى ويُعطي فَيُجزلُ |
|
ولا يُتبِعُ المعروفَ منّاً ولا أذىً |
ولا البخلُ من عاداتهِ حينَ يُسألُ |
زينب بنت الطثرية:
إذا القومُ أمّوا بيتهُ فهو عامدٌ |
لأحسن ما ظنوا به فهو فاعله |
|
إذا نزل الضِّيفانُ كان عَذوّرا |
على الأهلِ حتى تستقلَّ مراجله |
|
فتىً ليسَ لإبن العمِّ كالذئبِ إن رأى |
بصاحبه يوماً دماً فهو آكله |
محمد بن وُهيب:
تحكي أفاعيلَه في كلِّ نائبةٍ |
الغيثُ والليثُ والصمصامةُ الذّكِرُ |
ابن هرمة:
يكادُ إذا ما أبصرَ الضيفَ مقبلاً |
يُكلمهُ من حبهِ وهو أعجمُ |
ابن هرمة:
أشارتُ إليكَ أكفُّ الورى |
إشارةَ غرقى إلى ساحل |
ابن هرمة:
كريمٌ له وجهان:وجهٌ لدى الرّضا |
طليقٌ ووجهٌ في الكريهةِ باسلُ |
ابن هرمة وقيل غيره:
هشّ إذا نزل الوفود ببابهِ |
سهل الحجاب مؤدب الخدام |
|
فإذا رأيتَ صديقه وشقيقه |
لم تدرِ أيهما أخو الأرحامِ |
ابن هرمة:
أتيناكَ نُزجي حاجةً ووسيلةً |
إليكّ،وقد تخطى لديك الوسائلُ |
|
ونذكرُ وُدّاً شدَّهُ الله بيننا |
على الدّهرِ لم تَدبُبْ إليه الغوائلُ |
|
فأقسِمُ ما أكبى زنادكَ قادِحٌ |
ولا أكذبتْ فيكَ الرجاءُ القوابلُ |
|
ولا رجعت ذا حاجةٍ عنك علّةٌ |
ولا عاقَ خيراً عاجلاً منكَ آجلُ |
|
ولا لامَ فيكَ الباذلُ الوجهَ نفسَهُ |
ولا احتكمتْ في الجودِ منكَ المباخلُ |
ابن شُهيد:
إنَّ الكريمَ إذا نالتهُ مَخمصةٌ |
أبدى إلى الناسِ رِيّاً وهو ظمآن |
ابن شهيد الأندلسي:
تقولُ التي من بيتها كف مركبي |
أقربكَ دان أم نواكَ بعيد |
|
فقلت لها أمري إلى من سمت به |
إلى المجدِ آباء له وجدودُ |
|
إلى المعتلي عاليت همي طالباً |
لكرته إن الكريم يعودُ |
ابن شهيد الأندلسي:
همام أراهُ جودهُ سبل العلا |
وعلّمه الإحسان كيف يسود |
|
نفى الذمَّ عنهُ أن طي بروده |
عفافٌ على سن الشباب وجود |
أبو حفص ابن شهيد:
سَبطُ اليدينِ كأنَّ كلَّ غمامة |
قد ركّبتْ في راحتيهِ أناملا |
|
تفديكَ أنفُسنا التي ألبستها |
حُللاً من النُّعمى وكُنَّ عواطلا |
ابن زيدون:
أغرُّ إذا شِمنا سحائبُ جودهِ |
تهلّلَ وجهٌ واستهلّتْ أنامِلُ |
|
يُبشرّنا بالنائلِ الغمرِ وجههُ |
وقبلَ الحيا ما تستطيرُ المخايلُ |
ابن زيدون:
بَعيدُ منالِ الحالِ داني جنى الندى |
إذا ذُكرتْ أخلاقهُ خجلَ الوردُ |
|
تهللَّ فانهلّتْ سماءُ يمينهِ |
عطايا ثرى الآمالِ من صوبها جَعدُ |
ابن زيدون:
هُمُ النَفرُ البيضُ الذينَ وجوهُهم |
تروقُ فتستشفي بها الأعينُ الرمدُ |
|
كِرامٌ يمدُّ الراغبونَ أكفُّهمْ |
إلى أبحر منهم لها باللُّها مدُّ |
|
فلا يُنعَ منهم هالكٌ فهو خالدٌ |
بآثارهِ إنَّ الثناءَ هو الخلدُ |
ابن زيدون:
أيها البحرُ الذي مهما تَفِضْ |
بالندى يُمناهُ فالبحرُ وَشَل |
ابن زيدون:
جوادٌ ذراهُ مطافُ العُفاةِ |
ويُمناهُ ركنُ النّدى المُستلم |
ابن زيدون:
جوادٌ متى استعجلتَ أولى هباتهِ |
كفاكَ من البحرِ الخِضّم عُبابُ |
|
غنيٌّ عن الإبساسِ دَرُّ نوالهِ |
إذا استنزلَ الدَرَّ البكىءَ عصابُ |
|
إذا حسبَ النيلَ الزهيدَ مُنيلُهُ |
فما لعطايا الحسابِ حسابُ |
|
عطايا يُصيبُ الحاسدونَ بحمدهِ |
عليها ولم يُحبوا بها فيُحابوا |
ابن زيدون:
لكَ الخيرُ إني واثق بك شاكر |
لمثنى أياديكَ التي كفرُها الكُفرُ |
ابن زيدون:
وإنك عندي في النوالِ وغيره |
وفي كلِّ حالٍ ما بقيتَ حميدُ |
|
بسطتَ كفَّ يدٍ طلق بنانها |
ببذلكَ إن في بعضهن جمودُ |
ابن زيدون:
هُمامٌ عريقٌ في الكِرامِ وقلّما |
ترى الفرعَ إلا مُستمداً من الأصلِ |
|
نَهوضٌ بأعباءِ المروءة والتقى |
سحوبٌ لأذيالِ السيادةِ والفضلِ |
ابن زيدون:
لكَ النعمةُ الخضراءَ تندى ظلالُها |
عليَّ ولا جَحْدٌ لديَّ ولا غَمْطُ |
ابن زيدون:
أفاضَ سَماحُكَ بحرَ النّدى |
وأقبسَ هَديُكَ نورَ الهدى |
|
وردَّ الشبابَ اعتلاقُكَ بعد |
مفارقتي ظلّهُ الأبردا |
الشاعر الأبيرد:
فتى إن هو استغنى تخرّقَ في الغنى |
وإن قلَّ مالاً يؤد متنهُ الفقرُ |
|
وسامى جسيمات الأمورِ فنالها |
على العسرِ حتى أدركَ العُسرَ اليُسرُ |
أبو اسحق الالبيري:
وكنزاً لا تخاف عليه لصّاً |
خفيف الحمل يوجدُ حيتُ كُنتا |
|
يزيدُ بكثرةِ الإنفاقِ منهُ |
وينقصُ أن به كفاً شددتا |
|
فلو قد ذقتُ من حلواهُ طعماً |
لآثرتُ التعلّمَ واجتهدتا |
|
ولم يشغلكَ عنهُ هوى مطاعٌ ولا ألهاكَ عنهُ أنيقُ روضٍ |
ولا دنيا بزخرفها فُتنتا ولا خِدرٌ بربربه كَلِفتا |
اسحق ابن إبراهيم الموصلي:
وآمرةٍ بالبُخلِ قلت لها اقصُري |
فليس إلى ما تأمرينَ سبيلُ |
|
أرى الناسَ خُلّانَ الجواد ولا أرى |
بخيلاً له في العالمين خليلُ |
|
وإني رأيتُ البُخلَ يُزري بأهلهِ |
فأكرمتُ نفسي أن يُقالَ بخيلُ |
|
ومن خيرِ حالاتِ الفتى لو علمته |
إذا نالَ شيئاً أن يكونَ نبيلُ |
|
فَعالي فَعالُ الموسرين تكرُّماً وكيفَ أخافُ الفقرَ أو أحرم الغنى |
|
ومالي كما قد تعلمينَ قليلُ ورأيُ أميرِ المؤمنينَ جميلُ |
صفي الدين الحلي:
أبو الوليد قد استوفى مناقبَهُم |
فللتفاريقِ منها فيهِ مُجتمعُ |
|
هو الكريمُ الذي سنَّ الكِرامُ لهُ |
زُهرَ المساعي فلم تستهوهِ البِدَعُ |
صفي الدين الحلي:
كفاكَ تَهمي بالنوالِ وتهمُلُ |
ويداكَ تجزي بالجميلِ وتجزلُ |
|
وعُلاكَ يقضي للمؤمل بالرضى |
وعطاكَ يكفي الوافدين ويكفلُ |
صفي الدين الحلي:
سأثني على نُعماك بالكلمِ التي |
محاسنُها تُبلي الزمانَ ولا تبلى |
|
وأشكرُ شكراً ليس لي فيه مِنّةٌ |
ولا مِنّةٌ للروضِ إن شكرَ الوبلا |
صفي الدين الحلي:
كيفَ أستملِكُ النهوضَ يظهر |
أثقلتهُ يداك بالإنعام |
صفي الدين الحلي:
فسيلُ عطاياهُ للمُجتدي |
ونورُ محيّاهُ للمجتلي |
صفي الدين الحلي:
أغارَ الغيثَ كفُّكَ حين جادا |
فأفرطَ في تواتره وزادا |
|
أظنُّ الغيثَ يحسدنا عليه |
فيمنعُ من زيارتك العبادا |
صفي الدين الحلي:
مليكٌ يرى كسبَ النّضارِ نوافلاً |
بعينٍ ترى بذلَ الهبات من الفرض |
|
حباني بما لم يوفِ جهدي بشكرهِ |
وأنجدني والدهرُ يجهدُ في رفضي |
|
فَبُعداً لأمنٍ صدّني عن جَنابهِ |
ويا حبذا خوفٌ إلى قصدهِ يُفضي |
صفي الدين الحلي:
لاقيتنا ملقى الكريمِ لضيفهِ |
وضممتنا ضمّ الكميِّ لسيفهِ |
|
وجعلتَ ربعكَ للمؤّمل كعبةً |
هي رحلةٌ لشتائهِ ولصيفهِ |
صفي الدين الحلي:
أعطى،فلا جودُهُ قد كان عن غلطٍ |
منهُنولا أجرهُ قد كان ممنونا |
صفي الدين الحلي:
بأروعَ مبنيِّ على الفتحِ كفُّهُ |
إذا بنيت كفُّ اللئيمِ على الضّمِّ |
|
ملاذي جلالُ الدين نجلُ محاسنٍ |
حليفُ العفاف الطلّقِ والنائلِ الجمِّ |
|
فتىً خُلِقتْ كفّاهُ للجودِ والسّطا |
كما العينُ للإبصارِ والأنفُ للشمِّ |
صفي الدين الحلي:
عزيزُ جارٍ لو الليلُ استجارَ بهِ |
من الصباحِ لعاشَ الناسُ في الظُلَمِ |
صفي الدين الحلي:
وإني لستُ أبدأهم بمدحٍ |
أرومُ به المواهبَ والعطايا |
|
ولكني أصيرهُ جزاءً |
لما أولوه من كرمِ السجايا |
صفي الدين الحلي:
سراةٌ يُقِرُّ الحاسدونَ بفضلهم |
كِرامُ السجايا والعُلى والمناصبِ |
|
يجودون للراجي بكلِّ نفيسةٍ |
لديهم سوى أعراضهم والمناقبِ |
صفي الدين الحلي:
إن قصّرَ لفظي فإن طولكَ قد طالَ |
ما من فعلَ البرَّ الجميلَ كمن قال |
|
أو خفّفَ نهضي جميل صنعكَ عندي |
قد حمّل ظهري لفرطِ منكَ أثقال |
صفي الدين الحلي:
يا منْ جعلَ البرّ للِعفاةِ قيوداً |
قد زدتَ من المنِّ عُنقَ عبدِكَ أغلالُ |
|
أظهرتَ علينا من السماحِ شِماتٌ |
إن قصرَ نطقي بوصفها نطقَ الحالُ |
صفي الدين الحلي:
حَسدت جودَ كفّكَ الأمطارُ |
فغدتْ منكَ بل عليكَ تغارُ |
|
صدّنا الغيثُ عن زيارةِ غيثٍ عاقَ أجسادَنا فزرناهُ بالقلوبِ |
|
بشره البرق والنُضار القطار وذو الفضلِ بالقلوبِ يُزارُ |
أيا ربِّ قد عوّدتني منك نعمةً |
أجودُ بها للوافدين بلا مَنٍّ |
|
فأقسمُ ما دامتْ عطاياكَ جَمّةً |
ونعماك لا حَييتُ ذا الظن بالمنِ |
|
إذا بخلت كفي بنعمةِ مُنعمٍ |
فقد ساءَ في تكرارِ أنعمهِ ظني |
صفي الدين الحلي:
قد سئمت جوده الأنام ولا |
يلقاه من بذلهِ النّدى سأم |
|
ما عُرفت منه“لا” ولا “نعم“ |
بل دونهنَّ الآلاءُ والنِعَمُ |
|
الواهبُ الألف وهو مُبتسم |
القاتلُ الألف وهو مُقتحمُ |
صفي الدين الحلي:
وما الجودُ إلا حِليةٌ مُستجادةٌ |
إذا ظهرتْ أخفتْ وجوهَ المعائبِ |
صفي الدين الحلي:
ما كنتَ في إحدى الشدائدِ مُرتجى |
إلا رأينا بابَ جودكَ مُرتجا |
|
وكذاكَ ما نُسبتْ إليك رذيلةٌ |
إلا مُدحتَ بها،وكان لها الهجا |
صفي الدين الحلي:
بحرٌ ولكنّهُ بالدُرِّ منفردٌ |
والبحرُ يجمعُ فيهِ الدُّرُّ والزّبدُ |
|
من معشرٍ إن دُعوا جادوا لآملهمْ |
قبل السؤالِ وأعطوا فوقَ ما وجدوا |
ابن مقبل:
وإنّي إذا ضنَّ الرُّفودُ برِفدهِ |
لمختبطٌ من تالدِ المالِ جارِحُ |
ابن دارج القسطلي:
فما تصلُ الأيام من أنت قاطع |
ولا تقطع الأيام من أنت واصل |
|
وهل خيبت يمناك من جاء آمالا |
فيكذب رب العرش ما أنت آملُ |
ابن دارج القسطلي:
منن بأيسر شكرها أعييتني |
فمتى أقوم بشكرها ما أوليتني |
|
أعطيتني ذخر الزمان وإنما لبيك شاكر نعمة أنت الذي |
شرف الحياة وعزّها أعطيتني لما دعوت غياثها لبيتني |
|
فقتلتَ هماً ذقت حدّ سيوفه |
بسيوفِ إنعام بها استحيتني |
ابن دارج القسطلي:
فكأنّما استيقنت مالك في الحشا |
من طاعة ونصيحة فجزيتني |
|
وعلمت أني في وفائك سابق |
فسبقت بالنعم التي وفيتني |
|
فلو أن آمالي بقربك أسعفت |
ما قلت ما بعد بلوغها يا ليتني |
|
حتى أقبل كلما قابلتها |
كفا بجود عطائها أحييتني |
ابن دارج القسطلي:
أنت الذي فرجت عني كربة |
للدهرِ قد سدت علي رتاجها |
|
وجلوت لي فلق المنى من ليلةٍ |
طاولت في ظلم الأسى إدلاجها |
|
وسقيتني من جود كفّك مُنعماً |
كأساً وجدت من الحياة مزاجها |
ابن دارج القسطلي:
إن أقلعت ديم السحاب فلم تجد |
فسحاب كفّكَ ما يزال يجود |
|
ولئن طوى عنا الربيع ثيابه |
فربيع جودك شاهد مشهود |
ابن سناء الملك:
لا يستقرُّ المالُ فوق بنانه |
حتى كأنَّ بنانهُ مخروقُ |
|
يا طالبينَ ذُرى علاهُ توقفوا |
ومؤملين ندى يديهِ أفيقوا |
خالد بن جعفر:
إذا ما أردتَ العزَّ في دار يثرب |
فنادِ بصوتٍ يا أحيحةُ تُمنعِ |
|
رأينا أبا عمروٍ أحيحةَ جارُهُ |
يبيتُ قريرَ العينِ غيرَ مُرّوعِ |
|
ومن يأتهِ من خائفٍ ينسى خوفهُ |
ومن يأتهِ من جائعِ البطنِ يشبع |
|
فضائل كانت للجلاحِ قديمة |
وأكرم بفخرٍ من خصالك أربع |
عبد الله بن الزبير الأسدي وقيل غيره:
سأشكرُ عَمراً ما تراختْ منيتي |
أياديَ لم تُمْنَنْ وإن هيَ جَلَّتِ |
|
فتىً غيرُ محجوبِ الغنى عن صديقهِ |
ولا مُظهرِ الشكوى إذا النَّعلُ زَلّتِ |
|
رأى خلتي من حيثُ يخفى مكانُها |
فكانت قذى عينيهِ حتى تَجلّتِ |
زياد بن حمل بن سعد:
غمرُ النّدى،لا يبيتُ الحقُّ يثمدهُ |
إلا غدا وهو سامي الطرف يبتسمُ |
|
إلى المكارمِ يبنيها ويَعمرُها |
حتى ينالَ أموراً دونها قُحَمُ |
النّمر بن تَولب:
لا تَغضبنَّ على امرىءٍ في مالهِ |
وعلى كرائمِ صُلبِ مالكَ،فاغضبِ |
|
ومتى تُصبكَ خصاصةٌ،فارجُ الغِنى |
وإلى الذي يُعطي الرغائبَ فارغبِ |
حُميد الأرقط:
إذا ما أتانا وارِدُ المصرِ مُرملاً |
تأوبَ ناري أصفر العقل قافِلُ |
|
فقلتُ لعبدي أعجلا بِعشائهِ فقال وقد ألقى المراسي للقِرى |
وخيرُ عشاءِ الضيفِ ماهو عاجلُ أبن لي ما الحجاج بالناس فاعل |
|
فقلت لَعمري ما لهذا طرقتنا تُجّهزِّ كفاهُ فيحدرُ حلقهُ |
فكُلْ ودعِ الأخبارَ ما أنتَ آكلُ إلى الزّورِ وما ضُمّتْ عليه الأناملُ |
|
أتانا ولم يَعْدِ له سحبانُ وائلٍ |
بياناً وعلماً بالذي هو قائلُ |
|
فما زال منه اللَّقمُ حتى كأنه |
من العِىّ لما أن تكلّم باقلُ |
حميد الأرقط:
لا أبغضُ الضيفَ ما بسي جُلُّ مأكله |
إلا تنفخُّهُ حولي إذا قعدا |
|
ما زال ينفخُ جنبيه وحَبوته |
حتى أقول لعل الضيفَ قد ولدا |
معاوية بن مالك بن جعفر:
قالت سُميّةُ:قد غويت،بأن رأتْ |
حقاً تناوبَ مالنا ووفودُ |
|
غيٌّ لَعمُركِ لا أزالُ أعودُهُ |
مادامَ مالٌ عندنا موجودُ |
حضرمي بن عامر:
من واجدٍ ماجدٍ أخي ثقةٍ |
يُعطي جزيلاً ويضربُ البطلا |
|
إن جئتهُ خائفاً أمنتَ وإن |
قال سأحبوكَ نائلا فعلا |
العتابي:
حُسنُ ظَنّي وحُسنُ ما عوَّد اللهُ |
سواي منك الغداةَ أتى بي |
|
أيُّ شيءٍ يكونُ أحسنَ من حُسنِ |
يقينٍ حَدا إليك ركابي |
ابن المعتز:
وداعِ دعا والليل بيني وبينه |
فكنتُ مكان الظن منه وأعجلا |
ابراهيم بن العباس الصولي:
لا تلمني فإنّ هَمّكَ أن تث |
رى وهَمّي مكارمُ الأخلاقِ |
|
كيفَ يسطيع حفظ ما جمعت كف |
اه من ذاقَ لذّة الإنفاقِ |
ابراهيم بن العباس الصولي:
ولكنَّ الجوادَ أبا هشامٍ |
كريمُ الصّدِّ مأمونُ المغيبِ |
|
بطىءٌ عنكَ ما استغنيتَ عنهُ |
وطَلاعٌ إليكَ مع الخطوبِ |
سهل بن هارون:
خِلٌ إذا جئتهُ يوماً لتسألهُ |
أعطاكَ ما ملكتْ كفّاه واعتذرا |
|
يُخفي صنائعه، والله يُظهرها |
إن الجميلَ ولو أخفيتهُ ظهرا |
داود بن سلم التميمي:
نجوتِ من حَلٍّ ومن رحلةٍ |
يا ناقَ إن أدنيتني من قُثَمْ |
|
إنكِ إن بلغتنيه غداً |
أحيا ليَ اليُسرَ وماتَ العدمْ |
مسلم بن الوليد:
رآني بعينِ الجودِ فانتهزَ التي |
طلبتُ ولم أفَغَرْ إليهِ فَما |
|
ظِلمتُكَ إن لم أجزِلِ الشُّكرَ بعدما |
جَعلتَ إلى شُكري نَوالكَ سُلّما |
|
إذا كنتَ ذا نفسٍ جَوادٍ ضَميرُها |
فليسَ يضيرُ الجودَ أن كنتَ مُعدِما |
مسلم بن الوليد:
أعطيتَ حتى ملَّ سائلُكَ الغنى |
وعلوتَ حتى ما يُقالُ لكَ ازْدَدِ |
مسلم بن الوليد:
قومٌ همُ موتٌ إذا ما حاربوا |
قوماً وإمّا سالموا فَبحورُ |
مسلم بن الوليد:
ذاكَ الرّجاءُ المُستجارُ بِجودهِ |
من نائباتِ الدّهرِ حينَ تنوبُ |
|
غَمْرُ النّدى مَغشيةٌ حُجراتُهُ |
سَلِسُ العطاءِ مُؤّملٌ مرهوبُ |
|
مُتَقّسِمٌ إمّا لبذلِ عَطيّةٍ |
أو نكبةٍ يُدعى لها فيجيبُ |
مسلم بن الوليد:
تَظلّمَ المالُ والأعداءُ من يدهِ |
لا زالَ للمالِ والأعداءِ ظَلاّما |
مسلم بن الوليد:
مسلم بن الوليد:
فلأنتَ أمضى في اللقاءِ وفي الندى |
من باسل وَرْدٍ وغادٍ مرعدِ |
|
أعطيتَ حتى ملَّ سائلُكَ الغنى |
وعلوتَ حتى ما يُقالُ لك ازددِ\ |
مسلم بن الوليد:
بأبي وأمي أنت ما أندى يداً |
وأبرّ ميثاقاً وما أزكاكا |
|
يغدو عدوكَ خائفاً فإذا رأى |
أن قد قدرت على العقاب رجاكا |
مسلم بن الوليد:
لهُ عطايا تردُّ الروحَ نفحتُها |
إلى النفوسِ وتحي ميتَ الأمل |
|
يهدى العُفاةَ إليها قبل رغبتهم |
فيها ويُغنيهم عن كلفة الرِّحل |
مسلم بن الوليد:
إن يشكر الناس ما أوليت من حسنٍ |
فقد وسعتَ بني حواء إنعاما |
مسلم بن الوليد:
تُساقطُ يُمناهُ النّدى وشماله ال |
ردى وعيونُ القول منطقهُ الفصلُ |
|
عَجولٌ إلى أن يُودِعَ الحمدَ مالَهُ |
يَعُدّ النّدى غُنماً إذا أغُتنمَ البخلُ |
|
بكفِّ أبي العباس يُستمطرُ الغنى |
وتُستنزلُ النُّعمى ويسترعفُ النّصلُ |
|
متى شئتَ رفّعتَ الستور عن الغنى |
إذا أنت زرتَ الفضل أو أذن الفضل |
مسلم بن الوليد:
لو أنَّ كَفاً أعشبتْ لسماحةٍ |
لبدا براحتهِ النباتُ الأخضرُ |
مسلم بن الوليد:
مسلم بن الوليد:
يُذكرنيكَ الجودُ والبُخلُ إنّهُ |
بعرضك ـ لا بالمال حاشا لك ـ البخلُ |
|
فألقاكَ عن مذمومها مُتنزّهاً |
وألقاكَ في محمودها ولكَ الفضلُ |
مسلم بن الوليد:
وله إذا فنيَ السؤالُ مذاهبٌ |
في الجودِ تبحثُ عن سؤالِ المجتدي |
|
يستصغرُ الدنيا إذا عرضتْ لهُ |
في هِمّةٍ أو نائلٍ أو موعدِ |
مسلم بن الوليد:
ركبنا إليهِ البحر في أخرياته |
فأوفتْ بنا من بعدِ بحرٍ إلى بحر |
طريح بن أسماعيل الثقفي:
جوادٌ إذا جئتَهُ راجياً |
كفاكَ السؤالَ،وإن عُدتَ عادا |
|
خلائقهُ كسبيكِ النّضارِ |
لا يعملُ الدهرُ فيها فسادا |
طريح بن اسماعيل الثقفي:
ودّوا لو أنّهم ينالُ أكفُّهمُ |
شلل وأنكَ عن ضيفكَ تنزِعُ |
|
أو تستليمُ فيجعلوكَ أسوةً |
وأبى الملامَ لك النّدى والموضعُ |
طُريح بن اسماعيل الثقفي:
طلبت ابتغاءَ الشكر فيما فعلتَ بي |
فقصّرتُ مغلوباً وإني لشاكرُ |
|
وقد كُنتَ تعطيني الجزيلَ بديهةً |
وأنتَ لما استكثرتُ من ذاك حاقِرُ |
|
فأرجعُ مغبوطاً وترجعُ بالتي |
لها أوّلٌ في المكرماتِ وآخرُ |
طريح الثقفي:
أصلحتني بالجودِ بل أفسدتني |
وتركتني أتسّخط الإحسانا |
|
من جاءَ بعدك كان جُودكَ فوقه |
لا كانَ بعدكَ كائناً من كانا |
عبد الله بن رواحة:
وقد علِمَ القبائلُ غيرَ فخرٍ |
إذا لم تُلفِ ماثلةً رَكودا |
|
بأنا تُخرجُ الشّتواتُ منا |
إذا ما استحكمتْ حسباً وجودا |
|
قدوراً،تغرقُ الأوصالُ فيها |
خضيباً لونها،بيضاً وسودا |
القتال الكلابي:
ويبيتُ يستحي الأمورَ وبطنهُ |
طيانُ طيَّ البردِ ويحسبُ جائعا |
|
من غيرِ لا عدمٍ ولكن شيمةٌ |
إنّ الكرام همُ الكرامُ طبائعا |
المغيرة بن حبناء:
أرى الناس قد ملّوا الفعالَ ولا أرى |
بني خلفٍ إلا وراء المواردِ |
|
إذا نفعوا عادوا لمن ينفعونه |
وكائن ترى من نافع غير عائد |
|
إذا ما انجلت عنهم غمامةُ غمرةٍ |
من الموتِ أجلتْ عن كرامِ مذاودِ |
ابن دريد:
لا يُصطلى بنارهَ عند الوغى |
ويُصطلى بنارهِ عند القِرى |
ابن قلاقس:
دعوتَ بصوتِ الجودِ حيَّ على النّدى |
لأنّكَ تروي عن بلالٍ وتُسنِدُ |
أحدهم:
مالي أرى أبوابَهم مهجورةً |
وكأنَّ بابكَ\ مَجمعُ الأسواقِ |
|
أرَجوكَ أم خافوكَ أم شاموا النّدى |
بيديكَ فاجتمعوا من الآفاقِ |
|
إني رأيتُكَ للمكارمِ عاشقاً |
والمكرماتُ قليلةُ العشاقِ |
سلم الخاسر:
وفتىً خلا من مالهِ |
ومن المروءةِ غيرُ خالِ |
|
وإذا وأى لكَ موعداً |
كانَ الفِعالُ مع المقالِ |
|
لله دَرُّكَ من فتى |
كافيكَ من كَرمِ الخلالِ |
|
أعطاكَ قبل سُؤالهِ |
فكفاكَ مكروهَ السؤالِ |
المتوكل الليثي:
أخو ثقةٍ يرى يبني المعالي |
يضيمُ ويحتمي من أن يُضاما |
|
يرى قولاً نعم حقاً عليه |
وقولاً لا لسائلهِ حراما |
الأحوص:
كريم قريش حين ينسب والذي |
أقرّت له بالملكِ كهلاً وأمردا |
|
أهانَ تلاد المال في الحمد،إنّه |
إمام هدىً يجري على ما تعوّدا |
|
ولو كان بذل الجود والمال مخلداً |
من الناس إنساناً لكنتَ المخلدا |
البهاء زهير:
وأوسعته لما أتاني بشاشة |
ولطفاً وترحيباً وخلقاً ومنزلا |
|
بسطت له وجهاً حبيباً ومنطقاً |
وفيا ومعروفاً هنياً معجلا |
|
وراح يراني مُنعماً متفضلاً |
ورحتُ أراهُ المنعم المتفضلا |
البهاء زهير:
وما نالني من أنعم الله نعمة |
وإن عظمت إلا وأنتَ سفيرها |
|
ومن بدأ النعما وجاد تكرما |
بأولها يرجى لديه أخيرها |
|
وإني وإن كانت أياديك جمّة |
لدي فإني عبدها وشكورها |
البهاء \زهير:
وإذا نظرتُ وجدتُ بعض هباتهِ |
فيها المفاخرُ والمآثرُ والعُلى |
|
يُروى حديثُ الجودِ عنهُ مُسنداً |
فعلامَ ترويه السحائبُ مُرسلا |
|
من معشرٍ فاقوا الملوكَ سيادةً |
وسعادةً وتطولاً وتفضلا |
ابراهيم بن العباس:
لفصل بن سهل يدٌ |
تقاصرَ عنها الأمل |
|
فباطنها للنّدى |
وظاهرُها للِقُبل |
|
وبسطتها للغنى |
وسطوتها للأجل |
ابراهيم بن العباس:
أسدٌ ضارٍ إذا هيجّتهُ |
وأبٌ بر إذا ما قدرا |
|
يعرفُ الأبعدَ إن أثرى ولا |
يعرفُ الأدنى إذا ما افتقرا |
أحدهم:
فلا الجودُ يُفني المال والجدُّ مقبلٌ |
ولا البخلُ يُبقي المالَ والجدُّ مُدبرُ |
أحدهم:
فذو الحلم منّا جاهلٌ دونَ ضيفهِ |
وذو الجهلِ منّا عن أذاهُ حليمُ |
أبو الجويرية عيسى بن أوس بن عبد الله:
المجدُ بابٌ على الأقوامِ ذو غَلْقٍ |
وفي أكفهم منهُ المقاليدُ |
|
يحيى النّدى ما حييتُم في بيوتكم |
وإن فُقدتم فإنَّ الجودَ مفقودُ |
|
نرجو لباقيةِ الأيامِ باقيكمُ |
ومن مضى فهو مأمورٌ ومحمودُ |
ابن نباتة السعدي:
جدتَ لي باللها حتى ضجرت بها |
وكدت من ضجر أُثني على البخلِ |
|
إن كنت ترغب في بذل النوال لنا |
فأخلق لنا رغبة أو فلا تنلِ |
|
لم يبق جودك لي شيئاً أومله |
تركتني أصحب الدنيا بلا أملِ |
ابن نباتة المصري:
أغَرُّ يسقي بيمناهُ وطلعتهُ |
صوبَ الحيا عام سرّاء وضّراء |
ابن نباتة المصري:
ملك يطوّقُ بالإحسان وفد رجا |
وبالظبا والعوالي وفد هيجاء |
|
ذا بالنضار وهذا بالحديد فما |
ينفكُّ آسرَ أحبابٍ وأعداءِ |
ابن نباتة المصري:
داع لجودِ يدٍ بيضاء ما برحت |
تقضي على كلِّ صفراءٍ وبيضاءِ |
|
يدافع النكباتِ الموعداتِ لنا |
حتى الرياح فما تسري بنكباءِ |
|
ويوقد الله نوراً من سعادته |
فكيفَ يطمعُ حسادٌ بإطغادِ |
ابن نباتة المصري:
ليتَ شعري من منك أولى بمثلي |
يا فريدَ الأجوادِ والكرماءِ |
|
دمتَ سامي المقام هامي العطايا |
قاهرَ البأسِ فارجَ الغماءِ |
|
لمواليكَ ما ارتجى من بقاءٍ |
ولشانيكَ ما اختشى من فناءِ |
ابن نباتة المصري:
ملك أنشر الثنا في زمانٍ |
نسيَ الناسُ فيه ذكر الثناء |
|
يسبقُ الوعدَ بالنوالِ فلا يحوجُ |
قُصادهُ إلى الشنعاء |
|
شاعَ بالكتمِ جودُ كفيهِ ذكراً كلما ظنَّ جود في انتهاء |
فهو كالمسكِ فاحَ بالإخفاءِ لائمٌ عاد جودهُ في ابتداء |
|
عذلوهُ على النوالِ فأغروا |
فنداه نصبٌ على الإغراء |
ابن نباتة المصري:
لا عيبَ فيهِ سوى تعجيل أنعُمهِ |
فما يلذُّ برجوى بعد إرجاءِ |
|
يلقاكَ بالبشرِ تلو البرِّ مبتسماً |
كالبرقِ تلو هتونِ المزنِ وطفاءِ |
|
إن أقطع الليل في مدحي له فلقد |
حمدتُ عند صباحِ البشر إسرائي |
ابن نباتة المصري:
هو الغيثُ ولّى بالثناءِ مُشيّعاً |
وأبقاكَ بحراً بالمواهب مُنّعما |
ابن نباتة:
روت عنك أخبارُ المعالي محاسناً |
كفت بلسان الحالِ عن ألسنِ الحمدِ |
|
فوجهك عن بشر وكفُّكَ عن عطا |
وخلقكَ عن سهل ورأيكَ عن سعدِ |
أحدهم:
أكرِم الجارَ وراعي حقّهُ |
إنّ عرفان الفتى الحقّ كرم |
ابن نباتة السعدي:
فصونوا يدي عن شلها بعطائكُمْ |
فما أنا في أخذِ الرغائبِ راغبُ |
|
خُلِقتُ أرى المواهب سُبّةً |
فمن نِعمِ الأيامِ عندي مصائِبُ |
|
ولا تجبهوا بالرّدِّ سائلَ حاجةٍ |
ولو أنّها أحسابُكم والمناقبُ |
|
وقد كدتُ أعطي الحاسدينَ مُناهمُ |
مخافة أن يلقى المطالبَ خائبُ |
|
فكونوا على الأسيافِ مثلي إذا انثنتْ |
سواعدها مفلولةٌ والمضاربُ |
ابن نباتة المصري:
لا تستقر يداه في أموالهِ |
فكأنما هو سابحٌ في ماءِ |
|
جمعت شمائله المديحَ كمثل ما |
جمعت أبي جادٍ حروف هجاء |
|
وتفردت كرماً وإن قال العدى وتقدمت في كلِّ محفلِ سؤددٍ |
أنَّ الغمامَ لها من النظراء تقديمَ بسم الله في الأسماء |
الراعي:
عَجبتُ من السّارينَ والريحُ قَرَّةٌ |
إلى ضوءِ نارٍ بين فَرْدَةَ والرّحى |
|
إلى ضوءِ نارٍ يشتوى القِدَّ أهلها |
وقد يُكرَمُ الأضيافُ والقِدُّ يُشتوى |
|
فلما أتونا فاشتكينا إليهمُ |
بَكوا وكلا الحييّنِ مما به بكى |
|
بكى مُعْوِزٌ من أن يُلامَ وطارِقٌ |
يَشُدُّ من الجوعِ الغزارَ على الحشا |
الشافعي:
يا لهفَ نفسي على مالٍ أفرِّقهُ |
على المُقلين من أهل المروءاتِ |
|
إن اعتذاري إلى من جاء يسألني |
ما ليس عندي لمن إحدى المصيباتِ |
الشافعي:
أجود بموجود ولو بتَ طاوياً |
على الجوعِ كشحا والحشا يتألم |
الشافعي وقيل غيره:
جوادٌ إذا استغنيت عن أخذ ماله |
وعند احتمال الفقر عنك بخيل |
زياد الأعجم:
إذا كنتَ مُرتادَ السَّماحةِ والنّدى |
فسائلْ تُخَبِّرْ عن ديارِ الأشاهبِ |
زياد الأعجم:
أشمُّ إذا ما جئتَ للِعُرفِ طالباً |
حَباكَ بما تحوي عليه أناملهْ |
|
ولو لم يكن في كفّهِ غيرُ نفسهِ |
لجادَ بها فليتقِ الله سائلهْ |
(البيت الثاني استلحقه أبو تمام في شعره)
العكوك:
ولا مددتَ يداً بالخيرِ واهبة |
إلا قضيتَ بأرزاقٍ وآجالِ |
قيس بن الخطيم:
ولا يعطي الحريصُ غنىً لحرصٍ |
وقد ينمى على الجودِ الثراءُ |
أبو الحسن التهامي:
تندى أسرّة وجههِ ويمينُهُ |
في حالةِ الإعسارِ والإيسارِ |
|
ويمدُّ نحو المكرُماتٍ أناملاً |
للرزقِ في أثنائهن مجارِ |
|
يحوي المعالي كاسباً أو غالباً |
أبداً يُداري دونها ويُداري |
النجاشي الحارثي:
إذا كنتَ مُرتادَ السّماحةِ والنّدى |
فَدُونكَ هذا الحيِّ عَمر بنَ مالِكِ |
|
أولئك فرسانُ الهزاهز والوغى |
وأهلُ البيوتِ الباذخاتِ السَّوامكِ |
|
ونِعمَ كُماةُ الحيِّ في خِلل الوغى |
إذا مامشوا بالمرهفاتِ البواتكِ |
ابن المخش:
إذا كنتَ مُرتادَ السّماحةِ والنّدى |
فناد زياداً أو أخاً لزياد |
|
يُجبكَ امرؤٌ يُعطي على الحمدِ مالَهُ |
إذا ضَنَّ بالمعروفِ كُلَّ جوادِ |
|
ومالي لا أُثني عليه وإنما |
طريفي منهم كلُّهُ وتلادي |
رؤبة بن العجاج:
حارثْ قد فرّجت عني هَمّي |
فنام ليلي وتجلّى غمّي |
محمد بن خارجة:
سهل الفِناءِ إذا حللتَ ببابهِ |
طلقُ اليدينِ مؤدَّبُ الخُدّامِ |
|
وإذا رأيتَ صديقهُ وشقيقهُ |
لم تدرِ:أيهما أخو الأرحامِ |
الوأواء الدمشقي:
من قاس جدواك بالغمامِ فما |
أنصف في الحكم بين اثنين |
|
أنت إذا جُدت ضاحكٌ أبداً |
وهو إذا جادَ دامع العين |
أحدهم:
لزمتَ نعمْ حتى كأنّكَ لم تكن |
سمعتَ من الأشياءِ سوى نَعمْ |
|
وأنكرتَ لا حتى كأنّكَ لم تكن |
بلا عارفاً في سالفِ الدهر والأمم |
ربيعة بن مقروم الضبي:
وقد سمعتُ بقوم يُحمدون فلم |
أسمع بمثلكَ لا حلماً ولا جُودا |
|
ولا عفافاً ولا صبراً بنائبةٍ |
ولا أخُبرُّ عنك الباطلَ السيدا |
ليلى بنت مسلمة:
فتىً كان يُعطي السيف في الروع حقه |
إذا ثوب الداعي وتشقى به الجزر |
|
فتىً كان يُدنيه الغنى من صديقهِ |
إذا ما هو استغنى ويُبعدهُ الفقرُ |
|
فتىً لا يعدّ المالَ رباً ولا ترى |
له جفوة إن نال مالاً ولا كبرُ |
|
ومأوى اليتامى الممحلين إذا انتهوا |
إلى بابه شعثاً وقد قحط المطرُ |
أبو الهندي:
نزلتُ على آل المُهلّب شاتياً |
غريباً عن الأوطانِ في زمن المَحل |
|
فما زالَ بي إحسانُهُمْ وافتقادُهُم |
وإيناسُهُمْ حتى حسبتُهُم أهلي |
أبو دُلَف:
إن المكارمَ كُلّها حَسَنٌ |
والبذلُ أحسنُ ذلكَ الحَسَنِ |
|
كم عارفٍ بي لستُ اعرِفهُ |
ومُخبرٍ عني ولم يَرني |
المعوج الرقي:
تلقاهُ إن وهب الدنيا بأجمعها |
لسائل خجلا في زيِّ معتذر |
عبد الصمد بن المعذل:
يُعطيك فوق المنى من فضل نائلهِ |
وليس يعطيكَ إلا وهو يعتذر |
الخطيم المحرزي:
ألم تعلمي يا عمركِ الله أنني |
أضمنُ سيفي حقّ ضيفي ومرجل |
أبو دهبل الجمحي:
عُقِمَ النساءُ فلم يَلدنَ شبيههُ |
إنّ النساءَ بمثلهِ عُقْمُ |
|
متهللٌ بِنَعمْ،بلا مُتباعِدٌ |
سِيّان منه الوَفرُ والعُدمُ |
|
نَزرُ الكلام من الحياءِ تخالهُ |
ضَمِناً ،وليسَ بجسمه سُقمُ |
أبو دهبل الجمحي:
فلو كنتَ ما تعطي رئاءً تنازعتْ |
به خلجاتُ البخل يجذبنهُ جذبا |
|
ولكنّما تبغي به الله وحدهُ |
لعمري لقد أربحتَ في السعة الكسبا |
ابن المعتز:
يا عاذلي في الندى لا تعذلنَّ فتىً |
أفنى شبابَ الغِنى في صاغةِ الكرمِ |
|
هل الغِنى غيرُ ما جادتْ يدايَ به |
لسائلٍ ظلَّ يشكو سطوة العَدمِ |
|
جرى إلى حيثُ تجري الرّيح جودُ يدي |
وخَيّمتْ فوق أفاق العلا هممي |
|
تأبى لي الذمَّ كفٌّ غيرُ جامدةٍ |
يعنيكَ عارضها عن عارضِ الذِّيم |
ابن المعتز:
أيا مُوصل النُّعمى على كُلِّ حالةٍ |
إليَّ قريباً كنتَ أو نازحَ الدّارِ |
|
كما يلحقُ الغيثُ البلادَ بسيلهِ |
وإن جادَ في أرضٍ سواها بأمطارِ |
أحدهم:
أتيتُ ابنَ وَهْبٍ أبتغي فضلَ عُرفهِ |
وما زالَ حلوَ المنع حلوَ المذاهبِ |
|
فأصفحني عن حاجتي بطلاقةٍ |
سلوتُ بها عن مُنفساتِ الرغائبِ |
مُرّة بن محكان:
يا ربّة البيت قومي غير صاغرةٍ |
ضُمّي إليكِ رجال القوم والقربا |
|
في ليلة من جمادى ذات أندية |
لا يُبصر الكلب من ظلمائها الطنبا |
|
لا ينبحُ الكلب فيها غير واحدة |
حتى يلفّ على خيشومه الذنبا |
|
عُويف القوافي:
يُصَمُّ رجالٌ حينَ يُدعون للندى |
ويَدعونَ ابنَ عوفٍ للندى فيُجيب |
|
وذاكَ امرؤ من أيِّ عِطفيهِ يلتفت |
إلى المجدِ يحوي المجدَ وهو قريب |
ابن قيس الرُّقيات:
إذا زرتُ عبد الله،نفسي فداؤه |
رجعتُ بفضلٍ من نداهُ ونائلِ |
|
وإن غبتُ عنه كانَ للوّد حافظاً |
ولم يكُ عني في المغيب بغافلِ |
عبد الله بن الزَبير:
يداك ابنَ مروانٍ بذا تعتل العِدا |
وفي يدك الأخرى غياثٌ ونائلُ |
العُديل بن الفَرح:
يداهُ يدٌ بالعُرفِ تُنهِبُ ما حوت |
وأخرى على الأعداءِ تسطو وتجرح |
نُصيب:
فعاجُوا فأثنوا بالذي أنتَ أهلُهُ |
ولو سكتوا أثنتْ عليكَ الحقائبُ |
طفيل بن الأخرم:
أعاذِلَ إنَّ الشُّحَ لا يُخلِدُ الفتى |
ولا يُهلِكُ النفسَ الكريمةَ جودُها |
منضور النمري:
يدٌ لكَ في رقابِ بني عليّ |
ومَنٌّ ليسَ بالمنِّ اليسير |
منصور النمري:
وداعٍ دعا بعد الهدوءِ كأنّهُ دعا يائساً شِبهَ الجنونِ وما بهِ |
|
يُقاتلُ أهوال السُّرى وتُقاتله جنونٌ ولكن كيدُ أمرٍ يُحاوله |
فلما سمعتُ الصوتَ ناديتُ نحوه |
بصوتِ كريمِ الجَدِّ حلوٍ شمائله |
|
فأبرزتُ ناري ثمَّ أثقبتُ ضوءَها فلما رآني كبرَّ الله وحدَهُ |
|
وأخرجتُ كلبي وهو في البيتِ داخِله وبَثرّ قلباً كان جَمّاً بلابله |
وقلتُ له: أهلاً وسهلاً ومرحبا |
رَشِدتَ ولم أقعد إليه أُسائله |
فَقمتُ إلى بركٍ هِجانٍ أُعدُّهُ |
لوجبةِ حقّ نازلٍ أنا فاعله |
|
بذلك أوصاني أبي وبمثلهِ |
كذلكَ أوصاهُ قديماً أوائله |
منصور النمري:
يقري العدوَّ المنايا والعُفاةَ ندىً |
من كلِّ ذاكَ الندى أحواضُهُ |
لا تقربنَّ يزيداً عند صولتهِ |
لكنْ إذا ما احتبى للجودِ فاقتربِ |
منصور النمري:
إنّ المكارم والمعروف أودية |
أحلّكَ الله منها حيث تجتمعُ |
|
إن أخلفَ الغيثُ لم تُخلِفْ أناملهُ |
أو ضاقَ أمرٌ ذكرناهُ فيتسعُ |
منصور النمري:
لا يملكُ البخلُ من هارونَ أنملةً |
والجودُ يملكهُ والمالُ يُنتزعُ |
أبو الوليد الأنصاري:
أولئك قومي فإن تسألي |
كرامٌ إذا الضيفُ ليلاً الّمْ |
|
عِظامُ القدورِ لأيسارهم |
يكبّونَ فيها المسنَّ السّنيمْ |
|
يواسونَ مولاهم في الغنى |
ويجمعونَ جارُهمُ إن ظلمْ |
أبو محمد بن وكيع:
قومي يظلُّ الضيفُ بين رحالهم |
ماضي المشيئةِ مُؤثر الإيثارِ |
|
مُتحكّماً فيما أرادَ كأنّما |
تمضي إرادتهُ على المقدارِ |
|
وكأنَّ ربَّ الدارِ بعضُ عيالهِ |
وكأنّهُ في الدارِ ربُّ الدارِ |
أشجع السلمي:
بذلَ الرجالُ ما ملكتَ |
وبجودِ جودِ يمينهِ البذلُ |
|
فلغيرهِ الأموالُ صامتةً |
ولنا التوسُّعُ والندى الجزلُ |
|
فضلت يداهُ الفاخرينَ معاً |
فلهُ على من فاخرَ الفضلُ |
آمنَ الزمانُ وريبهُ رَجلٌ |
في ظلِّ راحتهِ لهُ رَحلُ |
|
ثنتانِ يحتلبان زائرهُ |
كرمٌ ووجهٌ ضاحكٌ سهلُ |
|
لا مجدَ نعرفهُ ولا كرمٌ |
إلا ومنصورٌ لهُ أهلُ |
أشجع السلمي:
إليكَ أبا العباس سارتْ نجائبٌ |
لها هِمَمٌ تسري إليكَ وتنزِعُ |
|
بِذكرِكَ نحدوها إذا ما تأخرتْ |
فتمضي على هولِ المُضي وتُسرِعُ |
|
فما للِسانِ المدحُ دونكَ مَشرعٌ |
وما للمطايا دونَ بابكَ مترعُ |
أشجع السلمي:
رأيتُكَ لا تستلذّ المطالَ |
وتُوفي إذا غدرَ الخائنُ |
|
فلماذا تؤخر حاجتي |
وأنتَ لتعجيلها ضامِنُ |
|
ألم ترَ أن احتباس النوال |
لمعروفِ صاحبه شائنُ |
أشجع السلمي:
يَسلكُ في الكُلِّ طريقَ النّدى |
مُنكباً عن طرُقِ العذرِ |
|
ويجعلُ البِشرَ دليلاً على |
توفير ما يُبذلُ من وَفرِ |
أشجع السلمي:
وما كنتُ أدري ما فواضِلُ كفّهِ |
على الناسِ حتى غيّبتهُ الصفائِحُ |
أشجع السلمي:
إذا ما حِياضُ المجدِ قلتْ مياهُها |
فحوضُ أبي العباسِ بالجودِ مُنزَعُ |
|
فَزرهُ تَزُرْ عِلماً وحِلماً وسؤدداً |
وباساً به أنفُ الحوادثِ يُجدعُ |
أشجع السلمي:
تُغيِّرُ الأيامُ حالاتهِ |
وجودُهُ باقٍ على حال |
أشجع السلمي:
ما مدَّ يحيى كفّهُ لكريمةٍ |
بَعُدتْ على الآمالِ إلا نالها |
أشجع السلمي:
إنَّ كفي محمدٍ لتجودان |
على مُجتديهِ جودَ الغمامِ |
أشجع السلمي:
وما بعد هارونَ الإمامَ لزائرٍ |
يُرَجّى الغنى جَدبٌ ولا دُونهُ خِصبُ |
أشجع السلمي:
وما بَعُدتْ بلادٌ أنتَ فيها |
ولا كذبتْ مُؤّملُكَ الظنونُ |
|
وما نالَ الغنى من لم تَنُلهُ |
شمالٌ من عطائكَ أو يمينُ |
أشجع السلمي:
ففي كفّهِ للِغنى مطلبٌ |
وللسرِّ في صدرهِ موضِعُ |
أشجع السلمي:
تَرُبَّ معروفَه عوائدهُ |
والعُرفُ عند الكرامِ مربوبُ |
|
لابسٌ تاجين تاجُ مكرُمةٍ |
وتاجُ مَلكٍ عليهِ معصوبُ |
أشجع السلمي:
إلى ملكٍ يَدينُ المالُ منهُ |
سَماحٌ لا يطيفُ بهِ امتناعُ |
|
لهُ القدمُ التي سبقت سِواهُ |
إلى العلياءِ والشرفِ اليفاعُ |
|
مُجيرٌ حين لا يُرجى مُجيرٌ |
ومُسطيعٌ لما لا يُستطاعُ |
أشجع السلمي:
كريمٍ في مواقعِ راحتيهِ |
ينالُ الريَّ والشّبعَ الجياعُ |
|
يحوطُ ودائعَ الأسرارِ منهُ |
بصدرٍ فيه إن ضاقوا اتساعُ |
|
إذا التفّت أضالعهُ عليهِ |
فليس عليه للأذنِ اطّلاعُ |
أشجع السلمي:
ملِكٌ يفيضُ سجالُ نائلهِ |
أبداً فليسَ يغبهُ سجلُ |
أشجع السلمي:
هوَ الغيثُ من أيِّ الوجوهِ انتجعتَهُ |
وجدتَ جَناباً مستطاباً ومَشرعاً |
|
فلا سِعةُ الأموالِ تبلغُ جودَهُ |
ولا ضيقُها ينهاهُ أن يتوسعا |
أشجع السلمي:
ونِعمَ مُناخُ المُستجيرُ بجودهِ |
لفكِّ رقابٍ لم تجد من يُجيرُها |
أشجع السلمي:
يُهينُ المالَ أقوامٌ كِرامٌ |
ومالُ الباخلينَ لهم مُهينُ |
|
وما يُفني الكريمَ فناءُ مالٍ |
ولا يبقى لما يُبقي الضنينُ |
المرار بن المنقذ العدوي:
أعرفُ الحقَّ ولا أُنكره |
وكلابي أُنسٌ غيرُ عُقرْ |
|
لا ترى كلبي إلا آنساً |
إن أتى خابطُ ليل لم يَهرْ |
الجسين بن مطير:
لو يعبدُ الناسُ يا مهديُّ أفضلَهُمْ |
ما كانَ في الناسِ إلا أنتَ معبودُ |
|
أضحتْ يمينُكَ من جودٍ مُصورَةً |
لا بل يمينُكَ منها صورَ الجودِ |
الحسين بن مطير:
لهُ يومُ بؤسٍ فيه للناسِ أبؤسٌ |
ويومُ نعيمٍ فيهِ للناسِ أنعُمُ |
|
فَيمطرُ يومَ الجودِ من كفّهِ النّدى |
ويمطرُ يومَ البأسِ من كفّهِ الدّمُ |
|
فلو أنَّ يومَ البؤسِ خلّى عقابَهُ |
على الناسِ لم يُصبح على الأرضِ مجرم |
|
ولو أنَّ يومَ الجُودِ خلّى نوالَهُ |
على الأرضِ لم يُصبح على الأرضِ مُعدمُ |
الحسين بن مطير:
بلى قد وسعتَ الجود والجودُ ميتٌ |
ولو كان حياً ضقت حتى تصدعا |
|
فتى عيشَ في معروفهِ بعد موتهِ |
كما كان بعد السيل مجراهُ مرتعا |
|
ولما مضى معنٌ مضى الجود وانقضى |
وأصبح عرنين المكارمِ أجدعا |
الحسين بن الضحاك:
يصبُّ ببذلِ المالِ حتى كأنّما |
يرى بذلهِ للمالِ نهباً يُبادره |
مروان بن أبي حفصة:
كأنَّ البرمكيَ بِكُلِّ مالٍ |
تجودُ به يداهُ يفيدُ مالا |
مروان بن أبي حفصة:
له إن رأى سائلاً يجتديه |
نفسٌ تجودُ بأقواتها |
مروان بن أبي حفصة:
رأيتُ ابن معنٍ أنطقَ الناسَ جودٌ |
فكلّفَ قول الشعر من كان مفحما |
مروان بن أبي حفصة:
إنّ الجوادَ ابن يحيى الفضل لا ورقٌ ما مرَّ يومٌ لهُ مُذْ شدَّ مئزرهُ |
يبقى على جودِ كفّيهِ ولا ذهبُ إلا تمولَ أقوامٌ بما يهبُ |
|
كمْ غايةٍ في النّدى والبأسِ أحرزها |
للطالبينَ مداها دونها تعبُ |
|
يُعطي اللها حين لا يُعطي الجوادُ ولا |
ينبو إذا سُلّتِ الهِنديّةُ القصبُ |
|
ولا الرضا والرضا لله غايتهُ |
إلى سوى الحقّ يدعوهُ ولا الغضبُ |
مروان بن أبي حفصة:
لهُ راحتان الحتفُ والغيثُ فيهما |
أبى الله إلا أن تضرَّ وتنفعا |
مروان ابن أبي حفصة:
وما الغيثُ إذ عمَّ البلادَ بصوبهِ |
على الناسِ من معروفِ معنٍ بأوسعا |
مروان ابن أبي حفصة:
إن عُدَّ أيامُ الفَعالِ فإنّما |
يوماهُ يوم ندىً ويوم طعان |
مروان بن أبي حفصة:
همُ القومُ:إن قالوا أصابوا،وإن دُعوا ولا يستطيع الفاعلون فَعَلهمْ |
|
أجابوا،وإن أعطوا أطابوا وأجزلوا وإن أحسنوا في النائباتِ وأجملوا |
مروان ابن أبي حفصة:
مضى من كان يحملُ كلّ ثِقْلٍ |
ويسبقُ فيضُ نائله السؤالا |
|
وما عمدَ الوفودُ لمثل معن |
ولا حلّوا بساحته الرِّحالا |
|
ولا بلغتْ أكفُّ ذوي العطايا |
يميناً من يديه ولا شِمالا |
|
وما كانت تَجِفُّ لهُ حياضٌ |
من المعروفِ مترعة سجالا |
مروان بن أبي حفصة:
أُروي الظِّماءَ بكلِّ حوض مُفْعَم |
جوداً واُترِعُ للسِّغابِ قدوري |
مروان بن أبي حفصة:
هو المرءُ أما دينهُ فهو مانعٌ |
صنونٌ وأما مالهُ فهو بادلهْ |
|
أمرَّ وأحلى ما بلا الناسُ طَعمهُ |
عقابُ أمير المؤمنين ونائلهْ |
مروان بن أبي حفصة:
إليكَ قصرنا النصف من صلواتنا |
مسيرة شهرٍ بعدَ شهرٍ نُواصلهْ |
|
فلا نحنُ نخشى أن يخيبَ رَجاؤنا |
إليكَ ولكن أهنأ الخيرِ عاجلهْ |
مروان بن أبي حفصة:
قد فاضَ عُرْفُكَ حتى ما يُعادِلهُ |
غيثٌ مُغيثٌ ولا بحرٌ لهُ حَدَبُ |
مروان بن أبي حفصة:
إلى ملِكٍ تندى إذا يَبسَ الثرى |
بنائلِ كفّيهِ الأكفُّ الجوامدُ |
|
لهُ فوقَ مجد الناسِ مجدان منهما |
طريفٌ وعاديُّ الجاثيمُ تالدُ |
|
وأحواضُ عز حومة الموت دونها |
وأحواضُ عُرْفٍ ليس عنهنَّ ذائدُ |
مروان بن أبي حفصة:
مروان بن أبي حفصة:
قد آمنَ الله من خوفٍ ومن عَدَمٍ |
من كانَ مَعْنٌ له جاراً من الزمنِ |
|
يرى العطايا التي تبقى محامدُها |
غُنْماً،إذا عدَّها المُعطي من الغبنِ |
مروان بن أبي حفصة:
يا مَنْ بمطلع شمسٍ ثم مغربها |
إنَّ السخاءَ عليكم غير مردودِ |
|
قُلْ للعفاةِ أريحوا العيسَ من طلبٍ |
ما بعدَ معنِ حليفِ الجودِ من جودِ |
|
قُلْ للمنيّةِ لا تُبقي على أحدٍ |
إذا ماتَ معنٌ فما ميتٌ بمفقودِ |
صالح بن عبد القدوس:
ويظهر عيب المرء في الناس بخله |
ويسترهُ عنهم جميعاً سخاؤه |
|
تغطَّ بأثواب السخاءِ فإنني |
أرى كل عيبٍ والسخاءُ غطاؤه |
صالح بن عبد القدوس:
لا تجد بالعطاءِ في غيرِ حقّ |
ليس في منع غير ذي الحقِّ بخل |
|
إنما الجود أن تجود على من |
هو للجودِ منك والبذلُ أهل |
العباس بن مرداس:
وما عِظمُ الرجالِ لهم بفخرٍ |
ولكن فخرهم كرمٌ وخيرُ |
مسكين الدارمي:
ناري ونارُ الجارِ واحدةٌ |
وإليه قبلي تُنزلُ القِدرُ |
|
ما ضرَّ جاراً لي أجاورهُ |
ألا يكونَ لبابهِ سِترُ |
قيس بن عاصم المنقري:
وكيفَ يُسيغُ المرءُ زاداً وجارهُ |
خفيفُ المِعى بادي الخصاصة والجهدِ |
محمد بن يسير:
ماذا عليَّ إذا ضيفٌ تأوّبني |
ما كانَ عندي إذا أعطيتُ مجهودي |
|
جُهدُ المُقلِّ إذا أعطاهُ مُصطبراً |
أو مُكثرٍ من غنى سِيّان في الجودِ |
|
لا يعدَمُ السائلونَ الخيرَ أفعلُهُ |
إما نوالاً وإما حُسنَ مردودِ |
أبو قُحفان الأعشى عامر بن الحارث الباهلي وقيل غيره:
من ليسَ في خيرهِ من يُكدّرهُ |
على الصديق ولا في صفوهِ كَدَرُ |
|
أخو رغائبَ يُعطيها ويُسألها |
يأبى الظُلامةَ منه النوفِلُ الزُّفرُ |
|
لم ترَ أرضاً ولم تسمع بساكنها |
إلا بها من بوادي وقعهِ أثرُ |
وضاح اليمن:
والقَ ابنَ مروان الذي قد هزّهُ واشكُ الذي لاقيتهُ من دونهِ |
عِرقُ المكارمِ والندى فاقلّه وانشر إليهِ داءَ قلبكَ كلّه |
|
فعلى ابن مروانَ السلامُ من امرىءٍ |
أمسى يذوقُ من الرقادِ أقلّه |
|
شوقاً إليكَ فما تنالُكَ حالُهُ |
وإذا يَحِلُّ البابَ لم يؤذن له |
|
فإليكَ أعلمتُ المطايا ضمراً |
وقطعتُ أرواحَ الشتاءِ وظلّهُ |
|
وليالياً لو أنَّ حاضرَ بثها |
طرفَ القضيبِ أصابهُ لأشلّه |
مالك بن الريب:
لِيهنكَ أني لم أجدْ لكَ عائباً |
سوى حاسدٍ،والحاسدونَ كثيرُ |
|
وأنّكَ مثلُ الغيثِ،أما نباتهُ |
فظِلٌّ،وأما ماؤهُ فَطهورُ |
زياد بن الأعجم:
سألناهُ الجزيلَ فما تلكاّ |
وأعطى فوقَ مُنيتنا وزادَ |
|
مراراً ما دنوتُ إليه إلا |
تَبسّمَ ضاحكاً وثنى الوِسادا |
قعنب بن أم صاحب:
مهلاً أعاذل قد جرّبتَ من خُلقي |
إني أجودُ لأقوامٍ وإن ضنوا |
ذو الرمة:
على وجهِ ميٌّ مسحة من ملاحة |
وتحتَ الثيابِ الخِزي لو كان باديا |
|
ألم ترَ أن الماء يُخِلف طعمُه |
و إن كان لون الماء أبيضا صافيا |
ذو الرمة:
إذا انعقدتْ نفسُ البخيلِ بمالهِ |
وأبقى على الحَبِّ الذي ليسَ باقيا |
|
تفيضُ يداهُ الخيرَ من كلِّ جانبٍ |
كما فاضَ عَجّاجٌ يُروِّي التناهيا |
أبو عطاء السندي:
أقامَ على الفُرات يزيدُ شهراً |
فقال الناسُ أيهما الفراتُ |
|
فيا عجباً لبحرٍ فاض يسقي |
جميعَ الناسِ لم يَبلُل لهاتي |
سلمة الجعفي:
فتىً كان يُدنيه الغنى من صديقهِ |
إذا ما هو استغنى ويُبعدهُ الفقرُ |
ابن دريد الأزدي:
تلافيا العيش الذي رَنَّقهُ |
صرفُ الزمان فاستساغ وصفا |
|
وأجريا ماءَ الحَيا لي رَغَداً |
فاهتزَّ غُصني بعد ما كان ذوى |
أبو الفتح البستي:
إذا اغترَّ بالمالِ الرجالُ فإننا |
نرى عِزّنا في أن نجودَ وأن نسخو |
|
وعِزُّ الورى بالمالِ يُنسخُ عاجلاً |
وعِزُّ الفتى بالجودِ ليس لهُ نسخُ |
بكر بن النطاح:
لهُ هِمَمٌ لا منتهى لكبارِها |
وهِمّتهُ الصغرى أجلُّ من الدهرِ |
|
لهُ راحةٌ لو أنّ معشارَ جودها |
على البرِّ صارَ البرُّ أندى من البحرِ |
بكر بن النطاح:
وألبست نُعماكَ الفقيرَ وغيرَهُ |
وأتبعت براً واصلاً بصلات |
|
فَعزُّكَ مقرونٌ بعلمٍ وسؤددٍ |
وجُودُكَ مقرونٌ بصدقِ عِدات |
بكر بن النطاح:
ولو خَذَلَتْ أموالهُ جودَ كفّه |
لقاسمَ مَنْ يرجوهُ بعضَ حياته |
|
ولو لم يجد في العُمر قِسماً لزائرٍ |
لجادَ له بالشّطر من حسناته |
بكر بن النطاح:
فتىً شقيتْ أموالهُ بهباتهِ |
كما شقيتْ بكرٌ بأرماحِ تغلبِ |
بكر بن النطاح:
فكفُّكَ قوسٌ والنّدى وترٌ لها |
وسهمُكَ فيه اليُسرُ فارمِ بهِ عُسري |
بكر بن النطاح:
ليس الفتى بجماله وكمالهِ |
إنَّ الجواد بمالهِ يُدعى الفتى |
ابن القيسراني:
وسماح إذا استغاث به الآمل |
لبى نداه قبل النداء |
أحدهم:
ولو جحدتك إحسانُكَ لاكذبتني |
آثارهُ ونمتْ علي شواهده |
متمم بن نويرة:
جميلُ المُحيّا ضاحِكٌ عند ضيفهِ |
أغرّث جميعُ الرأي مشتملُ الرّحلِ |
متمم بن نويرة:
تراهُ كنصلِ السيفِ، يهتزُّ للِنّدى |
إذا لم تجدْ عند امرىءِ السَّوءِ مطمعا |
متمم بن نويرة:
وإن جاءَ طارقُ الليلِ يخبطُ طارقاً |
تهلّلَ معروفٌ خلائقهُ جَزْلُ |
|
أخو ثقةٍ لا يعتري الذمُّ نارَهُ |
إذا لم يكن في القومِ شُرْبٌ ولا أكلُ |
أحمد بن أبي طاهر:
الجودُ منه عِيانٌ لا ارتيابَ فيه |
إذ جودُ كلِّ جوادٍ عنده خَبَرُ |
السري الموصلي:
كالغيثِ يُحيى إن همى والسّيل يُردي |
إن طما والدهر يُصمي إن رمى |
|
شتى الخلال يروحُ إمّا سالباً مثل الشهابِ أصاب فجاً مُعشباً |
نِعم العِدا قسراً وإمّا مُنعما بحريقه وأضاءَ فجاً مظلماً |
ابن هانىء الأندلسي:
ولا الجودَ يجري من صفيحةِ وجههِ |
إذا كان من ذاكَ الجبينِ شروقُ |
|
وهزّتهُ للمجدِ حتى كأنّما |
جرت في سجاياهُ العذابِ رحيقُ |
أحدهم:
وكأنَّ آدمَ حينَ حُمَّ حِمائه |
أوصاكَ وهو يجودُ بالحوباء |
|
ببنيهِ أن ترعاهم فرعيتهم |
وكفيتَ آدمَ عَيلةَ الأبناءِ |
أحدهم:
كُلّما قيلَ قد تناهى أرانا |
كرماً ما اهتدت إليه الكرام |
أبو الاسد نباته بن عبد الله الحماني:
ولائمةٍ لامتكَ يا فيضُ في النّدى |
فقلتُ لها هل يَقْدَحَ اللومُ في البحرِ |
|
أرادت لتثني الفيضَ عن عادةِ النّدى |
ومن ذا الذي يثني السحابَ عن القَطرِ |
|
مواقعُ جُودِ الفيضِ في كلِّ بلدةٍ كأنّ وفودَ الفيضِ يومَ تحملّوا |
|
مواقعُ ماءِ المزنِ في البلدِ القفرِ إلى الفيضِ لا قوا عنده ليلة القدرِ |
أرطأة بن سهية:
ومادونَ ضيفي من تلادٍ تحوزُهُ |
إلى النفس إلا أن تُصانَ الحلائلُ |
أبو الطمحان القيني:
إذا ما كنتَ جارَ بني لؤيٍّ |
فأنتَ لأكرمِ الثقلينِ جارُ |
سلمة بن يزيد الجعفي:
فتىً كانَ يُدنيهِ الغِنى من صديقهِ |
إذا ما هو استغنى ويُبعدهُ الفقرُ |
الشمردل بن شريك اليربوعي:
إذا بدى المسكُ يندى في مفارقهم |
راحوا كأنّهمُ مرضى من الكَرمِ |
الشمردل:
وقد علمتُ وإن خفَّ الذي بيدي |
إنَّ السماحة مني والندى خلقُ |
|
ولا يؤنبُ أضيافي إذا نزلوا |
ولا يكونُ خليلي الفاحشُ النزقُ |
ابن الخياط:
إذا كنت راجي نعمةٍ من مؤمّلٍ |
فحسبي أن أرجو العميدَ المهذبا |
|
عسى جودُهُ المأمولُ ينتاشُ هالكاً |
أسيرَ زمانٍ بالخطوبِ مُعذّبا |
ابن الخياط:
لقد سُدّتْ موارِدُ كلِّ خيرٍ |
وساحَ بكفِّكَ الكرمُ الغزيرُ |
|
على رُغمِ الزمانِ أجرْتَ منهُ |
وقد قلَّ المُمانعُ والمُجيرُ |
|
تَخطّى النائباتِ إليَّ جودٌ |
كما فاجاكَ في الظلماءِ نورُ |
|
وأينَ الشكرُ مما خوّلتهُ |
جهلتُ ورُبما جهلَ الخبيرُ |
|
سماحٌ ردَّ روحاً في الأماني |
ومعروفٌ به جُبرَ الكسيرُ |
ابن الخياط:
كريماً متى عاطيته كأسَ عِشرةٍ |
تعلّمت من أخلاقهِ كيفَ يُشكر |
ابن الخياط:
محا الدهرُ آثار الكرامِ فلم يدعْ |
من البأسِ والمعروفِ غير رُسومِ |
|
وأصبحتُ أستجدي البخيلَ نوالهُ |
وأحمدُ في اللّزباتِ كلُّ ذميم |
ابن الخياط:
قد توالتْ عليَّ منك أيادي |
عائداتٍ بالمكرماتِ بوادي |
|
والجميلُ المُعادُ أحلى وإن أز |
رى بشكري من الشبابِ المُعادِ |
ابن الخياط:
فحسبي من النعماء أنّكَ والندى |
خليلا صفاءٍ ليس يفترقان |
ابن الخياط:
لئنْ أغربتَ في كرمِ السجايا |
لقد أعربتَ عن كرمِ الأصولِ |
ابن الخياط:
تبقى الذخائرُ من فضلاِتِ نائلهِ |
كأنّها عُذارٌ من بعدِ أمطارِ |
ابن الخياط:
إذا وهبوا جادَ الغمامُ بصوبهِ |
وإن غضبوا جاءَ العرينُ بِغُلبهِ |
ابن الخياط:
وأيُّ مرامٍ أبتغي بعد جودهِ |
كفى الغيثُ من يُجدى عليهِ ومن يُجدي |
ابن الخياط:
مُجاورهمْ في الخوفِ للجارِ مَعقِلٌ |
ووفدُهمُ في المحل منتجَعُ الوفدِ |
|
إذا الغيثُ أكدى أنشأت مَكرماتهمْ |
مواطِرَ غيثٍ لا يُغِبُّ ولا يكدي |
|
وإن زمنُ الوَرْدِ انتضى كانَ عندهمْ |
مواهبُ يُلغى عندها زمن الوردِ |
ابن الخياط:
وإن تكُ مُستقلاً ما أتاني |
فمثلُكَ يُستقلُّ لهُ الكثيرُ |
|
وأذكى ما يكونُ الروضُ نشراً |
إذا ما أصابهُ القَطرُ اليسيرُ |
ابن الخياط:
حلَتْ أعراقُهُ كرماً فباتتْ |
تُتيّمُ كلُّ ذي أملٍ وتُصبي |
|
مكارِمُ طالما رَويّتُ صدري |
بها ووردتُ منها كلَّ عذبِ |
ابن الخياط:
إلى ملكٍ تعنو الملوكُ لبأسهِ |
ويقصُرُ يومَ لبفخرِ عنهُ فُخورَها |
|
أعمّتهمُ غيثاً إذا بخلَ الحيا |
وأطعنهم والخيلُ تدمى نحورُها |
|
إلى حيثُ تلقى الجود هيناً مرامهُ |
لباغيهِ والحاجاتِ سهلاً عسيرُها |
|
لدى ملكٍ ما نفكَّ من مكرماتهِ |
موارِدُ يصفو عذبُها ونَميرُها |
ابن الخياط:
يُعنَّفُ من لم يأتهِ يومَ جُودهِ |
ويَعذرُ من لم يلقَهُ يوم حربهِ |
|
كأنّي إذا حَييتهُ بصفاتهِ |
أمُتُّ لإلى بدرِ السماءِ بِشُهبهِ |
ابن الخياط:
ألستَ أبرَّ البرايا يداً |
وأندى من المُزنِ كفّاً وأجدا |
ابن الخياط:
إن كانَ يقصرُ عنكَ ثوبُ مدائحي |
فلقد يكونُ على سواكَ طويلاً |
|
من ذا يقومُ بشكرِ ما أوليتهُ |
حملّتني منّاً عليَّ ثقيلاً |
ابن الخياط:
تَصوّبَ جودهُ في كلِّ وادٍ |
كما يَتصوّبُ السيلُ الرّكام |
ابن الخياط:
المانعُ الجارَ لو شاءَ الزمانُ له |
إنّ الزمانَ بَرتْ عُودي نوائبا |
|
الباذِلُ المالَ مسئولاً ومبتدئاً |
والصائنُ المجدَ موروثاً ومُكتسبا |
|
الواهبُ النّعمة الخضراءَ يتبعها |
أمثالها غير مُعتدٍّ بما وهبا |
ابن الخياط:
ما إن تراهُ الدّهرَ إلا قائلاً |
للمكرُماتِ الباهراتِ فَعولا |
|
إن سيلَ عند الجودِ كان غمامةً |
أو عُدَّ يوم البأسِ كان قبيلا |
ابن الخياط:
فليعلمِ الغيثُ المُجلجِلُ رعدُهُ |
أنَّ السّماحَ مُعِينهُ بمعينهِ |
ابن الخياط:
وقد غدوتُ بعزِّ الدينِ مُعتصماً |
إنّ الكِرامَ على الأيامِ أنصاري |
|
ملكٌ إذا ذُكرتْ يوماً مواهِبُهُ |
أثرى الرجاءُ بها من بعد إقتارِ |
|
يُعطيكَ جُوداً على الإقلالِ تحسبهُ |
وافاكَ عن نشبٍ جمٍّ وإكثارِ |
ابن الخياط:
من كانَ مثلَ أبي عليٍّ فلينلْ |
أفقَ السماءِ بِهمّةٍ لم تُخفَضِ |
|
أغنى وقد أبدى النّدى وأعادَهُ |
عن أن أقولَ لهُ أطلتَ فاعرضِ |
|
ما كانَ فيما نلتُ منهُ بواعدٍ |
فأقولَ إنَّ الوعدَ غيرُ مُمَرِّضِ |
ابن الخياط:
فلو طُبِعَ الفخرُ سيفاً لَكنتَ |
دونَ الورى حَدَّهُ والفِرندا |
|
وكم لكَ من نائلٍ |
رقابَ المآثرِ شكراً وحمدا |
|
ندىً يعتقُ العبدَ من رِقِّهِ |
ولكنّهُ يتركُ الحُرَّ عبدا |
ابن الخياط:
سَبقتْ مواهبِهُ الوعودَ ورُبّما |
جادَ السحابُ وبرقهُ لم يُومضِ |
|
وقفَ الحسينُ على السّماحِ غَرامَهُ |
ليسَ المُحِبُّ عن الحبيبِ بِمُعرِضِ |
|
كشّافُ كُلِّ عظيمةٍ إن تَدعًهُ |
لا تدعُهُ للخطبِ ما لم يُرمضِ |
ابن الخياط:
ولأنتَ أعرفُ في المكارمِ منصباً |
من أن تبيت بغيرها موصوفا |
|
وإذا الغنى كان السماحُ حليفَهُ |
أمسى وأصبحَ للثناءِ حليفا |
|
كم هزّةٍ لكَ وارتياح للندى |
لولاهُ ما كانَ الشريفُ شريفا |
ابن الخياط:
أبتْ أخلاقُكَ الغُرُّ اللواتي |
أحبُّ إلى النفوسِ من البقاءِ |
|
وكونُّكَ والسماحُ إليك أشهى |
من الماءِ الزُّلالِ إلى الظماءِ |
|
سوى كرمٍ ومعروفٍ وحلمٍ |
وضربٍ في التكرُّمِ والسخاءِ |
|
وقد أسستُ بالميعادِ شُكري |
وما بعدَ الأساسِ سوى البناءِ |
|
فإن تسمح يداكَ فلا عجيبٌ |
ومن ذا مُنكرُّ قَطرَ السماءِ |
ابن الخياط:
ما ثنائي وإن تطاولَ إلا |
دونَ آلائكَ الحسانِ المرادِ |
|
كيفَ أشكو حظاً علياً وحالاً |
كان فيها نداك من عُوادّي |
ابن الخياط:
سوفَ أُثني على الجيادِ فقد أهدت |
إلينا الجيادُ خيرَ جوادِ |
|
حملتْ صوبَ مُزنةٍ من بلادٍ |
منك أحيت به ربيعَ بلادي |
ابن الخياط:
كنتُ أرتادُ جودَ كلِّ كريم |
فكفى جودُ راحتيك ارتيادي |
|
زرتنا مُنعماً وما برحَ الزا |
ئرُ يرجو الإنعامَ في كلِّ وادِ |
|
وكذا الحيا يروحُ من الغَورِ |
وتغدو له بنجدٍ غوادِ |
|
لا أرى لي حقاً عليك سوى برّكَ |
عندي ومنطقي وودادي |
|
وإذا ما الخطوبُ كانت شِداداً |
دفعتنا إلى الكِرامِ الشّدادِ |
ابن الخياط:
وأنتُم بنو الجودِ الذي ابتسمت بهِ |
من الزّمنِ المُرَبدِّ أيامهُ العُبْس |
|
سماحاً فإن تدعو كِفاحاً فأنتم الفوارسُ |
لا ميل هناك ولا نُكس |
|
فما بال سُوقي ليست تنفقُ عندكمْ |
وحظُّ ثنائي منكمُ الثمنُ البَخْس |
|
أيرتجعُ المعروفَ من كان واهباً |
ويسلبُ ثوبَ المنِّ من لم يزل يكسو |
ابن الخياط:
ومالي في الدهر من حامدٍ |
إذا لم أعُذْ بعلى حامدِ |
|
هو البدر يشرق للمستنير تجمّع فيه خلالُ الكرام |
هو البحر يزخر للوارد وقد يُجمعُ الفضلُ في واحد |
|
فتىً يحجبُ الفضلَ عن طالبيه يدُلُّ على جودهِ بشرهُ |
ولا يحجبُ الرفدَ عن قاصدِ وقد يُعرفُ الروضُ بالرائدِ |
|
وينطقُ عن بأسهِ سيفهُ |
بشيطان فتك له مارد |
|
ومن يك مولاهُ هذا المحتدُ |
يكن فواق كل فتى ماجد |
ابن الخياط:
وإني لتقتادُ المطالبَ هِمتي |
فأرجعُ مثنياً إليكَ عَناني |
|
وإني لأرجو من عطائكَ رتبةً |
يُقصّرُ عن إدراكها الثقلانِ |
|
فما تقربُ الدنيا وعطفكَ نازِحٌ |
ولا تبعدُ النعمى وجودكَ دانِ |
ابن الخياط:
ظننتُ بكَ الجميلَ فكنتَ أهلاً |
لتصديقي وتصديقَ الظنونِ |
|
وما شيمتْ سحابُ نداكَ إلا |
سحبتُ ذلاذلَ الحمد المصونِ |
|
فما بالي جُفيتُ وكنتُ ممّنْ |
إليه الشوقُ مجلوبِ الحنينِ |
ابن الخياط:
إذا آل عمار أظلّكَ عزّهُمْ |
فغيرُكَ من يخشى يد الحدثانِ |
|
همُ القومُ إلا أن بينَ بيوتهم |
يُهان القِرى والجارُ غيرُ مهانِ |
|
همُ أطلقوا بالجودِ كلَّ مُصفّدٍ |
كما أنطقوا بالحمدِ كلَّ لسانِ |
ابن الخياط:
يقولون تِربٌ للغمام وإنّما |
رجاءُ الغمام أن يُعدَّ كتربه |
ابن الخياط:
يدٌ لكَ عندي لا تؤدى حقوقُها |
بشكرِ وأيُّ الشكر مني يُطيقُها |
|
سماحٌ وبِشرٌ كالسحائبِ ثَرّةً |
توالى حياها واستطارت بروقها |
ابن الخياط:
وكيف ولمّا تزل للندى |
مُحباً إذا كَثُرَ المُبغضُ |
|
دعاني بِشرُكَ قبل النوال وأحرى الحيا أن يُرَوِّي الثرى |
وأثرى به الأملُ المُنغِضُ حياً باتَ بارقُهُ يُومِضُ |
|
وأطمعني في نداكَ الجزيل |
خلائق يُشقى بها المُمرضُ |
|
ووجُهكَ والفعلُ إذ يُشرقان |
كأنّهما عِرضُكَ الأبيضُ |
|
فإما وهبتَ فنعمَ الوهوبُ |
وإلا فكالواهبِ المُقرِضُ |
ابن الخياط:
سبقتَ إلى جميلِ الصُنع ظنّي |
وقرطسَ جودُ كفّكَ في رجائي |
|
وكانَ نداكَ حين يسيرُ نحوي |
جَنيباً للمودّةِ والصفاءِ |
|
فما أدري أأشكرُ منكَ قصدي |
بجودكَ واصطناعكَ أم إخائي |
ابن الخياط:
وما استصرختُ فيضَ نداكَ حتى |
عناني منهُ بالحربِ الزّبونِ |
|
بقيتَ لروح مكروبٍ لهيفٍ |
دعاكَ وفكِّ مأسورٍ رهينِ |
|
وعشتَ مُحَسَّدَ الأيام تسمو |
إلى العلياء منقطعَ القرينِ |
ابن الخياط:
ترفعتُ إلا عن ندى ابنِ محسنٍ |
وخيرُ الندى ما كانَ فيه جمال |
|
وأخلاقُ غيثٍ كُلّما جئتُ صادياً |
وردتُ بهنَّ العيشَ وهو زلالُ |
ابن الخياط:
أتيتُكَ للعليا فإن كنتَ مُنعماً |
فبالعزّةِ القعساءِ لا العيشةِ الرّغدِ |
|
إذا نائلٌ لم يَحبُني الفخرَ نَيلهُ |
فإنّ انقطاع الرّفدِ فيه من الرِّفدِ |
أبو الجويرية العبدي:
لم تزل غاية الكرام فلّما |
متّ مات الندى ومات الكرام |
حُجيّة بن المُضرِّب:
أناسٌ إذا ما الدهرُ أظلمَ وجههُ |
فأيديهمُ بيضٌ وأوجُهُم زُهرْ |
|
يصونونَ أحساباً ومجداً مؤَثلاً |
ببذلِ أكُفٍّ دونها المُزنُ والبحرْ |
|
شكرتُ لكم آلاءكم وبلاءكم |
وما ضاعَ معروف يكافئه شكر |
حُجيّة بن المُضرِّب:
أضاءت لهم أحسابُهُمْ فتضاءلتْ |
لنورهم الشمسُ المنيرة والبدرُ |
|
ولو لامسَ الصخرَ الأصمَّ أكفُّهم |
أفاضَ ينابيعَ الندى ذلكَ الصخرُ |
|
ولو كان في الأرضِ البسيطةِ مثلهمْ |
لمختبطٍ عافٍ لما عُرِفَ الفقرُ |
ابن القيسراني:
لم تزلْ تسعى بحمد حامد |
وعليهِ من سنا الفضل لواء |
|
أيضيقُ الجود عن مثلي يدا |
بعدما ضاقَ بأمثالي الفضاء |
أبو بكر بن عمار:
أقسمتُ باسمِ الفضلِ حتى شِمتهُ |
فرأيتهُ في بُردتيهِ مُصوّرا |
|
وجهلتُ معنى الجودِ حتى زرتهُ |
فقرأتهُ في راحتيهِ مُفسرا |
أحدهم:
أجودُ بمالي دون عِرضي،ومن يُرِدْ |
رزيّة عِرضي يعترض دونهُ البخلُ |
|
إذا المرءُ أثرى ثم ضنَّ بمالهِ |
أبى الناسُ يوماً أن يكون له الفضلُ |
محمد بن البعيث:
كم قد قضيتُ أموراً كان أهملها |
غيري وقد أخذ الإبلاسُ بالكظمِ |
|
لا تعذليني فيما ليس ينفعني |
إليكَ عني جرى المقدارُ بالقلمِ |
|
سأتلفُ المالَ في عُسرٍ وفي يُسرٍ |
إنَّ الجوادَ الذي يعطي على العدمِ |
|
ابن حمديس:
لو أضحتْ الأرضُ يوماً كفَّ سائلهِ |
لم تفتقرْ بعد جدواه إلى مطرِ |
كعب بن سعد الغنوي:
كعب بن سعد الغنوي:
إذا نزل الأضيافُ أو غبتَ عنهمُ |
كفى ذاكَ وَضّاحُ الجبينِ أريبُ |
كعب بن سعد الغنوي:
جزى الله عنا جعفراً حين أزلفتْ |
بنا نَعلنا في الواطئينَ فَزلّتِ |
|
أبوا أن يَملونا ولو أن أُمنا |
تُلاقي الذي لاقوهُ منها لملّتِ |
|
همُ أسكنونا في ظلالِ بيوتهم |
ظِلالِ بيوتٍ أدفات وأكنّتِ |
كعب بن سعد الغنوي:
حليفُ النّدى،يدعو النّدى فيجيبهُ |
سريعاً،ويدعوه النّدى فيُجيبُ |
|
فتى أريحيّ كان يهتزُ للنّدى |
كما اهتز ماضي الشفرتين قضيبُ |
كعب بن سعد الغنوي:
وزادٍ رفعتُ الكفَّ عنهُ تجملاً |
لأوثِرَ في زادي عليَّ أكيلي |
|
وما أنا للشيء الذي ليس نافعي |
ويغضبُ منه صاحبي بقؤولِ |
كعب بن سعد الغنوي:
أخو شتوات يعلمُ الضيفُ أنه حبيبٌ إلى الخِلانِ غِشيانُ بيتهِ |
سيكثرُ ما في قِدرهِ ويطيبُ جميلُ المُحيّا شبَّ وهو أديبُ |
|
وداعٍ دعا:يا من يجيبُ إلى النّدى فقلتُ ادعُ أخرى وارفع الصوتَ دعوةً |
فلم يستجبهُ عند ذاكَ مُجيبُ لعلَّ أبا المغوارِ منك قريبُ |
|
يُجبكَ كما قد كان يفعلُ إنه |
بأمثالها رَحبُ الذراعِ أريبُ |
|
فتىً أرْيَحيّاً يهتزُ للنّدى |
كما اهتزَّ من ماءِ الحديدِ قضيبُ |
أثال بن الفدعاء:
ألم ترني شكرتُ أبا سعيدٍ |
بِنعماهُ وقد كفرَ الموالي |
|
ولم أكفر سحائبهُ اللّواتي |
مَطرنَ عليَّ واهيةَ العزالى |
|
فمن يكُ كافراً نُعماهُ يوماً |
فغني شاكرٌ أخرى الليالي |
فتىً لم تطلعِ الشِّعرى من أفقٍ |
ولم تعرِض ليُمنٍ أو شمالِ |
|
على نِدٍّ لهُ إن عُدَّ مجدٌ وأصبرَ في الحوادثِ إن ألمّتْ |
ومكرمةٌ وإتلافُ لمالِ وأسعى للمحامدِ والمعالي |
|
فتىً عَمَّ البريّةَ بالعطايا |
فقد صاروا لهُ أدنى العيالِ |
صفوان بن أمية الديلمي:
بكَ الله أحيَّ الجودَ بعد مماتهِ |
وقد بارتِ الأحسابُ إلا توّهما |
عاصم بن الحدثان الشاري:
وهم إذا كسروا الجفونَ أكارِمٌ |
صبرٌ وحين تحلَّلُ الأزرارُ |
|
لا يشترون سوى الثناءِ بمالهم |
وهم إذا مدّوا الرماحَ تِجارُ |
أبو الفرج الببغاء:
لم يُبقِ جُودكَ لي شيئاً أُوملهُ |
دهري لأنكَ قد أفنيت آمالي |
ابن ربيع الهذلي عبد مناف:
أعيني ألا ابكي العامريَّ فإنّهُ |
وصولٌ لأرحامٍ ومعطاءُ سائلِ |
|
فأقسمُ لو أدركتهُ لحميتهُ |
وإن كان لم يتركْ مقالاً لقائلِ |
جحظة البرمكي وقيل علي بن ذكوان:
أنفِقْ ولا تخش إقلالاً |
فقد قُسِمتْ بين العبادِ مع الآجال أرزاقُ |
|
لا ينفعُ البُخلُ مع دنيا مُوليّةٍ |
ولا يَضرُّ مع الإقبالِ إنفاقُ |
هدبة بن الخشرم:
وأشرعَ في المقِرى وفي دعوة الندى |
إذا رائدٌ للقوم رادَ فأجدبا |
|
وأقولنا للضيفِ ينزلُ طارقاً |
إذا كُرهَ الأضيافُ أهلاً ومرحبا |
الخريمي:
هُمامٌ عطاياهُ بدورٌ طوالعٌ |
على آمليهِ في ليالي المطالبِ |
الخريمي:
يُلامُ أبو الفضلِ في جُودِهِ |
وهل يملكُ البحرُ ألا يفيضا؟ |
الخريمي:
هو الشهدُ سِلماً والزُعافُ عداوةً |
وبحر على الوراد تجري غواربه |
|
فيا حسنَ الحُسن الذي عمَّ فضله |
وتمّتْ أياديه وجمّتْ مناقبهْ |
الخريمي:
لا يُناجي في الندى إلا الندى |
وإذا همَّ به لا يستشيرُ |
|
زادَ معروفكَ عندي عِظماً |
أنهُ عندكَ مستورٌ حقيرُ |
|
تتناساهُ كأن لم تأتهِ |
وهو عند الناسِ مشهورٌ خطير |
|
كمْ وكمْ أوليتني من نعمةٍ |
تَدَعْ المُثني بها وهو حسيرُ |
الخريمي:
لأنّكَ تُعطي الجزيلَ بداهةً |
وأنتَ لما استكثرتَ من ذاكَ حاقِرُ |
الخريمي:
وإني لسهل الوجه للمُبتغي النّدى |
وإنّ فنائي للقِرى ارحيبِ |
|
أُضاحكُ ضيفي قبل إنزالِ رحلهِ |
ويُخصبُ عندي والمحلُ جَديبُ |
|
وما الخِصبُ للأضيافِ أن يكثر القِرى |
ولكنّما وجهُ الكريمِ خصيبُ |
الشيخ شمس الدين البديوي:
إذا المرء وافى منزلاً منك قاصداً |
قِراكَ وأرمتهُ لديكَ المسالكُ |
|
فكن باسماً في وجهه متهللاً |
وقل مرحباً أهلاً ويومٌ مباركُ |
|
وقدِّم له ما تستطيعُ من القِرى |
عجولاً ولا تبخل بما هو هالك |
|
بشاشة وجه المرء خيرٌ من القِرى |
فكيف بمن يأتي به وهو ضاحك |
ابن حيوس:
وطال مقامي في إسار جميلكم |
فدامت معاليكم ودامَ لي الأمرُ |
|
وأنجزَ لي ربُّ السموات وعده الكريم |
بأنّ العُسرَ يتبعهُ اليسرُ |
|
وقد كنت مأمولاً تُرجى لمثلها |
فكيف وطوعاً أمرك النهي والأمرُ |
|
وما بي إلا الإلحاح والحرص حاجةً |
وقد عرف المبتاع وانقطع السعرُ |
ابن حيوس:
أنت الذي نفق الثناءَ بسوقهِ |
وجرى الندى بعروقهِ قبل الدمِ |
القاسم بن أمية بن أبي الصلت:
لا ينكتونَ الأرضَ عندَ سُؤالهمْ |
لِتطلّبِ العِلّات بالعَدانِ |
|
بل يبسطونَ وجوهمْ فترى لها |
عند السؤالِ كأحسنِ الألوانِ |
|
أمية بن أبي الصلت:
أأذكرُ حاجتي أم قد كفاني وعِلمُكَ بالحقوقِ وأنتَ فَرْعٌ |
|
حياؤُكَ؟ إنَّ شيمتكَ الحياءُ لكَ الحَسَبُ المؤّثلُ والسّناءُ |
كريمٌ لا يُغيّرهُ صباحٌ |
عن الخُلُقِ الكريمِ ولا مساءُ |
|
فأرضُكَ كلُّ مَكرُمةٍ بَنتها |
بنو تيمٍ وأنتَ لهم سماءُ |
إذا أثنى عليكَ المرءُ يوماً تُباري الريح مكرمةً وجوداً |
كَفاهُ من تَعرُّضهِ الثناءُ إذا ما الكلبُ أحجَرهُ الشتاء |
أمية بن أبي الصلت:
وما لاقيتُ مثلكَ يا ابن سعدٍ |
لمعروفٍ وخيرٍ مُستفاد |
منصور الفقيه:
لو أنّ مافيه من جود تقسّمهُ |
أولادُ آدمَ عادوا كلهم سمحا |
أحدهم:
وما نظرتُ إلى نعماء سابغةٍ |
إلا وجدُتكَ فيها الأصلَ والسببا |
أحدهم:
تَكّرم لتعتاد الجميل فلن ترى |
أخا كرمٍ إلا بأن يتكرما |
أحدهم:
إذا افتقروا عضُّوا على الفَقرِ حِسبةً |
وإن أيسروا عادوا إسراعاً إلى الفقرِ |
لو لم ترد نيل ما أرجو وأطلبه |
من جود كفّك ما عودتني الطلبا |
أحدهم:
يجودُ علينا الخَيرون بمالهمْ |
ونحنُ بمالِ الخيرين نجودُ |
قال الأصمعي:قدم على يزيد بن المهلب قوم من قضاعة من بني ضبّة،فقال رجل منهم:
والله ما ندري إذا ما فاتنا |
طلب إليك من الذي نتطلب؟ |
|
ولقد ضربنا في البلاد فلم نجد |
أحداً سواك إلى المكارم يُنسب |
|
فاصبر لعادتنا التي عودتنا |
أو لا فأرشدنا إلى من نذهب؟ |
أحدهم:
إذا نزل الفضلُ بن يحيى ببلدة |
رأيت بها غيثَ السماحةِ ينبتُ |
|
فليس بسعال إذا سيل حاجة |
ولا بمكبِ في ثرى الأرض ينكتُ |
البديع الإسطرلابي:
أهدي لمجلسه الكريم وإنما |
أهدي له ما حزت من نعمائه |
|
كالبحر يمطره السحاب وما له |
فضل عليه لأنه من مائه |
أحدهم:
كسوتني حلةً تبلى محاسنها |
فسوفَ أكسوكَ من حُسنِ الثناءِ حُللا |
|
إن نلت حسن الثناء قد نلت مكرمة |
وليس تبغي بما قدمته بدلا |
|
إن الثناء ليُحي ذكر صاحبه |
كالغيث يحي نداه السهل والجبلا |
|
لا تزهد الدهر في عرف بدأت به |
كل امرىء سوف يجزى بالذي فعلا |
الفقيمي:
ما كلّفَ الله نفساً فوقَ طاقتها |
ولا تجودُ يداً إلا بما تجِدُ |
أحدهم:
إذا أتت العطية بعد مُطلٍ |
ذممناها ولو كانت جزيله |
|
ونفرحُ بالعطية حين تأتي |
معجلة ولو كانت قليله |
السيد الحميري:
هِمّةٌ تنطحُ الثريا وعزٌّ |
نبويٌّ يزعزعُ الأجبالا |
|
وعطاءٌ إذا تأخرَ عنه |
سائلوهُ اقتضاهم استعجالا |
والبة بن الحباب:
وقتلتني بالجودِ بل أحييتني |
يا قاتلَ الأعداءِ بالصّمصامِ |
|
طرفي تحيّر فيك فرط مهابة |
وتطاولت مِدحي وحار كلامي |
أحدهم:
لا يُبعدِ الله قوماً إن سالتهمُ |
أعطوا وإن قلتُ يا قوم انصروا نصروا |
|
وإن أصابهم نعماءُ سابغةٌ |
لم يَبطروها وإن فاتتهم صبروا |
أبو الشّغب العبسي:
لنا جانبٌ منه يلينُ وجانبٌ |
ثقيلٌ على الأعداء،مركبه صَعبُ |
|
وتأخذهُ عند المكارم هِزّةٌ |
كما اهتزَّ تحت البارحِ الغصنُ الرّطبُ |
أبو الشيص الخزاعي:
عشِقَ المكارمَ فهو مُشتغلٌ بها |
والمكرماتُ قليلةُ العُشّاقِ |
|
بثَّ الصنائعَ في البلادِ فأصبحتْ |
تُجبى إليه محامدُ الآفاقِ |
أبو الشيص الخزاعي:
تكاملت فيكَ أوصافُ خُصصتَ بها |
فكلنا بك مسرورٌ ومغتبطُ |
|
السنُ ضاحكة والكفُّ مانحة |
والنفسُ واسعة والوجه منبسطُ |
أبو الشيص:
إنَّ الأمانَ من الزمان وريبه |
يا عُقبَ شَطّا بحرك الفياض |
|
بحرٌ يلوذُ المعتفونَ بِنَيلهِ |
فَعمُ الجداولِ مُترع الأحواض |
|
غيث توشّحت الرياض عِهاده |
ليث يطوف بغابة وغياض |
|
ومُشمرٍ للموت ذيلَ قميصهِ |
قاني القناة إلى الردى خوّاض |
|
فَيدٌ تدفّق بالندى لوليّه |
ويدٌ على الأعداء سمٌ قاضِ |
ابن النبيه:
كم اصطنعت وكم أوليتني حسناً |
فليس يبلغ أقصى الشكر أدناه |
|
دامت علينا به النعمى وأمتنا |
مما نخاف أدام الله نعماه |
|
أرجو لقاك لآمال ومنزلة |
فأنت لي سبب،والرازق الله |
|
فأغنني يا ابن ذي المجد العلي وكن |
لي مسعداً في الذي أرجو وأخشاه |
|
أبو الشيص:
وركائبٍ صرفتْ إليكَ وجوهَها |
نكباتُ دهرٍ للفتى عضّاضِ |
|
شَدَّوا بأعوادِ الرّحال مَطيّهمْ |
من كلِّ أهوجَ للحصى رضَّاضِ |
|
يرمين بالمرء الطريقَ وتارةً |
يحذفن وجهَ الأرضِ بالرضراض |
|
قطعوا إليكَ رياض كل تنوفة |
ومهامةٍ مُلس المتون عراضِ |
|
أكل الوجيفُ لُحومَها ولحومَهم ولقد أتتكَ على الزمانِ سواخطاً |
|
فأتوكَ أنقاضاً على أنقاضِ فرجعنَ عنكَ وهنَّ عنه رواضِ |
يزيد بن حِمّان السَّكوني:
ومنْ تَكرُّمهم في المَحْلِ أنّهمُ |
لا يعلمُ الجار فيهم أنه الجارُ |
أحدهم:
أبى جوده لا البخلِ واستعجلتْ به |
نَعمٌ من فتىً لا يمنع الجودَ قاتله |
ابن مُناذر:
فما خُلِقتْ إلا لجودٍ أكفهم |
وأقدامهمْ إلا لأعواد مِنبرِ |
أحدهم:
ضحوكُ السّنِ يطربُ للعطايا |
ويفرحُ إن تُعرِّضَ بالسؤالِ |
أحدهم:
لهُ سحائبُ جودٍ في أنامله |
أمطارُها الفضّةُ البيضاءُ والذّهبُ |
|
يقول في العسر:إن أيسرت ثانيةً |
أقصرتُ عن بعضِ ما أُعطي وما أهبُ |
|
حتى إذا عادت أيامُ اليسار له |
رأيتَ أموالَهُ في الناس تُنتهبُ |
أبو الأسد الحِماني التميمي :
ولائمةٍ لامتك ـ يا فَيضُ ـ في الندى |
فقلتُ لها:لن يَقْدَحَ اللومُ في البحرِ |
|
أرادت لِتنهى الفيضَ عن عادة الندى |
ومن ذا الذي يثني السحابَ عن القَطرِ |
|
مواقعُ جودِ الفيض في كلِّ بلدةٍ |
مواقِعُ ماءِ المُزنِ في البلدِ القَفرِ |
|
كأنَّ وفودَ الفيضِ لما تحملّوا |
إلى الفيضِ لاقوا عنده ليلة القدرِ |
أحدهم:
وما خُلقت إلا لجودٍ أكفّهم |
وأقدامهم إلا لأعواد منبرِ |
أحدهم:
كِرامٌ حينَ تنكفت الأفاعي |
إلى أجحارهن من الصقيعِ |
شمس الدين البديوي:
إذا المرءُ وافى منزلاً منكَ قاصداً |
قِراكَ وأرمتهُ لديك المسالكُ |
|
فَكُنْ باسماً في وجههِ مُتهللاً |
وقُلْ مرحباً أهلاً ويومٌ مباركُ |
|
وقَدّم له ما تستطيعُ من القِرى |
عَجولاً ولا تبخل بما هو هالكُ |
|
فقد قيل بيتٌ سالِفٌ متقدم |
تداوله زيد وعمرو ومالكُ |
|
بشاشةُ وجهِ المرءِ خيرٌ من القِرى |
فكيفَ بمن يأتي به وهو ضاحِكُ |
أحدهم:
مطية الضيف عندي مثل صاحبها |
لا أكرم الضيف حتى أكرم الفرسا |
أحدهم:
لو لم ترد ما أرجو وأطلبه |
من جود كفيك ما علّمتني الطلبا |
أحدهم:
أفسدت بالمنِّ ما أسديت من حسن |
ليس الكريم إذا أسدى بمنانِ |
أحدهم:
وإنَّ امرأً ضَنّتْ يداهُ على امرىءٍ |
بنيلِ يدٍ من غيره لبخيلُ |
أحدهم:
من قاسَ جدواك يوماً |
بالسُّحبِ أخطأ مدحكْ |
|
فالسُّحبُ تعطي وتبكي |
وأنتَ تُعطي وتضحك |
زياد بن حمل العدوي:
غمرُ النّدى لا يبيتُ الحقُّ يثمدُهُ |
إلا غدا وهو سامي الطرف مبتسمُ |
|
إلى المكارمِ يبنيها ويعمرُها |
حتى ينالَ أموراً دونها قُحَمُ |
أبو مناذر:
فما صلحت إلا لجودٍ أكفُّهمْ |
وأرجلهم إلا لأعوادِ منبر |
أبو زبيد الطائي:
سأقطعُ ما بيني وبين ابن عامر |
قطيعة وصل لستُ أقطع جافيا |
|
فتى يُتبعُ النّعمى بنعمى تربها |
ولا يتبع الإخوان بالذمِّ زاريا |
|
إذا كانَ شكري دونَ فيضِ بنانهِ |
وطاولني جوداً فكيف اختياليا |
المسيب ابن عامر:
جزى الله عني والجزاءُ بكفّهِ |
عُمارةَ عبسٍ نضرةً وسلاما |
|
كسيفِ الفِرند العضبِ أُخلِصَ ؤصقلهُ |
تُراوحهُ أيدي الرجال قياما |
|
إذا ما ملّماتِ الأمور غَشينهُ |
تفرَّجنَ عنهُ أصَلتياً حساما |
|
لَعمرُكَ ما ألفيتهُ مُتعبساً |
ولا مالهُ دونَ الصديقِ حراما |
|
عبد الرحمن بن حسان الكلابي:
وركبٍ قد هَووا لك بعد ركبٍ تَخطّوا نحو نارك كلّ نارٍ |
تلفُّهم شآميةٌ بليلُ ووجهُكَ والندى لهم دليلُ |
|
إلى رحبِ الفناءِ ندٍ نجيبٍ |
كأنَّ جَبينهُ سيفٌ صقيلُ |
|
أغرُّ تُفرِّجُ الغّماء عنه |
إمامتهُ الكريمةُ والرحيلُ |
|
يزينُ الركبَ حينَ يكونُ فيهم |
ويحمدُ المُرافقُ والخليلُ |
|
كأنّ الأرضَ غذ فقدت عُميراً |
وإن جادَ الربيعُ بها مَحولُ |
أحدهم:
وما كسبَ المحامدَ طالبوها |
بمثلِ البذلِ والوجهِ الطليقِ |
أحدهم:
ما كلفّ الله نفساً فوق طاقتها |
ولا تجودُ يدٌ إلا بما تجدِ |
أحدهم:
يجودُ علينا الخيِّرونَ بمالهم |
ونحنُ بمالِ الخيِّرينَ نجودُ |
أحدهم:
ولائمة لامتكَ يا فيضُ في النّدى |
فقلتُ لها هل يقدحُ اللومُ في البحرِ؟ |
|
أرادت لتثني الفيض عن عادة النّدى |
ومن ذا الذي يثني السحابَ عن القَطرِ |
أحدهم:
وكأنّهُ من وفدهِ عندَ القِرى |
لولا مقامُ المادحِ المُتكلمِ |
|
وكأنّهُ أحد النّدى ببابه |
لولا مقالتهُ أطِبْ للمؤدَمِ |
مطرود بن كعب الخزاعي:
يا أيّها الرّجلُ المُحوِّلُ رحلَهُ |
ألا نزلتَ بآلِ عبدِ منافِ |
|
هَبلتكَ أمُّكَ لو نزلت عليهم الآخذونَ العهدَ من آفاقها |
ضمِنوكَ من جوعٍ ومن إقرافِ والرّاحلونَ لرحلةِ الإيلافِ |
|
والمُطعمونَ إذا الرِّياحُ تناوحتْ |
ورجالُ مكّةَ مُسنتونَ عجافُ |
|
والمُفضلونَ إذا المحولُ ترادفتْ |
والقائلونَ هَلُمَّ للأضيافِ |
|
والخالطونَ غَنيّهم بفقيرهم |
حتى يكونَ فقيرهم كالكافي |
أحدهم:
ألم تعلمي يا عمرك الله أنني |
كريم على حين الكرام قليل |
|
وإني لا أخزى إذا قيل مقتر |
جواد وأخزى أن يقال بخيل |
|
وإلا يكن عظمي طويلاً فإنني |
له بالخصال الصالحات طويل |
|
إذا كنت في القوم الطوال فضلتهم |
بطولي حتى يقال طويل |
أحدهم:
ما لقينا من جودِ فضل بن يحيى |
ترك الناسَ كلّهم شعراء |
أحدهم:
السّمحُ في الناسِ محمودٌ خلائقهُ |
وجامدُ الكفِّ ما ينفكُّ مذموما |
أحدهم:
فتىً لا تراهُ الدهرَ إلا مُشمراً |
ليدرك مجداً أو ليرغمَ لوّما |
|
تَقسّمت الأموالُ عن طيبِ ذكرهِ |
وإن كان يُبكيها إذا ما تبسما |
أحدهم:
ورُبَّ جوادٍ يمسك الله جوده |
كما يُمسك الله السحاب عن المطر |
|
ورُبَّ كريمٍ تعتريه كزازةٌ |
كما قد يكون الشوك في أكرم الشجر |
أحدهم:
فتىً جواداً أعارَ النّيلَ نائله |
فالنيلُ يشكرُ منه كثرةَ النيلِ |
|
أمضى من النجم إن نابتهُ نائبةٌ |
وعند أعدائهِ أجرى من السيلِ |
|
يُقصّرُ المالُ عنهُ في مكارمهِ |
كما يُقصّرُ عن أفعالهِ قولي |
|
لا يستريحُ إلى الدنيا ولذّتها |
ولا تراهُ إليها ساحبَ الذيلِ |
أحدهم:
يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا |
نحن الضيوف وأنت ربُّ المنزلِ |
الهذلول بن كعب:
لعمر أبيك الخير إني لخادم |
لضيفي وإني إن ركبت لفارس |
أحدهم:
وتأخذهُ عندَ المكارمِ هِزّةٌ |
كما اهتزَّ تحت البارحِ الغصنُ الرّطبُ |
أحدهم:
يزدحمُ الناس على بابهِ |
والمنهلُ العذبُ كثيرُ الزحام |
أحدهم:
نغالي اللحمَ للأضيافِ نيئاً |
ونرخصهُ إذا نضجَ القدور |
أحدهم:
قومٌ إذا نزلَ الغريبُ بدارهم |
تركوهُ ربَّ صَواهلٍ وقيانِ |
|
وإذا دعوتهم ليومِ كريهةٍ |
سَدُّوا شعاعَ الشمسِ بالفرسانِ |
|
لا ينقرونَ الأرضَ عند سؤالهم |
لِتلمُسِ العِلّاتِ بالعيدانِ |
|
بل يبسطونَ وجوههم فترى لها |
عند السؤالِ كأحسنِ الألوانِ |
أحدهم:
أتيتُك لا أدلي بقربى ولا يدٍ |
إليك سوى أني بجودكَ واثقُ |
|
فإن تولني عُرفاً أكن لك شاكراً |
وإن قلت لي عذراً أقل أنتَ صادقُ |
أحدهم:
وما أبالي إذا ضيفٌ تضَيفني |
ما كان عندي إذا أعطيتُ مجهودي |
|
جُهدُ المقِلّ إذا أعطاك مصطبراً |
ومُكثرٌ من غنىً سِيانِ في الجودِ |
أحدهم:
إنّي حَمدتُ بني شيبان إذ خَمدتْ |
نيرانُ قومي فَشّبتْ فيهم النارُ |
|
ومن تكرّمهم في المَحْلِ إنّهم |
لا يَحسبُ الجارُ فيهم أنه جارُ |
أبو الفرج الببغاء:
يا عارضاً لم أشم مذ كنت بارقه |
إلا رويت بغيث منه هطّال |
|
رُويدَ جودكَ قد ضاقت به هممي |
وردَّ عني برغم الدّهرِ إقلالي |
|
لم يبق لي أمل أرجو نداك بهِ |
دهري لأنك قد أفنيت آمالي |
مروان بن صرد:
أنفقتَ مالكَ تُعطيهِ وتبذلهُ |
يا مُتلِفَ الفضة البيضاءِ والذهبِ |
أبو الشغب العبسي وتروى للأقرع بن معاذ العامري:
وتأخذهُ عندَ المكارمِ هِزّةٌ |
كما اهتزّتْ تحتَ البارحِ الغُصنُ الرّطبُ |
|
ابن أبي حَصينة:
جادتْ يداكَ إلى أن هُجِّنَ المطرُ |
وزانَ وجهُكَ حتى قُبِّحَ القمرُ |
|
أمستْ عقولُ البرايا فيكَ حائِرةٌ |
فليسَ يُدرى هِلالٌ أنتَ أم بشرُ |
سهل بن هارون:
خِلٌ إذا جئتَهُ يوماً لتسألهُ |
أعطاكَ ما ملكتْ كفاهُ واعتذرا |
|
يُخفي صنائعهُ،واللهُ يظهرها |
إنَّ الجميلَ إذا أخفيتهُ ظهرا |
أحدهم:
ما كلف الله نفساً فوق طاقتها |
ولا تجودُ يد إلا بما تجِدُ |
حافظ إبراهيم:
أيا ابنَ الأكرمين أباً وجدّاً |
ويا بنَ عُضادةِ الدينِ القويمِ |
|
أتيتُكَ والخطوبُ تُزِفُّ رَحلي |
ولي حالٌ أرقُّ من السديمِ |
|
وقد أصبحتُ من سعي وكدحي |
على الأرزاقِ كالثوبِ الرّديمِ |
|
فلا تُخِلقْ ـ فُديتَ ـ أديمَ وجهي |
ولا تقطع مُواصلةَ الحميمِ |
حافظ إبراهيم:
خيرُ الصنائعِ في الأنامِ صنيعةٌ |
تنبو بحاملها عن الإذلالِ |
|
وإذا النَّوالُ أتى ولم يُهرَقْ له |
ماءُ الوجوهِ فذاكَ خيرُ نوالِ |
|
من جاد بعد السؤالِ فإنّهُ |
ـ وهو الجواد ـ يُعَدُّ في البُخالِ |
حافظ إبراهيم:
فتسابقوا الخيراتِ فهي أمامكم |
ميدانُ سَبْقٍ للجوادِ النّالِ |
|
والمحسنون لهم على إحسانهم |
يوم الإثابةِ عشرةُ الأمثالِ |
|
وجزاءُ ربِّ المحسنين يَجِلُّ عن |
عدٍّ وعن وزنٍ وعن مكيالِ |
حافظ إبراهيم:
أهلِ اليتيمِ وكهفهِ وحُماتهِ |
وربيعِ أهلِ البؤس والإمحالِ |
|
لا تُهملوا في الصالحاتِ فإنّكم |
لا تجهلوا عواقبَ الإهمالِ |
|
إني أرى فُقراؤكم في حاجةٍ |
لو تعلمون لقائلٍ فعّالِ |
حافظ ابراهيم:
يبذلُ المعروفَ في السرِّ كما |
يرقبُ العاشِقُ إغفاءَ الرّقيبِ |
حافظ ابراهيم:
تنزلُ الأضياف منه والمنى |
والخِلالُ الغُرُّ في مرعىً خصيبِ |
حافظ ابراهيم:
وحياءٌ عندَ العطيّةِ ينفي |
خجلَ السائلِ الكريم الأبي |
|
يا كريماً حَللتَ ساحَ كريمٍ |
وضعيفاً حللتَ ساحَ القوي |
حافظ إبراهيم:
أقرضوا الله يُضاعفُ أجركم |
إنّ خيرَ الأجرِ أجرٌ مُدّخر |
حافظ إبراهيم:
نَهشُّ إلى الدينارِ حتى إذا مشى |
بهِ ربُّهُ للسوقِ ألفاهُ درهما |
|
فلا تحسبوا في وفرةِ المالِ لم تُفِدْ |
متاعاً ولم تعصمْ من الفقرِ مغنما |
|
فإنَّ كثيرَ المالِ والخفضُ وارِفٌ |
قليلٌ إذا حلَّ الغلاء وختّما |
دعوةُ البائسِ المعذّبِ سورٌ |
يدفعُ الشرَّ عن حياضِ الكرامِ |
|
وهي حربٌ على البخيلِ وذي البغي |
وسيفٌ على رقابِ اللئامِ |
|
إنَّ هذا الكريمُ قد صان عرضي |
وحماني من عادياتِ السّقامِ |
حافظ ابراهيم:
لهفَ نفسي على انبساطكَ للضيفِ |
وذَيالكَ الحديثُ الشهيُّ |
|
خُلُقٌ مثلما انشقت أريج الزّهرِ |
جادته زورةُ الوَسمي |
|
واهتزازٌ للِعُرفِ مثلَ اهتزازِ |
السيفِ في قبضةِ الشجاعِ الكمي |
|
وحياءٌ عند العطيّةِ ينفي |
خجلَ السائلِ الكريمِ الأبي |
حافظ ابراهيم:
قد كانَ متلافاً لأموالهِ |
وكانَ نَهَّاضاً بمن يَعثُرُ |
|
أوشكَ أن يُفقره جودُهُ |
ومن صنوفِ الجودِ ما يُفقِرُ |
أحمد شوقي:
ويكادُ من طربٍ لعادته النّدى |
ينسلُّ للفقراء من أثوابه |
|
الطيّبُ ابن الطيبين وربما |
نضح الفتى فأبانَ عن أحسابه |
شوقي:
ألا في سبيل الله والحقّ طارف |
من المال لم تبخلْ به وتليد |
|
وجودك بعد المال بالنفس صابراً |
إذا جزع المحضور وهو يجود |
شوقي:
فإذا سخوتَ بلغتَ بالجودِ المدى |
وفعلتَ ما لا تفعل الأنواء |
|
والحسنُ من كرم الوجوه وخيره |
ما أوتى القوادُ والزعماء |
شوقي:
سراة مصر،عهدناكم إذا بسطت |
يد الدعاء،سراة غير بُخّالِ |
|
تبين الصدق من مين الأمور لكم |
فامضوا إلى المال لا تلووا على الآلِ |
محمود سامي البارودي:
بسطتَ يداً بالخيرِ فينا كريمةً |
هي الغيثُ أو في الغيثِ منها شمائل |
محمود سامي البارودي:
كَرَمُ الطّبعِ شِيمةُ الأمجادِ |
وجفاءُ الأخلاقِ شأنُ الجمادِ |
|
لن يسودَ الفتى ولو ملكَ الحكمة |
ما لم يكن من الأجوادِ |
خليل مطران:
ولرّبما كذبَ الجوادُ |
فكانَ اصدق في السخاء |
|
يُخفي الكريمُ مكانَهُ |
فتراهُ أطيارُ السماء |
خليل مطران:
رَميتَ بِحُرِّ المالِ مرمى زِرايةٍ |
كأنّكَ تُلقيهِ جُزافاً إلى البحرِ |
خليل مطران:
نِعمَ الثوابُ لذي مآثرَ في الندى |
فرضتْ محبتهُ على الأجيالِ |
خليل مطران:
يهِبُ الهِباتِ لغيرِ ما عِللٍ |
فيزيدُها براً تجرُّدها |
|
ويكادُ يُنقصُ فضلُ باذلها |
في غِبْنِ نائلها تعودّها |
|
شأنُ النفوسِ وقد تَنزّهَ عن |
إحرازِ شُكرِ الناس مقصدُها |
|
خَلُصتْ لوجهِ الخيرِ نيتها |
فزكا من الذكرى تزددها |
|
يا راحلاً رُزءُ القلوبِ به |
لم ينتقصْ منهُ تعدُّدها |
خليل مطران:
مهما تَقِلَّ ثمالةُ الموجودِ |
لا تحرمِ المسكينَ قطرةَ جُودِ |
|
فإذا حباكَ الله فضلاً واسعاً |
فالبخلُ خسرانٌ وشبهُ جحودِ |
|
بيضُ الأيادي خيرُ ما أسلفتَهُ |
دفعاً لآفاتِ الليالي السودِ |
|
والمالُ أعودُهُ وأجزلُهُ رِياً |
ما كانَ فرضَ العبد للمعبودِ |
خليل مطران:
برِّقةِ الجودِ استرّقوا النهى |
والجودُ من يُعطي ومن يسترُ |
خليل مطران:
أدركتَ من كرمٍ وهم لم يُدركوا |
ما للحوادثِ من بعيدِ عواقبِ |
|
الجودُ للمُبقي على أموالهِ |
هو أوّلُ الرأيُ السديد الصائبِ |
|
وبهِ يُوقى العالِمونَ تحوُّلاً |
راعَ النهى بنذيرهِ المتعاقبِ |
خليل مطران:
أيصدقُ كلّ الصدقِ ما هو مُوعدٌ |
ويكذبُ كُلَّ الكذبِ ما هو واعِدُ |
اسماعيل صبري:
مَن كفّهُ بحرُ عطاء زاخرٌ |
منهُ جميعُ السُحبِ تستجدي |
|
من ذا الذي في الناس من بعدهِ |
يليقُ بالمدحِ أو الحمدِ |
اسماعيل صبري:
وما الغيثُ إلا من بحارِ نوالهِ |
ألم ترها تُروى الوفودَ بلا نهر |
|
ألم ترَ كيفَ الغيثُ يبكي إذا همى |
وهذا الذي يُولي ويضحك بالبشر |
|
فقل للذي قد رامَ حصرَ صفاتهِ |
رُويدكَ يا هذا القطرِ من حَصرِ؟ |
|
مآثرُ علياهُ التي شاعَ ذِكرُها |
تحلّت بها مصرٌ ومن حلَّ في مصرِ |
اسماعيل صبري:
سَمْحٌ تراهُ إذا حللتَ بحيّهِ |
أبداً يحنُّ إلى خصالِ الجودِ |
|
طبعاً يميلُ إلى السماحِ وأهلهِ |
كتمايلُ الأغصانِ بالتأويد |
خليل مردم بك:
صُنعُ الجميلِ وفِعلُ الخير إن أُثرا |
أبقى وأحمد أعمال الفتى أثرا |
|
بل لستُ افهم معنى للحياة سوى والناسُ ما لم يواسوا بعضهم فَهُم |
عن الضعيفِ وإنقاذِ الذي عثرا كالسائماتِ وإن سميّيتهم بشرا |
|
إن كان قلبكَ لم تعطفه عاطفة |
على المساكين فاستبدل به حجرا |
|
هي الإغاثة عنوانُ الحياة فإنْ |
فقدتها كنت ميتاً بعد ما قُبرا |
|
ديني الذي عُظمت عندي شعائره |
ودينُ كلِّ امرىءٍ قد رقَّ أو شعرا |
خفضُ الجناحِ لأبناء السبيل إذا |
ما ازداد خدي لذي الكبرياء صعرا |
|
بسْلٌ على العين تكرى بالنعيم إذا |
ما كان جاري من ضرَّائه سهرا |
|
فجنةُ الخلدِ ما أنفكُّ أحسبها |
إذا انفردت بها دون الورى سقرا |
|
قومي:ودعوتهم قد كانت الجَفلى |
إن كان غيرهم يختصُّ بالنَقرى |
|
المؤثرون ولو أعيت خصاصتهم |
والحافظون إذا ما غيرهم غدرا |
إيليا أبو ماضي:
لا يقبضون مع اللأواء أيديهم |
وقلّما جاد ذو وفر مع الأزمِ |
ناصيف اليازجي:
يُسَرُّ بما يُعطي مَسَرةَ آخذٍ |
فيشكرُ منّا طارقاً شكرَ طارقِ |
|
لهُ في رؤوسِ القومِ تيجانُ نعمةٍ |
وأطواقُ أمنٍ في نحورِ العواتقِ |
ناصيف اليازجي:
إذا نابَ خَطبُ الدهرِ فادعُ تَيمناً |
بأسعدِ خلقِ الله دعوةَ واثقِ |
|
عزيزٌ أذلَّ الدهرَ وهو عدوّهُ |
لأن الخنا في سوقهِ غيرُ نافقِ |
|
كريمُ السجايا ملءُ قلبِ مؤملٍ |
وراحةِ مُستجدٍ ومقلة وامقِ |