بسم الله الرحمن الرحيم
داء النحول
التعريف:
داء النحول كما جاء في الويكيبيديا:
فقدان الوزن الشديد والنحافة غير الطبيعية بسبب فقدان الدهون تحت الجلد والعضلات في جميع أنحاء الجسم.
وينجم عن سوء التغذية الشديد،ولذا يشاهد في أماكن الفقر والمجاعات.كما يشاهد لأسباب أخرى ومنها الأمراض المزمنة الشديدة كالسل،وأمراض السرطان،والالتهابات المزمنة،وكذلك يشاهد في بعض الأمراض النفسية ومنها فقدان الشهية العصبي أو ما يسمى القمه العصبي.وكذلك الأمراض النفسية المختلفة…
ويمكن القول أن نقص الوزن المتدرج ينجم عن التوازن الحروري السلبي.وهذا إما بسبب نقص الوارد من الحريرات،أو بسبب آفة في جهاز الهضم،أو بسبب اضطراب استقلابي يرجح الضياع الحروري على الادخار .ولنفصل في أهم الاسباب:
1 ـ الأسباب الهضمية:وأهمها:
ـ آفات المعدة الالتهابية والتقرحية والانسدادية والورمية السرطانية…
ـ أدواء الامعاء:ومنها داء كرون،والتهاب الدقاق الحاد،والتهاب القولون التقرحي،والتنشؤات الورمية،والانسداد الجزئي في الأعور، ,ادواء سوء الامتصاص…
ـ أمراض البنكرياس:ويعتبر القمه(نقص الشهية) ونقص الوزن،من الميزات الرئيسية لالتهاب البنكرياس المزمن،وسرطان البنكرياس،…
ـ أمراض الكبد:وخاصة التهاب الكبد الانتاني بالفيروسات…وسرطان الكبد وتشمع الكبد..
ـ أمراض المري:وخاصة سرطان المري.
2 ـ الأسباب اللاهضمية:
ـ الغدية المنشأ:وخاصة فرط نشاط الدرق،وداء السكري،وقصور قشر الكظر(داء أديسون)،وقصور النخامى.
ـ الانتانية المزمنة:وخاصة السل.
ـ السرطانات الخبيثة بمختلف أشكالها.
ـ الأسباب النفسية:وأبرزها القمه العصبي..
من الناحية الأدبية:
المتنبي :
ولو قَلمٌ اُلقيتُ في شَقِّ رأسهِ من السُقْمِ ما غيرّتُ من خطِ كاتبِ
(لو ألقيت في شق قلم كاتب لم يتأثر خط الكاتب مبالغة في وصف نحوله)
المتنبي:
واحتمالُ الأذى ورؤيةُ جاني هِ غذاءٌ تضوى به الأجسام
المتنبي:
والهمُّ يخترمُ الجسيم نحافةً ويُشيبُ ناصية الصبي ويُهرِمُ
المتنبي :
أبلى الهوى أسَفاً يومَ النّوى بدني وفرّق الهجرُ بينَ الجفنِ والوسنِ
روحٌ تردَّدُ في مثل االخِلالِ، إذا أطارتِ الريحُ عنهُ الثوبَ لم يَبنِ
كفى بجسمي نُحولاً أنني رجلٌ لولا مخاطبتي إياكَ لم تَرَني
المتنبي:
يقول لي الطبيب أكلت شيئاً وداؤك في شرابك والطعام
وما في طبّه أنّي جواد أضرَّ بجسمه طول الجمام
أبو تمام:
تعجَّبُ أن رأت جسمي نحيفاً كأنّ المجد يدركُ بالصّراعِ
المتنبي:
تشتكي ما اشتكيت من ألم الشوق إلينا ، والشوق حيث النحول
البحتري:
فداؤُكِ ما أبقيت مني فإنّهُ حُشاشةُ نفسٍ في نحُولِ عظامِ
البحتري:
طواه الطّوى حتى استمرَّ مَريرُه فما فيه إلاّ العظمُ والروحُ والجِلدُ
البحتري:
تُخّبرني أياميَ الحُدْثُ انني تركتُ السرورَ عند أيامي القُدْمِ
فإن تلقني نِضوَ العظامِ فإنّها جريرةُ قلبي منذ كنتُ على جسمي
وحسبي من بُرءٍ تماثُلُ مُثْخَنٍ من الحُبِّ يُنمي مُدّريهِ ولا يُصمي
(المدري:المخاتل،أصمى:رماه فقتله مكانه وهو يراه)
إذا رجعتْ وصلاً على طُولِ هَجرةٍ تراجعتُ شيئاً من بَلايَ إلى سُقمي
البحتري وقيل غيره:
ما الدهرُ أطولُ من ليلٍ على كَلِفٍ ولا الآسنةُ أمضى من جوى الشّغفِ
ماذا تُواري ثيابي من أخي دَنفٍ كأنّما الجسمُ منه قامةُ الألفِ
بشار بن برد:
لما رأيت الهوى يبري بمديته لحمي وحلأني الزوار والسمر
أصبحتُ كالحائم محتبساً لم يقضِ ورداً ولا يرجى له صدر
بشار بن برد:
سَلبتِ عظامي لحمها فتركتِها عواريَ في أجلادها تتكسّرُ
وأخليتِ منها مُخّها فتركتها أنابيبَ في أجوافها الريح تصفرُ
خذي بيدي ثم ارفعي الثوب فانظري ضنى جسدي لكنني أتسترُ
وليس الذي يجري من العين ماؤها ولكنها نفسٌ تذوب فتقطرُ
ابن الرومي:-الديوان ج5 ص238:
أيها العائبي بخفةِ لحمي بجلى منه كُسوةُ الأوصالِ
وهنيئاً لك الفضول من اللحمِ ففاخر بها ذوات الحجالِ
قلَّ ما توجدُ الفضائل إلا في خفافِ الرجالِ دون الثقالِ
ينظمُ الدُّرُ في السلوك وتأبى غرةُ الدّرِ نظمه في الحبالِ
كم غليظٍ من الرجالِ ثقيلٍ ناقصُ الوزنِ شائل المثالِ
من اُناسٍ اُتوا حلوم العصافيرِ فلم تغنهم جسومُ البغالِ
وقضيفٍ من الرجالِ خفيفٍ راجحُ الوزنِ عند وزنِ الرجالِ
(دقيق العظم قليل اللحم)
ابن الرومي:
يقولُ القائلون: ضَويتَ جِدّاً ولم تُنْضجِكَ أرحامُ النساءِ
ومن إنضاجها إياي أعرْت عظامي من لحومِهمُ الوِطاءِ
(اللحم اللين)
إذا ما كنتُ ذا عودٍ صليبٍ فيكفيني القليلُ من اللِحاءِ
ابن الرومي:
يا لقومي أأثقلَ الأرض شخصي أم شكت من جفاء خلقي امتلاء
أنا من خف واستدق فلا يثقل أرضاً ولا يسدُّ فضاء
ابن الرومي:
تأتي على القمرِ السّاري نوائبه حتى يرى ناحلاً في شخص عرجون
علي بن الجهم:
عبدكَ الفتح كابدَ الليلَ حتى نالَ من جسمهِ الضنى والنحول
فإذا ما سلمتَ فهو سليمٌ وإذا ما اعتللتَ فهو عليلُ
العباس بن الأحنف:
يا سقيمَ الجسمِ من مِحَنهْ مُفرداً يبكي على شَجنهْ
كُلمّا جدَّ البكاءُ بهِ دَبتِّ الأسقامُ في بدنهْ
ولقد زادَ الفؤادَ شجىً طائرٌ يبكي على فَننهْ
شَفَّهُ ما شَفّني فبكى كلنا يبكي على سكنهْ
الحسين بن مطير:
رأتْ رجُلاً أودى بوافرِ لَحمهِ طِلابُ المعالي واكتسابُ المكارمِ
خفيفُ الحَشا ضَرْباً كأنّ ثيابَهُ على قاطعٍ من جوهرِ الهندِ صارمِ
فقلتُ لها لا تعجبنَّ فإنني أرى سِمَنَ الفتيانِ من أحدى المشاتمِ
الحسين بن مطير:
فلو أن ما أبقيت مني معلَّقٌ بعود ثُمام ما تأوَّد عودها
الشريف الرضي:
نوائِبُ ايامٍ نَسَرْنَ خصائلي مُغالبةً،حتى عَرَقنَ عظامي
(نسرن: من نسر البازي الطائر، نتف لحمه بمنسرة)
مهيار الديلمي:
أرى بكِ ما أراهُ فمستعيرٌ حشاي وواجدٌ بالبينِ وجدي
وليتكِ إذ نحلتِ نحولَ جسمي بقيتِ على النحولِ بقاء عهدي
مهيار:
ولا ترى أعجبَ من ناحلٍ يشكو ضنا الجسمِ إلى ناحلِ
مهيار :
سألت (ظبيةُ) ما هذا النحولُ؟ أسقامٌ باحَ أم هَمٌّ دخيلُ
أين ذاكَ الظاهرُ المالئ للعين والمَخترطُ الرطبُ الصقيل؟
أهلالاً بعد ما اقمر لي أم قضيباً ومشى فيه الذبول
أنتِ والأيامُ ما أنكرتهُ وبلاءُ المرءِ يومٌ أو خليل
مهيار :
نحولي الذي عاينتَ من هجرِ ليلةٍ فما ظَنّها بالجسمِ لو هجرتْ عشرا
مهيار:
ولِكُلِّ جسمٍ في النحولِ بليّةٌ وبلاءُ جسمي من تفاوت همتي
مهيار:
تعيبُ على الوفاءِ نحولَ جسمي ألا بالعذرِ أجدرُ أن تعابي
وما بكِ إن نحلتُ سوى نصولٍ من السنواتِ أسرعَ في خضابي
وقد كنتُ الحبيبَ وذا نحولي وهذا في العريكةِ حدُّ نابي
مهيار الديلمي:
أنحلتني الدنيا ولم ينحل العمرُ ومن عزَّ قلبهُ كدَّ جسمهْ
واقتسمتُ الهمومَ في صدع دهرٍ ليس من خلقه اعتدالُ القِسمهْ
ماحقات من الحوادثِ لو غطّتْ على الهلالِ لم نرَ تِمّهْ
كلّ يومٍ تقودني حاجةٌ الدنيا ويعتاضُ بي علوُّ الهِمّهْ
ابو فراس الحمداني:
ومنكرة ما عانيت من شحوبهِ ولا عجب، ما عانيته ولا نكر
ويحمد في العضب البلى وهو قاطع ويحسن في الخيل المسومة الضمر
الخنساء:
تَعَرَّقني الدهرُ نَهْساً وحَزّا وأوجعني الدهرُ قَرْعاً وغمزا
(جاء في أمالي بن الشجرى ج1 ص 368:”تعرقني:عَرَقتُ العظم وتَعرّقته:إذا أخذت ما عليه من اللحم. النهس:القبض على اللحم بالأسنان ومثله النهش وقيل النهش بمقدم الفم . الحزّ: قطعٌ غير نافذ . القرع: مصدر قرعته بالعصا والسيف)
كثير :
لا يعرفُ الحزنَ إلا كلُّ من عشِقا وليس من قال إني عاشقٌ صدقا
للعاشقينَ نحولٌ يعرفونَ بهِ من طولِ ما حالفوا الأحزانَ والأرقا
عروة بن حزام:
متى تكشفا عني القميصَ تَبيّنا بي الضّر من عفراء يا فَتيانِ
إذاً تريا لحماً قليلاً وأعظما رقاقاً وقلباً دائم الخفقانِ
عمر بن أبي ربيعة :
رأت رجلاً أما إذا الشمس عارضتْ فيضحى ،واما بالعشيِّ فَيخصَرُ
أخا سَفرٍ جَوّابَ أرضٍ تقاذفتْ به فَلواتٌ ،فهو أشعثُ اغبَرُ
قليلاً على ظهرِ المطيِّة شخصهُ خلا ما تَقّى عنهُ الرداءُ المُحّبَرُ
مروان بن أبي حفصة:
وقائلةٍ رأت جسمي ولوني معاً عن عهْدها قُلِبا فَحالا
أرى مروان عاد كذي نُحُولٍ من الهنديِّ قد فقدَ الصَقالا
رأت رجلاً براهُ الحزنُ حتى أضرَّ به وأورثهُ خَبالا
وأيامُ المنونِ لها صُروفٌ تَقَلّبُ بالفتى حالاً فحالا
أبو نواس:
تركتَ مني قليلا من القليل أقلّا
يكاد لا يتجزأ أقل في اللفظ من لا
أبو نواس:
شعرُ ميتٍ أتاك في لفظِ حَيٍّ صار بين الحياةِ والموتِ وقفا
أنحلتْ جِسْمَهُ الحوادثُ حتى كاد عن أعين الحوادث يخفى
لو تأملتني لِتثبتَ وجهي لم تبن من كتاب وجهي حرفا
ولكرَّرتَ طرفَ عينكَ فيمن قد براهُ السقامُ حتى تعفّى(امحى)
أبو نواس:
كما لا ينقضي الأرَبُ كذا لا يفترُ الطلبُ
ولم يُبق الهوى إلا أقليِّ وهو محتسب
سوى أني إلى الحيوا ن بالحكات أنتسب
أبو خِراش الهذلي:
بَعثتهُ في سوادِ الليلِ يرقُبُني إذ آثر الدفء والنومَ ،المناخيبُ
(النخوب: الذاهب اللحم المهزول ، وقيا اراد الضعاف من الرجال الذين لا خير عندهم)
لبيد :
رأتني قد شَحَبتُ ،وسلَّ جسمي طِلابُ النازحات من الهمومِ
عروة بن الورد:
إني امرؤ عافي إنائي شِركةٌ وأنتَ امرؤٌ عافي إنائك واحدُ
(عافي :طالب المعروف)
أتهزأ مني أن سَمِنتَ وأن ترى بِجسمي مسَّ الحق والحقُّ جاهدُ
أُفرِقُّ جسمي في جسومٍ كثيرةٍ وأحسو قَراح الماءِ والماءُ باردُ
طرفة بن العبد:
أنا الرّجلُ الضْربُ الذي تعرفونه خشاشٌ كرأسِ الحية المُتوقّدِ
(الضرب: الخفيف اللحم والعرب تمدحه لأن كثرته داعية الى الكسل والثقل وهما يمنعان من الإسراع في الملمات، وشبه تيقظه وذكاء ذهنه بسرعة حركة رأس الحية وشدة توقده)
الأعشى الأكبر :
أرى رجلاً منهم أسيفاً كأنّما يَضُمُّ إلى كشحيهِ كفاً مخضّباً
(الأسيف: الحزين الغضبان الذي لايسمن لأن الحقد يأكله)
عنترة:
إمّا تَرْيني قد نَحَلْتُ ومن يَكُنْ غَرضاً لأطرافِ الأسنةِ يَنْحَلِ
العباس بن الأحنف:
انظر إلى جسدٍ أضر به الهوى لولا تقلب طرفه دفنوه
العباس بن الأحنف:
ويا فوز لو أبصرتني ما عرفتني لطول نحولي بعدكم وشحوبي
المجنون :
وأصبحت من ليلى الغداة كناظرً مع الصُبحِ في أعقابِ نجمٍ مُغرِبِ
ألا إنما غادرتِ يا أُمّ مالكٍ صَدىً أينما تذهبُ بهِ الريحُ يذهبِ
(قال المبرد صاحب الكامل هذا البيت من أعجب ما قيل في النحافة)
المجنون(الأمالي للقالي ص162):
سَلَبتِ عظامي لحمها فتركتها مُعَرّقةً تضحى لديك وتَخْصَر
وأخليتها من مُخّها فكأنّها قواريرُ في أجوافها الريحُ تَصفرُ
إذا سمعتْ ذكرَ الفراق تَقَطعّتْ علائقُها مما تخافُ وتَحذرُ
خذي بيدي ثم انهضي بي تَبينّي بيَّ الضُرُّ إلا أنني أتسَترُ
النمر بن تولب:
وفي جِسمِ راعيها شُحوبٌ، كأنّهُ هُزالٌ، وما منْ قلّةِ الطعمُ يُهزَلُ
سعد بن ربيعة:
ألا إنّما هذا السلال الذي ترى وادبار جسمي من ردى العثرات
الحارثي:
سلبتِ عظامي لحمها فتركتها مجردة تضحى لديك وتخصَرُ
وأخليتِها من مخها فكأنها أنابيب في أجوافها الريحُ تصفرُ
إذا سمعت باسم الفراق تقعقعت مفاصلها من هول ما تنتظرُ
خذي بيدي ثم ارفعي الثوب تنظري بيَ الضرَّ إلا أنني أتسترُ
فما حيلتي إن لم تكن لكِ رحمةٌ علي ولا لي عنك صبرٌ فأصبرُ
نُصيب:
وبات وسادي ساعدٌ قلّ لحمهُ عن العظم حتى كاد تبدو أشاجُعه
(أصول الأصابع)
وضاح اليمن:
يا روضُ حُبّكِ سَلَّ جسمي وانتحى في العظمِ حتى قد بلغتِ مشاشتي
ابن الخياط:
فها أنا ماثِلٌ كرمادِ عودٍ مضنى محصولهُ الشخصُ باقِ
فلو واصلتني يوماً لأودى بجسمي مسُّ جسمكَ بالعناقِ
أبو الفتح البستي يصف شمعة(يتيمة الدهر ج1 ص518):
قد شابهتني في لونٍ وفي قصفِ وفي نحولٍ وفي دمعٍ وفي سهرِ
العتابي:
إنَّ الصَّبابة لم تدعْ مني سوى عظمٍ مُبرّى
ومدامعٍ عبرى على كبدٍ عليك الدهر حَرّى
ابن الفارض:
كأنّي هِلالُ الشكِّ لولا تأوهي خَفيتُ فلم تُهدَ العيونُ لرؤيتي
فجسمي وقلبي مستحيلٌ وواجِبٌ وخَدِّي مندوبٌ لجائرِ عبرتي
أبو الشيص:
أكلَ الوجيفُ لحومها ولحومهم فأتوكَ أنقاضاً على أنقاضِ
(الوجيف: السير السريع)
ولقد أتتك على الزمانِ سواخطاً فرجعن عنك وهنَّ عنه رواضِ
ابن أبي مرة المكي :
إن وصفوني فناحلُ الجسدِ أو فتشوني فأبيضُ الكبدِ
أحدهم يمدح سعيد بن العاص:
سعيدٌ فلا يغرركَ خِفّةُ لحمهِ تخَدَّدَ عنه اللحمُ وهو صليبُ
أحدهم :
تراه من الذكاءِ نحيف جسم عليه من توقده دليل
إذا كان الفتى ضخم المعالي فليس يضره الجسم النحيل
حافظ ابراهيم:
شبحاً أرى أم ذاكَ طيفُ خيالِ لا، بل فتاةٌ بالعراءِ حِيالي
أمست بمدرجةِ الخُطوبِ فمالها راعٍ هناكَ، ومالها من والي
حسرى ،تكادُ تعيدُ فحمةَ ليلها نارا بأنّاتٍ ذكينَ طوالِ
ما خطبها ؟ عجباً، وما خطبي بها؟ مالي اُشاطرها الوجيعة مالي؟
دانيتُها ولصوتها في مسمعي وقعُ النّبالِ عطفنَ إثرَ نبالِ
وسألتها : من أنتِ؟ وهي كأنّها رسمٌ على طَللٍ من الأطلالِ
فتململت جزعاً وقالت: حاملٌ لم تدرِ طعمَ الغمضِ منذ ليالي
قد مات َ والدها ،وماتت اُمها ومضى الحِمامُ بعمّها والخالِ
وإلى هنا حبسَ الحياءُ لسانها وجرى البكاءُ بدمعها الهطّالِ
فعلمتُ ما تخفي الفتاة وإنما يحنو على أمثالها أمثالي
ووقفتُ أنظرها كأني عابدٌ في هيكلٍ يرنو إلى تمثالِ
ورأيتُ آيات الجمالِ تكفلّت بزوالهنّ فوادحُ الأثقالِ
لا شئ َ افعلُ في النفوسِ كقامةٍ هيفاءَ روّعها الأسى بهزالِ
أو غادةٍ كانت تريكَ إذا بدتْ شمسَ النهارِ فأصبحت كالآلِ(السراب)
حافظ ابراهيم:
إني أعُدُّ ضلوعَهُ من تحتها و الليل عاكرْ
أبصرتُ هيكلَ عظمهِ فذكرتُ سكان المقابرْ
فكأنما هوَ ميتٌ أحياهُ عيسى بعد عازر
قد كان يهدمه الن سيمُ وكاد تذروه الأعاصر
وتراه من فرطِ الهُزا لِ تكاد تثقبه المواطر
إبراهيم ناجي:
وكذا الحياة تُمل إن هي أقفرت ممن يُهوِّنُ عبأها المحمولا
كدٌ على كدٍّ ولست ببالغٍ إلا ضنىً متتابعاً ونحولا
عبد الحميد الديب:
أفي غرفتي يا ربّ أم أنا في لحدي ألا شدَّ ما ألقى من الزمن الوغدِ
فأهدأ أنفاسي تكاد تهدّها وأيسر لمسي في بنانها يردي
تراني بها كل الأثاث،فمعطفي فراش لنومي،أو وقاء من البرد
أرى النمل يخشى الناس إلا بأرضها فأرجله أمضى من الصارم الهندي
تحملت فيها صبر أيوب في الضنى وذقت هزال الجوع أكثر من غاندي
الأخطل الصغير(قصيدة عروة وعفراء):
خَلعَ النحولُ عليهِ أفجعَ ما ارتأى داءٌ، وأبلى ما اكتساهُ عانِ
سُقْمٌ تَشِفُّ بهِ الضلوعُ كأنّها قِطعُ الزّجاجِ بمائلِ الجدرانِ
إيليا أبو ماضي:
اصبحتُ أنحلَ من طيفٍ ، وأحيرَ من ضيفٍ ، وأسهرَ من راعٍ على غنم
أحدهم:
رأتْ نِضْوَ أسفَارٍ، أُميْمةُ، شاحباً على نضو اسفارٍ، فجُنَّ جنونُها
فقالت:”مِن أيِّ الناس أنت؟ ومن تَكُنْ فإنك راعي صِرْمةٍ لا يَزينها
فقلت لها:”ليس الشُّحوبُ على الفتى عارٍ، ولا خيرُ الرجال سمينُها
عليك براعى ثَلَّة مُسْلَحِبَّةٍ يروحُ عليه مَخْضُها وحَقينُها
سمينِ الضَّواحى ،لم تؤَرِّقهُ ليلةً ـ وأنعمَ ـ أبكارُ الهموم وعُونُها
نضو اسفار: مهزول قد أذابت لحمه الأسفار ولوحته البيد ، يعني باأول نفسه، وبالثاني بعيره. الصرمة: القطيع من الإبل والغنم.الثلة :جماعة الغنم .مسلحبة: اي منبطحة في مراعيها قد اطمأنت شبعاً وريّاً.المخض:اللبن الذي يستهلك فيه زبده فلا يكاد يخرج منه زبد الحقين:اللبن يجمع في السقاء.الضواحي: مابرز من الانسان كالمنكبين والكتفين.الأبكار: جمع بكر وهي المرأة لم تتزوج بعد.العون: جمع عوان وهي المرأة كان لها قبل ذلك زوج)
أحدهم:
فلو أنَّ ما ابقيتِ مني مُعَلَّقٌ بِعُودِ ثمامٍ ما تأودّ عُودَها
أحدهم:
لو أنَّ سلمى أبصرتْ تَخدُّدي ودِقةً في عظمِ ساقي ويدي
وبُعدَ أهلي وجفاءَ عُودَّي عَضَّتْ من الوجدِ بأطرافِ اليدِ
(تخددي: ماحدث في جسمي من النحول)
أحدهم :
كيفَ يخفى نحولُ من كادَ يخفى هل ترى لي إلا لساناً وطرفا
كيفَ أبقى والجسم يزدادُ ضعفاً كلّ يومٍ والسقمُ يزدادُ ضعفا
فسقى الله كلَّ كأس سرور من سقاني كأسَ المنيةِ صرفا
أحدهم:
سكنتَ إلى النوى ونسيتَ صبّاً نحيلاً كاد يقتلهُ الحنين
فلمّا لم يجد في الحب صبراً ولم ترحم جوانحه الشجون
تفانى في النحول فلو تبدى لما فطنتْ لخطرته العيونُ
وهاهو كالخيال اتاك يسري مخافة أن تُظَنَّ به الظنونُ
فأكرم نُزلهُ وارحم ضناه فإن فؤادك الحرم الأمين
جاء في العقد الفريد ج4 ص9:”قيل لأعرابي : ما أنحلَ جسمك؟ قال:سوء الغذاء ،وجدوبة الرعي، واختلاج الهموم في صدري ثم أنشأ يقول:
الهَمُّ ما لم تُمضِهِ لسبيلهِ داءٌ تَضَّمنهُ الضلوعُ عظيمُ
ولرُّبما استيأستُ ثم أقولُ لا إنَ الذي ضمِنَ النجاحُ كريمُ.
أحدهم:
عادني ممرضي فلم ير مني فوق فرش السقام شيئاً يراهُ
قال لي: أين أنت؟ قلتُ:التمسني فبكى حين لم تجدني يداهُ
أحدهم:
سمنت هِمّة في الضلوع فآيتها البدن الناحل
أحدهم:
كبير النفس تلقاه هزيل الجسم من سقم