بسم الله الرحمن الرحيم
الدُّعاءُ مُخُّ العبادة
سبحانك اللهم وبحمدك،وتبارك اسمك،وتعالى جدك،وجلّ ثناؤك،ولا إله غيرك،لا نحصي ثناء عليك ،أنت كما أثنيت على نفسك،ونصلي ونسلم على رسولك وحبيبك وعبدك محمد صلى الله عليه وسلم ـ ما اختلف الليل والنهار ـ خاتم الأنبياء والمرسلين،والمبعوث رحمة للعالمين،ولد سيد آدم،ومعلم الناس الخير،وعلى آله المطهرين،وصحبه ومن اتبع هديهم إلى يوم الدين.
سبحانك اللهم وبحمدك،حكمت فعدلت،وقدّرت فهديت،وخلقت فسويت،فلك الحمد في السراء والضراء وحين البأس،لا قنوط من رحمتك ولا يأس.
الحمد لله الذي عنت لسلطانه الوجوه،وسجد له ما في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وظلالهم بالغدو والآصال.نشكره على ما أولانا من فضل هو محض العطاء والنعماء،ونعوذ به من شرِّ كل ذي شر،ومن شر كل ناصية هو آخذ بيدها،ونسأله إخلاصاً في الدين،وثباتاً على الحق،وأن يلهمنا جادة الصواب،وأن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم،وأن يبعد عنا الرياء،وأن يوفقنا لما فيه خير الدارين،إنه سميع مجيب الدعاء.
اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا وزدنا علما.
والله أسأل أن ينفع بهذا العمل،وأن يرزقنا السداد في القول والعمل،وأن ينفع بصاحبه علماً وعملاً،وأن يهيء لنا من أمرنا رشدا،وهو المستعان،والله المأمول أن يأخذ بأيدينا إلى ما فيه صدق القول والعمل،والله من وراء القصد،وهو حسبنا ونعم الوكيل.
تعريف الدعاء:
يقول الشيخ العلامة علي الطنطاوي رحمه الله:
“الدعاء لغة:النداء.والشرع لا يمنع أن تدعو(أي تنادي)إنساناً حياً يسمع صوتك،ليُعينُكَ بعلمه أو قوته على جلب النفع لك.
وليس هذا هو الدعاء الذي نتكلم عنه.بل الدعاء الذي نقصده هنا والذي هو مُخُّ العبادة وهو طلب جلب النفع ودفع الضرر بلا سبب مادي ظاهر وهو الذي لا يُوجه إلا إلى الله وحده،رأساً بلا واسطة،فلا يُطلب الشفاء نفسه من الطبيب ولو كان حياً لأن الطبيب يصف الدواء والشفاء من الله فأولى ألا يطلبه أو يطلب ما يشابهه من ميت أو جماد،لأنه لا يمنح النفع بلا سبب ظاهر إلا الله.
فالمؤمن يتخذ الأسباب ثم يطلب المُسبب من الله وما لا يعرف الناس له سبباً يطلبه من الله وحده،يدعوه ويقول يا الله،ويعتقد أن بابه مفتوح وأن إجابته حاصلة،لا يدعو غيره بدله ولا يدعو غيره معه،ولا يتخذ غيره وسيطاً في الدعاء بينه وبينه وهذا هو الدعاء الذي هو مخ العبادة”.
ويقول الدكتور محمد لطفي الصباغ رحمه الله(موقع الدكتور ـ مقالات بعنوان الدعاء والذكر):
“الدعاء ذِكر،والذكر لون من ألوان العبادة التي أمر الله بها عباده في محكم كتابه،فقال تعالى:{فاذكروني أذكرُكُم}[البقرة 152]،وقال تعالى:{واذكر رَبَّكَ في نفسكَ تَضرُّعاً وخِيفةً ودُونَ الجهرِ من القولِ بالغُدوِّ والآصالِ ولا تَكُن من الغافلين}[الأعراف 205]،وقال سبحانه:{واذكروا الله كثيراً لعلّكم تُفلحون}[الجمعة 10]،وقال جلَّ جلاله:{يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً*وسبِّحوهُ بُكرةً وأصيلاً}[الأحزاب 41 ـ 42]”.
أما الإبتهال:
فيقول الأستاذ أحمد أمين رحمه الله(مجلة الثقافة العدد 208 بتاريخ 22 كانون الأول عام 1942):
“الإبتهال في اللغة التضرع،والإجتهاد في الدعاء،والإخلاص لله فيه،ومن ثم استمد روحانيته وقوته من موقف المبتهل حيث يتحرر من شؤون الحياة الدنيا وأعراضها ومشاكلها ومشاغلها ويتفرغ إلى ربه ويناجيه،ويسمو عن المادة وحقارتها.
الدعاء مخ العبادة:
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الدعاء هو العبادة.
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:“الدعاء هو العبادة”ثم قرأ صلى الله عليه وسلم الآية{وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}[غافر 60].[أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه عن النعمان بن بشير رضي الله عنه وجاء في الترغيب والترهيب للمنذري إسناده صحيح أو حسن]
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:“ليس شيءٌ أكرم على الله تعالى من الدعاء”[رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه وقال الألباني :حديث حسن].
يقول العلامة الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله:
“والسياق أن يقول عن دعائي،فعبر بالعبادة على الدعاء.فأنت تَتعبّد إلى الله بالدعاء،واترك الله يصرّف لك الأمور كيف يشاء”.
يقول الشيخ العلّامة علي الطنطاوي رحمه الله(فصول إسلامية ص 107):
“وباب الإطمئنان والطريق إلى بلوغ حلاوة الإيمان هو الدعاء.
ادعُ الله دائماً واسأله ما جلَّ ودقَّ من حاجاتك،فإنّ الدعاء في ذاته عبادة،وليس المدار فيه على اللفظ البليغ والعبارات الجامعة،وما يدعو به الخطباء على المنابر،يريدون إعجاب الناس بلفظهم وبيانه،أكثر ما يريدون الإجابة،فإن هؤلاء كمن يتكلم كلاماً طويلاً في الهاتف وشريط الهاتف مقطوع،بل المدار على حضور القلب،واضطرار الداعي،وتحقق الإخلاص،ورُبّ كلمة عامية خافتة مع الإخلاص والإضطرار أقرب إلى الإجابة من كل الأدعيّة المأثورة تلقى من طرف اللسان”.
ويقول الدكتور محمد لطفي الصباغ رحمه الله(موقع الدكتور):
“للدُّعاء شأنٌ عظيم في الإسلام،وله أثر كبيرٌ في الحياة.
ومما يدلُّ على عظيم مكانته أنَّ الصلاة التي هي عماد الدين،والتي هي أعظم ركن من أركان الإسلام بعد الشهادتين كانت قائمة على الذكر والدعاء،فالفاتحة دعاء،وفي الركوع والاعتدال والسجود والجلوس بين السجدتين والجلوس للتشهد في كلِّ ذلك ذكرٌ ودعاء.
وفي الدعاء تذلُّلٌ إلى الله غاية التذلُّل،وإظهار الإفتقار إليه،وهذا يتفق مع معنى العبادة،فما شُرعت العبادات إلا للخضوع للباري جلَّ جلاله وإظهار الافتقار إليه”.
ومن الآيات الحاضّة عن الدعاء :الآيات الواردة في آخر سورة آل عمران يقول تعالى:{إنَّ في خَلقِ السّماواتِ والأرضِ واختلافِ الليل والنهارِ لآياتٍ لأُولي الألباب*الذينَ يذكرونَ الله قياماً وقُعوداً وعلى جُنوبهمْ ويتفكّرونَ في خلقِ السّماواتِ والأرضِ رَبّنا ما خلقتَ هذا باطلاً سُبحانكَ فَقِنا عذابَ النّار*رَبّنا إنّكَ من تُدخلِ النّارَ فقد أخزيتهُ وما للظالمينَ من أنصار*رَبّنا إنّنا سَمعنا مُنادياً يُنادي للإيمانِ أن آمنوا بِربّكم فآمنا رَبّنا فاغفرْ لنا ذُنوبَنا وكَفّر عنّا سيئاتنا وتوَفّنا مع الأبرارِ*رَبّنا وآتنا ما وعدتنا على رُسُلِكَ ولا تُخزنا يومَ القيامةِ إنّكَ لا تُخلفُ الميعاد}[آل عمران 190 ـ 194].
ومن الأحاديث النبوية الدالة على عِظم شأن الدعاء قوله صلى الله عليه وسلم:“مثلُ الذي يذكر ربّهُ والذي لا يذكر ربّهُ،مثلُ الحي والميّت”[متفق عليه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه].
ويتابع الدكتور الصباغ رحمه الله:
“الدعاء هو حياة الروح،والسعيد من كان لسانه رطباً بذكر الله في كلِّ حين،لأنّه عندئذ يكون مُقتدياً برسول الله صلى الله عليه وسلم ـ دائم الذكر لله ـ تبارك وتعالى،يستغفره ويتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرّة،كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:“والله إنّي لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم الواحد أكثر من سبعين مرّة”[رواه البخاري]”.
يقول الشهيد سيد قطب رحمه الله في قوله تعالى:{فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون}[البقرة 152]
“إنه الفضل الذي لا يفيضه إلا الله الذي لا خازن لخزائنه،ولا حاسب لعطاياه.الفضل الفائض من ذاته تعالى بلا سبب ولا موجب إلا أنه هكذا هو سبحانه فياض العطاء.وفي الصحيح:“يقول الله تعالى: أنا عندَ ظنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني،فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي،وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأٍ خيرٍ منهم”.[متفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه].
ويتابع سيد قطب رحمه الله :”وذكر الله ليس لفظاً باللسان،إنما هو انفعال القلب معه أو بدونه،والشعور بالله ووجوده والتأثر بهذا الشعور تأثراً ينتهي إلى الطاعة في حده الأدنى،وإلى رؤية الله وحده ولاشيء غيره لمن يهبه الله الوصول ويذيقه حلاوة اللقاء”.
وقد أمرنا الله جل جلاله أن ندعوه .
قال تعالى:{وقال رَبُّكم ادعوني أستجب لكم}[غافر 60]،وقال تعالى:{وإذا سألكَ عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أُجيبُ دعوةَ الدَّاعِ إذا دعانِ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلَّهم يرشدون}[البقرة 186].
يقول الشهيد سيد قطب رحمه الله في تفسير الآية 186 من سورة البقرة:
“أيّة رقّة؟وأي انعطاف؟وأيّة شفافية؟وأيّ إيناس؟وأين تقع مشقة أي تكليف في ظل هذا الودّ، وظل هذا القرب،وظل هذا الإيناس؟
إضافة العباد إليه،والردّ المباشر عليهم منه…لم يقل:فقل لهم:إني قريب…إنما تولى بذاته العليّة الجواب على عباده بمجرد السؤال..قريب…ولم يقل:أسمع الدعاء…إنما عجّل بإجابة الدعاء{أجيب دعوة الداع إذا دعان}.
إنها آية عجيبة…آية تسكب في قلب المؤمن النداوة الحلوة،والود المؤنس،والرضا المطمئن،والثقة واليقين..ويعيش منها المؤمن في جناب رضيّ،وقربى نديّة،وملاذ أمين وقرار مكين”.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:“ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء”[أخرجه أصحاب السنن والحاكم وقال صحيح الإسناد].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” من لم يسأل الله،يغضب عليه”[رواه الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه وقال الألباني: حديث حسن]
وقد أمرنا الله عز وجل أن ندعوه بأن يطعمنا ويكسونا ويهدينا ويغفر لنا،جاء في الحديث القدسي:
“يا عبادي،كلكم ضالٌّ إلا من هديته،فاستهدوني أهدِكم،يا عبادي كلُّكُم جائعٌ، إلا من أطعمته،فاستطعموني أطعِمكم،يا عبادي كلكم عارٍ، إلا من كسوته، فاستكسوني أكْسُكم”[صحيح مسلم عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه]
يقول الشيخ الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله:
“إذا نزل بك مالاتملك دفعه،فأقلل من الشكوى وأكثر من الدعاء”.
يقول الأستاذ الدكتور محمد لطفي الصباغ رحمه الله:
“وعلى المسلم أن يحذر من الاغترار بما مَنَّ الله عليه من النِعم التي لا تُحصى،من العافية والغِنى عن الناس،فيقول:أنا لست بحاجةٍ إلى الدعاء،إنّه عندئذٍ يكون قد وقع في الانحراف ـ والعياذ بالله تعالى ـ إنَّ العبد بحاجةٍ دائمة إلى معونة الله واللجوء إليه ورعايته،وسؤاله إتمام نِعمه واستمرارها،فهو وحده المُعطي والرّزاق،والعباد لا يملكون من أمر أنفسهم شيئاً،فكم من عزيزٍ ذلّ،وكم من غنيٍّ افتقر،وكم من قويٍّ ضَعُف وأصبح من العاجزين!”.
ويقول الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله(إحياء علوم الدين):
“فإن قلت:فما فائدة الدعاء والقضاء لا مردّ له؟فاعلم أن من القضاء ردّ البلاء بالدعاء،فالدعاء سبب لردّ البلاء واستجلاب الرحمة،كما أن الترس يدفع السهم فيتدافعان،فكذلك الدعاء والبلاء يتصارعان”.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:“لا يُغني حذرٌ من قدر،والدعاءُ ينفعُ مما نزل ومما لم ينزل،وإنَّ البلاء لينزل،فيلقاه الدعاء،فيعتلجان إلى يوم القيامة”[ عن عائشة لأم المؤمنين رضي الله عنها وقال المنذري في الترغيب والترهيب إسناده صحيح أو حسن أو ماقاربهما].
ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله:
“الدعاء من أنفع الأدوية،وهو عدو البلاء يُدافعه ويُعالجه ويمنع نزوله ويرفعه أو يُخففه إذا نزل،وهو سلاح المؤمن”.
كيفية الدعاء
يقول الإمام العظيم ابن القيم رحمه الله:
“علّم الله عباده كيفية سؤاله وأمرهم (في الفاتحة) أن يقدموا بين يديه حمده والثناء عليه وتمجيده،ثم ذكر عبوديتهم وتوحيدهم فهاتان وسيلتان إلى مطلوبهم،توسّلٌ إليه بأسمائه وصفاته،وتوسلٌ إليه بعبوديتهم،وهاتان الوسيلتان لا يكاد يردّ معه الدعاء”.
ويقول الشهيد سيد قطب رحمه الله(الظلال ـ تفسير سورة الفاتحة):
“وبعد فهذه هي السورة المختارة للتكرار في كل صلاة،والتي لا تصح بدونها صلاة.وفيها على قصرها تلك الكليات الأساسية في التصور الإسلامي،وتلك التوجهات الشعورية المنبثقة من ذلك التصور.وقد ورد في صحيح مسلم من حديث العلاء بن عبد الرحمن مولى الحرقة عن أبيه،عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:“يقول الله تعالى:قسمت الصلاة بين عبدي نصفين.فنصفها لي ونصفها لعبدي،ولعبدي ما سأل..إذا قال العبد:الحمد لله ربَ العالمين.قال الله:حمدني عبدي.وإذا قال الرحمن الرحيم.قال الله: أثنى عليَّ عبدي.فإذا قال:مالك يوم الدين.قال الله:مجدّني عبدي.وإذا قال:إياك نعبد وإياك نستعين.قال:هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل.فإذا قال:اهدنا الصراط المستقيم.صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين.قال:هذا لعبدي ولعبدي ما سأل”.
روى عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو ويقول:”اللهم إني أسألك بأني أشهد أنّك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد،الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.فقال:”والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى[ ألخرجه أبو داود والنسائي وقال الترمذي حديث صحيح].
وفي حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يدعو”اللهم إني اسألك بأنَّ لك الحمد لا إله إلا أنت المنّان،بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام،يا حيّ يا قيوم”.فقال النبي صلى الله عليه وسلم :لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل أعطي”.[صحيح أبو داود وقال الألباني:حديث صحيح].
وقد جمعت الفاتحة الوسيلتين وهي:التوسل بالحمد،والثناء عليه وتمجيده،والتوسل إليه بعبوديته وتوحيده،ثم جاء سؤال أهم المطالب وأنجح الرغائب وهو الهداية بعد الوسيلتين فالداعي به حقق الإجابة”.
يقول تعالى:{ادعوا ربّكُم تضرعاً وخُفية إنّه لا يحبُّ المعتدين}[الأعراف 55]
يقول الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله(مجلة المنار العدد421 بتاريخ 16 آيار عام 1923م):
“وشر أنواع الاعتداء في الدعاء التوجه فيه إلى غير الله ولو ليشفع له عنده،لأن الحنيف من يدعو الله تعالى وحده،فلا يدعو معه غيره،كما قال:{فلا تدعوا مع الله أحد}[الجن18]أي لا ملكاً ولانبيا..ومن دعا غير الله فيما يعجز هو وأمثاله عنه من طريق الأسباب كالشفاء من المرض بغير التداوي وتسخير قلوب الأعداء والإنقاذ من النار ودخول الجنة وما أشبه ذلك من المنافع ودفع المضار فقد اتخذه إلهاً،لأن الإله هو المعبود “والدعاء هو العبادة”كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد وابن أبي شيبة وأصحاب السنن الأربعة وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه عن النعمان بن بشير وأبو يعلى عن البراء رضي الله عنهما،والمعنى أنه الركن الأعظم في العبادة على نحو“الحج عرفة”وفي معنى هذا التفسير حديث أنس عن الترمذي مرفوعاً“الدعاء مخ العبادة”وإسناده ضعيف يقويه تفسير للصحيح.
قال تعالى:
{قُلْ أَرَأيتُم ما تدعونَ من دُونِ الله أروني ماذا خلقوا من الأرضِ أم لَهُم شِركٌ في السَّماواتِ ائتُوني بِكتابٍ مِن قَبلِ هذا أو أثَرَةٍ من عِلمٍ إن كنتم صادقينَ*ومن أضَلُّ ممّن يدعو من دون الله من لا يستجيبُ لهُ إلى يومِ القِيامةِ وهُم عن دُعائِهم غافلونَ}[الأحقاف 4 ـ 5]
وقال تعالى:{والّذينَ تدعونَ من دُونهِ ما يَملكونَ من قِطميرٍ*إن تدعوهم لا يسمعوا دُعاءَكُم ولو سمعوا ما استجابوا لكُم ويومَ القِيامةِ يَكفرونَ بِشِركِكُم ولا يُنَبّئُكَ مثلُ خبيرٍ}[فاطر 13 ـ 14]
وقال تعالى:{قل ادعو الذين زعمتُم من دونهِ فلا يملكون كشفَ الضرِّ عنكم ولا تحويلا*أولئك الذين يدعونَ يبتغون إلى ربِّهمُ الوسيلةَ أيَُّهم أقربُ ويرجونَ رحمتَهُ ويخافونَ عذابَهُ إنَّ عذابَ ربِّكَ كان محذورا}.[الإسراء 56 ـ 57].
ويقول تعالى:{لهُ دعوةُ الحقِّ والذينَ يدعون من دونهِ لا يستجيبونَ لهم بشيءٍ إلا كباسطِ كفيهِ ألى الماء ليبلغَ فاهُ وماهو ببالغهِ وما دعاءُ الكافرين إلا في ضلالٍ}[الرعد 14]
يقول الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله:
“والآيات المُنكرة على المشركين دعاء غير الله وكونها عبادة لهم وشركاً في الله كثيرة،ولكن المُضلين للعوام من المسلمين يقولون لهم لا بأس بدعائكم للأولياء والصالحين عند قبورهم،والتضرع والخشوع عندهم،فإن هذا توسل بهم إلى الله ليقربهم منه بشفاعتهم لكم عنده لا عبادة لهم.وهذا تحكم في اللغة وجهل بها،فأهل اللغة كانوا يسمون ذلك عبادة،والوسيلة في الدين هي غاية للعبادة،فإن معناها التقرب منه تعالى بما يرتضيه،والتوسل في الدين هي غاية للعبادة،لا إن معناها التقرب منه تعالى بما يرتضيه،والتوسل طلب ذلك فهو التقرب منه،وإنما يكون بما شرعه من عبادتك له دون عبادة غيرك{وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}[النجم 39]والذين عبدوا الملائكة والأنبياء والأولياء كانوا يقصدون بدعائهم أن يقربوهم إلى الله زلفى وأن يشفعوا لهم عنده ويعتقدون أنهم لا يملكون نفعهم ولا كشف الضر عنهم بأنفسهم،بل ذلك هو الله الذي يجير ولا يُجار عليه”.
ويتابع رحمه الله:
“نعم إن طلب الدعاء من المؤمنين مشروع من الأحياء دون الأموات،ويسمى في اللغة توسلاً إلى الله لأنه قد شرعه،ومنه توسل عمر والصحابة بالعباس،بدلا من النبي عليه وعلى آله الصلاة والسلام،وإنما كان ذلك بصلاة الاستسقاء وما يشرع بعدها من الدعاء”.
ويتابع الشيخ رضا رحمه الله:
“ومن الاعتداء في الدعاء ماهو خاص باللفظ كالتكلف والسجع والمبالغة في رفع الصوت فقد صحّ النهي عن ذلك،ومنها ماهو خاص بالمعنى وهو طلب غير مشروع من وسائل المعاصي ومقاصدها كضرر العباد،وأسباب الفساد،وطلب المحال الشرعي أو العقلي كطلب إبطال سنن الله في الخلق وتبديلها أو تحويلها،ومنه طلب النصر على الأعداء،مع ترك وسائله كأنواع السلاح والنظام،والغنى بدون كسب،والمغفرة مع الإصرار على الذنب.والله تعالى يقول:{فلن تجدَ لِسنَّت الله تبديلا*ولن تجد لِسنّتِ الله تحويلا}.[فاطر 43].
ويقول الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله في موضع آخر (مجلة المنار العدد 187):
“وقد اشترطوا في الدعاء شروطاً منها أن لايدعو بمحال عقلاً ولا شرعاً ولا عادة،وإذا كان الدعاء بالمحال في العادة ممنوعاً وغير جدير بالإجابة لأنه من إساءة الأدب مع الله تعالى كأن الداعي يقول اللهم أبطل حكمتك في نظام خليقتك وبدل سننك في خلقك لأجلي فكيف يتحقق في الدعاء أمر خرق العادة؟”.
ويقول الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه(كتاب دعاء الأنبياء والصالحين):
“من رحمة الله تعالى بخلقه أنّه علمهم كيف يدعونه ،كما علمهم كيف يعبدونه وماذا يسألونه،وخير الدعاء ما كان بكلماته سبحانه…لأن الخالق جلَّ جلاله هو الأعلم بما يصلح لنا…من هنا كان دعاء القرآن..هو خيردعاء نتجه به إلى الله تعالى لأنه من الله…وإلى الله.
ولكن ما هي فلسفة الدعاء في القرآن الكريم؟
هل علمنا كيف ندعوه طلباً للدنيا..هل علمنا أن نسأله المال أو المنصب أو أن نمتلك أرضاً أو أن نصبح ذا نفوذ؟أم علمنا أن نسأله من فضله في الآخرة وأن يقينا الشر في الدنيا ويزيد من اتجاهنا إليه لنصبح من أهل الجنة؟
إننا لو استعرضنا آيات الدعاء في القرآن الكريم نجد أن معظم هذه الآيات يتركز بالنسبة للدنيا على التوبة وغفران الذنوب والبعد عن المعاصي…والقرب من الله سبحانه وتعالى والمنزلة الرفيعة في الآخرة..لماذا؟
لان الحياة الدنيا عند الله ليست هي الحياة الحقيقية ولكن الحياة الحقيقية هي الآخرة…يقول الحق سبحانه وتعالى:{وما هذهِ الحياةُ الدُّنيا إلا لهوٌ ولعبٌ وإنَّ الدارَ الآخرةَ لهيَ الحَيوانُ لوكانوا يعلمون}[العنكبوت 64].
وكلمة الحَيوان معناها الحياة الحقيقية…لماذا؟ لأنها حياة خالدة لا موت فيها،لا تفوتك فيها النعمة ولا تفوتها،فأنت في نعيم مقيم،وليس هذا النعيم بقدراتك أنت،أو بقدرات البشر،ولكن النعيم فيها بقدرة الله سبحانه وتعالى…وفرق هائل بين قدرات الله وقدرات البشر ثم هي لا تعب فيها فأنت مطالب بأن لاتعمل وتشقى ولكن بمجرد أن يخطر الشيء على بالك تجده أمامك.
إن حياة كهذه لجديرة بأن يطلبها كل مؤمن وأن يعمل من أجلها وإن المؤمن الذكي هو الذي يطلب ما هو باق ودائم وأبدي،ولا يطلب متعة تستمرأعواماً قليلة وتنتهي.
ولكن هل أغفل الحق تبارك وتعالى الدعاء من أجل الدنيا؟
لا،وإنما جعله محدود الحجم لهذه الحياة القصيرة التي نعيشها…إنه سبحانه وتعالى لم يطلب من المؤمن أن يعتزل الدنيا ويتركها؟ولكن هناك مهام دنيوية كلَّف الله بها الإنسان..ولا بد أن يؤديها ليعمر الكون…هناك الذرية التي يتركها الإنسان في الدنيا بعد موته…إن القرآن الكريم يعلمنا كيف ندعوه بشرط ألا ينسينا طلب الدنيا…طلب الآخرة وكما جاء في قوله تعالى:{ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنا عذابَ النار}[البقرة 201]صدق الله العظيم”.
آداب الدعاء
1 ـ التضرع:
يقول تعالى:{ادعوا ربَّكُمْ تَضرُّعاً وخُفيةً إنّه لا يُحبُّ المعتدين}[الأعراف 55].
يقول الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله(مجلة المنار العدد 421):
“التضرع تفعل من الضراعة معناه تكلفها أو المبالغة فيها أو إظهارها وهي مصدر ضرع كخشع إذا ضعف وذلّ،وتلّوى وتململ.ومأخذها من قولهم ضرع إليهم إذا تناول ضرع أمه،وأن حاجة الصغير من الحيوان والإنسان إلى الرّضاع من أمه لمن أشدّ مظاهر الحاجة والإفتقار بشعور الوجدان إلى شيء واحد لايتوجه إلى غيره معه ولذلك خصّ استعمال التضرع في التنزيل بمواطن الشدّة كما في الآيات 42،و43،و63 من سورة ألانعام،ومثله في سورة المؤمنين:{ولقد أخذناهُم بالعذابِ فما استكانوا لربِّهم وما يتضرَّعون}.[المؤمنون 76].
وذلك أن دعاء الله عند الحاجة وفي حال الشدّة هو مخُّ العبادة وروحها،وله مظهران التضرع والإبتهال ،والخفية والإسرار.أي ادعوا ربكم ومُدّبر أموركم مُتضرعين مبتهلين إليه تارة،ومُسرين مُستخفين تارة أخرى،أو دعاء تضرع وتذلل وابتهال،ودعاء مناجاة وإسرار ووقار ولكل من الدعائين وقت،وداعية من النفس.
فالتضرع بالجهر المعتدل يحسن في حال الخلوة والأمن من رؤية الناس للداعي ومن سماعهم لصوته،فلا جهره يؤذيهم ولا الفكر فيهم يشغله عن التوجه إلى ربّ وحده،ويفسد عليه دعاءه بحبِّ الرياء والسمعة.
والإسرار يحسن في حال اجتماع الناس في المساجد والمشاعر وغيرها إلا ماورد رفع الصوت فيه من الجميع،كالتلبيّة في الحج وتكبير العيد،وهو مشترك لا رياء فيه.ولما كان الليل سترأ ولباساً شرع فيه الجهر في قراءة الصلاة،وهو للمتجهد في خلوته يطرد الوسواس،ويقاوم فتور النعاس،ويعين على تدّبر القرآن،وبكاء الخشوع للرحمن”.
يقول الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله(مجلة المنار العدد204):
“وحقيقة الدعاء هي شعور القلب بالحاجة إلى عناية الله تعالى فيما يطلب،وصدق التوجه إليه فيما يرغب،ولا يتوقف على تحريك اللسان بالألفاظ فإن الله ينظر إلى القلوب وما أسرّت فإن وافقتها الألسنة فهي تبع لها وإلا كان الدعاء لغوا يبغضه الله فالدعاء الديني لا يتحقق إلا بإحساس الداعي بالحاجة إلى عناية الله تعالى وعن هذا الإحساس يعبر اللسان بالضراعة والابتهال”.
ويقول الشهيد سيد قطب رحمه الله في قوله تعالى:{واذكر ربّكَ في نفسِكَ تَضَرُّعاً وخِيفةً ودون الجهر من القول}[الأعراف 205]
“وبعد،فإن ذكر الله ليس مجرد الذكر بالشفة واللسان.ولكنه الذكر بالقلب والجنان.فذكر الله إن لم يرتعش له الوجدان،وإن لم يخفق له القلب،وإن لم تعش به النفس..إن لم يكن مصحوباً بالتضرع والتذلل والخشية والخوف….لن يكون ذكراً..بل قد يكون سوء أدب في حقّ الله سبحانه.إنما هو التوجه إلى الله بالتذلل والضراعة،وبالخشية والتقوى…إنما هو استحضار جلال الله وعظمته،واستحضار المخافة لغضبه وعقابه،واستحضار الرجاء فيه والالتجاء إليه..حتى يصفو الجوهر الروحي في الإنسان،ويتصل بمصدره اللدني الشفيف المنير.
ويتابع رحمه الله:
“فإذا تحرك اللسان مع القلب،وإذا نبست الشفاه مع الروح،فليكن ذلك في صورة لا تخدش الخشوع ولا تناقض الضراعة.ليكن ذلك في صوت خفيض،لا مكاء وتصدية،ولا صراخاً وضجة،ولا غناء وتطرية”.
ويقول سيد قطب رحمه الله في قوله تعالى:{ذكر رحمة ربك عبده زكريا *إذ نادى ربهُ نداءً خفياً}[مريم 2 ـ 3].
يقول رحمه الله:
“إنه يناجي ربه بعيداً عن عيون الناس،بعيداً عن أسماعهم،في عزلة يخلص فيها لربه،ويكشف له عما يثقل كاهله ويكرب صدره وينادي في قرب واتصال:”ربّ” بلا واسطة حتى ولا حرف النداء.إن ربه ليسمع ويرى من غير دعاء ولا نداء ولكن المكروب يستريح إلى البث،ويحتاج إلى الشكوى. والله الرحيم بعباده يعرف ذلك من فطرة البشر،فيتسحب لهم أن يدعوه وأن يبثوه ما تضيق به صدورهم.{وقال ربُّكُمُ ادعوني أستجِبْ لكُمْ}[غافر 60]ليريحوا أعصابهم من العبء المرهق،ولتطمئن قلوبهم إلى أنهم قد عهدوا بأعبائهم إلى من هو أقوى وأقدر،وليستشعروا صلتهم بالجناب الذي لا يضام من يلجأ إليه،ولا يخيب من يتوكل عليه.
“ولم أكن بدعائك رب شقياً” معترفاً بأن الله قد عوده أن يستجيب إليه إذا دعاه،فلم يشق مع دعائه لربه،وهو في فتوته وقوته،فما أحوجه الأن في هرمه وكبرته أن يستجيب الله له ويتم نعمته عليه.
“يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سمياً” ثم ترتسم لحظة الإستجابة في رعاية وعطف ورضى.فالربّ ينادي عبده من الملأ الأعلى”يا زكريا” ويعجل له البشرى”إنا نبشرك بغلام” ويغمره بالعطف فيختار له اسم الغلام الذي بشره به”اسمه يحيى” وهو اسم فذ غير مسبوق”لم نجعل له من قبل سميا”
إنه فيض الكرم الإلهي يغدقه على عبده الذي دعاه في ضراعة وناجاه في خفية وكشف له عما يخشى،وتوجه إليه فيما يرجو”.
2 ـ الخشية:
{والذينَ إذا فعلُوا فاحشةً أو ظَلمُوا أنفُسَهُم ذَكروا الله فاستغفرُوا لِذُنُوبهم ومَن يَغفِرُ الذُّنُوبَ إلا الله ولم يُصِرُّوا على ما فعلوا وهُم يَعلمون}[آل عمران 135]،{وقال رَبُّكمُ ادعوني أستجبْ لكمْ إنَّ الذينَ يستكبرونَ عن عِبادتي سيدخلونَ جهنَّمَ داخرين}[غافر60]،وقال تعالى:{وادعوه خوفاً وطمعاً}[الأعراف 56].
يقول الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله(مجلة المنار العدد 421):
“والمعنى:وادعوه خائفين أو ذي خوف من عقابه إياكم على مخالفتكم لشرعه المصلح لأنفسكم ولذات بينكم،وتنكّبكم لسننه المطردّة في صحة أجسامكم،وشؤون معايشكم ـ وهذا العقاب يكون بعضه في الدنيا وباقيه في الآخرة ـ وطامعين في رحمته وإحسانه في الدنيا والآخرة.والقول الجامع في حال النفس عند الدعاء أن تكون غارقة في الشعور بالعجز والإفتقار إلى الربّ القدير الرحيم،الذي بيده ملكوت كل شيء يُصرّف الأسباب،ويعطي بحساب وبغير حساب،فإن دعاء الرب الكريم بهذا الشعور،يُقوّي أمل النفس،ويحول بينها وبين اليأس،عند تقطع الأسباب،والجهل بوسائل النجاح ولو لم تكن للدعاء فائدة إلا هذا لكفى،فكيف وهو مخ العبادة ولبابها،وإجابته مرجوة بعد استكمال شروطه وآدابه،وأولها عدم الاعتداء فيه،فإن لم تكن بإعطاء الداعي ما طلبه ،كانت بما يعلم الله أنّه خير له منه”.
ويقول ابن عطاء الله رحمه الله(المستطرف للأبشيهي ـ باب الدعاءـ ):
“إن للدعاء أركاناً،وأجنحة،واسباباً وأوقاتاً،فإن وافق أركانه قوي،وإن وافق أجنحته طار إلى السماء،وإن وافق مواقيته فاز،وإن وافق أسبابه نجح،فأركانه:حضور القلب والخشوع،وأجنحته الصدق،ومواقيته الأسحار،وأسبابه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم”.
3 ـ حسن الأدب في الدعاء:
يقول الشهيد سيد قطب رحمه الله في قوله تعالى:{وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرونَ عن عبادتي سيدخلونَ جهنمَ داخرين}[غافر 60]
“وللدعاء أدب لا بد أن يراعى،إنه إخلاص القلب لله.والثقة بالاستجابة مع عدم اقتراح صورة معينة لها،أو تخصيص وقت أو ظرف،فهذا الإقتراح ليس من أدب السؤال.والإعتقاد بأن التوجه للدعاء توفيق من الله،والإستجابة فضل آخر.وقد كان عمر رضي الله عنه يقول: أنا لا أحمل همّ الإجابة إنما أحمل همّ الدعاء .فإذا ألهمت الدعاء كانت الإجابة معه”.وهي كلمة القلب العارف،الذي يدرك أن الله حين يقدر الإستجابة يقدر معها الدعاء.فهما ـ حين يوفق الله ـ متوافقان متطابقان.
فأما الذين يستكبرون عن التوجه لله فجزاؤهم الحق أن يوجهوا أذلاء صاغرين لجهنم!وهذه نهاية الكبر الذي تنتفخ به قلوب وصدور في هذه الأرض الصغيرة،وفي هذه الحياة الرخيصة،وتنسى ضخامة خلق الله.فضلاً على نسيانها عظمة الله.ونسيانها للآخرة وهي آتية لا ريب فيها.ونسيانها للموقف الذليل في الآخرة”.
ويقول سيد قطب رحمه الله في قوله تعالى:{وأيوب إذ نادى ربّه أني مسّني الضرّ وأنت أرحم الراحمين}[الأنبياء 83]
“أيوب هنا في دعائه لا يزيد على وصف حاله:”أني مسني الضر”..ووصف ربّه بصفته:”وأنت أرحم الراحمين” ..ثم لا يدعو بتغيير حاله،تأدباً معه وتوقيراً. فهو نموذج للعبد الصابر لا يضيق صدره بالبلاء،ولا يتململ من الضر الذي تضرب به الأمثال في جميع الأعصار.بل إنه ليتحرج أن يطلب إلى ربه رفع البلاء عنه،فيدع الأمر كله إليه،اطمئناناً إلى علمه بالحال وغناء عن السؤال.وفي اللحظة التي توجه فيها أيوب إلى ربه بهذه الثقة وبذلك الأدب كانت الإستجابةنوكانت الرحمة،وكانت نهاية الابتلاء”.
ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله(الفوائد ص272):
“جمع النبي أيوب في هذا الدعاء بين حقيقة التوحيد وإظهار الفقر والفاقة إلى ربه ووجود طعم المحبة في التملق له،والإقرار له بصفة الرحمة وأنه أرحم الراحمين والتوسل إليه بصفاته سبحانه وشدّة حاجته وفقره،ومتى وجد المبتلى هذا كشفت عنه بلواه.وقد جرب أنه من قالها سبع مرات ولا سيما مع هذه المعرفة كشف الله ضره”.
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:“ما على الأرض مسلمٌ يدعو الله بدعوةٍ إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها مالم يدعُ بمإثمٍ أو قطيعةِ رحمٍ فقال رجلٌ من القومِ إذا نُكثرُ قال الله أكثر”[رواه الترمذي وهو حديث حسن صحيح].
وعن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:“سلوا الله تعالى من فضله فإن الله يحب أن يسأل وأفضل العبادة انتظار الفرج”[رواه الترمذي ورمز السيوطي إلى صحته وحسنه الحافظ ابن حجر].
وأن لايدعو على نفسه ولا على ولده.
عن جابر رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:“لا تَدعُو على أنفُسِكُم،ولا تَدعُوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم ،لاتُوافقوا من الله ساعةً يُسأل فيها عطاءً فيستجيبَ لكم”[رواه مسلم ]
يقول الأستاذ الدكتور محمد لطفي الصباغ رحمه الله(موقع الدكتور):
“هناك مشكلة الدعاء على الأولاد وتقريعهم وشتمهم،وقد يتجاوز الدعاء الأولاد إلى كلِّ من يضيق صدرُ المرء منه،وهذا عام في الرجال والنساء،ويبدو أن هذه العادة أكثر وجوداً عند النساء،وقد يشهد لذلك ماذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما علّل كثرة النساء في النار،فعن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:يا معشرَ النساء،تصدَّقن ،فإنّي أُرِيتُكُنَّ أكثرَ أهل النار،قلن:وبِمَ يارسول الله؟قال صلى الله عليه وسلم:”تُكثِرنَ اللعن،وتكفرن العشير”[رواه الشيخان].
وقد تفنّنت نساءُ بعض البلاد العربية في اللعن تفنّناً كبيراً،فتسمع الدعاء الفظيع ينهال على الولد البريء،والذي تصرّف تصرّفاً صبيانياً لم يوافق هوى أمّه ولا رضاها،إنها تدعو عليه أحياناً أن يُقتل بالرصاص،أو أن تذهب به داهية من الدّواهي،أو أن يصيبه العَمى،تدعو عليه بذلك وغيره،وهو ابنها وفلذة كبدها،وهي لا تدري أنّه قد تُوافق دعواتها ساعة الإجابة،فتندم،ولات ساعة مندم،وقد قيل:إنَّ الدعوات كالحجارة التي يُرمى بها هدفٌ،فمنها ما يصيب ومنها ما يُخطيء.
ذكروا أنَّ الإمام الزمخشري كان يمشي برجلٍ من خشب،فلمّا دخل بغداد واجتمع بالفقيه الدامغاني فسأله عن سبب قطع رجله،فقال:دعاء الوالدة،وذلك أنّي كنت في صِباي أمسكت عصفوراً وربطته بخيطٍ من رجله،فأفلت من يدي فأدركته وقد دخل في خرقٍ فجذبته فانقطعت رجله في الخيط،فتألمت والدتي لذلك،وقالت:قطع الله رِجلك،فلما رحلتُ أطلبُ العلم فسقطت عن الدابة فانكسرت رجلي،وعملت عليَّ عملاً أوجب قطعها”.
ويتابع الدكتور الصباغ:
“إن هذه العادة تُفسد تربية الولد،وتؤذي تكوينه النفسي،وهي ليست عادة كريمة،سواء كان المستهدف الطفل الصغير،أو الجار الثقيل أو الجارة،أو الزميل المسيء أو الزميلة،أو أيَّ مخلوق كان.
وقد يكون من آثار هذه العادة ضعضعة البيت المسلم الذي هو اللبنة الأولى في بناء المجتمع الإسلامي المنشود،واذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:“وإنَّ العبد ليتكلّم بالكلمة من سَخط الله، لا يُلقي لها بالاً ،يهوي بها في جهنم”[رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه].
لنعوِّد ألسنتنا الدعاء لمن يخالفنا من أولادنا وغيرهم بالصلاح والهداية”.
4 ـ عدم استعجال الإجابة:
“يستجاب لأحدكم مالم يعجل، يقول قد دعوت ربي فلم يُستجب لي”[متفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه]
لا يزالُ يُستجابُ للعبد مالم يدعُ بإثمٍ أو قطيعةِ رحمٍ، مالم يَستعجل،يقول: قد دعوتُ وقد دعوتُ فلم يُستجب لي،فيستحسر عند ذلك،ويدعُ الدعاء”[صحيح الجامع عن أبي هريرة رضي الله عنه].
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله(الداء والدواء ص19):
“ومن الآفات التي تمنع ترتيب أثر الدعاء عليه:أن يستعجل العبد،ويستبطيء الإجابة،فيستحسر ويدع الدعاء،وهو بمنزلة من بذر بذراً أو غرس غرساً،فجعل يتعاهده ويسقيه،فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله”.
يقول الشيخ الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله(هكذا علمتني الحياة):
“ربما كان فيما تستعجل من الخلاص من الآلام والأمراض،تعرض لمحنة أقسى،وبلاء أشدّ،فلا تستبطيء وعد ربك بالرحمة،فإنه وعدك ما يراه هو رحمة لك،لا بما تراه أنت رحمة،والله يعلم وأنتم لاتعلمون”.
وقال أيضاً رحمه الله:
“ربما كان بطء القدر في استجابة الدعاء وتحقيق الرجاء،رحمة بالمبتلى تدفع عنه مزيد البلاء،أو كرامة تُدخّر له في يوم الجزاء”.
وقال أبو سليمان الداراني:”من أراد أن يسأل الله حاجة فليبدأ بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم،وينبغي للمؤمن أن يجتهد في الدعاء،وأن يكون على رجاء من الإجابة، ولا يقنط من رحمة الله لأنه يدعو كريما”.
وكان يحيى بن معاذ يقول:”من أقرَّ لله بإساءته جاد الله عليه بمغفرته،ومن لم يمنّ على الله بطاعته أوصله إلى جنته،ومن أخلص لله في دعوته منَّ الله عليه بإجابته”.
5 ـ أن يكون حاضر القلب موقناً بالإجابة:
“ادعُوا اللهَ وأنتم مُوقنونَ بالإجابة،واعلموا أن الله لا يستجيبُ دعاءً من قلبٍ غافلٍ لاهٍ”[رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه وقال الألباني: حديث حسن]
6 ـ أن يختار في الدعاء جوامع الكلم
أي الدعوات الجامعة للخير،فعن عائشة رضي الله عنها قالت:”كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَستحبُّ الجوامعَ من الدعاء ويدعُ ماسوى ذلك”.[رواه أبو داود وأحمد بإسناد صحيح].
وعن أنسٍ رضي الله عنه قال:كان أكثرُ دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:“اللّهُمَّ آتنا في الدنيا حسنة،وفي الآخرة حسنة،وقِنا عذابَ النار”[متفق عليه]
7 ـ ومنها التكرير ثلاثاً في الدعاء والإستغفار
وجاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا بدعوة أعادها ثلاثاً، وإذا سأل أعادها ثلاثاً”.
8 ـ ومنها أن يبدأ بنفسه إذا دعا لغيره.
عن أبي بن أبي كعب رضي الله عنه قال:“كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكرَ أحداً فدها له بدأ بنفسه”[رواه الترمذي وقال الألباني: حديث صحيح].
9 ـ وإذا سألت الله شيئاً فتسأله أن يختار لك الخير .
يقول الإمام ابن الجوزي رحمه الله:
“فإياك أن تسأل الله شيئاً إلا وتقرنه بسؤال الخيرة(بأن تقول:ربِّ اختر لي)،فرُبَّ مطلوب من الدنيا كان حصوله سبباً للهلاك،وإذا كنتَ قد أُمرتَ بالمشاورة في أمور الدنيا وترى أن ما وقع لك لا يصلح،فكيف لا تسألُ الخيرَ ربَّكَ،وهو أعلم بالمصالح”.
10 ـ ومن آداب الدعاء رفع بطن اليدين حين الدعاء.
“إذا سألتم الله ،فاسألوه ببطونِ أكفكم،ولا تسألوه بظهورها”أخرجه أبو داود عن مالك بن يسار السكوني العوفي وهو حديث صحيح لغيره كما يقول المحدث شعيب الأرناؤوط].
وقال الشيخ القرضاوي حفظه الله:”من دواعي إجابة الدعاء أن يمدّ الإنسان يديه،ورفع اليدين مبسوطتين دليل المسكنة،ودليل الحاجة،ولهذا جاء في الحديث:”إن الله حيىّ كريم،يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه إلى السماء أن يردهما صفراً خائبتين”[رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني]
11 ـ ومن آدابه أن يختم دعائه بآمين.
عن أبي زهير النميري رضي الله عنه قال:خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فأتينا على رجل قد ألحّ في المسألة فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع منه،فقال:أوجب إن ختم،فقيل بأي شيء يختم يا رسول الله قال:بآمين.وانصرف فقيل للرجل:يافلان قل آمين وأبشر[رواه أبو داود وقال الألباني:حديث ضعيف].
12 ـ ومن آداب الدعاء الهدوء وعدم رفع الصوت بالدعاء.
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال:كنا في سفر فجعل الناس يجأرون بالتكبير فقال النبي صلى الله عليه وسلم:“أيها الناس أرفقوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا،إنكم تدعون سميعاً بصيراً وهو معكم،والذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته“[أخرجه الخمسة إلا النسائي].
قال النووي رحمه الله ففيه خفض الصوت بالذكر إذا لم تدع حاجة إلى رفعه فإنه إذا خفضه كان أبلغ في توقيره وتعظيمه فإذا دعت حاجة إلى الرفع رفع كما جاءت به الأحاديث”.
7 ـ استفتتاح الدعاء بحمد الله والثناء عليه:
عن فضالة بن أبي عبيد رضي الله عنه قال:سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو في صلاته ولم يُصلِ على النبي صلى الله عليه وسلم فقال:عجل هذا ثم دعاه فقال:”إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه ثم ليُصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليدع بعد بما شاء[أخرجه أصحاب السنن].
ويقول الشيخ القرضاوي حفظه الله:”من دواعي الإجابة أن يقول:يا رب…يا رب!
بهذا الإسم الحبيب إلى الرحمن،أي إنه هو الرب،المالك،الرازق،المنعم،المربي ،ويكرر هذا ويلحّ على الله….
ولهذا كان الصالحون والأنبياء والمؤمنون يبدأون دعاءهم بهذا
{رَبّنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي اللآخرةِ حسنة وقنا عذابَ النَّار}[البقرة 201]
{رِبّنا إننا سمعنا مُنادياً يُنادي للإيمان}[آل عمران 193].
{رَبّنا آتنا من لَدُنكَ رحمةً}[الكهف 10]
{رَبّنا لا تُزغْ قلوبنا بعدَ إذ هديتنا}[آل عمران 8]
{رَبِّ إنّي لما أنزلتَ إلى من خير فقير}[القصص 24]
وهكذا …بهذا اللفظ…لفظ الربوبية.
الأوقات المُستحبة للدعاء
1ـ بين الأذان والإقامة:
عن أنس رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” الدعاء لا يُرد بين الأذانِ والإقامة.قالوا::فماذا نقولُ يارسولَ الله؟قال:سلوا الله العافيةَ في الدنيا والآخرة”[رواه أبو داود والترمذي والنسائي وهو حديث حسن].
2 ـ عند السجود وفي القنوت:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“أقربُ ما يكونُ العبدُ من رَبِّه وهو ساجدٌ، فأكثروا الدعاء”[رواه مسلم وأبو داود والنسائي].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“فأمّا الركوعُ فَعَظِّموا فيه الرّبَّ.وأما السجودُ فاجتهدوا في الدُّعاء،فَقَمِنٌ أن يُستجابَ لكم”[رواه مسلم]
(قَمِن:جدير)
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم“إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت في الركعة الأخيرة وبعد الركوع إذا قال سمع الله لمن حمده.اللهم ربنا لك الحمد”[رواه البخاري وأحمد].
وكان يقنت في الصلوات الخمس كلها[أبو داود والدارقطني]ولكنه لا يقنت فيها إلا إذا دعا لقوم أو دعا على قوم[ابن خزيمة والخطيب]فربما قال:اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة،اللهم أشدد وطأتك على مضر واجعلها سنين كسّني يوسف..[رواه البخاري]
3 ـ:السفر ووقوع المظلمة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:“ثلاثُ دعواتٍ مستجاباتٌ لاشكَّ فيهنَّ :دعوةُ المظلوم،ودعوةُ المسافر،ودعوةُ الوالد على ولده”[رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد وقال الألباني: حديث حسن].
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”ثلاثُ دعواتٍ لا تُردُّ:دعوةُ الوالدِ لولده،ودعوةُ الصائم،ودعوةُ المسافر”[أخرجه البيهقي وابن عساكر وقال الألباني: حديث حسن].
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:“اتقِ دعوة المظلوم فإنّه ليس بينها وبين الله حجاب”[متفق عليه].
4 ـ عند النداء(الأذان) والصف(الحرب) وتحت المطر:
عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:“ثِنتان لاتردّان ـ أو قال:قلّما تردّان ـ الدعاء عند النِّداء، وعند البأسِ حين يُلحِمُ بعضُهم بعضاً”[رواه مالك وأبو داود وقال الألباني:حديث صحيح]
5 ـ يوم الجمعة:
جاء في الحديث الشريف:“فيه ساعةٌ لا يُوافقها عبدٌ مسلم وهو قائمٌ يُصلي يسألُ الله شيئاً إلا أعطاه الله إيّاه،وأشار بيده يُقلّلها”[متفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه]
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عن هذه الساعة:“هي مابين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة”[رواه مسلم]
6 ـ عقب الصلوات المفروضة
عن أبي أمامةَ الباهلي رضي الله عنه قال:قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم:”أيُّ الدعاء أسمعُ؟قال:”جوفَ الليل الآخر ودُبُرَ الصّلواتِ المكتوبات”[رواه الترمذي والنسائي وقال: حديث حسن].
عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغَ من الصلاة وسَلّمَ قال:
“لا إلهَ إلا الله وحده لا شريكَ له،لهُ المُلكُ ولهُ الحمدُ،وهو على كُلِّ شيءٍ قدير.اللَّهُمَ لا مانعَ لما أعطيتَ،ولا مُعطي لما منعت،ولا ينفعُ ذا الجَدِّ منكَ الجَدُّ”[متفق عليه]
(الجّدُّ:الحظ والغنى،أي لا ينتفع الغني من غناه،ولا يجديه منه إلا ماقدمه من عمل صالح)
وعن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول دُبر كل صلاة،حين يُسَلّم:
“لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له،لهُ المُلكُ ولهُ الحمدُ،وهو على كل شيءٍ قدير.لا حولَ ولا قوّة إلا بالله،لا إلهَ إلا الله،ولا نعبدُ إلا إياه،لهُ النِّعمُة ولهُ الفضل،ولهُ الثناءُ الحسن،لا إله إلا الله، مخلصينَ له الدِّينَ ولو كره الكافرون”.قال ابن الزبير:وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُهَلِّلُ بهنَّ دُبرَ كلِّ صلاة.[رواه مسلم]
7 ـ الثلث الأخير من الليل:
يقول تعالى:{والمستغفرين بالأسحار}[آل عمران 17]، وقال تعالى:{وبالأسحار هم يستغفرون}[الذاريات 18]
جاء في الحديث النبوي الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ينزلُ ربُّنا تبارك وتعالى كل ليلةٍ إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلثُ الليلِ الآخر، يقول:من يدعوني، فاستجيبَ له؟من يسألني فأُعطيه؟من يستغفرني فأغفر له”[متفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه].
نعم،إنه وقت السحر،حيث سَكنت النفوس إلى لذّة النوم، وهدأ ضجيج الحياة،فلا رقابة من بشر على بشر،وإنما رقابة ربُّ البشر التي لاحدود لها في الزمان والمكان،وعندها يشعر العاصي بما أذنب،ويستيقظ ضميره ويعود إلى إدراكه،فيلجأ إلى الله بعد أن يمسح غشاوة النوم عن عينيه بالوضوء،واقفاً بين يدي الرحمن في ظلمة الليل يبحث عن النور والإشراق،مستغرقاً في ذلِّ العبودية،نادماً على تقصيره،تائباً من ذنبه،باسطاً يديه إلى الحيِّ القيوم وهو مستيقنٌ تمام اليقين،أنه من لجأ إليه لن يعود صفر اليدين،باكياً خاشعاً متضرّعاً،على عتبات أرحم الراحمين،ومُجير الضعفاء والمحرومين،وربّ العالمين،راجياً رحمته،سائلاً إياه أن يُطهر قلبه من الأدران ومن أمراض القلب والنفس والأبدان،وأن يُجنبه ظاهر الإثم وباطنه،وأن يُبعده عن الشرور والآثام ويُبعدها عنه،طامعاً في رحمته،راجياً مغفرته،مُلّحاً في الدعاء،مُكثراً من الرجاء،باكياً على أيام الغفلة،طالباً الدواء.سوف تشعر عندها بحلاوة الإيمان،وحلاوة الدعاء وسوف تتجلى رحمات ربك ويشعر القلب بالصفاء،وتحوط بك ملائكة رحمته حيث السكينة والطمأنينة والنقاء،إنها لحظات بل دقائق يعجز الوصف عنها باللسان والبيان،ولا يشعر بها إلا من عاشها في ساعات السَحر بين يدي الرحمن.
يقول الشهيد سيد قطب رحمه الله:
“والاستغفار بالأسحار بعد هذا كله يلقي ظلالاً رفافة ندية عميقة..ولفظة “الأسحار”بذاتها ترسم ظلال هذه الفترة من الليل قبيل الفجر.الفترة التي يصفو فيها الجو ويرقّ ويسكن،وتترقرق فيها خواطر النفس وخوالجها الحبيسة!فإذا انضمت إليها صورة الإستغفار ألقت تلك الظلال المنسابة في عالم النفس وفي ضمير الوجود سواء.وتلاقت روح الإنسان وروح الكون في الاتجاه لباريء الكون وباريء الإنسان.هؤلاء الصابرون،الصادقون،القانتون،المنفقون،المستغفرون بالأسحار.وهم أهل لهذا الرضوان:ظله النديّ ومعناه الحاني وهو خير من كل شهوة وخير من كل متاع”.
8 ـ في المسجد الحرام وعند الكعبة وعند الروضة الشريفة في المسجد النبوي
9 ـ عند حلاوة الدعاء:
حدث داود عن أبي هند قال:لما أخذ الحجاج سعيد بن جبير قال:ما أراني إلا مقتولاً وسأخبركم أني كنت أنا وصاحبين لي دعونا حين وجدنا حلاوة الدعاء ثم سألنا الله الشهادة،فكلا صاحبي رُزقها وأنا أنتظرها. قال: فكأنه رأى أن الإجابة عند حلاوة الدعاء.
10 ـ عند الإفطار للصائم:
الصائم أقرب الدعاة للاستجابة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:“ثلاثةٌ لا تُردُّ دعوتهم:الصائمُ حتى يُفطر،والإمامُ العادل،ودعوةُ المظلوم،يرفعها الله فوق الغمام،ويفتحُ لها أبواب السماء،ويقول الربُّ:وعزّتي لأنصُرَنّكِ ولو بعد حينٍ”[رواه الترمذي وابن ماجة والإمام أحمدوهو حديث صحيح ].
وروى ابن ماجه في سننه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:قال النبي صلى الله عليه وسلم:
” للصائم عند فطره دعوة ما تُرد”وكان عبد الله بن عمرو ـ راوي الحديث ـ يقول إذا أفطر:“اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي”.
11ـ دعوة الوالد والوالدة:
“ثلاثُ دعواتٍ لا تُرد:دعوةُ الوالد لولده،ودعوةُ الصائم،ودعوةُ المسافر”[أخرجه البيهقي وابن عساكر عن أنس بن مالك رضي الله عنه وقال الالباني: حديث حسن]
12 ـ دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب:
يقول تعالى:{والذينَ جاؤوا من بعدهم يقولون رَبَّنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان}[الحشر10]،وقال تعالى:[واستغفر لذنبكَ وللمؤمنينَ والمؤمناتِ}[محمد 19].
عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
“ما مِنْ مُسلمٍ يدعو لأخيهِ بِظهرِ الغيبِ إلا قال المَلكُ:ولكَ بِمثل”[رواه مسلم]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:“دعوةُ المرءِ المسلم لأخيه بظهرِ الغيب مستجابةٌ،عندَ رأسهِ مَلكٌ مُوَكَّلٌ، كلّما دعا لأخيه بخيرٍ قال المَلَكُ المُوَكَّل به:آمين، ولك بمثلٍ”[رواه مسلم عن أبي الدرداء رضي الله عنه]
وإذا سمع المؤمن الدعاء من أخيه وأسدى إليه معروفاً فإنه من السنة النبوية أن يشكره.
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“من صُنِعَ إليهِ معروفٌ فقال لفاعله جزاكَ الله خيراً فقد أبلغَ في الثناء”[رواه الترمذي والنسائي وقال:حديث حسن صحيح]
شروط الإستجابة للدعاء
حضّ الله عباده المؤمنين على الدعاء،ووعدهم بالإجابة،فقال تعالى:{وقال رَبُّكم ادعوني أستجب لكم}[غافر60].وقال تعالى:{وإذا سألك عبادي عني فإنّي قريبٌ أُجيبُ دعوةَ الدّاعِ إذا دعانِ}[البقرة 186]فلم يجعل الله سبحانه وتعالى حتى نبيه صلى الله عليه وسلم أحبّ الخلق إليه وسيطاً بينه وبين عباده.
وقد وعد الله سبحانه من يدعوه بالإجابة،ووعدُ الله لا يتخلّف،وهو مُحقَّق.يقول تعالى:{ومن أصدق من الله حديثاً}[النساء 87]،ويقول تعالى:{وعد الله حقاً ومن أصدقُ من الله قيلا}[النساء 122].
ولذلك كثيراً مانبدأ دعاءنا بقولنا:اللهم إنا ندعوك كما أمرتنا فاستجب لنا كما وعدتنا”.
ولكن هناك بعض الأمور التي تمنع عن حصول الإجابة:
1 ـ من شروط قبول الدعاء البعد عن المعاصي والمحرمات وأن يكون مَطعم الإنسان طيباً وحلالا:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم:“إن الله طَيبٌ لا يقبلُ إلا طَيّباً وأن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال:{ياأيُّهاالرُّسلُ كُلوا من الطّيبات واعملوا صالحا إنّي بما تعملون عليم}[المؤمنون 51]وقال:{يا أيها الذين آمنوا كُلوا من طيبات مارزقناكم}[البقرة 172]،ثم ذكر الرجل يُطيل السَّفرَ أشعث أغبر،يمدُّ يديه إلى السماء:يارب،يارب،ومطعمه حرامٌ،ومشرَبُه حرامٌ،وغُذِي بالحرام، فآنّى يستجاب لذلك}[رواه مسلم]
(ملاحظة:على الرغم أنه اجتمع السفر والغربة وأشعث وأغبر ومع ذلك لم يستجب له).
وقال صلى الله عليه وسلم:“يأتي على الناس زمان،لا يُبالي المرء ما أخذ ،أمن الحلال أم من الحرام”.[رواه البخاري والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه].
نحن ندعو الإله في كل كربٍ ثم ننساهُ عند كشفِ الكروب
كيف نرجو إجابة لدعاءٍ قد سددنا طريقها بالذنوب؟
وكذلك لابد من إخلاء القلوب من معاصي القلوب:
مثل :الرياء،والكبر،والغرور،والحسد،والأحقاد،وأمثال هذه الأمراض التي تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.
يقول الشيخ العلّامة الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله:
“من شروط إجابة الدعاء أن تكون عندما أمر الله،أن تلتزم حدود الله،أن تقف عند نهي الله عز وجل،ألا يفقدك الله حيث أمرك ولا يجدك حيث نهاك.أما أن تنغمس في المحرمات،وأن تتورط في المعاصي،وأن تكون حياتك كلها حراماً في حرام ثم تدعو…فإن الله لا يقبل مثل هذا الدعاء…وقال أيضاً:
“فرّغ قلبك لله ،طهّر قلبك لله ،اجعل قلبك عامراً بحبّ الله وخشية الله فصِل مابينك وبين الله،فلا تجعل بينك وبينه حواجز،ثم تقول:يارب يارب.فهذا كمثل إنسان أصابه حادث،فأراد أن يطلب الإسعاف،والنجدة،فأمسك بالتلفون ليتصل،وإذا به مقطوع الحرارة،فلو ظل ينادي.. آلو…آلو لن يُستجاب له،ولن يجد رداً.فأعد توصيل الخط،ثم اتصل تجد الإجابة،والنجدة إن شاء الله،فصِل مابينك وبين الله.
ولذلك فأهم شيء أن تصل مابينك وبين الله،قل:يارب بحرقة،كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو في غزوة بدر:“اللهم أنجز لي ما وعدتني،اللهم آت ما وعدتني،اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لاتعبد في الأرض”[أخرجه مسلم وأحمد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه]،يناشد ربه بحرقة وحرارة،مادّاً يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه،فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه،فألقاه على منكبيه،ثم التزمه من ورائه،وقال:يانبيّ الله ،كفاك مناشدتك ربك ،فإنّه سينجز لك ما وعدك.فأنزل الله عز وجل :{إذ تستغيثونَ رَبَّكم فاستجابَ لكم أنّي مُمدّكم بألفٍ من الملائكةِ مُردفين}[الأنفال 9].
وعن الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:دخل عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم فعرفت في وجهه أن قد حضره شيء،فتوضأ وما كلم أحداً،فلصقت بالحجرة أستمع ما يقول،فقعد على المنبر،فحمد الله وأثنى عليه،وقال:”يا أيها الناس .إن الله يقول لكم:مُروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعو فلا يُستجاب لكم”[أخرجه ابن ماجه وأحمد وقال الألباني: حديث حسن].
وفي الحديث الشريف:”والذي نفسي بيده لتأمرُنَّ بالمعروف ولتنهونَّ عن المنكر أو ليوشكنّ الله أن يبعث عليكم عذاباً من عنده ثمَّ لتدعنَّهُ فلا يُستجاب لكم”[جاء في مشكاة المصابيح لابن حجر العسقلاني حديث حسن عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه].
يقول الأستاذ محمد قطب رحمه الله(قبسات من الرسول ص50):
“يا الله! أو حقاً يدعو الناس فلا يستجيب الله لهم؟الله الذي يقول:{وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريب أجيب دعوةَ الدّاعِ إذا دعان}.
هل يمكن أن يحدث ذلك؟
صدق الله.وصدق رسوله.وما يمكن أن يكون ذلك إلا حقاً!وإنّه لحقّ ترتجف له النفس فَرقاً ويقشعر الوجدان رعباً.
وماذا يبقى للناس إذن؟ماذا يبقى لهم إذا أوصدت من دونهم رحمة الله؟ولمن يلجأون في هذا الكون العريض كله وقد أوصد الباب الأكبر الذي توصد بعده جميع الأبواب…ويبقى الإنسان في العراء.العراء الكامل الذي لا يستره شيء،ولا يحميه شيء من لفحة الهاجرة وقسوة الزمهرير؟
ألا إنه للهول البشع الذي يتحامى الخيال ذاته أن يتخيله…لأنه أفظع من أن يطيقه الخيال.
الخيط الذي يمسكه بالقدرة القاهرة القادرة قد انقطع…فراح يهوي.يهوي إلى حيث لا يعلم أحد ولا يلاحقه خيال.يهوي في الظلمات.يتقلّب على الدوام.يصطدم في كل شيء.يتحطم..تتمزّق أوصاله…يتناثر في كل اتجاه..وكل “جزء”من نفسه يذوق من الآلام مالايطيق:{فكأنّما خرَّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح من مكان سحيق}[الحج31]
ذلك هو المخلوق البائس الذي يدعو الله فلا يجيبه،ويسأله فلا يعطيه،ويستنصره فلا ينصره.
فهل كتب الله ذلك الهول البشع على عباده ـ المسلمين ـ الذين يدعونه ويسألونه ويستنصرونه؟
نعم…حين يكفون عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر…ولو بأضعف الإيمان.
ويتابع رحمه الله:
“وإنها لتبعة ثقيلة تنوء بحملها الأكتاف..ولكنها كذلك هي السبيل الأوحد لإنتظام الأمور،فحين يؤدي كل إنسان واجبه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ مع الإيمان بالله ـ لا يجرؤ الباطل أن يعيش،ولا يجرؤ المنكر أن يستأسد.ويظل الحق هو القوة الغالبة الفعالة التي تسيطر على الأمور.
أما حين ينام الناس عن هذا الواجب المقدس فالشرُّ يغري،والشر يهيج،والشر يسيطر على الحياة.
ويتابع رحمه الله:
“فالمجتمع الذي يتناصح الناس فيه بالخير ويتناهون عن المنكر،هو المجتمع المترابط المتساند القوي،الذي يتقدم إلى الأمام حثيثاً،وينتقل من خير إلى خير،بحكم تضافر الطاقة وتوجهها إلى الإصلاح.والمجتمع الذي يأتي المنكر فيه كل إنسان على مزاجه،ويتركه الآخرون لما يفعل،هو المجتمع المفكك المنحل،الذي يمضي إلى الوراء حتماً،وينتقل من ضعف إلى ضعف،بحكم تبدد الطاقة وانصرافها إلى الشر.
{لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون*كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون}[المائدة 78 ـ 79]”.
قيل لإبراهيم بن أدهم:مابالنا ندعو فلا يُستجاب لنا؟
قال:”لأنكم عرفتم الله فلم تطيعوه،وعرفتم الرسول فلم تتبّعوا سننه،وعرفتم القرآن فلم تعملوا به،وأكلتم نِعم الله فلم تؤدوا شكرها،وعرفتم الجنة فلم تطلبوها،وعرفتم النار فلم تهربوا منها،وعرفتم الشيطان فلم تحاربوه ووافقتموه،وعرفتم الموت فلم تستعدوا له،ودفنتم الأموات فلم تعتبروا،وتركتم عيوبكم واشتغلتم بعيوب الناس”.
فأخبرهم أن قلوبهم ماتت بهذه الأشياء العشرة،ولا يقبل الله الدعاء إلا من قلب حي،موصول به.
2 ـ الاستمرار والإلحاح في الدعاء وعدم الإستعجال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:“لايزالُ يُستجاب للعبدِ مالم يدعُ بإثمٍ أو قطيعةِ رحمٍ،ومالم يستعجل،قيل: يا رسول الله،ماالإستعجال ؟قال:”يقول :قد دعوتُ،وقد دعوتُ،فلم أرَ يُستجيب لي،فيستحسر عند ذلك، ويدع الدعاء”[رواه مسلم ومالك وأبو داود وروى نحوه البخاري]].
وفي صحيح الحاكم من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم:“لا تعجزوا في الدعاء:فإنه لن يهلك مع الدعاء أحد”.[قال المنذري في الترغيب والترهيب:إسناده صحيح أو حسن أو ماقاربهما]؟
يقول أحدهم:إذا وقعت في محنة يصعب الخلاص منها فليس لك إلا الدعاء واللحّ بعد أن تقدم التوبة من الذنوب،فإن الزلل يوجب العقوبة،فإذا زال الزلل بالتوبة من الذنوب ارتفع السبب فإذا ثبت ودعوت ولم تر للإجابة أثراً فتفقد أمرك فربما لم تصحّ التوبة فَصححها ثم ادعُ ولا تمل من الدعاء فربما كانت المصلحة في تأخير الإجابة وربما لم تكن المصلحة في الإجابة،فأنت تُثاب وتُجاب إلى منافعك ومن منافعك أن لا تُعطى ما طلبت بل تعوض غيره،فإذا جاء إبليس فقال: تدعوه ولا ترى إجابة فقل:أنا أتعبّد بالدعاء وأنا موقن أن الجواب حاصل غير أنه ربما كان تأخيره لبعض المصالح عليَّ مناسب ولو لم يحصل حصل التعبد والذل لله”.
3 ـ الإخلاص ودعوة المضطر:
قال الله تعالى:{وادعوه مُخلصينَ لهُ الدِّينَ}[الأعراف 29].ويقول تعالى:{فادعوا الله مُخلصينَ لهُ الدينَ ولو كره الكافرون}[غافر 14].
يقول الدكتور محمد لطفي الصباغ رحمه الله:
“ويتحقق الإخلاص في حالة الإضطرار،وتأتي الإجابة عند ذلك ولو كان الداعي مُشركاً،قال تعالى:{هو الذي يُسَيّركُمْ في البَرِّ والبحرِ حتى إذا كنتمْ في الفُلكِ وجَرينَ بهم بريحٍ طيّبةٍ وفرحوا بها جاءتها ريحٌ عاصفٌ وجاءهم الموجُ من كُلِّ مكانٍ وظَنّوا أنّهم أُحيطَ بهم دعوا الله مُخلصين لهُ الدينَ لئن أنجيتنا من هذه لَنكوننَّ من الشاكرين*فلمّا أنجاهمْ إذا هُمْ يبغونَ في الأرضِ بغيرِ الحقِّ…}[يونس 22 ـ 23].
ويقول تعالى:{أمّنْ يُجيبُ المُضطرَّ إذا دعاهُ ويكشفُ السُّوءَ}[النمل 62].
يقول الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله(مجلة المنار العدد 187):
“وعندي أن الدعاء على قسمين :اضطراري واختياري،
فأما الاضطراري فهو الإلتجاء إلى القوة الغيبية عند تَقطُّع الأسباب بالإنسان وسدّ منافذ الرجاء بالسعي.وكل مؤمن بقوة غيبية يرى نفسه ملتجئة إليها عند اشتداد البأس،والخطر المشرف بها على اليأس،فيدعو صاحب القوة العليا ويستغيث به وعند ذلك تفتح في وجهه أبواب الرجاء،وتنزل عليه السكينة بعد الإضطراب،وهذه فائدة كبرى للدعاء تتلوها فوائد أظهرها أن اليائس ينقطع عن السعي فإذا اشتد به الضيق فربما يبخع نفسه انتحاراً بيده ولذلك يكثر الانتحار في قوم لا يؤمنون،فالرجاء الذي يحدثه الإلتجاء بالدعاء يعطي المضطر قوة جديدة ويهديه إلى طرق جديدة يسلكها في إعادة السعي حتى ينجو من الخطر،أو يبلغ بعض الوطر،ومن له قلب المؤمن إلى الله تعالى داعياً مخلصاً في حال اضطرارية كهذه إلا وأجاب الله دعاه.
ويتابع:
“وإنما كان الدعاء في حالة الإضطرار معياراً للإيمان لأن من يعتقد بقوة غيبيّة وراء الأسباب لغير الله تعالى فهو يلجأ إليها في تلك الحالة بطبعه وينطق لسانه بدعاء صاحبها وندائه.ولا توجد أمارة على الشرك أظهر من هذه الأمارة وإن استهان بها الذين يدعون في الشدائد فلاناً وفلاناً ويستغيثون بهم من صميم أفئدتهم ويولهون إليهم لا يلاحظون أنهم وسطاء بين الله تعالى وبينهم يقربونهم إليه زلفى كما يزعم أهل التأويل لأن القلب في مثل تلك الحالة لا يسع شيئين فمن يدعو فلاناً من المعتقدين في وقت الشدة لا يخطر في باله غيره ولا يدعوه إلا وهو يعتقد أنه هو الذي يفرج كربه فهو موحد له من دون الله تعالى.وإذا وسع قلبه قوتين إحداهما مؤثرة في الأخرى تحملها على العمل فتعمل فهو مشرك شركاً ظاهراً لا خفياً”.
نعم، عندما يشعر الإنسان بحاجته الماسة إلى الله عز وجل،ويدرك أن المُسببات قد تخلت عنه،وعجز الناس والأقرباء والأطباء عن تفريج همه،وإزالة ألمه،وتنفيث كربه،وعلم أن الله تعالى هو وحده الذي إن شاء فرّج كربه وأزال الضرر عنه،وأنه لا ناصر ولا ملجأ من الله إلا إليه،وأن لامعين سواه،ولارجاء إلا منه،فإنه عندئذ يدعو الله بقلب صادق ملؤه الإيمان،وقد زال الران عنه،وعاد صافياً إلى فطرته التي فطره الله عليها،ويدعو الله بشعور مستيقظ خاضع،رافعاً يديه إلى السماء يقول بملء فمه،وحضور قلبه،ياربّ ياربّ.
يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله(كتاب دعاء الأنبياء والصالحين):
“والمضطر:هو من استنفد أسبابه،وليس له إلا الله.لكن أن يقول إنسان:أنا أدعو الله ليل نهار وأسبّحه سُبحانه وأقرأ سورة يس مثلاً،ولا يستجيب الله لدعائي.ونقول لمثل هذا القائل:أنت لا تدعو عن اضطرار ولم تأخذ بالأسباب،خذ بالأسباب التي خلقها الله أولاً،ثم ادعُ بعد ذلك.ولا تدعُ إلا إذا استنفدت الأسباب ،فيجيبك المُسبب،وبذلك لا تُفتن بالأسباب،فحين تمتنع الأسباب،تلجأ إلى الله.ولو كانت الأسباب تعطى كلها لفُتِن الإنسان بالأسباب،والحق سبحانه وتعالى يقول:{كلا إنَّ الإنسان ليطغى*أن رأه استغنى}[العلق7 ـ 8].
لذلك نجد الحقّ يبين دائماً أن كل الأسباب بيده،فنرى من يحرث ويبذر ويروي ويرعى،ثم يقترب الزرع من النضج،وبعد ذلك تأتي موجة حارة تميته ،أو ينزل سيل يجرفه. إذن:خُذ بالأسباب واجعل المُسبب دائماً في بالك،وهنا يصحُّ توكلك على الله”.
ويقول سيد قطب رحمه الله في الآية 62 من سورة النمل:”
“فالمضطر في لحظات الكربة والضيق لا يجد له ملجأ إلا الله يدعوه ليكشف عنه الضر والسوء،ذلك حين تضيق الحلقة،وتشتدّ الخنقة،وتتخاذل القوى،وتتهاوى الأسناد،وينظر الإنسان حواليه فيجد نفسه مجرداً من وسائل النصرة وأسباب الخلاص.لا قوته ولا قوة في الارض تنجده.وكل ما كان يعده لساعة الشدّة قد زاغ عنه أو تخلى،وكل من كان يرجوه للكربة قد تنكّر له أو تولّى.
في هذه اللحظة تستيقظ الفطرة فتلجأ إلى القوة الوحيدة التي تملك الغوث والنجدة،ويتجه الإنسان إلى الله ولو كان قد نسيه من قبل في ساعات الرخاء.فهو الذي يجيب رالمضطر إذا دعاه.هو وحده دون سواه.يجيبه ويكشف عنه السوء،ويرده إلى الأمن والسلامة،وينجيه من الضيقة الآخذة بالخناق.
والناس يغفلون عن هذه الحقيقة في ساعات الرخاء،وفترات الغفلة.يغفلون عنها فيلتمسون القوة والنصرة والحماية في قوة من قوى الأرض الهزيلة.فأما حين تلجئهم الشدة،ويضطرهم الكرب،فتزول عن فطرتهم غشاوة الغفلة،ويرجعون إلى ربهم منيبين مهما يكونوا من قبل غافلين أو مكابرين.والقرآن يرد المكابرين الجاحدين إلى هذه الحقيقة الكامنة في فطرتهم،ويسوقها لهم في مجال الحقائق الكونية التي ساقها من قبل فالتجاء المضطر إلى الله واستجابة الله له دون سواه حقيقة كهذه الحقائق في الآفاق”.
ويقول الأستاذ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله:
“ركب بعض الناس سفينة،فهاجت الرياح،وأحاط الموج بالسفينة من كل مكان،وظنوا أنهم أحيط بهم،وانتظروا الموت،وأخذ الناس في مناجاة الله،وكثر الإضطراب فوق السفينة،وفي هذا الموقف وجدوا رجلاً جالساً يذكر الله، فنظروا إليه وعاتبوه،وقالوا:كيف تسكت في هذا الموقف،وما هذا الهدوء الذي تعيش فيه ،فنظر الرجل إلى السماء،وقال:اللهم إنك قد أريتنا بطشك وقوتك،ألا أرنا عفوك ورحمتك.وما إن أكمل هذه الكلمات،حتى استقرت هذه السفينة.
بدعوة واحدة نجى الله أهل هذه السفينة من هذا الموت المحقق،ولكنها دعوة بإخلاص وصدق،وذلك مثل يونس عليه السلام،عندما نادى ربّه وهو في بطن الحوت:{وذا النُّونِ إذ ذهبَ مُغاضباً فظنَّ أن لن نقدرَ عليه فنادى في الظلمات}ظلمةالبحر،وظلمة الليل،وظلمة بطن الحوت،نادى{أن لا إله إلا أنتَ سُبحانكَ إنّي كنتُ من الظالمين*فاستجبنا له ونجيناهُ من الغَمِّ وكذلكَ نُنجي المؤمنين}[الأنبياء 87 ـ 88].
ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله(الداء والدواء ص24):
“وكثيراً ما تجد أدعية دعا بها قوم فاستجيب لهم.ويكون قد اقترن بالدعاء ضرورة صاحبه وإقباله على الله،أو حسنة تقدّمت منه جعل الله سبحانه إجابة دعوته شكراً لحسنته،أو صادف وقت إجابة ونحو ذلك”.
4 ـ التوبة والاستغفار:
إذا كان المرء متلبساً بالمعصية فإنه لا يُستجاب له،ولذا عليه أن يُسارع إلى التوبة والإستغفار حتى يُستجاب له،وخاصة التوبة من الذنوب وردّ المظالم إلى أهلها.
5 ـ أن يكون حاضر القلب موقناً بالإجابة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:“فإذا سألتم الله ـ عزَّ وجلَّ ـ أيها الناس فسلوه وأنتم موقنون بالإجابة،فإنَّ الله لا يستجيبُ لعبدٍ دعاه عن ظهر قلبٍ غافلٍ”[رواه أحمد بإسناد جيد].
ويقول الله تعالى في الحديث القدسي:“أنا عند ظنِّ عبدي بي”[رواه الشيخان].
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله(كتاب الداء والدواء ص 15 ـ 18):
“ولكن ههنا أمر ينبغي التفطن له،وهو أن الأذكار والآيات أو الأدعية التي يُستشفى بها ويرقى بها:هي في نفسها نافعة شافية.ولكن تستدعي قبول المحل،وقوة وهمة الفاعل،وتأثيره فمتى تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل،أو لعدم المنفعل،أو لمانع قوي فيه يمنع أن ينجع الدواء فيه الدواء.
وكذلك الدعاء،فإنه من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب،ولكن قد يتخلف أثره عنه.إما لضعفه في نفسه ـ بأن يكون دعاء لا يحبه الله لما فيه من العدوان ـ وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله وجمعيته عليه وقت الدعاء،فيكون بمنزلة القوس الرخو جداً،فإن السهم يخرج خروجاً ضعيفاً،وإما لحصول المانع من الإجابة:من أكل الحرام،ورين الذنوب على القلوب،واستيلاء الغفلة والشهوة واللهو وغلبتها عليها”.
ويقول أيضاً(الداء والدواء ص 24):
“والأدعية والتعوذات بمنزلة السلاح.والسلاح بضاربه،لا بحدّه فقط.فمتى كان السلاح سلاحاً تاماً لا آفة به،والساعد ساعد قوي،والمانع مفقود،حصلت النكاية في العدو.ومتى تخلّف واحد من هذه الثلاثة تخلّف التأثير.فإذا كان الدعاء في نفسه غير صالح،أو الداعي لم يجمع بين قلبه ولسانه في الدعاء،أو كان ثم مانع من الإجابة،لم يحصل الأثر”.
يقول الإمام المناوي:
“أي لايعبأ سبحانه بسؤال سائلٍ غافلٍ عن الحضور مع مولاه،مشغوفٌ بما أهمّه من دنياه ،والتيقظ والجَدُّ في الدعاء من أعظم آدابه”.
وقال الإمام الفخر الرازي:
“أجمعت الأمة على أن الدعاء اللساني الخالي عن الطلب النفساني قليل النفع عديم الأثر”.
وقال الإمام النووي:”اعلم أن مقصود الدعاء هو حضور القلب،والدلائل عليه أكثر من أن تُحصر والعلم به أوضح من أن يُذكر”.
وقال البيهقي في شعب الإيمان:
“إن الدعاء له أركان منها:أن يسأل ما يسأل بِجدٍّ وحقيقة،ولا يأخذ دعاءً مؤلفاً يسرده سرداً وهو عن حقائقه غافل”.
وقال ابن رجب الحنبلي:
“الدعاء سببٌ مُقتضٍ للإجابة مع استكمال شرائطه وانتفاء موانعه،وقد تتخلّف إجابته لانتفاء بعض شروطه أو وجود بعض موانعه،ومن أعظم شرائطه حضور القلب،ورجاء الإجابة من الله تعالى”.
ـ سئل أحد السلف:هل تعرف رجلاً مستجاب الدعوة؟
قال: لا ولكني أعرف من يستجيب الدعوة.
6 ـ أن يعزم الداعي المسألة واستلهام الدعاء:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:“إذا دعا أحدُكُم فليعزم المسألة،ولا يقولنَّ:اللهمَّ إن شئتَ فأعطني،فإنّه لا مُستكرهَ له”[رواه البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه].
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله(الداء والدواء ص 27):
“كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستنصر بالدعاء على عدوه،وكان أعظم جنديه،وكان يقول لأصحابه:”لستم تُنصرون بكثرة،وإنما تُنصرون من السماء”،وكان يقول:”إني لا أحمل همَّ الإجابة ولكن هَمَّ الدعاء.فإذا ألهمتم الدعاء فإن الإجابة معه”.
وأخذ الشاعر هذا المعنى فنظمه فقال:
لو لم ترد نيل ما أرجو وأطلبه من جود كفيك ما عوّتني الطلبا
فمن أُلهم الدعاء فقد أريد به الإجابة،فإن الله سبحانه يقول:{ادعُوني أستجِب لَكُم}[غافر 60]،وقال تعالى:{وإذا سألكَ عِبادي عنّي فإنّي قريبٌ أُجيبُ دَعوةَ الدَّاعِ إذا دَعانِ}[البقرة 186].
7 ـ على المرء أن يدعو الله بصالح عمله وأكثره إخلاصاً:
ويدل على ذلك حديث الثلاثة الذين دخلوا غاراً فانحدرت صخرةٌ من الجبل فسدّت عليهم الغار،فصار كلُّ واحدٍ يدعو الله بصالح عملٍ يذكره فنجاهم الله،والحديث رواه البخاري ومسلم.
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“انطلق ثلاثة نفر ممّن كان قبلكم،حتّى آواهم المبيت إلى غار فدخلوه،فانحدرت صخرة من الجبل فسدّت عليهم الغار.فقالوا:إنّه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم.
ـ قال رجل منهم:اللَّهُم كان لي أبوان شيخان كبيران،وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً.فنأى بي طلب الشّجر يوماً،فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما،فوجدتهما نائمين فكرهت أن أوقظهما وأن اغبق قبلهما أهلاً أو مالا.فلبثت ـ والقدح على يدي ـ أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر،والصبية يتضاغون عند قدمي،فاستيقظا فشربا غبوقهما.
اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرِّج عنّا ما نحن فيه من هذه الصخرة.فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج منه.
ـ وقال الآخر:اللهم كانت لي ابنة عمّ كانت أحبّ النساء إليّ(وفي رواية:كنت أحبّها كأشدِّ ما يحبُّ الرّجال النساء)فأردتها على نفسها،فامتنعت منّي،حتى ألمت بها سنة من السّنين،فجاءتني،وأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخليِّ بيني وبين نفسها ففعلت.حتى إذا قدرت عليها(وفي رواية:فلما قعدت بين رجليها)قالت:اتّق الله ولا تفضَّ الخاتم إلا بحقِّه،فانصرفت عنها وهي أحبُّ الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها.
اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنّا ما نحن فيه.
فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها.
ـ وقال الثالث:اللهم إني استأجرت أجراء وأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد،ترك الذي له وذهب،فثّمرتُ أجره حتى كثرت منه الأموال،فجاءني بعد حين فقال: يا عبد الله أد إليَّ أجري،فقلت: كلُّ ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرّقيق.
فقال: يا عبد الله لا تستهزىء بي.
فقلت: لا أستهزىء بك.
فأخذه كله فاستاق، فلم يترك منه شيئا.
اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنّا ما نحن فيه.فانفرجت الصخرة. فخرجوا يمشون”[رواه الشيخان]
يقول الأستاذ الدكتور محمد لطفي الصباغ رحمه الله(موقع الدكتور):
فكلُّ داعٍ صادق مخلصٍ سيرى الإجابة مُحقّقة لامحالة.نعم ،لابد من الإجابة،ولكن تتنوّع الإجابة:
ـ فتارةً تقعُ بعينِ مادعا،وتارةً بِعوضه،وتارةً يدّخرها الله سبحانه له في الآخرة،وقد ورد في ذلك حديثٌ صحيح عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:“ماعلى الأرضِ مسلمٌ يدعو الله تعالى بدعوةٍ إلا آتاه الله إيّاها أو صرف عنه من السّوء مثلها مالم يَدعُ بإثمٍ أو قطيعةِ رحمٍ”[رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”مامن رجل يدعو الله بدعاءٍ إلا استجيب له،فإما أن يعجل له في الدنيا،وإما أن يُدخر له في الآخرة”.[أخرجه مسلم].
وعن عبادة بن الصّامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“ماعلى الأرضِ مُسلم يدعو الله تعالى بدعوةٍ إلا آتاهُ الله إيّاها،أو صرفَ عنهُ من السُّوءِ مثلها، ما لم يدعُ بإثمٍ،أو قطيعةِ رحمٍ” .فقال رجلٌ من القوم:إذن نُكثر.قال:”الله أكثرُ”[رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح]ورواه الحاكم من رواية أبي سعيد،وزاد فيه:“أو يَدّخرُ له من الأجرِ مثلها”.
يقول الدكتور العلامة الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله:
“وقد تتحقّق الإجابة بما لا نهوى،فربما نريد الإجابة اليوم،ولكن الله أراد أن تكون بعد سنة أو سنتين،أو ثلاثة،فإن الله لا يعجل بعجلة أحد.
قالوا:لما دعا موسى على فرعون وملائه،وقال:{رَبَنا إنّكَ آتيتَ فرعونَ وملأه زينةً وأموالاً في الحياة الدنيا رَبَّنا لِيضلوا عن سبيلك رَبَنا اطمس على أموالهم واشدُدْ على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يَروا العذابَ الأليم*قال قد أُجيبت دَعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيلَ الذين لا يعلمون}[يونس 88 ـ 89]، قالوا: إن الله استجاب لهما بعد سنين طويلة،والمقصود إن الله يستجيب،ولكن ليس من الضروري أن تكون الإجابة عاجلة.فالله يمهل ولا يُهمل،كما جاء في الحديث:“إن الله ليُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته” قال:ثم قرأ:{وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد}[هود 102][صحيح البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه]
الحِكَمْ في الدعاء والذكر:
يقول الأستاذ الدكتور محمد لطفي الصباغ رحمه الله(موقع الدكتور ـ مقالات في الذكر والدعاء):
للذكر والدعاء حِكم كثيرة،نذكر بعضها فيما يأتي:
1 ـ إحكام الصلة بين العبد وربه،وهذه الصلة تُذكر العبد بعبوديته لله،وتربط العبد بخالقه وتُذكره بعظمته وقدرته،كما تُذكره بضعف نفسه،وافتقاره إلى الرحمن الرحيم.
ومن هنا كان الأبرار الصالحون في ذكر الله لا يكفون ـ في يقظة ـ لحظة عن ترديد ماورد عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من الذكر والدعاء.
ألسنتهم رطبة بذكر الله،وقلوبهم مطمئنة بهذا الذكر،ممتلئة بحب الله،وجوارحهم قائمة بامتثال أمره،وحياتهم كلها خاضعة لسلطان شرعه،وقد جعل تبارك وتعالى ذكر الله في كل حال صفة أولي الألباب فقال سبحانه:{إنَّ في خلق السّماواتِ والأرضِ واختلافِ الليلِ والنهار لآياتٍ لأولي الألباب*الذين يذكرون الله قياماً وقُعوداً وعلى جُنوبهم ويتفكّرونَ في خلقِ السّماواتِ والأرضِ رَبّنا ما خلقتَ هذا باطلاً سُبحانكَ فَقِنا عذابَ النار}[آل عمران 190 ـ 191]
2 ـ ومن هذه الحكم ربط المسلم بعقيدته،وتذكيره بها،ووقايته من الغفلة،فالأذكار توقظ في نفس المسلم معنى الإنتماء،وتحميه من أن يستهلكه الإشتغال بالأموال،ومن الإفراط في ممارسة الشهوات المباحة من النساء وحبّ البنين،والرغبة في الحصول على الجاه،ونحو ذلك.
3 ـ ومن هذه الحكم توفير الغذاء الضروري للروح،ذلك لأن الإسلام يرعى في تربية الإنسان الجانب الروحي ويهتم به،كما يرعى الجانب المادي ويهتم به،فالذكر يجعل النفس مستريحة مشرقة،والقلب صافياً مطمئناً ويجعل المسلم ثابتاً أمام العواصف،وهذا أمر طبيعي،لأن الذكر يصله بالله،ويجعله معه في خطاب لذيذ مبهج سعيد.
وإن كان الذكر والدعاء بحضور قلبٍ وتدبر فكرٍ،أورث صاحبه إخباتاً وخشوعاً،وتذللاً إلى الله وخضوعاً،والتزاماً بأحكام دينه في حياته كلها.
4 ـ ومن هذه الحكم:إراحة المظلوم،والتفريج عن المكروب،ومؤاساة البائس،ذلك لأن المظلوم يشعر براحة عندما يشكو أمره إلى الله،وعندما يدعو على أولئك الذين ظلموه وعلى الآخرين الذين التجأ إليهم،فلم ينصفوه ولم ينصروه وهم قادرون،لأنه يعلم أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب،وانها مستجابة،إنه يغدو بعد دعائه مطمئناً إلى نصرة الله ومعونته.
5 ـ إن الله تبارك وتعالى يذكر من يذكره وأنه سبحانه مع العبد إذا ذكره.
جاء في الحديث القدسي:”قال الله عز وجل:يا ابن آدم،إن ذكرتني في نفسك،ذكرتك في نفسي،وإن ذكرتني في ملأٍ،ذكرتكَ في ملأٍ من الملائكةـ أو قال :ملأٍ خير منهم ـ وإن دنوت مني شبراً دنوتُ منك ذراعاً”[أخرجه أحمد والطبراني عن أنس بن مالك رضي الله عنه وقال المحدث أحمد شاكر:حديث صحيح].
6 ـ ومن فوائد الذكر:أنه يُنحي عن الرجل الشيطان:
عن أنسٍ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:“إذا خرج الرجل من بيته قال:بسم الله توكلتُ على الله،لا حول ولا قوة إلا بالله يُقال له: حسبُكَ،هُديتَ،وكُفيتَ،ووُقيتَ،وتنحّى عنه الشيطان”[رواه الترمذي والنسائي وأبو داود وقال الألباني:حديث صحيح]
الأدعية القرآنية
بسم الله الرحمن الرحيم
{الحمدُ لله رَبِّ العالمين*الرَّحمنِ الرَّحيمِ*مالكِ يومِ الدِّينِ*إيّاكَ نعبدُ وإيّاكَ نستعينُ*اهدِنا الصِّراطَ المُستقيمِ*صِراطَ الّذينَ أنعَمتَ عليهم غيرِ المغضوبِ عليهم ولا الضّالين}[الفاتحة1 ـ7]
{رَبِّ اجعل هذا بلداً آمناً وارزُق أهلَهُ من الثَّمراتِ من آمنَ منهُم بالله واليومِ الآخر قالَ ومن كَفرَ فأُمَتِّعُهُ قليلاً ثُمَّ أضطَرُّهُ إلى عذابِ النَّارِ وبِئسَ المصيرُ}[البقرة 126][دعاء إبراهيم عليه السلام]
{رَبَّنا تَقَّبَّلْ منّا إنّكَ أنتَ السّميعُ العليمُ}[البقرة127].
[دعاء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام]
{رَبّنا واجعلنا مُسلمينِ لكَ ومنْ ذُرِيّتِنا أمَّةً مُسلِمةً لك وأرِنا مناسكَنا وتُبْ علينا إنّكَ أنتَ التَّوَّابُ الرحيم}[البقرة128]
[دعاء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام]
{رَبَّنا وابعثْ فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتكَ ويُعلّمُهُمُ الكتابَ والحكمةَ ويُزَكّيهم إنّكَ أنتَ العزيزُ الحكيم}[البقرة129]
[دعاء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام]
{رَبّنا آتنا في الدُّنيا حَسنةً وفي الآخرةِ حَسَنةً وقِنا عذابَ النَّار}[البقرة 201]
{رَبَّنا أفرِغْ علينا صبراً وثَبّتْ أقدامَنا وانصرُنا على القومِ الكافرين}[البقرة250]
{وقالوا سمعنا وأطعنا غُفرانكَ رَبّنا وإليكَ المصيرُ][البقرة285]
{رَبَّنا لا تُؤاخِذنا إن نَّسينا أو أخطأنا}[البقرة286]
{رَبّنا ولا تَحمِل علينا إصراً كما حملتهُ على الذينَ من قبلنا}[البقرة 286]
{رَبَّنا ولا تُحَمِّلنا ما لا طاقةَ لنا به واعفُ عنّا واغفر لنا وارحمنا أنتَ مولانا فانصرنا على القومِ الكافرين}[البقرة 286]
{رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُبَنا بعدَ إذ هديتنا وهَبْ لنا من لَّدُنكَ رحمةً إنَّكَ أنتَ الوَهَّابُ}[آل عمران8]
{رَبَّنا إنَّكَ جامعُ النَّاسِ ليومٍ لا رَيبَ فيه إنَّ الله لا يُخلِفُ الميعاد}[آل عمران9]
{رَبَّنا إنَّنا آمنَّا فاغفر لنا ذُنُوبَنا وقِنا عذابَ النَّار}[[آل عمران16]
{قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ المُلكِ تُؤتي المُلكَ من تشاءُ وتَنزِعُ المُلكَ ممَّنْ تشاءُ وتُعِزُّ من تشاءُ وتُذِلُّ من تشاءُ بِيدِكَ الخيرُ إنَّكَ على كُلِّ شَيءٍ قديرٌ}[آل عمران 26]
{رَبَّ إنّي نَذَرتُ لكَ ما في بَطني مُحَرَّراً فَتَقَبَّل منّي إنَّكَ أنتَ السّميعُ العليمُ}[آل عمران35]
[دعاء امرأة عمران]
{رَبِّ هَبْ لي مِنْ لَّدُنكَ ذُرِيَّةً طَيِّبةً إنّكَ سميعُ الدُّعاءِ}[آل عمران 38]
[دعاء زكريا عليه السلام]
{رَبَّنا آمنَّا بما أنزلتَ واتَّبعنا الرَّسولَ فاكتُبنا معَ الشَّاهدين}[آل عمران 53]
[دعاء الحواريين]
{رَبّنا اغفرْ لنا ذُنُوبَنا وإسرافَنا في أمرنا وثَبّتْ أقدامَنا وانصُرنا على القومِ الكافرين}[آل عمران147]
{رَبَّنا ما خَلقتَ هذا باطلاً سُبحانَكَ فَقِنا عذابَ النّارِ}[آل عمران 191]
{رَبَّنا إنّكَ من تُدخلِ النّارَ فقد أخزيته وما للظالمينَ من أنصار}[آل عمران 192]
{رَبّنا إنَّنا سمعنا مُنادياً يُنادي للإيمانِ أن أمنوا بِرَبِّكم فآمنّا}[آل عمران 193]
{رَبَّنا فاغفِرْ لنا ذُنُوبَنا وكَفِّرْ عَنَّا سَيّئاتِنا وتَوَفَّنا مع الأبرارِ}[آل عمران193]
{رَبَّنا وآتِنا ما وَعَدتَّنا على رُسُلِكَ ولا تُخُزِنا يومَ القيامةِ إنَّكَ لا تُخلِفُ الميعاد}[آل عمران 194]
{رَبّنا أخرجنا من هذهِ القريةِ الظَّالمِ أهلُها واجعلْ لنا من لَّدُنكَ وَليَّاً واجعلْ لنا من لَّدُنكَ نصيراً}[النساء 75]
{قالَ رَبِّ إنِّي لا أملِكُ إلّا نفسي وأخي فافرُقْ بَينَنا وبينَ القومِ الفاسقينَ}[المائدة25]
[دعاء موسى عليه السلام]
{رَبَّنا آمَنَّا فاكتُبنا مع الشاهدينَ}[المائدة 83]
{رَبّنا أنزِلْ علينا مائدةً من السَّماءِ تكونُ لنا عيداً لأوَّلنا وآخِرِنا وآيةً منكَ وارزُقنا وأنتَ خيرُ الرَّازقينَ}[المائدة114]
[دعاء عيسى عليه السلام]
{ رَبَّنا ظلمنا أنفُسَنا وإن لم تغفِر لنا وترحمنا لَنَكُونَنَّ من الخاسرينَ][الأعراف 23][دعاء آدم وزوجته]
{رَبَّنا هؤلاءِ أضلُّونا فآتِهمْ عذاباً ضِعفاً من النَّارِ}[الأعراف 38]
{ رَبَّنا لا تجعلنا مع القومِ الظَالمينَ}[الأعراف 47]
{رَبَّنا افتحْ بَيننا وبينَ قَومنا بالحقِّ وأنتَ خيرُ الفاتحينَ}[الأعراف 89]
{رَبَّنا أفرِغْ علينا صَبراً وتَوَفَّنا مُسلمينَ}[الأعراف126]
[دعاء موسى وهارون]
{ رَبِّ اغفِر لي ولأخي وأَدخلنا في رحمتكَ وأنتَ أرحَمُ الراحمينَ}[الأعراف 151][دعاء موسى عليه السلام]
{قالَ رَبِّ لو شِئتَ أهلَكتَهُم من قَبلُ وإيَّايَ أتُهلِكُنا بما فَعلَ السُّفهاءُ منَّا إن هيَ إلّا فِتنتُكَ تُضِلُّ بها من تشاءُ وتهدي من تشاءُ أنتَ ولِيُّنا فاغفر لنا وارحمنا وأنتَ خيرُ الغافرينَ}[الأعراف 155]
[دعاء موسى عليه السلام]
{حَسبيَ الله لا إلهَ إلّا هُوَ عليهِ تَوَكَّلتُ وهُوَ رَبُّ العَرشِ العظيمِ}[التوبة 129]
{دَعواهُم فيها سُبحانكَ اللَّهُمَّ وتَحيتُهُم فيها سَلامٌ وآخرُ دعواهُم أنِ الحمدُ لله رَبِّ العالمينَ}[يونس10]
{رَبَّنا لا تجعلنا فِتنةً للقومِ الظالمين*وَنَجِنَّا بِرحمتِكَ من القومِ الكافرينَ}[يونس 86ـ85]
{رَبَّنا اطمِسْ على أموالِهم واشدُدْ على قُلُوبهم}[يونس 88]
{ رَبِّ إنِّي أعوذُ بِكَ أن أسألكَ ماليسَ لي بهِ عِلمٌ وإلّا تَغفِر لي وتَرحمني أَكُنْ من الخاسرينَ}[هود 47]
[دعاء نوح عليه السلام]
{فاطرِ السّماواتِ والأرضِ أنتَ وَلِيِّ في الدُّنيا والآخرةِ تَوَفَّني مُسلماً وألحقني بالصَّالحينَ}[يوسف 101]
[دعاء يوسف عليه السلام].
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله(الفوائد ص273):
“جمعت هذه الدعوة الإقرار بالتوحيد والإستسلام للربّ وإظهار الإفتقار إليه والبراءة من موالاة غيره سبحانه.وكون الوفاة على الإسلام أجلّ غايات العبد وأن ذلك بيد الله لا بيد العبد،والإعتراف بالمعاد وطلب مرافقة السعداء”.
{رَّبِّ ارحمهُما كما رَبَّياني صغيراً}[الإسراء 24]
{ رَبِّ أدخلني مُدخلَ صِدقٍ وأخرجني مُخرجَ صِدقٍ واجعل لي من لَّدُنكَ سُلطاناً نَّصيراً}[الإسراء80]
يقول سيد قطب رحمه الله:
“وهو دعاء يعلمه الله لنبيه ليدعوه به ولتتعلم أمته كيف تدعو الله وفيم تتجه إليه.دعاء بصدق المدخل وصدق المخرج،كناية عن صدق الرحلة كلها.بدئها وختامها.أولها وآخرها وما بين الأول والآخر.وللصدق كذلك ظلاله:ظلال الثبات والإطمئنان والنظافة والإخلاص.واجعل لي من سلطانك نصيرا.قوة وهيبة أستعلي بهما على سلطان الأرض وقوة المشركين.وكلمة”من لدنك” تصور القرب والإتصال بالله والإستمداد من عونه مباشرة واللجوء إلى حماه”.
{ رَبِّ إنّي وَهنَ العَظمُ مِنِّي واشتعلَ الرَّأسُ شَيباً ولم أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيِّاً}[مريم 4]
[دعاء زكريا عليه السلام]
{رَبِّ اشرح لي صدري*ويَسِّر لي أمري*واحلُل عُقدةً من لساني*يفقهوا قولي}[طه 25 ـ 28]
[دعاء موسى عليه السلام]
{وقُلْ رَّبِّ زِدني عِلماً}[طه114]
{أنِّي مَسَّنيَ الضُّرُّ وأنتَ أرحمُ الرَّاحمينَ}[الأنبياء 83]
[دعاء أيوب عليه السلام]
{لا إله إلّا أنتَ سُبحانكَ إنّي كنتُ من الظَّالمينَ}[الأنبياء 87]
[دعاء ذا النون يونس عليه السلام]
{رَبِّ لا تَذَرني فَرداً وأنتَ خيرُ الوارثينَ}[الأنبياء 89]
[دعاء زكريا عليه السلام]
{رَبِّ اجعل هذا البلدَ آمناً واجنُبني وبنيَّ أن نعبدَ الأصنامَ}[إبراهيم 35]
[دعاء إبراهيم عليه السلام]
{رَبَّنا إنّي أسكنتُ من ذُرِيَّتي بوادٍ غيرِ ذي زَرعٍ عند بيتكَ المُحَرَّمِ رَبَّنا لِيقيُموا الصَّلاةَ فاجعلْ أفئدةً من النَّاسِ تهوي إليهم وارزُقهم من الثمراتِ لَعلَّهُم يشكرون}[إبراهيم 37]
[دعاء إبراهيم عليه السلام}
{رَبَّنا إنّكَ تعلمُ ما نُخفي وما نُعلنُ وما يخفى على الله من شيءٍ في الأرضِ ولا في السّماءِ}[إبراهيم 38]
[دعاء إبراهيم عليه السلام]
{رَبِّ اجعلني مُقيمَ الصَّلاةِ ومن ذُرِيَّتي رَبَّنا وتَقَبَّل دعاءِ}[إبراهيم 40]
[دعاء إبراهيم عليه السلام]
{رَبَّنا اغفر لي ولوالديَّ وللمؤمنينَ يومَ يقومُ الحِسابُ}[إبراهيم 41]
[دعاء إبراهيم عليه السلام]
{رَبَّنا آتِنا من لَّدُنكَ رحمةً وهيَّىء لنا من أمرنا رَشداً}[الكهف10]
{ رَّبِّ أنزلني مُنزَلاً مُباركاً وأنتَ خيرُ المُنزلينَ}[المؤمنون 29]
رَّبِّ أعوذُ بكَ من هَمَزاتِ الشَّياطينِ*وأعوذُ بكَ رَبِّ أن يَحضرونِ}[المؤمنون 97 ـ 98]
{رَبَّنا آمنَّا فاغفر لنا وارحمنا وأنتَ خيرُ الرَّاحمينَ}[المؤمنون109]
{رَّبِّ اغفر وارحم وأنتَ خيرُ الرَّاحمينَ}[المؤمنون 118]
{رَبَّنا اصرِف عنَّا عذابَ جَهَنَّمَ إنَّ عذابَها كانَ غَراماً*إنَّها ساءتْ مُستقراً ومُقاماً} [الفرقان ـ 66ـ65]
{رَبَّنا هَبْ لنا من أزواجِنا وذُرِيَّاتِنا قُرَّةَ أَعيُنٍ واجعلنا للِمُتَّقينَ إماماً}[الفرقان74]
{رَبِّ هَبْ لي حُكماً وألحقني بالصَّالحينِ*واجعل لّي لِسانَ صِدقٍ في الآخرينَ*واجعلني من وَرَثَةِ جَنَّة النَّعيم}[الشعراء83 ـ 85]
[دعاء إبراهيم عليه السلام].
يقول سيد قطب رحمه الله:
“والدعاء كله ليس فيه طلب لعرض من أعراض هذه الأرض،ولا حتى صحة البدن.إنه دعاء يتجه إلى آفاق أعلى،تحركه مشاعر أصفى.ودعاء القلب الذي عرف الله فأصبح يحتقر ما عداه.والذي ذاق فهو يطلب المزيد،والذي يرجو ويخاف في حدود ما ذاق وما يريد”.
“رب هب لي حكماً“:أعطني الحكمة التي أعرف بها القيم الصحيحة والقيم الزائفة،فأبقى على الدرب بما يصلني بما هو أبقى.
“وألحقني بالصالحين“:يقولها إبراهيم النبي الكريم الأواه الحليم.فيا للتواضع! ويا للتحرج! ويا للإشفاق من التقصير!ويا للخوف من تقلّب القلوب! ويا للحرص على مجرد اللحاق بالصالحين! بتوفيق من ربه إلى العمل الصالح الذي يلحقه بالصالحين.
“واجعل لي لسان صدق في الآخرين“:دعوة تدفعه إليها الرغبة في الإمتداد،لا بالنسب ولكن بالعقيدة،فهو يطلب إلى ربه أن يجعل له فيمن يأتون أخيراً لسان صدق يدعوهم إلى الحق،ويردهم إلى الحنيفية السمحاء دين إبراهيم.ولعلها هي دعوته في موضع آخر.إذ يرفع قواعد البيت الحرام وابنه إسماعيل ثم يقول:{ربّنا واجعلنا مُسلمينِ لكَ ومن ذريتنا أمّةً مسلمةً لكَ وأرنا مناسكنا وتُب علينا إنّكَ أنتَ التَّوابُ الرَّحيمُ}[البقرة 128].
وقد استجاب الله له وحقق دعوته وجعل له لسان صدق في الآخرين:{ربّنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتُكَ ويُعلّمهمُ الكتابَ والحكمة ويزكيهم إنّكَ أنتَ العزيزُ الحكيمُ}[البقرة 129].
وكانت الاستجابة بعد آلاف السنين.هي في عرف الناس أمد طويل،وهي عند الله أجل معلوم،تقتضي حكمته أن تتحقق الدعوة المستجابة فيه.
“واجعلني من ورثة جنّة النعيم“:وقد دعا ربه ـ من قبل ـ أن يلحقه بالصالحين،وبتوفيقه إلى العمل الصالح الذي يسلكه في صفوفهم،وجنة النعيم يرثها عباد الله الصالحين…
“ولا تخزني يوم يبعثون”:ونستشف من قول ابراهيم عليه السلام على مدى شعوره بهول اليوم الآخر،ومدى حيائه من ربه،وخشيته من الخزي أمامه،وخوفه من تقصيره،وهو النبي الكريم.
“يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم”:وهذا يبين مدى إدراكه لحقيقة ذلك اليوم،وادراكه كذلك لحقيقة القيم.فليست هناك من قيمة في يوم الحساب إلا قيمة الإخلاص.إخلاص القلب كله لله،وتجرده من كل شائبة ومن كل مرض ومن كل غرض،وصفائه من الشهوات والانحرافات.وخلوه من التعلق بغير الله،فهذه سلامته التي تجعل له قيمة ووزنا”.
{ولا تُخزِني يومَ يُبعثُون*يومَ لا ينفعُ مالٌ ولا بنونَ*إلّا من أتى الله بقلبٍ سليم}[الشعراء 87 ـ 89]
[دعاء إبراهيم عليه السلام}
{رَبِّ نَجِنِّي وأهلي ممّا يعملون}[الشعراء 169]
[دعاء لوط عليه السلام]
{رَبِّ أَوزِعني أن أشكُرَ نِعمتكَ الّتي أنعمتَ عَليَّ وعلى والديَّ وأن أعملَ صالحاً ترضاهُ وأدخِلني بِرحمتكَ في عبادكَ الصَّالحين}[النمل 19]
[دعاء سليمان عليه السلام].
يقول سيد قطب رحمه الله(الظلال):
“رب”:بهذا النداء القريب المباشر المفضل.
“أوزعني”:اجمعني كلي.اجمع طاقاتي كلها.أولها على آخرها وآخرها على أولها.لتكون كلها في شكر نعمتك عليَّ وعلى والديّ.
وهذا التعبير يشي بنعمة الله التي مسّت قلب سليمان عليه السلام في تلك اللحظة ويصور نوع تأثره،وقوة توجهه،وارتعاشة وجدانه،وهو يستشعر فضل الله الجزيل،ويتمثل يد الله عليه وعلى والديه،ويحسّ مسّ النعمة والرحمة في ارتياع وابتهال.
“وأن أعمل صالحاً ترضاه“:فالعمل الصالح هو كذلك فضل من الله يوفق إلى من يشكر نعمته،وسليمان الشاكر الذي يستعين ربه ليجمعه ويقفه على شكر نعمته،يستعين ربه كذلك ليوفقه إلى عمل صالح يرضاه.وهو يشعر أن العمل الصالح توفيق ونعمة أخرى من الله.
“وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين“:أدخلني برحمتك…فهو يعلم أن الدخول في عباد الله الصالحين رحمة من الله،تتدارك العبد فتوفقه إلى العمل الصالح،فيسلك في عداد الصالحين.يعلم هذا .فيضرع إلى ربه أن يكون من المرحومين الموفقين السالكين في هذا الرعيل.يضرع إلى ربه وهو النبي الذي أنعم الله عليه،وسخر له الجن والإنس والطير.غير آمن مكر الله حتى بعد أن اصطفاه.خائفاً أن يُقصّر به عمله،وأن يقصّر به شكره.وكذلك تكون الحساسية المرهفة بتقوى الله وخشيته من التشوق إلى رضاه ورحمته في اللحظة التي تتجلى فيها نعمته كما تجلّت والنملة تقول وسليمان يُدرك منها ما تقول بتعليم الله له وفضله عليه”.
{ رَبِّ إنِّي ظَلمتُ نفسي فاغفر لي}[القصص 16]
[دعاء موسى عليه السلام]
{رَبِّ نَجِنِّي من القومِ الظَّالمينَ}[القصص 21]
[دعاء موسى عليه السلام]
{عسى رَبّي أن يهديني سَواءَ السّبيلِ}[القصص 22]
[دعاء موسى عليه السلام]
{رَبِّ إنِّي لِما أنزلتَ إليَّ من خيرٍ فقيرٌ}[القصص 24]
[دعاء موسى عليه السلام]
{ رَبِّ انصُرني على القومِ المُفسدينَ}[العنكبوت30]
[دعاء لوط عليه السلام]
{رَبَّنا آتِهم ضِعفينِ من العذابِ والعنهُم لعناً كبيراً}[الأحزاب68]
{رَبِّ هَبْ لي من الصَّالحينَ}[الصافات 100]
[دعاء إبراهيم عليه السلام]
{قُلِ اللَّهُمَّ فاطرَ السَّماواتِ والأرضِ عالِمَ الغيبِ والشَّهادةِ أنتَ تحكُمُ بينَ عِبادِكَ في ما كانوا فيهِ يختلِفونَ}[الزمر 46]
{رَبَّنا وَسِعتَ كُلَّ شَيءٍ رَّحمةً وعِلماً فاغفر للَّذينَ تابوا واتَّبعوا سَبيلَكَ وَقِهم عذابَ الجحيمِ}[غافر7]
{رَبَّنا وأَدخِلهُم جَنَّاتِ عَدنٍ الَّتي وَعَدتَّهُم ومن صَلَحَ من آبائِهِم وذُرِيَّاتهم إنَّكَ أنتَ العزيزُ الحكيمُ}[غافر8]
{وقِهمُ السَّيّئاتِ ومن تَقِ السَّيّئاتِ يومئِذِ فقد رَحِمتهُ وذلكَ هوَ الفوزُ العظيمُ}[غافر9]
{رَبَّنا اكشِف عنَّا العذابَ إنَّا مؤمنونَ}[الدخان12]
{رَبِّ أوزِعني أن أشكُرَ نِعمَتكَ الّتي أنعَمتَ عَليَّ وعلى والديَّ وأن أعمل صالحاً ترضاهُ وأصلِح لي في ذُرِيّتي إنّي تُبتُ إليكَ وإنّي من المُسلمينَ}[الأحقاف 15]
{رَبَّنا اغفِر لنا ولإخواَنِنا الَّذينَ سَبَقُونا بالإيمانِ ولا تجعلْ في قُلُوبِنا غِلَّاً لِّلّذينَ آمنوا رَبَّنا إنَّكَ رؤفٌ رحيمٌ}[الحشر10]
{رَّبَّنا عليكَ تَوَكَّنا وإليكَ أنَبنا وإليكَ المصيرُ}{الممتحنة4]
{رَبَّنا لا تَجعلنا فِتنةً لِّلّذينَ كفروا واغفر لنا رَبَّنا إنَّكَ أنتَ العزيزُ الحكيمُ}[الممتحنة5]
{رَبَّنا أَتمِمْ لنا نُورَنا واغفر لنا إنَّكَ على كُلِّ شَيءٍ قديرٌ}[التحريم 8]
{رَبِّ ابنِ لي عندكَ بيتاً في الجَنَّة}[التحريم 11]
[دعاء امرأة فرعون]
{ونَجِنِّي من القومِ الظَّالمينَ}[التحريم 11]
{رَّبِّ لا تَذَر على الأرضِ من الكافرينَ دَيَّاراً*إنّكَ إن تَذَرهُم يُضِلُّوا عِبادكَ ولا يلدوا إلّا فاجراً كَفَّاراً}[نوح 27]
[دعاء نوح عليه السلام]
{رَّبِّ اغفر لي ولوالديَّ ولمن دخلَ بيتيَ مؤمناً وللمؤمنينَ والمؤمناتِ ولا تَزِدْ الظَّالمينَ إلّا تَباراً}[نوح 28]
[دعاء نوح عليه السلام]
{قُلْ أعوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ*من شَرِّ ما خلقَ*ومن شَرِّ غاسِقٍ إذا وقبَ*ومن شرِّ النَّفَّاثاتِ في العُقَدِ*ومن شرِّ حاسدٍ إذا حَسَدَ}[الفلق 1 ـ5]
{قُلْ أعوذُ بِرَبِّ النَّاسِ*مَلِكِ النَّاسِ*إلهِ النَّاسِ*من شَرِّ الوَسواسِ الخَنَّاسِ*الّذي يُوسوِسُ في صُدورِ النَّاسِ*من الجِنَّةِ والنَّاسِ}[الناس 1 ـ 6]
فضائل بعض الآيات والسور
ـ ما يقال عند النوم:
يجمع كفّيه ثم ينفخ فيهما برفق ويقرأ المعوذات:سورة الإخلاص،وسورة الفلق،وسورة الناس.
ويقرأ أيضاً آية الكرسي[البقرة 255].
ويقرأ خواتيم سورة البقرة[285 ـ 286].
مايقال عند الاستيقاظ:
يقرأ خواتيم سورة آل عمران[190 ـ 200]
أعظم سورة في القرآن الكريم:
عن أبي سعيدٍ رافع بنِ المُعَلّى رضي الله عنه قال:قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:“ألا أعلمكَ أعظمَ سُورةٍ في القرآن قبلَ أن تخرج من المسجد؟”فأخذ بيدي،فلمّا أردنا أن نخرجَ قلت:يا رسول الله،إنك قُلتَ لأعلّمنكَ أعظم سُورةٍ في القرآن. قال:”الحمد لله ربِّ العالمين هي السّبعُ المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته”[رواه البخاري]
وعن ابن عباس رضي الله عنهما:بينما جبريل عليه السلام قاعدٌ عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نَقيضاً من فوق،فرفع رأسه،فقال:هذا بابٌ من السّماء فُتح اليوم،لم يُفتح قطُّ إلا اليوم،فنزل منه مَلك،فقال:هذا ملَكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم،فسَلّمَ وقال:أبشر بنورين أُوتيتهما لم يُؤتهما نبيٌّ قبلك:فاتحة الكتاب،وخواتيم سورة البقرة،لن تقرأ بحرفٍ منها إلا أُعطيته“[رواه مسلم]
(النقيض:الصوت)
سورةٌ تعدل ثلث القرآن:
عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في قل هو الله أحد:“والذي نفسي بيده،إنها لتعدلُ ثُلثَ القرآن” وفي روايةٍ:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه:أيَعجِزُ أحدكم أن يقرأ بِثُلثِ القرآن في ليلةٍ؟فَشقَّ ذلك عليهم وقالوا:أيُّنا يُطيقُ ذلك يا رسول الله؟فقال:”قل هو الله أحدُ.الله الصّمدُ: ثلثُ القرآن”[رواه البخاري]
وعن أنسٍ بن مالك رضي الله عنه أنَّ رجلاً كان يلزم قراءة:قل هو الله أحد في الصلاة في كل سورة وهو يؤم أصحابه،فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:ما يُلزمكَ هذه السورة؟قال:إني أحبها. قال: حبُّها أدخلكَ الجنة”[صحيح المسند وهو حديث حسن].
وسورة الإخلاص توجب دخول الجنة،وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن قراها:”وجبت”،قالوا:وما وجبت؟قال:”الجنة”،فقد روى الترمذي بإسناده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: اقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فسمع رجلاً يقرأ:{قل هو الله أحد*الله الصمد}،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”وجبت” قلت:ما وجبت؟قال الجنة[صححه الشيخ الألباني].
وفي حديث معاذ بن أنس :”من قرا (قل هو الله أحد) عشرَ مراتٍ بنى اللهُ له بيتاً في الجنة“[صحيح الجامع وقال الألباني:حديث صحيح].
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوذ بها مع المعوذتين.
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفّيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما{قل هو الله أحد}و{قل أعوذُ بربِّ الفلق}و{قل أعوذُ بربِّ الناس}ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات”[رواه البخاري].
يقول الإمام السيوطي رحمه الله:”هذه السورة ليس فيها ذكر جنة ولا نار ولا دنيا ولا آخرة ولا حلال ولا حرام انتسب الله إليها فهي له خالصة ،من قرأها ثلاث مرات عدل بقراءة الوحي كله”.
فضل المعوذتين:
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:“ألم ترَ آياتٍ أُنزلت هذه الليلة لم يُرَ مثلُهنَّ قطُّ؟قل أعوذ بربِّ الفلق،وقل أعوذُ بربِّ الناس”[رواه مسلم].
وعن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رضي الله عنه قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوَّذُ من عينِ الجانِّ ،وعين الإنس، فلما نزلت المُعَوِّذتان، أخذ بهما وتركَ ماسوى ذلك“[رواهالنسائي وقال الألباني:حديث صحيح].
وفي الحديث الشريف:”يا عقبة بن عامرٍ!قل هو الله أحد،وقل أعوذ بربِّ الفلق،وقل أعوذُ بربِّ الناس ماتعوَّذ بمثلهنَّ أحد”[حديث صحيح كما قال الشيخ الألباني).
سورة الكافرون:
“قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن.وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن”[صحيح الجامع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما]
السورة الشافعة:سورة تبارك
في الحديث الشريف:”سورةٌ تشفعُ لقائلها،وهي ثلاثونَ آيةً وهي تبارك الذي بيده الملك”[أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه وهو حديث صحيح].
“تبارك الذي بيده الملك هي المنجية من عذاب القبر”[حديث صحيح كما جاء في المنار المنيف لابن القيم رحمه الله].
“سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر”[حديث صحيح كما قال الألباني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه].
خواتيم سورة البقرة:
عن أبي مسعودٍ البدريِّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:“من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلةٍ كَفتاهُ”[[متفق عليه].
(قيل:كفتاه المكر وتلك الليلة،وقيل:كفتاه عن قيام الليل).
فضل سورة البقرة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:“لا تجعلوا بيوتكم مقابر.إنَّ الشيطانَ ينفِرُ من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة”[رواه مسلم].
آية الكرسي:
عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:“يا أبا المنذر،أتدري أيُّ آيةٍ من كتاب الله معك أعظمُ؟قلتُ) :الله لا إله إلّا هوَ الحيُّ القيوم)،فضرب في صدري وقال:”ليهنكَ العلمُ،أبا المنذر”[رواه مسلم].
سورة الكهف العاصمة من الدجال:
عن أبي الدّرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:“من حفظ عشرَ آياتٍ من أوّل سورة الكهف عُصم من الدّجال”.وفي رواية:”من آخر سورة الكهف”[رواه مسلم].
وفي الحديث الشريف:”من قرأ سورة(الكهف) في يوم الجمعة أضاءَ له من النور مابين الجمعتين”[صحيح الترغيب عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وقال الألباني: حديث صحيح]
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“من قرأ سورة الكهف (كما أُنزلت) كانت له نوراً يوم القيامة،من مقامه إلى مكة،ومن قرأ عشر آياتٍ من آخرها ثم خرج الدجال لم يضره”[حديث صحيح]
سورة السجدة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر يوم الجمعة{ألم تنزيل}السجدة،و{هل أتى على الإنسان }[رواه البخاري ومسلم]
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ{ألم تنزيل} السجدة،و{تبارك الذي بيده المُلك}[حديث حسن كما جاء في مشكاة المصابيح وقال الألباني:حديث صحيح]
سورة الإنسان:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
“كان النبي يقرأ في الفجر يوم الجمعة{ألم تنزيل}السجدة،و{هل أتى على الإنسان}[متفق عليه].
الأدعيّة النبوية
سيد الاستغفار
عن شدّاد بن أوسٍ رضي الله عنه،عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:“سيّدُ الاستغفار أن يقولَ العبد:
“الّلهُمَّ أنت رَبي لا إله إلا أنتَ،خَلقتني وأنا عبدُك ،وأنا على عَهدِكَ ووَعدِكَ ما استطعتُ،أعوذُ بكَ من شرِّ ما صنعتُ،أبوءُ لكَ بِنعمتكَ عَليَّ،وأبوءُ بذنبي،فاغفِر لي،فإنّه لا يغفرُ الذنوبَ إلا أنتَ”.من قالها في النهار مُوقناً بها فمات من يومه قبلَ أن يُمسي فهو من أهل الجنّة،ومن قالها من الليل وهو موقنٌ بها فماتَ قبل أن يُصبح فهو من أهل الجنة”.[رواه البخاري].
دعاء الطائف
عندما ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ولم يستجيبوا له وسلطوا عليه السفهاء والغلمان وأذوه وضربوه إلى أن أدموا ساقيه الشريفتين صلى الله عليه وسلم وحينها رفع يديه إلى السماء وقال صلى اله عليه وسلم:
“اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلّة حيلتي وهواني على الناس،أرحم الراحمين أنت، أرحمني، ،إلى من تكلني؟إلى عدو يتجهمني ،أم إلى قريبٍ ملكّته أمري؟إن لم تكن غضباناً عليَّ فلا أبالي،غير أن عافيتكَ أوسعُ لي،أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن تُنزل بيَ غضبَكَ أو تُحلَّ عليَّ سخطَكَ،لكَ العُتبى حتى ترضى،ولا حول ولا قوة إلا بك”[رواه الطبراني واللفظ له وقال الألباني :حديث ضعيف،وقال الهيثمي في مجمع الزوائد:وفيه ابن اسحاق وهو مدلس ثقة،وبقية رجاله ثقات.
غير أن العلماء ما زالوا يوردون هذا الحديث في كتبهم وتصنيفاتهم وذلك لأسباب عدة:
ـ أن ضعف إسناده ضعف يسير،لأن احتمال الإتصال فيه قائم
ـ وما زال العلماء يتسمحون في رواية الأحاديث اليسيرة الضعف،في أبواب السير والمغازي والفضائل.
ـ كثير من العلماء تناقلوا الحديث معتمدين له،ومستشهدين بما ورد فيه،كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ،حيث يقول فيه:”كلما قوي طمع العبد في فضل الله ورحمته ورجائه لقضاء حاجته ودفع ضرورته قويت عبوديته له وحريته مما سواه
والإمام ابن القيم، حيث يقول في الحديث:”هو استغاثة إلى الله مستحبة،فالله يبتلي عبده ليسمع تضرعه[نقلاً عن موقع الإسلام سؤال وجواب للشيخ محمد صالح المنجد،وموقع الإسلام ويب]
وقال سيد قطب رحمه الله:”فهذا الدعاء الخالص العميق بعده فتح الله على رسوله وعلى الدعوة من حيث لا يحتسب،فكانت بيعة العقبة الأولى ثم الثانية”.
ـ هديه صلى الله عليه وسلم في نومه وانتباهه(زاد المعاد ـ ابن القيم ـ ج1 ص 155):
كان إذا أوى إلى فراشه للنوم قال:”باسمكَ اللَّهُمَّ أحيا وأموت”[رواه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه]
وكان يجمع كفيه ثم ينفث فيهما،وكان يقرأ فيهما:{قُل هو الله أحد}و{قل أعوذُ بربِّ الفلق}و{قل أعوذ بربِّ الناس}ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده،يبدأ بهما على رأسه،ووجهه،وما أقبل من جسده،يفعل ذلك ثلاث مرات[رواه البخاري وأبو داود والترمذي من حديث عائشة رضي الله عنها].
وكان ينام على شِقه الأيمن،ويضع يده تحت خدّه الأيمن،ثم يقول:“اللَّهُمَّ قِني عذابكَ يوم تَبعثُ عِبادك “[رواه أبو داود والترمذي وصححه هو وابن حبان من حديث البراء،وأخرجه أحمد من حديث ابن مسعود وصححه الحافظ والألباني].
وكان يقول إذا أوى إلى فراشه:“الحمدُ لله الذي أطعمنا وسقانا وكَفانا وآوانا،فكم ممّن لا كافي له ولا مُؤوي”[رواه مسلم والترمذي وأبو داود وأحمد من حديث أنس رضي الله عنه]
وذكر أيضاً أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه:“اللَّهُمَّ رَبَّ السّماواتِ والأرض،ورَبَّ العرشِ العظيم،رَبّنا ورَبَّ كُلِّ شيءٍ،فالقَ الحَبِّ والنَّوى،مُنزلَ التّوراةِ والإنجيل،والفرقان ،أعوذُ بكَ من شرِّ كُلِّ ذي شرٍّ أنتَ آخذٌ بناصيته،أنتَ الأوّلُ فليس قبلكَ شيءٌ،وأنتَ الآخرُ،فليسَ بعدكَ شيءٌ،وأنتَ الظّاهرُ فليسَ فوقكَ شيءٌ،وأنتَ الباطنُ ،فليسَ دُونكَ شيءٌ،اقضِ عنّا الدين،وأغننا من الفقر“[رواه مسلم والترمذي وأبو داود وأحمد وكلهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه].
وكان إذا انتبه من نومه قال:“الحمدُ لله الذي أحيانا بعدَ ما أماتنا وإليه النشور”[رواه البخاري من حديث حذيفة رضي الله عنه،وأخرجه مسلم من حديث البراء بن عازب،وأخرجه الترمذي وأبو داود وابن ماجه كلهم من حديث حذيفة رضي الله عنه]،ثم يتسوّك،وربما قرأ العشر الآيات من آخر آل عمران،وقال:“اللَّهُمَّ لكَ الحمدُ،أنتَ نورُ السّماوات والأرض ومن فيهنَّ،ولكَ الحمد،أنتَ قَيِّمُ السّماوات والأرض ومن فيهنَّ ولكَ الحمد،أنتَ الحقُّ،ووعدُكَ الحقُّ،ولقاؤُكَ حقُّ،والجنّةُ حقُّ،والنّارُ حقّ ،والنَّبيُّونَ حقُّ،ومحمدٌ حقُّ،والسّاعةُ حقُّ،اللَّهُمَّ لكَ أسلمتُ،وبكَ آمنتُ،وعليكَ توكَّلتُ،وإليكَ أنبتُ،وبكَ خاصمتُ،وإليكَ حاكمتُ،فاغفر لي ماقدّمتُ،وما أخَّرتُ،وما أسررتُ،وما أعلنتُ ،أنتَ إلهي، لاإله إلا أنت”[أخرجه البخاري ومسلم والإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة ]انتهى حديث الإمام ابن القيم رحمه الله وغفر له.
ومن الأحاديث الأخرى عن هديه ودعائه صلى الله عليه وسلم في نومه واستيقاظه:
ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:“من قالَ حينَ يُصبحُ وحينَ يُمسي:سبحانَ الله وبحمده،مئةَ مرّةٍ،لم يأتِ أحدٌ يومَ القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحدٌ قال مثل ماقال أو زاد“[رواه مسلم].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:يا رسول الله،ما لقيتُ من عقربٍ لدغتني البارحة.قال:”أما لو قُلتَ حين أمسيت:أعوذُ بكلمات الله التّامات من شرِّ ما خلق،لم تَضُرَّك”[رواه مسلم].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا أصبح:“اللّهُمّ بكَ أصبحنا، وبكَ أمسينا،وبكَ نحيا،وبكَ نموتُ،وإليكَ النشور”.وإذا أمسى فليقل:”اللّهُمَّ بكَ أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموتُ،وإليكَ المصير”[رواه أبو داود والترمذي وقال:حديث حسن وقال الألباني: حديث حسن صحيح]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ أبا بكرٍ الصديق رضي الله عنه قال: يا رسول الله،مُرني بكلماتٍ أقولُهُنَّ إذا أصبحتُ وإذا أمسيت.قال:“قُلِ:اللّهُمَّ فاطرَ السّماوات والأرض عالمَ الغيبِ والشّهادة لا إله إلا أنتَ رَبَّ كُلَّ شيء ومليكه أعوذُ بكَ من شرِّ نفسي ومن شرِّ الشّيطانِ وشِركهِ” .قال:”قلها إذا أصبحتَ،وإذا أمسيت،وإذا أخذتَ مَضجعك“.[رواه أبو داود والترمذي وقال:حسن صحيح وصححه الألباني].
وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال:كان نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال:“أمسينا وأمسى المُلك لله،والحمد لله،لا إله إلا الله وحده لا شريك له”.قال الراوي:أراه قال فيهنَّ:”له المُلكُ ولهُ الحمد،وهو على كُلِّ شيءٍ قديرٌ.ربِّ أسالكَ خير ما في هذه الليلة،وخيرَ ما بعدها،وأعوذُ بكَ من شرِّ ما في هذه الليلة وشرِّ ما بعدها.ربِّ أعوذ بكَ من الكسل ،وسوءِ الكِبَر،أعوذُ بك من عذاب النار،وعذاب القبر”.وإذا أصبح قال ذلك أيضاً:”أصبحنا واصبح المُلك لله“.[رواه مسلم].
وعن عبد الله بن خُبيبٍ رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:“اقرأ قُل هو الله أحدٌ،والمعوِّذتين،حين تصبح وحينَ تُمسي،ثلاثَ مرّاتٍ ،تكفيك من كلِّ شيءٍ“[رواه أبو داود والترمذي وقال الألباني: حسن صحيح].
وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:“ما من عبدٍ يقول في صباحِ كُلِّ يومٍ ومساءِ كُلِ ليلةٍ:بسم الله الذي لا يضُرُّ مع اسمه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماء،وهو السميع العليم،ثلاث مرات،إلا لم يضرُّه شيءٌ“.[رواه أبو داود والترمذي وقال:حسن صحيح].
وعن عليٍّ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ولفاطمة رضي الله عنهما:“إذا أويتما إلى فِراشكما ـ أو إذا أخذتما مضاجعكما ـ فكبِّرا ثلاثاً وثلاثين،وسَبّحا ثلاثاً وثلاثين،واحمدا ثلاثاً وثلاثين.وفي رواية:“التسبيح أربعاً وثلاثين”.وفي رواية:“التكبير أربعاً وثلاثين”.[متفق عليه].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:“إذا أوى أحدكم إلى فِراشه فلينفض فِراشه بداخلةِ إزاره،فإنه لا يدري ما خلفهُ عليه،ثم يقول:باسمك ربِّي وضعتُ جنبي وبكَ أرفعه،إن أمسكتَ نفسي فارحمها،وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظُ به عبادكَ الصالحين”[متفق عليه].
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه نفثَ في يديه،وقرأ بالمعوذات،ومسح بهما جسده.[متفق عليه]. وفي روايةٍ لها:أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فِراشه كُلَّ ليلةٍ جمعَ كفيه،ثم نفثَ فيهما فقرأ فيهما:قل هو الله أحد،وقل أعوذُ بربِّ الفلق،وقل أعوذ بربِّ الناسن ثم مسح بهما ما استطاع من جسده:يبدأ بهما على رأسه ووجهه،وما أقبل من جسده،يفعل ذلك ثلاث مرات“.[متفق عليه]
(النفث:النفخ اللطيف بلا ريق)
وعن البراء بن عازبٍ رضي الله عنهما قال:قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:“إذا أتيت مَضجعك فتوضأ وضوءكَ للصلاة،ثم اضطجع على شِقِّكَ الأيمن،ثم قل:اللّهُمَّ أسلمتُ نفسي إليك،ووجَهَّتُ وجهي إليك، وألجأتُ ظهري إليك وفوّضتُ أمري إليك،،رغبةً ورهبةً إليك،لا ملجأ ولا منجا منكَ إلا إليك،آمنتُ بكتابكَ الذي أنزلت،وبنبيكَ الذي أرسلت.فإن مِتَّ مِتَّ على الفطرة،واجعلهُنَّ آخر ما تقول”[متفق عليه]
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
” إذا أوى الرجل إلى فِراشه أتاه مَلَكٌ وشيطان،فيقول المَلك: اختم بخير ويقول الشيطان: اختم بِشَرِّ فإن ذكر الله تعالى ثم نام،باتت الملائكة تكلؤه فإن استيقظ قال الملك:افتح بخبر وقال الشيطان:افتح بشرٍّ فإن قال: الحمد لله الذي ردَّ عليَّ نفسي ولم يُمتها في منامها الحمد لله الذي يمسك السمواتِ والأرض أن تزولا إلى آخر الآية(الحمد لله الذي يُمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه فإن وقع من سريره فمات دخل الجنة”[رواه النسائي وصححه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي]
ومما يقال إذا أصبح الإنسان أيضاً“الحمد لله الذي عافاني في جسدي،وردَّ عليَّ روحي، وأذنَ لي بذكره”[رواه الترمذي والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه وقال الألباني: إسناده جيد].
الأدعية النبوية في الصلاة :
في الحديث الشريف:
” من توضأ فأحسنَ الوضوء ثم قال:أشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ،وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله،اللَّهُمَّ اجعلني من التَّوابينَ،واجعلني من المُتطهِّرين،فُتحت له ثمانيةُ أبواب الجنّة،يدخل من أيّها شاء”[رواه الترمذي من حديث أبي إدريس الخولاني وأبي عثمان عن عمر رضي الله عنه وقال الألباني:حديث صحيح.وأصل الحديث عند مسلم من حديث عقبة بن عامر]،
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“من قال حين يسمع النداء”اللَّهُمَّ ربَّ هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت مُحمداً الوسيلة والفضيلة،وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته حلّت له شفاعتي يوم القيامة”[رواه البخاري وأحمد ]
وعن عائشة رضي الله عنها قالت:كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثرُ أن يقول في ركوعهِ وسجوده:
“سُبحانكَ اللَّهُمّ ،رَبَّنا وبِحمدكَ،اللَّهُمَّ اغفر لي”[متفق عليه]
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده:
“سّبُوحٌ قُدُّوسٌ،ربُّ الملائكةِ والرُّوح“[رواه مسلم]
وتارة يقول:“اللَّهُمَّ لكَ ركعتُ،وبكَ آمنتُ،ولكَ أسلمتُ،خشعَ لكَ سمعي وبصري ومُخِّي وعظمي وعصبي”[رواه مسلم من حديث علي رضي الله عنه]وقال ابن القيم رحمه الله:إنما حُفظ عنه في قيام الليل.
ومن الأدعية الأخرى في سجوده وركوعه صلى الله عليه وسلم:
“سُبحانكَ اللَّهُمَّ رَبَّنا وبحمدكَ، اللَّهُمَّ اغفر لي،يتأوَّلُ القرآن”[أخرجه الشيخان عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها].
“اللَّهُمَّ لكَ سجدتُ،وبكَ آمنتُ،ولكَ أسلمتُ،سجدَ وجهي للذي خلقهُ وصوّرهُ وشقَّ سَمعهُ وبصرهُ،تباركَ الله أحسنُ الخالقين”[رواه مسلم من حديث علي رضي الله عنه]
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده:
“اللَّهُمَّ اغفر لي ذنبي كُلَّهُ:دِقَّهُ وجِلَّهُ،وأوَّلهُ وآخرهُ،وعلانيتهُ وسِرَّهُ”[رواه مسلم].
عن ثوبان رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً،وقال:”اللَّهُمَّ أنت السلامُ،ومنكَ السّلام،تباركتَ يا ذا الجلالِ والإكرام”قيل للأوزاعي،وهو أحد رواة الحديث،كيف الإستغفار؟قال: يقول:أستغفر الله، أستغفر الله.[رواه مسلم].
عن معاذٍ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدهِ وقال:
“يا معاذ،والله إني لأحِبُّك”،فقال:”أوصيكَ يامعاذ،لا تَدَعنَّ في دُبُرِ كُلِ صلاة،تقول:اللَّهُمَّ أعِنّي على ذِكركَ،وشُكرِكَ،وحُسنِ عبادتك”[رواه أبو داود بإسناد صحيح].
ـ وكان صلى الله عليه وسلم يدعو في دُبُر كل صلاة مكتوبة:
“لا إله إلا الله وحده لا شريك له،لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ،وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، اللَّهُمَّ لا مانعَ لما أعطيتَ،ولا مُعطي لما منعتَ،ولا ينفعُ ذا الجَدِّ منكَ الجَدُّ”[رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي كلهم من حديث وراد كاتب للمغيرة]
ـ وكان يقول صلى الله عليه وسلم:
“لا إله إلا الله وحده لا شريك له،لهُ المُلكُ ولهُ الحمدُ،وهو على كلِّ شيءٍ قدير،ولا حولَ ولا قوّةَ إلا بالله،لا إله إلا الله،ولانعبدُ إلا إياه،لهُ النِّعمةُ،ولهُ الفضلُ،ولهُ الثناءُ الحسنُ،لا إله إلا الله،مخلصينَ له الدينَ ولو كرهَ الكافرون”[رواه مسلم والنسائي من حديث أبي الزبير عن عبد الله بن الزبير]
“عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء:ربِّ اغفرْ لي خطيئتي وجهلي ،وإسرافي في أمري كله،وما أنتَ أعلمُ به منّي، اللهم اغفر لي خطايايَ،وعمدي وجهلي وهزلي،وكلُّ ذلك عندي،اللهمَّ اغفر لي ماقدّمتُ وما أخّرتُ،وما أسررتُ وما أعلنتُ،أنتَ المُقدِّم وأنتَ المُؤخّر،وأنتَ على كلِّ شىءٍ قدير”[صحيح البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه].
ـ وعن عليٍّ رضي الله عنه قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قامَ إلى الصلاة يكون من آخر ما يقول بين التَشهُدِ والتسليم:
“اللَّهُمَّ اغفر لي ما قدمتُ وما أخّرتُ،وما أسررتُ وما أعلنتُ،وما أسرفتُ،وما أنتَ أعلمُ بهِ مني،أنتَ المُقَدِّمُ،وأنتَ المُؤخر،لا إلهَ إلا أنت”[رواه مسلم]
دعاء الاستفتاح في الصلاة:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح تارة:“اللَّهُمَّ باعد بيني وبين خَطايايَ كما باعدتَ بين المشرقِ والمغرب،اللَّهُمَّ اغسلني من خَطايايَ بالماء والثّلجِ والبَرَد،اللَّهُمَّ نَقِّني من الذنوبِ والخطايا كما يُنقَّى الثّوبُ الأبيض من الدّنس”[رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه].
وتارةً يستفتح :“وَجَّهتُ وجهيَ للذي فطرَ السّماواتِ والأرضَ حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين،إنَّ صلاتي ونُسُكي ومحيايَ ومماتي لله ربِّ العالمين،لا شريك له،وبِذلكَ أُمرتُ،وأنا أوَّلُ المسلمين،اللَّهُمَّ أنتَ المَلكُ،لا إله إلا أنتَ،أنتَ ربي،وأنا عبدُك،ظلمتُ نفسي،واعترفتُ بذنبي،فاغفر لي ذنوبي جميعها،إنه لا يغفر الذنوبَ إلا أنت،واهدني لأحسنِ الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت،واصرِف عني سيءَ الأخلاق،لا يصرفُ عني سيئها إلا أنت،لبَّيكَ وسعديك،والخيرُ كلُّهُ بيديك،والشرُّ ليس إليك،أنا بكَ وإليك تباركت وتعاليت،أستغفرك وأتوبُ إليك”[رواه مسلم وأبو داود وأحمد من حديث علي رضي الله عنه]
(يقول الإمام ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد:هذا الاستفتاح إنما كان يقوله صلى الله عليه وسلم في قيام الليل).
وتارةً يستفتح:“اللَّهُمَّ رَبَّ جبرائيلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ،فاطرِ السّماوات والأرض،عالمَ الغيبِ والشّهادة،أنتَ تحكمُ بين عبادكَ فيما كانوا فيه يختلفون،اهدني لما اختلفَ فيه من الحقِّ بإذنك،إنك تهدي من تشاء إلى صراطٍ مستقيم”[رواه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها]
وتارةً يستفتح:“اللَّهُمَّ لكَ الحمدُ،أنتَ نورُ السّماوات والأرض،…(ذكر من قبل)وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله في صلاة قيام اليل.
وتارةً يقول:“الله أكبرُ،الله أكبرُ،الله أكبرُ،الحمدُ لله كثيراً،الحمدُ لله كثيرا،الحمدُ لله كثيرا،وسبحان الله بُكرةً وأصيلا،سبحان الله بكرةُ وأصيلا،سبحان الله بكرةً وأصيلا،اللهم إني أعوذُ بكَ من الشيطان الرَّجيم من هَمزهِ ونَفخهِ ونَفْثِهِ”[رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي]
وتارةً يقول:“الله أكبرُ عشرَ مرّاتٍ،ثمَّ يُسبِّحُ عشرَ مرّاتٍ،ثمَّ يحمدُ عشراً،ثم يُهَلِّلُ عشرا،ثم يستفغرُ عشراً،ثم يقول:”اللَّهُمَّ اغفر لي واهدني وارزقني وعافني عَشرا،ثم يقول:”اللَّهُمَّ إني أعوذُ بكَ من ضيقِ المُقامِ يومَ القيامةِ عشرا”[رواه أبو داود والنسائي وأحمد والطبراني من حديث عائشة رضي الله عنها وقال الألباني:حديث صحيح]
وروي عنه أنه كان يستفتح:“سُبحانكَ اللَّهُمَّ وبحمدكَ،وتباركَ اسمُكَ،وتعالى جَدُّكَ،ولا إله غيرُك”[رواه أهل السنن من حديث علي بن علي الرفاعي،عن أبي المتوكل الناجي،عن أبي سعيد على أنه ربما أرسل،وقد روي مثله من حديث عائشة رضي الله عنها وقال المحدثون حديث صحيح]
دعاء القنوت:
عن الحسن بن علي رضي الله عنهما،قال: علّمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلماتٍ أقولهنَّ في الوتر،ـ قال ابن جواس:في قنوت الوتر
“اللَّهُمَّ اهدني فِيمن هَديتَ،وعافني فيمن عافيتَ،وتَوَّلني فيمن تَوَلَّيتَ،وبارِك لي فيما أعطيتَ، وقِني شرَّ ما قضيتَ،إنَّكَ تقضي ولا يُقضى عليكَ،وإنّهُ لا يَذِلُّ من واليتَ، ولا يعزُّ من عاديت تباركتَ رَبّنا وتعاليتَ”[رواه وأبو داود وقال الألباني: حديث صحيح].
دعاء الاستخارة:
قال النبي صلى الله عليه وسلم:”إذا هَمَّ أحدُكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل:
“اللَّهُمَّ إني أستخيرُكَ بعلمكَ ،وأستقدِرُكَ بقُدرتك، واسألُكَ من فضلكَ العظيم، فإنّكَ تَقدِر ولا أقدِر، وتعلمُ ولا أعلم، وأنتَ علّامُ الغيوب.اللَّهُمَّ إن كنت تعلمُ أنَّ هذا الأمرَ(وتسميه باسمه)خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري،(أو عاجل أمري وآجله)، فاقدرهُ لي ويَسِّرهُ لي، ثم بارك لي فيه،
وإن كنتَ تعلم أنَّ هذا الأمرُ شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري،(أو عاجل أمري وآجله) فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيثُ كانَ ثمَّ رضِني به ولا حولَ ولا قوة إلا بالله”[رواه أحمد والبخاري وأبو داود والترمذي والنَسائي وابن ماجة عن جابر رضي الله عنه].
دعاء السفر:
عن ابن عمر قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استوى على بعيره خارجاً إلى سفر كبَّر ثلاثاً ثم قال:
{سُبحانَ الذي سَخَّرَ لنا هذا وما كُنَّا لهُ مُقرِنين* وإنَّا إلى رَبّنا لمنقلبون}،اللَّهُمَّ إنا نسألُك في سفرِنا هذا البِرَّ والتقوى ومن العمل ما ترضى.اللَّهُمَّ هوِّن علينا سفرنا هذا واطوِ عنَّا بُعده،اللَّهُمَّ أنتَ الصَّاحبُ في السَّفر والخليفةُ في الأهل.اللَّهُمَّ إني أعوذُ بك من وَعثاء السَّفر، وكآبة المنظر، وسوءِ المُنقلب في المال والأهل“.[رواه مسلم]
وإذا رجع يقول:
“آيبون تائبون عابدون لربِّنا حامدون”.
(مقرنين:أي مطيقين ،أي ما كنا نطيق قهره واستعماله لولا تسخير الله إياه لنا.وعثاء السفر:أي المشقة والشدّة.)
وكان إذا ودّع رجلاً أخذ بيده،فلا يدعها حتى يكون الرجل هو الذي يدع يده ويقول:”
“أستودعُ الله دينكَ،وأمانتكَ،وخواتيمَ عملك”[صحيح الجامع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وقال الألباني:حديث صحيح]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ودّعني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:“أستودعُك الله الذي لا تضيعُ ودائعه”[رواه ابن ماجه والنسائي وصححه الألباني]
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:يا رسول الله إني أريدُ سفراً فزوِّدني قال:“زوّدكَ الله التقوى قال زِدني .قال:وغفر ذنبك.قال زدني بأبي أنتَ وأمي.قال:ويَسّر لكَ الخيرَ حيثما كنت”رواه الترمذي وصححه الألباني]
دعاء الهمّ والحزن:
وفي مسند الإمام أحمد من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“ما أصاب أحداً قطّ هَمٌّ ولا حَزنٌ فقال:اللَّهُمَّ إني عبدُك ابنُ عبدِك ابن أمتِك ناصيتي بيدك،ماضٍ فيَّ حُكمك عدلٌ فيَّ قضاؤك أسألكَ بِكُلِّ اسمٍ هوَ لك سميتَ به نفسك،أو عَلّمتهُ أحداً من خلقك أو أنزلتهُ في كتابك أو استأثرتَ به في علم الغيبِ عندك أن تجعلَ القرآن ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حُزني وذهابَ هَمّي إلا أذهب الله همّه وحُزنه،وأبدله مكانه فرجاً قال:فقيل: يا رسولَ الله ألا نتعلُمها؟قال: بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها”.
[رواه أحمد والحاكم وحسّنه الحافظ في تخريج الأذكار.وقال المحدث أحمد شاكر:حديث صحيح].
يقول الإمام العظيم ابن القيم رحمه الله(كتاب الفوائد):
“تضمن هذا الحديث العظيم أموراً من المعرفة والتوحيد والعبودية:منها أن الداعي صدّر سؤاله بقوله إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك،وهذا يتناول من فوقه من آبائه وأمهاته إلى أبويه آدم وحواء،وفي ذلك تملق له واستخذاء بين يديه واعتراف بأنه مملوكه وآباؤه مماليكه،وأن العبد ليس له غير باب سيده وفضله وإحسانه،وأن سيده إن أهمله وتخلى عنه هلك ولم يؤوه أحد ولم يعطف عليه بل يضيع أعظم ضيعة.فتحت هذا الاعتراف:أني لا غنى بي عنك طرفة عين وليس لي من أعوذ به وألوذ به غير سيدي الذي أنا عبده،وفي ضمن ذلك الاعتراف بأنه مربوب مدبر مأمور منهى إنما يتصرف بحكم العبودية لا بحكم الاختيار لنفسه.
وفي التحقيق بمعنى قوله”إني عبدك” التزام عبوديته من الذل والخضوع والإنابة وامتثال أمر سيده واجتناب نهيه ودوام الافتقار إليه واللجوء إليه والاستعانة به والتوكل عليه،وعياذ العبد به ولياذه به وإلا يتعلق قلبه بغيره محبة وخوفاً ورجاء وفيه أيضاً أني عبد من جميع الوجوه:صغيراً وكبيراً،حياً وميتاً،مطيعاً وعاصياً،معافى ومبتلى بالروح والقلب واللسان والجوارح.
ثم قال “ناصيتي بيدك“أي أنت المتصرف في،تصرفني كيف تشاء،لست أنا المتصرف في نفسي.وكيف يكون له في نفسه تصرف من نفسيه بيد ربه وسيده وناصيته بيده وقلبه بين اصبعين من أصابعه،وموته وحياته وسعادته وشقاوته وعافيته وبلاؤه كله إليه سبحانه،ليس إلى العبد منه شىء،بل هو في قبضة سيده أضعف من مملوك ضعيف حقير،ناصيته بيد سلطان قاهر مالك له تحت تصرفه وقهره بل الأمر فوق ذلك.
وقوله”ماض في حكمك عدل في قضاؤك” تضمن هذا الكلام أمرين:
أحدهما:مضاء حكمه في عبده.
والثاني:يتضمن حمده وعدله وهو سبحانه له الملك وله الحمد.
وفرق بين الحكم والقضاء وجعل المضاء للحكم والعدل للقضاء،فإن حكمه سبحانه يتناول حكمه الديني والشرعي وحكمه الكوني القدري.والنوعان نافذان في العبد ماضيان فيه،وهو مقهور تحت الحكمين قد مضيا فيه ونفذا فيه شاء أم أبى،لكن الحكم الكوني لا يمكنه مخالفته،وأما الديني الشرعي فقد يخالفه.
ولما كان القضاء هو الإتمام والإكمال،وذلك إنما يكون بعد مضيه ونفوذه قال:”عدل في قضاؤك”أي الحكم الذي أكملته وأتممته ونفذته في عبدك عدل منك فيه.وأما الحكم فهو ما يحكم به سبحانه وقد يشاء تنفيذه وقد لا ينفذه،فإن كان حكماً دينياً فهو ماض في العبد،وإن كان كونياً فإن نفذه سبحانه مضى فيه وإن لم ينفذه اندفع عنه،فهو سبحانه يقضي ما يقضي به.وغيره قد يقضي بقضاء ويقدر أمراص ولا يستطيع تنفيذه.وهو سبحانه يقضي ويمضي فله القضاء والإمضاء.
وقوله”عدل في قضاؤك” يتضمن جميع أقضيته في عبده من كل الوجوه،من صحة وسقم وغنى وفقر ولذة وألم وحياة وموت وعقوبة وتجاوز وغير ذلك”.
ـ وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب:
“لا إلهَ إلا الله العظيم الحليم،لا إلهَ إلا الله ربُّ العرش العظيم،لا إلهَ إلا الله ربُّ السّمواتِ،وربُّ الأرضِ،وربُّ العرش الكريم”[متفق عليه].
وفيه أيضاً من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه،قال:
“كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كرَبه أمرٌ قال: ياحيُّ ياقيُّومُ برحمتكَ أستغيث”[الترمذي وقال الألباني: حديث حسن]
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند الكرب:
“لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله ربُّ العرش العظيم،لا إله إلا الله ربُّ السمواتِ وربُّ الأرض،وربُّ العرش الكريم”[صحيح البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما]
ـ عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء:
“اللَّهُمَّ اغفر لي خطيئتي وجَهلي،وإسرافي في أمري،وما أنت أعلمُ به مني:اللَّهُمَّ اغفر لي جِدِّي وهَزلي،وخَطئي وعَمدي،وكُلُّ ذلكَ عندي.اللَّهُمَّ اغفر لي ما قَدَّمتُ وما أخرتُ وما أسررتُ وما أعلنتُ،وما أنتَ أعلمُ بهِ مني،أنتَ المُقَدِّمُ،وأنت المُؤَخِّرُ،وأنت على كُلِّ شيءٍ قدير”[متفق عليه].
ـ عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
“اللَّهُمَّ لكَ أسلمتُ،وبكَ آمنتُ،وعليكَ توكّلت،وإليكَ أنبتُ،وبكَ خاصمتُ،وإليكَ حاكمتُ.فاغفر لي ما قَدّمتُ وما أخّرت ،وما أسررتُ وما أعلنتُ،أنتَ المُقدِّمُ وأنت المؤخِّرُ،لا إله إلا أنت”وزاد بعض الرواة:“ولا حولَ ولا قوَّة إلا بالله“[متفق عليه].
دعاء قضاء الدين:
ـ عن عليٍّ رضي الله عنه أنَّ مُكاتباً جاءه فقال:إني عَجَزتُ عن كِتابتي فأعِنّي.قال:ألا أُعَلِّمُكَ كلماتٍ عَلَّمنيهنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم،لو كان عليكَ مثلُ جبلٍ دَيناً أدّاهُ الله عنك؟قُل:
“اللَّهُمَّ اكفني بِحلالكَ عن حرامكَ ،واغنني بفضلكَ عَمَّن سِواكَ“[رواه الترمذي وقال:الألباني: حديث حسن].
دعاء الدخول والخروج من المنزل:
وأما دعاء الخروج من البيت ،عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“إذا خرجَ الرجل من بيته قال: بسم الله،توكلت على الله،لا حول ولا قوة إلا بالله،يُقال له:حَسبُكَ،هُديت،وكُفيت،ووُقيت،وتنحّى عنه الشيطان”[رواه الترمذي والنسائي وأبو داود].
والحديث الذي رواه أصحاب السنن الأربعة،ولفظ أبي داود عن أم سلمة رضي الله عنها،قالت:ماخرج النبي صلى الله عليه وسلم من بيتي قطّ إلا رفع طرفه إلى السماء فقال:
“اللَّهُمَّ إني أعوذُ بكَ أن اَضِلَّ أو أُضَلَّ،أو أَزِلَّ أو أُزَلَّ،أو أَظلِمَ أو أُظلَم،أو أجهلَ أو يُجهلَ عليّ”.
دعاء بعد تناول الطعام:
ـ دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من الطعام:
“الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين”[رواه أبو داود والترمذي عن أبي سعيد الخدري وهو حديث حسن].
وفي الحديث الشريف أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال :
“الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حَولٍ منّي ولا قوة غُفر له ماتقدم من ذنبه”[رواه الترمذي عن معاذ بن أنس رضي الله عنه وقال الألباني: حديث حسن].
وفي الحديث الشريف:أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغَ من طعامه ـ وقال مرةً:إذا رفعَ مائدته ـ قال:
“الحمد لله الذي كفانا وأروانا،غيرَ مكفيٍّ ولا مكفورٍ.وقال مرةً:الحمد لله ربنا غير مكفيٍّ ولا مُودّعٍ ولا مُستغنىً،ربنا”[صحيح البخاري عن أبي أمامة الباهلي].
وإذا أكل طعاماً عند غيره كان يدعو لهم فيقول:
“أكل طعامكم الأبرار ،وأفطر عندكم الصائمون،وصَلت عليكم الملائكة”[رواه أبو هريرة رضي الله عنه وقال الألباني: حديث صحيح].
دعاء الدخول إلى الخلاء:
ـ وإذا أراد دخول الخلاء يقول:
“اللَّهُمَّ إني أعوذُ بكَ من الخُبثِ والخبائث”.[رواه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود والنسائي وأحمد وكلهم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه]
وإذا خرج من الخلاء يقول:
“غُفرانك “[رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجة وأحمد وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وقال النووي حديث حسن صحيح].
الدعاء للميت في صلاة الجنازة:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على ميت فسمعت في دعائه وهو يقول:
“اللَّهُمَّ اغفر له وارحمه،وعافِهِ واعفُ عنه،واَكرِم نُزُلّهُ،وَوَسِّع مُدخَلَهُ،واغسله بالماء والثلج والبَرَد،ونَقِّهِ من الخطايا كما نقيتَ الثوبَ الأبيضَ من الدّنس،وأبدِلهُ داراً خيراً من داره،وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه،وأدخله الجنة، ونجّه من النار أو قال:وأعذه من عذاب القبر “[صحيح النسائي عن عوف بن مالك الأشجعي وقال الألباني: حديث صحيح].
ـ دعاء زيارة القبور:
روي في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:كان رسوا الله صلى الله عليه وسلم كلما كان ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول:
“السلام عليكم دارَ قوم مؤمنين،وأتاكم ما توعدون غداً ،مؤجَّلونَ، وإنّا، إن شاء الله، بكم لاحقونَ،اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد”.
وقد روي أيضاً في صحيح مسلم أن عائشة رضي الله عنها قالت:كيف أقول يا رسول الله؟ ـ وهي تعني في زيارة القبور ـ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم:“قولي:السلام على أهل الديار من المؤمنين والمُسلمين،ويرحمُ الله المُستقدمين منا و المستأخرين،وإنا إن شاء الله بكم للاحقون”.
وروي بالأسانيد الصحيحة في سنن أبي داود والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة فقال:“السلام عليكم دار قوم مؤمنين،أنتم السابقون ونحن إن شاء الله بكم لاحقون”.
كما روي عن ابن عباس رضي الله عنه في صحيح الترمذي،كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائلهم:“السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين،وإنا إن شاء الله بكم لاحقون،أسأل الله لنا ولكم العافية”.
دعاء الدخول والخروج من المسجد:
في الحديث الشريف:
إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم،ثم ليقل:
“اللَّهُمَّ افتح لي أبواب رحمتك”وإذا خرج فليقل:اللَّهُمَّ إني أسألك من فضلك”[صحيح ابن ماجه عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه وقال الألباني: حديث صحيح]
الدعاء النبوي عند القيام من المجلس:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بأخرةٍ إذا أراد أن يقوم من المجلس
سبحانكَ اللَّهُمَّ وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك “[رواه أبو داود عن أبي برزة الأسلمي نضلة بن عبيد رضي الله عنه وقال الألباني:حديث حسم صحيح]
الدعاء النبوي لمن أراد الزواج:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفَّأ الإنسان إذا تزوّج قال:
“بارك الله لك وبارك عليكَ،وجمع بينكما في خير”[رواه أحمد والترمذي وأبو داود وابن ماجة وصححه الألباني]
الدعاء عند إتيان الأهل:
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“لو أنَّ أحدَكم إذا أتى أهلهُ قال: بسم الله،اللَّهُمَّ جَنِّبنا الشيطان ،وجَنِّب الشّيطانَ مارزقتنا،فَقُضي بينهما ولدٌ لم يَضُرَّهُ”[متفق عليه].
من الأدعيّة النبوية الأخرى:
ـ عن عبد الله ابن مسعودٍ رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:
“اللَّهُمَّ إني أسألُكَ الهُدى،والتُّقى،والعَفافَ،والغِنى”.[رواه مسلم].
وعن طارقِ بنِ أشيمَ رضي الله عنه قال:كان الرجل إذا أسلمَ علَّمهُ النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو بهؤلاء الكلمات:
“اللَّهُمَّ اغفر لي،وارحمني،واهدني،وعافني،وارزقني”.[رواه مسلم].
وفي رواية له عن طارقٍ:أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وأتاهُ رجلٌ فقال: يا رسول الله ،كيف أقول حين أسأل ربي؟ قال:قُلِ:
“اللَّهُمَّ اغفر لي،وارحمني،وعافني،وارزقني،فإن هؤلاء تجمع لدنياك وآخرتك”.
عن أنسٍ رضي الله عنه قال:كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:
“اللّهُمَّ:{رَبّنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقِنا عذابَ النَّار}[متفق عليه].
وعن أنسٍ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا رجلاً من المسلمين قد صارَ مثلَ الفرخ المنتوف.فقال له صلى الله عليه وسلم:“هل كنت تدعو الله بشيء؟قال: نعم،كنت أقول:اللَّهُمَّ ما كنتَ معاقبي به في الآخرة،فَعجلّه لي في الدنيا.فقال صلى الله عليه وسلم:”سبحان الله إذاً لا تطيق ذلك ولا تستطيعه،فهلّا قلت:{ربّنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقِنا عذابَ النّار}.ودعا له فشفاه الله تعالى”[متفق عليه].
وعن عليٍّ رضي الله عنه قال:قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“قُلِ اللَّهُمَّ اهدني،وسدّدني.واذكر بالهدى هدايتك الطريق،والسّداد سداد السّهم”[رواه مسلم]
وفي رواية:“اللَّهُمَّ إني أسألك الهدى،والسَّداد”[رواه مسلم].
عن أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم:علِّمني دعاءً أدعو به في صلاتي.قال:
“قُل:اللَّهُمَّ إني ظلمتُ نفسي ظُلماً كثيراً،ولا يغفر الذنوبَ إلا أنت،فاغفر لي مغفرةً من عندك،وارحمني،إنكَ أنت الغفور الرحيم”[متفق عليه]وفي رواية:“كثيراً كبيرا”.
عن عبد الله بن أوفى رضي الله عنه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول:
“اللَّهُمَّ لك الحمد ملء السّماء،وملْ الارض،وملء ما شئت من شيء بعد.اللَّهُمَّ طهرني بالثّلج والبرد والماء البارد.اللَّهُمَّ طهرني من الذنوب والخطايا كما يُنقّى الثوب الأبيض من الوسخ”وفي رواية“كما ينقى الثوب الأبيض من الدّرن”وفي رواية“كما ينقى الثوب الأبيض من الدّنس”[رواه مسلم وأحمد]
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال:”جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:عَلّمني كلاماً أقوله،قال صلى الله عليه وسلم:
“قل:لا إله إلا الله وحده لا شريك له،الله أكبر كبيراً،والحمد لله كثيرا،وسبحان الله ربِّ العالمين،ولا حول ولا قوّة إلا بالله العزيز الحكيم”،قال: فهؤلاء لربي،فما لي؟ قال صلى الله عليه وسلم:
“قل: اللَّهُمَّ اغفِر لي،وارحمني،واهدني،وارزقني”[رواه مسلم]
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم:
“ألا أدلُّكَ على كنز من كنوز الجنة؟”قلت: بلى يا رسول الله،قال:”لا حول ولا قوّة إلا بالله”[رواه الشيخان وأبو داود والترمذي]
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ـ “اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ القلوبِ،صَرِّفْ قلوبَنا على طاعتك”.[رواه مسلم]
وعن شَهرِ بنِ حَوشَبٍ قال:قلتُ لأمِّ سَلَمة رضي الله عنها:يا أمَّ المؤمنين،ما أكثرُ دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عِندَكِ؟قالت: كان أكثرُ دعائه:
“يا مُقَلِّبَ القُلوبِ، ثَبِّتْ قلبي على دِينكَ”[رواه الترمذي وقال الألباني: حديث صحيح]
ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
“اللَّهُمَّ أصِلحْ لي ديني الذي هو عِصمةُ أمري،وأصلِح لي دُنيايَ التي فيها معاشي،وأصلِح لي آخرتي التي فيها معادي،واجعل الحياةَ زيادةً لي في كُلِّ خيرٍ،واجعل الموتَ راحة لي من كُلِّ شَرِّ”[رواه مسلم].
ـ “اللَّهُمَّ بِعلمكَ الغيب،وقُدرتك على الخلق ،أحيني ما علمتَ الحياةَ خيراً لي،وتَوَّفني إذا علمت الوفاة خيراً لي،اللَّهُمّ إني أسألكَ خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألكَ كلمة الحقِّ في الرِّضا والغضب،وأسالكَ القصد في الغِنى والفقر،واسألكَ نعيماً لا ينفد،واسألكَ قُرّة عين لا تنقطع،وأسألكَ الرِّضا بعد القضاء،وأسالكَ برد العيش بعد الموت،واسألك لذّةَ النظر إلى وجهك،والشوق إلى لقائك، في غير ضرّاءَ مُضرِّة، ولا فِتنةٍ مُضلةٍ،اللَّهُمَّ زَيّنا بزينةِ الإيمان،واجعلنا هُداةً مهتدين”.[رواه النسائي وأحمد وابن حبان وأبو يعلى والحاكم وابن أبي شيبة وصححه الألباني]
ـ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قلّما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدّعوات:
“اللَّهُمَّ اقسم لنا من خشيتك ما تحول بهِ بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تُبلّغنا به جنتك، ومن اليقين ما تُهوِّن به علينا مصائب الدنيا.اللَّهُمَّ متّعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوّتنا ما أحييتنا،واجعله الوارث منّا.واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا،ولا تجعل مصيبتنا في ديننا،ولا تجعل الدنيا أكبر همّنا ولا مبلغ علمنا،ولا تُسلّط علينا من لا يرحمنا”[رواه الترمذي وقال حديث حسن]
عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما،قال:لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الكلمات إذا أصبح وإذا أمسى:
ـ “اللَّهُمَّ إني اسألك العافية في الدنيا والآخرة،اللَّهُمَّ إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي،وأهلي ومالي،اللَّهُمَّ استر عوراتي وآمن روعتي،اللَّهُمَّ احفظني من بين يديَّ ومن خلفي وعن يميني وعن شِمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك من أن أُغتال من تحتي”[أخرجه البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وأحمد وابن أبي شيبة وابن السني والطبراني]
ـ عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال:كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“اللَّهُمَّ إني اسألُكَ مُوجباتِ رحمتكَ،وعزائِمَ مغفرتك،والسَّلامةَ من كُلِّ إثمٍ،والغنيمةَ من كُلِّ بِرٍّ،والفوزَ بالجَنّةِ،والنَّجاةَ من النَّار”[رواه الحاكم وقال حديث صحيح على شرط مسلم وقال الألباني: حديث ضعيف].
ـ “اللَّهُمَ لا تدع لي ذنباً إلا غفرته ولا هَمّاً إلا فرّجته ولا حاجةً هي لكَ رضاً إلا قضيتها يا أرحمَ الراحمين”[رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه]
ـ عن أبي الفضل العباس بن عبد المُطَّلبِ رضي الله عنه قال:قلت:يا رسول الله،عَلّمني شيئاً أسأله الله تعالى.قال:
“سَلوا الله العافية”.فمكثتُ أياماً،ثم جئتُ،فقلتُ: يارسول الله،عَلّمني شيئاً أسأله الله تعالى.قال لي: يا عباسُ، يا عمَّ رسولِ الله، سَلوا الله العافية في الدنيا والآخرة”[رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح]
ـ وقال صلى الله عليه وسلم:
“اللَّهُمَّ إني أسالك العافية في الدنيا والآخرة”[رواه الترمذي]وفي لفظ“سلوا الله العفو والعافية فإن أحداً لم يُعط بعد اليقين خيراً من العافية”[صحيح الترمذي]
وفي الحديث الشريف:
ـ “اللَّهُمَّ إني أسألكَ فعلَ الخيرات،وتركَ المُنكرات،وحُبَّ المساكين،وأن تغفر لي،وترحمني،وإذا أردت فتنة قومٍ فَتوّفّني غير مفتونٍ ،وأسالكَ حُبّكَ،وحُبَّ من يُحبّك، وحُبّ عملٍ يُقرّبني إلى حُبّك”[رواه الترمذي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه وصححه الألباني]وفي آخر الحديث قال صلى الله عليه وسلم:“إنها حقّ فادرسوها ثم تعلموها”
ـ عن عائشة رضي الله عنها قالت:دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي وله حاجة فأبطأت عليه قال يا عائشة عليك بجمل الدعاء وجوامعه، فلما انصرفت قلت:يا رسول الله وما جمل الدعاء وجوامعه؟ قال: قولي:
“اللَّهُمَّ إني أسالكَ من الخير كله عاجله وآجله،ما علمت منه وما لم أعلم،وأعوذ بك من الشرِّ كله عاجله وآجله ،ما علمت منه وما لم أعلم.اللَّهُمَّ إني أسالك من خير ما سألك عبدك ونبيك،وأعوذ بك من شرِّ ما عاذ به عبدك ونبيك.اللَّهُمَ إني أسالك الجنة،وما قرّب إليها من قولٍ أو عمل،وأعوذ بك من النّار وما قرّب إليها من قولٍ أو عمل ،وأسألك أن تجعل كلَّ قضاءٍ قضيته لي خيراً”[أورده الشيخ الألباني في صحيح الأدب المفرد وفي صحيح الجامع].
ـ عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: قلتُ :يا رسول الله، أرأيت إن علمتُ أيَّ ليلةٍ ليلةُ القدر، ما أقولُ فيها؟ قال:قولي:
ـ “اللَّهُمَّ إنّك عفوٌّ كريمٌ تحبُّ العفو فاعف عني”[صحيح الترمذي].
ـ سمعت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بعض صلاته:
“اللَّهُمَّ حاسبني حساباً يسيراً”.فلما انصرف قالت:يا رسول الله:ما الحساب اليسير؟قال النبي صلى الله عليه وسلم:“أن ينظر في كتابه فيتجاوز له عنه، إنه من نُوقش الحساب يا عائشة يومئذ هلك”.[أخرجه أحمد وابن خزيمة والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم].
ـ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بين السجدتين في صلاة الليل :رَبِّ اغفر لي وارحمني واجبرني وارزقني وارفعني “[رواه ابن ماجه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما] وقال الألباني: حديث صحيح.
ـ في الصحيحين عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها،انتظر حتى مالت الشمس ثم قام في الناس خطيباً قال:
“أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدوِّ وسلوا الله العافية،فإذا لقيتموهم فاصبروا،واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف”ثم قال:
ـ “اللَّهُمَّ مُنزل الكتاب، ،ومُجري السحاب،وهازم الأحزاب ،اهزِمهم ،وانصرنا عليهم”.
ـ “اللَّهُمَ رَبّ السمواتِ السّبع وربِّ الأرض،وربِّ العرش العظيم،رَبّنا وربّ كلِّ شيء،فالقَ الحبِّ والنَّوى،ومُنزلَ التوراة والإنجيل والفرقان،أعوذُ بك من شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخذٌ بناصيته،اللَّهُمَّ أنتَ الأوَّلُ فليس قبلكَ شيء،وأنتَ الآخرُ فليس بعدكَ شيء،وأنتَ الظاهرُ فليس فوقكَ شيء،وأنت الباطنُ فليس دُونكَ شيء،اقضِ عنَّا الدَّين وأغننا من الفقر“[رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه]
ـ “اللَّهُمَّ آلف بين قلوبنا،وأصلِح ذاتَ بيننا،واهدنا سُبُلَ السَّلام،ونجِّنا من الظُّلماتِ إلى النُّور،وجَنّبنا الفواحشَ ما ظهرَ منها وما بَطن،وبارك لنا في أسماعِنا،وأبصارِنا،وقُلوبِنا،وأزواجِنا وذرياتِنا،وتُب علينا إنكَ أنتَ التَّوابُ الرَّحيم،واجعلنا شاكرينَ لِنعمك مُثنين بها عليك، قابلين لها ،وأتممها علينا”[أخرجه أبو داود والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي وصححه الألباني].
ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“يا شدّادُ بن أوس!إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة،فأكثر هؤلاء الكلمات:”اللَّهُمَّ إني أسألكَ الثباتَ في الأمر،والعزيمةَ على الرُّشد،وأسألكَ مُوجباتِ رحمتك،وعزائمَ مغفرتك،وأسألكَ شكرِ نعمتك،وحُسنَ عبادتك،وأسألك قلباً سليماً،ولساناً صادقاً ،وأسألك من خيرِ ما تعلمُ،وأعوذُ بك من شرِّ ما تعلمُ،وأستغفرك لما تعلمُ ،إنك أنتَ علّام الغيوب“[رواه الطبراني والترمذي وقال الألباني: حديث صحيح].
“اللهم اغفر لي ذنبي خطئي وعمدي،اللهم إنّي أستهديكَ لأرشدِ أمري،وأعوذُ بكَ من شرِّ نفسي”[حديث صحيح عن عثمان بن أبي العاص الثقفي].
الذكر المشروع عند لبس الثوب الجديد أو القديم:
عن أبي سعيدٍ الخُدري رضي الله عنه قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجدَّ ثوباً سماه باسمه،إما قميصاً أو عِمامةً،ثم يقول:
“اللهم لكَ الحمدُ،أنتَ كَسَوتنيه،أسألك خيرهِ ،وخيرَ ما صُنعَ له، وأعوذ بكَ من شرّهِ وشرّ ما صنع له”.[رواه أبو داود وصححه الألباني]
ومن الأدعيّة الأخرى:
“اللَّهُمَّ اغفر لي ذنبي كُلَّهُ،دِقَّهُ وجِلَّهُ،وأوّلهُ وآخرهُ،وعلانيتهُ وسِرَّهُ”[رواه مسلم وأبو داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه]
“اللَّهُمَّ اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري،وما أنتَ أعلمُ بهِ مني،اللَّهُمَّ اغفر لي جِدِّي وهزلي،وخطئي وعَمدي،وكلُّ ذلك عندي،اللَّهُمَّ اغفر لي ما قدّمتُ وما أخرَّتُ،وما أسررتُ وما أعلنتُ،أنتَ إلهي،لا إله إلا أنت”[رواه البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه]
“اللَّهُمَّ اجعل في قلبي نوراً، وفي لساني نوراً،وفي بصري نوراً، وفي سمعي نوراً،وعن يميني نوراً،وعن يساري نوراً،ومن فوقي نوراً،و من تحتي نوراً، ومن أمامي نوراً،ومن خلفي نوراً،واجعل لي في نفسي نوراً،وأعظم لي نوراً”حديث صحيح عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما]
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“كلمتانِ خفيفتان على اللسان،ثقيلتانِ في الميزان،حبيبتان إلى الرّحمن:سُبحانَ الله وبحمدهِ،سُبحانَ الله العظيم”[متفق عليه]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“لأن أقول:سُبحانَ الله،والحمدُ لله،ولا إلهَ إلا الله والله أكبر،أحبُّ إليَّ ممّا طلعتْ عليه الشمس”[رواه مسلم]
قال صلى الله عليه وسلم أنه لقي إبراهيم عليه السلام ليلة أسري به فقال:“يا محمد، أقريء أمتكَ منّي السلامَ وأخبرهُم أنَّ الجنَّةَ طيبةُ التربةِ عذبةُ الماء، وأنَّها قيعانٌ، وأن غِراسَها سبحانَ الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر”[رواه الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وقال:الألباني حديث حسن]
وفي جامع الترمذي وصحيح الحاكم من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“دعوةُ ذي النُّون إذ دعا وهو في بطن الحوت{لا إلهَ إلا أنتَ سُبحانكَ إنّي كنتُ من الظالمينَ}فإنه لم يدعُ بها مسلم ٌفي شيءٍ قطّ إلا استجاب الله له”[رواه الترمذي عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وقال الألباني:حديث صحيح]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“من قالَ لا إلهَ إلا الله وحدهُ لا شريكَ له،لهُ المُلكُ ولهُ الحمدُ،وهو على كلِّ شيءٍ قدير،في يوم مئةَ مرَّةٍ،كانت له عدلَ عشرِ رقابٍ،وكُتبت لهُ مئةُ حسنة،ومُحيت عنهُ مئةُ سيئة،وكانت لهُ حِرزاً من الشيطان يومهُ ذلك حتى يُمسي،ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ مما جاء بهِ إلا رجلٌ عمل أكثر منه”وقال: من قال: “سبحانَ الله وبحمده،في يومٍ مئةَ مرَّة حُطَّت خطاياهُ وإن كانت مثلَ زَبَدِ البحر”[متفق عليه].
“ألِظُوا بياذا الجلالِ والإكرام”[حديث صحيح عن ربيعة بن عامر رضي الله عنه].
(ألِظوا:الزموا هذه الدعوة،وأكثروا منها).
ـ “رَبِّ أعنّي ولا تُعِن عليَّ وانصرني ولا تنصر عليَّ وامكُر لي ولا تَمكر عليَّ واهدني ويَسِّر لي الهدى وانصرني على من بغى عليّ رَبِّ اجعلني لك شَكَّاراً لكَ ذكاراً لكَ رهّاباً مِطواعاً لك مُخبتاً إليك أوَّاهاً مُنيباً رَبِّ تقبَّل توبتي واغسل حوبتي وأَجِب دعوتي،وثَبِّت حُجّتي وسَدِّد لساني واهدِ قلبي،واسلُل ْسخيمةَ صدري ـ وفي رواية :قلبي”[رواه الترمذي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وقال حديث حسن صحيح].
ـ “اللَّهُمَّ إني أعوذُ بعزَّتكَ لا إله إلا أنت:أن تُضلني،أنتَ الحيُّ الذي لا يموت”وفي رواية:“أنت الحيُّ القيوم الذي لا يموت والجن والإنس يموتون”[رواه الشيخان عن ابن عباس].
قالت أم سُليم للنبي صلى الله عليه وسلم:أنسٌ خادمك، قال:
ـ “اللَّهُمَّ أكثر ماله وولده، وبارك له فيما أعطيته “[رواه البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه]
ـ “اللَّهُمَ رحمتك أرجو فلا تَكِلني إلى نفسي طَرفةَ عينٍ وأصلحْ لي شأني كله،لا إله إلا أنت“[حديث حسن كما في الفتوحات الربانية لابن حجر العسقلاني].
“من سأل الله الحنّة ثلاثَ مراتٍ قالت الجنة:اللهم أدخله الجنة،ومن استجارَ من النّارِ ثلاث مراتِ،قالت النار:اللهم أجرهُ من النار”[رواه الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه وقال الألباني: حديث صحيح].
ـ عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى اله عليه وسلم أنه كان يدعو:
“اللَّهُمَّ احفظني بالإسلام قائماً،واحفظني بالإسلام قاعداً،واحفظني بالإسلام راقداً،ولا تُشمتْ بي عدواً ولا حاسداً،اللَّهُمَّ إني أسألك من كلِّ خيرٍ خزائنُه بيدك،وأعوذُ بك من كلِّ شرٍّ خزائنُه بيدك“.[رواه الحاكم،صحيح الجامع وقال الألباني:حديث حسن].
ـ عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أصبح قال:“اللَهُمَّ إنّي أسألك علماً نافعاً،ورزقاً طيباً،وعملاً مُتَقبّلا”[أخرجه النسائي وابن ماجه وأحمد وقال ابن حجر العسقلاني حديث حسن]
“اللَّهُمّ أحسنتَ خَلقي فأحسنْ خُلُقي”[حديث صحيح كما قال الألباني عن السيدة عائشة رضي الله عنها].
ـ عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنهما:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول:“اللَّهُمَّ إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحدُ الصمدُ الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد،فقال صلى الله عليه وسلم:لقد سأل الله باسمه الذي إذا سُئل به أعطى وإذا دُعي به أجاب”[رواه أبو داود والترمذي وحسنه،وابن ماجه وابن حبان في صحيحه]
ـ عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوماً قال:
“اللَّهُمَّ إنا نجعلُكَ في نحورهم،ونعوذُ بك من شرورهم”[رواه أبو داود والنسائي وأحمد والحاكم والطبراني وهو حديث صحيح]
ـ عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“اللَّهُمَّ لا سهلَ إلا ماجعلتهُ سهلاً،وأنتَ تجعلُ الحَزْنَ إذا شئت سهلاً”[رواه ابن السني وابن حبان في صحيحه والبيهقي وصححه الحافظ ابن حجر العسقلاني]
أدعية مع التعاويذ
ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“تَعوَّذوا بالله من جَهدِ البلاء،ودَرَكِ الشّقاء،وسُوءِ القضاء،وشماتةِ الأعداء”[متفق عليه]
(جهد البلاء:كل ما أصاب الإسان من شدّة المشقة.وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سئل عن جهد البلاء فقال:قلة المال وكثرة العيال)
ـ عن أنسٍ رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
“اللَّهُمَّ إني أعوذُ بكَ من العَجزِ،والكسل،والجُبنِ،والهَرمِ،والبُخل،وإني أعوذُ بكَ من عذابِ القبر،وأعوذُ بكَ من فِتنةِ المحيا والممات”وفي رواية:“وضَلَعِ الدَّينِ وغَلَبةِ الرِّجال”[رواه مسلم]
(ضلع الدين:ثقل الدين وشدته.غَلبة الرجال:الاستعاذة من أن يكون ظالماً أو مظلوما).
وعن زيد بن أرقم قال: لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:كان يقول:
“اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من العجز والكسل،والجبن والبخل،والهرم وعذاب القبر.اللَّهُمَ آت نفسي تقواها وزكّها أنت خير من زكاها،أنت وليُّها ومولاها.اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع،ومن دعوة لا يستجاب لها”[رواه مسلم]
ـ عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه:
“اللَّهُمَّ إني أعوذُ بكَ من شَرِّ ما عملتُ،ومن شرِّ ما لم أعمل”[رواه مسلم]
ـ عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“اللَّهُمَّ إني أعوذُ بكَ من زوالِ نِعمتكَ، وتَحَوُّلِ عافيتكَ،وفُجاءةِ نِقمتكَ،وجميعِ سَخطكَ.[رواه مسلم].
ـ عن زيدٍ بن أرقمَ رضي الله عنه قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
“اللَّهُمَّ إني أعوذُ بكَ من العَجزِ،والكسلِ،والبُخلِ،والهَرمِ،وعذابِ القبر:اللَّهُمَّ آتِ نفسي تقواها،وزَكِّها أنت خيرُ من زَكاها،أنتَ وَلِيُّها ومولاها.اللَّهُمَّ إني أعوذُ بكَ من عِلمٍ لا ينفع،ومن قلبٍ لا يخشع،ومن نفسٍ لا تشبع،ومن دعوةٍ لا يستجابُ لها”[رواه مسلم].
ـ عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الكلمات:
“اللَّهُمَّ إني أعوذُ بكَ من فِتنةِ النار وعذابِ النار، وفتنة القبر وعذاب القبر،و شَرِّ فتنة الغنى وشرِّ فتنةِ الفقر ،اللهم إني أعوذُ بكَ من شرِّ فتنةِ المسيحِ الدّجال،اللهم اغسل قلبي بماء الثلج والبَرَد،ونقِّ قلبي من الخطايا كما نقّيتَ الثوبَ الأبيض من الدّنس،وباعد بيني وبين خطايايَ كما باعدتَ بينَ المشرقِ والمغرب،اللهم إني أعوذُ بك من الكسل،والمأثمِ والمغرم” [صحيح البخاري].
ـ عن زياد بن عِلاقة عن عمّه،وهو قُطبة بنُ مالكٍ رضي الله عنه قال:كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
“اللَّهُمَّ إني أعوذُ بكَ من مُنكراتِ الأخلاقِ والأعمال والأهواءِ والأدواء”[رواه الترمذي عن قطبة بن مالك رضي الله عنه وقال الألباني:حديث صحيح]
ـ عن شَكَلِ بن حُميدِ رضي الله عنه قال:قلتُ يا رسولَ الله،عَلّمني تعوذاً أتعوّذ به!قال:
“قًلِ:اللَّهُمَّ إني أعوذُ بكَ من شرِّ سمعي،ومن شرِّ بصري،ومن شرِّ لساني،ومن شرِّ قلبي،ومن شرِّ مَنيّي”[رواه أبو داود والترمذي وقال:حديث حسن]
ـ عن أنسٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:
“اللَّهَّم إني أعوذُ بكَ من البَرصِ والجنونِ والجُذامِ،ومن سيىء الأسقام”[رواه أبو داود وأحمد والنسائي وقال الألباني: حديث صحيح]
ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
“اللَّهُمَّ إني أعوذُ بكَ من الجوعِ، فإنّهُ بِئسَ الضَّجيع،وأعوذُ بكَ من الخِيانة، فإنّها بئستِ البطانة”[رواه أبو داود وقال الألباني: حديث حسن].
ـ عن عِمرانَ بنِ الحُصينِ رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم علَّمَ أباهُ حُصيناً كَلمتين يدعو بهما:
“اللَّهُمَّ أَلهمني رُشدي،وأعذني من شرِّ نفسي”[رواه الترمذي وقال: حديث حسن]
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علّم السيدة عائشة رضي الله عنها هذا الدعاء:
“اللهم إني أسألكَ من الخير كله عاجله وآجله،ما علمت منه وما لم أعلم،وأعوذُ بك من الشرِّ كله عاجله وآجله،ما علمتُ منه وما لم أعلم،اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدُك ونبيك،وأعوذ بك من شر ما عاذَ به عبدك ونبيك،اللهم إني أسالك الجنة وما قرّب إليها من قولِ أو عمل،وأعوذُ بكَ من النار وما قرّب إليها من قولِأو عمل،وأسألك أن تجعل كلَّ قضاءٍ قضيتهُ لي خيراً”[أخرجه ابن ماجه وقال الألباني: حديث صحيح].
ـ عن سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يَتعوَّذُ دُبرَ الصلوات بهؤلاء الكلمات:
“اللَّهُمَّ إني أعوذُ بكَ من الجُبنِ والبخلِ،وأعوذُ بكَ من أن أُرَدَّ إلى أرذل العمر،وأعوذُ بكَ من فِتنةِ الدنيا،وأعوذُ بكَ من فتنةِ القبر”[رواه البخاري].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ أبا بكرٍ الصديق رضي الله عنه قال: يا رسول الله،مُرني بكلماتٍ أقولُهُنَّ إذا أصبحتُ وإذا أمسيت.قال:“قُلِ:اللّهُمَّ فاطرَ السّماوات والأرض عالمَ الغيبِ والشّهادة رَبَّ كُلَّ شيء ومليكه،أشهدُ أن لا إله إلا أنت،أعوذُ بكَ من شرِّ نفسي وشرِّ الشّيطانِ وشِركهِ”.قال:”قلها إذا أصبحتَ،وإذا أمسيت،وإذا أخذتَ مَضجعك“.[رواه أبو داود والترمذي وقال:الألباني صحيح].
ـ “اللَّهُمَّ إني أعوذُ برضاكَ من سخطكَ،وبمعافاتكَ من عقوبتك،وأعوذُ بكَ منكَ، لا أُحصي ثناءً عليك،أنتَ كما أثنيتَ على نفسك”[رواه مسلم وأبو داود والنسائي وأحمد من حديث عائشة رضي الله عنها]
ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“إذا تشهّدَ أحدكم فليستعِذ بالله من أربعٍ،يقول:اللَّهُمَّ إني أعوذُ بكَ من عذابِ جهنم،ومن عذابِ القبر،ومن فتنةِ المحيا والممات،ومن شرِّ فتنةِ المسيحِ الدّجال”[رواه مسلم].
ـ “اللَّهُمَّ إني أعوذُ بكَ من عذابِ القبرِ،وأعوذُ بكَ من فِتنةِ المسيحِ الدَّجال،وأعوذُ بكَ من فِتنةِ المحيا والممات،اللَّهُمَّ إني أعوذُ بكَ من المأثمِ والمغرمِ”[رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وأحمد من حديث عائشة رضي الله عنها]
ـ وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال:كان نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال:“أمسينا وأمسى المُلك لله،والحمد لله،لا إله إلا الله وحده لا شريك له”.قال الراوي:أراه قال فيهنَّ:”له المُلكُ ولهُ الحمد،وهو على كُلِّ شيءٍ قديرٌ.ربِّ أسالكَ خير ما في هذه الليلة،وخيرَ ما بعدها،وأعوذُ بكَ من شرِّ ما في هذه الليلة وشرِّ ما بعدها.ربِّ أعوذ بكَ من الكسل ،وسوءِ الكِبَر،أعوذُ بك من عذاب النار،وعذاب القبر”.وإذا أصبح قال ذلك أيضاً:”أصبحنا واصبح المُلك لله“.[رواه مسلم].
ـ عن عائشة رضي الله عنها قالت:افتقدتُ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة،فتَحَسَّستُ، فإذا هو راكِعٌ ـ أو ساجدٌ ـ يقول:
“سُبحانكَ وبِحمدكَ، لا إلهَ إلا أنت”.وفي رواية:فوقعت يدي على بطن قدميه،وهو في المسجد،وهما منصوبتان،وهو يقول:
“اللَّهُمَّ إني أعوذُ بِرضاكَ من سَخطكَ،وبِمُعافاتكَ من عُقوبتكَ،وأعوذُ بكَ منكَ،لا أُحصي ثناءً عليكَ،أنتَ كما أثنيتَ على نفسك”[رواه مسلم].
ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله،مالقيتُ من عقربٍ لدغتني البارحة.قال:
“أما لو قلتَ حين أمسيت:أعوذُ بكلماتِ الله التّامّاتِ من شرِّ ما خلق،لم تَضُرَّكَ”[رواه مسلم].
ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“اللَّهُمَّ ربَّ السّموات وربَّ الأرضين.وربَّ العرش العظيم ربّنا وربَّ كل شيء،فالق الحبِّ والنوى ومنزل التّوراة والإنجيل والفرقان.أعوذ بك من شرِّ كلِّ شيء أنت آخذ بناصيته”وفي رواية”من شرِّ كل دابّة أنت آخذ بناصيتها“[رواه مسلم]
ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول:
اللَّهُمَّ إني أعوذُ بكَ من الشّقاقِ والنفاقِ،وسوء الأخلاق”[رواه أبو داود وقال الألباني:حديث ضعيف]
ـ وكان صلى الله عليه وسلم يُعوِّذ الحسن والحسين يقول:
“أعيذكما بكلمات الله التّامة،من كُلِّ شيطان وهامَّة،ومن كُلِّ عين لامة[رواه البخاري]ويقول:“إن أباكما ـ أي ابراهيم عليه السلام ـ كان يُعوِّذ بها إسماعيل وإسحاق”[رواه البخاري].
ـ “اللَّهُمَ إني أعوذُ بك من شرِّ ماعملتُ،وشرِّ ما لم أعمل”[رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها]
ـ “اللَّهُمَّ ربّ جبرائيل،وميكائيل، وربّ إسرافيل،أعوذُ بكَ من حرِّ النّار ومن عذاب القبر”[رواه النسائي وأحمد والبيهقي وأبو يعلى وصححه الألباني]
ـ “اللّهُمَّ إني أعوذ بك من قلبٍ لا يخشع،ومن دُعاءٍ لايُسمع،ومن نفسٍ لا تشبع،ومن علمٍ لا ينفع،أعوذ بك من هؤلاء الأربع”[رواه الترمذي وأبو داود والنسائي وأحمد وصححه الألباني].
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“اللَّهُمّ إني أعوذ بك من العجز،والكسل،والجبن،والبخل،والهَرم،والقسوة،والغفلة،والعِيلة،والذلّة،والمسكنة،وأعوذُ بك من الفقر،والكفر،والفسوق،والشقاق،والنفاق،والسمعة،والرياء،وأعوذ بك من الصَمم،والبكم،والجنون، ،والبرص، والجذام ،وسيء الاسقام”[ رواه ابن حبان وصححه الالباني]
“اللَّهُمَّ إني أعوذُ بك من التَّردي،والهدم،والغرق، والحريق،وأعوذُ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت،وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبراً،وأعوذ بكَ أن أموت لديغا”.[رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني]
ـ عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:إذا فزع أحدكم في النوم فليقل:
ـ “أعوذ بكلماتِ الله التّامة من غضبه وعقابه وشرِّ عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فإنها لن تضره”[رواه الترمذي وقال ابن حجر العسقلاني حديث حسن]
دعاء النصف من شعبان:
يقول الشيخ مصطفى السباعي رحمه الله(أحكام الصيام وفلسفته في ضوء القرآن والسنة):
“لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه جمع الناس في المسجد في مثل هذه الليلة على دعاء أو عبادة،ولا أثر مثل ذلك عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل ماورد من ذلك،أحاديث في فضل قيام هذه الليلة وصيام نهارها.من ذلك مارواه ابن ماجة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:”إذا كانت ليلة نصف شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها”.[أخرجه الألباني في السلسلة الضعيفة وقال: موضوع السند]
أما الدعاء المشهور الذي يتلوه المسلمون في المساجد والبيوت،فلم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ولا عن السلف الصالح ،أنهم اجتمعوا في المساجد والبيوت من أجله في هذه الليلة،ولم يعرف من واضع هذا الدعاء،سوى ما نقل عن بعض الصالحين من فقرات منه ،بل في بعض عباراته ما لا يجوز على الله،كنسبة المحو والإثبات إليه،والآية التي تذكر في هذا الدعاء:{يمحو اللهُ مايشاءُ ويُثبتُ وعندهُ أُمُّ الكتاب}[الرعد 39] ليس كما فهمها من وضع الدعاء،أو كما يفهمها عامة المسلمين.
ويتابع الدكتور العلامة مصطفى السباعي رحمه الله:
“وصفوة القول:إن لهذه الليلة فضلاً ثبت في بعض الأحاديث،وإن المسلم يستحب له فيها الاتجاه إلى الله بالدعاء،وإحياء ليلتها بالعبادة كما يستحب له صيام نهارها،وخير الدعاء وأحبه إلى الله،ماورد لفظه في القرآن والسنة،ففي القرآن أدعية يستحب الدعاء بها،وفي السنة أدعية أثرت عن النبي صلى الله عليه وسلم،فليستكثر منها المسلم،وليحرص عليها في مثل هذه المناسبات.
ويقول الشيخ الدكتور محمد بن لطفي الصباغ رحمه الله:
“إننا لنرى بعض الناس يهتمون بالبدع التي أحدثها قوم متأخرون بعضهم مغفل وبعضهم مغرض،ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:”من أحدث في أمرنا هذا ما ليسَ منه فهو رد:[رواه الشيخان].ويحسب كثير منهم أنها من الدين والدين منها براء.
نحن الآن في شعبان وتواجههنا ليلة النصف من شعبان فيغتر كثير من المسلمين بما ألفوا عليه آباءهم من تعظيم هذه الليلة بإحيائها والقيام بصلوات فيها ،وهي صلاة مائة ركعة يقرأ فيها ألف مرة(قل هو الله أحد).
إن على المسلم أن يتحرى في أمر دينه الحق وأن يستمسك به وأن يحذر من اتباع البدع ومن مخالفة أمره صلى الله عليه وسلم .قال تعالى:{فليحذرِ الذينَ يُخالفونَ عن أمرهِ أن تُصيبهمْ فتنةٌ أو يُصيبهمْ عذابٌ أليمٌ}[النور 63].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
“فأما صوم يوم النصف مفرداً فلا أصل له،بل إفراده مكروه وكذلك اتخاذه موسماً تصنع فيه الأطعمة،وتظهر فيه الزينة،وهو من المواسم المحدثة المبتدعة التي لا أصل لها،وكذلك ما قد أحدث في ليلة النصف من الاجتماع العام للصلاة الألفية في المساجد الجامعة،ومساجد الأحياء،والدور والأسواق فإن هذا الاجتماع لصلاة نافلة مقيدة بزمان محدد وقدر من القراءة مكروه لم يشرع،فإن الحديث الوارد في الصلاة الألفية موضوع بإتفاق أهل العلم بالحديث(اقتضاء الصراط المستقيم).
أدعية وابتهالات ومناجاة بعض الأنبياء و الصحابة والتابعين والصالحين
عيسى عليه السلام:
“أوحى الله عز وجل إلى عيسى بن مريم عليه السلام:”هب لي من قلبك الخشوع،ومن بدنك الخضوع،ومن عينك الدموع،وادعني فإني قريبٌ مجيب”[بهجة المجالس ج2 ص271]
دعاء داود عليه السلام:
كان داود عليه السلام إذا دعا في جوف الليل يقول:
“نامت العيون،وغارت النجوم،وأنتَ حيٌّ قيوم:اغفر لي ذنبي العظيم،فإنه لا يغفر الذنبَ العظيمَ إلا العظيمُ،إليكَ رفعتُ رأسي،نظرَ العبدِ الذليل إلى سيده الجليل”[العقد الفريد ابن عبد ربه ج3 ص 154]
دعاء يوسف عليه السلام:
” يا عُدّتي عندَ كُربتي،ويا صاحبي في غُربتي،ويا غياثي عند شدّتي،ويا رجائي إذا انقطعت حيلتي،اجعل لي فرجاً ومخرجا”[العقد الفريد ـ ج3 ص 154]
أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
كان إذا مدحه أحدهم قال:
“اللَّهُمَّ أنتَ أعلم بي من نفسي،وأنا أعلم بنفسي منهم،اللَّهُمَّ اجعلني خيراً مما يحسبون،واغفر لي مالا يعلمون،ولا تؤاخذني بما يقولون”.[العسكري في المواعظ]
وومما كان يدعو به أيضاً:
“اللَّهُمَّ اجعل خيرَ أعمالنا خواتيمها،وخير أيامنا يوم لقائك،اللَّهُمَّ لا تدعنا في غمره،ولا تأخذنا على غرّه،ولا تجعلنا من الغافلين”.
وكان آخر دعاء أبي بكر الصديق رضي الله عنه:
“اللهم اجعل خيرَ زماني آخره،وخير عملي خواتِمه،وخيرَ ايامي يوم لقائك”[العقد الفريد ج3 ص156].
عمر الفاروق رضي الله عنه:
قالت حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها:قال عمر الفاروق رضي الله عنه:
“اللَّهُمَّ ارزقني شهادةً في سبيلك،واجعل موتي في بلد رسولك” فقلت: أنّى يكون هذا؟فقال: يأتيني به الله إذا شاء.[رواه البخاري]
وكان آخر دعاء الفاروق رضي الله عنه:
“اللهم لاتدعني في غمرة، ولاتأخذني في غرّة،ولا تجعلني مع الغافلين”[العقد الفريد ج3 ص156]
علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
“اللَّهُمَّ اغفر لي ما أنت أعلم به مني،فإن عُدت فَعُد عليّ بالمغفرة،اللَّهُمَّ اغفر لي ما وأيت(وعدت) من نفسي ولم تجد له وفاءً عندي،اللَّهُمَّ اغفر لي ما تَقرّبت به إليكَ بلساني ثم خالفه قلبي،اللَّهُمَّ اغفر لي رمزات الألحاظ وسقطات الألفاظ وسهوات الجنان وهفوات اللسان”.
ومن ابتهالات علي بن أبي طالب رضي الله عنه(فيض الخاطر ـ أحمد أمين ـ ج4 ص 247):
اللهم إنك آنس الآنسين لأوليائك.وأحضرهم بكفاية للمتوكلين عليك.تشاهدهم في سرائرهم،وتطلع عليهم في ضمائرهم ،وتعلم بصائرهم،فأسرارهم لك مكشوفة،وقلوبهم إليك ملهوفة،إن أوحشتهم الغربة آنسهم ذكرك،وإن صبت عليهم المصائب لجأوا إلى الاستجارة بك.علما بأن أزمة الأمور بيدك،ومصادرها عن قضائك.
اللهم إن فههت عن مسألتي أو عمهت عن طلبتي فدلني على مصالحي وخذ بقلبي إلى مراشدي،فليس ذلك بنكر من هداياتك،ولا بدع من كفاياتك.
اللهم احملني على عفوك، ولا تحملني على عدلك”.
ـ وقال ضِرار بن ضمرة الضابي عند دخوله على أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وسأله عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: أو تعفيني يا أمير المؤمنين؟قال: لا أعفيك،قال: أما إذ لابد،فإنه كان والله بعيد المدى،شديد القوى،يقول فصلاً ويحكم عدلاً،يتفجّر العلم من جوانبه،وتنطق الحكمة من نواحيه،يستوحش من الدنيا وزهرتها،ويستأنس بالليل وظلمته،وكان والله غزير العبرة،طويل الفكرة،يقلّب كفّه،ويخاطب نفسه،كان والله كأحدنا يُدنينا إذا أتيناه،ويُجيبنا إذا سألناه،وكان مع تقرّبه إلينا وقربه منا لا نكلمهُ هيبة له،فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم، يُعظم أهل الدين، ويحب المساكين،لا يطمعُ القوي في باطله،ولا ييأس الضعيف من عدله،فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه،وقد أرخى الليل سدوله،وغارت نجومه،يميل في محرابه قابضاً على لحيته يتململ تململَ السّليم، ويبكي بكاء الحزين، فكأني أسمعه الآن وهو يقول:
“يا ربّنا،يا ربّنا،يتضرّع إليه،ثم يقول للدنيا:إليَّ تغرّرت،إليَّ تشوّفتِ،هيهاتَ هيهات،غُرّي غيري،قد بِنتُكَ ثلاثاً،فعمرُكِ قصيرٌ،ومجلسك حقير،وخَطرك يسير،آهِ من قلّة الزاد،وبُعدِ السّفر،ووحشة الطريق”.
فوكفت دموع معاوية على لحيته ما يملكها، وجعل يُنشقها بكمهِ وقد اختنق القوم بالبكاء،فقال:كذا كان أبو الحسن رحمه الله،كيفَ وجدُكَ عليه يا ضرار؟قال: وجدُ من ذُبحَ واحدُها في حِجرها،لا ترقأ دمعتُها،ولا يسكنُ حزنها، ثم قام فخرج”.[حلية الأولياء لأبي نعيم].
ومن مناجاة أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه:
“إلهي:لولا ما جهلت من أمري،ما شكوت عثراتي ولولا ما ذكرت من الإفراط ما سحّت عبراتي..
إلهي: فامح مثبتات العثرات بمرسلات العبرات،وهب كثير السيئات لقليل الحسنات..
إلهي:إن كنت لا ترحم إلا المُجّد في طاعتك،فأنّى يلتجىء المخطئون؟وإن كنت لا تكرم إلا أهل الإحسان،فأنّى يصنع المسيئون؟وإن كان لا يقوز يوم الحشر إلا المتقون فكيف يستغيث المذنبون؟
إلهي:أفحمتني ذنوبي وانقطعت مقالتي فلا حجّة لي ولا عذر فأنا المُقّر بجرمي،والمعترف بإساءتي والأسير بذنبي المرتهن بعملي..
إلهي: فصلِّ على محمد وعلى آل محمد وارحمني برحمتك وتجاوز عني.
اللهم إن صغر في جنب طاعتك عملي فقد كبر في جنب رجائك أملي..
إلهي:كيف أنقلب بالخيبة عندك محروماً،وظني بجودك أن تقبلني مرحوما،فإني لم أسلط على حسن ظني بك قنوط الآيسين فلا تبطل صدق رجائي لك بين الآملين..
إلهي:عظم جرمي إذ كنت المتطالب به..
إلهي إن أوحشتني الخطايا من محاسن لطفك،فقد آنسني اليقين بمكارم عطفك..
إلهي:إن أماتتتني الغفلة عن الاستعداد للقائك ،فقد انبهتني المعرفة بكريم آلائك..
إلهي: لو لم تهدني إلى الإسلام،ما اهتديت،ولو لم تطلق لساني بدعائك ما دعوت.ولو لم تعرفني حلاوة نعمتك ما عرفت ولو لم يتبين لي شديد عقابك ما استجرت..
إلهي: إن أقعدني التخلف عن السير مع الأبرار، فقد أقامتني الثقة بك على مدارج الأخيار..
إلهي: نفسي أعززتها بتأييد إيمانك كيف تذلّها بين أطباق نيرانك
إلهي:كل مكروب فإليك يلتجىء وكل محزون فإليك يرتجي..
إلهي: سمع العابدون بجزيل ثوابك فخشعوا،وسمع المذنبون بسعة غفرانك فطمعوا حتى ازدحمت عصائب العصاة ببابك،وعجّ منهم إليك العجيج والضجيج بالدعاء في بلادك..
إلهي: أنت دللتني على سؤالك الجنة قبل معرفتها،فأقبلت النفس بعد العرفان على مسألتها أفتدل على خير بالسؤال ثم تمنعه؟وأنت الكريم المحمود في كل ما تصنعه يا ذا الجلال والإكرام..
إلهي:إن كنت غير مستأهل لما أرجو من رحمتك فأنت أهل أن تجود على المذنبين بفضل سعتك..
إلهي:نفسي قائمة بين يديك،وقد أظلها حسن التوكل عليك،فاصنع بي ما أنت أهله،وتغمدني برحمة منك..
إلهي: شهد جناني بتوحيدك وانطلق لساني بتمجيدك ودلّني القرآن على فضل جودك،فكيف لا يتحقق رجائي بحسن موعدك؟
إلهي: كأني بنفسي وقد اضطجعت في حفرتها وانصرف عنها المشيعون من عشيرتها،ورحمها المعادي لها في الحياة عند صرعتها،ولم يخف على الناظرين إليها ذل فاقتها،قالت الملائكة:غريب نأى عنه الأقربون،وبعيد جفاه الأهلون،وخذله المؤملون،نزل بنا قريباً فأصبح في اللحد غريباً،وقد كنت في دار الدنيا داعياً ورحمتك إياي في هذا اليوم راجياً فأحسن ضيافتي وكن أشفق علي من أهلي وقرابتي..
إلهي: سترت علي في الدنيا ذنوباً فلم تظهرها فلا تفضحني يوم ألقاك على رؤوس العالمين بها،واسترها علي يا أرحم الراحمين هنالك..
إلهي: مسكنتي لا يجبرها إلا عطاؤك وأمنيتي لا يفيها إلا نعاؤك..
إلهي: أستوفقك لما يدنيني منك،وأعوذ بك مما يصرفني عنك..
إلهي:أحب الأمور إلى نفسي وأعودها علي منفعة ما استرشدتها بهدايتك إليه،ودللتها برحمتك عليه فاستعملها بذلك عني إذ أنت أرحم بها مني،يا أنيس كل غريب آنس في القبر وحشتي وارحم وحدتي،ويا عالم السر والأخفى،ويا كاشف الضر والبلوى،كيف نظرك لي من بين ساكني الثرى؟وكيف صنيعك لي في دار الوحشة والبلى؟قد كنت بيّ لطيفاً في حياتي،فلا تقطع برّك عني بعد وفاتي،يا أفضل المنعمين في آلائه وأكرم المتفضلين في نعمائه كثرت عندي أياديك فعجزت عن إحصائها وضقت ذرعاً في شكري للمسائل بجزائها،فلك الحمد على ما أوليت،ولك الشكر على ما أبليت،يا خير من دعاه داع وأفضل من رجاه راج،يا حنان يا منان يا ذا الجلال والإكرام،يا حي يا قيوم،يا من له الخلق والأمر،تباركت يا أحسن الخالقين،يا رحيم يا قدير يا كريم صل على محمد وىله الطيبين…آمين”[نقلاً عن رسالة المناجاة للشهيد الإمام حسن البنا رحمه الله].
ومن دعائه أيضاً رضي الله عنه:
“اللهم صن وجهي باليسار،ولا تبدل جاهي بالإقتار فأسترزق طامعاً رزقك من غيرك،واستعطف شرار خلقك،وأبتلى بحمد من أعطاني،وأفتتن بذم من منعني،وأنت من وراء ذلك كله وليّ الإجابة والمنع”[المستطرف للأبشيهي]
الإمام زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما :
كان يدعو لأبويه فيقول:
“اللَّهُمَّ اجعلني أهابهما هيبة السلطان العسوف،وأبرّهما برّ الأم الرؤوف،واجعل طاعتي لوالديّ وبرّي بهما أقرّ لعيني من رقدة الوسنان،وأثلج لصدري من شربة الظمآن،حتى أؤثر على هواي هواهما،وأقدم على رضاي رضاهما،وأستكثر بِرّهما وإن قلّ، وأستقل برّي بهما وإن كثر.اللَّهُمَّ خفض لهما صوتي،وأطب لهما كلامي،والن لهما عريكتي،واعطف عليهما قلبي وصيرني بهما رفيقاً،وعليهما شفيقا”[موقع اسلام اون لاين]
ومن دعاء علي بن الحسين رضي الله عنهما:
“اللهم إني أعوذ بك أن تحسُن في مرأى العيون علانيتي،وتقبح في خفيّات القلوب سريرتي،اللهم كما أسأتُ فأحسنتَ إلي….فإذا عدتُ فَعُد عليِّ،وارزقني مواساة من قتَّرت عليه ما وسَّعتَ عليَّ”[العقد الفريد ج3 ص 155].
دعاء جعفر الصادق:
“اللهم أعزّني بطاعتك،ولا تُخزني بمعصيتك،اللهم ارزقني مُواساة من قترت عليهِ رزقه بما وسّعت عليَّ من فضلك”[حلية الأولياء]
عبد الله بن مسعود:
“اللهم وَسِّع عليَّ في الدنيا وزَهدِّني فيها،ولا تُزْوِها عني وترغِّبني فيها”[العقد الفريد ج3 ص155]
عطاء بن أبي رباح:
“اللهم ارحم في الدنيا غربتي،وعند الموت صرعتي،وفي القبور وحدتي،ومقامي غداً بين يديك”[العقد الفريد ج3 ص155]
الإمام القرطبي
جاء في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي رحمه الله:
“اللَّهُمَّ يا مؤنسَ كلِّ غريب،ويا صاحبَ كُلِّ وحيد،ويا ملجأ كُلِّ خائف،ويا كاشف كُلِّ كُربة،ويا عالمَ كُلِ نجوى،ويا منُهى كلِّ شكوى،ويا حاضرَ كُلِّ ملأ، يا حيّ يا قيّوم! أسألُكَ أن تقذف رجاءكَ في قلبي،حتى لا يكونَ لي هَمٌ ولا شُغلٌ غيرك،وأن تجعل لي من أمري فَرجاً ومَخرجاً،إنّكَ على كُلِّ شيءٍ قدير”.
من دعاء الإمام الشافعي رضي الله عنه:
أعوذ بك من مقام الكافرين وإعراض الغافلين.
اللهم لك خضعت نفوس العارفين ودنت لك رقاب المشتاقين.
إلهي:هب لي جودك وجلّلني بستر واعف عن تقصيري بكرم وجهك”.[إحياء علوم الدين]
الإمام الزهري:
“اللهم إني اسألك من خيرما أحاط به علمك في الدنيا والآخرة،وأعوذ بك من شر ما أحاط به علمك في الدنيا والآخرة”[المستطرف للأبشيهي]
الحسن البصري:
“اللهم لك الحمدُ على حلمك بعد علمك ولك الحمد على عفوك بعد قدرتك”[كتاب الزهد لأحمد بن حنبل]
وقال:”اللهم أنتَ ربّنا فارزقنا الاستقامة”[كتاب الزهد والرقاق لابن المبارك]
الفضيل بن عياض:
“إلهي،لو عذبتني بالنار لم يخرج حُبّك من قلبي،ولم أنس أياديك عندي في دار الدنيا”[العقد الفريد ج3 ص 155]
سعيد بن جبير:
“اللهم أشبعتَ وأرويتَ ورزقتَ فأكثرتَ وأطيبتَ فزدنا”[الطبقات الكبرى لإبن سعد]
وقال:”اللهم إني اسألكَ صدق التوكلِّ عليك،وحسنَ الظن بك”[حلية الأولياء]
داود الطائي:
“اللهم همّك عطل علي الهموم،وحال بيني وبين السهاد،وشوقي إلى النظر إليك منع مني اللذات والشهوات،فأنا في سجنك أيها الكريم مطلوب”.
ابن قدامة المقدسي:
“ويحي بأي شيء لم أعص ربي.ويحي إنما عصيته بنعمته عندي.ويحي من خطيئة ذهبت شهوتها وبقيت تبعتها عندي في كتاب كتبه كُتّاب لم يغفلوا عني.ويحي:طاوعت نفسي وهي لا تطاوعني!!طاوعتها فيما يضرها ويضرني.ويحها:ألا تطاوعني فيما ينفعها وينفعني.أريد إصلاحها وتريد أن تفسدني.ويحها إني لأنصفها وما تنصفني،أدعوها لأرشدها وتدعوني لتفسدني.ويحها تريد اليوم أن تربيني وغداً تخاصمني…
ربّ فعافني منها وعافها مني،حتى لا أظلها ولا تظلني،وأصلحني لها وأصلحها لي،فلا أهلكها ولا تهلكني،ولا تكلني إليها ولاتكلها إلي.
ويحي! كيف أفر من الموت وقد وكل بي.ويحي! كيف أنساه ولا ينسانيزويحي! إنه يقص أثري،فإن فررت لقيني وإن أقمت أدركني.ويحي!هل عسى أن يكون أظلني فمساني أو صبحني؟أو طرقني فبغتني؟
ويحي!أزعم أن خطيئتي قد أقرحت قلبي،ولا يتجافى جنبي،ولاتدمع عيني،ولايسهر ليلي،ويحي!كيف أنام على مثلها ليلي،وهل ينام على مثلها مثلي…ويحي! لقد خشيت أن لا يكون هذا الصدق مني،بل ويلي إن لم يرحمني ربي.ويحي!كيف لايذهب ذكر خطيئتي كسلي ولا يبعثني إلى مايذهبها عني…”.
(مجلة حضارة الإسلام .العدد 5 ـ إيلول 1970)
حسان بن عطية:
“الحمد لله الذي ذهب بالنهار وجاء بالليل سكناً،نعمة منه وفضلا،اللهم اجعلنا من الشاكرين.الحمد لله الذي عافاني في يومي هذا،فرُبّ مثلي قد ابتلي فيما مضى من عمري.اللهم عافني فيما بقي منه،وفي الآخرة،وقنا عذاب النار”
“اللهم إني أعوذ بك من شر الشيطان ومن شر ماتجري به الأقلام،وأعوذ بك أن تجعلني عبرة لغيري،وأعوذ بك أن تجعل غيري أسعد بما آتيتني مني.وأعوذ بك أن أتقوت بشيء من معصيتك عند ضر ينزل بي،وأعوذ بك أن أتزين للناس بشيء يشينني عندك،وأعوذ بك أن أقول قولاً أبتغي به غير وجهك.اللهم اغفر لي فإنك بي عالم”
(مجلة حضارة الإسلام العدد الرابع ـ آب 1974) \
طلق بن حبيب(أحد التابعين):
كان يدعو:”اللهم إني اسألك علم الخائفين منك،وخوف العالمين بك،ويقين المتوكلين عليك،وتوكل الموقنين بك،وإنابة المخبتين إليك،وإخبات المنيبين إليك،وشكر الصابرين لك،وصبر الشاكرين لك،ولحاقاً بالأحياء المرزوقين عندك”[سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي]
وكان يدعو:”اللهم أبرم للمؤمنين أمراً رشداً،تُعزُّ فيه وليك،وتُذلُّ به عدوك،ويُعمل فيه بطاعتك،ويُتناهى فيه عن سَخطك”.[حلية الأولياء]
دعاء محمد بن واسع:
“اللهم إنا نعوذُ بك من كلِّ رزقٍ يباعدنا منكَ،اللهم طهرنا من كلِّ خبيث ولا تُسلّط علينا الظّلمة”[حلية الأولياء لأبي نعيم].
دعاء عمر بن ذر:
“اللهم إني اسألك خيراً يُبلغنا ثوابَ الصابرين لديك،وأسألكَ اللهمَ شكراً يُبلّغنا مزيد الشاكرين لك،وأسألك اللهم توبةً تطهرنا بها من دنسِ الآثام حتى نَحلّ بها عندك محل المنيبين إليك،فأنت وليّ جميع النِّعم والخير،وأنت المرغوب إليك في كلِّ شدّةٍ وكربٍ وضرٍ،اللهم وهَب لنا الصبر على ما كرهنا من قضائك،والرضا بذلك طائعين،وهب لنا من الشكر على ما جرى به قضاؤك من محبتنا والاستكانة لحسن قضائك متذللين لك خاضعين رجاء المزيد والزّلفى لديك يا كريم،اللهم فلا شيء أنفع لنا عندك من الإيمان بك،وقد مننت به علينا فلا تنزعه منا ولا تنزعنا منه حتى تتوفانا عليه موقنين بثوابك،خائفين لعقابك،صابرين على بلائك،راجين رحمتك يا كريم”[حلية الأولياء]
دعاء وهب بن منبه:
“اللهم تَممّ لي النعمة حتى تُهنئّني المعيشة،اللهم اختم لي بخيرٍ حتى لا تضرّني ذنوبي،اللهم اكفني مؤونة الدنيا وكلّ هولٍ في القيامة حتى تدخلني الجنة في عافية”[حلية الأولياء]
ذو النون المصري:
اللهم إليكَ تقصد رغبتي،وإياكَ أسأل حاجتي ومنك أرجو نجاح طلبي،وبيدك مفاتيح مسألتي لا أسأل الخير إلا منك ولا أرجوه من غيرك ولا أيأس من روحك بعد معرفتي بفضلك،يا من جمع كلَّ شيءٍ حِكمته،ويا من نفذَ كلُّ شيءٍ حُكمه،يا من الكريم اسمه لا أحد لي غيرك فأسأله،ولا اثق بسواك فآمله،ولا أجعل لغيرك مشيئة من دونك أعتصم بها،وأتوكل عليه،فمن أسأل إن جهلتك،وبمن أثق به إذ عرفتك”[حلية الأولياء]
وقال:”اللهم اجعلنا من الذين سهل عليهم طريق الطاعة وتمكّنوا في أزمة التقوى،ومُنحوا بالتوفيق منازل الأبرار،فزّينوا وقرّبوا وكرموا بخدمتك”[حلية الأولياء]
معروف الكَرخي:
“اللهم اجعلنا ممن يؤمن بلقائك،ويرضى بقضائك،ويقنع بعطاياك،ويخشاك حق خشيتك”.
وقال:”اللهم إني اسالك من فضلك ورحمتك فإنهما بيدك لا يملكهما سواك”[تاريخ بغداد للخطيب]
شريح القاضي:
“اللهم إني أسألك الجنة،بلا عمل عملته،وأعوذ بك من النار بلا ذنب تركته”[المستطرف للأبشيهي]
سلام بن مطيع:
“اللهم إن كنت بلغت أحداً من عبادك الصالحين درجة ببلاء فبلغنيها بالعافية”[المستطرف للابشيهي]
فتح الموصلي:
“اللهم هبنا عطاءك،ولا تكشف عنا غطاءك”[المستطرف للأبشيهي]
الإمام الجاحظ
“اللَّهُمَّ إنا نعوذُ بكَ من فتنة القول، كما نعوذ بك من فتنة العمل.ونعوذُ بكَ من التكلّف لما لا نُحسن كما نعوذُ بكَ من العُجب بما نُحسن،ونعوذُ بك من شرِّ السَّلاطة(طول اللسان)والهَذَر كما نعوذُ بكَ من شرِّ العَيِّ والحَصَر”.
أبو حيان التوحيدي(فيض الخاطر ـ ج4 ص 248):
اللهم إني أبرأ من الثقة إلا بك،ومن الأمل إلا فيك،ومن التسليم إلا لك،ومن التفويض إلا إليك،ومن التوكل إلا عليك،ومن الطلب إلا منك،ومن الرضا إلا عنك،ومن الذل إلا في طاعتك،ومن الصبر إلا على بلائك،واسألك أن تجعل الإخلاص قرين عقيدتي،والشكر على نعمتك شعاري ودثاري،والنظر إلى ملكوتك دأبي وديدني،والانقياد لك شأني وشغلي،والخوف منك أمني وإيماني،واللياذ بذكرك بهجتي وسروري”.
ومن أقوال وابتهالات التوحيدي أيضا:
اللهم إليك نشكو قسوة قلوبنا،وغلى صدورنا،وفتنة أنفسنا،وطموح أبصارنا،ورفث ألسنتنا،وسخف أحلامنا،وسوء أعمالنا،وفحش لجاجتنا،وقبح دعوانا،وتلزق ظاهرنا،وتمزق باطننا.
اللهم فارحمنا وارأف بنا،واقبل الميسور منا.فإننا أهل عقوبة وأنت أهل مغفرة،وأنت بما وصفت به نفسك أحق منا بما وشمنا به أنفسنا”.
الدكتور العلّامة يوسف القرضاوي
“اللَّهُمَّ إني أسألك توبة قبل الموت،وراحة عند الموت ،وقبولاً منك بعد الموت.
اللَّهُمَّ أنت ربٌّ عظيمٌ كبير،وأنا عبدٌ صغير فقير،أنا أهلٌ أن أُذنب وأعصي،وأنت أهلٌ أن تغفر وتعفو،فاغفر ما أنا أهله،وامنحني ما أنت أهله،يا عفو يا غفور.
اللَّهُمَّ منا الدعاء،ومنك الإجابة،منا السؤال،ومنك العطاء،ومنا الذنوب ومنك الغفران ،ومنا الإساءة ومنك الإحسان،منا الجهد وعليك التكلان،وإليكَ المشتكى وأنتَ المُستعان ،ولا حول ولا قوّة إلا بك ياعليُّ يا عظيم.
سُبحانكَ اللَّهُمَ وبحمدك،نشهدُ إنه لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.
“سُبحان رَبِّكَ ربِّ العزّةِ عمّا يصفون،وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربِّ العالمين”
ومن دعائه أيضاً:
“يا ذا الجلال والإكرام،ويا ذا الطَّول والإنعام.
يا ذا البطش الشديد،يا مُبديء يا مُعيد،يا غفور يا ودود،ويا ذا العرش المجيد،يافعالاً لما يريد.
يا ذا المُلك والملكوت ،ويا ذا العزّة والجبروت،يا حيّ لا يموت.
يا قيوماً لا ينام،يا عليماً لا يجهل،يا حليماً لا يعجل ،يا جواداً لا يبخل،يا رقيباً لا يستغفل،يا متكبراً لا يسال عما يفعل.
اللَّهُمَّ يا مالك المُلك تؤتي المُلك من تشاء،وتنزع المُلك ممّن تشاء،وتُعزُّ من تشاء وتُذِلُّ من تشاء، بيدك الخير إنك على كُلِّ شيءٍ قدير، تولجُ الليل في النهار،وتولج النهار في الليل،وتُخرجُ الحيَّ من الميت،وتُخرجُ الميت من الحيّ وترزق من تشاء بغير حساب.
يا من تسبح له السموات بنجومها وأبراجها،والأرض بسهولها وفجاجها،والبحار بأحيائها وأمواجها،والجبال بقممها وأوتادها،والأشجار بفروعها وثمارها،والسباع في فلواتها،والطير في وكناتها،يا من تسبح له الذرات على صغرها،والمجرات على كبرها،يامن تسبح السموات السبع والأرض ومن فيهن،وإن من شيء إلا يسبح بحمده.
يا من خلق الأرض والسموات العلا،يا رحماناً على العرش استوى،يا من له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى،يا من يعلم السرّ وأخفىنيا من لهُ الأسماء الحسنى،يا من مع عباده يسمع ويرى،يا من أعطى كل شيء خلقه ثم هدى،يا من لا يضل ولا ينسى،يا من وعد من اتّبع هداه بأن لا يضل ولا يشقى ،ومن أعرض عن ذكره فإن له معيشة ضنكا،ويحشره يوم القيامة أعمى.
يامن خشعت الأصوات لرحمانيته،وعنت الوجوه لقيوميته،وشهدت الفِطر بوحدانيته،وأقرّت العقول بربوبيته،ودّلت الدلائل على ألوهيته،وخضع كل شيء لعظمته،وذَلَّ كل شيء لِعزّته،وسكن كل شيء لهيبته،وقام كل شيء بقدرته،ودانت الجبابرة لسطوته،وأبدع كل شيء بحكمته،ووسع كل شيء برحمته،يا من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته،يا من خضعت الكائنات لقهره،ومن قامت السموات بأمره.
يا من لا ييأس من روحه إلا القوم الكافرون،ولا يقنط من رحمته إلا القوم الضالون،ولا ينقطع عن بابه إلا المحرومون،ولا يعمى عن نوره إلا المحجوبون،ولا يحرم من مغفرته إلا المشركون،ولا يُحرم من نصره إلا المخذولون.
اللَّهُمَّ لا تؤيسنا من روحك،ولا تقنطنا من رحمتك،ولا تقطعنا عن بابك،ولا تحجبنا عن نورك ،ولا تحرمنا من فضلك زمغفرتك ونصرك،يا خير الغافرين ،ويا خير الراحمين،يا خير الرازقين،ويا خير الناصرين ،ويا خير الحاكمين،يا خير الفاتحين،يا خير الماكرين”.
ومن دعائه أيضاً:
اللَّهُمَّ إنك قلت ـ وقولك الحق:{ادعوني أستجب لكم}[غافر 60] ،وإنا ندعوك يا رَبّنا كما أمرتنا،فاستجب لنا كما وعدتنا.
أدعوكَ ـ يارب ـ بما دعاكَ به أبونا آدم وزوجه:{رَبّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}[الأعراف 23].
أدعوك بما دعاكَ به عبدك ونبيك نوح:{ربِّ اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا}[نوح 28]
وأثني عليك ـ ربّ ـ بما أثنى عليك به عبدك ونبيك هود:{إني توكلت على الله ربي وربكم مامن دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم}[هود 56]
وأدعوك رب بما دعاك به خليلك إبراهيم :{رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء*ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب}]إبراهيم 40 ـ 41].
وأدعوك بما دعاك به خليلك إبراهيم وابنه إسماعيل وهما يرفعان القواعد من البيت:{ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم*وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم}[البقرة 127 ـ 128].
وأشكو إليك ـ ربّ ـ مما شكا إليك عبدك ونبيك يعقوب بن إسحاق:{إنما أشكو بثي وحزني إلى الله}[يوسف 86]
وأدعوك ربّ بما دعاك به عبدك ونبيك يوسف بن يعقوب:{فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً والحقني بالصالحين}[يوسف 101].
وأناجيك ربّنا بما ناجاك به عبدك ونبيك شعيب حين قال:{وسع ربنا كل شيء علماً على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين}[الأعراف 89].
وأناجيك وأدعوك ـ ربّ ـ بما ناجاك ودعاك به عبدك وكليمك موسى:
{ربّ بما أنعمت علي فلن أكون ظهيراً للمجرمين}[القصص 17]
{ربّ إني لما أنزلت إلي من خير فقير}[القصص 24]
{رب اشرح لي صدري*ويسر لي أمري*واحلل عقدة من لساني*يفقهوا قولي}[طه 25 ـ 28]
{إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين*واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة}[الأعراف 155 ـ 156]
وأدعوك بما دعاك به عبدك ونبيك سليمان:{رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين}[النمل19].
وأناديك بما ناداك به عبدك ونبيك أيوب:{أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين}[الأنبياء 83].
وأناديك بما ناداك به عبدك ونبيك ذو النون في الظلمات:{أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}[الأنبياء 87]
وأدعوك بما دعاك به عبدك زكريا:{ربّ لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين}[الأنبياء 89].
وأناجيك بما ناجاك به عبدك وكلمتك عيسى بن مريم حين قال له ربه:{أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ماليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب*ماقلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد*إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}[المائدة 116 ـ 118].
وأدعوك ربّ بما أمرت به عبدك ورسولك وصفيك محمدا أن يدعوك به:
{ربّ أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا}[الإسراء80]
{رب زدني علماً}[طه 114]
{رب احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون}[الأنبياء 112]
{رب إما تريني ما يوعدون*رب فلا تجعلني في القوم الظالمين}[المؤمنون 93 ـ 94]
{ربِّ أعوذ بك من همزات الشياطين*وأعوذُ بكّ ربِّ أن يحضرون}[المؤمنون 97 ـ 98]
{ربِّ اغفر وارحم وأنتَ خيرُ الراحمين}[المؤمنون 118]
وأدعوك رب بأكثر ما كان يدعوك به عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم:{ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار}[البقرة 201]
وأدعوك بما دعاك به أصحاب موسى عليه السلام:{ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين*ونجنا برحمتك من القوم الكافرين}[يونس 85 ـ 86].
وأدعوك بما دعاك به سحرة فرعون حين قالوا:{آمنا بربِّ العالمين*ربِّ موسى وهارون}[الشعراء 47 ـ 48] ،وحين هددهم فرعون بما هددهم قالوا:{وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين}[الاعراف 126].
وأدعوك رب بما دعاك به أصحاب طالوت حين برزوا لجالوت وجنوده فقالوا:{ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين}[البقرة 250]
وأدعوك ربنا بما دعاك به فتية أهل الكهف الذين آمنوا بك وزدتهم هدى:{ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيىء لنا من أمرنا رشدا}[الكهف 10]
وأدعوك بما دعاك به حواريو عبدك ورسولك وكلمتك عيسى عليه السلام:{ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين}[آل عمران53 ]
وأدعوك ربنا بما دعاك به الراسخون في العلم:{ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب*ربنا إنك جامع الناس ليوم لاريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد}[آل عمران 8 ـ 9]
وأدعوك بما دعاك به الربيون من أتباع الأنبياء الذين قتل منهم من قتل:{فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين*وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين}[آل عمران 146 ـ 147]
وأدعوك بما دعاك به أولو الألباب الذين يذكرونك قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم:{ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار*ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار*ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار*ربنا وآتنا ماوعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد}[آل عمران 191 ـ 194]
وأدعوك رب بما دعاك به عبادك عباد الرحمن:{الذين يبيتون لربهم سجداُ وقياماً*والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما*إنها ساءت مستقراً ومقاما}[الفرقان 64 ـ 66].
{والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين أماما}[الفرقان 74]
وأدعوك بما دعاك به الإنسان البار بوالديه إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة:{قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين}[الأحقاف 15]
وأدعوك بما دعاك به من جاء بعد أصحاب نبيك من المهاجرين والأنصار:{ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم}[الحشر 10]
وأدعوك ربنا بما علمتنا أن ندعوك به في خواتيم سورة البقرة:{ربنا لاتؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لاطاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين}[البقرة 286].
ومن دعاء العلامة الدكتور يوسف القرضاوي أيضاً:
يا من جعل الأرض قراراً،وجعل خلالها أنهارا،وجعل لها رواسي،وجعل بين البحرين حاجزا.
يا من يهدي الخلق في ظلمات البر والبحر،ويرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته.
يا من يبدا الخلق ثم يعيده ويستخلف الناس في الارض.
يا من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.
يا من بيده ملكوت كل شيء وهو يُجير ولا يجار عليه.
يا غافر الذنب،وقابل التوب ،شديد العقاب ،ذا الطول،لا إله إلا الله وإليه المصير.
يا من يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ،ويعلم ما يفعلون،ويستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله ،والكافرون لهم عذاب شديد.
يا من نبأ عباده أنه هو الغفور الرحيم،وأن عذابه هو العذاب الأليم.
يا رحمن يا رحيم ،يا فتاح يا عليم،يا علي يا عظيم،يا عزيز يا حكيم،يا شكور يا حليم ،يا غفور يا رحيم،يا بر يا كريم.
يا علي يا كبير،يا سميع يا بصير،يا لطيف يا خبير،يا قوي يا قدير،يا ولي يا نصير،يا مغيث يا مجير،يا رقيب يا حسيب،يا قريب يا مجيب،يا رزاق يا مقيت،يا محي يا مميت.
يا أحد يا صمد،يا من لم يلد ولم يولد،ولم يكن له كفواً أحد.
يا أكرم الأكرمين،يا أحكم الحاكمين،يا أرحم الراحمين.
يا أحسن الخالقين،يا أسرع الحاسبين.
يا من أحسن كل شيء خلقه ،وأتقن كل شيء صنعه،وخلق الإنسان في أحسن تقويم.
يا من ليس على بابه حاجب ولا بواب،ومن يبسط يده بالليل ليتوب مُسيء النهار،ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل.ومن فتح بابه لكل كافر ليسلم،ولكل ضال ليهتدي،ولكل عاص ليتوب.
أسألك يا رب توبة نصوحاً،تطهر بها قلبي،وتغسلني بها من ذنبي،وتصلح بها عيبي،وتنصرني على نفسي الأمارة بالسوء،وتدخلني بها في عبادك الصالحين.
ومن دعاء الشيخ القرضاوي أيضاً:
إلهنا:منا ما يليق بجهلنا،ومنك ما يليق بحلمك،ومنا ما يليق بلؤمنا ومنك ما يليق بكرمك،منا ما يليق بضعفنا،ومنك ما يليق بقدرتك،منا ما يليق ببشريتنا ومنك ما يليق بربوبيتك،منا ما يليق بالطين والحمأ المسنون ومنك ما يليق بالحي القيوم.
إلهنا:لن نضيع وأنت حسبنا ونعم الوكيل.
ولن نضام وأنت لنا نعم المولى ونعم النصير.
ولن نخذل،ونحن بعينك التي لا تنام،وفي كنفك الذي لا يرام.
اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب،اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد.اللهم نقّني من الخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس.
اللهم بارك لي في سمعي وبصري،وعلمي وعملي،ورزقي وعافيتي،ووقتي وعمري،وجميع ما أنعمت به علي.
اللهم بعلمك الغيب،وقدرتك على الخلق ،أحيني ما علمت الحياة خيراً لي،وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي،اللهم أسألك خشيتك في الغيب والشهادة،واسألك كلمة الحق في الرضا والغضب ،واسألك القصد في الفقر والغنى،واسألك نعيماً لاينفد،واسألك الرضا بعد القضاء،واسألك برد العيش بعد الموت،وأسالك لذة النظر إلى وجهك،والشوق إلى لقائك،في غير ضراء مضرة،ولا فتنة مضلة،اللهم زينا بزينة الإيمان،واجعلنا هداة مهتدين”.
ومن دعائه أيضاُ:
اللهم لا تنسنا ذكرك،ولا تحرمنا شكرك،ولا تؤمنا مكرك،ولا تكشف عنا سترك،ولا تولنا غيرك،ولا تقطع عنا خيرك.
اللهم لا تدعنا في غمرة،ولا تأخذنا على غِرّة،ولا تجعلنا من الغافلين.
اللهم لا تهلكنا بما فعل السفهاء منا،ولا تسلط علينا بذنوبنا من لايخافك ولا يرحمنا.
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
لا إله إلا الله العظيم الحليم،لا إله إلا الله رب العرش الكريم،لا إله إلا الله رب السموات والأرض،ورب العرش العظيم.
لا إله إلا الله وحده،لا شريك له،له المُلك وله الحمد،يحيي ويميت،بيده الخير،وهو على كل شيء قدير.
لا إله إلا الله وحده،صدق وعده،ونصر عبده،وأعزّ جنده،وهزم الأحزاب وحده.
لا إله إلا الله ،له النعمة وله الفضل،وله الثناء الحسن،لا إله إلا الله،ولا نعبد إلا إياه،مخلصين له الدين ولو كره الكافرون.
لا إله إلا الله محمد رسول الله،بها نشهد،وبحبلها نعتصم،وإلى شريعتها نحتكم،بها نستقبل مواليدنا،وبها نودع موتانا،وعليها نحيا،وعليها نموت،وفي سبيلها نجاهد حتى نلقى الله”.
الشيخ العلامة محمد الغزالي رحمه الله :
إذا ما اتجه الفكر في السموات حيث انتشرت النجوم في الليل،وإذا ما كَلَّ البصرُ فيما لا نهاية له في الآفاق المظلمة،وإذا ما خشعت النفس خشعتها من رهبة السكون الشامل ،فإنك تشرف بوجهك الكريم من خلال هذه الآفاق،وتسمع صوتك في ذلك السكون،وتمسّ بعظمتك النفس الخاشعة المطمئنة.
حينئذ تبدو الآفاق المظلمة كأنّها باسمة مشرقة،ويتحول السكون إلى نبرات مطربة تنبعث من كل صوب،وحينئذ تتغنّى النفس الخاشعة لتقول:أنت أنت الله.
وإذا ما كان المتأمل على شاطيء البحر الخضم،وأرسلَ الطّرفَ بعيداً،حيث تختلط زرقة السماء بزرقة الماء،وحيث تنحدر شمس الأصيل رويداً رويدا كأنها الإبريز المسجور،لتغيب في هذا المتسع الملح الأجاج وحيث تتهادى الفلك ذات الشراع الابيض في حدود الأفق الملون بألوان الشفق،كأنها طائر يسبح في النعيم.
إذ ذاك يشعر المتأمل بعظمة واسعة عظمة البحر الواسع،وإذ ذاك تقرّ العين باطمئنان الفلك الجاري على أديم الماء الممهد،وفي رعاية الله الصمد،حيث تكون مظهر العظمة،وحيث تطمئن النفس لرؤية ما تطمئن إليه في منظر جميل إذ ذاك يدقّ الفؤاد بدقات صداها في النفس:أنت أنت الله
وإذا ما انطلقت السفينة بعيداً في البحر اللجي،وهبت الزوابع،وتسابقت الرياح ،وتلبد بالسحب الفضاء،واكفهر وجه السماء،وأبرق البرق،وأرعد الرعد،وكانت ظلمات بعضها فوق بعض،ولعبت بالسفينة الأمواج،وأجهد البحار جهده،وأفرغ الرّبان حيلته،وأشرفت السفينة على الغرق،وتربص الموت من كل صوب وحدب إذ ذاك يشقّ ضياؤك هذه الظلمات والمسالك،وتحيط رأفتك بهذه الأخطار والمهالك،وتصل بحبال نجدتك المكروبين البائسين،وإذ ذاك يردد القلب واللسان:أنت أنت الله
وإذا ما اشتدَّ السّقم بمن أحاطت به عناية الأطباء،وسهر الأوفياء،ونام بين آمال المخلصين ودعوات المحبين،ثم ضعفت حيلة الطبيب،ولم ينفع وفاء الحبيب،واستحال الرجاء إلى بلاء.
إذ ذاك تتجلى مستوياً على عرش عظمتك،والنواصي خاشعة،والنفوس جازعة،والأيدي راجفة،والقلوب واجفة،لتقول:أنا قضيت،ويقول الطبيب والقريب والحبيب:لك الأمر:أنت أنت الله
وإذا ما باين الدنيا إنسانٌ وباينته ،إذ ينظر إلى المال فيلقاه فانيا،وإلى الجاه فيلقاه ذاويا،وإلى الأماني فيلقاها زائلة،وإلى الآمال فيجدها باطلة،وإلى الشهوات فيجدها خادعة كاذبة،وإلى المسرات فيجدها آفلة غاربة،إذ ذاك يستغني عن الجاه والمال،وتشل في نفسه حركة الآمال،وبين جاه يدول،وأمل يزول لا يملأ فراغ النفس إلا ذكرك:أنت أنت يا الله.
وإذا ما وقعت العين على زهرة تتفتق في الأكمام،أو تلاقت العين بعين يملؤها الحنين والابتسام،وإذا أعجب المعجبون بجمال الفجر المتنفس،وتغريد الطير المتربص، وعاود الصدرُ انشراحه،وملأ القلب ارتياحه،إذ ذاك يشرق في قلوبنا نورك الجميل فنراك:أنت أنت الله
فيما يمس النفس من مظاهر العظمة،ومظاهر السعة،ومظاهر الرحمة،ومظاهر القضاء والقدر،ومظاهر الدوام والبقاء،ومظاهر الجمال والجلال،اعتاد الناس أن يصفوك بالعظيم،والواسع الرحيم،والقادر والدائم،والجميل والجليل،وأوتار القلوب تردد:أنت أنت الله
الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله:
“اللهم إني أتوسل بك إليك وأقسم بك عليك فكما كنت دليلي إليك فكن اللهم شفيعي لديك وعاملني بالإحسان لا بالميزان وبالفضل لا بالعدل فإن حسناتي منك وسيئاتي مني فجد اللهم بما هو منك على ما هو مني”
ومن دعائه أيضاً:”اللهم إني أعلم أني عاصيك ولكني أحبُّ من يطيعك فاجعل اللهم حبي لمن أطاعك شفاعة تقبل لمن عصاك”
“اللهم إن بعض خلقك قد غرّهم حلمك واستبطئوا آخرتك فلم يتبعوا القرآن وسخروا من أهل الإيمان فأسألك الا تمهلهم حتى لا يكونوا أسوة لكفر غيرهم،اللهم إني أحمدك على كل قضائك حمد الرضا بحكمك واليقين بحكمتك”
“الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين…ربي آتِ نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها ،اللهم اغننا برحمتك عن رحمة من سواك واجعل نعمتك علينا مُذكرة بك ومعينة على طاعتك، اللهم يا رب كل خير بقدرتك على كل شيء اغفر لنا كل شيء ولا تسألنا عن شيء””
“اللهم يا حسيب وكفى بك حسيباً،اللهم يا رقيب وكفى بك رقيبا،لا يعزب عنك أصغر ذرة في السموات ولا في الأرض ولايعجزك شيء لإحاطة قدرتك فعاملنا اللهم بالفضل لا بالعدل،وبالإحسان لا بالميزان،وحسبنا من رحمتك التي وسعت كل شيء ما شكرناه من نعم ربوبيتك وما أطعناه من نعمة ألوهيتك”
“اللهم لا تجعل أنسنا إلا بك ولا حاجتنا إلا إليك ولا رغبتنا إلا في ثوابك والجنة”
“أحمدك ربي على نعمة الإيمان بك وشرف الإسلام لك وأصلي وأسلم على خاتم النبيين سيدنا محمد،سبحانك تفضلت بالتكليف والمعونة فأنت المتفضل بالتكليف والمعونة”
“اللهم أنت القوي فأعنا بقوّتك لنأخذ ما آتيتنا بقوة…بقوة الإيجاب للطاعة وقوّة السّلب عن المعصية..واجعل اللهم كلّ ما وهبتنا من طاقة أداة عمارة لوضع حضارة..حتى تكون لنا مناعة من وافدات الإلحاد وجراثيم الفساد..وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم”
“بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله…إنك الشفيع الأعلى..بعد شفاعة من تأذن بالشفاعة ممن ارتضيت..فاشفع اللهم بصفات جمالك يا غفار..عند صفات جلالك يا قهار..فإنه لا مفزع منك إلا إليك..لأنه لا إله إلا أنت..وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين”
“بسم الله والحمد لله وصلِّ اللهم على رسول الله..اللهم إنا لانخلو عن نظرك طرفة عين..فارزقنا الحياء من معصيتك،وعلّمنا أنَّ لنا رزقاً لا يتجاوزنا وقد ضمنته لنا،فقّنعنا به واحفظنا من التلصّص له،وعلّمنا أنّ علينا ديناً لا يؤديه عنّا غيرنا،فاجعلنا في شغل به،وعلّمنا أنَّ لنا أجلاً يبادرنا بغتة،فأعنا ربنا بطاعتك،ولا تتخلى عنا بمعونتك..وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين”
“اللهم أنت الجامع المانع ومنعت بسبحانيتك أن يشبهك أي مثال وجمعت لكل خلقك كل خير ومنعت من أطاعك من تسلل أي شر،فخصنا اللهم بجامعيتك وخصنا اللهم بمانعيتك”
“اللهم إن في سترك لعيوبنا وفي أمر عبادك بالستر علينا إشارة بالمغفرة،فما كنت لتستر في دار الفناء لتفضح في دار البقاء وحتى لا نزهد في حسنات من نعرف له سيئه وحسبنا جزاء في ستر عيوب سوانا أن تستر عيون غيرنا عن عيوبنا”
“اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها،اللهم يا مصوّب خطأ الدعاء بالأتجيب وبذلك تحمي من الضر من يدعو بالشرّ دعائه بالخير،سبحانك ولا تقال إلا لك،حذرتنا ألا نحكم فيما لا نعلم حتى لا نحكم الأهواء في تزيين ما نشاء وحسبنا من قولك عسى ان تحبوا وعسى أن تكرهوا ما أيده الواقع من شر فيما نحب ومن خير فيما نكره”
“الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريكاً في الملك،وكبره تكبيرا،اللهم إني أصبحت أشهدك واشهد حملة عرشك ورسلك إنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمداً عبدك ورسولك بلّغ الرسالة وأدى ألامانة ونصح الأمّة وكشف الغمّة فأته الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة التي وعدته إنك لا تخلف الميعاد،اللهم مالك كل من ملك ولذلك تؤتيه من تشاء وتنزعه ممن تشاء ولك من عالم الملك ما لا يملك ولك من عالم الملكوت ما لا تطلع عليه إلا عباد الرحموت.
“الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم،ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،أعلم أن الله على كل شيءٍ قدير وأن الله قد أحاط بكل شيءٍ علما،اللهم إني أعوذ بك من شرِّ نفسي ومن شرِّ كلِّ دابة أنت آخذ بناصيتها،إن ربي على صراط مستقيم،اللهم إنا ندعوك ضراعة نداء،وذلّ احتماء،لأن لا نعلو بما تشاء على ما نشاء”.
“اللهم يا ربّ كما شرّفتنا بالإيمان بك،وكرّمتنا في أركان الإسلام بالصيام لك أعنا على طاعتك فيه،واجعل اللهم صفاء أرواحنا في استقباله وسيلة للإجابة في كل ما نسأل مما علّمتنا أن ندعوك به في كتابك الكريم”
الشيخ الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله:
إلهي !
مازلت تغمرنا بوابل النعم حتى لا نستطيع إحصاءها،وما زلت تسبغ علينا آيات الرضى حتى عجزنا عن أداء الشكر عليها،وما زلت تستر من سيئاتنا ما لانملك معه إلا الطمع بغفران لها،وما زلت تمدّنا بوسائل العون حتى لا نرى لأنفسنا أهلاً لاستحقاقها.
ملأت قلوب المذنبين طمعاً برحمتك.
وملأت قلوب العابدين أملاً بجنتك
وملأت قلوب العارفين رجاء بدوام تجلياتك
وملأت قلوب المحبين رغبة في دوام أعطياتك.
العطاء عطاؤك،والمنّة منّتك،والرضى رضاك ،والوصال وصالك،والجمال جمالك ،والجلال جلالك،والسعادة جنتك،والشقاء نارك،والفناء لخلقك،والبقاء لذاتك،وكل ما عداك فهالك.
كل فضل لغيرك قيد،وكل عطاء من سواك رقّ،وكل عفو غير عفوك مهانة،وكل حلم غير حلمك مذلة،وكل التفات لغير وجهك شرك،وكل تقرّب من غير ذاتك بعد،وكل لذة غير عبادتك مرارة،وكل شهوة غير الرضا عنك منك حرمان.
تباركت يارب!
كيف يجحدون وأنوارك تعشي أبصارهم؟
وكيف لا يعبدون وجلالك يملأ بصائرهم؟
وكيف يبتعدون عنك ونعمك تجذبهم إليك؟
وكيف لا يهابونك وعظمتك تجبرهم على الترامي عليك؟
وكيف لا يخافونك وآيات عذابك قريبة منهم؟
وكيف لا يحبونك وكل ذرة من ذرات وجودهم من بعض فيضك؟
وكيف يدهشهم جمال من خلقت بيديك،ولا يدهشهم جمالك؟
وأنت الذي صنعت جمالهم على عينيك؟
يا مفيض النعم حتى على الجاحدين
ويا واهب الكرم حتى للمنكرين
ويا واسع الحلم حتى على المتكبرين
ويا عظيم الرحمة حتى للمعاندين
تعطف على من عبدوك حتى هجروا فيك الجاحدين
وتَحنّن على من أحبوك حتى كرهوا بك المعاندين
ولولاك ما عبدوك،ولا أحبوك،ولا اهتدوا إليك،ولا تعرفوا عليك
فكيف تتخلى عنهم وقد سلكت بهم الطريق إليك
وكيف لا ترحمهم ورحمتك هي التي جعلتهم أسارى بين يديك
حاشا لكرمك أن تفعل بهم ذلك
وهم على الوفاء مقيمون،وللجلال خاشعون،وبالعبودية معترفون،وبالهيبة مأخوذون،وبالجمال مفتونون،وبالحب مدلهون
سبحانك! سبحانك! سبحانك!
أنت القائل:{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}[البقرة 186]
نشهدك أنا لك مستجيبون،وبك مؤمنون ،فاسلكنا مع المهتدين،واجعلنا مع الراشدين،واكتبنا مع المقربين{سُبحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزّةِ عَمّا يصفون*وسلامٌ على المُرسلين* والحمدُ لله ربِّ العالمين}[الصافات 180 182]
والحمد لله رب العالمين
وقال الشيخ السباعي أيضاً:
يا عظيم الجود
إن الجواد من أبناء الدنيا إذا اشتهر جوده،تطلعت إليه أنظار الطامعين،ورحلت إليه ركاب الطالبين،وتعلقت به آمال المحتاجين فلا يرد سائلاً،ولا يُخيب آملاً.
ونحن كما تعلم فقراً وحاجة وشدّة ومحنة،وفقرنا لا يدفعه إلا جودك،وحاجاتنا لا يكفيها إلا كرمك،وشدّتنا لا يزيلها إلا لطفك،ومحنتنا لا يكشفها إلا عطفك.
وقد أكدت لنا في كتابك أن نسمات رحمتك تحيي ما كاد يجف من آمالنا.
وبشائر مغفرتك تستر ماعظم من سيء أعمالنا
وسريع يسرك يغلب ما تفاقم من عسرنا
وعظيم لطفك يمحو ما اشتدَّ من آلامنا
فتداركنا بما يضمد جراحنا
ويقوي عزائمنا
ويوفقنا للسير في الطريق الذي اخترته لنا
ولا تحرمنا من عمل ننوي القيام به لخالص وجهك
ومحض مرضاتك
ولا تحجب عنا من لطائف رحمتك ما تنعش به آمال المنتمين إليك
المستجيرين بك
الداعين لك
إنك رؤوف رحيم
وقال الشيخ السباعي أيضاً رحمه الله:
إلهي! وعزّتك ما عصيناك اجتراءً على مقامك،ولا استحلالاً لحرامك،ولكن غلبتنا أنفسنا وطمعنا في واسع غفرانك،فلئن طاردنا شبح المعصية لنلوذنَّ بعظيم جنابك،ولئن استحكمت حولنا حلقات الإثم لنفكنّها بصادق وعدك في كتابك،ولئن أغرى الشيطان نفوسنا باللذة حين عصيانك،فليغرينّ الإيمان قلوبنا بما للتائبين من فسيح جنانك،ولئن انتصر الشيطان علينا لحظات،فلنستنصرنّ بك الدهر كله،ولئن كذب الشيطان في إغوائه ليصدق الله في رجائه.
ومن مناجاته أيضاً(هكذا علمتني الحياة):
ـ يارب! إنك تعلم أن لدعوتك جنوداً كالملائكة طهراً وكالصديقين إيماناً،وكالأسود شجاعة،وكالماء عذوبة،وكالشمس ضياء،وكالهواء صفاء،قد جمعتهم يدك على الهدى،ولملمتهم دعوتك على بعد المدى،يحاربون من هم أكثر منهم عدداً،وأقوى سلطاناً،وأعزّ جنداً وأقوى فتنة،وأشدّ إغراء،ولكنهم لا يستكثرون بالعدد،ولا يتقوون بالسلطان،ولا يعتزون بالجند،ولا يعبؤون بالفتنة،ولا يتأثرون بالإغراء،قوتهم بعبادتك،وعزّتهم بجبروتك،وسلاحهم من شريعتك،وفتنتهم بجنتك،وغرامهم بوصالك،وهيامهم بجمالك،هجروا في سبيل الله المضاجع،وفارقوا من أجلك الأوطان،وتحمّلوا لمرضاتك العذاب والآلام،وحرموا للجهاد فيك قرب الأهل والولد،ولذيذ العيش وطيب المقام،فَصُنهم يارب من بطش الظالمين،وأبعد عنهم خبث المستغلين،ودسائس المفسدين،وقيادة الجبناء والمغرورين والمراوغين،ولا تجعل لذوي العقد النفسية عليهم سبيلاً،ولا لأصحاب العقول الآسنة المتحجرة عليهم نفوذاً،ووسع مداركهم ليفهموا مرامي الشريعة ومقاصدها الاجتماعية النبيلة،مع دراستهم لمشكلات مجتمعهم دراسة عميقة تصل إلى معرفة أسبابها وعلاجها،واجعلهم ألسنة الشعب الناطقة بالصدق،المطالبة بحقوقه،المدافعة عن قضاياه،بروح الهداة المرشدين والأطباء الناصحين،حتى يرى فيهم الشعب أكرم من حمل لواء الإصلاح،وأصدق من خدم قضايا الجماهير،وأوعى من عالج مشكلات المجتمعات،لا يجاملون فئة على حساب فئة،ولالا ينحازون إلى جماعة دون جماعة،لا كما يفعل بعض المدعين للعلم،المتصدين للتكلم باسم الإسلام وهم يدافعون عن فئة من حقها أن تحفظ حقوقها وليس من حقها أن تقر على مطامعها واستئثارها،ولكنهم يهملون حقوق الجماهير،وما جاءت الشريعة إلا لرفع مستواها ورد كرامتها إليها،ولا يرفعون أصواتهم بالدفاع عن حقوقها المهضومة،ولا يقض مضاجعهم حياتهم البائسة الكئيبة.
واجعلهم برحمتك دعاة ثورة بناءة هدّامة،تهدم ما في المجتمع من مظاهر التخلف والجهل والظلم،وتبني أقوى مجتمع متماسك متحاب لا تحقد فئة منه على فئة ولا تعتدي قلة منه على حقوق الكثرة الغالبة.
اجعلهم دعاة ثورة كثورة نبيهم وصحابته حين حملوا إلى العالم مبادىء الحق والخير والسلام،فاضطروا إلى أن يزيحوا من طريق الشعوب أعداءها المتسلطين الذين لا تهمهم إلا مصالحهم،ولا تحركهم إلا شهواتهم،اللهم اجعل محمداً صلى الله عليه وسلم مربيهم في الآخرين،كما جعلته مربي اسلافهم في الأولين،وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
وقال الشيخ السباعي أيضاً:
وصالك نعيم،وعذابك عتاب،وعقابك عدل،وعطاؤك تفضل،ومنعك تأديب،وكل خير فمنك،والشر منك لا ينسب إليك،والقليل منك كثير،والطل من فيضك غدير،وأي مكان في كونك العظيم لا يملؤه الجلال؟وأي شيء من صنعك البديع لا يكسوه الجمال؟وأي أمر مما يسرّنا ليس إليك فضله؟وأي أمر مما يسؤونا ليس علينا وزره؟تباركت يا ذا العظمة والعلم والحكمة! كيف لا نعبدك وقد سجدت لك الأرض والسماوات؟وكيف لا نحمدك وقد غمرتنا من جودك البركات؟وكيف لا نحبك وقد توالت علينا من عطائك الرحمات؟وكيف لانخشاك وعذابك في لمح البصر يجعل الديار خرابا! وكيف لا نرجوك ورحمتك تُحيي الأرض بعد أن كانت مواتا؟وتجعل الماء الأجاج عذباً فراتا؟وكيف لا ندعو إليك وأنت تدعو إلى دار السلام؟وكيف لا نثني عليك وأنت الذي بدّدت بنورك سحب الظلام والأوهام؟فاهدنا بفضلك صراطك المستقيم،واجعلنا مع الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
وقال الشيخ السباعي أيضاً:
إلهي! جلت رحمتك عن أن تترك المحزونين صرعى آلامهم حتى يدركهم اليأس،وجلت قدرتك عن أن تدع المصابين أسارى محنتهم حتى يدركهم الفناء،وجلت حكمتك ‘ن أن تبتلي الطائعين بما يعجزهم عن طاعتك،وتمد الفاجرين بما يغريهم بعصيانك،إلا أن تكون ادخرت للعاجزين خيراً من ثواب طاعتهم،واستدرجت الفاجرين بما يضاعف عقوبتك لهم على قبيح عصيانهم،وجلت عدالتك عن أن تعاقب المقصرين النادمين على تقصيرهم،وتترك الغاوين السادرين في غوايتهم،وجلت صمديتك عن أن لايجد في حماك المستغيثون ملاذاً مهما عظمت جريرتهم،وجلت وحدانيتك عن أن تلجيء الحيارى إلى غير بابك،أو أن تسقي السكارى غير شرابك،أو أن ترد القاصدين إليك عن شرف الوصول إلى قدس أعتابك،يا من أمد الحمل في ظلمات الرحم بما تتم به حياته،وأمتع الرضيع ببصره وسمعه وعقله بعد أن كان لا يملك منها شيئاً،يا من أبدع السماوات والأرض،وسخر ما فيهما للإنسان،وكل شيء عنده بمقدار،يا من وسعت رحمته كل شيء،أبسط يد الرحمة لعبادك الذين سدت في وجوههم أبواب الخلاص إلا أن يكون عن طريقك،وأسبغ على نفوسهم برد الرضى بقضائك،والصبر على بلائك،وأمدهم بالعون على ما هم فيه،حتى يخلصوا إليك راضين عنك راضياً عنهم،وعوضهم خيراً مما أخذت منهم،وأنزلهم داراً خيراً من دارهم،وآنسهم بجوار خير من جوارهم،وأحباب خير من أحبابهم،وأخلفهم فيمن خلفوا من فلذات أكبادهم،إنك نعم الخليفة في الأهل والولد،وأنت نعم المولى ونعم النصير.
ومن دعائه رحمه الله:
اللهم! إنا نسألك السداد في القول،كما نسألك الاستقامة في العمل،ونسألك الرضى منك،كما طلبت منا الرضا منك،ونسألك سلامة القلب وإن مرض الجسم،وصحة الروح وإن اعتلّت الجوارح،ونشاط النفس وإن عجزت الأعضاء،ونسألك استقامةً نسلكُ بها سبيل الجنة،وهداية نقرع بها أبوابها،وتوفيقاً يسلكنا مع أصحابها،وكرامة تجعلنا مع الذين يحتلون أرفع جنباتها مع نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وسائر النبيين والصديقين والشهداء والصالحين،وحسن أولئك رفيقا.
ومن مناجاته ايضاً:
يا حبيبي!وحقك لولا يقيني بحبك لعتبت عليك،ولولا علمي برحمتك لشكوتك إليك،ولولا ثقتي بعدلك لاستعديتك عليك،ولولا رؤيتي نعمك لأستبطأت كريم إحسانك،ولكني ألجمت الشك باليقين،والتسخط بالرضى،والتبرم بالصبر،فلك مني يا حبيبي رضا قلبي وإن شكا لساني،وهدوء نفسي وإن بكت عيوني،وإشراق روحي وإن تجهم وجهي،وأمل يقيني وإن يئس جسمي،فلا تؤاخذني بصنيع ما يفنى مني،ولك مما أعود به إليك،ماتحب.
ومن مناجاته أيضاً:
يا حبيبي! ها أنا بعد خمس سنين لم ينفعني علم الأطباء،ولا أفادتني حكمة الحكماء،ولا أجداني عطف الأصدقاء،ولا آذتني شماتة الأعداء،وإنما الذي يفيدني بعد اشتداد المحنة،كسوة الرضا منك،وينفعني بعد القعود عنك،حسن القدوم عليك،ويخفف عني،جميل الرعاية لمن زرعتهم بيدك،وعجزت بمحنتي عن متابعة العناية بهم،ومن مثلك يا حبيبي في صدق الوفاء وجميل الرعاية،وحسن الخلافة؟فإن قضيت فيَّ أمرك ـ وهو نافذ فيّ لا محالة ـ فهم وأرضهم الطيبة أمانة عندك،يا من لا تضيع عنده الأمانات،ولا يخيب فيه الرجاء،ولا يلتمس من غيره الرحمة والإحسان.
ومن مناجاته أيضاً:
ضلّت في معرفة ذاتك العقول،وتاهت في بدائع صنعك الأفكار،وتعددت في البحث عنك السبل،وكلُّ يريد الوصول إليك حتى الذين يجحدونك ،وما كلُّم بالواصلين إلا من أنرت قلوبهم بنور معرفتك،وشرحت صدورهم بنفحات عنايتك،وكتبت لهم النجاة بقديم قدرك،وشرّفتهم بالانتساب إليك لعلمك باستحقاقهم لذلك،فمن يهدي من أضللته؟ومن يُضلل من هديته؟والكل منك وإليك،والأمر موقوف عليك،فاجعلنا برحمتك من المهتدين.واكتبنا بكرمك مع الواصلين،ولا تخزنا يوم الدين،ولا تجعلنا من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا،وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
ومن مناجاته أيضاً:
إلهي! لو حاسبتنا على خطرات النفوس،لحشرتنا مع الأشرار،ولو حاسبتنا على تقصيرنا في حقّك،لحشرتنا مع أهل النار،ولو حاسبتنا على نسياننا لآلائك،لما أمددتنا بجزيل نعمائك،ولو حاسبتنا على تبرّمنا بقضائك،لما حشرتنا مع المؤمنين،ولو حاسبتنا على استبطاء رزقك،لما كنا من المتوكلين،ولو وكلتنا إلى نفوسنا،لكنا من الهالكين؟
ومن مناجاته أيضاً:
إلهي! جلّت ذاتك عن أن تدركها أبصارنا،وجلّت أفعالك عن أن تدرك تمام حكمتها أفهامنا،وجلّت ألوهيتك عن أن تقوم بحقّها عبادتنا،وجلّت نعمتك عن أن تؤدي شكرها جوارحنا،وجلّت عظمتك عن أن تخشع لها حقّ الخشوع قلوبنا،وجلّت رحمتك عن أن نستوجبها بقليل أعمالنا،نعوذ بك منك،ونفرُّ منك إليك،لانحصي ثناءً عليك كما أثنيت على نفسك.
ويقول أيضاً رحمه الله :
أقنع دعاء قول الله تعالى:{رَبّنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقِنا عذابَ النَار} [البقرة 201]،وأجمع دعاء دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:“اللَّهُمَّ إني أسألك من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم،وأعوذ بك من الشرِّ كله ما علمت منه وما لم أعلم”،وأروع دعاء،دعاء النبي صلى الله عليه وسلم :“اللَّهُمَّ بعلمك الغيب،وقدرتك على الخلق،أحييني ما علمت الحياة خيراً لي،وتوّفني إذا علمت الوفاة خيراً لي،اسألك خشيتك في الغيب والشهادة،وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضى،وأسألك القصد في الفقر والغنى،وأسالك نعيماً لا ينفد،وأسألك قرّة عين لا تنقطع،وأسالك الرضى بعد القضاء،وأسألك برد العيش بعد الموت،وأسألك لذة النظر إلى وجهك،وأسألك الشوق إلى لقائك،في غيرِ ضرّاء ولا مضرّة،ولا فتنة مضلّة،اللهم زيّنا بزينة الإيمان،واجعلنا هداة مهديين”.
ومن مناجاته:
يارب! خلقتنا فنسيناك،ورزقتنا فكفرناك،وابتليتنا لنذكرك فشكوناك، ونسأت لنا في الأجل فلم نبادر إلى العمل،ويسّرت لنا سبيل الخير فلم نستكثر منه،وشوّقتنا إلى الجنة فلم نطرق أبوابها،وخوّفتنا من النار فاقتحمنا دروبها،فإن تعذبنا بنارك فهذا ما نستحقه وما نحن بمظلومين،وإن تدخلنا جنتك فذاك ما أنت أهله وما كنا له عاملين.
ومن مناجاته:
يا حبيبي! أنا لم أرِق لهجرك الدمع،ولا جافيت لعتبك المضجع،ولا تركت من أجلك لذيذ الطعام والشراب،ولكن أمضّني الهَمُّ فيك حتى أمرضني،وأرهقني السعي إليك حتى أقعدني،فهل شافعي القيام بهذا عن التقصير في ذاك؟وهل أنت مسعفي بلذيذ وصالك،بعد طول صدودك؟أم أنك لا ترضى من محبيك،إلا أن يتحققوا بكل خصائص العبودية،وأن ينسوا أنفسهم حتى لا يروا غير آلائك، ولا تبهر أبصارهم سوى أنوارك؟وأنّى لي هذا إلا بعونك ورحمتك؟.
ومن مناجاته:
إلهي ! دعوتنا إلى الإيمان فآمنا،ودعوتنا إلى العمل فعملنا،ووعدتنا النصر فصدّقنا،فإن لم تنصرنا لم يكن ذلك إلا من ضعفٍ في أيماننا،أو تقصير في أعمالنا،ولأن نكون قصّرنا في العمل، أقرب إلى أن نكون ضَعفنا في الإيمان،فو عزّتك ما زادتنا النكبات إلا إيماناً بك ،ولا الأيام إلا معرفة لك،فأما العمل فأنت أكرم من أن تردّه لنقصٍ وأنت الجواد،أو لشبهة وأنت الحليم ،أو لخللٍ وأنت الغفور الرحيم”.
ومن مناجاته أيضاً:
“يارب إذا كان في أنبيائك أولو العزم وغير أولي العزم وجميعهم أحباؤك،أفلا يكون في عبادك أولو الصبر وغير أولي الصبر وجميعهم عتقاؤك؟”.
ومن مناجاته “مع الحجيج في عرفات”:
إلهي! إن حجيجك واقفون الآن بين يديك شُعثاً غُبراً،شبه عراة،يمدون إليك أيديهم بالدعاء،ويملأون منك قلوبهم بالرجاء.وحاشا لكرمك أن تردّهم وتردَّ من كان بقلبه وروحه معهم ،فأفض علينا من رحماتك.وأمددنا بسبب إلى سماواتك،وطهِّر قلوبنا من نزعات الشر،واملأ نفوسنا برغبات الخير،وأعنا على طاعتك،وكرّهنا بمعصيتك،وارزقنا الصبر على مُرِّ بلائك ،والشكر على حلاوة قضائك ،ولا تمتحنّا بما لا نستطيع،ولا ترهقنا من أمرنا عسرا،واجعل ما نكرهه من الأذى سبيلاً إلى ما تحبّه من الطاعة،وما نرغبه من المعافاة وسيلة إلى ما تطلبه من العمل، ولا تحرمنا من لذّة مناجاتك،ولا رقّة الانكسار إلى عظيم ذاتك واجعلنا من أصفيائك،واحشرنا في زمرة أوليائك،ولا تكتب علينا ظلم أحد من عبادك،ولا انتقاص واحد من مخلوقاتك،وأكرمنا عن مهانة العصيان،ومذلة الحرمان،وجبروت الطغيان ،والتبرم بالقضاء،والشكوى من البلاء،وفقدان النعمة مع فوات الثواب،وسعة الرزق مع كثير العقاب،وصُنّا عن ذل الحاجة إلا إليك،وعجز التوكل إلا عليك،ورهبة الخوف إلا منك،وخداع الأمن إلا بك ،وضراعة الرجاء إلا لك ،وخضوع العبودية إلا لربوبيتك،وهوان الذل إلا لكبريائك،واغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ،وتذكّرونا بالدعاء،وخفّفوا عنا وقع البلاء،بجميل العزاء،ربنا إنك رؤوف رحيم.
الأستاذ عصام العطار:
اللَّهُمَّ إنَّ المسلمينَ في كَرْبٍ عظيم ،وغَمٍّ عظيم،فَنَجِّهم من الكرب العظيم والغَمِّ العظيم.
مَسَّهمُ الضُّرُّ فاكشف مابهم من ضُرٍّ يا أرحمَ الراحمين.
اللَّهُمَّ اجعل لهم مما هم فيه مخرجاً،واجعل لهم من أمرهم يُسرا.
اللَّهُمَّ ألهِمهم رُشْدَهُم ،وأعذهم من شرِّ انفسهم،وشرِّ أعدائهم.
اللَّهُمَّ جَدِّدِ الإيمانَ في قلوبهم،وجَدِّد لهم أمر دينهم،واجعل هواهم تَبَعاً لما جاء به رسولك صلى الله عليه وسلم.
اللَّهُمَّ أبدِلهم بحيرتهم يقيناً
وبضياعهم هُدىً
وبتردُّدهم عَزماً
وبجهلهم علماً
وبغفلتهم يقظةً ووعياً
وبعجزهم قوَّةً وقُدرةً
وبكسلهم نشاطاً وعملاً
وبيأسهم وإحباطهم رجاءً وثقةً
وباستسلامهم وذُلّهم إباءً وعِزّةً
وبسلبيتهم ونُكوصهم إيجابيةً وتقدّماً
وبتخلُّفهم وقصورهم لَحاقاً وسَبقاً
وباستهتارهم ولا مبالاتهم شُعوراً مؤَرّقاً بالتبعةِ والمسؤولية في الدنيا والآخرة
اللَّهُمَ أبدِلهم بتناكرِهم تعارفاً
وبتنافرهم تآلفاً
وبتعاديهم أُخُوّةً
وبتباغضهم مَحبةً
وبتخاذلهم تناصراً،وتعاوناً،في كلِّ وقت ،وفي كلِّ مكان وميدان.
اللَّهُمَّ اجعلهم كالبنيان يشدُّ بعضهُ بعضاً،وكالجسد إذا اشتكى منه عُضْوٌ تداعى له سائرُ الجسدِ بالسّهرِ والحُمّى،واجعلهم أذِلةً على المؤمنين ،أعِزّةً على الكافرين،رُحماءُ بينهم،ولا تجعل بأسَهم فيما بينهم،ولا تُهلكهم بما فعل السُّفهاءُ منهم.
اللَّهُمَّ اجمع كلمتهم على إحقاق الحقِّ وإقامةِ العدل ومناهضة الظلم،والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،والتحرُّرِ من كلِّ سلطانٍ أجنبي:مادّي أو معنوي،وإشاعةِ التراحُمِ والتسامحِ والخير في بلادهم وفي سائر الدنيا.
اللَّهُمَّ وفّقهم لتبليغ دعوتك،ونُصرةِ شريعتك،وإعلاءِ كلمتك،وإقامة الحياة الإسلامية والحكم الإسلامي،وخدمةِ الإنسانية والإنسان بالإسلام،وهدايةِ الناس بك إليك،وإلى صِراطكَ المستقيم،وإلى سعادة الدنيا والآخرة.
ومن أدعية الأستاذ العطار:
يا ربّنا يا ربّنا يا ربّنا
أنت أعلمُ بأنفسنا وحالنا وواقعنا
أنتَ أعلمُ بفواجعنا ومواجعنا ومصائبنا
أنت وحدكَ القادرُ على غوثنا وعوننا
اللهم أنِرْ أبصارنا وبصائرنا،وسدِّد خطانا.
وقوِّنا وانصرنا على أنفسنا وأعدائنا
اللهم نجّنا من الظُّلم والطغيان،والروس والأمريكان،وما نراه ولا نراه من الفِخاخ والمخاطر والمهالك
الهم اجعل لنا من أمرنا فرجاً ومخرجا.
إنك على كلِّ شيءٍ قدير.
ومن أدعيته أيضاً:
اللهم لا ملجأ لنا سواك
ولا حامي لنا سواك
ولا مُعينَ لنا سِواك
ولا مُنصفَ لنا سِواك
اللهم اجعل لنا من أمرنا فَرجاً ومخرجاً
مالنا غيرك مالنا غيرك يا الله
ومن أدعيته أيضاً:
اللهم هَبْ لنا إيماناً يُصَغِّرُ عندنا الدنيا
ويقيناً يُبَدِّدُ أمامنا الشكوك
وبصيرةً تُنيرُ لنا الطريق
وحِكمةً تُجَنّبنا العثرات
وإرادةً تُذَلِّلُ لنا العقبات
وعزيمةً تُقَرِّبُ إلينا البعيد
ونصراً مؤزّراً على الأنفسِ والأعداء
وجنّةً عرضُها السماوات والأرض يوم نلقاك
ورضوانك الذي وعدت بفضلك
ورحمتك يا أرحمَ الراحمين
ومن أدعيته أيضاً:
اللهم لقد غدرَ بنا الغادرون
ومكرَ بنا الماكرون
وأضلّنا المُضلّلون والمضلَلون
وتآمرت علينا قوى الباطل والشرِّ والطغيان من أنحاء الدنيا
اللهم أرِنا الحقَّ حقاً وارزقنا اتّباعه
وأرِنا الباطلَ باطلاً وارزقنا اجتنابه
اللهم أنِر أبصارنا وبصائرنا ودروبنا
اللهم سدِّد قلوبنا وعُقولنا ورؤيتنا وخُطانا
اللهم اجعل لنا مما نحن فيه فرجاً ومخرجاً
إنك على كلِّ شيءٍ قدير
أغثنا يا ربَّ العالمين
أغثنا يا أرحمَ الراحمين
أغثنا ياحيّ يا قيّوم
أغثنا برحمتك نستغيث
ومن أدعيته:
اللهم لقد عمَّ في عالمنا الظلم
اللهم لقد غابَ في عالمنا العدل
اللهم لقد فجرَ في عالمنا القويّ
اللهم لقد سُحق في عالمنا الضعيف
وانتشر اليأسُ إلا من رحمتك
وانحسر الاملُ إلا في معونتك
يا كاشفَ البلاء
يا ملجأ الضعفاء
يا مضعقِدَ الرجاء
يا مُجيب الدعاء
أدركنا برحمتك وعونك
وقال:
اللهم لقد بَليَ الإيمانُ في قلوبنا فَجَدِّد في قلوبنا الإيمان
وانطفأت شعلةُ الرّجاء في صدورنا فأوقِد لنا شعلة الرجاء
وماتت ثقتنا بأنفسنا فاحيِّ الثقة في النفوس
وتاهت عقولُنا وأفكارُنا وخُطانا،فاهدها سواءَ السبيل
وضَعُفت قُوانا وعزائمنا ووسائلنا عن واجباتنا،وتحدّيات عالمنا وعصرنا…فأمددنا بقوةٍ من عندك..
فلا حول ولا قوّة إلا بك ياربَّ العالمين
وقال عند قدوم شهر الصيام:
ياربِّ قد أظلمت قلوبُنا وآفاقُنا،وضلّت عقولُنا وخطواتنا،وظهرت عيوبُنا وأهواؤنا،واستهانَ بنا أعداؤنا وأصدقاؤنا،وأحاطت بنا نُذُر الشّرِ والهلاك من كلِّ مكان.
اللهم أنقِذنا في شهر رمضانَ من أنفسنا وأعدائنا،وكلِّ ما يُهدِّدنا،مما نبصر ولا نبصر،ونعلم ولا نعلم.
اللهم رُدّنا إليك في شهر رمضان المبارك رَداً جميلاً.
اللهم نوِّر فيه قلوبنا وآفاقنا،وسدِّد فيه عقولُنا ومسارنا،وطهِّرنا فيه من الذنوب والعيبوب والآثام،وانصرنا فيه على أنفسنا وعلى الأعداء.واجعل لنا ممّا أصابنا من الشدّة والبلاء فرجاً ومخرجاً.
إنك على كلِّ شيءٍ قدير.
وقال:
اللهم إننا مُقبلون عليكَ في هذا الشّهرِ:شهرِ رمضانَ المبارك،بقلوبنا وذنوبنا،بقصورنا وندمنا،برجائنا وخوفنا.
اللهم افتح لنا فيهِ أبوابَ رحمتك،وأسدِل علينا أستارَ مغفرتك،ووفقنا لطاعتك وأداء حقّك.
يا غافر الذنب. يا قابلَ التَّوب. يامُجيبَ من دعاه،يالله ياذا الجلال والإكرام.يا ذا الجلال والإكرام.ياذا الجلالِ والإكرام.
يا أرحمَ الراحمين.يا أرحم الراحمين.يا أرحمَ الراحمين.
يا حيُّ يا قيّوم برحمتكَ نستغيث. لا إله إلا أنت،سبحانك إنّا كنّا من الظالمين”.
من أدعية الأستاذ الدكتور محمد لطفي الصباغ رحمه الله:
إن الواقع المرَّ الذي يتعرض له المسلمون في هذه الأيام ليدعونا أن نلجأ إلى الله،وندعوه أن يكفَّ بأس الذين كفروا عنّا.
“اللهم عليك بهؤلاء الأعداء،فإنهم لا يُعجزونك، اللهم إنا نجعلك في نحورهم،ونعوذ بك من شرورهم”
“اللهم فرِّق جمعَ هؤلاء المعتدين .اللهم اجعل الدائرة تدورُ عليهم”
“اللهم أرِنا فيهم عجائبَ قُدرتك،يا ربَّ العالمين،يا أرحمَ الراحمين”
“الهم اجعل تدميرهم في خططهم وفي تدبيرهم،إنّك على كلِّ شيءٍ قدير”
“اللهم إنّا ضعفاء فقوِّنا،اللهم إنا مظلومون فأنصفنا وانصرنا،اللهم ثبت أقدامنا،وثبت قلوبنا على دينك،وانصرنا على القوم الظالمين”.
الدكتور عبد الوهاب عزام رحمه الله:
رحماك يارب للفقير الكادح يقض عليه مضجعه ألم يومه،ووساوس غده وتسلمه هموم النهار إلى المرقد،فإذا هو شقي في مرقده،يثير اشجانه مرأى أطفاله في ألوان من الفاقة،يضاحكهم وقلبه باكٍ،ويبش إليهم وفؤاده شاكٍ.
رحماك يارب للأغنياء البخلاء،بين تخمة أمعائهم،وشره أيديهم وأفواههم،وفظاظة قلوبهم،وغفلة نفوسهم،حين يتقلبون في النعيم مترفين فكهين،ضاحكين مستهزئين،لا يبالون ما على الأرض من بؤس،وما بين الجدران من آلام. ربِّ رحماك لهم فإنهم وجدوا كل شيء وفقدوا أنفسهم.
ربّ والعابد الصاف في جوف الليل،هجر الناس ولجأ إليك،ونفر منهم وأنس بك،أنزِل عليه السكينة والطمأنينة،وأضِيء له السبيل إلى جنابك المقدس،ومهِّد له الطريق إلى حرمك الأمين.
ربِّ والعاصون الغارقون في آثامهم،الجائرون في ضلالهم،وكل ذي ذنب طبعت به نفسه،ودنس به قلبه،وعمي به بصره.ربِّ هم أحوج الناس إلى رحمتك،وأولاهم بهدايتك،أنقِذهم من ورطاتهم،ونقِّهم من أرجاسهم،هم أطفالك العرمة،وعبادك الغافلون،وعبيدك الآبقون،وأنت أنت ولي إرشادهم،والقادر على إسعادهم.
ربِّ والمرضى تبرح بهم الآلام،وتبريهم الأسقام،أدركهم برحمتك الواسعة،وأغثهم برعايتك،إنك أنت الرحيم.
ثم المحزونون على حبيب مفقود،أو قريب مفتقد،تتقطع قلوبهم زفرات،وتذهب أنفسهم حسرات،بين الماضي وذكرياته الفاجعات،والمستقبل وآماله الضائعات.
وكل ذي غمّ يضطرب في بحر من الآلام والأحلام،وخيالات من الموت والحياة،تذهب زفراتهم مع الرياح،ودموعهم مع الأنهار،وتدور بهم الهموم،فنومهم سهاد،ويقظتهم رقاد.قد انبهمت عليهم أمورهم بين اليأس والأمل،والظن واليقين،كالغريق يغشاه موج من فوقه موج.ربِّ فاهدهم إلى ساحل النجاة،وأطلع عليهم نجمك الهادي في الظلمات ،وأرسل عليهم روحاً من رحمتك،ومد عليهم ظلاً من عنايتك.
ربِّ والشريف الذي تقهقرت به الأيام،وكلب عليه الزمان،تدفعه الحاجة،وتمنعه العزّة،وتَدُعُّه الفاقة،وتُمسكه الأنفة،فهو غني النفس فقير اليد،كلما نسج على نفسه ستراً من التعفف والتجمل مزّقته يد الزمان العاتية،وكلما تجلد أنحى الدهر على تجلده،يثور في قلبه الذل والكبرياء،والعز والهون،فهو بين طموح نفسه وهوى الحادثات به أشقى الأشقياء،معذب الياس والرجاء.
ربِّ والراكبون البحر على غواربه الجائشة،وثبجه الهائل،ولجّه الذي يلقى كل عين بهولها،وكل نفس بصورة حتفها،فإذا أظلم اليم طغى الماء،وصرخت فيهم الريح الهوجاء،ففي رحمتك نور الظلماء،وسكينة الماء،وهدوء العاصفة الهوجاء.
وسالك البيداء ضلّت به الطريق،وانبهم عليه المذهب،لا يدري أيقف على قبره،أم يسير إلى قبر أمامه؟فإذا الصحراء كلها قبر واسع،يهرع إلى الشراب من خُدع السراب،ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت.انصبْ له في البيداء منارك،وابعث له من هدايتك دليلك.
ربِّ حتى النبت الذابل،والشجر المصوح،والأرض الماحلة،أسبِل عليها غيثك،وأنزِل إليها الحيا بفضلك.
اللهم قلوب ملؤها الرجاء،ونفس تحن إلى الورد وهي ظماء،,أيد مبسوطة إليك وهي من الثقة ملاء،,وأعين ناظرة إليك وأنت لها ضياء،فلا تردها خائبة،ولا تزدها حسرة على حسرة.ربِّ كيف يُحرم شجرك الذي غرست،وزرعك الذي زرعت،من غيثك المدرار،وشمسك الساطعة؟ومن يصد دنس الخلائق أن يرد نهرك فيطهر،ويسبح في حوضك الكوثر؟
يا سامع خفقات القلوب الحزينة،وزفرات الصدور الكليمة،وعالم نزعات القلوب الضالة،وجمحات الأهواء المردية،لا تدع قلباً خائفاً إلا أمّنته،ولا صدراً زافراً إلا روّحت عنه،ولا عقلاً ضالاً إلا هديته ،ولا هوى زائفاً إلا رددته حكمةً ورشداَ
اللهم عجز الفكر، وعي اللسان،ووقف القلم،ولا تزال ساحات الرحمة لا يدركها نظر،ولا يحيط بها فكر،ولا يسطرها يراع،وقد فررنا من خوفك إلى رجائك ،ومن عذابك إلى رحمتك،ومن جبروتك إلى لطفك ،ومن سخطك إلى رضاك،ومن حرمانك إلى نيلك،ومنك إليك .أنت الأول والآخر والظاهر والباطن،وأنت بكل شيء عليم.
وقال الدكتور عبد الوهاب عزام أيضاً:
تنفس الصبح في غسق الليل،ولاحت غرّته في هدوء السحر،والنور يسيل من ربا المشرق قليلاً قليلاً،ويولد اليوم الجديد.
ربِّ فأضيء عقلي بالهدى،ورغِّب نفسي في الحقّ والخير،واملأ قلبي بالأمل،وقوِّ يدي على العمل. اشرح صدري،واشدد أزري،واشحذ عزمي لليوم الجديد.
ربِّ قد طويت من عمري صفحات،ونشرت اليوم صفحة،فاجعل صفحتي هذه أوعى للخير،وأخلى من الشرّ،وزيّنها بالحقّ،وبرِّئها من الباطل،واجعل فاتحتها وخاتمتها الإخلاص لك،والعمل لوجهك.
ربِّ إن عقلي يخدع بالوهم،ويقنع بالظن،ويَلبس الحقّ بالباطل، اللهم فاهدني وثبتني،وأرشدني وعلّمني،واجعل البرهان الواضح حجّتي،والحقّ البيّن عقيدتي،سبحانك لا علم لنا إلا ما علّمتنا،إنك أنت علام الغيوب.
ربِّ إنّ قلبي يشوبه الهوى،ويستهويه الباطل،فَخلِّص اللهم قلبي من الأهواء،واملأه بحب الحق،إنك أنت الحق المبين.
ربِّ وإن نفسي تنزع إلى أن تتزيّد فيما لها،وتبخس ما لغيرها،وتُحمد بما لم تفعل،وتغمط غيرها ما فعل،اللهم فأشرب قلبي العدل فيما بيني وبين نفسي،وفيما بيني وبين الناس،واجعل حق غيري إلي من باطلي،ورضاك آثر عندي من كل شيء.
ربِّ إن الناس يركنون إلى الدعة،ويعذَّرون في الواجب،فاجعلني دائباً على العمل،لا أمّل،قوّاماً بالواجب لا أعتل.
ربِّ إن الناس ينزعون إلى الظلم،ويجنحون إلى المحاباة،ويُرضون أنفسهم بباطل يزينونه،وحقٍّ ينكرونه،اللهم فبغِّض إليَّ الظلم والمحاباة وهوى النفس،واجعل العدل والحقّ ملء نفسي وقلبي وقولي وعملي.
ربِّ وإن نفسي تنزع إلى إرضاء الأقوياء،والاستهانة بالضعفاء،اللهم فاجعل الناس سواسيةً عندي،واجعلني حرباً على الأقوياء المبطلين،نصيراً للضعفاء المحقين،لا تطبيني في حق رغبة ولا رهبة،ولا يأخذني في الصدق خوف ولا رجاء.
اللهم إن الناس استهوتهم الشهوات،وعبدتهم المطامع،تُضلهم الكبرياء،فيصدِفون عن الحق،وتُضرعهم الذلة،فيخنعون للباطل،فاجعلني اللهم متواضعاً لا تزهوني نخوة،وقويّاً لا تأسرني شهوة،وحراً لا يعبدني مطمع،واملأ قلبي كبراً على الصغائر،وأنفة من الدنايا.
اللهم إن القلوب قست،والنفوس أجدبت،والوجوه وَقحِت،فاملأ قلبي رحمة لكل إنسان،ونفسي شفقة على كل حيوان،وأدّبني بأدبك،واجعل فكري وقولي وفعلي برّاً ورحمةً وإحساناً.
اللهم واجعلني في الحقِّ جريئاً لا أخاف،ومقداماً لا أحجم،ومحارباً لا أجبن ،عدّواً للباطل جريئاً عليه،محباً للحق خاضعاً له.
اللهم اجعل لي من ذكرك قرباً وأُنساً،ورجاءً وثباتاً.
اللهم إني أستقبل يومي مؤمناً بك،متوكلاً عليك،مخلصاً لك ،مجاهداً فيك راغباً إليك ،مستمداً منك.
فأضيء عقلي بالهدى،واملأ قلبي بالأمل،ورغِّب نفسي في الحق والخير،واشرح صدري،واشدد أزري،واشحذ عزمي لليوم الجديد.
سبحانك لا إله إلا أنت الحق المبين ،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
الأستاذ عمر التلمساني رحمه الله:
ربي..خلقتني فألزمني الإخلاص في عبادتك،ورزقتني فألهمني شكر نعمتك…إن لم ترحم فمن يرحم سواك؟وإن لم تعن فمن يعين سواك؟وإن لم توفق فمن يوفق سواك؟
اصرفنا عن النظر إلى غيرك لا اعتزالاً للمجتمع،ولا صدوداً عن العمل حتى لانخشى ولا نرجو ولا نرى ولا نسمع بشيء في هذا الوجود إلا لك.
لئن عجز النظر ـ بحكمتك ـ عن استجلاء نورك،فاجعل القلب كله نورا،خفقاته نورا،نبضاته نورا،هو ذاته مضغة من النور،وأصلحه يارب حتى يصلح الجسد كله.
ربي..لئن قصر المسلمون فرحمتك سبقت غضبك،ولئن تجرءوا فحلمك سبق مؤاخذتك،ولئن أثموا فعفوك سبق عقوبتك،لا تؤاخذنا بتقصيرنا،ولا تجعل الدنيا أكبر همّنا ودار انشغالنا.
إننا لا نعوذ من الفقر إلا إليك ومن الذل إلا لك ومن الخوف إلا منك،فاملأ اللهم قلوبنا غنى بك حتى لانقصد سواك،واملأ نفوسنا اعتزازا بك حتى لا تذل لغيرك،وأفض علينا من خشيتك ما يسد جميع منافذ الخوف من خلقك،حتى نمضي بدعوتك غير هيابين ولا مترددين،يقيناً منا بعونك وقوتك وقدرتك وسلطانك.
ربي..أحبك حتى لو عصيتك…ولئن كانت الطاعة دليل المحبة فالإنابة إليك أمر تحبه ذاتك العلية،فأنت تحب العصاة إذا تابوا،فاجعل اللهم توبتنا مما تعلم ومما لا نعلم توبة صادقة نصوحا،تبدل سيئاتنا حسنات فذلك وعدك،فالقلب عرشك،والنفس تواقة والهة،والخاطر مرتع الشوق إلى رضاك ،فروها بالفضل، وأغثنا بالعون،وانصرنا بالمشيئة وافتح لنا وعلينا وبنا.
ربي…إن لم تعني فمن؟الطرف ذليل،والعون قليل،والعبء ثقيل،والجهد ضئيل،والعمر طويل،فالضعف له زميل،فهب لنا من العون ما تبلغنا به رضاك والجنة،وحبّب الإيمان إلينا وزيّنه في قلوبنا،وألهمنا الرشد والصواب،واجعلنا دعاة بحق في حق وعلى حق،إن النية خالصة لك حقا وصدقا.
ـ من مناجاة ابن عطاء الله السكندري:
“إلهي: كيف تكلني إلى نفسي،وقد توكلت لي؟وكيف أضام وأنت الناصر لي؟أم كيف أخيب وأنت الحَفي بي؟ها أنا أتوسل إليك بفقري إليك.
إلهي: كلما أخرسني لؤمي أنطقني كرمك؟كلما أيستني أوصافي أطمعتني مننك..
إلهي: من كانت محاسنه مساوي، فكيف لا تكون مساويه مساوي؟من كانت حقائقه دعاوى ،فكيف لا تكون دعاويه دعاوى؟متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك؟أو متى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك؟عميت عين لا تراك عليها رقيبا،وخسرت صفقة عبد لم يجعل له من حبك نصيبا..
إلهي: هذا ذلي ظاهر بين يديك،وهذا حالي لا يخفى عليك،منك أطلب الوصول إليك ،وبك ـستدل عليك،اهدني بنورك إليك،وأقمني بصدق العبودية بين يديك..
إلهي:علّمني من علمك المخزون ،وصنّي بسر اسمك المصون،بك أنتصر فانصرني ،وعليك أتوكل فلا تكلني،وإياك اسأل فلا تخيّبني،وفي فضلك أرغب فلا تحرمني،ولجنابك أنتسب فلا تبعدني،وببابك أقف فلا تطردني..
إلهي: تقدس رضاك أن تكون له علة منك،فكيف تكون له علة مني ،أنت الغني بذاتك عن أن يصل إليك النفع،فكيف لا تكون غنياً عني؟أنت الذي أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك حتى عرفوك ووجدوك،وأنت الذي أزلت الأغيار عن قلوب أحبابك حتى لم يحبوا سواك،ولم يلجئوا إلى غيرك ،أنت المؤنس لهم حيث أوحشتهم العوامل وأنت الذي هديتهم حتى استبانت لهم المعالم.فماذا وجد من فقدك وما الذي فقد من وجدك؟لقد خاب من رضي دونك بدلا ولقد خسر من بغى عنك متحولا..
إلهي: كيف يرجى سواك،وأنت ما قطعت الإحسان؟وكيف يطلب من غيرك وأنت ما بدلت عادة الامتنان؟يا من أذاق أحباءه حلاوة مؤانسته فقاموا بين يديه متملقين،ويا من ألبس أولياءه ملابس هيبته فقاموا بعزته مستعزين أنت الذاكر من قبل الذاكرين،وأنت الباديء بالإحسان من قبل توجه العابدين،وأنت الجواد بالعطاء من قبل طلب الطالبين،وأنت الوهاب ثم أنت وهبتنا من المستعرضين..
إلهي:اطلبني برحمتك حتى أصل إليك واجذبني بمنتك حتى أقبل عليك..
إلهي: إن رجائي لا ينقطع عنك وإن عصيتك كما أن خوفي لا يزاملني وإن أطعتك..
إلهي: قد دفعتني العوالم إليك وقد أوقفني علمي بكرمك عليك..
إلهي! كيف أخيب وأنت أملي؟أم كيف أهان وعليك متكلي؟يا من احتجب في سرادقات عزه عن أن تدركه الأبصار يامن تجلى بكمال بهائه فتحققت عظمة الأسرار كيف وأنت الظاهر؟أم كيف تغيب وأنت الرقيب الحاضر؟.
ومن الحكم العطائية:”لا صغيرة إذا قابلك عدله،ولا كبيرة إذا واجهك فضله”.
وجاء في حلية الأولياء:سمعت علي بن هارون بن محمد يقول:سمعت الجنيد بن محمد يدعو بهذا الدعاء فجاءه رجل فشكا إليه الضيق فعلمه وقال قل:
“اللهم إني اسألك منك ما هو لك،وأستعيذك من كل أمر يسخطك.
اللهم إني اسألك من صفاء الصفاء،صفاء أنال به منك شرف العطاء.
اللهم ولا تشغلني شغل من شغله عنك ما أراد منك إلا أن يكون لك.
اللهم اجعلني ممن يذكرك ذكر من لايريد بذاكره منك إلا ما هو لك.
اللهم اجعل غاية قصدي إليك ما أطلبه منك.
اللهم املأ قلبي بك فرحاً،ولساني لك ذكراً،وجوارحي فيما يرضيك شغلا.
اللهم امح عن قلبي كل ذكر إلا ذكرك،وكل حب إلا حبك،وكل ود إلا ودك،وكل إجلال إلا إجلالك،وكل تعظيم إلا تعظيمك،وكل رجاء إلا لك،وكل خوف إلا منك،وكل رغبة إلا إليك،وكل رهبة إلا لك،وكل سؤال إلا منك.
اللهم اجعلني ممن لك يعطي ولك يمنع،وبك يستعين وإليك يلجأ،وبك يتعزز ولك يصبر،وبحكمك يرضى.
اللهم اجعلني ممن يقصد إليك قصد من لا رجوع له إلا إليك.
اللهم اجعل رضائي بحكمك فيما ابتليتني في كل وقت متصلاً غير منفصل،واجعل صبري لك على طاعتك صبر من ليس له عن الصبر صبر إلا القيام بالصبر،واجعل تصبري عما يسخطك فيما تهيتني عنه تصبر من استغنى عن الصبر بقوة العصمة منك له.
اللهم واجعلني ممن يستعين بك استعانة من استغنى بقوتك عن جميع خلقك،اللهم واجعلني ممن يلجأ إليك من لا ملجأ له إلا إليك،واجعلني ممن يتعزى بعزائك ويصبر لقضائك أبداً ما أبقيتني.
اللهم وكل سؤال سألته فعن أمر منك لي بالسؤال،فاجعل سؤالي لك سؤال محابّك،ولا تجعلني ممن يتعمد بسؤاله مواضع الحظوظ بل يسأل القيام بواجب حقك”.
ومن دعوات السيد أحمد الرفاعي:
“اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم اللهم فارج الهمّ كاشف الغمّ مجيب دعوة المضطرين،رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما،أنت ترحمنا رحمة تغنينا بها عن رحمة من سواك لا إله إلا أنت ياربّ كل شيء،سبحانك لا إله إلا أنت،ياوارث كل شيء يا حيّ يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام يا أرحم الراحمين يا عليّ ياعظيم يا صمد يا فرد يا واحد أحد يا من بيده الخير وهو على كل شيءٍ قدير،نسألك توكلاً خالصاً عليك ورجوعاً في كل الأحوال إليك واعتماداً على فضلك واستناداً لبابك يا عالم السر والنجوى،يا كاشف الضر والبلوى،يا من تضرع إليه قلوب المضطرين وتعول عليه همم المحتاجين،نسألك اللهم بمعاقد العزّ من عرشك،وبمنتهى الرحمة من كتابك،وباسمك العليّ الأعلى،وبكلماتك التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر،وبإشراق وجهك،أن تصلي على سيدنا محمد وآله وصحبه وذريته،وأن تحفنا بألطافك الخفية حتى نرفل بحلل الأمان من خوارق الحدثان،وعلائق الأكوان وإشراك الحرمان وغوائل الخذلان،ودسائس الشيطان وسوء النية وظلمة الخطية،اللهم امنحني قلباً لا ينصرف في آماله إلا إليك،ولبّاً لا يعول في أحواله إلا عليك،وقلبني على بساط المعرفة بقوة التوحيد واليقين،وأيدّني بك بما أيدّت به عبادك الصالحين.اللهم اسلك بي طريق نبيك المصطفى سيد المقربين الأحباب،وأوزعني أن اشكر نعمتك باتباعه عليه الصلاة والسلام بطريقة الحق والصواب.اللهم حققني بحقيقته الصديقية،وأذقني حلاوة اليقين بصدق النية،وخالص الطوية ولا تكلني لنفسي،ولا لأحد من خلقك طرفة عين يا أرحم الراحمين،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين”[نقلاً عن رسالة المناجاة للإمام الشهيد حسن البنا]
ومن مناجاة الإمام أبي الحسن الشاذلي:
“اللهم اجعل سيئاتنا سيئات من أحببت،ولا تجعل حسناتنا حسنات من أبغضت،فالإحسان لا ينفع مع البغض منك،والغساءة لا تضر مع الحب منك”.
ومن دعواته:
“يا الله يا لطيف يا رزاق يا قوي يا عزيز لك مقاليد السموات والأرض تبسط الرزق لمن تشاء وتقدر،فابسط لنا من الرزق ما توصلنا به إلى رحمتك،ومن رحمتك ما تحول به بيننا وبين نقمتك،ومن حلمك ما يسعنا به عفوك،واختم لنا بالسعادة التي ختمت بها لأوليائك،واجعل خير أيامنا وأسعدها يوم لقائك،وزحزحنا في الدنيا عن نار الشهوة،وأدخلنا بفضلك في ميادين الرحمة،واكسنا من نورك جلاابيب العصمة،واجعل لنا ظهيراً من عقولنا ومهيمنا من أرواحنا،ومسخراً من أنفسنا كي نسبحك كثيراً ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا.
اللهم إني أسألك لساناً رطباً بذكرك،وقلباً مفعماً بشكرك،وبدناً هيناً ليناً بطاعتك،وأعطنا مع ذلك ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر،كما أخبر به رسولك حسب ما علمته بعلمك،وأغننا بلا سبب واجعلنا سبب الغنى لأوليائك،وبرزخاً بينهم وبين أعدائك،إنك على كل شيء قدير..
اللهم إنا نسألك إيماناً كاملاً،ونسألك قلباً خاشعاً،ونسألك علماً نافعاً،ونسألك يقيناً صادقاً،ونسألك ديناً قيماً،ونسألك العافية من كل بلية،ونسألك تمام الغنى عن الناس.
اللهم رضَنا بقضائك وصبرنا على طاعتك،وعن معصيتك وعن الشهوات الموجبات للنقض أو البعد عنك،وهب لنا حقيقة الإيمان بك حتى لا نخاف ولا نرجو غيرك،ولا نعبد شيئاً سواك،وأوزعنا شكر نعمائك،وغطنا برداء عافيتك،وانصرنا باليقين والتوكل عليك،وأسفر وجوهنا بنور صفاتك،وأضحكنا وبشرنا يوم القيامة بين أوليائك،واجعل يدك مبسوطة علينا وعلى أهلينا وأولادنا ومن معك برحمتك،ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك يا نعم المجيب،وصلى الله على سيدنا محمد النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين”[رسالة المناجاة للإمام حسن البنا]
ـ كتب مطرف بن عبد الله الشخير إلى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه:
“وليكن أنسك بالله وانقطاعك إليه،فإن لله عباداً استأنسوا بالله،فكانوا في وحدتهم أشد استئناساً منهم مع الناس في كثرتهم،وأوحش ما يكون الناس آنس ما يكونون،وآنس ما يكون الناس أوحش ما يكونون”.
ـ كان داود الطائي رحمه الله ينادي بالليل :
“هَمُّكَ عطّل عليَّ الهموم،وحالَ بيني وبين السُّهاد،وشوقي إلى النظر إليك حال بيني وبين اللذات،فأنا في سجنك أيها الكريم مطلوب”.
ـ روي عن الفضيل بن عياض رحمه الله أنه قال :
“كذب من ادعى محبة الله فإذا جنه الليل نام عن مناجاته”.
ويقول الفضيل أيضاً:
“أدركت أقواماً يستحيون من الله في سواد هذا الليل من طول الهجعة،إنما هو على الجنب،فإذا تحرك قال:ليس هذا لكِ،قومي خذي حظكِ من الآخرة”.
وكان الفضيل يقول:
“إذا غربت الشمس،فرحتُ بالظلام،كي ينام الناس،فأخلو بالله عز وجل”.
ـ سئل الحسن البصري رحمه الله:لماذا المجتهدون بالليل أجمل الناس وجوهاً؟قال: “لأنهم خَلوا بالرحمن،فألبسهم الله من نوره”.
ـ ويقول أبو سليمان الداراني رحمه الله:
“أهل الليل بليلهم ألذ من أهل اللهو بلهوهم ،ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا،ولو لم يعط الله تعالى أهل الليل في ثواب صلاتهم إلا ما يجدون من اللذة فيها لكان الذي أعطاهم أفضل من صلاتهم”.
من دعاء بعض الصالحين:
“اللهم يا قاضي الحاجات ويا غافر الذنب والخطيئات، يا حيّ يا قيوم باسمك اللهم نبدأ يومنا،راجين رحمتك وحدك،متوكلين عليك متبرئين من حولنا وقوتنا ملتجئين إلى حولك وقوتك اللهم ادفع عنا الهموم وارزقنا عافية تدوم”.
ـ “اللهم ارزقنا إجابة الدعاء وصلاح الأبناء وحسن الأداء وبركة العمر والعطاء.اللهم اكتب لنا محو الذنوب وستر العيوب ولين القلوب وتفريج الهموم وتيسير الأمور اللهم اغفر لنا ولوالدينا وأهلنا ولكل من له حق وفضل علينا”.
ـ اللهم أنت المعطي لمن دعاك يا من ترانا ولا نراك وتعطينا ولا نبلغ ثناك ،ارحم ضعفنا واجمع شملنا واجبر كسرنا ويسر امرنا وفرج همنا واشرح صدورنا ووسع أرزاقنا بفضلك .يارب اشف مرضانا وارحم موتانا وعاف مبتلنا .اكفنا كل شر وقدر لنا كل خير.
ـ “اللهم يا سميع الدعوات،يا مقيل العثرات،يا قاضي الحاجات،يا كاشف الكربات ،يا رفيع الدرجات،ويا غافر الزلات،اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات،الأحياء منهم والأموات،إنك سميع قريب مجيب الدعوات”.
“اللهم إن كنا عصيناك فقد تركنا من معاصيك أبغضها إليك وهو الإشراك،وإن كنا قصرنا عن بعض طاعتك فقد تمسكنا باحبها إليك وهو شهادة أن لا إله إلا أنت وأن رسلك جاءت بالحق من عندك”.
“اللهم لا تحرمني خير ما عندك لشر ما عندي فإن لم تقبل تعبي ونصبي فلا تحرمني أجر المصاب على مصيبته.اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا ولا إلى الناس فنضيع”.