من شوارد الشواهد
الجزء السادس عشر
السموأل
إنَّ حلمي إذا تغيّبَ عني | فاعلمي أنني عظيماً رُزيتُ | |
ألي الفضلُ أم عليَّ إذا حو | سبتُ إني على الحسابِ مُقيتُ | |
ميتَ دهرٍ قد كنتُ ثم حييتُ | وحياتي رهنٌ بأن سأموتُ |
رُبَّ شتم سمعتهُ فتصاممت
وغِيٍّ تركتهُ فَكُفيتُ
تُعَيِّرُنا أنا قليلٌ عديدُنا | فقلتُ لها:إنَّ الكرامَ قليلُ | |
وما ضَرّنا أنا قليلٌ وجارُنا وما قلَّ من كانت بقاياهُ مثلنا | عزيزٌ وجارُ الأكثرينَ ذليلُ شبابٌ تسامى للِعلى وكهولُ | |
إذا سيّدٌ منا خلا قامَ سيّدٌ | قؤولٌ لما قالَ الكرامُ فعولُ | |
وما أخمدتْ نارٌ لنا دونَ طارقٍ | ولا ذمّنا في النازلينَ نزيلُ |
وأيامُنا مشهورةٌ في عَدوّنا
لها غُرَرٌ معلومةٌ وحَجولُ
وأسيافُنا في كلِّ شرقٍ ومغربٍ
بها من قراعِ الدّارعينَ فلولُ
مُعوّدةً ألا تُسَلَّ نصالها
فَتُغمدَ حتى يُستباحَ قبيلُ
علونا إلى خيرِ الظهورِ،وحطّنا | لوقتٍ إلى خيرِ البطونِ نزولُ | |
فنحنُ كماءِ المُزنِ ما في نصابنا | كهامٌ ولا فينا يُعَدُّ بخيلُ | |
ونُنكرُ إن شئنا على الناسِ قولُهم | ولا يُنكرونَ القولَ حين نقولُ |
ضيّقُ الصدرِ بالخيانةِ لا ين
قصُ فقري أمانتي ما بقيت
علونا إلى خيرِ الظهورِ،وحطّنا | لوقتٍ إلى خيرِ البطونِ نزولُ | |
فنحنُ كماءِ المُزنِ ما في نصابنا | كهامٌ ولا فينا يُعَدُّ بخيلُ | |
ونُنكرُ إن شئنا على الناسِ قولُهم | ولا يُنكرونَ القولَ حين نقولُ |
أعاذلَ قد أطلتَ اللوم حتى
لو أني منهٍ لقد انتهيتُ
ومغيرةٍ شعواءَ يخشى درؤها | يوماً رددتُ سلاحها بسلاحي | |
ولَرُبَّ مُشعلةٍ يشبُّ وقودُها | أطفأتُ حرّ رماحها برماحي | |
وكتيبةٍ أدنيتها لكتيبةٍ | ومُضاغن صَبحتْ شرَّ صباحِ |
صفونا فلم نكدرْ وأخلصَ سِرّنا
إناثٌ أطابت حملنا وفحولُ
فإن أهلِكْ فقد أبليتُ عُذراً | وقضيتُ اللبانة واشتفيتُ | |
وأصرف عن قوارصَ تجتديني | ولو أني أشاء بها جزيتُ | |
فأحمي الجار في الجُلّى فَيُمسي | عزيزاً لا يُرام،إذا حميتُ |
وفيت بأدرع الكندي،إني
إذا ما خانَ أقوامٌ وفيتُ
يا ليتَ شعري حين أندبُ هالكاً | ماذا تؤبنني به أنواحي | |
أيقلنَ لا تبعُدْ فرُبَّ كريهةٍ | فرجتها بشجاعةٍ وسماحِ |
يا قيس إنَّ الأحسابَ أحرزها
من كان يغشى الذوائبَ القضبا
إذا المرءُ لم يَدنسْ من اللؤمِ عِرْضهُ | فكلُّ رداءٍ يرتديهِ جميلُ | |
إذا المرءُ لم يَحمِلْ على النَّفسِ ضَيمها | فليسَ إلى حُسنِ الثناءِ سبيلُ |
وننكرُ إن شئنا على الناس قولهم
ولا ينكرون القول حيث نقول
سَلي إن جَهلتِ الناسَ عنّا وعنهمُ | وليسَ سواءً عالِمٌ وجهولُ | |
فإنَّ بني الدّيانَ قُطبٌ لقومهمْ | تدورُ رحاهم حولهم وتجولُ |
وأتاني اليقينُ أني إذا مت
متُّ أو رمَّ عظمي مبعوثُ
لا تبعدنَ فكلُّ حيٍّ هالكٌ | لا بُدَّ من تلفٍ فَبنْ بفلاحِ | |
إنَّ امرأً أمنَ الحوادثَ جاهلٌ | يرجو الخلودَ كضاربِ بقداحِ |
رُبَّ شتم سمعته فتصاممتُ
وغيٍّ تركتهُ فكفيتُ
ارفع ضعيفكَ لا يُحرْ بك ضعفهُ | يوماً فتدركه العواقبُ قد نما | |
يجزيكَ أو يُثني عليك،وإنَّ من | أثنى عليك بما فعلت فقد جزى |
يُقرِّبُ حبُّ الموتِ آجالنا لنا
وتكرههُ آجالهمُ فتطولُ
أعاذلتي ألا لا تعذليني | فكمْ من أمرٍ عاذلةٍ عصيتُ | |
دعيني وارشدي إن كنتُ أغوى | ولا تغوي زعمتِ كما غويتُ |
يا قيس إنَّ الأحسابَ أحرزها
من كانَ يغشى الذوائبَ القضبا
وأنتَ في البيتِ إذ يُحمُّ لك
الماءُ وتدعو قتالنا لعبا
الحسين بن الضحاك:يرثي محمد الأمين
أعينيَّ جودا وابكيا لي محمدا | ولا تذخرا دمعاً عليهِ وأسعِدا | |
فلا تمّتِ الأشياءُ بعد محمدٍ | ولا زالَ شملُ الملكِ فيهِ مُبددا | |
ولا فرحَ المامونُ بالعيشِ بعدَهُ | ولا زالَ في الدنيا طريداً مشردا |
الحسين بن الضحاك:
قُلْ للأُلى صرفوا الوجوهَ عن الهدى | مُتعسفينَ تَعسُّفَ المُرَّاقِ | |
إنّي أُحذركم بوادرَ ضَيغمٍ | دَربٍ بِخطمِ موائلِ الأعناقِ | |
مُتأهبٍ لا يستفزُّ جَنانهُ | زَجَل الرُّعودِ ولامع الإبراقِ | |
لم يبقَ من مُتغرمينَ توثبوا | بالشآمِ غيرُ جماجمٍ أفلاقِ |
ألم يرعِ الإسلام موتُ نصيره
بلى حقَّ أن يرتاع من مات ناصره
سَيُسليك عما فاتَ دولةُ مفضلٍ | أوائلهُ محمودة وأواخره | |
ثنى الله عطفيه وألفَ شخصه | على البرّ مذْ شدّتْ عليه مآزره | |
وما قدم الرحمن إلا مقدماً | موارده محمودةٌ ومصادره |
وجدتُ ألذّ العيشِ فيما بلوتهُ
ترّقبُ مشتاقٍ زيارة شائقِ
غضبُ الإمام أشدُّ من أدبهْ أصبحتُ معتصماً بمعتصمٍ | وقد استجرتُ وعُذتُ من غضبه أثنى عليه الله في كتبهْ | |
لا والذي لم يُبقِ لي سبباً | أرجو النجاةَ بهِ سوى سببهْ | |
مالي شفيعٌ غير رحمته | ولِكُلِّ من أشفى على عطبهْ | |
إلا كريمٌ طباعهُ وبهِ | أرجو الذي أرجوه من نسبهْ |
خَلِّ الذي عنكَ لا تستطيعُ تدفعه
يا منْ يصارعُ من لا شكَّ يصرعه
إذا خنتُم بالغيبِ عهدي فما لكم | تُدلونَ إدلالَ المُقيم على العهدِ | |
صِلوا وافعلوا فعل المدلِّ بوصلهِ | وإلا فصدوا وافعلوا فعل ذي صدِّ |
من لم يكن لله مُتهماً
لم يُمسِ محتاجاً إلى أحدِ
أتنسى فلا أنسى عتابك بينها | حبيبكَ حتى انقاد عفواً إلى الصُّلحِ | |
سمحت لمن أهوى بصفوِّ مودّتي | ولكنَّ من أهواهُ صيغَ على الشّحِ |
فاعجلْ إلينا وعجّل بالسرورِ لنا
وخالس الدهرَ في أوقات غفلته
ليت عين الدّهرِ عنا غفلتْ | ورقيبُ الليل عنا رقدا | |
وأقام النوم في مدته | كالذي كان وكنا أبدا |
وحديثٌ في القلوبِ له
أخذٌ يصدعن في الكبد
ذاك يومٌ كان حاسدنا
ففيهِ معذوراً على الحسدِ
إذا خنتم بالغيبِ عهدي فما لكم صِلوا وافعلوا فعلَ المدلِّ بوصلهِ | تدلون إدلال المقيم على العهدِ وإلا فصدّوا وافعلوا فعلَ ذي الصدِّ | |
ولي منكَ بدٌ فاجتنبني مذمماً | وإن خلت أني ليس لي منك من بد | |
فكم من نذيرٍ كان لي قبلُ فيكمُ | وها أنذا فيكم نذيراً لمن بعدي | |
فوا أسفا من صبوةٍ ضاعَ شُكرها | مضت سلفاً في غيرِ أجرٍ ولا حمدِ |
أبى القلب إلا نبوةً عن جميعكم
كَنبوتكم عني في السحقِ والبعدِ
أرى الغدر ضداً للوفاءِ وإنني
لأعلمُ أن الضدّ ينبو عن الضدِّ
هويتكم جهدي وزدت على الجهدِ | ولم أرَ فيكم من يقيم على العهدِ | |
فإن أمسِ فيكم زاهداً بعد رغبةٍ | فبعد اختيارٍ كان في وصلكم زهدي | |
لَعمري لقد أغضيت فيكم على التي | تجرّعني المكروه من غصصِ الحقدِ | |
تأنيتكم بقيا الصديق لتقصدوا | وتأبوا إلا أن تجوروا على القصدِ | |
تعزوا بيأسٍ عن هوايَ فإنني | إذا انصرفت نفسي فهيهات من ردّي |
أجرني فإنّي قد ظمئتُ إلى الوعدِ
متى يُنجز الوعدُ المؤكدُ بالعهدِ
أُعيذُكَ من خُلْف الملولِ وقد ترىَ
تقّطعُ أنفاسي عليك من الوجدِ
الرشيد بن الزبير:
جَلّتْ لديَّ الرزايا بل جَلّت هِممي
وهل يَضرُّ جلاءُ الصّارمِ الذّكرِ
لو كانت النارُ للياقوتِ محرقةً
لكان يشبه الياقوتُ بالحجر
لا تُغْرَرنَّ بأطماري وقيمتها
فإنما هي أصدافٌ على دُررِ
لا تظنَّ خفاءَ النجمِ من صِغرٍ
فالذنبُ في ذاكَ محمولٌ على البصرِ
محمد بن عبد الملك:
فلم أرَ كالأقدار كيفَ تصيبني
ولا مثل هذا الدهر كيف رماني
ألم ترَ أن الشىء للشىء علّة
يكون له كالنار تقدحُ بالزند
محمد بن عبد الملك:
يرثي أم ولده
ألا من رأى الطفل المُفارقَ أمّهُ
بُعيدَ الكرى عيناه تبتدرانِ
رأى كلَّ أم وابنها غيرَ أمّه
يبيتان تحت الليل ينتحبان
وباتَ وحيداً في الفراشِ تحثّهُ
بلابلُ قلبٍ دائمِ الخفقان
فهبني عزمتُ الصبرَ عنها لأنني
جليدٌ فمن بالصبرِ لإبن ثمانِ؟
ضعيفِ القوى لا يعرفُ الأجرَ حِسبةً
ولا يأتسى بالناسِ في الحدثانِ
ألا من أمنية المنى فأعدهُ
لعثرةِ أيامي وصرفِ زماني
ألا من إذا ما جئتُ أكرمَ مجلسي
وإن غبتُ عنهُ حاطني ورعاني
تقولُ لي الخلانُ لو زُرتَ قبرها
فقلتُ
:
وهل غيرُ الفؤادِ لها قبرُ؟
على حين لم أُحدث فأجهل قدرها
ولم أبلغ السنَّ التي معها الصبرُ
الخوارزمي:
عدوى البليدِ إلى البليدِ سريعةٌ | والجمرُ يوضعُ في الرمادِ فيخمد |
عبد الله بن موسى:
ألم تعلمي يا ضلَّ رأيُكِ أنّني | لوصلِ الغواني متلف ومفيدُ | |
وإنّي لَمطروقِ المياه ورنقها | عيوفٌ وللعذبِ الفرات وَرودُ | |
وإنَّ رجوعي عند أوّل مرّة | إذا عبتُ أخلاقَ الصّديقِ بعيدُ |
أبو الشيص الخزاعي
أجد الملامة في هواكِ لذيذة
حبّاً لذكراكِ فليلمني اللوّمُ
مالك بن وبر الفزاري:
لا يُبعد الله قوماً إن سألتهمُ | أعطوا وإن قلتُ يا قومِ انصروا نصروا | |
وإن أصابتهم نعماءُ سابغةٌ | لم يبطروها وإن فاتتهم صبروا |
عمرو الباهلي
شطَّ المزارُ بِسُعدى وانتهى الأملُ | فلا خيال،ولا رسم ولا طلل | |
إلا رجاء فما ندري أندركه | أم يستمر فيأتي دونهُ الأجلُ |
ابن نباتة المصري
وإذا الحبيبُ أتى بفردِ مساءةٍ | جاءت محاسنهُ بألفِ شفيعِ |
الحارث بن وابصة الكناني:
لقد كدتُ لولا أنّني أملكُ الأسى | وتعترضُ الأحزان لي ثمَّ أصبرُ | |
أجنُّ حنينَ الوالهِ الطرب الذي | ثنى شجوهُ بعد الحنينِ التذكر |
خليفة بن خليفة:
عليهم وقارُ الحلمِ حتى كأنّما | وليدُهم من أجل هيبتهِ كهلُ | |
إذا استُجهلوا لم يغرُبِ الحلمُ عنهمُ | وإن آثروا أن يجهلوا عظُمَ الجهلُ | |
مواعيدُهم فعلٌ إذا ما تكلموا | بتلك التي إن سُميّت وجب الفعل |
كليب التغلبي الوائلي:
دعاني داعيا مُضَرٍ جميعاً | وأنفُسُهم تدانتْ لإختلاقِ | |
فكانت دعوةٌ جمعت نزاراً | ولّمت شعثها بعدَ الفراقِ | |
أجبنا داعيَ مُضرٍ وسِرنا | إلى الأملاكِ بالقُبِّ العتاقِ | |
عليها كلُّ أبيضَ من نزارٍ | يُساقي الموت كرها من يُساقي | |
أمامَهم عُقابُ الموتِ يهوي | هَيِّ الدلو أسلمها العراقي |
كليب التغالبي الوائلي:
سيعلمُ آلُ مُرّةَ حيثُ كانوا | بأنَّ حِمايَ ليسَ بِمستباحِ | |
وأنَّ لقوحَ جارِهم ستغدو | على الأقوامِ غدوةَ كالرَواحِ |
الشميدر الحارثي:
فإن قلتُمُ إنّا ظلمنا فلم نكنْ | ظلمنا ولكنّا أسأنا التقاضيا |
الغريض بن السموأل:
إنَّ الكريمَ إذا أرادَ وصالنا | لم يُلفِ حبلي واهياً رثَّ القُوى | |
أرعى أمانتهُ وأحفظُ غيبهُ | جَهدي فيأتي بعد ذلكَ ما أتى | |
أجزيهِ أو أُثني عليهِ فإنَّ منْ | أثنى عليكَ بما فعلتَ فقد جزى |
عبد الله بن عبد الأعلى الحارثي:
ولقد عجبتُ لذي الشّماتةِ إذ رأى | جزعي ومن يذُق الفجيعة يجزعِ | |
فاشمتْ فقد قرعَ الحوادثُ مروتي | واجذل بمروتك التي لم تُقرَعِ | |
إن تبقَ تُفجع بالأحبّةِ كلّهم | أو تُردك الأحداثُ إن لم تفجعِ |
عروة بن لقيط الأزدي
فخيرُ ألأيادي ما شُفعنَ بمثلها | وخيرُ البوادي ما أتينَ عوائدا | |
ولستَ ترى مالاً على الدّهرِ خالداً | وحمدُ الفتى يبقى على الدّهرِ خالدا |
أبو الميّاح العبدي:
ولا تكُ ممّن يُغلقُ الهمَّ بابهُ | عليهِ بمغلاقٍ من العجزِ مثقل | |
ولا تجعل الأرضَ العريضَ محلّها | عليكَ سبيلاً وعثة المتنقلُ | |
وإن خفتَ من دارٍ هواناً فولّها | سواك،وعن دار الأذى فتحوّلِ | |
وما المرءُ إلا حيثُ يجعلُ نفسَهُ | ففي صالحِ الأخلاق نفسكَ فاجعلِ |
أبو الميّاح العبدي:
ومن يق أعراضَ الرجالِ بعرضهِ | يُبحْ مَحرماً من والديهِ ويجهل |
السلامي
تبسطنا على الآثامِ لما | رأينا العفو من ثمرِ الذنوب |
عمرو بن لأي:
مهلاً أبيتَ اللعن لا تأخذنّنا | بذنبِ امرىءٍ أمسى من الحلمِ مُعدِما | |
فما العبدُ بالعبدِ الذي ليس مذنبا | ولا الربُّ بالربذِ الذي ليسَ مُنعما |
ابن القيم
ورد البشيرُ بما أقرَّ الأعينا | وشفى النفوس فنلنَ غايات المنى | |
فتقاسمَ الناسُ المسرّة بينهم | قسماً وكان أجلهم حظاً لنا |
كلُّ الحوادثِ مَبدأها من النّظر
ابن حجاجومعظمُ النارِ من مُستصغرِ الشّرر
يا غافلاً عمّا خُلقتَ له انتبهْ
جَدَّ الرّحيلُ ولستَ باليقظان
سارَ الرفاقُ وخلّفوكَ مع الألى
قنعوا بذا الحظِّ الخسيسِ الفاني
ورأيتَ أكثرَ من ترى مُتخلّفاً
فتبعتهم ورضيتَ بالحرمانِ
مَنّتكَ نفسكَ باللحاقِ مع القعو
دِ عن المسيرِ وراحة الأبدانِ
ولسوفَ تعلمُ حين ينكشفُ الغطا
ماذا صنعتَ وكنتَ ذا إمكانِ
العجير:
رأيتكم لا تنكرون دنيّةً | ولا تدفعونَ الحقَّ والحقُّ مقبلُ | |
فإن نالكم ذلٌ نجعتم لكل ما | يروم العدوُّ منكم ويؤِّملُ | |
ولا خيرَ في أقوالكم غير أنها | تروقُ العيونَ كثرةً حين تُنقلُ |
أدهم بن حازم الضّبي:
بني عامر صرّمتم الحبلَ بيننا | وبينكم بعد المودّة والقربِ | |
غدرتم ولم نغدر وقُمتم ولم نقم | إلى حربنا لما قعدنا عن الحربِ | |
وكنا وأنتم مثل كفٍّ وساعدٍ | فصرنا ولأنتم مثلَ شرق إلى غرب | |
فما نسلب القتلى كما فعلتمُ | ولا نمنعُ الأسرى من الأكلِ والشربِ | |
وسلبُ ثيابِ الميت عارٌ وذلّةٌ | ومنع الأسيرِ الزادَ من أقبحِ السبِّ | |
بذلك أوصانا أبونا ولم نكن | لنترك ما وصاهُ في الخِصبِ والجدبِ |
أبو داود الظاهري
إذا عُوقِبَ الجاني على قدر جرمه | فتعنيفه بعد العقابِ من الربا |
مزاحم العقيلي
كِلانا يا معاذُ نحبُّ ليلى | بِفيِّ وفيكَ من ليلى التراب |
الوليد بن يزيد بن عبد الملك:
فإن تك قد مللت القرب مني | فسوف ترى مُجانبتي وبعدي | |
وسوف تلوم نفسك إن بقينا | وتبلو الناس والأحوال بعدي | |
فتندم في الذي فرّطت فيه | إذا قايست في ذمي وحمدي |
نبيُّ الهدى خالي ومن يكُ خاله
نبيّ الهدى يقهر به من يفاخرُ
جسورٌ لا يروّعُ عند هَمٍّ | ولا يثني عزيمتهُ اتقاء | |
حليمٌ في شراستهِ إذا ما | حُبَى الحلماءُ أطلقها المراء | |
حليمٌ في عشيرتهِ فقيد | يطيبُ عليه في الملا الثناء |
المرار بن منقذ:
إذا كان السنونَ مُحلّجاتٍ | خرجنَ وما عجفنَ من السنينا | |
يسيرُ الضيفُ ثم يحلُّ فيها | محلاً مكرماً حتى يبينا | |
فتلكَ لنا غنىً والأجرُ باقٍ | فُغضّي بعضَ لومكِ يا ظعينا |
العتابي يمدح هارون الرشيد:
ماذا عسى قائل يُثني عليك وقد | ناجاك في الوحي تقديسٌ وتطهيرُ | |
مُستنبطٌ عزماتِ القلبِ من فِكَرٍ | ما بينهُنَّ وبينَ الله معمورُ | |
فُتَّ المدائحَ إلا أن ألسننا | مُستنطقاتٌ بما تُخفي الضمائرُ | |
ماذا عسى قائل يُثني عليك وقد | ناجاك في الوحي تقديسٌ وتطهيرُ |
العتابي:
رحلَ الرّجاء ُإليكَ مُغترباً | حُشِدَتْ إليه نوائبُ الدّهرِ | |
ردَّتْ إليكَ ندامتي أملي | وثنى إليك عِنانهُ شُكري | |
وجعلتُ عتبكَ عتبَ موعظةٍ | ورجاءَ عفوكَ مُنتهى عُذري |
العتابي:
وكم نعمةٍ أتاكها الله جزلة | مبرأة من كلِّ خلق يُذيمها | |
فسلطت أخلاقاً عليها ذميمة | تعاورتها حتى تفرى أديمها | |
ولوعاً وإشفاقاً ونطقاً من الخنا | بعوراء يجري في الرجال نميمها | |
وكنت امرءاً لو شئت أن تبلغ المدى | بلغت بأدنى نعمة تستديمها | |
ولكن خطام النفس أعسر محملاً | من الصخرة الصّماءِ حين ترومها |
فلو كانَ للشكرِ شخصٌ يبين
إذا ما تأملّهُ الناظرُ
لَمثلّتهُ لك حتى تراه
لتعلم أني امرؤٌ شاكرُ
وتحت ثيابِ الصّبرِ مني ابن لوعة | يظل ويمسي مُستلين الجوانبِ | |
فتى ظفرت منه الليالي بزلّة | فأقلعن عنه داميات المخالبِ |
فإن عليات الأمور مشوبة
بمستودعات في بطونِ الأساودِ
حجابك ليس يشبه حجاب | وخيرك دون مطلبه السحاب | |
ونومك نوم من ورد المنايا | فليس له إلى الدنيا إياب |
وأشعث مشتاق رمى في جفونه
غريب الكرى بعد الفجاج السباسب
أمات الليالي شوقه غير زفرة
تردد ما بين الحشى والترائب
إني بلوت الناسَ في حالاتهم | وخبرتُ ما وصلوا من الأسبابِ | |
فإذا القرابةُ لا تُقرِّبُ قاطعاً | وإذا المودّةُ أقربُ الأنسابِ |
ولا عار أن زالت عن الحُرِّ نعمةٌ
ولكن عاراً أن يزول التجملُ
حنانيك إني لم أكن بعت عزة | بذل وأحرزتُ المنى بالمواهبِ | |
سمتني الهجران حتى أذقتني | عقوبة زلاتي وسوء مناقبي | |
فهل أنا ماضٍ في رضاكَ وقابض | على مصقول الغرارين قاضب | |
ومنتزع عما كرهت وجاعل | هواك مثالاً بين عيني وحاجبي |
لا تجعلن الوتر واحدة
إن الثلاثة تتمة الوتر
إذا نحن أظهرنا لقوم عداوة | ولان لهم منكم جناح وجانب | |
فلا أنتم منا ولا نحن منكم | إذا أنتم سألتم من نحارب |
ولم يثن عن نفسي الردى غير أنها
تنوء باق من رجاءك ثائب
هي النفس محبوسٌ عنك رجاؤها
مقيدة الأمل دون المطالب
إذا سرّني دهري قبلت وإن أبى | أبيتُ عليهِ أن أضيق له صدرا | |
فكم من مُسىءٍ قد لقيت ومحسن | فأوسعتُ ذا حلماً وأوسعتُ ذا شكرا |
إذا شئت أن تقلى فزرْ متواترا
وإن شئت أن تزداد حبا فزر غبا
ولقد أقولُ تصبراً وتكرّماً | لما تخرم ودّكَ الأيام | |
إن تجفني فلطالما قربتني | هذا بذاك وما عليك ملام |
لا ترج رجعة مذنبٍ
خلطَ احتجاجاً باعتذار
وقائلةٍ لمّا رأتني مُسهداً | كأنَّ الحشا مني تلذعُهُ الجمرُ | |
أباطنُ داءٍ أم جوىً بكَ قاتلٌ | فقلتُ الذي بي ما يقومُ لهُ صبرُ | |
تفرُّقُ أُلّافٍ وموتُ أحبّةٍ | وفقدُ ذوي الأفضال،قالت:كذا الدهرُ |
العتابي:
جعلت رجاء العفو عذرا وشبته | بهيبة إما غافر أو معاقب | |
وكنت إذا ما خفتُ حادث نبوة | جعلتك حصناً من حذار النوائب | |
فأنزل بي هجرانك اليأس بعدما | حللت بواد منك رحب المشاربِ | |
أظل ومرعاي الجديب مكانه | وآوي إلى حافات أكدر ناضب |
كعب الغنوي
ولستُ بِمُبدٍ للرجال سريرتي | ولا أنا عن أسرارهم بسؤول |
مروان بن الحكم:
نُؤّملُ أن نبقى وكيفَ بقاؤُنا | فهلاّ الأُلى كانوا قضوا قبلنا بقوا | |
فَنوا وهمُ يرجونَ مثلَ رجائنا | ونحنُ سنفنى مرةً مثلما فنوا | |
لنا ولهم يومَ القيامةِ موعدٌ | سندعى لهُ يومَ الحسابِ إذا دُعوا |
مروان بن الحكم:
ويُحبسُ منا من مضى لاجتماعنا | بموطنِ حقٍّ ثم نُجزى كما جُزوا | |
فمنهم سعيدٌ سعدةً ليسَ بعدها | شقاءٌ،ومنهم بالذي قدّموا شَقوا | |
عَموا عن هدى قصدِ السبيلِ عمى الذي | رآه،وقرنٌ قد خلا قبلهم عَموا |
وهل نحن إلا مثل من كان قبلنا
نموتُ كما ماتوا ونحيا كما حيوا
وينقصُ منّا كلَّ يومٍ وليلةٍ
ولابدّ أن نلقى من الأمرِ ما لقوا
عدي بن الرقاع:
حُدِّثتُ أنَّ رويعي الإبل يشتمني | واللهُ يصرفُ أقواماً عن الرشد | |
فإنّكَ والشعر ذو تزجي قوافيهُ | كَمُبتغي الصيدِ في عِرِّيسةِ الأسدِ |
لا يبرحُ المرءُ يستقري مضاجعهُ
حتى يُقيم بأعلاهن مضطجعا
أُعين بنا ونُصرنا بهِ | ومن ينصرِ اللهُ لم يُغلبِ | |
فداؤكَ أمي وأبناؤها | وإن شئت زدت عليها أبي | |
وما قلتها رهبةً إنّما | يحلُّ العقابُ على المُذنبِ |
تخالُ فيه إذا خاتلتهُ بلهاً
في مالهِ وهو وافي العقل والورعِ
أبتْ لكم مواطِن طيّبات | وأحلام لكم تزنُ الجبالا |
صلى الإله على امرىءٍ ودّعتهُ
وأتمَّ نعمته عليه وزادا
والمرءُ يُورِثُ مجدهُ أبناءَهُ | ويموتُ آخرُ وهو في الأحياءِ |
حملتُ نفسي على أمرٍ وقلت لها
:إنَّ السؤولَ على الحالين مملولُ
وفِراقُ ذي حَسَبٍ وروعةِ فاجعٍ | داريتُهُ بِتَجملٍ وعزاءِ | |
ليرى الرجال الكاشحونَ صلابتي | وأكفُّ ذاكَ بِعفّةٍ وحياءِ |
وسنانُ أقصدَهُ النعاسُ فرنقّتْ
في عينهِ سنةٌ وليس بنائمِ
إذا شئت أن تلقى فتى البأسِ والندى | وذا الحسبِ الزاكي التليد المقدم | |
فكُن عمراً تأتي ولا تعدونه | إلى غيره،واستخبر الناسَ وافهم | |
فتى عُزلت عنهُ الفواحش كلّها | فلم تختلط منه بلحمٍ ولا دمِ |
وأحلام لكم تزن الجبالا
أبت لكم مواطن طيبات
وإذا نظرتُ إلى أميري زادني | ضناً بهِ نظري إلى الأمراءِ | |
تسمو العيونُ إليه حين يرونه | كالبدرِ فَرَّجَ بُهمةَ الظلماء |
عدي بن الرقاع:
بل ما رأيتُ جبال أرض تستوي | فيما غشيتُ ولا نجوم سماء | |
والقومُ أشباهٌ وبين حلومهم | بونٌ،كذاك تفاضلُ الأشياء | |
كالبرقِ منهُ وابلٌ متتابعٌ | جَودٌ..وآخرُ ما يجودُ بماء |
علوناهم في كلِّ فخرٍ وسؤددِ
وعزّ وكما تعلو القناة سنانها
ولقد أصبتُ من المعيشةِ لذةً فسترتُ عيبَ معيشتي بتكرم | ولقيتُ من شظفِ الخطوبِ شِدادها وأتيتُ في سعة النعيم سدادها |
والمرءُ ليس وإن طالت معيشتهُ
يرى الذي هو لاقٍ قبل أن يقعا
والأصلُ ينبت فرعهُ متأثلاً | والكفُّ ليس بنانها بسواء |
أخبر النفسَ إنّما الناسُ كالعي
دان من بين نابتٍ وهشيمِ
والدهرُ يفرقُ بين كلِّ جماعةٍ | ويلفُّ بين تباعدٍ وتناءِ |
عبد الله بن عبد الأعلى الشيباني
نهارُكَ يا مغرورُ سهوٌ وغفلةٌ | وليلُكَ نومٌ والردى لكَ لازمُ | |
وتتعبُ فيما سوف تكرهُ غِبّهُ | كذلكَ في الدنيا تعيشُ البهائمُ |
محلم بن بشامة:
ورُبَّ ابن عمّ سنَّ لي حدَّ سهمهِ | ونكبتُ عمداً عن مقاتله سهمي | |
رعيتُ الذي لم يرعَ بيني وبينَهُ | وعادَ على ما دُلَّ من حلمه حلمي |
إبراهيم بن هرمة
إنَّ سُليمى والله يكلؤُها | ضَنَّتْ بزادٍ ما كانَ يُرزؤها |
مطيع بن إياس:
كم رمتني صروفُ هذي الليالي | بِفراقِ الأحبابِ والخلّانِ |
أبو زبيد الطائي:
والدارُ إمّا نأت بي عنهم فلهم | ودّي ونصري إذا أعداؤهم سبعوا |
حجية بن المضرب
قَدِّرْ لِرجلكَ قبلَ الخطوِ موضعها | فمن علا زَلقاً عن غِرّة زلجا |
يزيد بن عبد المدان الحارثي:
وكنتم بني عم إذا ما ظلمتم | غفرنا وإن نظلمكم نتظلّم | |
فلما رأينا أن هذا لجاجة | وطالت علينا غمّة لم تصرم | |
كفأنا إليكم حدّنا وحديدنا | وكنا متى(ما) نطلب الوتر ننقم |
السري الموصلي:
فإنّكَ كلما استودعتَ سراً | أنمُّ من النسيمِ على الرياضِ |
منصور الفقيه:
سألتُ رسومَ القبرِ عمّنْ ثوى بهِ أتسألُ عمّنْ عاشَ بعد وفاتهِ | لأعلمَ ما لاقى فقالت جوانبه: بمعروفهِ إخوانُهُ وأقارِبُه |
بكر بن النطاح:
إذا ما طوى دوني امرؤٌ بطنَ كفّهِ | طويتُ يميني دونهُ وشِماليا | |
يبينُ لنا ذو الحلمِ من حُلمائنا | إذا ما تعاطينا الزُّجاجَ تعاطيا |
صبرت لأن الصبرَ منكَ سجيّةٌ
على غدراتِ الدهرِ ذي الغدرات
إذا هلكَ البكريُّ كان تُراثهُ | سِنانٌ وسيفٌ قاضبُ الشّفراتِ | |
إذا لم يُسلّطنا القضاءُ على العدا | مُنُوا وابتلُوا من خوفنا بِخُفاتِ | |
وإنَّ وعيدَ الحيِّ بكر بن وائل | إلى الموت يرمى الرُّوح بالسّكراتِ | |
ولو لم يكن موتٌ لكانَ مكانهُ | أبو دلف يأتي على النسماتِ |
ولما نأت عنا العشيرةُ كلّها
نزلنا فخالفنا السيوفَ على الدّهرِ
إنَّ العيونَ إذا رأتك حِدادُها | رجعت من الإجلالِ غيرَ حِدادِ | |
وإذا رميتَ الثغرَ منكَ بعزمةٍ | فتّحت منه مواضعَ الأسدادِ |
ومن يفتقر منّا يعش بِحسامهِ
ومن يفتقر من سائرِ الناس يسألِ
ملأتُ يدي من الدّنيا مراراً | فما طمعَ العواذلُ في اقتصادي | |
ولا وجبتْ عليِّ زكاةُ مالٍ | وهل تجبُ الزكاةُ على جوادِ |
فتى لا يُراعى جارهُ هفواتهِ
ولا حُكمهُ في النائباتِ غريبُ
حليمٌ إذا ما الجهلُ أذهل أهله
عن الحلم،مَغشيُّ الفناءِ نجيبُ
أبو دؤاد الإيادي:
لا يخاف النديمُ جهلي على الكأ | سِ،ولا يحذرُ الصديقُ عقوقي | |
أمنعُ النفسَ لذّةَ الماء ظمآنَ وأُبيحُ الصديقَ جاهي ومالي | إذا لم ينلَهُ قبلُ رفيقي إن دعاني بظهرِ غيبٍ صديقي | |
طامِحُ الطرّفِ،لا يُدِّنسُ عرضي | طمعٌ عند ناقصِ مرزوقِ |
لا أعُدُّ الإقتارَ عُدْماً ولكنْ
فقدُ من قد رُزئتهُ الإعدامُ
عبد الله بن كريز:
لا تُهنِّي بعدَ إكرامكَ لي | فشديدٌ عادةٌ منتزعَهْ |
عمرو بن براقة الهمذاني:
فما هداكَ إلى أرضٍ كعالمها | ولا أعانكَ في عَزمٍ كعزّامِ |
عبد الله بن همام السلولي:
وساعٍ مع السلطانِ ليسَ بناصحٍ | ومُحترَسٌ من مثلهِ وهو حارِسُ |
ابن السِكيت:
وكلُّ الحادثاتِ وإن تناهتْ | فَموصولٌ بها فرجٌ قريبُ |
أبو محمد التيمي:
إذا ما مضى القرنُ الذي أنتَ فيهمُ | وخُلّفتَ في قرنٍ فأنتَ غريبُ |
عبد الله بن المبارك
هُمومُكَ بالعيشِ مقرونة | فما تقطعُ العيشَ إلا بِهمْ | |
إذا تمَّ أمرٌ بدا نقصهُ | توقع زوالا إذا قيلَ تّمْ | |
إذا كنتَ في نعمةٍ فارعها | فإنَّ المعاصي تُزيلُ النِّعمْ | |
وداومْ عليها بشكرِ الإله | فإنَّ الإله سريعُ النّقمْ |
المقنع الكندي
لا تضجرن ولا تدخلك معجزة | فالنجحُ يهلك بين العجز والضجر |
ضمرة بن جابر الحنفي:
أريدوني إرادتكم فإني | على مُرِّ العداوةِ ما بقيتُ | |
نشأتُ بها لَدُنْ أني وليدٌ | ووارثُها بنيَّ إذا فنيتُ |
عبيد بن أيوب العنبري:
وفارقتُهمْ والدّهرُ موقفُ فُرقةٍ | عواقبهُ دارُ البِلى وأوائلهْ | |
وأصبحتُ ترميني العِدا عن جَماعةٍ | على ذاكَ رامٍ من بدتْ لي مقاتلُهْ | |
فمنهمْ عدوٌّ لي مُخَالٍ مكاشِحٌ | وآخرُ لي تحتَ العِضاهِ حبائلُهْ |
القتال الكلابي:
إذا هَمَّ همّاً لم يرَ الليلَ غُمّةً | عليه، ولم تَصعُب عليه المراكبُ | |
جليد كريم خيله وطباعه | على خير ما تبنى عليه الضرائبُ | |
إذا جاعَ لم يفرحْ بأكلةِ ساعة | ولم يبتئس من فقدها وهو ساغِبُ |
فما الشرُّ كلَّ الشرِّ لا خيرَ بعدهِ
على الناسِ إلا أن تذلَّ رقابها
لا يستطيع جميعُ الناس أن يجدوا | مثلي وإن كانَ شخصي غيرَ مشهورِ | |
أُبدي خلائِقَ للأعداءِ طيّبةً | منّي وأقسِرُ نفسي غير مقسورِ | |
وأتركُ الأمرَ في قلبي تلهبُّهُ | حيناً،وأضحكُ منهُ غيرَ مسرورِ | |
حتى أرى فُرصةً ممّن أكاسرهُ | والحزمُ أمرُكَ أمراً بعدَ تقديرِ |
نُعرِّضُ للطعانِ إذا التقينا
وُجوهاً لا تُعرَّضُ للِسِّبابِ
فلما رأيتُ أنّهُ غير مُنتهِ | أملتُ له كفّي بلدن مقومِ | |
فلما رأيتُ أنّني قد قتلته | ندمتُ عليهِ أي ساعة مندمِ |
ولقد لحنتُ لكم لكيما تفهموا
ووحيتُ وحياً ليسَ بالمُرتابِ
ويبيتُ يستحيى الأمورَ وبطنهُ | طيّان طيَّ البرد يحسب جائعا | |
من غيرِ ما عُدْمٍ ولكن شيمةٌ | إنَّ الكرامَ هم الكرامُ طبائعا |
يرى أنَّ بعدَ العُسرِ يُسراً ولا يرى
إذا كانَ يُسرٌ أنّهُ الدهرَ لازبُ
إني لعمر أبيهم لا أصالحهم | حتى يصالح راعي الثلة الذيبِ | |
أو تنجلي الخيل عن قتلى مصرعة | كأنها خشب بالقاع مقطوبِ |
القتال الكلابي:
نشدتُ زياداً أن والمقامةُ بيننا ولما دعاني لم أجبهُ لأنني | وذكرتُ أرحامَ سِعْرٍ وهيثمِ خشيتُ عليهِ وقعةً من مُصَمِّمِ | |
فلما أعادَ الصوتَ لم أكُ عاجزاً | ولا وَكلاً في كلِّ دهياءَ صيلمِ | |
فلما رأيتُ أنهُ غيرُ منتهِ | أملتُ له كفّي بلدن مُقوَّمِ | |
فلما رأيتُ أنني قد قتلتهُ | ندمتُ عليهِ ايَّ ساعةِ مندَمِ |
سحيم عبد بني الحسحاس:
إن كنتُ عبداً فنفسي حُرّةٌ كَرماً | أو أسودَ اللونِ إني أبيضُ الخُلُقِ |
زيادة بن زيد:
ويُخبرني عن غائب المرءِ فعله | كفى الفعل عمّا غيّب المرء مخبرا |
الشنفرى الأزدي:
ولولا اجتنابُ الذّامِ لم يُلْفَ مشربٌ | يُعاشُ بهِ إلا لديَّ ومأكلُ | |
ولكنَّ نفساً مُرّةً لا تُقيمُ بي | على الذلِّ إلا ريثما أتحوّلُ |
أُديمُ مِطالَ الجوعِ حتى أُميتَهُ
وأضرِبُ عنهُ الذكرَ صفحاً فأذهِلُ
وإنّي كفاني فقدَ من ليسَ جازياً | بِحُسنى ولا في قُربهِ مُتعلّلُ | |
ثلاثةُ أصحابٍ:فؤادٌ مُشَيَّعٌ | وأبيضُ إصليتٌ وصفراءُ عَيَطلُ |
أنا ابنُ خيار الحجر بيتاً ومنصباً
وأمي ابنة الأحرار لو تعرفينها
وإنّي لَحلوٌ إن أريد حلاوتي | ومُرّ إذا نفسُ العزوفِ أمَرَّتِ | |
أبيٌّ لما آبى قريبٌ مقادتي | إلى كل نفس تنتحي في مسّرتي |
يبيتُ بِمنجاةٍ من اللّومِ بيتُها
إذا ما بيوتٌ بالملامةِ حُلّتِ
سألتاني الطلاق أن رأتاني | قلَّ مالي،قد جئتماني بِنُكرِ | |
فلعلّي أن يكثُرَ المالُ عندي | ويُخلّى من المغارِمِ ظهري | |
ويكَ أن من يكن لهُ نَشَبٌ يُحَبَبْ | ومن يفتقرْ يَعِشْ عيشَ ضُرِّ |
أُديمُ مطال الجوعِ حتى أُميتهُ
وأضربُ عنهُ الذكر صفحاً فأذهلُ
وإنّي لَعفٌ عن زيارةِ جارتي | وإنّي لمشنوءٌ إليَّ اغتابُها | |
إذا غابَ عنها بَعلُها لم أكن لها | زءوراً ولم تنبح عليَّ كلابُها | |
ولا أنا بالداري أحاديثُ بيتِها | ولا عالمٌ من أيِّ حوْكٍ ثيابُها | |
وإنَّ قرابَ البطنِ يكفيكَ ملؤهُ | ويكفيكَ سوءاتِ الرجالِ اجتنابُها |
فإني لمولى الصبرُ،أجتابُ بزّه
على مثل قلب السمع والحزم أنعل
وفي الأرضِ منأىً للكريمِ عن الأذى | وفيها لمن خاف القِلى مُتعزَّلُ | |
لَعمرُكَ ما في الأرضِ ضيقٌ على امرىءٍ هُمُ الرَّهطُ لا مُستودَعُ السرِّ ذائعٌ | سرى راغباً أو راهباً وهو يعقِلُ لديهم ولا الجاني بما جَرَّ يُخذَلُ | |
وكُلٌّ أبيٌّ باسِلٌ غير أنّني وإن مُدَّتِ الأيدي إلى الزادِ لم أكُنْ | إذا عَرَضتْ أولى الطرائدِ أبسَلُ بأعجلهم إذ أجشعُ القومِ أعجلُ | |
وما ذاكَ إلا بسطةٌ عن تَفضُّل | عليهم وكانَ الأفضلَ المُتفَضّلُ |
أُديمُ مطال الجوعِ حتى أُميتهُ
وأضربُ عنهُ الذكر صفحاً فأذهلُ
تعزُّ المطيَّ جماعَ الطريقِ بأن قومكم خُيّروا خصلتين | إذا أدلجَ القومُ ليلاً طويلاً من كلتاهما جعلوها عُدولا | |
خِزيُ الحياةِ وحربُ الصديقِ | وكُلاً أراهُ طعاماً وبيلا | |
فإن لم يَكُنْ غيرُ إحداهما | فسيروا إلى الموتِ سيراً جميلا | |
ولا تقعدوا وبكم مُنَّةٌ | كفى بالحوادثِ للمرءِ غولا |
هم الأهلُ ،لا مستودعُ السرّ ذائعٌ
لديهم،ولا الجاني بما جرَّ يُخذل
وأُعدمُ أحياناً،وأغنى وإنما | ينالُ الغنى ذو البُعدةِ المتبذلُ | |
فلا جزعٌ من خلّةِ متكشف | ولا مرِحٌ تحتَ الغنى أتخيلُ | |
ولا تزدهي الأجهالُ حلمي ولا أُرى | سؤولاً بأعقابِ الأقاويل أنملُ |
هم الأهلُ ،لا مستودعُ السرّ ذائعٌ
لديهم،ولا الجاني بما جرَّ يُخذل
وأستَفُّ تُربَ الأرضِ كيلا يرى لهُ | عليَّ من الطَّولِ امرؤٌ مُتطوّلُ |
المرّة بن محكان السعدي:
في ليلةٍ من جمادى ذاتِ أنديةٍ | لا يُبصرُ الكلبُ من ظلماتها الطُنْبا | |
ما ينبحُ الكلبُ فيها غيرَ واحدةٍ | حتى يلفَّ على خيشومهِ الذنبا |
علي بن الغدير الغنوي:
أُدافِعُ عن مجدٍ تليد وراثةً | وقد ترفدُ المجدَ التليدَ الطرائفُ |
وعلة الجرمي
فما بالُ من أسعى لأجبر عظمهُ | حفاظاً وينوي من سفاهتهِ كسري |
المزرّد:
ما أنا الدهر بناس ذكرها | ما غدت ورقاء تدعو ساق حُر |
حصن بن حذيفة الفزاري:
والدهرُ آخره شبه لأوّله | قومٌ كقوم وأيام لأيام |
ابو علي المسبخي
هل الدهرُ إلا ساعة ثم تنقضي | بما كان فيها من بلاء ومن خفضِ |
زياد بن زيد:
وما الدهر والأيام إلا كما ترى | رزيّة مال أو فراق حبيب |
العتبي:
ما عالج الحزن والحرارة في ال | أحشاء من لم يمتْ له ولد | |
فجعت بابنيَّ ليس بينهما | إلا ليالٍ ليست لها عِدَدْ | |
وكلذُ حزنٍ يبلى على قِدم | الدهرِ وحزني يحدُّه الأبد |
العتبي:
ألا يزجرُ الدهرُ عنّا المنونا وأنحى عليَّ بلا رحمةٍ | يُبقيِّ البناتِ ويُفني البنينا فلم يُبقِ لي في جفوني جفونا | |
وكنتُ أبا سبعةٍ كالبدورِ | أُفَقيَّ بهم أعينَ الحاسدينا | |
فمرّوا على حادثات الزمانِ | كَمرِّ الدراهمِ بالناقدينا | |
فأفنتهم واحداً واحداً | إلى أن أبادتهم أجمعينا |
العتبي:
ومازال ذلك دأبَ الزمان وحتى بكى لي حُسّادهم | يفني الأوائل فالأولينا فقد أقرحوا بالدموع الجفونا | |
وحسبُكَ من حادثٍ بامرىءٍ | ترى حاسديه له راحمينا | |
فمن كان يُسليه مرُّ السنين | فَحزني يجدّدهُ لي السنونا | |
وممّا يسكنُ وجدي بهم | بأن المنونَ ستلقى المنونا |
العتبي:
دعوتُكَ يا بني فلم تُجبني | فردّتْ دعوتي بأسي عليّا | |
بموتك ماتت اللذّاتُ عنّي | وكانت حيّة إذ كنتُ حيّا | |
فيا أسفي عليك وطول شوقي | إليك لو أنّ ذلك ردَّ شيّا |
العتبي يرثي ولده:
وقاسمني دهري بنيَّ مشاطراً ألا ليت أمّي لم تلدني وليتني | فلما تقضى شطري عاد في شطري سبقتُك إذ كنا إلى غايةٍ نجري | |
وكنت به أكنى فأصبحتُ كلما | كنيتُ به فاضت دموعي على نحري | |
وقد كنتُ ذا ناب وظفر على العدا لقد شمت الأعداءُ بي وتغيرت | فأصبحتُ لا يخشونَ نابي ولا ظفري عيون أراها بعد موت أبي عمرو |
تجرأ عليَّ الدهر حين فقدته
ولو كان حياً لا جترأت على الدهرِ
فمن تكنْ الأسرارُ تطفو بصدرهِ | فأسرارُ نفسي بالأحاديثِ تغرَقُ | |
فلا تُودعنَّ الدهر سرّكَ جاهلاً | فإنّكَ إن أودعتهُ منهُ أحمقُ | |
وحَسبُكَ في ستر الأحاديثِ واعظاً | من القولِ ما قالَ الأديبُ المُوفقُ | |
إذا ضاقَ صدرُ المرءِ عن سرِّ نفسهِ | فصدرُ الذي يُستودعُ السرَّ أضيقُ |
فدعِ الزمانَ فليسَ يُعتبُ عاتباً
إنَّ الذي لامَ الزمانَ ملومً
فإنّي من قوم كرام أصولهم | لأقدامهم صنعت رؤوس المنابرِ | |
خلائف في الإسلام في الشرك قادة | بهم وإليهم فخر كل مفاخر |
إذا ما أتاهُ السائلون توقدّتْ
عليهِ مصابيحُ الطلاقةِ والبِشر
الصبرُ يحسنُ في المواطنِ كُلِّها | إلا عليكَ فإنّهُ مذمومُ | |
من كانَ أغفلَهُ الزمانُ فقد سطتْ | كفّ عليَّ من الزمانِ غشومُ | |
حتى بكى لي من رآني رحمةً | إنَّ المُصابَ بشيبهِ مرحومُ |
العتبي يرثي أولاده:
أسكانَ بطن الارض لو يقبل الفِدا | فديتم وأعطيناكم ساكني الظهرِ | |
فيا ليت من فيها عليها وليت من | عليها ثوى فيها مقيماً إلى الحشرِ | |
فماتوا كأن لم يعرف الموت غيرهم | فَثكلٌ على ثكلِ وقبرٌ على قبرِ |
هند بنت النعمان بن بشير
وما نبالي إذا أرواحنا سلمتْ | بما فقدناهُ من مالٍ ومن نَشَبِ | |
فالمالُ مُكتسبٌ والعزُّ مُرتجَعٌ | إذا النفوسُ وقاها الله من عَطبِ |
المقنع الكندي
أسدُّ بهِ ما قد أضاعوا وفرّطوا | حقوقَ أناسٍ ما استطاعوا لها سَدّا |
المتوكل الليثي:
ندمتُ على شتمِ العشيرة بعدما هم بطروا الحلم الذي من سجيتي | تغنّى عراقيّ بهم ويماني فبدلتُ قومي غلظة بليانِ | |
قلبتُ لهم ظهر المِجَنِّ وليتني | رجعتُ بفضلٍ من يدي ولساني |
أجري على سنةٍ من والدي سبقت
وفي أرومتهِ ما ينبتُ العودُ
الشعرُ لبُّ المرءِ يعرضهُ منها المُقصّرُ عن رميتهِ | والقولُ مثلُ مواقعِ النّبلِ ونوافذٌ يذهبنَ بالخصْلِ |
المتوكل الليثي:
وإذا أهنتَ أخاكَ أو أفردتهُ | عَمداً،فأنتَ الواهنُ المذمومُ | |
وإذا رأيتَ المرءَ يقفو نفسهُ | والمُحصناتِ فما لذاكَ حريمُ | |
ومُعيّري بالفقرِ قلتُ له اتئدْ | إنّي أمامكَ في الأنامِ قديمُ | |
قد يُكثرُ النِّكسُ المُقصِّرُ هَمّهُ | ويَقِلُّ مالُ المرءِ وهو كريمُ |
الشّعرُ لُبُّ المرءِ يعرضهُ
والقولُ مثلُ مواقعِ النّبلِ
أفي عِرضي إذا لم أخشَ ظلماً | طغام الناس إنَّ لهم طغاما | |
إذا ما البيتُ لم تشدد بشيء | قواعدُ فرعهِ انهدمَ انهداما |
وأقِمْ لمن صافيتَ وجهاً واحداً
وخليقةً إنَّ الكريمَ قؤومُ
حبوتُكَ بالثناءِ فلم تثبني | ولم أترك لممتدح مقالا | |
فلست بواصل أبداً خليلا | إذا لم تغن خلّته قبالا |
وكلُّ دنيا ونعيم لهما
منكشِفٌ عن أهلهِ زائل
حبوتُكَ بالثناءِ فلم تثبني | ولم أترك لممتدح مقالا | |
فلست بواصل أبداً خليلا | إذا لم تغن خلّته قبالا |
همُ بطروا الحلمَ الذي من سجيّتي
فبدلتُ قومي شدّةً بليانِ
خليليَّ غُضا اللومَ عني إنّني | على العهدِ لا مخنٍ ولا متوانِ | |
سيعلم قومي أنني كنت سُورةً | من المجدِ إن داعي المنون دعاني | |
ألا رُبَّ مسرورٍ بموتي إذا أتى | وآخر لو أُنعى له لبكاني |
لا تسألي القومَ عن مالي وكثرتهِ
قد يقترُ المرءُ يوماً وهو محمودُ
إنّا أُناسٌ تستنيرُ جدودنا | ويموتُ أقوام وهم أحياء | |
قد يعلم الأقوام غير تَنخُّلٍ | أنّا نجوم فوقهم وسماءُ |
تعبسُ لي أمية بعد أُنسٍ
فما أدري أسخطاً أم دلالا
أبيني لي فَرُبَّ أخٍ مصافِ
رُزئتُ وما أحبُّ به بدالا
ومعيري بالفقر قلتُ له اقتصدْ | إني أمامكَ في الزمانِ قديمُ | |
قد يكثرُ النكس المقصر همهُ | ويقلُ مالُ المرءِ وهو كريمُ |
لا تتبع سيل السفاهةِ والخنا
إنَّ السفيه مُعنفٌ مشتومُ
هل المنيّةُ إلا طالبٌ ظفرٌ | وحوضها منهلٌ لا بدَّ مورودُ | |
والناسُ شتى فمهديٌ نقيبته | وجائرٌ عن سبيلِ الحقِّ محدودُ | |
وذو نوالٍ إذا ما جئتَ تسالهُ | شيئاً ومُستكثرٌ بالخيرِ موجودُ | |
والخيرُ والشرُّ إما كنتِ سائلتي | شتى معاً وكذاكَ البخلُ والجودُ |
حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري:
والدّهرُ آخرهُ شِبهٌ بأوّلهِ | ناسٌ كناسٍ وأيامٌ كأيامِ |
عبد الرحمن بن حسان
متى ما يرَ الناسُ الغنيَّ وجارُهُ | فقيرٌ،يقولوا:عاجزٌ وجليدُ | |
وليسَ الغنى والفقرُ من حيلةِ الفتى | ولكن أحاظٍ قُسّمتْ وجدودُ | |
وكائن رأينا من غنيٍّ مُذمّمٍ | وصعلوكِ قومٍ ماتَ وهو حميدُ |
علي بن النضر:
بينَ التعزّزِ والتذللِ مسلكٌ | بادي المنارِ لعينِ كل موفقِ | |
فاسلكهُ في كلِّ المواطنِ واجتنب | كِبْرَ الأبيِّ وذلّة المتملقِ |
علي بن النضر:
يا نفسُ صبراً واحتساباً إنها | غمرتُ أيامٍ تمرُّ وتنجلي | |
لا تيأسي من رَوحِ ربّكِ واحذري | أن تستقري بالقنوطِ فتخذلي |
الربيع بن زياد العبسي:
فإن طِبتُمُ نفساً بمقتلِ مالكٍ | فنفسي لَعمري لا تَطيبُ بذلكا |
الأسعر الجعفي
مسحوا لِحاهم ثم قالوا سالموا | يا ليتني في القومِ إذ مسحوا اللّحي |
محمد بن وهيب:
وما كنتُ أرضى الجهلَ خِدناً وصاحباً | ولكنني أرضى بهِ حينَ أُحرَجُ | |
ألا رُبما ضاقَ الفضاءُ بأهلهِ | وأمكنَ من بينِ الأسنّةِ مخرَجُ | |
وإن قال بعضُ الناس فيه سماجةٌ | فقد صدقوا،والذلُ بالحرِّ أسمجُ |
وحاربني فيه رَيبُ الزمانِ
كأنَّ الزمانَ لهُ عاشقُ
سلامٌ على المنزلِ المُستحيلِ | وإن ضنَّ بالمنطقِ المنزلُ | |
وليسَ بعيداً بأن تجتدي | مذاهبَ آسادِها الأشبل |
عليمٌ بأعقابِ الأمورِ كأنّما
يخاطبه من كلِّ أمرٍ عواقبه
لما هوتْ أيدي الرجالِ به | في قعر ذات جوانبٍ غَبرِ | |
وعلمتُ أنّي لن ألاقيه | في الناسِ حتى ملتقى الحشرِ | |
كادت لفرقته وما ظلمت | نفسي تموتُ على شفا القبرِ |
أسيد بن عنقاء الفزاري:
إذا قيلت العوراءُ أغضى كأنّهُ | ذليلٌ بلا ذُلٍّ ولو شاءَ لانتصرْ |
عامر بن عمرو:
خذي العفوَ مني تستديمي مودّتي | ولا تنطقي في سَورتي حينَ أغضبُ | |
ولا تنقريني نقركِ الدُّفَّ دائماً | فإنّكَ لا تدرينَ كيفَ المُغيّبُ | |
فإني رأيتُ الحُبَّ في القلبِ والأذى | إذا اجتمعا لم يلبثِ الحبُّ يذهبُ |
معاذ العقيلي:
ومن يأمن الدنيا يكنْ مثل قابضٍ | على الماءِ خانتهُ فروج الأصابعِ |
المستورد الخارجي:
ويأخذُ عيبَ الناسِ من عيبِ نفسهِ | مُرادٌ لَعمري ما أرادَ قريبُ |
البَعيثُ بن حُريث:
وإنَّ مكاني في النّدِىِّ ومجلسي | لهُ الموضعُ الأقصى إذا لم أُقرَّبِ | |
ولستُ وإن قُرِّبتُ يوماً ببائعٍ | خَلاقي ولا ديني ابتغاءَ التَحبُّبِ | |
ويعتدُّهُ قومٌ كثيرٌ تجارةً | ويمنعني من ذاكَ ديني ومنصبي |
علي بن عيسى الوزير:
ما الناسُ إلا مع الدنيا وصاحبها | فكلّما انقلبت يوماً به انقلبوا | |
يُعظّمونَ أخا الدنيا فإن وثبتْ | يوماً عليه بما لا يشتهي وثبوا |
تميم بن مقبل:
منْ أُمِّ مثوىً كريمٍ هابَ ذمّتَها | إنَّ الكريمَ على عِلاتهِ ورِعُ |
الحُمام الأزدي:
كنا نداريها فقد مُزِّقت | واتسعَ الخرقُ على الراقعِ | |
كالثوبِ إذ أنهجَ فيه البِلى | أعيا على ذي الحيلةِ الصانعِ |
مالك بن النعمان وقيل غيره:
وإنّي لأستبقي إذا العُسرُ مَسّني | بشاشةُ وجهي حين تبلي المنافعُ | |
مخافةَ أن أقلى إذا جئتُ زائراً | وترجعني نحوَ الرجالِ المطامعُ |
مالك بن النعمان وقيل غيره:
فأسْمَعْ منّا،أو أشرِّفْ منعماً | وكلُّ مُصادي نعمةٍ متواضِعُ |
كعب بن بلال:
ولما رأيتُ الوُدَّ ليسَ بنافعي | لديهِ،ولا يرثي لحاجةِ مَوجعِ | |
زجرتُ الهوى،إنّي امرؤٌ لا يقودني | هوايَ ولا رأي إلى غيرِ مطمعِ |
بشامة بن الغدير:
وجدتُ أبي فيهمْ وجَدِّي قبلَهُ | يُطاعُ ويُؤتى أمره وهو مُحتَبِ | |
فلم أتعمّدْ للرياسةِ فيهمُ | ولكن أتتني طائعاً غير مُتعَبِ |
الأمين العباسي
ومن يرتشف صفوَ الزمانِ | يغصُّ يوماً بالكدرْ |
ابن عداء النخعي:
إنّي لمن قوم إذا نكبوا | لم يجزعوا لنوائب الدّهرِ | |
صبر على ما كان من حدث | والأكرمون أحقّ بالصبر |
الحارث بن حصين الكلبي:
آليتُ لا أُعطيك قسراً ظُلامةً | ولا طائعاً ما قدمتْ رِجلها قدمْ | |
ولا الدّهرَ حتى تمسحَ النجمَ قاعداً | وتنزعَ أصلَ المرخِ من جانبي أصم |
ثابت قطنة:
وما دُعيتُ إلى مجدٍ ومكرُمةٍ | إلا أجبتُ إليهِ من يُناديني | |
كم من عَدوٍّ رماني،لو قصدتُ لهُ | لم يأخذِ النِّصفَ منّي حينَ يرميني |
ثابت قطنة:
أصبحتُ لا المالُ في الدنيا يُطاوعني | لكنّهُ كيفَ ما قلبّتُ يعصيني | |
وكم طمعتُ،فما حصلتُ من طمعٍ | غيرَ العناءِ،وقولٍ ليسَ يُرضيني | |
وما اشتريتُ بمالي قطُّ مَحمدةٍ | إلا تيّقنتُ أني غيرُ مغبونِ |
لا خير في طمع يُدني لِمنقصة
وعفّة من قوام العيشِ تكفيني
قلْ لمن كانَ شامتاً بيزيد | ما جناهُ الزمان شيئاً بديا | |
وكذاك الزمان يعصف بالمر | ءِ ولو كان قبل ذاكَ رخيّا |
لا أكثرُ القول فيما يهضبون به
من الكلام قليلٌ منه يكفيني
المالُ نهبُ الدّهرِ ما أخرّتهُ | ويكونُ حظُّكَ منهُ ما يتقدّمُ | |
أمضي وظلُّ الموتِ تحتَ ذؤابتي | ويظنُّ صحبي أنني لا أسلمُ | |
فسلمتُ،والسيفُ الحسامُ،وصعدةٌ | سمراءُ يجري بين أكعبها الدمُ | |
وأنا ابنُ عمّك يوم ذلكَ دنيةٌ | وأنا البعيدُ اليومَ منكَ المجرمُ |
لا أكثرُ القول فيما يهضبون به
من الكلام قليلٌ منه يكفيني
إذا ذكرتُ أبا غسّانَ أرّقني | همٌ إذا عرضَ السارونَ يشجيني | |
كانَ المفضلُ عزاً في ذوي يمنٍ | وعِصمةً وثمالاً للمساكينِ | |
غيثاً لدى أزمةٍ غبراء شاتيةٍ | من السّنينِ ومأوى كلّ مسكينِ | |
إني تذكرتُ قتلى لو شهدتهمُ | في حومةِ الحربِ لم يصلوا بها دوني |
ثابت قطنة يرثي يزيد بن المهلب:
كلّ القبائل بايعوك على الذي | تدعو إليه وتابعوك وساروا | |
حتى إذا حمس الوغى وجعلتهم | نُصبَ الأسنّة أسلموك وطاروا | |
إن يقتلوك فإنَّ قتلك لم يكن | عاراً عليك،وبعضُ قتلٍ عارُ |
مالك بن قرّة:
وذي حَنقٍ عليَّ يودُّ أني | أتى دوني الصفائحُ والترابُ | |
تركتُ عتابَهُ وصفحتُ عنهُ | ويبقى الودُّ ما بقيَ العتابُ |
الأخنس بن شهاب التغلبي:
فلله قومٌ مثلُ قومي سُوقةً | إذا اجتمعتْ عندَ الملوكِ العصائبُ | |
أرى كلَّ قومٍ قاربوا قيدَ فحلهمْ | ونحنُ خلفنا قيدَهُ فهو ساربُ |
شريك بن الأعور الحارثي:
وإن تكُ للشقاءِ لنا أميراً | فإنا لا نُقيمُ على الهوانِ | |
متى ما تدعُ قومكَ أدعُ قومي | وتختلفُ الأسنّةُ بالطعّانِ |
مُضرِّس بن دُوي النهدي(
وثيل بن دوسي):
إذا الحربُ شالت لاقحاً وتحدَّمت حياءً وحفظاً واصطباراً وإنّهم | رأيتَ وجوهَ الأزدِ فيها تهلّلُ لها خُلقوا والصبرُ للموتِ أجملُ | |
وهم يضمنونَ الجارَ من كلِّ حادثٍ | ويمشونَ مشيَ الأُسدِ حين تَبَسَّلُ | |
يُرى جارُهم فيهم منيعاً مُكرّماً | على كلِّ ما حالٍ يُحَبُّ ويوصَلُ | |
إذا سيمَ جارُ القومِ خسفاً فجارهم | عزيزٌ حِماهُ في عَمايةَ يعقِلُ |
أوس بن حجر
هَبّتْ تلومُ وتلحاني على خُلُقٍ | عُوِّدتهُ عادةٌ،والخيرُ تعويدُ | |
قالت:رأيتُكَ متلافاً لما ملكتْ | منكَ اليمينُ فهلا فيكَ تصريدُ | |
قلت:اتركيني أبعْ مالي بِمَكرُمةٍ | يبقى ثنائي بها ما أورقَ العودُ | |
إنا إذا ما أتينا فعلَ مَكرُمةٍ | قالت لنا أنفسٌ محمودةٌ:عودوا |
ربيعة بن غزالة السكوني:
لا يؤمل الدهر من صرف الردى أحداً | والموت إن آل منه هارب لحقا | |
وكلُّ باكٍ سيبكي ليس منفلتاً | من المنيّة إمعاناً ولا شفقا | |
كذلك الدهر لا يرعى على أحد | والمرء رهن لريب الدهر مذ خلقا |
أبو الأسود الدؤلي
يُديرونني عن سالمٍ وأُديرهمْ | وجِلدةُ بينَ العينِ والأنفِ سالِمُ |
عبد المالك الحارثي
فأثنوا علينا لا أبا لأبيكمْ | بإحساننا إنَّ الثناءَ هو الخُلْدُ |
طهمان بن سَلمة:
شفى الله مرضىً بالعراقِ فإنّني | على كُلِّ شاكٍ بالعراقِ شقيقُ |
مُغَلَّس بن لقيط:
فإنّكَ لا تُعطي امرءاً غيرَ حَظِّهِ | ولا تمنعُ الشَّقَّ الذي الغيثُ ماطرِهُ |
الخريمي
ثقي بجميل الصبرِ مني على الدهرِ | ولا تثقي بالصبرِ مني على الغدرِ | |
ولستُ بنظّارٍ إلى جانب الغنى | إذا كانت العلياءُ في جانبِ الفقرِ |
مالك ابن أبي كعب:
ولا خيرَ في مولى يظلُّ كأنّهُ | إذا ضِيمَ مولاهُ أشاف على غنم | |
حريص على ظلم البرىء مخالف | عن القصدِ مأفون ضعيف عن الظلم | |
أبى الحزم أن يرمي العدا من ورائهِ | وإن كان لا ينكى عدوّاً ولا يرمي | |
فذاكَ كَغثِّ اللحمِ ليسَ بنافعٍ | ولا بدَّ يوماً أن يعدَّ من اللحمِ |
الشماخ الذبياني يرثي عمر الفاروق:
جزى الله خيراً من أميرٍ وباركتْ | يدُ الله في ذاكَ الأديمِ المُمزقِ | |
فمنْ يسعْ أو يركب جناحي نعامةٍ | ليُدركَ ما قدّمتَ بالأمسِ يُسبَقِ | |
قضيتَ أموراً ثم غادرتَ بعدها | بوائجَ في أكمامها لم تفتقِ |
وأمر ترجيّ النفس ليس بنافعٍ
وآخر تخشى ضيره لا يضيرها
أُجاملُ أقواماً حياءً وقد أرى | صدورهمُ تغلي عليَّ مراضها |
الراعي النميري
إنَّ الذين أمرتهم أن يعدلوا | نبذوا كتابكَ واستحلّوا المُحرّما |
التهامي
وإذا رجوت المستحيلَ فإنّما والعيشُ نومٌ والمنيّةُ يقظةٌ | تبني الرجاءَ على شفيرٍ هارِ والمرءُ بينهما خيالٌ ساري |
المخبل السعدي:
يسوقون أموالاً وما سعدوا بها | وهم عند مثناة القيام قعود | |
ولا سوّد المال اللئيم ولا دنا | لذاك ولكن الكريم يسودُ | |
وكائن رأينا من غني مذمم | وصعلوك قوم مات وهو حميدُ |
المُخبّل السعدي:
وليسَ الغنى والفقر من حيلة الفتى | ولكن أحاظٍ قسمت وجدودُ | |
وما يكسب المال الفتى بجلاده | لديه ولكن خائبٌ وسعيدُ | |
إذا المرءُ أعيتهُ المروءة ناشئاً | فمطلبها كهلاً عليه شديدُ |
وقد تزدري العين الفتى وهو عاقلٌ
ويجملُ بعضُ القومِ وهو جهول
ولا يعدم الغاوي على الغيِّ لائماً
وإن هو لم يشفق عليه يلوم
يُبكى علينا ولا نبكي على أحدٍ
لَنحنُ اغلظُ أكباداً من الإبلِ
فلا يعجبنك المرء إن كان ذا غنى | ستتركهُ الأيام وهو حريب | |
وكائن ترى في الناس من ذي بشاشة | ومن شأنه الإقتار وهو نجيب |
وتقولُ عاذلتي وليس لها | بِغدٍ ولا ما بعدهُ علمُ | |
إنَّ الثراءَ هوَ الخلودُ وإنَّ المرءَ | يُكربُ يومهُ العُدمُ | |
إني وجدتُ الأمرَ أرشدَهُ | تقوى الإلهُ وشرّهُ الإثمُ |
إذا أنتَ عاديتَ الرجالَ فلاقِهمْ | وعِرضُكَ عن غِبِّ الأمور سليمُ | |
وقد يسبِقُ الجهلُ النُهى ثم أنها | تريعُ لأصحابِ العقولِ حلومُ | |
وقد تزدري النفسُ الفتى وهو عاقلٌ | ويؤفَنُ بعد القومِ وهو جَريمُ |
الحكم بن عبدل بن جبلة الأسدي:
إني رأيتُ الفتى الكريمَ إذا والعبدُ لا يطلبُ العلاءَ ولا | رَغَّبتهُ في صنيعةٍ رَغِبا يُعطيكَ شيئاً إلا إذا رَهبا | |
مثلُ الحمارِ المُوَقَّعِ السَوءِ لا | يُحسنُ مشياً إلا إذا ضُربا | |
ولم أجدْ عُروة الخلائق إلا | الدِّين لما اعتبرتُ والحَسبا |
الحكم بن عبدل الأموي:
أطلبُ ما يطلبُ الكريمُ من الر | زقِ بنفسي وأجمِلُ الطلبا | |
وأحلبُ الدِّرةَ الصفيَّ ولا | أحمدُ أخلاقَ غيرها حلبا | |
إني رأيتُ الفتى الكريمَ إذا | رغَّبتهُ في صنيعة رغبا |
قد يُرزقُ الخافضُ المقيمُ وما
شدَّ لِعَنْس رحلاً ولا قتبا
ويُحرَمُ الرزقَ ذو المطيّةِ
والرَحلِ ومن لا يزالُ مُغتربا
عبد اللطيف الصيرفي
دعوتُ الله أن تسمو وتعلو | عُلوّ النجم في أفقِ السماء | |
فلما أن سموت بعدت عني | فكانَ إذاً على نفسي دعائي |
أيمن بن خُريم يمدح بني هاشم:
نهارُكم مكابدةٌ وصومٌ | وليلكم صلاةٌ واقتراءُ | |
وَليتُم بالقرآن وبالتزكي | فأسرع فيكم ذاك البلاءُ | |
بكى نجدٌ غداةَ غدٍ عليكم | ومكة والمدينة والجواءُ | |
وحُقَّ لِكلِّ أرضٍ فارقوها | عليكم لا أبا لكم البكاء | |
أأجعلكم وأقواماً سواءً | وبينكم وبينهم الهواءُ | |
وهم أرضٌ لأرجلكم وأنتم | لأرؤسهم وأعينهم سماءُ |
الوأواء الدمشقي:
من قاس جدواك بالسحاب فما | أنصف في الحكم بين شيئين | |
أنت إذا جدت ضاحك أبداً | وهو إذا جاد دامع العين |
وإني لمشتاق إلى من أحبه
فلا معه شوقي ولا صبره معي
وما أبقى الهوى والشوق مني | سوى نفس تردد في خيالِ | |
خفيت عن المنية أن تراني | كأن الروح مني في محال |
يقمن لنا برق الثغور أدلة
إذا ما ضللنا في ظلام الذوائب
رعى الله من لم يرع لي ما رعيته | وإن كان في كفّ المنية مودعي | |
فيا أسفي زدني جوى كل ليلة | ويا كبدي الحرى عليه تقطعي |
الوأواء الدمشقي:
قالت:وقد فتكت فينا لواحظها | كم ذا؟أما لقتيل اللحظ من قودِ؟ | |
وأمطرت لؤلؤاً من نرجس وسقت | ورداً وعضّت على العناب بالبرد | |
أنسية لو بدت للشمس ما طلعت | من بعد رؤيتها يوماً على أحدِ | |
كأنما بين غابات الجفون لها | أسد الحمام مقيمات على رَصدِ |
الوأواء الدمشقي:
هو الفراق فعش إن شئت أو فمتِ | ليسَ الحياة إذا بانوا بمعجبتي | |
ويح المنية إذ سارت ركائبهم | لو أنها أخذت روحي لأحسنتِ | |
قد كنت آملهم والبين يوعدني | فأنجز البين والآمال أخلفتِ |
الله يعلم ما تركت وداعه
ولقد جزعت لفقده وفراقهِ
إلا مخافة أن يذيب فؤاده
ما في فؤادي منه عند عناقهِ
بالله ربكما عوجا على سكني | وعاتباه لعل العتب يعطفهُ | |
وعرضا بي وقولا في كلامكما | ما بال عبدك بالهجران تتلفهُ | |
فإن تبسّم قولا في ملاطفة | ما ضرّ لو بوصال منك تسعفهُ | |
وإن بدا لكما في وجهه غضب | فغالطاه وقولا ليس نعرفهُ |
أيا مُلزمي ذنب الدموع وقد جرت
فأبدت من الأسرار كل مصونِ
أعنّي على تأديب دمعي فإنه
يتوب إذا كنت أنت مُعيني
الوأواء الدمشقي:
جعلت تشتكي الفراق | وفي أجفانها عقد لؤلؤ منثورِ | |
فكأن الكحل السحيق مع الدمع | على خدها بقايا سطورِ |
محرز بن المكعبر الضبي
ألم نُطلقكمُ فكفرتمونا | وليسَ الكفرُ من شِيمِ الكرامِ | |
فخافوا عودةً للدهرِ فيكمْ | فإنَّ الدهرَ يغدرُ بالأنامِ |
مالك بن خريم:
أنبيتُ والأيامُ ذاتُ تجاربٍ | وتُبدي لكَ الأيامُ ما لستَ تعلمُ | |
بأنَّ ثراءَ المالِ ينفعُ ربّهُ | ويثني عليهِ الحمدُ وهوَ مُذممُ | |
وأنَّ قليلَ المالِ للمرءِ مُفسدٌ | يَحزُّ كما حزَّ القطيع المُحرَّمُ | |
يرى درجاتِ المجدِ لا يستطيعها | ويقعدُ وسطَ القومِ لا يتكلمُ |
سلمة بن عياش:
وأوقفُ عندَ الأمرِ ما لم يَضِحْ لهُ | وأمضى إذا ما شكَّ من كان ماضيا |
قد قيل ما قيلَ إن حقاً وإن كذِبا | فما اعتذارُكَ من قول إذا قيلا؟ |
الزبير بن بكار أو الحضرمي القيرواني:
أحبُّ معالي الأخلاقِ جهدي | وأكرهُ أن أعيبَ وأن أُعابا | |
وأصفحُ عن سبابِ الناسِ حلماً | وشرُّ الناسِ من حبَّ السبابا | |
وأترك قائل العوراءِ عمداً | لأهلكه وما أعيا الجوابا | |
ومن هابَ الرجالَ تهيّبوهُ | ومن حقر الرجالَ فلن يُهابا |
مالك بن زغبة الباهلي:
وما كانَ طِبّي حُبُّها غيرَ أنّهُ | يُقامُ بسلمى للقوافي صدورُها |
الحلاج
العينُ تُبصرُ من تهوى وتفقدهُ | وناظرُ القلبِ لا يخلو من النظرِ |
نضلة السُّلمي:
رأوهُ فازدروه وهو حرٌّ | وينفعُ أهلَهُ الرجلُ القبيحُ | |
ولم يخشوا مصالتهُ عليهم | وتحتَ الرِغوةِ اللبنُ الصريحُ |
نصر بن شميل:
وإذا بُليت بجاهلٍ متحكمٍ | يجد المحالَ من الأمورِ صوابا | |
أوليتهُ مني السكوتَ ورُبّما | كانَ السكوتُ على الجوابِ جوابا |
عبد الله بن المخارق:
كم من مؤمل شىءٍ ليسَ يدركه | والمرءُ يزري بهِ في دهرهِ الأملُ | |
يرجو الثراء ويرجو الخلدَ مجتهدا | ودونَ ما يرتجي الأقدار والأجلُ |
عبد الله بن المخارق:
سأمنعُ نفسي رِفد كلِّ بخيل | وأحبسُ نطقي عن جوابِ جهولِ | |
فإنَّ الجهولَ لا يرد كلامه | وليس سبيل الجاهلي سبيلي |
عبد الله بن المخارق:
ومن ينصف الأقوام لا يأتِ قاصياً | وكلّ امرىء لا ينصف الناس جابر | |
ويعذر ذو الذنب المُقرّ بذنبه | وليسَ لمن يغضي على الذنب عاذر |
عبد الله بن المخارق:
الدهرُ حالان همٌّ بعدهُ فرجُ | وفرجةٌ بعدها همّ بتعذيبِ | |
من يلق بلوى ينله بعدها فرجٌ | والناسُ ما بين ذي روح ومكروب |
ولا تثقن بالنمام فيما
حباكَ من النصيحة في الخلاء
وأيقن أن ما أفضى إليه
من الأسرارِ منكشف الغطاء
أبو العيال:
ومن يكُ مثلي ذا عيال ومقتراً | من المالِ يطرحُ نفسهُ كلَّ مطرحِ | |
ليبلغَ عذراً أو يصيبَ رغيبةً | ومُبلغ نفس عذرها مثلُ مُنجحِ |
توبة بن الحمير
وقال أناسٌ لا يضيركَ نأيها | بلى كلُّ ما شفَّ النفوسَ يَضيرُها | |
أليسَ يضيرُ العينَ أن تألفَ البكا | ويُنعَ منها نومها وسرورها |
ابن حجاج
وليسَ الليثُ من جوعٍ بِغادٍ | على جِيفٍ تُطيفُ بها الكلابُ |
الأقيشر:
يا أيها السائل عما مضى إن كنت تبغي العلمَ أو أعلَهُ | إن كنت | من علمِ هذا الزمنِ الذاهبِ أو شاهداً يُخبرُ عن غائبِ |
فاختبر الأرضَ بأسمائها | واعتبر الصاحبَ بالصاحبِ |
الأقيشر الأسدي:
إن كنت تبغي العلمَ أو أهلهُ | أو شاهداً يُخبرُ عن غائبِ | |
فاعتبرِ الأرضَ بأربابها | واعتبر الصاحبَ بالصاحبِ |
سأل الشرطيُّ أن نسقيهُ
فسقيناهُ بأنبوب القصبْ
إنما نشربُ من أموالنا
فسلوا الشرطيَّ ما هذا الغضب
سريعٌ إلى ابنِ العمِّ يلطمُ وجههُ | وليسَ إلى داعي النّدى بسريعِ | |
حريصٌ على الدنيا مُضيِّعٌ لدينهِ | وليسَ لما في بيتهِ بِمُضيعِ |
تَعفَّفتُ عنها في العُصورِ التي خَلَتْ
فكيفَ التصابي بعدما كلأَ العُمرُ
ادريس جماع
إنّ حظّي كَدقيق فوق شوك نثروهُ | ثم قالوا لِحفاةٍ في يوم ريحٍ اجمعوه |
أبو هِفان:
ولا عيبَ فينا غير أن سماحنا | أضرَّ بنا،والبأس من كلِّ جانبِ | |
وأفنى الردى أعمارنا غير ظالم | وأفنى الندى أموالنا غير عائبِ |
عمرو بن قنعاس المرادي:
متى يأتني أجلي يجدني | شبعتُ من اللذاذة واشتفيت |
علي بن مقرّب:
وما كلُّ من يُبدي المودّةَ ناصحٌ | كما ليسَ كلُّ البرقِ يصدقُ نائله |
الممزق العبدي:
وكلمةِ حاسدٍ من غيرِ جُرْمٍ | سمعتُ فقلتُ مُرِّي فانفدِيني | |
وعابوها عليَّ ولم تَعبني | ولم يعرق لها يوماً جبيني | |
وما من شيمتي شتمُ ابن عمي | ولا أنا مُخلفٌ من يرتجيني | |
وذو الوجهين يلقاني طليقاً | وليسَ إذا تغيّبَ يأتليني | |
بصرتُ بعيبهِ فكففتُ عنهُ | محافظة على حسبي وديني |
ولو أني تخالفني شمالي
بنصرٍ لم تصاحبها يميني
وكلامٌ سيء قد وُقِرتْ | أذني عنه وما بي من صَمَمْ | |
فتعزيت خشاة أن يرى | جاهلٌ أني كما كان زعمْ |
وأيقنتُ إن شاءَ الإلهُ بأنّهُ
سيبلغني أجلادها وقصيدها
وما أدري إذا يممتُ أرضاً | أريدُ الخيرَ أيهما يليني | |
أألخيرَ الذي أنا أبتغيه | أم الشرَّ الذي هو يبتغيني |
أنا بيتي من مَعدٍّ في الذرى
ولي الهامةُ والفرعُ الأشم
وقد أدركتها المُدركاتُ فأصبحتْ | إلى خيرِ من تحتِ السّماءِ وفُودُها | |
إلى ملكٍ بذّ الملوكَ بِسعيهِ | أفاعيلهُ حزمُ الملوكِ وجودها |
ولَبعضُ الصَّفحِ والإعراضِ عن
ذي الخَنا أبقى،وإن كان ظَلَمْ
لا يُبالي،طيّبَ النفسِ به
تلفَ المالِ إذا العِرضُ سَلِمْ
أَكرِم الجارَ وراعِ حقّهُ | إنّ عرفان الفتى الحقَّ كرم | |
إنَّ شرَّ الناس من يمدحني | حينَ يلقاني وإن غبتُ شَتمْ |
فلو علِمَ اللهُ الجبالَ ظلمنهُ
أتاهُ بأمراسِ الجبالِ يقودُها
لا تقولنَّ إذا ما لم تُرِدْ | أن تُتِمَّ الوعد في شيء:نعم | |
حسن قولُ نعم من بعد لا | وقبيحٌ قول لا من بعد نعم | |
إن(لا) بعد نعم فاحشةٌ | فب (لا) فابدأ إذا خفت الندم | |
وإذا قلت نعم فاصبر لها | بنجاز الوعد إنّ الخُلفَ ذم |
ألا منْ لعينٍ قد نآها حميمها
وأرّقني بعد المنام همومُها
فباتتْ لها نفسانِ شتّى هُمومها
فنفسٌ تُعزِّها ونفسٌ تلومُها
لا تراني راتعاً،في مجلس | في لحومِ النّاسِ كالسَبع الضَرِمْ | |
إنّ شرَّ النّاسِ من يكثُرُ لي | حينَ يلقاني،وإن غِبتُ شَتَمْ | |
وكلامٍ سيءٍ قد وقَرَتْ | أُذني عنهُ،وما بي صَمَمْ |
يُصيخُ للنبأةِ أسماعَهُ
إصاخةَ الناشدِ للِمنشدِ
ولنْ تستطيعَ الدهرَ تغييرَ طبعهِ | لئيمٌ،ولا يستطيعهُ متكرِّمُ | |
كما أنَّ ماء المُزنِ،ماذيق سائغٌ | زلالٌ،وماءُ البحرِ يلفظهُ الفمُ |
هل للفتى من بناتِ الدّهرِ من واقٍ
أم هل لهُ من حِمام الموتِ من راقِ
وأعلم أن الذمَّ نقصٌ للفتى | ومن لا يتقِّ الذمَّ يُذمْ | |
أكرم الجارَ وأرعى حقّهُ | إن عرفان الفتى الحقَّ كرمْ | |
لا تراني راتعاً في مجلسٍ | إنّ شرَّ الناس من لي يبسم |
إذا ما تدبرت الأمور تبينتْ
عياناً صحيحاتِ الأمور وعورها
علوتُمْ ملوكَ الناسِ في المجدِ والتُقى | وغَرْبِ ندىً من عُروةِ العزِّ يستقي | |
وأنتَ عمودُ الدِّينِ مهما تَقُلْ يُقَلْ | ومهما تَضعْ من باطلٍ لا يُلحَقِ | |
وإن يجبنوا تَشجعْ،وإن يَبخلوا تَجُدْ | وإن يخرِقوا بالأمرِ تفصل وتفرُقِ |
إن الأمور إذا استقبلتها اشتبهت
وفي تدبرها البيان والعبر
فذاكَ عصرٌ قد خلا والفتى | تُلوي لياليه به والنهارْ | |
لا ينفعُ الهاربَ إيغالهُ | ولا يُنجي ذا الحذارِ الحِذارْ |
لا تراني راتعاً من مجلس
في لحوم الناس كالسّبعِ الضّرم
تراهُ بتفريجِ الأمورِ ولفِّها | لما نالَ من معروفها غيرَ زاهدِ | |
وليس أخونا عند شرٍّ يخافهُ | ولا عند خيرٍ إن رجاهُ بواحدِ | |
إذا قيل: من للمعضلاتِ؟أجابهُ | عظامُ اللُهى منا طوالُ السواعدِ |
إذا ما قمتُ أرحلُها بليلٍ
تأوّهُ آهة الرُّجلِ الحزينِ
وللموتُ خيرٌ للفتى من حياتهِ | إذا لم يثِبْ للأمرِ إلا بقائدِ | |
فعالج جسيماتِ الأمور،ولا تكنْ | هبيَ الفؤادِ همّهُ للوسائد |
ابن العميد
قامت تُظلّلني من الشّمسِ | نفسٌ أعزُّ عليَّ من نفسي |
ابن مفرج النابلسي
هذا الذي كانت الآمال تنتظرُ | فليوفِ الله أقواماً بما نذروا |
سعيد بن قيس الفزاري:
كَمرضعةٍ أولاد أخرى وضيّعت | بنيها على جهلٍ بإحدى المهالك |
زياد الأعجم:
رجفت لِمصرعهِ البلاد فأصبحت | منّا القلوب لذاك غير صحائح | |
وإذا نياح على المرىء فتعلمن | أن المغيرة فوق نوح النائح | |
مات المغيرة بعد طول تعرض | للقتل بين أسنّة وصفائح | |
كنت الغياث لأرضنا فتركتنا | فاليوم نصبر للزمن الكالح | |
وتكاملت فيك المروءة كلّها | وأعنت ذلك بالفعال الصالح |
قالوا
:
الأسافرُ تهجونا،فقلتُ لهم
:ما كنتُ أحسبهم كانوا،ولا خُلقوا
وتكاملت فيك المروءة كُلُّها | وأعنت ذلكَ بالفعالِ الصالحِ |
فإنّا وما تُهدي لنا إن هجوتنا
لكالبحرِ مهما يُلقَ في البحرِ يغرقِ
ونُبئتهم يستنصرونَ بكاهل | وللؤمِ فيهم كاهلٌ وسنامُ |
إذا يشكريّ مسَّ ثوبكَ ثوبهُ
فلا تذكرنَّ الله حتى تطهرا
نبئتُ أشقرَ تهجونا فقلت لهم: لا يكثرون وإن طالت حياتهم | ما كنتُ أحسبهم كانوا ولا خُلقوا ولو يبولُ عليهم ثعلبٌ غرقوا | |
قومٌ من الحسبِ الأدنى بمنزلةٍ إن الأشاقرَ قد أضحوا بمنزلةٍ | كالفقعِ بالقاعِ لا أصلٌ له ولا ورقُ لو يرهنون بنعلي عبدنا علقوا |
إنَّ السّماحةَ والمروءة ضمنا
قبراً بمرو على الطريق الواضح
وأرى المكارم يوم زيل بنعشه
زالت بفضل فضائل ومدائح
وكفى لنا حزناً ببيت حلّه
أخرى المون فليس عنه ببارح
فقُمْ صاغراً يا شيخَ جَرْم فإنّما فمن أنتم؟إنا نسينا من أنتمُ | يُقالُ لشيخ الصدق:قُمْ غيرَ صاغرِ وريحكم من أيِّ ريح الأعاصير؟ | |
قضى الله خلق الناسِ ثم خُلقتمُ فلم تسمعوا إلا بمن كان قبلكم | بقيّة خلقِ الله آخرَ آخرِ ولم تدركوا إلا مدق الحوافر |
ابن المظفر الحاتمي
إن يقتلوكَ فقد قتلت خيارهم | والليثُ أكرَمُ ما يموتُ قتيلا |
بكر بن النطاح
له هِممٌ لا منتهى لكبارها | وهِمّتهُ الصغرى أجَلُّ من الدّهرِ | |
لهُ راحةٌ لو أنَّ معشارَ جُودها | على البَرِّ كان البرُّ أندى من البحرِ |
منصور النمري
ردَّتْ صنائِعهُ إليه حياته | فكأنّهُ من نشرها منشورُ |
ابراهيم الصولي
أناةٌ فإن لم تُعِنْ عقَّبَ بعدها | وعيداً فإن لم تجدِ أجدتْ عزائمه |
عبد الله بن الزبير الأسدي:
ما إن نزلت من المكروه منزلة | إلا وثقت بأن ألقى لها فرجاً | |
لا أحسبّ الشرّ جاراً لا يفارقني | ولا أحز على ما فاتني الودجا |
عبد الله بن الزبير الأسدي:
إذا ذكروا فضلَ امرىءٍ كان قبلَهُ | ففضلُ عُبيدِ الله أثرى وأطيبُ | |
وإنكَ لو يُشفى بكَ القَرْحُ لم يَعُدْ | وأنتَ على الأعداءِ نابٌ ومخلبُ | |
وأنتَ إلى الخيراتِ أوَّلُ سابقٍ | فأبشِرْ فقد أدركتَ ما كنتَ تطلبُ |
بلعاء بن قيس وقيل عفرس بن جبهة الكلابي:
وأبغي صوابَ الظَنِّ أعلمُ أنّهُ | إذا طاشَ ظنُّ المرءِ طاشت مقادِرُهْ |
الربيع بن ضبع:
فنبتُ ولا يفنى صنعي ومنطقي | وكلُّ امرىء إلا أحاديثه فان |
عدي بن زيد وقيل أبو داود الإيادي:
أكُلُّ امرىءٍ تحسبينَ امرءاً | ونارٍ توقَّدُ بالليلِ نارا |
عدي بن زيد العبادي:
عالِمٌ بالذي يُريدُ نقي الصّدرِ | وعفٌّ على جُثاهُ نحورُ | |
عسى سائِلٌ ذو حاجةٍ،إن منعته | من اليومِ سُؤلاً أن يُيَسّرَ في غدِ |
ألم ترَ أنَّ ريبَ الدّهرِ يعلو
أخا النّجداتِ والحصنَ الحصينا
فهذي سيوف يا عدي بن مالك | تُسّلُّ ولكن أينَ بالسيفِ ضارِبُ |
فلو كنت الأسير ولا تكنه
إذن علمت معد ما أقول
إذا أنتَ لم تنفعْ صديقكَ جاهداً | ولم تَنْكَ بالبؤسى عدُّوك فابعدِ |
ثم أضحوا لعِبَ الدَّهرُ بهم
وكذاكَ الدّهرُ يُودي بالرجالِ
لم أرَ مثلَ الأقوام في غَبنِ الأي | ام ينسونَ ما عواقبُها | |
يرونَ إخوانَهُم ومصرعَهم | وكيف تعتاقهم مخالبها | |
فما تُرَجىِّ النفوسُ من طلبِ الخي | رِ وحُبُّ الحياةِ كاذبُها |
أيها القلبُ تعلّلْ بِدَدنْ
إنَّ هَمّي في سماعٍ وأذَنْ
رُبَّ شَرْبٍ قد أناخوا حولنا | يمزجونَ الخمرَ بالماءِ الزلالِ | |
ثم أضحوا عصفَ الدهرُ بهم | وكذاكَ الدّهرُ حالاً بعد حالِ |
فمتى واغِلٌ يَنُبْهُمْ يُحيّو
هُ وتُعطفُ عليه كأس الساقي
لا أرى الموتَ يسبقُ الموتَ شىءٌ | نغصّ الموتُ ذا الغنى والفقيرا |
أرَواحٌ مُودِّعٌ أم بُكورُ
فانظر لأيِّ حالٍ تصيرُ
وعاذلةٍ هَبّت بليلٍ تلومُني
فلما غلت في اللوم،قلتُ لها
:
أقصدي
أعاذلَ ما أدنى الرشادَ من الفتى
وأبعدَهُ منهُ إذا لم يُسَدَّد
أعاذل من تكتب له النار يلقها
كفاحاً ومن يكتب له الفوز يسعد
أعاذل قد لاقيت ما يزع الفتى
أعاذِلَ إنَّ الجهلَ من لذة الفتى
وطابقت في الحجلين مشي المقيد
وإنَّ المنايل للرجالِ بِمرصدِأ
أعاذلَ ما يُدريك أن منيّتي
إلى ساعةٍ في اليوم أو في ضحى الغدِ
بليت وأبليت الرجال وأصبحت
سنون طوال قد أتت قبل مولدي
فلا أنا بِدع من حوادث تعتري
رجالاً عرت من بعد بؤسي وأسعد
عدي بن زيد:
لم أرَ مثل الفتيان في غبن ال | أيام وينسون ما عواقبها | |
ينسون إخوانهم ومصرعهم | وكيف تعتاقهم مخالبها | |
ماذا ترجى النفوس من طلب ال | خير وحب الحياة كاربها | |
يظن أن لن يصيبها عنت الد | هرِ وريب المنون صائبها |
عدي بن زيد:
فنفسك فاحفظها عن الغيِّ والخنا | متى تَغوِها يَغوَ الذي بكَ يقتدي | |
وإن كانت النّعماءُ عندكَ لإمرىء | فمِثلاً بها فأجزِ المُطالبَ وازدد | |
وإذا ما امرؤ لم يرج منك هوادة | فلا ترجها منه،ولا ذمع مشهد | |
إذا أنت فاكهت الرجال فلا تلع | وقل مثل ما قالوا ولا تتزيد |
إذا أنت طالبت الرجال نوالهم
فعق ولا تأت بجهد فتنكدِ
ستردك من ذي الفحش حقك كله
بحلمك في رفق ولما تشدد
وبالعدل فانطق إن نطقت ولا تلم
وذا الذم فاذممه وذا الحمد فاحمد
ولا تلح إلا من ألام ولا تلم
وبالبذل من شكوى صديقك فافتدِ
عسى سائل ذو حاجة إن منعته | من اليوم سؤلاً أن ييسر في غدِ | |
وللخلق إذلال لمن كان باخلا | ضنيناً،ومن يبخل يذل ويزهد |
عدي بن زيد:
ولا تَفشينْ سِراً إلى غيرِ حِرزهِ | ولا تُكثرِ الشكوى إلى غيرِ عائدِ | |
فيا رُبَّ من يشجى بسرِّكَ شامتٍ | ومولىً،وإن قَرّبتهُ مُتباعدِ | |
ومعذرةٍ جَرّتْ إليكَ ملامةً | وطارِف مالٍ هاجَ إتلافَ تالدِ |
أعاذِلُ ما أدنى الرشادَ من الفتى
وأبعدَهُ منهُ إذا لم يُسدَّدِ
قد يُدركُ المُبطىءُ من حظّهِ | والخيرُ قد يسبقُ جَهدَ الحريصِ |
وبالعدلِ فانطِقْ إن نطقتَ،ولا تُلِمْ
وذا الذَّمِّ فاذممهُ وذا الحَمدِ فاحمَدِ
كفى زجراً للمرءِ أيّامُ دهرهِ | تروحُ لهُ بالواعظاتِ وتغتدي | |
بليتُ وأبليتُ الرِّحالَ ،وأصبحتْ | سنونَ طِوالٍ قد أتتْ دونَ مولدي | |
فما أنا بِدْعٌ من حوادثَ تعتري | رجالاً أتت من بعد بؤسٍ بأسعدِ |
إذا ما رأيتَ الشرَّ يبعثُ أهلَهُ
وقامَ جُناةُ الشرِّ للشرِّ فاقعُدِ
إذا ما امرؤٌ لم يرجُ منكَ هوادةً | فلا تَرجُها منهُ ولا حفظ مشهدِ | |
إذا أنت فاكهتَ الرجال فلا تَمِلْ | وقلْ مثلَ ما قالوا ولا تتزيّدِ | |
ولا تقصرنْ عن سعي من قد ورثتَهُ | وما اسطعتَ من خيرٍ لنفسكَ فازدَدِ |
وخطة ماجدِ كلّفتُ نفسي
إذا ضاقوا رحبتُ بها ذراعا
أرَواحٌ مُوِّدعٌ أم بُكورُ | لكَ فانظرْ لأي حالٍ تصيرُ | |
وابيضاضُ السوادِ من نُذُرِ المو | تِ فهل بعدهُ لإنسٍ نذيرُ | |
أيها الشامتُ المُعيِّرُ بالدّه | رِ أأنتَ المبرأ الموفورُ | |
أم لديكَ العهدُ الوثيقُ من الأيامِ | أم أنتَ جاهلٌ مغرورُ | |
من رأيتَ المنونَ خلدّن أم منْ | ذا عليهِ من أن يُضامَ مُجيرُ |
فهلْ من خالدٍ إمّا هلكنا
وهلْ بالموتِ يا للناسِ عارُ
أتعرِفُ رسمَ الدار من آلِ معبد | نعم،ورماكَ الشّوقُ بعد التجلُّدِ | |
ذريني فإنّي إنّما ليَ ما مضى | أماميَ من مالي إذا خفَّ عوّدي | |
وحُمّتْ لميقاتٍ إليَّ منيّتي | وغُودرتُ إن وُسِّدتُ أم لم أُوّسدِ |
رُبَّ مأمول وراجٍ أملا
قد ثناهُ الدهرُ عن ذاك الأمل
كفى واعظاً للمرءِ أيامُ عمرهِ | تروحُ لهُ بالواعظاتِ وتغتدي | |
فنفسكَ فاحفظها عن الغَيِّ والرّدى | متى تُغوِها يغوَ الذي بكَ يقتدي | |
سَتُدركُ من ذي الفُحشِ حقّكَ كلَّهُ | بِحلمكَ في رِفقٍ،ولمّا تشدّدِ | |
ووارثِ مجدٍ لم يَنَلهُ ،وماجدٍ | أصابَ بمجدٍ طارفٍ غيرِ مُتلَدِ | |
فلا تُقصّرن عن سعي من قد ورثتهُ | وما اسطعتَ من خيرٍ لنفسكَ فازددِ |
وإياك من فرط المزاح فإنه
جدير بتسفيه الحليم المسدد
ومن لم يكن ذا ناصر يوم حقه | يغلب عليه ذو النصير ويضطهدِ | |
وفي كثرةِ الأيدي عن الظلمِ زاجرٌ | إذا خطرت أيدي الرجال بمشهدِ |
وما خنت ذا عهد وأبت بعهده
ولم أحرم المضطر إذ جاء قانعا
أبا شريح فلا تحزنك عثرتنا | فالمرءُ رهنٌ لريبِ الدّهرِ والحِمم | |
إن الأسى قبلنا جمّ ونعلمه | فيما أديل من الأجداد والأمم | |
منهم رأيت عياناً أو تخبره | وما تحدث عن عاد وعن إرم | |
ودون ذلك كم ملكٍ ومغبطةٍ | بادوا وكانوا كفّي الظلّ والحلم |
اذكر النعمى التي لم أنسها
لك في السعي إذا العبد كفر
ماذا ترجي النفوس من طلب | الخير وحبّ الحياة كاذبها | |
تظن أن لن يصيبها عنت الدهر | وريب المنون كاربها |
إذا ما تكرّهت الخليقة لامرىء
فلا تفشها واقصد سواها لمقصد
شط وصل الذي تريدين مني | وصغي الأمور يجني الكبيرا |
ولو كان يبدو شاهد الأمر للفتى
كأعجازه ألفيته لا يؤامر
ابن حنزابه:
إنَّ الرياحَ إذا اشتدّت عواصفها | فليسَ ترمي سوى العالي من الشجر |
أبو عيينة المهلبي:
قُلْ لمن أبصرَ حالاً مُنْكرَهْ | ورأى من دهرهِ ما حيّرهْ | |
ليسَ بالمُنكرِ ما أبصرتهْ | كل من عاش يرى ما لم يَرهْ |
تسىء وتمضي في الإساءةِ دائباً
فلا أنت تستحيى ولا أنت تعتذرْ
الربيع بن خيثم:
لنفسي أبكي لست أبكي لغيرها | لِنفسي من نفسي عن الناسِ شاغِلُ |
الفارعة ترثي أخاها
فتىً لا يحبُ الزاد إلا من التقى | ولا المال إلا من قنا وسيوف | |
فقدناك فقدان الشباب وليتنا | فديناك من فتلننا بألوف | |
عليه سلام الله وقفاً فإنني | أرى الموت وقاعاً بكلِّ شريف |
عُمير بن مقدام الأسدي:
مضى ما مضى من حُلوِ عيشٍ ومُرِّهِ | كأن لم يكن إلا كأحلامِ راقدِ | |
وما الدّهرُ إلا ليلةٌ مثلُ ليلةٍ | ويومٌ كيومٍ،صادرٌ مثلُ واردِ |
قتادة بن جرير وقيل غيره:
متى ماتكنْ مولاكَ خصمكَ جاهداً | تُضَلّلْ،ويصرعُكَ الذي تُصارِعُ | |
وهل ينهضُ البازي بغير جناحهِ | وإن جُدَّ يوماً ريشُهُ فهو واقِعُ |
البرعي
وكم من سَميٍّ ليسَ مثلَ سَميّهِ | وإن كان يُدعى باسمهِ فيجيبُ |
طريح بن اسماعيل الثقفي
إن يسمعوا الخيرَ يُخفوه،وإن سمعوا | شراً أُذيع،وإن لم يسمعوا كذبوا |
كعب بن مالك:
وأغضوا عن الفحشاءِ لا تعرضوا لها | ولا تطلبوا حرب العشيرةِ بالثلبِ | |
ولا تقضبوا أعراضهم في وجههم | ولا تلمسوها في المجالسِ والركب |
يسودني المالُ القليل ،إذا بدتْ
مروءته فينا،وإن كان مُعدما
ونحن أناس لا نرى القتل سبّة | على أحد يحمي الذمار ويمنع | |
ولكننا نقلي الفرار ولا نرى الفرار | لمن يرجو العواقب ينفع |
قضينا من تِهامةَ كُلَّ رَيبٍ
وخيبرَ ثم أجممنا السيوفا
زعمتْ سُخينةٌ أن ستغلبُ ربّها | وليُغلبنَّ مغالبُ الغلاب |
إياكم أن تظلموا أو تناصروا
على الظلم إن الظلم يردي ويهلك
ولما رأيتُ الودّ ليس بنافعي | لديه ولا راث لحاجة موجع | |
زجرت الهوى إني امرؤٌ لا يقودني | هواي ولا رأي إلى غير مطمع |
إياس بن قتادة:
تعاقبُ أيدينا ويحلمُ رأينا | ونشتمُ بالأفعالِ لا بالتكلُّمِ |
مخلد بن بكار الموصلي:
أُريِّثُ عن عرضهِ العالمين | وأرفعُ من ذكرهِ الخاملا | |
ولو أنَّ في الصّبرِ لي مُبغضاً | لأمّمهُ حافياً راجلا |
قد عددناكَ في الذرى بعد وهمٍ
افاعفُ واصفحْ إنَّ الكريمَ صفوحُ
الصلتان العبدي
أشابَ الصغيرَ وأفنى الكبيرَ | كرُّ الغَداةِ ومرُّ العَشي | |
إذا ليلةٌ أهرمت يومها | أتى بعد ذلكَ يومٌ فتيّ |
أبو الفتح البُستي:
لا ظل للمرءِ أحرى من تقى ونهى | وإن أظلتهُ أوراق وأغصانُ | |
الناسُ إخوان من والته دولته | وهم عليه إذا عادته أعوان | |
سحبان من غير مال باقل نكدٌ | وباقل في ثراء المال سحبان |
زيادةُ المرءِ في دنياهُ نقصانُ
وربحهُ غير محضِ الخيرِ خُسرانُ
دعِ المقادير تجري في أعنتها | ولا تبيتنَّ إلا خاليَ البالِ | |
ما بينَ غمضةِ عينٍ وانتباهتها | يُغيّرُ الله من حالٍ إلى حالِ |
ولم أرَ مثلَ الشّكر جنّة غارسٍ
ولا مثل حُسنِ الصّبرِ جبة لابسِ
من كان للعقل سلطان عليه غدا | وما على نفسه للحرص سلطان | |
ومن يفتش على الإخوان يقلهم | فجلّ إخوان هذا العصر خوان |
لا ترجُ شيئاً خالصاً نفعهُ
فالغيثُ لا يخلو من العَيث
دع الفؤادَ عن الدنيا وزخرفها | فصفوها كدر،والوصل هجران | |
وأودع سمعك أمثالاً أفصلها | كما يفصل ياقوت ومرجان |
إذا ملِكٌ لم يكنْ ذا هِبهْ
فدعهُ فدولتهُ ذاهبهْ
وإن أساءَ مسىء فليكن لك | في عروض زلته صفح وغفران | |
وكنْ على الدّهرِ معواناً لذي أمل | يرجو نداك فإن الحرّ معوان |
من استنامَ إلى الأشرار
قامَ وفي قميصه منهم صلّ وثعبان
كن ريق البشر إن المرء هِمّته
صحيفة وعليها البشر عنوان
زيادة المرء في دنياهُ نقصان وكل وجدان حظ لا ثبات له | وربحه غير محض الخير خسران فإن معناه في التحقيق فقدان | |
يا عامراً لخراب الدهر مجتهداً | تالله هل لخراب الدهر عمران | |
ويا حريصاً على الأموال تجمعها | أنسيت أن سرور المال أحزان |
أحسِنْ إذا كانَ إمكانٌ ومقدرةٌ
فلن يدوم على الإنسان إمكانُ
دعِ التكاسل في الخيراتِ تطلبها
فليسَ يسعد بالخيراتِ كسلان
يا خادمَ الجسمِ كم تسعى لخدمتهِ | أتطلب الربح فيما فيهِ خسران | |
أقبلْ على النفسِ واستعمل فضائلها | فأنتَ بالنفسِ لا بالجسمِ إنسان |
توقَّ مُعاداة الرجالِ فإنّها
مُكدِّرة للصفو من كلِّ مشربِ
ولا تستثرْ حرباً وإن كنتَ واثقاً
بشدّةِ ركن أو بقوة منكبِ
من يزرع الشرَّ يحصد في عواقبه | ندامة،ولحصدِ الزرع إبّانُ |
حيّاكَ من لم تكنْ ترجو تحيّتهُ
لولا الدراهمُ ما حيّاكَ إنسان
فروة بن مسيك المرادي:
فإن نَغلِب فغلابون قِدْماً وما إن طِبنا جُبنٌ ولكنْ | وإن نُهزمْ فغيرُ مُهزَّمينا منايانا ودولةُ آخرينا | |
كذاكَ الدّهرُ دولتهُ سجالٌ | تكرُّ صُروفهُ حيناً فَحينا | |
ومن يغرر بريبِ الدّهرِ يوماً | يجدْ رَيبَ الزّمانِ لهُ خؤونا | |
فأفنى مرة ساداتِ قومي | كما أفنى القرونَ الأولينا | |
ولو خلد الملوكُ إذاً خلدنا | ولو بقيَ الكرامُ إذاً بقينا |
فروة بن مسيك المرادي:
كذاك الدهر دولته سجالٌ | تكرّ صروفه حينا فحينا | |
فبينا ما نسرّ به ونرضى | ولو لبست غضارته سنينا | |
غذ انقلبت به كرّات دهر | فألفى بعد غبطته منونا |
البحتري بن المغيرة:
جفاني الأميرُ والمغيرة قد جفا | وأضحى يزيدُ لي قد ازوّر جانبه | |
وكلّهم قد نالَ شبعاً لبطنهِ | وشبعُ الفتى لؤم إذا جاعَ صاحبه | |
فيا عمُّ مهلاً واتّخذني لنبوة | تنوبُ فإنَّ الدّهرَ جمُّ نوائبه | |
أنا السيفُ إلا أنَّ للسيفِ نبوةٌ | ومثلي لا تنبو عليه مضاربه |
مالك بن طوق:
أرى الموت بين النِطعِ والسيفِ كامناً | يُلاحظني من حيثُ ما أتلفتُ |
قيس بن ذريح
فلا تبكين في إثر شىء ندامة | إذا نزعتهُ من يديك النوازع | |
فليس لأمر حاول الله جمعه | مُشّت ولا ما فرّق الله جامعُ |
طفيل الغنوي:
كواكِبُ دجنٍ كلّما غابَ كوكبُ | بدا وانجلتْ عنهُ الدُّجنَّةُ كوكبُ | |
وقال أناس يسمعون كلامهم | هُمُ الضامنونَ ما تخافونَ فاذهبوا | |
فما برحوا حتى رأوها تَكِبهُّمْ | تُصَعِّدُ فيهم تارةً وتُصوِّبُ | |
فنلنا بقتلانا من القومِ مثلهم | وبالموثقِ المكلوب منا مكلبُ | |
يقولونَ لمّا جَمعُّوا الغدرَ شملهم | لك الأمُّ منا في الموطنِ والأبُ |
فلا تذهبُ الأحسابُ من عُقرِ دارنا
ولكنَّ أشباحاً من المالِ تذهبُ
أناسٌ إذا ما أنكرَ الكلبُ أهلَهُ | حموا جارَهُم من كلِّ شنعاء مُضلِعِ | |
وإن شلت الأحياء بات ثويهم | على خيرِ حال آمناً لم يفزعِ |
إنَّ النساءَ كأشجارٍ نبتنَ معاً
منهُنَّ مُرٌّ وبعضُ المُرِّ مأكولُ
فلم أرَ هالكاً من أهلِ نجدٍ | كَزرعة يوم قامَ به النواعي | |
أعزَّ رزيّة وأجلَّ فقدا | على المولى وأفضل في المساعي | |
وأعزز نائلاً لمن اعتفاهُ | وأصبرَ في اللقاءِ على المصارعِ | |
وأقولَ للتي نبذتْ بينها | وقد رأت السوابقَ لا تُراعي |
لقيط بن زرارة:
وإن تكُ قد ساببتني فقهرتني | هنيئاً مريئاً أنتَ بالفُحشِ أحذق |
لقيط بن زرارة:
قد عشتُ في الناسِ أطواراً على كُلاً | شتّى وقاسيتُ فيها اللينَ والقُطعا | |
كُلاً لبستُ فلا النّعماء تبطرني | ولا تخشّعتُ من لأوائها جَزعا | |
لا يملأ الهولُ صدري قبل وقعتهِ | ولا أضيقُ به ذرعاً إذا وقعا | |
ما سُدَّ لي مطلعٌ ضاقت ثنيّتهُ | إلا وجدتُ وراءَ الضيقِ مُتسعا |
عامر بن الظرب العَدواني:
أضاءت لهم أحسابُهم فتضاءلت | لِنورِهم الشمسُ المنيرةُ والبدرُ | |
فلو لامسَ الصخرَ الأصمَّ أكفُّهم | لفاضَ ينابيع الندى ذلك الصخرُ | |
شكرتُ لهم آلاءهم وبلاءهم | وما ضاعَ معروفٌ يكافئهُ شكرُ |
عامر بن الظرب العَدواني:
أولئك قومٌ شيَّدَ الله فخرَهُم | فما فوقه فخرٌ وإن عَظُمَ الفخرُ | |
أُناسٌ إذا ما الدّهرُ أظلمَ وجههُ | فأيديهمُ بيضٌ وأوجهُهم زُهرُ | |
يصونونَ أحساباً ومجداً مؤَّثلاً | ببذلِ أكفٍّ دونها المُزنُ والبحرُ |
الأسود بن يعفر:
جَرَتِ الرِّياحُ على محلِّ ديارِهمْ | فكأنّما كانوا على ميعادِ | |
فأرى النعيمَ وكلُّ ما يُلهى بهِ | يوماً يصيرُ إلى بِلىً ونفادِ |
ومن عجبٍ أنّي أحنُّ إليهم
وأسألُ عنهم من لقيت وهم معي
وتطلبهم عيني وهم في سوادها
ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي
فإذا النعيمُ وكلُّ ما يلهى بهِ
يصيرُ يوما إلى بِلىً ونفادِ
وإنّي لشهم حين تُبغى شهيمتي
وصعبٌ قيادي لم ترضني المقاذع
أحقاً بني أبناء سلمى بن جندلٍ
تهدُّدُكم إيايَ وسط المجالسِ
احدهم
لو تعلمُ الدارُ من قد جاء زائرها
لاستقبلته وباست موضعَ القدمِ
إذا جئتُ عاراً أو رضيتُ بمثلهِ
فنفسي على نفسي من الكلبِ أهونُ
هِممٌ كأنَّ الشّمس تخطبُ وُدّها
والبدرُ يرسِمُ في سناها أحرُفا
وأحلامُ عادٍ لا يخافُ جليسُهُمْ
وإن نطقَ العوراء،غَرْبَ لسانِ
إذا حُدّثوا لم يُخشَ سوءُ استماعهمْ
وإن حُدّثوا أدّوا بحسنِ بيانِ
رأيتُ تباعد الأحبابِ قرباً
إذا اشتملت على الودِّ القلوب
إذا لم يكن عون من الله للفتى
فأكثرُ ما يجني عليه اجتهاده
فإن كنتَ تبغي بالعقابِ تَشفيّا
فلا تزهدن عند التجاوزِ في الأجرِ
كُنْ كالنّخيلِ عن الأحقادِ مُرتفعاً
يُؤذى بِرجمٍ فيُعطي خيرَ أثمارِ
واصبر إذا ضِقتَ ذرعاً والزمانُ سطا
لا يحصلُ اليُسر إلا بعد إعسار
أبونا أبٌ لو كانَ للناسِ كلّهم
أبٌ مثلهُ أغناهم بالمناقبِ
ولم أرَ كالمقدام أبعدَ هِمّةً
وأربطَ جأشاً حينَ تختلفُ السُّمرُ
فتىً إن هو استغنى تخرَّقَ في الغنى
وإن قلَّ مالاً لم يَضعْ مَثنهُ الفقرُ
ولستَ تراهُ جازعاً لمصيبةٍ
ولا فرحاً بالدهرِ إن أسعدَ الدّهرُ
وحَبابٌ إذا علا الماءَ ولّى
فاسألِ الماء هل درى بِحبابه
إذا أرادَ امرؤٌ مكراً جنى عِللاً
وظلَّ يضربُ أخماساً لأسداسِ
إنّما الحِلمُ ذلٌّ أنتَ عارِفهُ
والحلمُ عن قدرةٍ ضربٌ من الكرمِ
لا تطلبن معيشة بمذلةٍ
واربأ بنفسك عن دنيِّ المطلبِ
تسّم أولا الملّمة مغنمي
جهاراً،ولم يغلبك مثل مُغلّبِ
إذا الشافِعُ استقصى لكَ الجُهدَ كلَّهُ
وإن لم تنلْ نُجحاً فقد وجبَ الشّكرُ
يزيدُ تفضلاً وأزيدُ شكراً
وذلكَ دأبهُ أبداً ودأبي
ومن يكن في عيوبِ الناس مُشتغلاً
مثل الذباب يراعي موضع العلل
وصلتُكِ لما كانَ لي فيكِ رغبةٌ
وأعرضتُ لمّا صرتِ نهباً مُقسّماً
ولا يلبثُ الحوضُ الجديدُ بناؤهُ
على كثرةِ الورّادِ أن يتهدّما
لا يحفل البرد من يبلي حواشيه
ولا تبالي على من راحت الإبل
ولربما اختزنَ الكريمُ لسانه
حذرَ الجوابِ وإنّهُ لَمفوّهُ
ولربما ابتسمَ الوقورُ من الاذى
وفؤادهُ من حرّهِ يتأوّهُ
أفِرُّ حذارَ الشرِّ،والشرُّ تاركي
وأطعنُ في أنيابهِ ،وهو كالحُ
فاقضوا مآربكم عجالاً إنّما
أعمارُكم سِفرٌ من الأسفارِ
وتركّضوا خيلَ الشّبابِ وبادروا
أن تُستردَّ فإنهنَّ عَوارِ
نفسي التي تملِكُ الأشياءَ ذاهبةٌ
فكيفَ أبكي على شىءٍ إذا ذهبا
وكنتَ متى أرسلتَ طرفكَ رائداً
لقلبكَ يوماً أتعبتكَ المناظرُ
رأيتَ الذي لا كلّهُ أنتَ قادرٌ
عليه،ولا عن بعضهِ انتَ صابرُ
وأحسِنْ فإنَّ المرءَ لا بُدَّ ميتٌ
وإنّكَ مَجزيٌّ بما كنتَ ساعيا
وفي السماءِ نجومٌ لا عداد لها
وليسَ يكسف إلا الشّمس والقمر
وما الخيرُ في طولِ الحياةِ إذا امرؤ
مضى ثم لم يُذكرْ بخيرٍ عواقِبُهْ
تلغَّبني دهري،فلما غلبتهُ
غزاني بأولادي،فأدركني الدّهرُ
أو كُلّما طنَّ الذُبابُ زجرَتهُ
إنَّ الذبابَ إذن عليَّ كريمُ
وأكثرُ أفعالِ الليالي إساءةٌ
وأكثرُ ما تلقى الأماني كواذبا
تعزَّ فإنَّ الصبرَ بالحُرِّ أجملُ
وليسَ على ريبِ الزمانِ معوّلُ
فلو كان يُغني أن يُرى المرءُ جازعاً
لحادثةٍ أو كان يغني التذلُل
لكان التعزّي عند كلِّ مصيبةٍ
ونائبةٍ بالحُرِّ أولّى وأجمل
مالي أرى الشمعَ يذوى في معادنهِ
من صحبةِ النارِ أم من فرقةِ العسل؟
أحسنت ظنّكَ بالأيام إذ حسنت
ولم تخفِ شرَّ ما يأتي به القدر
وسالمتكَ الليالي فاغتررت بها
وعند صفوِ الليالي يحدث الكدر
منْ عفَّ خفَّ على الصديقِ لقاؤُهُ
وأخو الحوائجِ وجههُ مملولُ
لا نألمُ الجَرحَ ونجزي به ال
أعداءَ كيلَ الصّاعِ بالصّاعِ
وليسَ بِمُغنٍ في المودّةِ شافعٌ
إذا لم يكنْ بين الضلوعِ شفيعُ
جزتنا بنو سعد بِحُسنِ فَعالنا
جزاءَ سِنّمارٍ وما كان ذا ذنب
إذا تُرِكتْ حَنَّتْ وإن هي خُليت
لِترتعْ،لم ترتع بأدنى المراتعِ
كأنَّ عليها راكباً يستحثها
كفى سائقاً بالشوقِ بين الأضالعِ
لا تَنطقنَّ بأمرٍ لا تَيقنُهُ
يا عمرو،إنّ المُعافى غيرُ مخدوعِ
لأستسهلنَّ الصعبَ أو أدرك المنى
فما انقادت الآمالُ إلا لصابرِ
لا يكذب المرءُ إلا من مهانتهِ
أو عادةِ السوءِ أو من قلة الأدب
من يزرعِ الشرَّ يحصد في عواقبهِ
ندامةً،ولحصدِ الزرع إبان
أمِنْ بيتِ الكلابِ طلبتَ عظماً
لقد حدّثتَ نفسكَ بالمُحالِ
ظننتُ بهم خيراً فلما بلوتهم
نزلتُ بوادٍ منهم غيرَ ذي زرع
إذا الحادثاتُ بلغنَ المدى
وكادت تذوبُ لهُنَّ المُهَجْ
وجلَّ البلاءُ وقلَّ العزاءُ
فعندَ التناهي يكونُ الفرجْ
تعزَّ فإنَّ الصبرَ بالحُرِّ أجملُ
وليسَ على ريبِ الزمانِ معوّلُ
فلو كان يُغني أن يُرى المرءُ جازعاً
لحادثةٍ أو كان يغني التذلُل
لكان التعزّي عند كلِّ مصيبةٍ
ونائبةٍ بالحُرِّ أولّى وأجمل
بكى صاحبي لما رأى الموت فوقنا
مُظلاً كإظلالِ السّحابِ إذا اكفهر
فقلتُ لهُ صبراً جميلاً،فإنّما
يكونُ غداً حسنُ الثناءِ لمن صبر
فلا تبعدنْ إلا من السوء إنني
إليك وإن شطّت بك الدارُ نازعُ
ولن ألينَ لغيرِ الحقِّ أسأله
حتى يلينَ لضرسِ الماضغِ الحجرُ
يربّ الذي يأتي من الخير إنّهُ
إذا سئل المعروف زاد وتَمّما
لَعمري لَنِعمَ الحيُّ حيِّ بني كعب
إذا نزلَ الخلخالُ منزلةَ القُلبِ
ألم ترَ أنَّ السيف يزرى بقدره
إذا قيل
:
هذا السيف أمضى من العصا
لَعمرُكَ إنَّ المرءَ تَخلُدُ بعدَهُ
أحاديثهْ والمرءُ ليسَ بخالدِ
وما كلُّ كلبٍ نابحٍ يستفزني
ولا كلُّ ما طنَّ الذبابُ أُراعُ
جمُّ التواضع والدنيا بسؤددهِ
تكاد تهتزُّ من أطرافها صلفا
لم أبكِ من زمنٍ لم أرضَ خَلّتهُ
إلا بكيتُ عليهِ حينَ ينصرمُ
والخصمُ لا يُرتجى النجاحُ له
يوماً إذا كانَ خصمهُ القاضي
ما أقبحَ الخيرَ تُعطاهُ فَتُحرمَهُ
قد كنت أحسب أني قد ملأتُ يدي
غَمرُ الرداء إذا تبسّم ضاحكاً
غلقت لضحكته رقابُ المال
فيا عَجباً كيف اتفقنا فناصِحٌ
وفيٌّ،ومطويٌّ على الغُلِّ غادِرُ
نحنُ بما عندنا وأنتَ بما
عندكَ راضٍ،والرأيُ مختلفُ
لقد غرّت الدنيا أناساً فأصبحوا
بمنزلة ما بعدها مُتحوّلُ
فساخط عيش لا يبدَّل غيره
وراضِ بعيش غيره لا يُبدّلُ
وبالغُ أمر كان يأمل دونهُ
ومختلج من كلِّ ما كان يأملُ
ورُبَّ كَميٍّ يحملُ السيفَ صارماً
إلى الحربِ والأقدارُ تلهو وتسخر
ولا خيرَ في وصلٍ إذا لم يكن لهُ
على طولِ مرّ الحادثاتِ بقاءُ
رُبَّ ذنب محوتهُ باعتذاري
وحملتُ الورى على إكباري
وإذا قيست الفضائل فاقت
كرم العفو جرأة الأقدار
ولو لبسَ الحمارُ ثيابَ خزٍّ
لقال الناس
:
يالكَ من حمارِ
وإنَّ كبيرَ القومِ لا علمَ عندَهُ
صغيرٌ إذا التفّتْ عليهِ الجحافلُ
شفيع ذنبِ المُذنبِ الإقرار
وتوبةُ المُقصّر اعتذار
وكلُّ من بغيرِ علمٍ يعملُ
لأعمالهُ مردودةٌ لا تُقبلُ
تَعشّقتها شمطاء شابَ وليدُها
وللناسِ فيما يعشقون مذاهبُ
زهدتُ وزهدي في الحياةِ لِعلّة
وحجّة من لا يبلغ الأمل الزهد
وما هي إلا ليلةٌ بعدَ ليلةٍ
وحَولٌ إلى حولٍ وشهرٌ إلى شهرِ
مطايا يُقرّبن البعيد من الردى
ويُذهبنَ أشلاءَ الأنامِ إلى القبرِ
ويتركنَ أزواجَ الغيورِ لغيرهِ
ويقسمن ما يحوي الشحيح من الوفر
أيا قومنا قد ذقتمُ حربَ قومكمْ
وجرّبتموها،والسيوف توقّدُ
وحاولتمْ صُلحاً ولسنا نريدُهُ
ولكن رأينا البغيَ عاراً يُخلّدُ
وفينا وإن اصطلحنا ضغائنٌ
فإن عدتم للحربِ،فالعودُ أحمدُ
كأنَّ الغدرَ لم يُخلق لِحُرٍّ
فلستَ تراهُ إلا في لئيمِ
يُميّزُ بين أقوامٍ فيُبدي
صميمَ القومِ من غير الصميمِ
فهذا ليس يُوجدُ في لئيمٍ
وهذا ليس يوجدُ في كريمِ
يا مُظهراً الكبر إعجاباً بصورتهِ
مهلاً فإنّكَ بعد الكبرِ مسلوبُ
لو فكّرَ الناسُ فيما في بطونهم
ما استشعرَ الكبرَ شبانٌ ولا شيبُ
فأُمَّ سَماكٍ فلا تجزعي
فللموتِ ما تلدُ الوالده
فلا تُنكرنَّ قيامي إليه
فإنَّ الكريمَ يُجلُّ الكِراما
فأوردتهمْ مورداً لم يكنْ
لهُمْ عنهُ إذا وردوهُ صدرْ
ومن رامَ بالخفضِ نيلَ العلا
فقد رامَ منهُ مراماً عَسِرْ
وما العزمُ إلا لمستأثرٍ
إذا همَّ بالأمرِ لم يستشرْ
وكم من فتىً يُمسي ويُصبحُ آمناً
وقد نُسجت أكفانهُ وهو لا يدري
وجفوتني فقطعتُ عنكَ فوائدي
كالدَّرِّ يقطعهُ جفاءُ الحالبِ
تُعلّمني بالعيشِ عِرسي كأنّما
تُعلّمني الأمرَ الذي أنا جاهلُهْ
يعيشُ الفتى بالفقرِ يوماً وبالغنى
وكلا كأن لم يلق حين يُزايله
وللمعاركِ أبطالٌ لها خُلِقوا
وللدواوينِ حُسّابٌ وكُتّابُ
فما هي إلا ساعةٌ ثم تنقضي
ويحمِدُ غِبَّ السيرِ من هو سائرُ
كلُّ هذا الخَلقِ غِرٌّ وأنا
منهم فاترك تفاصيلَ الجُملْ
وإني لأصفحُ عن قُدرةٍ
وأعذبُ حيناً وحيناً أمِرْ
ويُعجمُ عُودي إذا رابني
من الدهرِ ريبٌ فلا ينكسرْ
ومن لم يزل يخشى العواقبَ لم يزلْ
مَهيناً رهيناً في حبالِ العواقبِ
لا تطلب الحُسنَ إنّ الحسن آفته
أن لا يزال طوال الدهر مطلوبا
إلى كم يكونُ الجهلُ منكَ وأحلمُ
وتظلمني حَقّي ولا أتكلّمُ
وأسكتُ عن شكواكَ والحالُ ناطِقٌ
وتعتبُ أفعالي وإن سكتَ الفمُ
وما بي قصورٌ،لو علمتَ عن الأذى
ولكن ثناني عن أذاكَ التَكرُّمُ
فلو قد عرفتَ الحق،لا كنت عارفاً
للامكَ دوني من سجاياكَ لُوَّمُ
جاءَ السرورُ أزالَ الهمَّ والحزنا
ثم اجتمعنا وأكمدنا حواسدنا
ونسمةُ الوصلِ قد هبّتْ معطرّة
فأحيت القلبِ والأحشاء والبدنا
وبهجةُ الإنس قد لاحت مخلقة
وفي الخوافقِ قد دقّت بشائرنا
لا تحسبوا أننا باكون من حزن
لكن من فرحٍ فاضت مدامعنا
فكم رأينا من الأهوالِ وانصرفت
وقد صبرنا على ما هيّجَ الشجنا
فساعة من وصال قد نسيت بها
ما كان من شدّة الأهوال شيّبنا
فَللموتُ خيرٌ من حياةٍ يُرى لها
على المرءِ ذي العلياءِ مسُّ هوانِ
متى يتكلّمْ يُلْغَ حسنُ كلامهِ
وإن لم يَقُلْ قالوا عديمُ بيانِ
كأنَّ الغنى في أهلهِ بوركَ الغِنى
بغيرِ لسانٍ ناطقٍ بلسانِ
يا مُتعبَ الجسمِ كم تسعى لراحتهِ
أتعبتَ جسمكَ فيما فيهِ خُسران
أقبلْ على الروحِ واستكملْ فضائلها
فأنتَ بالروحِ لا بالجسمِ إنسان
ما أجدبَ العمر لا حبّ يظلله
ما أوحش العمر دون الأهل والولد