بسم الله الرحمن الرحيم
خدعوها فقالوا….متحررة!!
ذكرت إحدى المجلات الطبية الألمانية عن ازدياد عدد حالات الإدمان على الغول والمخدرات في ألمانيا الاتحادية(المقال تم نشره بتاريخ 27 كانون الثاني عام 1989) وجاء في المقال مايلي:
ازداد منذ مطالع القرن العشرين وحتى الآن بشكل ملحوظ عدد حالات الإدمان عند النساء في ألمانيا الاتحادية على الغول والمخدرات والأدوية كما ازداد عدد المدخنات حسب مايلي:
يبلغ عدد المدخنات حوالي 7,7 مليون.
يبلغ عدد المدمنات على الغول حوالي 600 ألف مدمنة.
يبلغ عدد المدمنات على المخدرات(الحشيش والهيروئين…) حوالي 30 ألف مدمنة.
يبلغ عدد المدمنات على الأدوية(المهدئات والمنومات..) حوالي 330 ألف مدمنة.
والإدمان:هو الحالة المرضية التي يصبح فيها اعتماد الشخص المدمن جسدياً ونفسياً على مادة معينة،بحيث إذا حُرم منها أو انقطع عنها ظهرت لديه مايسمى بعوارض الحرمان أو الانقطاع وهذه تتجلى باضطرابات نفسية وجسدية قد تكون شديدة،وقد تكون مهددة لحياة المدمن أو غيره.
والإدمان من الأمراض التي تتطلب معالجة شديدة ومستمرة وعناية فائقة وحتى بعد الشفاء لأن حالات النكس والمعاودة ليست نادرة الحدوث،وأفضل وسائل المعالجة من الإدمان هي الوقاية بتجنب تناول المواد المسببة للإدمان كالخمر والمخدرات..
وفيما يتعلق بالتدخين يصل عدد المدخنات حالياً في ألمانيا الاتحادية إلى حوالي7,7 مليون امرأة،والنسبة إلى ازدياد وخاصة عند الفتيات دون سن العشرين،ولقد ثبت طبياً وبشكل لايستدعي الشك أن للدخان مضاره الصحية العديدة وخاصة علاقته مع خناق الصدر واحتشاء عضلة القلب وفرط التوتر الشرياني وازدياد عدد حوادث الفالج الدماغي،والإصابة بالسرطان وخاصة سرطان الحنجرة والرئة والقصبات والمثانة والكلية والمرىء والمعدة..كما يزيد من نسبة قرحات المعدة،واضطراب الدورة الطمثية،وحدوث الإياس المبكر،وكذلك ثبت عند الحوامل ازدياد حالات الخداج(الولادة المبكرة)،وولادة أجنّة ميتة،أو مواليد ناقصة الوزن إلى غير ذلك…وأذيات التدخين لها علاقة بشكل خاص مع عدد السجائر المدخنة ومدة التدخين.
وأما بالنسبة للغول والمسكرات،فقد ازدادت نسبة المدمنات على الخمر من النساء من مطالع هذا القرن وحتى الآن عدة أضعاف(النسبة كانت في بداية القرن 1/20 بين الإناث والذكور واليوم تصل حتى1/2) ويترافق الإدمان على المسكرات غالباً عند الإناث بالإدمان على المنومات والمهدئات.
وللغول تأثيراته الصحية الضارة التي أصبحت معروفة للكل وخاصة منها حدوث تشمع الكبد،او قرحات المعدة والتهاب البنكرياس المزمن أو الحاد والذي قد يسبب الوفاة احياناً،وهناك الإصابات القلبية والدورانية والعصبية،ويترافق إدمان الغول عند الحوامل بحدوث تشوهات الأجنة.
وأما بالنسبة للإدمان على المخدرات،فقد ازداد عدد حوادثها عند النساء،والإدمان يترافق هنا غالباً مع ازدياد نسبة الجرائم وحوادث الدعارة والبغاء(45 % من المدمنات على المخدرات يلجأن للدعارة من أجل تأمين المال اللازم من أجل شراء المخدرات).
هذه الإحصائية وغيرها تبين لنا وبدون أدنى شك إلى أية حال وصلت إليه المرأة في ديار الغرب منذ أن ارتفعت النداءات منذ أوائل القرن العشرين والدعوات والشعارات الفارغة بالدعوة إلى التحرر والإنفلات،والنزول إلى ميدان العمل وترك الأسرة والمنزل،والمشاركة في بناء المجتمع كما يقولون،والذين من وراء ذلك هم من شياطين الأنس ومن حذا حذوهم وسار مسارهم من عبيد المال والدنيا والجنس…
نادوا بتحرر المرأة….”فحرروها” من الثياب،وجعلوها وسيلة دعاية رخيصة،مبتذلة تكشف عن مفاتنها وعوراتها من أجل دعاية لجورب أو زجاجة عطر وربما لقطعة صابون!!وابتكروا لها مايُسمى مسابقات الجمال المحلية والعالمية،وما انبثق عنها من مسابقات ملكة الإغراء،أو صاحبة أجمل عينين أو ساقين،أو ملكة “الموضة”…إلى غير ذلك من السلسلة التي لاتنتهي والتي ليس لها هدف إلا امتهان العزّة والكرامة،وقتل آخر ذرة شرف وفضيلة في المرأة وكل هذا وللأسف يتم تحت غطاء من القانون وحماية الدستور!!
و”حرروها” من الفضيلة ،ورموا بها في مهاوي الرذيلة والفساد والبغاء،فأصبحت في كلِّ دكان جنس،وفي كل شريط فيديو،وفي كلِّ مجلة إباحية،وفي كل الأفلام “المتحررة”…فإذا ما انطلقت صيحات بل همسات خافتة هنا وهناك تدعو إلى الإقلال من هذه الإباحية وهذا التحرر الجنسي تصدّت لها ما تسمى بالأقلام والمجلات “الحرة” تندد بتلك الهمسات وتخنقها قبل ولادتها بدعوى أننا مجتمع”حر” يفعل المرء فيه مايشاء!!
“وحرروها “من الشرف،فلم يعد هناك مدلول لكلمة الشرف في قواميس الغرب،وإن استعمل كان استعماله لمدلولات أخرى لا علاقة لها بالفضيلة والعفة،وصار من العار والشنار أن تبلغ الفتاة سن السادسة عشرة من دون أن يكون لها تجارب جنسية،وقصص غرامية وإلا اعتبرت “معقدة”أو”مريضة”!!
و”حرروها “من المنزل ورعاية الأسرة والأطفال،ورموا بها في ميادين العمل،فأصبحت تعمل في كل مهنة وفي كل مكان وإن كان لايتناسب مع تركيبها البيولوجي والنفسي،وتُداس كرامتها وتنهار قواها،وتتعرض للمضايقات المتكررة وخاصة الجنسية من زملاء وأرباب العمل ابتداءً من الكلمات البذيئة الحقيرة،ومروراً بالنكت والنوادر السفيهة،وانتهاء بممارسة الجنس معها وتبين الإحصائيات أن حوالي 60 بالمائة من النساء العاملات يتعرضن لهذا في ديار الغرب.أضف إلى ذلك إجبارها على الساعات الإضافية،وما أدراك ما يحدث في تلك الساعات الإضافية؟!
والذي نجم عن ذلك كله هو أسرٌ مشتتة(كل ثالث زيجة في ألمانيا تنتهي بالطلاق) وأطفال محرومون من العطف والحنان ينتظرون ساعة أن يصبحوا كباراً ليرموا بآبائهم وأمهاتهم في دور العجزة والمسنين انتقاماً لهذا الحرمان الذي عانوه صغاراً فتحول عندهم حقداً كباراً.
نعم،هذا بعض مافعلته شعارات تحرير المرأة في ديار الغرب:
نزعوا منها الحنان والأنوثة والعاطفة وجعلوها رمزاً للأنانية والقسوة.
أحالوها من كتلة عواطف وأحاسيس إلى آلة يحركونها متى شاؤوا وآنى شاؤوا.
فانطلقت المسكينة تبحث عن الدواء الذي يُخفف ولا يشفي،لأنه ليس بالإمكان شفاء هذا الداء العضال،فلم تجد سوى الخمر والدخان والمخدرات والمهدئات..يخفف عنها بعض ما تقاسيه ولكنها كانت كما يقول الشاعر “وداوني بالتي كانت هي الداء”فازداد الطين بلة واتسع الخرق على الراقع.
أما أنت أيتها المسلمة فإنك بحجابك درع للشرف والعفة والفضيلة،وأنت في منزلك تقومين بأشرف المهن،مهنة “صنع الأجيال”وأنت بالتزامك بدينك وأينما كنت تصنعين أفضل المجتمعات،وأنت بأعيننا وكيف لا،وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” خيركم خيركم لأهله،وأنا خيركم لأهلي“[رواه الترمذي وصححه الألباني عن عائشة رضي الله عنها] “وقال في حجّة الوداع يوصي وينصح”استوصوا بالنساء خيراً”[رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه]
(نشر في مجلة الرائد العدد 122 ؤبتاريخ إيلول عام 1989)