الكرم والجود وقِرى الضيف
زهير بن أبي سلمى:
أخي ثقةٍ لا تُتلفُ الخمرُ مالَهُ |
ولكنّهُ قد يُهلِكُ المالَ نائلهْ |
|
تراهُ إذا ما جئتهُ متهللاً |
كأنّكَ تعطيه الذي أنت سائله |
|
هوَ البحر من أي النواحي أتيتهُ |
فلجّتهُ المعروف والجودُ ساحلهْ |
|
ولو لم يكن في كفهِ غيرُ نفسَهِ |
لجادَ بها فليتقِ الله سائلهْ |
زهير بن أبي سلمى:
على مُكثريهمْ حقٌّ من يعتريهمُ |
وعِندَ المُقلينَ السماحةُ والبذلُ |
|
سعى بعدَهمْ قومٌ لكي يُدركوهمُ |
فلم يفعلوا ولم يُليموا ولم يألوا |
زهير:
زهير:
إنّ البخيلَ مُلوّمٌ حيثُ كان ولكنّ |
الجوادَ على عِلّاتهِ هَرِمُ |
|
هو الجوادُ الذي يُعطيكَ نائلهُ |
عفوان ويُظلمُ أحياناً فيظلِمث |
|
وإن أتاهُ خليلٌ يومَ مسغبةٍ |
يقولُ لا غائبٌ مالي ولا حَرِمُ |
إذا ما أتوا أبوابهُ قال:مرحباً |
لِجوا البابَ حتى يأتي الجوعَ قاتِلُهْ |
زهير:
عطاؤكَ زَينٌ لإمرىءٍ إن حبوتَهُ |
كسيبٍ وما كلُّ العطاءِ يَزينُ |
|
وليسَ بِشَينٍ لإمرىءٍ بذلُ وجههِ |
إليكَ كما بعضُ السؤالِ يَشينُ |
زهير:
من يَلْقَ يوماً على عِلّاتهِ هَرِماً |
يلْقَ السّماحةَ منهُ والنّدى خُلقا |
|
لو نالَ حيٌّ من الدنيا بمكرمةٍ |
أُفقَ السماءِ لنالت كفّهُ الأفقا |
زهير:
لو كان يقعدُ فوقَ الشمسِ من كرمٍ |
قومٌ بأحسابهم أو مجدهم قَعدوا |
زهير بن أبي سلمى:
أغَرُّ أبيضُ فيّاضٍ يُفكِّكُ عن |
أيدي العُناةِ وعن أعناقها الرّبقا |
|
وذاكَ أحزمُهُمْ رأياً إذا نبا فَضْلَ الجيادِ على الخيلِ البطاءِ فلا |
من الحوادثِ غادى الناسَ أو طرقا يُعطي بذلكَ ممنوناً ولا نزقا |
|
قد جعلَ المُبتغون الخيرَ في هرم من يلقَ يوماً على عِلاتهِ هَرماً |
|
والسائلونَ إلى أبوابه طُرُقا يلقى السماحة منه والندى خُلقا |
زهير:
قد جعلَ الطالبونَ الخيرَ في هَرِمٍ |
والسائلونَ إلى أبوابهِ طُرقا |
زهير:
وليس مانعَ ذي قربى ولا رحمٍ |
يوماً ولا مُعدماً من خابطٍ ورقا |
زهير بن أبي سلمى:
وأبيضَ فياضٍ يداهُ غمامةٌ بَكرتُ عليه غُدوةً فرأيتهُ |
على مُعتفيهِ ما تغِبُّ فواضِلُهْ قعوداً لديهِ بالصَّريمِ عواذله |
|
يُفدِّينهُ طوراً وطوراً يَلمنهُ |
وأعيا فما يدرينَ أينَ مخاتلهْ |
|
فأقصرنَ منه عن كريمٍ مُرَزأٍ |
عَزومٍ على الأمرِ الذي هو فاعله |
المتنبي:
ويدٌ لها كرمُ الغَمامِ لأنّهُ |
يسقي العمارةَ والمكانَ البلقعا |
|
يهتزُ للجدوى اهتزازَ مُهندٍ |
يومَ الرجاءِ هززتهُ يوم الوغى |
المتنبي:
أكثرت من بذلِ النوالِ ولم تزلْ |
علماً على الإفضالِ والإنعامِ |
المتنبي:
مُحبُّ النّدى الصابي إلى بذلِ مالهِ |
صُبّواً كما يصبو المُحبُّ المُتيّمُ |
المتني:
وإن جادَ قبلك قوم مضوا |
فإنّكَ في الكرمِ الأول |
المتنبي:
إذا تولّوا عداوةً كشفوا |
وإن تولّوا صنيعةً كتموا |
|
تظنُ من فقدِكَ اعتدادَهمُ |
أنهم أنعموا وما علموا |
المتنبي:
كأنّما يولد النّدى معهم |
لا صفرٌ عاذرٌ ولا هرَمُ |
المتنبي:
ونادى النّدى بالنائمين عن السُّرى |
فأسمعَهمْ هُبّوا فقد هلكَ البُخلُ |
|
وحالت عطايا كفّهِ دونَ وعدهِ |
فليسَ لهُ إنجازُ وعدٍ ولا مَطْلُ |
|
فأقربُ من تحديدها ردُّ فائتٍ |
وأيسرُ من إحصائها القطرُ والرّملُ |
المتنبي:
لقد حالَ بالسيفِ دونَ الوعيد |
وحالت عطاياهُ دونَ الوعودِ |
|
فأنجمُ أموالهِ في النّحوسِ |
وأنجمُ سؤَّالهِ في السُّعودِ |
المتنبي:
مالنا في النّدى عليكَ اقتراحٌ |
كلُّ ما يمنحُ الشّريفُ شريفُ |
المتنبي:
أرجو نداكَ ولا أخشى المِطالَ بهِ |
يا مَنْ إذا وهب الدنيا فقد بخلا |
المتنبي:
هُمُ المحسنونَ الكرَّ في حومة الوغى |
وأحسنُ منه كرُّهم في المكارمِ |
|
وهم يُحسنون العفو عن كلِّ مذنبٍ |
ويحتملونَ الغُرْمَ عن كلِّ غارمِ |
المتنبي:
ومَكرُماتٍ مشت على قدم ال |
برِّ،إلى منزلي تردُّدها |
|
فَعُدْ بها لا عدمتها أبداً |
خيرُ صِلاتِ الكريمِ أعودُها |
المتنبي:
وإنَّ سحاباً جَودهُ مثلُ جُودهِ |
سحابٌ على كلِّ السّحابِ له فَخرُ |
المتنبي:
وألقى الفمَ الضّحاك أعلم أنه |
قريبٌ بذي الكفِّ المفدَّاةِ عهده |
المتنبي:
وإن بذلَ الإنسانُ لي جودَ عابسٍ |
جزيتُ بجودِ التاركِ المبتسمِ |
المتنبي:
برجاءِ جُدكَ يُطردُ الفقرُ |
وبأن تعادى ينفد العمرُ |
المتنبي:
أذا الجودِ أعطِ الناسَ ما أنتَ مالكٌ |
ولا تُعطينَّ الناسَ ما أنا قائلُ |
المتنبي:
يتداوى من كثرةِ المالِ بالإقلالِ |
جوداً كأنَّ مالاً سقامُ |
المتنبي:
هزمت مكارمه المكارم كلها |
حتى كأن المكرمات قنابل |
المتنبي:
ألا أيها المالُ الذي قد أبادهُ |
تعزَّ فهذا فِعلهُ في الكتائبِ |
|
لعلّكَ في وقتٍ شغلتَ فؤادهُ |
عن الجودِ أو كثرّتَ جيش محاربِ |
المتنبي:
إذا استعطيتهُ ما في يديهِ |
فقد سألتَ عن سرٍّ مُذيعا |
|
قبولُكَ مَنَّهُ مَنٌّ عليهِ |
وإلا يبتدي يرهُ فظيعا |
|
لهونِ المالِ أفرشَهُ أديماً |
وللتفريقِ يكرَهُ أن يضيعا |
المتنبي:
عن المُقتني بذلَ التلادِ تلادَهُ |
ومُجتنبِ البُخلِ اجتنابَ المحارمِ |
|
تمنّى أعاديهِ محلَّ عُفاتهِ |
وتحسدُ كفّيهِ ثِقالَ الغمائمِ |
المتنبي:
أشدُّهم في الندى هِزّةً |
وأبدهم في عدوٍّ مُغارا |
المتنبي:
ودعوهُ من فرطِ السخاءِ مُبذراً |
ودعوهُ من غَصْبِ النفوسِ الغاصبا |
المتنبي:
لا أستزيدُكَ فيما فيكَ من كرمٍ |
أنا الذي نامَ إن نبهّتُ يقظانا |
|
فإنّ مثلُكَ باهيتُ الكرامَ بهِ |
وردَّ سُخطاً على الأيام رضوانا |
المتنبي:
وحاشا لارتياحكَ أن يُبارى |
وللكرمِ الذي لك أن يُباقى |
|
ولكنّا نُداعبُ منكَ قرماً |
تراجعتِ القرومُ لهُ حِقاقا |
المتنبي:
يمشي الكِرامُ على آثار غيرهمُ |
وأنتَ تخلُقُ ما تأتي وتبتدعُ |
المتنبي:
ومن فرَّ من إحسانهِ حَسَداً لهُ |
تلقّاهُ منهُ حيثما سارَ نائِلُ |
|
فتىً لا يرى إحسانهُ وهو كاملٌ |
لهُ كاملاً حتى يُرى وهو شامِلُ |
المتنبي:
سروركَ أن تَسُّرَ الناسَ طُرّاً |
تُعلّمهمْ عليكَ به الدلالا |
|
إذا سألوا شكرتهم عليهِ |
وإن سكتوا سألتهمُ السؤالا |
|
وأسعدُ من رأينا مُستميحٌ |
يُنيلُ المُستماحَ بأن ينالا |
وعطاءُ مالٍ لو عداهُ طالب |
أنفقته في أن تلاقي طالبا |
المتنبي:
ولا يَرُدُّ بفيهِ كفَّ سائلهِ |
عن نفسهِ ويردُّ الجحفلَ اللَجبا |
|
وكُلّما لقيَ الدينارُ صاحبهُ |
في مُلكهِ افترقا من قبلِ أن يصطحبا |
المتنبي:
قد شغلَ الناسَ كثرةُ الأملِ |
وأنتَ بالمكرماتِ في شُغُلِ |
|
تَمثّلوا حاتماً ولو عَقلوا |
لكنتَ في الجودِ غاية المثلِ |
المتنبي:
فعلتَ بنا فِعلَ السماءِ بأرضهِ |
خِلَعُ الأميرِ وحقّهُ لم نقضهِ |
|
فكأن صحة نسجها من لفظهِ |
وكأنَ حسن نقائها من عِرضهِ |
|
وإذا وكلتَ إلى كريمٍ رأيهُ |
في الجودِ بانَ مذيقهُ من مَحضهِ |
المتنبي:
أيا رامياً يُصمي فؤادَ مرامهِ |
تُرّبي عِداهُ ريشها لسهامهِ |
|
فتىً يهبُ الإقليمَ بالمالِ والقُرى |
ومن فيه من فرسانهِ وكرامهِ |
|
ويجعلُ ما خوّلتهُ من نوالهِ |
جزاءً لما خُوّلتهُ من كلامهِ |
المتنبي:/
ملك إذا امتلأت مالاً خزائنهُ |
أذاقها طعم ثكلِ الأم للولدِ |
|
أي الأكفِّ تباري الغيث ما اتفقا |
حتى إذا افترقا عادت ولم يعد |
يُدّبرُ شرقَ الأرضِ والغربَ كفّهُ |
وليس لها وقتٌ عن الجودِ شاغِلُ |
|
ومن فرَّ من إحسانهِ حسداً له |
تلّقاهُ منهُ حيثما سارَ نائلُ |
المتنبي:
أفي الرأي يُشبَهُ أم في السخاءِ |
أم في الشجاعةِ أم في الأدبِ |
|
إذا حازَ مالاً فقد حازهُ |
فتىً لا يُسَرُّ ربما لا يهب |
المتنبي:
كالبحرِ يقذفُ للقريبِ جواهراً |
جوداً ويبعثُ للبعيدِ سحائبا |
المتنبي:
وما ثناكَ كلامُ الناس عن كَرَمٍ |
ومن يَسدُّ طريقَ العارضِ الهَطلِ |
|
أنتَ الجوادُ بلا مَنٍّ ولا كذبٍ |
ولا مِطالٍ ولا وعدٍ ولا مذلِ |
المتنبي:
لو فرّقَ الكرمَ المفَرّقَ مالهُ |
في الناسِ لم يكُ في الزمانِ شحيحُ |
المتنبي:
فيا أيها المطلوبُ جاورهُ تمتنعْ |
ويا أيها المحرومُ يَممِّهُ ترزقُ |
المتنبي:
ليسَ التعجبُ من مواهبِ مالهِ |
بل من سلامتها إلى أوقاتها |
|
عجباً له حفظ العنان بأنملٍ |
ما حفظها الأشياء من عاداتها |
|
كرمٌ تبيّن في كلامكَ ماثلاً |
ويبينُ عتقُ الخيل في أصواتها |
المتنبي:
كريم نفضت الناس لما لقيته |
كأنّهم ما جف من زاد قادم |
|
وكاد سروري لا يفي بندامتي |
على تركهِ في عمري المتقادمِ |
المتنبي:
جزى الله المسير إليه خيراً |
وإن ترك المطايا كالزاد |
وأنفسهم مبذولة لوفودهم |
وأموالهم في دار من لم يفد وفد |
المتنبي:
إنكَ من معشرٍ إذا وهَبوا |
ما دونَ أعمارِهمْ فقد بخلوا |
المتنبي:
لم أعرف الخير إلا مذ عرفتُ فتىً |
لم يولد الجود إلا عند مولده |
المتنبي:
تمثلوا حاتماً ولو عقلوا |
لكنت في الجودِ غاية المثلِ |
المتنبي:
وإنّ سجايا جودهِ مثلُ جودهِ |
سحابٌ على كلِّ السحابِ له فخرُ |
|
المتنبي:
كريمٌ نَفضتُ الناسَ لمّا بلغتهُ |
كأنّهمُ ما جَفَّ من زاد قادِمِ |
|
وكادَ سروري لا يفي بندامتي |
على تركهِ في عمريَ المتقادمِ |
تباعدت الآمال عن كل مطلب |
وضاقت بها إلا إلى بابها السبل |
|
ونادى الندى بالنائمين على السرى |
فأسمعهم هبوا لقد هلك البخل |
|
وحالت عطايا كفّه دون وعده |
فليس له إنجاز وعد ولا مطل |
المتنبي:
قالوا هجرتَ إليهِ الغيثَ قلتُ لهم |
إلى غيوثِ يديهِ والشآبيبِ |
|
إلى الذي تهَبُ الدَولاتِ راحَتهُ |
ولا يَمُنُّ على آثارِ موهوبِ |
|
ولا يَروعُ بمعذورٍ به أحداً |
ولا يُفَزَّعُ موفوراً بمنكوبِ |
المتنبي:
حَجَّبَ ذا البحرَ بحارٌ دُونَهُ |
يَذُمُّها الناسُ ويحمدونَهُ |
|
يا ماءُ هل حَسدتنا مَعينَهُ |
أم اشتهيتَ أن تُرى قرينَهُ |
|
أم انتجعتَ للغنى يمينَهُ |
أم زُرتَهُ مُكثراً قطينَهُ |
|
أم جئتَهُ مُخندقاً حصونَهُ |
إنَّ الجيادَ والقنا يكفينَهُ |
المتنبي:
كفى بأنكَ من قحطانَ في شَرَفٍ ولو نقصتُ كما قد زدتُ من كرمٍ |
وإن فخرتَ فكلٌ من مواليكا على الورى لرأوني مثلَ شانيكا |
|
لبّى نداكَ لقد نادى فأسمعني |
يفديك من رجل صحبي وأفديكا |
|
ما زلتَ تُتبِعُ ما تُولي يداً بيدٍ |
حتى ظننتُ حياتي من أياديكا |
|
فإن تَقُلْ“ها” فعاداتٌ عُرفتَ بها |
أو“لا” فإنكَ لا يسخو بها فوكا |
المتنبي:
هُوَ البحرُ غُص فيه إذا كانَ راكداً |
على الدُّرِّ واحذرهُ إذا كانَ مُزبدا |
|
فإنّي رأيتُ البحرَ يَعثُرُ بالفتى |
وهذا الذي يأتي الفتى مُتعمدا |
المتنبي:
رُويدكَ أيُّها الملكُ الجليلُ |
تأيَّ وعُدَّهُ مما تُنيلُ |
|
وجودَكَ بالمُقامِ ولو قليلاً |
فما فيما تجودُ به قليلُ |
|
وكنتُ أعيبُ عذلاً في سماح |
فها أنا في السّماحِ له عذولُ |
المتنبي:
جزى الله المسيرَ إليه خيراً |
وإن تركَ المطايا كالمزادِ |
|
ألم يكُ بيننا بلدٌ بعيدٌ |
فَصيّرَ طولهُ عرضَ النجادِ |
|
وأبعدَ بُعدنا بُعدَ التداني |
وقَرّبَ قربنا قُربَ البعادِ |
المتنبي:
لو كفرَ العالمونَ نِعمتُهُ |
لما عَدَتْ نفسُهُ سجاياها |
|
كالشمسِ لا تبتغي بما صنعتْ |
تكرمةً عندهم ولا جاها |
المتنبي:
تركتُ السُّرى خلفي لمن قلَّ مالهُ |
وأنعلتُ أفراسي بِنعُماكَ عَسجدا |
|
وقيّدتُ نفسي في ذُراكَ محبةً |
ومن وجدَ الإحسانَ قيداً تَقيّدا |
|
إذا سألَ الإنسانُ أيامَهُ الغِنى |
وكنتَ على بعدٍ جعلتُكَ موعدا |
المتنبي:
وإذا سألتَ بنانَهُ عن نيلهِ |
لم يرضَ بالدنيا قضاءَ ذِمامِ |
المتنبي:
لو فُرِّقَ الكرمُ المُفرَّقُ مالَهُ |
في الناسِ لم يكُ في الزمانِ شحيحُ |
المتنبي:
وتملكهُ المسائلُ في العطايا ومن إحدى فوائدهُ العطايا |
|
وأما في الجدالِ فلا يُرامُ ومن إحدى عطاياهُ الذّمام |
وقبضُ نوالِهِ شَرفٌ وعِزٌّ |
وقبضُ نوالِ بعضِ القومِ ذامُ |
|
أقامت في الرقابِ لهُ أيادٍ |
هيَ الأطواقُ والناسُ الحمامُ |
|
إذا عُدَّ الكِرامُ فتلكَ عِجْلٌ |
كما الأنواءُ حينَ تُعدّ عامُ |
المتنبي:
من القاسمينَ الشُّكرَ بيني وبينَهُمْ |
لأنّهمْ يُسدى إليهم بأن يُسددوا |
|
فَشكري لهم شكرانِ:شكرٌ على الندى |
وشكرٌ على الشكرِ الذي وهبوا بعدُ |
|
صيامٌ بأبوابِ القبابِ جيادُهم |
وأشخاصُها في قلبِ خائفهم تعدو |
|
وأنفسهم مبذولةٌ لوفودهم |
وأموالهم في دار من لم يفِدْ وفدُ |
المتنبي/:
أما بنو أوس بن معد بن الرِّضي كبرّتُ حول ديارهم لما بدتْ |
فأعزُّ من تحدى إليه الأنيقُ منها الشموسُ وليسَ فيها المشرقُ |
|
وعجبتُ من أرضٍ سحابُ أكفِّهم |
من فوقها وصخورُها لا تُورِقُ |
|
وتفوحُ من طيبِ الثناءِ روائح |
لهمُ بكلِّ مكانةٍ تستنشقُ |
|
مسكيّةُ النفحاتِ إلا أنها |
وحشيةٌ بسواهم لا تعبقُ |
المتنبي:
ومن إحدى فوائده العطايا |
ومن إحدى عطاياه الذمام |
|
وقد خفيَ الزمانُ به علينا |
كسلك الدُّرِ يُخفيه النظام |
|
تلذُّ له المروءة وهي تؤذي |
ومن يعشق يلذُّ له الغرام |
|
وقبضُ نوالهِ شرفٌ وعزٌّ |
وقبضُ نوالِ بعضُ القومِ ذامُ |
المتنبي:
وكيفَ الصبرُ عنكَ وقد كفاني |
نداكَ المستفيضُ وما كفاكا |
|
أتتركني وعينُ الشمسِ نعلي |
فتقطعُ مشيتي فيها الشراكا |
المتنبي:
يا أيُّها القمرُ المُباهي وجهَهُ |
لا تكذبنَّ فلستَ من أشكالهِ |
|
وإذا طما البحرُ المحيطُ فقل له |
دعْ ذا فإنّكَ عاجزٌ عن حالهِ |
المتنبي:
فلما جئتهُ أعلى محلّي |
وأجلسني على السَبعِ الشِّدادِ |
|
تَهلّلَ قبلَ تسليمي عليه |
وألقى مالهُ قبل الوسادِ |
المتنبي:
إلى ليثِ حربٍ يُلحِمُ الليثَ سيفهُ |
وبحر ندىً في موجهِ يغرقُ البحرُ |
|
وإن كان يُبقي جودُهُ من تليدهِ |
شبيهاً بما يُبقي من العاشقِ الهجرُ |
المتنبي:
ليسَ التعجبُ من مواهبِ مالهِ |
بل من سلامتها إلى أوقاتها |
المتنبي:
وباشرَ أبكارَ المكارمِ أمردا |
وكان كذا آباؤه وهُمُ مردُ |
|
مدحتُ أباهُ قبلَهُ فشفى يدي |
من العُدْمِ من تُشفى بهِ الأعينُ الرمدُ |
المتنبي:
يا من لجودِ يديه في أموالهِ |
نِقَمٌ تعودُ على اليتامى أنعما |
|
حتى يقولَ الناسَ ماذا عاقلاً |
ويقولُ بيتُ المالِ ماذا مُسلما |
|
‘ذكارُ مثلِكَ تركُ إذكاري له |
إذ لا تُريدُ لما أُريدُ مُترجما |
المتنبي:
وإنّكَ للَمشكورُ في كلِّ حالةٍ |
ولو لم يكن إلا البشاشة رفدهُ |
|
فكلُّ نوالٍ كانَ أو كائنٌ |
فلحظهُ طرفٍ منكَ عنديَ نِدّهُ |
|
وإنّي لفي بحرٍ من الخيرِ أصلُهُ |
عطاياكَ أرجو مدّها وهي مَدُّهُ |
أعطى فقلتُ لجودهِ ما يُقتنى |
وسطا فقلتُ لسيفهِ ما يولَدُ |
المتنبي:
تزيدُ عطاياهُ على اللَبثِ كثرةً |
وتلبثُ أمواهُ السّحابِ فتنضبُ |
المتنبي:
كأنّما يولَدُ النّدى مَعهُمْ |
لا صِغَرٌ عاذرٌ ولا هَرَمُ |
المتنبي:
أمطِرْ عليَّ سحابَ جودكَ ثَرّةً |
وانظر إليَّ برحمةٍ لا أغرقُ |
|
كذب ابنُ فاعلةٍ يقولُ بجهله: |
ماتَ الكرامُ وأنتَ حيٌّ ترزق |
المتنبي:
إذا الجُودُ لم يُرْزَقْ خلاصاً من الأذى |
فلا الحمدُ مكسوباً ولا المالُ باقيا |
|
وللنفسِ أخلاقٌ تدلّ ُعلى الفتى |
أكانَ سخاءً ما أتى أم تساخيا |
المتنبي:
وكلٌّ يرى طرق الشجاعة والنّدى |
ولكن طبع النفس للنفس قائدُ |
المتنبي:
أرجو نَداكَ ولا أخشى المِطالَ بهِ |
يامنْ إذا وهبَ الدنيا فقد بخلا |
المتنبي:
كأنّكَ في الإعطاءِ للمالِ مُبغِضٌ |
وفي كُلِّ حَرْبٍ للمنيّةِ عاشقُ |
المتنبي:
وأحسنُ وجهٍ في الورى وجهُ مُحسنٍ |
وأيمنُ كفٍّ فيهمُ كفُّ مُنعمِ |
المتنبي:
وما يُوجعُ الحِرمانُ من كفِّ حارمٍ |
كما يُوجعُ الحرمانُ من كفِّ رازقِ |
المتنبي:
وآنفُ من أخي لأبي وأمي |
إذا ما لم أجدهُ من الكرام |
|
ولم أرَ في عيوبِ الناسِ شيئاً |
كنقصِ القادرينَ على التمامِ |
المتنبي:
فتىً لا يُرَجّي أن تتِمَّ طهارةٌ |
لمن لم يُطهّر راحتيهِ من البُخلِ |
المتنبي:
كَفانيَ الذّمَّ أنني رجلٌ |
أكرَمُ مالٍ مَلكتهُ الكَرَمُ |
|
يجني الغِنى للِئامِ لو عَقلوا |
ما ليسَ يجني عليهم العُدُمُ |
|
هُمُ لأموالهمْ ولَسنَ لَهثمْ |
والعارُ يبقى والجُرْحُ يلتئمُ |
المتنبي:
وإن فقدَ الإعطاءَ حَنّتْ يمينهُ |
إليهِ حَنينَ الغلفِ فارقهُ الإلفُ |
وما كلٌّ بمعذورٍ ببِخلٍ |
ولا كلٌّ على بُخلٍ يُلام |
المتنبي:
يُعطي فلا مَطْلُهُ يُكَدِّرُها |
بها ولا مَنُّهُ يُنكّدُها |
|
له أيادٍ إليَّ سابقةٌ فَعُدْ بها لا عَدمتُها أبداً |
|
أعدُّ منها ولا أعدِّدهُا خيرُ صلاتِ الكريمِ أعودُها |
المتنبي:
أنتَ الجوادُ بلا مَنٍّ ولا كَدرٍ |
ولا مِطالٍ ولا وعدٍ ولا مَذَلِ |
المتنبي:
ومن إحدى فوائدِهِ العطايا |
ومن إحدى عطاياهُ الدّوامُ |
|
وقبضُ نوالهِ شَرَفٌ وعزٌّ |
وقبضُ نوالِ بعضِ القوم ذامُ |
|
لقد حَسنُتْ بك الأوقاتُ حتى |
كأنّكَ في فمِ الدّهرِ ابتسامُ |
المتنبي:
أَذا الجودِ أعطِ الناسَ ما أنتَ مالكٌ |
ولا تُعطينَّ الناسَ ما أنا قائلُ |
المتنبي:
إذا اكَتسَبَ الناسُ المعاليَ بالنّدى |
فإنّكَ تُعطي في نداكَ المعاليا |
|
وغيرُ كثيرٍ أن يَزُوركَ راجِلٌ |
فيرجِعُ مَلكاً للعراقينِ واليا |
المتنبي:
وإذا اهتزَّ للنّدى كان بحراً |
وإذا اهتزَّ للوغى كان نصلاً |
المتنبي:
إنّكَ من معشرٍ إذا وهبوا |
ما دُونَ أعمارِهمْ فقد بخلوا |
المتنبي:
ونادى النّدى بالنائمينَ عن السُّرى |
فأسمعهم هُبّوا فقد هلكَ البُخلُ |
المتنبي:
لا تَطلبَنَّ كريماً بعدَ رؤيتهِ |
إنّ الكِرامَ بأسخاهُمْ يداً خُتموا |
المتنبي:
ليسَ التعجُّبُ من مواهبِ مالهِ |
بل من سلامتها إلى أوقاتِها |
المتنبي:
وما كلُّ سيفٍ يقطعُ الهامَ حَدُّهُ |
وتقطعُ لزَباتِ الزمان مكارمُهْ |
المتنبي:
يُعطيك مبتدئاً فإن أعجلته |
أعطاكَ معتذراً كمن قد أجرما |
المتنبي:
إذا حازَ مالاً فقد حازهُ |
فتىً لا يسر بما لا يهب |
المتنبي:
لم أعرفِ الخيرَ إلا مُذْ عرفتُ فتىً |
لم يُولدِ الجُودُ إلا منذ مولدهِ |
المتنبي:
فكمْ وكمْ نِعمةٍ مُجّللةٍ |
رَبيّتها،كان منكَ مَولدُها |
|
وكم وكم حاجةٍ سمحتَ لها |
أقربُ مني إليَّ موعدُها |
|
ومكرُماتٍ مشت على قدم البرِّ أقرَّ جلدي بها عليّ فما |
إلى منزلي ترددها أقدرُ حتى المماتِ أجحدها |
|
فَعُدْ بها لا عدمتها أبداً |
خيرُ صلاتِ الكريمِ أعودُها |
المتنبي:
فجاءا به صَلْتَ الجبينِ مُعظّماً |
ترى الناسَ قلاً حولهُ وهُمُ كثرُ |
|
مُفدى بآباءِ الرجال سَمَيدعاً |
هو الكرمُ المدُّ الذي مالهُ جَزرُ |
المتنبي:
نَلومكَ يا عليُّ لغيرِ ذنبٍ |
لأنّكَ قد زريتَ على العبادِ |
|
وأنّكَ لا تجودُ على جوادٍ |
هباتُكَ أن يُلعبَ بالجوادِ |
|
كأنَّ سخاءكَ الإسلامُ تخشى |
إذا ماحُلْتَ عاقبة ارتدادِ |
فكمْ وكمْ نعمةٍ مُجلّلةٍ وكم وكمْ حاجةٍ سمحتَ بها |
ربيّتها كان منكَ مولدها أقربُ مني إليَّ موعدها |
|
ومكرُماتٍ مشت على قدم البرِّ |
إلى منزلي تردُدها |
|
أقرَّ جِلدي بها عليَّ فلا |
أقدرُ حتى المماتِ أجحدُها |
|
فَعُدْ بها لا عدمتُها |
أبداً خيرُ صلاتِ الكريمِ أعودُها |
المتنبي:
إذا كسبَ الناسُ المعاليَ بالنّدى |
فإنّكَ تُعطي في نداك المعاليا |
المتنبي:
غيث يبين للنظار موقعه |
إن الغيوث بما تأتيه جهال |
|
لا وارث جهلت يمناه ما وهبت |
ولا كسوب بغير السيف سآل |
المتنبي:
عند الهمام أبي المسك الذي غرقت |
في جودهِ مضر الحمراء واليمن |
|
وإن تأخر عني بعض موعده |
فما تأخر آمالي ولا تهن |
|
هو الوفي ولكني ذكرت له |
مودة فهو يبلوها ويمتحن |
المتنبي:
مضى وبنوه وانفردت بفضلهم |
وألف إذا ما جمعت واحد فرد |
|
لهم أوجه غرّ وأيدٍ كريمةٍ |
ومعرفة عد وألسنة لد |
المتنبي:
وإنَّ سحاباً جَودهُ مثل جودهِ |
سحابٌ على كلِّ السّحابِ لهُ فخرُ |
|
ولا ينفعُ الإمكانُ لولا سخاؤهُ |
وهل نافعٌ لولا الأكفُّ القنا السُّمرُ |
المتنبي:
ومن بعدهِ فقر ومن قربهِ غنى |
ومن عرضه حر ومن ماله عبد |
|
ويصطنعُ المعروف مبتدئأ به |
ويمنعه من من ذمه حمد |
كسائله من يسألُ الغيثَ قطرةً |
كعاذله من قال للفلك ارفقِ |
المتنبي:
ترّفعَ عن عَونِ المكارمِ قدرُهُ |
فما يفعلُ الفَعلاتِ إلا عذاريا |
المتنبي:
غمامٌ علينا مُمطرٌ ليسَ يُقشِعُ |
ولا البرقُ فيه خلباً حينَ يلمعُ |
|
إذا عرضتْ حاجٌ إليه فنفسُهُ |
إلى نفسهِ فيها شفيعٌ مُشَفّعُ |
المتنبي:
وإن فقد الإعطاء حَنّتْ يمينهُ |
إليهِ حنينَ الإلفِ فارقهُ الإلفُ |
المتنبي:
كالبحرِ يقذفُ للقريبِ جواهراً |
جوداً ويبعثُ للبعيدِ سحائبا |
المتنبي:
همُ المحسنونَ الكرَّ في حومة الوغى |
وأحسنَ منه كرّهمْ في المكارمِ |
المتنبي:
واجز الأمير الذي نعماه فاجئة |
بغير قول ونعمى الناس أقوال |
المتنبي:
ألا كُلُّ سَمْحٍ غيركَ اليومَ باطلٌ |
وكلُّ مديحٍ في سِواكَ مُضيَّعُ |
المتنبي:
من طلبَ المجدَ فليكن كَعليٍّ |
يهبُ الألفَ وهو يبتسِمُ |
المتنبي:
وعُظمُ قدركَ في الآفاقِ أوهمني |
أني بقلّةِ ما أثنيتَ أهجوكا |
|
شُكرُ العُفاةِ لما أوليتَ أوجدَ لي |
إلى نداكَ طريقَ العُرفِ مسلوكا |
المتنبي:
فتىً كالسحابِ الجُونِ يُخشى ويرُتجى |
يُرجى الحيا منها وتُخشى الصواعقُ |
|
ولكنّها تمضي وهذا مُخيّمٌ |
وتكذبُ أحياناً وذا الدهر صادقُ |
المتنبي:
كَبرّتُ حولَ ديارهم لمّا بدتْ |
منها الشموسُ وليسَ فيها المشرقُ |
|
وعجبتُ من أرضٍ سحابُ أكفّهم |
من فوقها وصخورها لا تُورِقُ |
|
وتفوحُ من طيبِ الثناءِ روائحٌ |
لهمُ بكلِّ مكانةٍ تُستنشقُ |
|
أمُريدَ مثل محمدٍ في عصرنا |
لا تبلُنا بطلابِ ما لايُلحقُ |
يا ذا الذي يهبُ الجزيلَ وعندَهُ |
أني عليهِ بأخذةِ أتصدّقُ |
|
أمطِرْ عليَّ سحابَ جودِكَ ثرّةً |
وانظر إليَّ برحمةٍ لا أغرقُ |
|
كذبَ ابنُ فاعلةٍ يقولُ بجهلهِ |
ماتَ الكرامُ وأنتَ حيٌّ تُرزقُ |
المتنبي:
فتىً كُلّ يوم تحتوي نفسَ مالهِ |
رماحُ المعالي لا الردينيةُ السمرُ |
|
تباعدَ ما بينَ السحابِ وبينهُ |
فنائلها قطرٌ ونائلهُ غَمرُ |
|
ولو تنزلُ الدنيا على حكم كَفّهِ |
لأصبحت الدنيا وأكثرها نزرُ |
المتنبي:
أستغفرُ الله لشخص مضى |
كان نداهُ منتهى ذنبه |
|
وكان من عدد إحسانه |
كأنّهُ أفرط في سبّهِ |
|
يريد من حب العلا عيشه |
ولا يريد العيش من حبه |
المتنبي:
فأنجمُ أموالهِ في النُحوسِ |
وأنجمُ سُؤلهِ في السُعودِ |
|
ولو لم أخف غير أعدائهِ |
عليه لبشرّتهُ بالخلودِ |
المتنبي:
أنتَ الذي سبكَ الأموالَ مكرُمةً |
ثمَّ اتخذتَ لها السؤالَ خُزانا |
|
عليكَ منكَ إذا أخليت مرتقِبٌ |
لم تأتِ في السرِّ ما لم تأتِ إعلانا |
المتنبي:
ولم بخلُ من أسمائهِ عودُ منبر |
ولم يخلُ دينارٌ ولم يخلُ درهمُ |
المتنبي:
ولم أرَ قبلي من مشى البحرُ نحوهُ |
ولا رجلاً قامتْ تُعانقهُ الأُسْدُ |
المتنبي:
أعدى الزمانَ سخاؤهُ فسخا بهِ |
ولقد يكونُ به الزمانُ بخيلا |
المتنبي:
كأنَّ نوالكَ بعضُ القضاءِ |
فما تُعطِ منهُ نجدهُ جُدودا |
المتنبي:
أصبحَ مالٌ كمالهِ لذوي الحاجةِ |
لا يُبتدى ولا يُسَلُ |
المتنبي:
إن حلَّ فارقتِ الخزائنُ مالَهُ |
أو سارَ فارقت الجسومُ الروسا |
المتنبي:
تتبّعَ أثارَ الرزايا بجودهِ |
تتبُّعَ آثار الأسنةِ بالقتلِ |
المتنبي:
لقد جُدْتَ حتى جدتَ في كل ملّةٍ |
وحتى أتاكَ الحمدُ من كلِّ منطق |
المتنبي:
جوادٌ على العلّاتِ بالمالِ كلّهِ |
ولكنّهُ بالدارِ عينَ بخيل |
المتنبي:
ما ينقضي لك في أيامه كرمٌ |
ولا انقضى لك في أعوامه عُمرُ |
المتنبي:
فتى كالسحابِ الجون يرجى ويُتقى |
يُرّجى الحيا منه وتخشى الصواعق |
المتنبي:
لا تطلبنَّ كريماً بعدَ رؤيتهِ |
إنَّ الكِرامَ بأسخاهم يداً خُتموا |
المتنبي:
ليسَ التعجبُ من مواهبِ مالهِ |
بل من سلامتها إلى أوقاتها |
المتنبي:
تركتُ السُّرى خلفي لمن قلَّ مالهُ |
وأنعلتُ أفراسي بنعماك عسجدا |
المتنبي:
وكُلّما لقيَ الدينارُ صاحبَهُ |
في مُلكهِ افترقا من قبلِ يصطحبا |
|
مكارِمٌ لكَ فُتَّ العالمينَ بها |
من يستطيعُ لأمرٍ فائتٍ طلبا |
المتنبي:
لقد جُدْتَ حتى جُدتَ في كلِّ مِلّةٍ |
وحتى أتاكَ الحمدُ من كلِّ منطقِ |
المتنبي:
يا مَنْ لِجودِ يديهِ في أموالهِ |
نِقَمٌ تعودُ على اليتامى أنعُما |
|
حتى يقولَ الناسُ ماذا عاقلاً |
ويقولُ بيتُ المالِ ماذا مُسلما |
المتنبي:
وإذا وكَلتَ إلى كريمٍ رأيَهُ |
في الجودِ بانَ مذيقهُ من مَحضهِ |
المتنبي:
ويُميتُ قبلَ قتالهِ ويبشُّ قبلَ |
نوالهِ ويُيلُ قبلَ سؤالهِ |
المتنبي:
وإذا غَنوا بعطائهِ عن هَزْهِ |
والى فأغنى أن يقولوا والهِ |
|
وكأنّما جدواهُ من إكثارهِ |
حسدٌ لسائلهِ على إقلالهِ |
|
غَربَ النجومُ فغُرنَ دونَ همومهِ |
وطلعنَ حينَ طلعنَ دونَ منالهِ |
المتنبي:
لا يعرفُ الرزء في مال ولا ولدِ |
إلا إذا خفر الأضياف ترحال |
المتنبي:
ظالمُ الجودِ كُلّما حلَّ ركبٌ |
سِيمَ أن تحملَ البحارَ مزادُه |
|
غمرتني فوائدٌ شاءَ فيها |
أن يكون الكلامُ مما أفاده |
|
ما سمعنا بمن أحبَّ العطايا |
فاشتهى أن يكونَ فيها فؤادُه |
المتنبي:
وأنكَ لا تجود على جوادٍ |
هِباتُكَ أن يُلّقب بالجوادِ |
المتنبي:
أمطِرهُ عليَّ سحابَ جُودكَ ثرَّةً |
وانظرْ إليَّ برحمةٍ لا أغرَقُ |
المتنبي:
لولا مفارقةُ الأحبابِ ما وجدتْ |
لها المنايا إلى أرواحنا سُبُلا |
المتنبي:
لا أستزيدُكَ فيما فيك من كرمٍ |
أنا الذي نام إن نبّهتُ يقظانا |
وحاشا لارتياحك أن يُبارى |
وللكرم الذي لك أن يباقى |
ولكنا نداعب منك قرماً |
تراجعت القروم له حقاقا |
أبو فراس الحمداني:
إن قصَّرَ الجُهدُ عن إدراكِ غايته |
فأعذرُ الناسِ من أعطاكَ ما وجدا |
أبو فراس الحمداني:
ويُصبحُ الضيفُ أولانا بمنزلنا |
نرضى بذاكَ، ويمضي حكمُهُ فينا |
أبو فراس:
أفضتَ عليه الجودَ من قبل هذه |
وأفضلُ منه ما يؤّمله بعد |
أبو فراس:
فإن عدتُ يوماً عاد للحربِ والندى |
وبذل الندى والمجد أكرم عائدِ |
أبو فراس:
وأفعالهُ للراغبينَ كريمةٌ |
وأموالهُ للطالبينَ نِهابُ |
أبو فراس:
بليثٍ ،إذا ما الليثُ حاد عن الوغى |
وغيثٍ،إذا ما الغيثُ أكدتْ سواجمه |
أبو فراس الحمداني:
كَفاني سطوةَ الدّهرِ |
جوادٌ نسلُ أجوادِ |
|
نماهُ خيرُ آباءٍ |
نمتهم خيرُ أجدادِ |
|
فما يصبو إلى أرضٍ |
سوى أرضي وروّادي |
|
وقاهُ الله فيما عاشَ |
شرَّ الزمن العادي |
أبو فراس:
أنتَ ليثُ الوغى،وحتفُ الأعادي |
وغياثُ الملهوف والمستجير |
أبو فراس:
أعزّ العالمين حِمى وجارا |
وأكرم مستعان مستماح |
أبو فراس الحمداني:
فإن عدت يوماً،عاد للحربِ والعلا |
وبذل النّدى،والجود،أكرم عائدِ |
|
مريرٌ على الأعداء،لكن جاره |
إلى خصب الأكنافِ،عذبُ المواردِ |
أبو فراس الحمداني:
وندعو كريماً من يجودُ بمالهِ |
ومن يبذُلِ النفسَ الكريمةَ أكرمُ |
أبو فراس الحمداني:
يا باذلَ النَّفسِ والأموالِ مُبتسماً |
أما يَهولُكَ لا موتٌ ولا عَدَمُ؟ |
|
نشدُتكَ بالله لا تسمحْ بنفسِ عُلاً |
حياةُ صاحبها تحيا بها الاُمَمُ |
أبو فراس:
ولا راحَ يُطغيني بأثوابهِ الغنى |
ولا باتَ يثنيني عن الكَرَمِ الفقرُ |
أبو فراس الحمداني:
يا مُنفقَ المال،لا يُريدُ بهِ |
إلا المعالي التي يؤّثلها |
|
أصبحت تشري مكارماً فُضلاً |
فداؤنا،وقد علمت أفضلها |
|
لا يقبل الله منك فرضك ذا |
نافلةً عندهُ تُنّفلها |
أبو فراس الحمداني:
المشتري الحمدَ بأموالهِ |
والبائع النائلَ بالنائلِ |
|
دانٍ إلى سُبل الندى والعلا الأسدُ الباسلُ والعارضِ الهطلِ |
ناءٍ عن الفحشاءِ والباطلِ عند الزمن الماحلِ |
أبو فراس:
يا سيداً ما تُعَدَّ مكرمةً |
إلا وفي راحتيك أكملها |
|
ليست تنال القيود من قدمي |
وفي اتباعي رضاك أحملها |
|
لا تتيَّمْ والماء تدركه |
غيرك يرضى الصغرى ويقبلها |
أبو فراس:
وما أدعي ما يعلم الله غيره |
رحاب“علي“للعفاة رحاب |
|
وأفعالهُ للراغبين كريمة |
وأموالهُ للطالبين نهاب |
أبو فراس:
ولستُ بجهمِ الوجهِ في وجهِ صاحبي |
ولا قائلٍ للضيف:هل أنتَ راحِلُ؟ |
|
ولكن قِراهُ ما تشّهى، ورِفدهُ |
ولو سأل الأعمارَ ما هو سائلُ |
أبو فراس :
ولا والله ما بخلت يميني |
ولا أصبحتُ أشقاكم بمالي |
|
ولا أمسي يُحكّم فيه بعدي |
قليلُ الحمدِ،لي سوء الفعالِ |
|
ولكني سأفنيه،وأفني |
ذخائر من ثوابٍ أو كمالِ |
أبو فراس الحمداني:
ليس جُوداً عطيةً بسؤال |
قد يهزُّ السؤالُ غير الجوادِ |
|
إنّما الجودُ ما أتاكَ ابتداءً |
لم تَذُقْ فيه ذلّة التردادِ |
أبو فراس:
أنا الجارُ لا زادي بطيء عليهم |
ولا دون مالي في الحوادث باب |
أبو فراس الحمداني:
لو كانَ يفدي معشرٌ هالكاً |
فداهُ من حافٍ ومن ناعلِ |
|
فكم حشا قبرك من راغبٍ |
وكم حشا تربك من آملِ |
بشار بن برد:
قومٌ لهم كرمُ الإخاءِ وعزّة |
لا يمكنون بها الظلامة صيدا |
|
تأبى قلوبهم المذلّة والخنا |
وأبتْ أكفُّهم البحورُ جُمودا |
|
فطنٌ لمعروفٍ وإن لم يفطنوا |
للغيِّ يعرفهُ الخليلُ معيدا |
|
وترى عليهم نضرةً ومهابةً |
شرفاً وإن ملكوا أمنت وعيدا |
بشار بن برد:
أيُّها السائلي عن الحزمِ والنجدةِ |
والبأسِ والندى والوفاءِ |
|
إنّ تلكَ الخلال عند ابن سلم |
ومزيدٌ من مثلها في الغَناءِ |
|
كخراجِ السماءِ سيبُ يديهِ |
لقريبٍ ونازحِ الدارِ ناءِ |
|
حرّمَ الله أن ترى كابن سلم |
عُقبةِ الخيرِ مُطعمُ الفقراء |
بشار بن برد:
لعمرُكَ لقد أجدى على ابن برمكٍ |
وما كلُّ من كانَ الغنى عنده يُجدي |
|
حلبتُ بشعري راحتيهِ وقد رنا |
سماحاً كما درَّ السّحابُ على الرعدِ |
بشار:
متوازنون على المحامدِ والندى |
لا يحسبون غنىً يديم خلودا |
بشار:
أخالدُ إنَّ الحمدَ يبقى لأهلهِ |
جمالاً ولا تبقى الكنوزُ على الكَدِّ |
|
فأطعم وكل من عارةٍ مُستردةٍ |
ولا تبقها إن العواريَ للردِ |
بشار:
لا يحقب القطر إلا فاضَ نائلهُ |
ولا تزلزلَ إلا خلته يقِر |
بشار:
يطوفُ العُفاةُ بأبوابهِ |
كطوافِ الحجيجِ ببيتِ الحرم |
بشار بن برد:
لعمري لقد أجدى عليَّ ابنُ بَرْمكٍ |
وما كلُّ من كانَ الغِنى عندَهُ يُجدي |
|
حلبتُ بشعري راحتيهِ فدرّتا |
سماحاً كما درَّ السحابُ مع الرّعدِ |
بشار
حرّمَ الله أن ترى كابن سَلْمٍ |
عُقبةِ الخيرِ مُطعمِ الفقراءِ |
|
إنّما لذّةُ الجوادِ ابنِ سَلْمٍ |
في عطاءٍ ومركبٍ للقاءِ |
|
ليسَ يُعطيكَ للرجاءِ ولاالخو لا يهابُ الوغى ولا يعبدُ المالَ |
|
فِ ولكن يلذُّ طعمَ العطاءِ ولكن يُهينهُ للثناء |
بشار بن برد:
لما رآني بدتْ مكارمهُ |
نوراً على وجههِ وما اكتأبا |
|
كأنّما جئتهُ أبشّرهُ |
ولم أجىء راغباً ومختلبا |
|
بشار بن برد:
دعاني إلى عُمرٍ جُودُهُ |
وقولُ العشيرةِ بَحرٌ خِضَمْ |
|
ولولا الذي زعموا لم أكنْ |
لأحمدَ رَيحانةً قبلَ شَمّْ |
بشار:
لا يهابُ الوغى ولا يَعبدُ |
المالَ ولكن يُهينهُ للثناءِ |
|
أرْيحيٌّ لهُ يدٌ تُمطِرُ النَيلَ |
وأخرى سُّمٌّ على الأعداءِ |
بشار بن برد:
إلى فتىً تسقي يداهُ النّدى |
حيناً وأحياناً دمَ المُذنبِ |
|
إذا دنا العيشُ فمعروفهُ |
دان بعيش القانع المتربِ |
بشار بن برد:
ليسَ يُعطيكَ للرجاء ولا الخو |
فِ ولكن يَلذُّ طعمَ العطاء |
|
يسقطُ الطير حيث يَنتثرُِ الح |
بُّ وتغُشى منازِلُ الكرماء |
بشار بن برد:
أنفِقِ المالَ ولا تشقَ بهِ |
خيرُ ديناريكَ دينارٌ نَفَقْ |
بشار بن برد:
إنّ الكريمَ ليُخفي عنكَ عُسرتهُ |
حتى تراهُ غنياً وهو مجهودُ |
|
إذا تكّرهتَ أن تعطي القليلَ ولم |
تقدر على سَعةٍ لم يظهر الجودُ |
|
أورقْ بخيرٍ تُرَجّى للنوالِ فما |
تُرجى الثمارُ إذا لم يُورِقِ العودُ |
|
بُثَّ النوال ولا تمنعكَ قِلتهُ |
فكلُّ ما سدَّ فقراً فهو محمودُ |
بشار بن برد:
لقد كنتُ لا أرضى بأدنى معيشةٍ |
ولا يشتكي بُخلاً عليَّ رفيقُ |
|
خليليَّ إنَّ المالَ ليس بنافعٍ |
إذا لم ينلْ منهُ أخٌ وصديقُ |
بشار بن برد:
إذا جئتَهُ للحمدِ أشرقَ وجههُ لهُ نِعَمٌ في القومِ لا يستثيبها |
|
إليكَ وأعطاكَ الكرامةَ بالحمدِ جزاءً وكَيلَ التاجرِ المدُّ بالمُدِّ |
مفيدٌ ومتلافٌ سبيلُ تُراثُه لمستُ بكفّي كَفّهُ أبتغي الغنى فلا أنا منهُ ما أفادَ ذوو الغنى |
|
إذا ما غدا أو راحَ كالجَزرِ والمدِّ ولم أدرِ أن الجودَ من كفّهِ يُعدي أفدتُ وأعداني فأتلفتُ ما عندي |
بشار:
فلا يُسرُّ بمال لا يجود به |
وليسَ يقنع إلا بالذي يهبُّ |
بشار:
وما ضاعَ مالٌ أورثَ الحمدَ أهلهُ |
ولكنَّ أموالِ البخيلِ تضيعُ |
بشار بن برد:
تَعوّدَ أخذَ الحمدِ منا بمالهِ |
وكلُّ امرىءٍ جارٍ على ما تعوّدا |
|
يجودُ لنا لا يمنعُ المال باخلاً كذلكَ تلقى الهاشميّ إذا غدا |
ولا اليومَ إن أعطاكَ مانِعهُ غدا جواداً وإن عاودتهُ كانَ أجودا |
بشار بن برد:
فجزى الله عن أخيكَ ابنَ سِلمٍ |
حينَ قلَّ المعروفُ خيرَ الجزاءِ |
|
صنعتني يداهُ حتى كأنّي |
ذو ثراءٍ من سرِّ أهلِ الثراءِ |
|
لا أُبالي صفحَ اللئيمِ ولا تجري |
دموعي على الخؤونِ الصفاءِ |
|
وكفاني أمراً أبرَّ على البخلِ |
بكفٍّ محمودةٍ بيضاء |
بشار بن برد:
أيُّها السائلي عن الحزمِ والنجدةِ وال |
بأسِ والندى والوفاء |
|
إن تلكَ الخللَ عند ابن سلمٍ |
ومزيداً من مثلها في الغَناء |
|
كخراج السماء سيبُ يديه |
لقريبٍ ونازح الدار ناء |
|
حرّمَ الله أن ترى كابنِ سلمٍ |
عُقبةِ الخيرِ طعم الفقراء |
بشار بن برد:
أخالدُ لم أخبطْ إليك بنعمة |
سوى أنني عافٍ وأنتَ جوادُ |
|
فإن تعطني أفرغ إليك محامدي |
وإن تأبَ لا يُضرَبْ عليك سِدادُ |
|
أخالِدُ بينَ الأجرِ والحمد حاجتي |
فأيّهما تأتي فأنت عِمادُ |
|
وما خابَ بينَ الأجرِ والحمدِ عاملٌ |
لهُ منهما عندَ العواقبِ زادُ |
بشار بن برد:
كأنَّ لهم دَيناً عليه وما لهم |
سوى جود كفيه عليه حقوق |
أبو تمام:
ونغمة مُعْتَفٍ يرجوه أحلى |
على أذنيه من نغم السماع |
|
جعلت الجود لألاء المساعي |
وهل شمسٌ تكون بلا شعاع؟ |
|
ولم يحفظ مَضاعَ المجد شيء |
من الأشياء كالمال المضاع |
|
ولو صورت نفسك لم تزدها |
على ما فيك من كرم الطباع |
|
أبو تمام:
هيهاتَ لا ينأى الفخارُ وإن نأى أنّى يفوتُكَ ما طلبتَ وإنّما |
عن طالب كانت مطيتهُ النّدى وطراكَ أن تُعطي الجزيلَ وتُحمدا |
|
لما زهدتَ زهدتَ في جمع الغنى |
ولقد رغبتَ فكنتَ فيه أزهدا |
|
فالمالُ إن ملتَ ليس بسالمٍ |
من بطشِ \جودِكَ مُلحاً أو مُفسدا |
|
ولأنتَ أكرمُ من نوالكَ محتدا |
ونداكَ أكرمُ من عدوكَ محتدا |
|
لا تعدمنّكَ طيءٌ فلقلّما |
عدِمتْ عشيرتُكَ الجوادَ السيّدا |
أبو تمام:
أبا سعيدٍ تلاقتْ عندكَ النِعَمُ |
فأنتَ طودٌ لنا مُنجٍ ومُعتصَمُ |
|
لا زالَ جودُكَ يخشى البخلُ صولتَهُ |
وزالَ عودُكَ تسقي روضهُ الديمُ |
|
أشرفتُ منكَ على بحرِ الغنى ويدي |
يجولُ في مستواها الفقرُ والعدَمُ |
|
أحرمتُ دونكَ خوفَ النائباتِ فما |
شككتُ إذ قُمتَ دوني أنّكَ الحرمُ |
أبو تمام:
مفيدُ جزلِ المال معطي جزلهِ |
يحويه من حرامهِ وحلهِ |
|
ويجعلُ النائلَ أدنى سُبلهِ |
وبلدٍ نائي المحلّ محلهِ |
أبو تمام:
فتىً لم يَقُمْ فرداً ليومِ كريهةٍ |
ولا نائلٍ إلا كفى كلَّ قاعدِ |
|
ولا اشتدتِ الأيامُ إلا لأنها |
أشمُّ شديدُ الوطءِ فوقَ الشدائدِ |
أبو تمام:
كريمٌ إذا زرناهُ لم يقتصر بنا |
على الكرِ المولودِ أو يتكرما |
أبو تمام:
وتبصرّي خببَ الرّكابِ ينصُّها |
مُحيّ القريض إلى مُميتِ المالِ |
أبو تمام:
أقولُ لمرتادِ الندى عند مالكٍ |
تعوّد بجدوى مالكٍ وصلاتهِ |
|
فتىً جعلَ المعروفَ من دونِ عرضهِ |
سريعاً إلى المُمتاحِ قبل عِداتهِ |
|
ولو قصرّت أموالهُ عن سماحةٍ |
لقاسمَ من يرجوهُ شطرَ حياتهِ |
|
ولو لم يجد في قسمةِ العمر حيلةً |
وجازَ له الإعطاءُ من حسناته |
|
لجادَ بها من غير كفرٍ بربّه |
وآساهم من صومهِ وصلاتهِ |
أبو تمام:
إذا أحسنَ الأقوامُ أن يتطولوا |
بلا مِنّةٍ أحسنتَ أن تتطولا |
|
وجدناكَ أندى من رجالِ أناملا |
وأحسنَ في الحاجاتِ وجهاً وأجملا |
|
تُضيءُ إذا اسودَّ الزمان وبعضهم |
يرى الموتَ أن ينهلَّ أو يتهللا |
أبو تمام:
أادريسُ ضاعَ المجدُ بعدك كلُّهُ |
ورأيُّ الذي يرجوهُ بعدكَ أضيعُ |
|
وتبسطُ كفاً في الحقوقِ كأنّما |
أناملُها في الجودِ والبأس أذرعُ |
أبو تمام:
وما كانَ إلا مالَ من قلَّ مالُهُ |
وذُخراً لمن أمسى وليسَ لهُ ذُخرُ |
|
وما كانَ يدري مُجتدي جودِ كفّهِ |
إذا ما استهلّتْ أنّهُ خُلِقَ العُسرُ |
أبو تمام:
ما جادَ جودك ‘ذ تعطي بلا عدةٍ |
ما يرتجى منكَ لا كعبٌ ولا هرِمُ |
أبو تمام:
كمْ وَقعةٍ لكَ في المكارمِ فخمةٍ |
غادرتَ فيها ما ملكتَ فتيلا |
أبو تمام:
لن ينالَ العلا خصوصاً من الفتيان |
من لم يكنْ نداهُ عموما |
أبو تمام:
فعلمنا أن ليسَ إلا بِشقِّ النفس |
صارَ الكريمُ يُدعى كريماً |
أبو تمام:
كِرامٌ لا يرونَ العُسرَ فقراً |
وفي العرض الغنى والإفتقار |
أبو تمام:
لا كانت الآمال يكفُلُ نجحها |
كرم يريكَ تجهماً وقطوبا |
أبو تمام:
أبى قدرنا في الجودِ إلا نباهة |
فليسَ لمالٍ عندنا أبداً قدرُ |
أبو تمام:
أوطأتَ أرضَ البُخلِ فيها غارةً |
تركتْ حُزونَ الحادثاتِ سُهولا |
|
فرأيتَ أكثرَ ما حبوتَ من اللّهى |
نَزْراً وأصغرَ ما شُكرتَ جزيلا |
|
لم يترك في المجد من جعل النّدى |
في مالهِ للمُعتفين وكيلا |
|
أو ليسَ عمروٌ بثّ في الناسِ النّدى |
حتى اشتهينا أن نُصيبَ بخيلا |
أبو تمام:
بدرٌ إذا الإحسانُ قُنِّع لم يزلْ |
وجهُ الصّنيعة عنده مكشوفا |
|
وإذا غدا المعروفُ مجهولاً غدا |
معروف كفّك عنده معروفا |
أبو تمام:
قد كساني من كسوة الصيف خِرْقٌ |
مُكتسٍ من مكارمٍ ومساعِ |
|
سوف أكسوكَ ما يفوق عليه |
من ثناءٍ كالبُردِ بُردِ الصّاعِ |
|
حُسن هاتيكَ في العيون وهذا |
حسنهُ في القلوبِ بالأسماعِ |
أبو تمام:
جزى الله كفّاً ملؤها من سعادةٍ |
سعتْ في هلاكِ المال والمالُ نائمُ |
|
فلم يجتمع شرقٌ وغربٌ لقاصدٍ |
ولا المجدُ في كفِّ امرىءٍ والدراهمُ |
أبو تمام:
إلى سالمِ الأخلاقِ من كلِّ عائبٍ |
وليسَ له مالٌ على الجودِ سالِمُ |
|
جديرٌ بأن لا يُصبحَ المالُ عندَهُ |
جديراً بأن يبقى وفي الأرضِ غارِمُ |
|
وليسَ ببانٍ للِعلى خُلُقُ امرىءٍ |
وإن حلَّ إلا وهو للمالِ هادِمُ |
أبو تمام:
كَرُمتْ راحتاهُ في أزماتٍ |
كانَ صوبُ الغمامِ فيها لئيما |
|
لا رُزِيناهُ ما ألذَّ إذا هُزَّ |
وأندى كفاً وأكرمَ خيما |
|
وأحقُّ الأقوامِ أن يقضي الدينَ |
امرؤٌ كان للإله غريما |
|
في طريقٍ قد كانَ قبلُ شراكاً |
ثم لمّا علاهُ صارَ أديما |
أبو تمام:
وكم مشهدٍ أشهدتَهُ الجودَ فانقضى |
ومجدُكَ يُستحيا ومالُكَ يُقتلُ |
|
بلوناكَ أمّا كعبُ عِرضكَ في العُلى |
فعالٍ ولكن خدُّ مالكَ أسفلُ |
|
أبوكَ شقيقٌ لم يزلْ وهو للندى |
شقيقٌ وللملهوفِ حِرزٌ ومَعقِلُ |
|
أفادَ من العليا كنوزاً لو أنّها |
صوامتُ مالٍ وما درى أين تُجعلُ |
أبو تمام:
تنّصب البرقُ مختالاً فقلت له: |
لو جُدتَ جودَ بني يزدان لم تزد |
أبو تمام:
مازالَ يهذي بالمكارمِ والنّدى |
حتى ظننا أنّهُ محمومُ |
أبو تمام:
يا أيُّها الملكُ النائي برؤيتهِ |
وجودُهُ لمرجي جودهِ كثبُ |
|
ليسَ الحجابُ بِمقُصٍ عنكَ لي أملاً |
إنَّ السماءَ تُرّجى حينَ تحتجبُ |
|
ما دونَ بابكَ لي بابٌ ألوذُ به |
ولا وراءكَ لي مثوىً ومطلبُ |
|
يا خيرَ من سمعتْ أذنٌ به ورأت |
عينٌ ومن وردتْ أبوابَهُ القربُ |
|
أما السكوتُ فمطويٌّ على عِدَةٍ |
وفي كلامكَ غُرُّ المالِ يُنتهبُ |
أبو تمام:
أبا دلفٍ لم يبقَ طالبُ حاجةٍ |
من الناسِ غيري والمحلُّ جديبُ |
|
يسرُكَ أني أُبتُ عنكَ مَخيباً |
ولم يُرَ خَلْقٍ من جَداكَ يخيبُ؟ |
|
وأنّي صيّرتُ الثناءَ مذمةً |
وقام بها في العالمينَ خطيبُ |
|
فإن نلتُ ما أملتُ فيكَ فإنني |
جديرٌ وإلا فالرحيلُ قريبُ |
أبو تمام:
إذا قال أهلاً مرحباً نبعتْ لهم |
مياهُ الندى من تحتِ أهلٍ ومرحبِ |
أبو تمام:
لهُ رياضُ ندىً لم يُكْبِ زهرتها
مدى العفاةِ فلم تحلل به قدمٌ |
|
خَلفٌ ولم تتبخترْ بينها العللُ إ إذا اخلعَ الليلُ النهار رأيتها |
ما إن يُبالي إذا حلّى خلائقهُ |
بجودهِ أيُّ فطريهِ حوى العطَلُ |
|
كأنَّ أموالهُ والبذلُ يمحقها |
نهبٌ تعسفهُ التبذيرُ أو نفلُ |
|
شرسْتَ بل لِنْتَ بل قانيتَ ذاك بذا |
فأنتَ لا شكَ فيكَ أنتَ السهلُ والجبلُ |
أبو تمام:
ليسقم الدهرُ أو تصحح مودّتهُ |
فاليومَ أوّلَ يومٍ صحَّ لي أمَلُ |
|
أدنيتُ رحلي إلى مُدْنٍ مكارِمَهُ |
إليَّ يهتبلُ اللذّ حيثُ أهتبلُ |
|
يحميه حزمٌ لِحزمِ البُخلِ مُهتضِمٌ |
جوداً وعرضٌ لعرضِ المالِ مبتذلُ |
أبو تمام:
لا مُلبِسٌ مالَهُ من دونِ سائلهِ |
ستراً ولا ناصِبُ المعروفِ للعذلِ |
|
لا شمسهُ جمرةٌ تُشوى الوجوهُ بها |
يوماً ولا ظلّهُ عنا بِمنتقلِ |
|
تحولُ أموالهُ عن عهدها أبداً |
ولم يَزُلْ قطّ عن عهدٍ ولم يَحُلِ |
أبو تمام:
مضوا وكأن المكرمات لديهم |
لكثرةِ ما أوصوا بهنّ شرائِعُ |
|
فأيّ يد في المحل مُدت فلم يكن |
لها راحة من جودهم وأصابعُ |
|
هم استودعوا المعروف محفوظ مالنا |
فضاعَ وما ضاعتْ لدينا الودائعُ |
أبو تمام:
ملكٌ إذا الحاجاتُ لِذنَ بحفوهِ |
صافحنَ كفَّ نوالهِ المُتيسرِ |
أبو تمام:
أما أبو بِشْرٍ فقد أضحى الورى |
كلاً على نفحاتهِ ونوالهِ |
|
فمتى تُلِمَّ به تؤبُ مُستيقناً |
أن ليسَ أولى من سِواهُ بمالهِ |
|
كرمٌ يزيدُ على الكرامِ وتحتهُ |
أدبٌ يُفكُّ القلبَ من أغلالهِ |
أبو تمام:
محمدُ يا بن المستهلّ تهللتْ |
عليكَ سماءٌ من ثنائي تهطلُ |
|
وكم مشهدٍ أشهدتهُ الجودَ فانقضى |
ومجدُكَ يُستحيا ومالُكَ يقتلُ |
أبو تمام:
تَعِبُ الخلائقِ والنّوالِ ولم يكن |
بالمُستريحِ العِرْضِ من لم يتعبِ |
|
بشحوبهِ في المجدِ أشرقَ وجهُهُ |
لا يستنيرُ فعالَ من لم يَشحُبِ |
|
بحرٌ يَطمُّ على العُفاةِ وإن تتهِجْ |
ريحُ السؤالِ بموجهِ يغلولبِ |
|
والشّولُ ما حُلبِتْ تدفق رِسلُها |
وتجفُّ درّتها إذا لم تُحّلبِ |
أبو تمام:
بحرٌ من الجودِ يرمي موجَهُ زَبداً لولا ابن حسانَ ماتَ الجودُ وانتشرتْ |
حبابهُ فضةٌ زينت بعقيانِ مناحِسُ البخلِ تطوي كل إحسانِ |
|
لمّا تواترتِ الأيامُ تعبثُ بي |
وأسقطت ريحُها أوراقَ أغصاني |
|
وصلتُ كفَّ مُنىً بكفِ غِنىً |
فارقتُ بينهما همّي وأحزاني |
|
حتى لبستُ كسى لليُسرِ تنشرها |
على اعتساري يدٌ لم تسهُ عن شأني |
يدٌ من اليُسرِ قدّتْ حلتي عسري |
حتى مشى عُسري في شخص عريانِ |
|
وصالحتني الليالي بعدما رجحتْ |
على سروري غمومي أيَّ رجحانِ |
|
فاليومَ سالمني دهري وذكرني |
من المدائحِ ما قد كانَ أنساني |
|
ثم انتضتْ للِعدا الأيامُ صارِمها |
واستقبلتها بوجهٍ غيرِ حُسّانِ |
أبو تمام:
جودٌ كَجودِ السّيلِ إلا أن ذا |
كَدرٌ وأنَّ نداكَ غيرُ مُكَدّرِ |
أبو تمام:
أغرُّ يداهُ فرضتا كلِّ طالبٍ |
وجدواهُ وقفٌ في سبيلِ المحامدِ |
أبو تمام:
افخر بجودكَ دونَ فخركَ إنّما |
جدواكَ تنشرُ عنكَ ما لم تنشر |
أبو تمام:
أسائِلَ نصر لا تسلهُ فإنّهُ |
أحنُّ إلى الأرفادِ منك إلى الرفدِ |
أبو تمام:
يُعطي عطاءَ المُحسنِ الخضل النّدى ومُرحبٍ بالزائرينَ وبِشرُهُ |
عفواً ويعتذِرُ اعتذارَ المُذنبِ يُغنيكَ عن أهلٍ لديهِ ومرحبِ |
|
يغدو مؤّلهُ إذا ما حطّ في سلسَ اللّبانةِ والرجاءِ ببابهِ |
أكنافهِ رحلَ المُكلِ المُلغبِ كتبَ المنى مُمتّدَ ظل المطلبِ |
|
الجدُّ شيمتهُ وفيه فكاهةٌ |
سجعٌ ولا جدُّ لمن لم يلعبِ |
|
شرسٌ،ويُتبِعُ ذاكَ لينَ خليقةٍ |
لا خيرَ في الصّباءِ مالم تُقطبِ |
أبو تمام:
صدفتُ عنهُ فلم تصدفْ مودّتهُ |
عني وعاودهُ ظنّي،فلم يَخبِ |
|
كالغيثِ إن جئتهُ وافاكَ ريَقهُ |
وإن تحملّت عنهُ كانَ في الطلبِ |
أبو تمام:
لآلِ سهلٍ أكفٌّ كُلّما اجتُديتْ |
فعلنَ في المَحْلِ ما لا تفعلُ الدَيمُ |
|
قومٌ تراهُمْ غيارى دونَ مجدهمُ |
حتى كأنَ المعالي عندهم حُرَمُ |
أبو تمام:
فتىً ما يُبالي حينَ تجتمعُ العُلى |
لهُ أن يكونَ المالُ في السحقِّ والبعدِ |
|
فتىً جودهُ طبعٌ فليسَ بحافلٍ |
أفي الجورِ كان الجودُ منه أو القصدِ |
أبو تمام:
أنضرتْ أيكتي عطاياكَ حتى |
صارَ ساقاً عُودي وكانَ قضيبا |
|
مُمطراً لي بالجاهِ والمالِ لا |
ألقاكَ إلا مُستوهباً أو وهوبا |
أبو تمام:
سهلن عليكَ المكرمات فوصفها |
علينا إذا ما استجمعت فيك أسهلُ |
أبو تمام:
قومٌ إذا هطلت جوداً أكفّهمُ |
علمتَ أنَّ الندى مُذْ كانَ في اليمنِ |
أبو تمام:
لا جودَ في الأقوامِ يُعلَمُ ما خلا |
جوداً حليفاً في بني عتابِ |
|
متدفقاً صقلوا به أحسابُهمْ |
إنّ السماحةَ صَيقلُ الأحسابِ |
أبو تمام:
رأيتُكَ للسَّفرِ المُطّردِ غايةً سألتُكَ ألا تسألَ الله حاجةٍ |
يؤمونها حتى كأنّكَ منهلُ سوى عَفوهِ ما دُمتَ تُرجى وتُسألُ |
|
وإياكَ لا إيايَ أمدحُ مثلما |
عليكَ يقيناً لا عليَّ المعولُ |
|
ولستَ ترى أنَّ العُلى لكَ عندما |
تقولُ ولكنَّ العُلى حينَ تفعلُ |
|
ولا شكَّ أنَّ الخيرَ منكَ سجيةٌ |
ولكنَّ خيرَ الخيرِ عندي المُعجّلُ |
أبو تمام:
ما زلت ترغب في الندى حتى بدتْ |
للراغبين زهادة في العسجدِ |
|
فإذا ابتنين بجود يومكَ مفخراً |
عصفت به أرواح جودكَ في غدِ |
أبو تمام:
تضاءلَ الجودُ مُذْ مُدّتْ إليكَ يدٌ |
من بعضِ أيدي الضنى واستأسدَ البَخَلُ |
|
لم يبقَ في صدرِ راجي حاجةٍ أملٌ |
إلا وقد ذابَ سُقماً ذلكَ الأملُ |
أبو تمام:
اشدُدْ يديكَ بحبلِ نوحٍ مُعتصماً |
تلقاهُ حبلاً بالندى موصولا |
|
ذاكَ الذي إن كانَ خِلُّكَ لم تَقُلْ |
يا ليتني لم أتخذهُ خليلا |
أبو تمام:
قُلْ للأميرِ أبي سعيدٍ ذي الندى |
والمجدِ زادَ الله في إكرامهِ |
|
أنتَ المُباري الريحَ في نفحاتها |
والمُستهينُ مع الندى بملامهِ |
|
فمن أينَ أرهبُ أن يراني راجلاً |
أحدٌ وما أرجو سوى أيامهِ |
|
قسمَ الحياءُ على الأنام جميعهم وتقسّمَ الناسُ السخاءَ مجزاً |
فذهبتَ أنت فقدتهُ بزمامهِ وذهبتَ أنت برأسهِ وسنامهِ |
|
وتركتَ للناس الإهابَ وما بقى |
من فرثهِ وعروقهِ وعظامهِ |
أبو تمام:
وإذ أنا ممنونٌ عليَّ ومُنعَمٌ |
فأصبحتُ من خضراء نعماكَ مُنعما |
|
ومنْ خدمَ الأقوامَ يرجو نوالهم |
فإني لم أخدمكَ إلا لأخدما |
أبو تمام:
قُلْ للأمير تجدْ للقولِ مضطربا |
وتلاقَ في كنفيهِ السهلَ والرّحبا |
|
فداءُ نعلكَ معطى حظ مكرمةٍ |
أصغى إلى المَطلِ حتى باعَ ما وهبا |
أبو تمام:
رأيتُ لِعيّاشٍ خلائقَ لم تكن |
لتكملَ إلا في اللّبابِ المُهذّبِ |
|
لهُ كرمٌ لو كانَ في الماءِ لم يَغضْ |
وفي البرقِ ما شامَ امرؤٌ بَرْق خُلّبِ |
|
أخو أزماتٍ،بذلهُ بذلُ محسنٍ |
إلينا ولكن عذرهُ عُذرُ مُذنبِ |
أبو تمام:
لا شيء أحسنُ من ثنائي سائراً |
ونداكَ في أفقِ البلادِ يسايرهُ |
|
وإذا الفتى المأمولُ أنجحَ عقلَهُ |
في نفسهِ ونداهُ أنجحَ شاعرِه |
أبو تمام:
قد بلونا أبا سعيدٍ حديثاً |
وبلونا أبا سعيدٍ قديما |
|
ووردناهُ ساحلاً وقليباً |
ورعيناهُ بارضاً وجميماً |
|
فعلمنا أن ليسَ إلا بشقِّ النفسِ |
صار الكريمُ يُدعى كريماً |
أبو تمام:
للهِ أفعالُ عياشٍ وشيمتهُ |
يزدَنهُ كرماً إن ساسَ أو سيسا |
|
ما شاهدَ اللبسَ إلا كان متضحاً |
ولا نأى الحقّ إلا كانَ ملبوساً |
|
فاضتْ سحائبُ من نعمائهِ فطمتْ |
نُعماهُ بالبؤسِ حتى اجتثتِ البؤسا |
|
يحرسن بالبذلِ عرضاً ما يزالُ |
من الآفات بالنفحاتِ الغرِّ محروسا |
أبو تمام:
وكان لهم غيثاً وعِلماً فمعدِمٍ |
فيسأله أو باحثٍ فيسائله |
|
ومُبتدَرُ المعروفِ تسري هِباتهُ |
إليهم ولا تسري إليهم غوائلهُ |
|
فتىً لم تكن تغلي الحقودُ بصدرهِ |
وتغلي لأضيافِ الشتاءِ مراجِله |
|
مليكٌ لأملاكٍ تُضيفُ ضيوفهُ |
ويُرجى مرجَيه ويُسألُ سائله |
أبو تمام:
فتىً تراهُ فتنفي العُسرَ غُرّتهُ |
يمناً وينبعُ من أسرارها اليُسرُ |
|
فدىً له مُقشعِرٌّ حين تسألهُ |
خوفَ السؤالِ كأنَّ في جلدهِ وبرُ |
|
أنى ترى عاطلاً منحلي مكرمةٍ |
وكلَّ يومٍ تُرى في مالكَ الغِيَرُ |
|
لله درُّ بني عبد العزيز فكم |
أردوا عزيزِ عدىً في خدّهِ صعرُ |
أبو تمام:
يفدي أبا العباسِ من لم يفدهِ |
من لائميهِ جِذْمُهُ وعناصره |
|
مستنفرٌ للمادحينَ،كأنّما |
آتيه يمدحهُ أتاهُ يفاخره |
|
ماذا ترى فيمن رآك لمدحهِ |
أهلاً وصارت في يديك مصايره |
أبو تمام:
ما يُحسنُ الدهرُ أن يسطو على رجلٍ |
إذا تعلّقَ حبلاً من أبي حَسَنِ |
|
كم حالَ فيضُ نداهُ يومَ مُعضلةٍ |
وبأسهُ بينَ من يرجوهُ والمِحنِ |
|
كأنني يومَ جردتُ الرجاءَ لهُ |
عَضباً أخذتُ به سيفاً على الزمنِ |
أبو تمام:
شهدتُ لقد لبست أبا سعيدٍ |
مكارمَ تبهرُ الشرفَ الطُّوالا |
|
إذا حرَّ الزمانُ جرت أيادي |
نداهُ فغشتِ الدنيا ظلالا |
|
وإن نَفسُ امرىءٍ دَقّتْ رأينا |
بعرضه جوده كرماً جلالا |
أبو تمام:
كريمٌ إذا ألقى عصاهُ مُخَيماً |
بأرضٍ فقد ألقى بها رحلةُ المجدِ |
|
فتىً لا يرى بُداً من البأسِ والندى |
ولا شيء إلا منهُ غيرهما بدُّ |
أبو تمام:
أنضرتْ أيكتي عطاياكَ حتى |
صار سوقاً عُودي وكان قضيبا |
|
مُمطراً لي بالجاهِ والمالِ لا |
ألقاكَ إلا مستوهباً أو وهوباً |
|
باسطاً بالندى سحائبَ كفٍّ |
بنداها أمسى حبيبٌ حبيباً |
أبو تمام:
لا يُتبعُ المَنَّ ما جادتْ يداهُ بهِ |
ولا تحكمُ في معروفهِ العِللُ |
|
ما قالَ كانَ إذا ما القومُ أكذبَ ما |
أطالَ من قولهم تقصيرُ ما فعلوا |
أبو تمام:
وما سافرتُ في الآفاق إلا |
ومن جدواك راحلتي وزادي |
أبو تمام:
وفتكت بالمالِ الجزيلِ وبالعدا |
فتكَ الصّبابةِ بالمُحبِّ المغرمِ |
أبو تمام:
رأى البُخلَ من كلِّ فظيعاً فعافَهُ |
على أنّهُ منهُ أمرُّ وأفظعُ |
وما كنتُ أدري يعلمُ الله قبلها |
بأنَّ النّدى في أهلهِ يتشيّعُ |
أبو تمام:
سبقَ الدهرَ بالتلادِ ولم ينتظرِ |
النائباتِ حتى تنوبا |
|
فإذا ما الخطوبُ أعفتهُ كانت |
راحتاهُ حوادثاً وخطوبا |
أبو تمام:
إن حنَّ نجدٌ وأهلوهُ إليكَ فقد |
مررتَ فيه مرورَ العارضِ الهطلِ |
أبو تمام:
فهو مُدنٍ للجودِ وهو بغيضٌ |
وهو مُقصٍ للمالِ وهو حبيبُ |
أبو تمام:
وفدتْ إلى الآفاق من نفحاته |
نِعم تسائل عن ذوي الإقتارِ |
أبو تمام:
لئن كنت أخطو ساحة المَحْل إنني |
لأترك روضاً من جَداكَ وجدولا |
أبو تمام:
أنضرتْ أيكتي عطاياكَ حتى |
عادَ غصني ساقاً وكان قضيباً |
أبو تمام:
فتى تريشُ جناحَ الجودِ راحتهُ |
حتى يخالَ بأن البخل لم يكنِ |
|
وتشتري نفسهُ المعروفَ بالثمنِ |
الغالي ولو أنّها كانت من الثمنِ |
|
أموالهُ وعِداهُ من مواهبهِ |
وبأسهُ يطلبونَ الدهرَ بالإحنِ |
أبو تمام:
لو يعلمُ العافونَ كم لك في الندى |
من فرحةٍ وقريحة لم تخمدِ |
أبو تمام:
وطئت خزون الجود حتى خلتها |
فجرت عيوناً في متونِ الجلمدِ |
أبو تمام:
تكادُ عطاياهُ يُجنُّ جُنونُها |
إذا لم يُعَوِّها بنعمةِ طالبِ |
|
تكادُ مغانيه تَهَشُّ عِراصُها |
فتركب من شوقٍ إلى كلِّ راكبِ |
أبو تمام:
للجودِ بابٌ في الأنامِ ولم تزلْ |
يُمناكَ مفتاحاً لذاكَ الباب |
أبو تمام:
جودٌ مشيتَ به الضّراءَ تواضعاً |
وعظُمتَ عن ذكراه وهو عظيمُ |
|
أخفيتهُ فخفيتهُ وطويته |
فنشرتهُ والشخص عنه عميمُ |
أبو تمام:
ما يُبالونَ إذا ما أفضلوا |
ما بقي من مالهم أو ما هلكْ |
|
عُقِلتْ ألسنتهمْ عن قولِ:لا |
فهي لا تعرف إلا:هُوَ لكْ |
|
منهمُ موسى جوادٌ ماجدٌ |
لا يرى ما لم يهبْ ممَا ملكْ |
|
زيّنوا الأرضَ كما قد زُيّنتْ |
بنجومِ الليلِ آفاقُ الفلكْ |
أبو تمام:
لذلك قيل بعض المنع أدنى |
إلى مجد،وبعض الجود عار |
أبو تمام:
وما كان إلا مالَ من قلّ مالهُ |
وذُخراً لمن أمسى وليس له ذخر |
|
وما كان يدري مُجتدي جود كفهِ |
إذا ما استهلّت،أنه خُلِق العُسر |
|
فتىً كلما فاضت عيونُ قبيلةٍ |
دماً ضحكت عنه الأحاديث والذكرُ |
|
فتى دهره شطران فيما ينوبه |
ففي بأسه شطر وفي جودهِ شطر |
|
أبو تمام:
لما بلغنا ساحة الحسنِ انقضى |
عنا تعجرفُ دولةِ الإمحالِ |
|
بسطَ الرجاءَ لنا برغمِ نوائبٍ |
كثُرتْ بهنَّ مصارعُ الآمال |
|
أغلى عذارى الشعرِ إنَّ مُهورها |
عندَ الكريمِ وإن رخصنَ غوالي |
|
تردُ الظنونُ به على تصديقها |
ويحكمُ الآمالَ في الأموالِ |
|
كالغيثِ ليس له،أريدَ غمامهُ |
أو لم يُردْ،بدُّ من الهَطالِ |
أبو تمام:
بِمحمدٍ صارَ الزمانُ مُحمداً بمزوق الأخلاق لو عاشرتهُ |
عندي وأعتبَ بعد سَوءِ فِعالهِ لرأيتَ نُجحكَ من جميعِ خصالهِ |
|
من ودّني بلسانهِ وبقلبهِ |
وأنالني بيمينه وشمالهِ |
|
أبداً يُفيدُ غرائباً من ظرفهِ |
ورغائباً من جودهِ ونوالهِ |
|
وسألتَ عن امرىء،فسَلْ عن أمرهِ |
دوني فحالي قطعةٌ من حالهِ |
|
لو كنتَ شاهدَ بذلهِ لشهدتَ لي |
بوراثةٍ أو شركةٍ في مالهِ |
أبو تمام:
بأيِّ نجومِ وجهكَ يُستضاءُ أتتركُ حاجتي غرضَ التواني |
أبا حسن وشيمتُكَ الإباء؟ وأنتَ الدلوُّ فيها والرشاءُ |
|
تألف آل إدريس بني بدر وخُذهم بالرّقى إن المهاري |
فتسبيبُ العطاءِ هو العطاءُ يُهيجها على السَّيرِ الحُداءِ |
|
وأنتَ المرءُ تعشقهُ المعالي |
ويحكم في مواهبهِ الرجاءُ |
|
فإنّكَ لا تُسرُّ بيومِ حَمْدٍ |
شهرتَ به ومالكَ لا يُساءُ |
|
وإن المدحَ في الأقوام ما لم |
يُشيّع بالجزاءِ هو الهجاءُ |
أبو تمام:
لا مُلبسٌ مالهُ من دونِ سائلهِ |
ستراً ولا ناصبُ المعروفِ للعذلِ |
|
لا شمسهُ جمرةٌ تُشوى الوجوهُ بها |
يوماً ولا ظلّهُ عنا بمنتقلِ |
|
تحولُ أموالهُ عن عهدها أبداً |
ولم يزل قطّ عن عهدٍ ولم يَحُلِ |
أبو تمام:
فتى سيط حبُّ المكرماتِ بلحمهِ |
وخامرهُ حقُّ السماحِ وباطلهْ |
|
فتى لم يذق سكرَ الشباب ولم تكنْ |
تهبُّ شمالاً للصديقِ شمائلهْ |
|
فتى جاءَهُ مقدارُهُ وأثنتا العُلا |
يداهُ وعشرُ المكرمات أناملهْ |
|
فتى يَنْفَجُ الأقوامُ من طيبِ ذكرهِ |
ثناءً كأن العنبر الورد شامله |
أبو تمام:
بهاليل لو عاينت فيض أكفهم |
لأيقنت أن الرزق في الأرض واسعُ |
|
إذا خفقت بالبذل أرواح جودهم |
حداها الندى واستنشقتها المدامعُ |
|
رياح كرياح العنبر الغضِّ في الندى |
ولكنها يوم اللقاء زعازعُ |
|
هي السمُّ ما تنفكُّ في بلدة |
تسيلُ به أرماحهم وهو ناقعُ |
أبو تمام:
بِجودِكَ تبيضُّ الخطوبُ إذا دَجتْ |
وترجعُ في ألوانها الحججُ الشّهبُ |
|
هو المركبُ المُدني إلى كلِّ سؤددٍ |
وعلياءَ إلا أنهُ المركبّ الصعبُ |
أبو تمام:
لو اقتُسمتْ أخلاقُهُ الغُرُّ لم تجد |
مَعيباً ولا خلقاً من الناسِ عائبا |
|
إذا شئتَ أن تُحصي فواضِلَ كفّهِ |
فكن كاتباً أو فاتخذ لك كاتبا |
|
عطايا هي الأنواءُ إلا علامةً |
دعت تلكَ أنواءً وتلكَ مواهبا |
|
هو الغيثُ لو أفرطتُ في الوصفِ عامدا |
لأكذِبَ في مَدحيهِ ما كنتُ كاذبا |
ثوى مالهُ نهبَ المعالي فأوجبتْ |
عليه زكاةُ الجُودِ ما ليس واجبا |
|
تُحَسّنُ في عينيه إن كنتَ زائراً خدين العلى أبقى لهُ البذلُ والتُّقى |
|
وتزدادُ حسناُ كُلّما جئتَ طالبا عواقبَ منْ عُرفِ كفتهُ العواقبا |
أبو تمام:
إني أرى ثمر المدائحِ يانعاً |
وغصونها تهتزُّ فوقَ العُنصرِ |
|
لولاكَ لم أخلع عنان مدائحي |
أبداً ولم أفتح رتاجَ تشكري |
|
وأعوذُ باسمكَ أن تكونَ كعارضٍ |
لا يُرتجى،وكنابتٍ لم يثمرِ |
|
وأعلم بأني لم أقمْ بكَ فاخراً |
لكَ مادحاً في مدحهِ لم أُنذرِ |
أبو تمام:
كأنَّ أموالَهُ والبذلُ يمحقها |
نهبٌ تعسفهُ التبذيرُ أو نفلُ |
أبو تمام:
أبا الليثِ،لولا أنتَ لانصرمَ النّدى |
وأدركت الأحداثُ ما قد تمنتِ |
أبو تمام:
إلى حيثُ يلفى الجودُ سهلاً منالهُ |
وخيرِ امرىءٍ شدتْ إليه وحطتِ |
|
إلى خيرِ من ساسَ الرعية عدلهُ |
ووطدَ أعلامَ الهدى فاستقرتِ |
أبو تمام:
بأوفاهم برقاً إذا أخلف السنا |
وأصدقهم رعداً إذا كذبَ الرعدُ |
|
أبلهمُ ريقاً وكفاً لسائلٍ |
وأنصرهم وعداً ،إذا صوحَ الوعدُ |
أبو تمام:
ومنْ شكَّ أنَّ الجودَ والبأسَ فيهم |
كمن شكَّ في أنّ الفصاحةَ في نجدِ |
|
أنّخْتُ إلى ساحاتهم وجَنابهمْ |
ركابي وأضحى في ديارهم وفدي |
|
فلمْ أغشَ باباً أنكرتني كلابهُ |
ولم أتشبثْ بالوسيلةِ من بُعدِ |
|
فأصبحتُ لا ذلَّ السؤالِ أصابني |
ولا قدحتُ في خاطري روعةُ الردِ |
أبو تمام:
لدى ملكٍ من أيكهِ الجودِ لم يزلْ |
على كبدِ المعروفِ من فعلهِ بردُ |
|
وداني الجَد تأتي عطاياهُ من علٍ |
ومنصبهُ وعرٌ مطالعهُ جردُ |
أبو تمام:
إذا ما يدُ الأيامِ مدَّتْ بنانَها |
إليكَ بخطبٍ لم تنلكَ وشلتِ |
|
وإن أزماتُ الدهرِ حلّتْ بمعشرٍ |
أرقتَ دماءَ المحلِ فيها فطلتِ |
|
إذا ما امتطينا العيسَ نحوكَ لم نخفْ |
عِثاراً ولم نخشَ اللّتيا ولا التي |
أبو تمام:
وأضحتْ عطاياهُ نوازع شرداً |
تسائل في الآفاقِ عن كلِّ سائلِ |
|
مواهب جدن الأرض حتى كأنما |
أخذنَ بأهدابِ السحابِ الهواطلِ |
أبو تمام:
جُعِلتَ نظامَ المكرمات،فلم تدرْ |
رحا سُؤددٍ،إلا وأنتَ لها قطبُ |
أبو تمام:
فإنْ يكُّ أربى عفوُ شكري على نَدى |
أُناسٍ فقد أربى نداهُ على جَهدي |
|
وما زالَ منشوراً عليَّ نوالهُ |
وعنديَ حتى قد بقيتُ بلا“عندي“ |
|
وقَصّرَ قولي من بعدِ ما أرى |
أقولُ فأشجي أمةً وأنا وحدي |
|
بغيتُ بشعري فاعتلاهُ ببذلهِ |
فلا يبغِ في شعر له أحدٌ بعدي |
أبو تمام:
خدينُ العُلى أبقى لهُ البذلُ والتقى |
عواقبَ من عُرْفٍ كفتهُ العواقبا |
أبو تمام:
وما سافرتُ في الآفاقِ إلا |
ومن جدواك راحلتي وزادي |
|
مُقيمُ الظنِّ عندكَ والأماني |
وإن قَلِقَتْ ركابي في البلادِ |
أبو تمام:
صدمتْ مواهبهُ النوائبَ صدمةً |
شغبتْ على شَغبِ الزمانِ الأنكدِ |
|
وطئت خزونَ الجودِ حتى خلتها |
فجرَتْ عيوناً في مُتونِ الجلمدِ |
أبو تمام:
فقد نزلَ المُرتادُ منهُ بماجدِ |
مواهبهُ غورٌ وسؤددهُ نجدُ |
|
غدا بالأماني لم يُرِقْ ماءَ وجههِ |
مطالٌ ولم يقعدْ بآمالهِ الردُّ |
أبو تمام:
ونغمةُ مُعتفٍ تأتيهِ أحلى |
على أذنيهِ من نغمِ السّماعِ |
أبو تمام:
وحياةُ القريضِ إحياؤكَ الجود |
فإن مات الجود مات القريض |
|
يا مُحبَّ الإحسان في زمن أصبح |
فيه الإحسانُ وهو بغيضُ |
أبو تمام:
لا تنكري عَطَلَ الكريم من الغنى |
فالسّيلُ حربٌ للمكان العالي |
أبو تمام:
أمطلع الشمس تبغي أن تَؤُمَّ بنا؟ |
فقلتُ:كلا،ولكن مطلعَ الجُودِ |
أبو تمام:
إقدامُ عمروٍ في سماحةِ حاتمٍ |
في حِلمِ أحنفَ في ذكاءِ إياسِ |
|
لا تُنكري ضربي لهُ منْ دونَهُ |
مثلاً شَروداً في النّدى والباسِ |
|
فاللهُ قد ضربَ الأقلَّ لنورهِ |
مثلاً من المِشكاةِ والنبراسِ |
أبو تمام:
فإن يكُ أربى عفو شكري على نَدى |
أُناسٍ فقد أربى نَداهُ على جُهدي |
أبو تمام:
هوَ اليَمُّ من أي النواحي أتيتهُ |
فلجتهُ المعروفُ والجودُ ساحلهْ |
|
تعوّدَ بسطَ الكفِّ حتى لو أنّهُ |
ثناها لقبضٍ لم تُجبهُ أناملهْ |
|
ولو لم يكن في كفهِ غيرُ روحهِ |
لجادَ بها فليتقِ الله سائله |
|
عطاءٌ لو اسطاعَ الذي يستميحُهُ |
لأصبحَ من بين الورى وهو عاذلهْ |
أبو تمام:
عطاؤُكَ لا يفنى ويستغرِقُ المنى |
وتبقى وجوهُ الراغبين بمائها |
أبو تمام:
يكادُ نداهُ يتركهُ عديماً |
إذا هطلت يداهُ على عديم |
أبو تمام:
ذُلُّ السؤالِ شجاً في الحلقِ معترِضٌ |
من دُونهِ شَرَقٌ من خلفهِ جَرَضُ |
|
ما ماءُ كفّكَ إن جادتْ وإن بخلتْ |
من ماء وجهي إذا أفنيتهُ عِوضُ |
|
إنّي بأيسرِ ما أدنيتَ منبسطٌ |
كما بأكثر ما أقصيتَ منقبضُ |
أبو تمام:
فلو كانَ ما يُعطيه غيثاً لأمطرتْ |
سحائبهُ من غيرِ برقٍ ولا رعدِ |
|
من القومِ جَعْدٌ أبيضُ الوجه والنّدى |
وليسَ بنانٌ يجتدى منهُ بالجعدِ |
أبو تمام:
لئنْ جَحَدْتُكَ ما أوليتَ من نِعَمِ |
إنّي لفي اللؤمِ أمضى منكَ في الكَرَمِ |
|
أنسى ابتسامُكَ والألوانُ كاسفةٌ |
تَبَسُّمَ الصبحِ في داجِ من الظُلمِ |
|
رددتَ رَونقَ وجهي في صحيفتهِ |
ردَّ الصِّقالِ بهاءَ الصّارمِ الخذِمِ |
|
وما أُبالي وخيرُ القولِ أصدقُهُ |
حقنتَ لي ماءَ وجهي أم حقنتَ دمي |
أبو تمام:
يُحصى مع الأنواءِ فَيضُ بَنانهِ |
ويُعَدُّ من حسناتِ أهلِ المشرقِ |
|
يستنزِلُ الأملَ البعيدَ ببِشرهِ |
وبُشرى الخميلةِ بالربيعِ المُغدقِ |
|
وكذا السحائبُ قلّما تدعو إلى |
مَعروفها الرَّواد إن لم تُبرقِ |
أبو تمام:
كالغيثِ إن جئتهُ وافاكَ رَيّقُهُ |
وإن ترحلتَ عنهُ لجَّ في الطلّبِ |
أبو تمام:
إذا العيسُ لاقتْ بي أبا دُلَفٍ فقدْ هنالكَ تلقى الجودَ حيثُ تقطعّتْ |
تَقَّطعَ ما بيني وبينَ النوائبِ تمائمهُ والمجدُ مُرخى الذوائبُ |
|
تكادُ عطاياهُ يُجنُّ جُنونَها |
إذا لم يُعَوِّذها بنعمةِ طالبِ |
|
إذا حَرّكتهُ هِزّةُ المجدِ غَيّرتْ تكادُ مغانيهِ تَهَشُّ عِراصُها |
عطاياهُ أسماء الأماني الكواذبُ فتركبُ من شوقٍ إلى كلِّ راكبِ |
|
يرى أقبحَ الأشياءِ آوبةَ آملٍ |
كَستهُ يدُ المأمولِ حُلّةَ خائبِ |
|
وأحسَنَ من نَورٍ يُفتّحهُ النّدى |
بياضُ العطايا في سوادِ المطالبِ |
أبو تمام:
ليس الحجابُ بِمُقصٍ عنك لي أملاً |
إنَّ السماءَ تُرَجّى حين تحتجبُ |
أبو تمام:
جزى الله كَفاً مِلؤُها من سعادةٍ |
سَعَتْ في هلاكِ المالِ والمالُ نائِمُ |
|
فلمْ يجتمعْ شرقٌ وغربٌ لقاصدٍ |
ولا المجدُ في كفِّ امرىءٍ والدراهِمُ |
أبو تمام:
إذا شئتَ أن تُحصي فواضلَ كفّهِ |
فَكُنْ كاتباً أو فاتخذ لك كاتباً |
|
ثوى مالهُ نهب المعالي فأوجبت |
عليه زكاةُ الجودِ ما ليسَ واجبا |
|
وتَحسنُ في عينيهِ إن جئت زائراً |
وتزدادُ حسناً كلّما جئتَ طالباً |
أبو تمام:
كم ماجدٍ سَمْحٍ تناولَ جودَهُ |
مَطْلٌ فأصبحَ وجهُ آملهِ قَفا |
أبو تمام:
أحقُّ الناسِ بالكرمِ امرؤٌ لم |
يزلْ يأوي إلى أصلٍ كريمِ |
وما كان يدري مُجتدي جود كفّه |
إذا ما استهلّت أنه خلق العسرُ |
أبو تمام:
أنا ابنُ الذي استرضعَ الجود فيهمُ نجومٌ طواليعٌ جبالٌ فوارع |
وقد سادَ فيهم وهو كهلٌ ويافعُ غيوثٌ هواميعُ سيولٌ دوافع |
|
مضوا وكأن المكرمات لديهمُ |
لكثرة ما أوصوا بهنَّ شرائعُ |
|
فأي يد في المحل مدّت فلم يكن |
لها راحةٌ من جودهم وأصابعُ |
|
هم استودعوا المعروفَ محفوظ مالنا |
فضاعَ وما ضاعت لدينا الودائعُ |
|
بهاليلُ لو عاينتَ فيضَ أكفِّهم |
لأيقنتَ أن الرزقَ في الأرض واسعُ |
أبو تمام:
نفقَ المديحُ ببابهِ فكسوتُهُ أولى المديحُ بأن يكون مُهذباً |
عِقداً من الياقوتِ غيرَ مُثَقّبِ ما كانَ منهُ في أغرَّ مُهذّبِ |
|
لمّا كَرُمتَ نطقتُ فيكَ بمنطقٍ |
حقّ فلم آثم ولم أتحوّبِ |
|
ومتى امتدحتُ سِواكَ كنتُ متى يَضِقْ |
عني لهُ صدقُ المقالةِ أكذِب |
أبو تمام:
يا مالكَ ابنَ المالكينَ ولم تزل |
تُدعى ليومي نائلٍ وعِقابِ |
|
لم تَرْمِ ذا رحمٍ ببائقةٍ ولا |
طلّمتَ قومكَ من وراءِ حجابِ |
|
للِجودِ بابٌ في الأنامِ ولم تزلْ |
يُمناكَ مفتاحاً لذاكَ البابِ |
أبو تمام:
يا خاطباً مدحي إليه بجودهِ |
ولقد خطبتَ قليلة الخُطّابِ |
أبو تمام:
لهُ كرمٌ لو كانَ في الماءِ لم يَغِضْ أخو أزماتٍ بذلهُ بذلُ محسنٍ |
وفي البرقِ ما شامَ امرؤٌ برقَ خُلّبِ إلينا ولكن عُذرهُ عذرُ مُذنبِ |
|
إذا أمّهُ العافونَ ألفوا حِياضهُ |
مِلاءً، وألفوا روضَهُ غيرَ مُجدبِ |
|
إذا قالَ أهلاً مرحباً نبعتْ لهم |
مياهُ النّدى من تحتِ أهلٍ ومرحبِ |
|
يَهولُكَ أن تلقاهُ صدراً لِمحفلٍ |
ونحراً لأعداءٍ وقلباً لموكبِ |
أبو تمام:
بأسمحَ من غُرِّ الغمام سماحةً |
وأشجعَ من صرفِ الزمانِ وأنجدِ |
أبو تمام:
إني انتجعتك يا أبا الفضل الذي |
بالجودِ قرّب موردي من مصدري |
|
عشْ سالماً تبني العلا بيدِ النّدى |
حتى تكونَ مناوئاً للمشتري |
أبو تمام:
سيروا بني الحاجاتِ ينجحْ سعيكمْ |
غيثٌ سحابُ الجودِ منهُ هَتونُ |
|
فالحادثاتُ بوبله مصفودةٌ |
والمَحْلُ في شؤبوبهِ مسجونُ |
أبو تمام:
لهم بكَ فخرٌ لا الربابُ تُرِبُّهُ |
بدعوى ولم تسعدْ بأيامهِ سعدُ |
|
وكم لك عندي من يدِ مستهلةٍ |
عليَّ ولا كُفرانَ عندي ولا جحدُ |
|
يدٌ يستذلُ الدّهرُ في نفحاتها |
ويَخضَرُّ من معروفها الوَردُ |
يَهني الرعية أنَّ الله مُقتدراً |
أعطاهمُ بأبي اسحقَ ما سألوا |
|
لو كانَ في عاجل من آجل بدلٌ |
لكانَ في وعدهِ من رفدهِ بدلُ |
|
نِعمَ الفتى عُمَرٌ في كلِّ نائبةٍ |
نابت وقلت له:“نعم الفتى عمرُ“ |
|
يُعطي ويَحمدُ من يأتيهِ يَحمده |
فشكرهُ عوضٌ ومالهُ هدرُ |
أبو نواس:
كأن فيض يديه قبل مسألةٍ |
بابُ السماءِ إذا ما بالحيا انفتحا |
أبو نواس:
ألم ترَ أنَّ المالَ عونٌ على التقى |
وليسَ جوادٌ مُعدِمٌ كبخيل |
أبو نواس:
تأن مواعيدَ الكِرامِ فرُّبما |
أصبتَ من الإلحاح سَمحاً على بُخلِ |
أبو نواس:
فما جازَهُ جُودٌ ولا حَلَّ دُونهُ |
ولكن يصيرُ الجودُ حيثُ يصيرُ |
أبو نواس:
جوادٌ إذا الأيدي كَفَفنَ عن النّدى |
ومن دونِ عَوراتِ النساءِ غَيورُ |
أبو نواس:
ألمْ ترَ أنَ المالَ عونٌ على النّدى |
وليسَ جوادٌ مُعدِمٌ كبخيلِ |
أبو نواس:
اختصم الجود والجمال |
فيك فصار إلى جدال |
|
فقال هذا يمينه لي |
للعرفِ والبذلِ والنّوالِ |
|
وقال هذاك وجهه لي |
للظرفِ والحسنِ والكمالِ |
|
فافترقا فيك عن تراضٍ |
كلاهما صادقُ المقال |
أبو نواس:
تتجافى حوادثُ الدّهرِ عمّنْ |
كان في جانبِ الحُسينِ مُقيما |
|
قال لي الناس إذ هززتُكَ للحا |
جةِ:أبشِرْ فقد هززتَ كريما |
|
فاسألنهُ إذا سألتَ عظيماً |
إنّما يسألُ العظيمُ العظيما |
أبو نواس:
قد قُلتُ للعباسِ مُعتذراً أنتَ امرؤٌ جَللّتني نِعماً |
من ضَعْفِ شُكريهِ ومُعترفا أوهتْ قُوى شكري فقد ضَعُفا |
|
فإليكَ بعدَ اليوم تقدِمةً |
لاقتكَ بالتصريحِ منكشفاً |
|
لا تُحدثِنَّ إليَّ عارفةً |
حتى أقومُ بشكرِ ما سلفا |
أبو نواس:
إذا لم تَزُرْ أرضَ الخصيبِ ركابنا |
فأيّ فتىً بعد الخصيبِ تزورُ |
|
فما جازَهُ جودُ ولا حلَّ دونهُ |
ولكن يصيرُ الجودُ حيثُ يصيرُ |
|
فتىً يشتري حسنَ الثناءِ بمالهِ فما جازهُ جود ولا حلّ دونه |
|
ويعلمُ أن الدائراتِ تدورُ ولكن يسيرُ الجودُ حيث يسير |
أبو نواس:
فإذا المطيُّ بنا بلغنَ محمداً |
فظهرهنَّ على الرجالِ حرامُ |
أبو نواس:
اسمحْ وجُدْ بالذي تحوي يداكَ لها |
لا تذخرِ اليومَ شيئاً خوفَ فقرِ غدِ |
أبو نواس:
أنت للمالِ إذا أمسكته |
فإذا أنفقته فالمالُ لك |
أبو نواس:
كفى حزناً أن الجواد مقتر |
عليه ولا معروف عند بخيل |
أبو نواس:
ما جمعتْ راحتاكَ مالاً |
ومُعدماً قطّ في مكانِ |
|
المالُ يفنى على الليالي |
وجودِ كفّيكَ غيرُ قانِ |
أبو نواس:
أميرٌ رأيتُ المال في نِعماتهِ |
ذليلاً مهينَ النفس بالضيم موقنا |
|
إذا ضنَّ ربُّ المالِ أعلن جودُهُ وللفضلِ صولاتٌ على صُلبِ مالهِ |
تجيَّ على مالِ الأميرِ وآذنا ترى المالَ فيها بالمهانة مُذعنا |
أبو نواس:
يا عمرو! ما للناسِ قد |
كَلفوا بلا ونَسوا نَعَمْ |
|
أترى السماحةَ والنّدى |
رُفعا كما رُفِعَ الكرمْ |
|
مُسِخَ الندى بُخلاً فما |
أحدٌ يجودُ لذي عَدَمْ |
أبو نواس:
أنتَ الذي تأخذُ الأيدي بِحجزتهِ |
إذا الزمان على أبنائهِ كلحا |
|
وكّلتَ بالدهرِ عيناً غيرَ غافلةٍ |
من جُودِ كفّكَ تأسو كلَّ ما جرحا |
أبو نواس:
صُوِّرَ الجودُ مِثالاً |
ولهُ العباسُ روحُ |
|
فهو بالمالِ جوادٌ |
وهو بالعِرضِ شحيحُ |
دعبل:
إنّ الكرامَ إذا ما أسهلوا ذكروا |
من كانَ يألفهم في المنزلِ الخشنِ |
دعبل:
زمني بِمُطلبٍ سُقيت زماناً |
ما كنتُ لإلا روضة وجنانا |
|
كلُّ النّدى إلا نداكَ تكلُّفٌ |
لم أرض غيرك كائناً من كانا |
دعبل:
ما يَرحلُ الضيفُ عندي بعدَ تكرمةٍ |
إلا برفدٍ وتشييعٍ ومعذرةِ |
دعبل:
عَلّلاني بسماع وطلا |
وبضيف طارقٍ يبغي القِرى |
|
نُنزِلُ الضيفَ إذا ما حلَّ في |
حَبّةِ القلبِ وألواذ الحشا |
|
رُبَّ ضيف تاجرُ أخسَرتهُ |
بعتهُ المطعم وابتعتُ الثّنا |
|
أبغض المال إذا جمّعتهُ |
إنَّ بغض المالِ من حُبِّ العُلا |
إنّما العيشُ خِلالٌ خمسة |
حبّذا تلك خلالا حبّذا |
|
خدمةُ الضيف،وكأس لذة |
ونديمٌ،وفتاة وغنا |
|
وإذا ما فاتكَ منها واحدٌ |
نقصَ العيشُ بنقصان الهوى |
|
دعبل:
بدأتَ بإحسانٍ،وثُنيّتَ بالعلا |
وثَلثتَ بالحسنى ورُبعّتَ بالكرمِ |
|
ويسّرتَ أمري،واعتنيتَ بحاجتي |
وآخرتَ “لا” عني،وقدّمتَ لي نعمْ |
|
فإن نحنُ كافأنا فأهلٌ لوِدّنا |
وإن نحنُ قصّرنا فما الودُّ مُتّهمْ |
دعبل:
أنا من علمتِ إذا دعيتُ لغارةٍ وإذا تناوحتِ الشمالُ بشتوةٍ |
في طعنِ أكبادٍ وضربِ رقابِ كيفَ ارتقابي الضيف في أصحابي |
|
ويدُّلُ ضيفي في الظلامِ على القِرى |
إشراقُ ناري أو نباحُ كلابي |
|
حتى إذا واجهنهُ،ولقينهُ |
حَيّينهُ ببصابصِ الأذنابِ |
|
فتكادُ من عرفانِ ما قد عُوّدتْ |
من ذاك،أن يفصحن بالترحابِ |
دعبل:
علّلاني بسماعٍ وطلا وبضيفٍ |
طارقٍ يبغي القِرى |
|
نغماتُ الضيفِ أحلى عندنا من |
ثغاءِ الشاءِ أو ذاتِ الرُّغا |
|
نُنزلُ الضيفَ إذا ما حلَّ في |
حبّةِ القلب وألواذ الحشا |
|
رُبَّ ضيفٍ تاجرٍ أخسرتهُ |
بعته المطعم وابتعتُ الثنا |
أبغضُ المالَ إذا جمعتهُ |
إنَّ بغضَ المال حبّ العلا |
|
إنّما العيشُ خِلالٌ خمسةٌ |
حبذا تلكَ خلالاً حبّذا |
|
خدمةُ الضيفِ،وكأسٌ لذّةٌ |
ونديمٌ،وفتاة وغنا |
|
وإذا فاتكَ منها واحدٌ |
نقص العيشُ بنقصان الهوى |
دعبل:
وليس الفتى المُعطي على اليُسرِ وحدهُ |
ولكنّهُ المُعطي على العُسرِ واليُسرِ |
دعبل:
ماذا أقولُ إذا أتيتُ معاشري |
صِفراً يدايَ من الجوادِ المُجزلِ |
|
إن قلتُ:أعطاني،كذبتُ وإن أقلْ |
ضنَّ الأميرُ بمالهِ لم يَجمُلِ |
|
ولأنتَ أعلمُ بالمكارمِ والعلا |
من أن أقول:فعلتَ ما لم تفعلِ |
فاختر لنفسك ما أقولُ فإنني |
لا بُدَّ مخبرهم وإن لم أسالِ |
البحتري:
منْ شاكِرٌ عني الخليفةَ بالذي |
أولاهُ من طَوْلٍ ومن إحسانِ |
|
ملأتْ يداهُ يدي وشرّدَ جودُهُ |
بخلي،فأفقرني كما أغناني |
|
حتى لقد أفضلتُ من إفضالهِ |
ورأيتُ نهجَ الجودِ حيثُ أراني |
|
ووثقتُ بالخَلَفِ الجميلِ مُعجّلاً |
منه،فأعطيتُ الذي أعطاني |
البحتري:
كريمُ السّجايا،وافرُ الجودِ والنّدى |
فلا ناقصُ النُّعمى ولا جامدُ الكفِّ |
|
يَحِنُّ إلى المعروفِ حتى يُنيلهُ |
كما حَنَّ إلفٌ مُستهامٌ إلى إلفِ |
|
وإما أعِدْ نفسي عليك رغيبةً |
من النيلِ أُصبحُ في أمانٍ من الخُلفِ |
|
وما ألفُ ألفٍ من جداكَ كثيرةٌ |
فكيفَ أخافُ الفَوتَ عندكَ في ألفِ |
البحتري:
يطولُ بكفٍّ في السّماحةِ طَلقةٍ |
ووجهٍ إلى المسترفدينَ طليقُ |
البحتري:
ألحَّ جُوداً ولم تَضرُرْ سحائبه |
وربما ضرَّ في إلحاحهِ المطرُ |
إمّا تنفّلتِ العهودُ فإنّهُ |
ثَبْتٌ على عهدِ النّدى وذمامهِ |
|
ويبيتُ يحلمُ بالمكارمِ والعُلا |
حتى يكونَ المجدُ جُلَّ منامهِ |
|
أما الجوادُ فقد بلونا يومَهُ |
وكفى بيوم مُخبراً عن عامهِ |
البحتري:
بوجهٍ يملأ الدنيا ضياءً |
وكفٍّ تملأ الدنيا نوالا |
البحتري:
يُنسيكَ جودَ الغيثِ جُودُهم |
إذا عَثرتْ أكفُّهُم بعامٍ مُجدبِ |
البحتري:
ما قصدناهُ للتفضلِ إلا |
أعشبتْ أرضهُ وصابتْ سناؤهْ |
|
حَسَنُ الفِعلِ والرُّواءِ،وكم دلَّ |
على سؤددِ الشريفِ رواؤهْ |
|
ماءُ وجهٍ إذا تبلّجَ أعطا |
ك أماناً من نبوةِ الدهر ماؤهْ |
البحتري:
أما السّماحُ فإنَّ أولَ خَلّةٍ |
زانتهُ أنّكَ صِنوهُ وحليفهُ |
|
لما لقيتُ بك الزمان تصدّعتْ |
عن ساحتي أحداثهُ وصروفُهُ |
|
فلئن جحدتُ عظيمَ ما أوليتني |
إني إذاً واهي الوفاءِ ضعيفهُ |
البحتري:
أغرُّ لهُ من جودهِ وسماحهِ |
ظهيرٌ عليهِ ما يخيبُ وشافِعُ |
البحتري:
ورأينا سيما ندىً وسماحٍ |
لم نُرِدْ بعدها عليه دليلا |
|
وجوادٌ لو أنّ عافيهِ راموا |
بُخلَهُ لم يروا إليه سبيلا |
البحتري:
يستمطرونَ يدا يفيضُ نَوالها |
فَيغرِّقُ المحرومَ والمرزوقا |
البحتري:
يَرُدُّ بني الآمالِ بيضاً وجوهُهمْ |
بنائلهِ جمُّ العطايا جزيلُها |
البحتري:
أنتَ الذي لو قيلَ للجودِ:اتخذْ |
خِلّاً أشارَ إليكَ لا يعدوكا |
|
وكأنّما آليتَ،والمعروفُ لا |
تألوهُ مصطفياً ولا لايألوكا |
البحتري:
مُتهلّلٍ،طَلْقٍ إذا وعدَ الغِنى |
بالبِشرِ أتبعَ بِشرهُ بالنائلِ |
|
كا لمُزنِ إن سطعتْ لوامِعُ برقهِ |
أجلت لنا عن دِيمةٍ أو وابلِ |
تَدفقُّ كفٍّ بالسماحةِ ثَرَّهُ |
وإسفارُ وجهٍ بالطلاقةِ مُشرِقِ |
|
توالت أياديهِ على الناسِ \فاكتفى |
بها كلُّ حيٍّ من شآمٍ ومُعرقِ |
|
لهُ خُلُقٌ في الجودِ لا يستطيعهُ |
رجالٌ يرومونَ العُلا بالتَخلُّقِ |
البحتري:
إذا قيلَ قد فَنيَ السائلونَ |
قالت عطايكَ هل من مزيد؟ |
|
وكم لكَ في الناسِ من حاسدٍ |
وفي الحسدِ النَزرِ حظُّ الحسودِ |
|
بقيت لنا يا“أبا نهشل“ |
بقاءَ البَقا وخلودَ الخلودِ |
البحتري:
بِجودكَ يدنو النائلُ المتباعدُ |
ويصلحُ فِعلُ الدهرِ والدهرُ فاسدُ |
البحتري:
هو الغيثُ ينهلُّ في صَوبهِ |
سجالاً ويَعْذُبُ في وردهِ |
|
لقد عَلِقت منه آمالنا |
بحبلِ غريب النّدى فَردهِ |
|
فدامَ لهُ المُلكُ في خفضهِ |
وتمَ له العيش في رغدهِ |
البحتري:
جوادٌ يرى أن الفضيلة لم تكنْ |
تجوزُ به الغاياتِ أو يتطوّعا |
|
كريمٌ تنالُ الرّاحُ منه إذا سَرَتْ |
ويُعجلهُ داعي التصابي إذا دعا |
|
وأبيضُ وضّاحٌ إذا ما تغيّمتْ |
يداهُ تجلّى وجههُ فتقشّعا |
البحتري:
ويرخصُ الحمدُ،حتى أنَّ عارِفةً |
بذلُ السلام ،فكيفَ الرّفدُ والصّفدُ |
|
كم قد عجلت إلى النّعماء تصنعها |
مُبادراً وبخيلِ القوم متئدُ |
|
وكم وعدت وأنتَ الغيثُ تعرِفهُ |
مُذْ حالفَ الجودَ يُعطي فوقَ ما يعدُ |
البحتري:
أبا خالدٍ ما جاورَ الله نِعمةً |
بمثلك إلا وكانَ جَمّاً خلودها |
|
وجدنا خِلالَ الخيرِ عندكَ كلّها |
ولو طُلبتْ في الغيثِ عزَّ وجودها |
|
فأولِهمُ نعمى،فكلُّ صنيعةٍ |
رأيناك تُبديها فأنتَ تُعيدها |
|
البحتري:
هو الغيثُ يجري من عطاءٍ ونائلٍ |
عليك فخُذ من صَيّبِ الغيثِ أو ذَرِ |
|
ولما تولى البحرَ والجودُ صِنوهُ |
غدا البحرَ من أخلاقهِ بين أبحُرِ |
البحتري:
يُعظِمُ المالَ معشراً وأرى المالَ |
بحيثُ ازدرادهُ واحتقارُه |
|
بَيَّنَ الجودَ بِشرُهُ وأرانا |
العفوَ منه على العُداةِ اقتدارُه |
البحتري:
أموالهم مبذولةٌ لِضيوفهمْ |
إنَّ الكريمَ مُسامِحٌ ومُواسِ |
البحتري:
ما احتجَّ يوماً كما احتجَّ البخيل ولا |
يحبُّ من مالهِ إلا الذي يهبُ |
البحتري:
تُنبي طلاقةُ بِشرهِ عن جُودِهِ |
فتكادُ تلقى النُّجحَ قبلَ لقائِهِ |
البحتري:
أحشمتني بِندى يديكَ فَسوَّدتْ |
ما بيننا تلك اليدُ البيضاءُ |
|
وقطعتني بالجودِ حتى إنني |
مُتَخوِّفٌ أن لا يكونَ لِقاءُ |
البحتري:
ألحَّ جُوداً ولم تَضرُرْ سحائبُهُ |
ورُبما ضرَّ في إلحاحِهِ المطرُ |
|
لا يُتعِبُ النائلُ المبذولُ هِمّتهُ |
وكيفَ يُتعِبُ عينَ الناظرِ النَظَرُ؟ |
البحتري:
جادَ حتى أفنى السؤالَ، فلّما |
بادَ منّا السؤالُ جادَ ابتداءَ |
|
فهو يُعطي جَزلاً ونُثني عليه جلَّ عن مذهبِ المديحِ فقد كاد |
|
ثمّ يُعطي على الثناءِ جزاءَ يكونُ المديحُ فيه هجاءَ |
البحتري:
كريمٌ لا يزالُ لهُ عَطاءٌ |
يُغيرُ سُنّةَ السّنة الجماد |
|
ولا إسرافَ غيرُ الجودِ فيه |
وسائرهُ لِهدىً واقتصاد |
البحتري:
لئن طالَ حِرمانُ الزمانِ فإنّهُ |
سَيُسليهِ يومٌ من عطائكَ واحدُ |
|
وإنّي وإن أمّلتُ في جُودكَ الغِنى |
لبالغِ ما أملّتُ منكَ وزائدُ |
البحتري:
أبدعتْ راحتاهُ في الجودِ ما لم |
يك لولا نداهُ بالموجودِ |
|
لو سعى قبلَ رِفدهِ رِفدُ كفٍّ |
لسعى رِفدهُ إلى المرفودِ |
البحتري:
أمواهبٌ هاتيكَ أم أنواءُ |
هُطُلٌ؟ وأخذٌ ذاكَ أم إعطاءُ؟ |
|
إن دام ذا،أو بعضُ ذا،من فِعل ذا |
فنيَ السّخاءُ فلا يُحسُّ سخاءُ |
البحتري:
لهُ بِدَعٌ في الجودِ تدعو عَذولَهُ |
عليه إلى استحسانها فيساعده |
|
إذا ذهبت أموالهُ نحو أوجهٍ |
من البذلِ جاءت من وجوهٍ محامده |
البحتري:
أعطيتَ حتى تركتَ الريحَ حاسرةً |
وجُدْتَ حتى كأنَّ الغيثَ لم يُجْدِ |
البحتري:
إنْ ساحَ فَيضُ يديهِ لم يَكُنْ عَجباً |
أن يُسرفَ الظّنُ فيهِ وهو مُقتصِدُ |
|
أو ضَمِنَ اليومُ من جدواهُ مرغبةً |
كان الكفيلُ عليها بالوفاءِ غدُ |
|
يبينُ بالفضلِ أقوامٌ ويَفضُلهم |
مُوّحدٌ بغريبِ الذكرِ مُنفردُ |
|
عَفْوٌ من الجودِ لم تكذبْ مخيلَتهُ |
يُقصّرُ القَطرُ عنهُ وهو مُجتهدُ |
البحتري:
ووجهٍ جالَ ماءُ الجودِ فيه |
على العِرنين والخدِّ الأسيل |
|
يُريك تألقُّ المعروفِ فيه |
شُعاع الشمس في السيفِ الصّقيل |
البحتري:
أعطيتَ سائلكَ المُحَسَّدَ سُؤْلَهُ |
وطلبتَ بالمعروفِ غيرَ الطالبِ |
|
علّمتني الطّلبَ الشريفَ ورُبّما |
كنتُ الوضيعَ من اتضاعِ مطالبي |
|
فلئن شكرُتكَ إنني لَمعذرٌ |
في واجبٍ،ومقصّرٌ في واجبِ |
البحتري:
وجُودُكَ كلّهُ حَسَنٌ،ولكن |
أجَلُّ الجودِ حُسنُ الابتداء |
البحتري:
ولقد أتيتك طالباً فبسطتَ من |
أملي وأطلب جودُ كفّك مَطلبي |
البحتري:
قد تَبدأتَ مُنعماً،وكريمُ ال |
قومِ من يسبقُ السؤالَ ابتداؤه |
البحتري:
لو جاودَ الغيثُ المُثَّحجُ كَفَّهُ |
لأتت بأطولَ من نداهُ ,اعرضا |
|
كم من يدٍ بيضاءَ منهُ ثَنى بها |
وجهاً تلألأ للبشاشةِ أبيضا |
البحتري:
حليفُ ندى إن سيلَ فاضتْ حياضُهُ |
وذو كَرَمٍ إلا يُسَلْ يتبّرعِ |
|
تُؤَّملُ نُعماهُ،ويُرجى نوالُهُ |
لِعانٍ ضريكٍ،أو لِعافٍ مُدَقّعِ |
البحتري:
أيها الراغبُ الذي طلبَ الجودَ |
فأبلى كُومَ المطايا وأنضى |
|
رِدْ حِياضَ الإمامِ تلْقَ نوالاً |
يَسَعُ الراغبينَ طولاً ؤوعرضا |
|
فهناكَ العطاءُ جَزلاً لمن رامَ |
جزيلَ العطاءِ والجودُ مَحضا |
|
هو أندى من الغَمامِ،وأوفى |
وقعاتٍ من الحُسامِ وأمضى |
البحتري:
مِنْ شأنهِ القصدُ ولكنّهُ |
إن يُعطِ في عازفةٍ يُسرفِ |
|
لو جُمِعَ الناسُ لأكرومةٍ |
ولم يكن في الجمعِ لم نكتفِ |
البحتري:
دانٍ على أيدي العفاةِ وشاسع |
عن كلِّ ند في النّدى وضريب |
|
كالبدرِ أفرط في العلو وضوءه |
للعصبةِ السارين جدّ قريب |
البحتري:
هل المكارِمُ إلا ما تجّمعهُ |
أو المواهب إلا ما تفرّقهُ |
البحتري:
عريقونَ في الإفضالِ يؤتَنفُ النّدى |
لناشئهم من حيثُ يؤتنفُ العُمرُ |
البحتري:
أيها الراغبُ الذي طلبَ الجود |
فأبلى كوم المطايا وأنضى |
|
رِدْ حِياضَ الإمامِ تلقَ نوالاً |
يسع الراغبينَ طولاً وعرضاً |
|
فهناكَ العطاءُ جزلاً لمن رامَ |
جزيلَ العطاءِ والجود محضا |
البحتري:
غريبُ المكرماتِ ترى لديهِ |
رقابَ المال تُهتضمُ اهتضاما |
|
إذا وهبَ البدورَ رأيتَ وجهاً |
يُخال لحسنهِ االبدرَ التماما |
البحتري:
تَبسّمٌ وقطوبٌ في ندى ووغى |
كالرّعدِ والبرقِ تحتَ العارضِ البَرِد |
البحتري:
لو شئت لم تُفسد سماحة حاتم |
كرماً ولم تهدم مآثر خالدِ |
نُثني عليهِ بأنعُمٍ سلفتْ |
أصغرُها في النفوسِ أكبرُها |
|
كالروضِ أثنى على سحائبهِ |
بزهرةِ الرّوضِ حين ينشرُها |
البحتري:
بلغتْ يداهُ إلى التي لم أحتسبْ |
وثنى الأخرى فهو بادٍ عائدُ |
|
هو واحدٌ في المكرماتِ وإنّما |
يكفيكَ عاديةَ الزمان الواحدُ |
البحتري:
كريمٌ يُرّجى منهُ ما لا يُرتجى |
عُظماً ويوهبُ منهُ ما لا يُهبُ |
البحتري:
سماحاً وبأساً كالصواعقِ والحيا |
إذا اجتمعا في العارضِ المتراكمِ |
البحتري:
حتى وردنا بَحرهُ فتقطّعتْ |
غُلَلُ الظمأ عن بحرهِ المورودِ |
|
عَجِلٌ إلى نُجحِ الفَعالِ كأنّما |
يُمسي على وِترٍ من الموعودِ |
|
يعلو بِقدرٍ في القلوبِ معَظّم |
أبداً،وعزٍّ في النفوسِ جديدِ |
البحتري:
يا أكثرَ الناسِ إحساناً وأعرضهمْ |
سَيباً،وأطولهم في المكرمات يدا |
|
ما نسألُ الله إلا أن تدومَ لك ال |
نعماءُ فينا،وأن تبقى لنا أبدا |
البحتري:
هو بحرُ السّماحِ والجود فازددْ |
منهُ قرباً تزددْ من الفقرِ بُعدا |
|
بك نستعتبُ الليالي |
ونستعدي على دهرنا المسيء فَنُعدى |
البحتري:
حوى عن أبيهِ الذي حازَهُ |
أبوهُ المهذّبُ عن جَدّهِ |
|
عَفافٌ يعودُ على بدئهِ |
وهدى يسيرُ على قصدهِ |
|
هو الغيثُ يَنهلّ في صوبهِ |
دراكاً،ويعذبُ في وِردهِ |
البحتري:
كريمُ ،إذا ضاقَ اللئامُ،فإنّهُ |
يضيقُ الفضاءُ الرّحبُ في صدرهِ الرَّحبِ |
البحتري:
واقْرَ السّلام على السماحةِ إنّها |
محظورةٌ من دونهِ وورائهِ |
فارقتُ يومَ فِراقهِ الزمنَ الذي |
لا قيتهُ يهتزُّ يوم لقائهِ |
|
ما كنتُ أفهمُ نَيلهُ في قُربهِ |
حتى نأى ففهمتهُ في نائهِ |
|
يفديكَ راحٍ مادِحٌ لم ينقلبْ |
إلا بصدقِ مديحهِ ورجائهِ |
البحتري:
وما أنا إلا غرسُ نعمتكَ الذي |
أفضتَ له ماءَ النّوالِ فأورقا |
البحتري:
ووجهٌ رقَّ ماءُ الجودِ فيه |
على العرنينِ والخدِّ الأسيلِ |
|
يُريكَ تألقُ المعروفِ فيه |
شُعاعَ الشمس في السيفِ الصقيل |
البحتري:
وليسَ لساني للئيمِ ولا يدي |
ولا ناقتي عند البخيل ولا رحلي |
|
وما كلُّ من يُدعى كريماً لديهم |
بِندٍّ لهُ في المكرماتِ ولا مِثْلِ |
البحتري:
وأرى الجودَ نشاطاً يعتري |
سادة الأقوام،والبُخل كَسلْ |
البحتري:
ويحكمُ في ذخائرهِ نداهُ |
كما حكم العزيزُ على الذليلِ |
|
أخٌ للمكرُماتِ يُعَدُّ فيها |
لهُ فضلُ الشقيقِ على الحميلِ |
البحتري:
يا أبا جعفرٍ،لقد راحَ إفضا |
لُكَ خطباً على الكرامِ جليلا |
|
ردَّ معروفُكَ الكثيرَ قليلا |
وأرى جُدكَ الجوادَ بخيلا |
|
لا أظنُّ البُخّالَ يوفونكَ ال |
شكرَ ولو كان بكرةً وأصيلا |
|
جَعلتهمْ من غيرهم دُفَعٌ منكَ |
أفادت حمداً وأعطت جزيلا |
البحتري:
إحسانهُ دَرْكُ الرجاءِ وقولُهُ |
عندَ المواعدِ شُعبةٌ من فِعلهِ |
|
قسمَ التلادَ مُباعداً ومُقارباً |
ورأى سبيل الحمدِ أصلحَ سُبلهِ |
|
لم تُجهدِ الأجوادَ غايةُ سؤددٍ |
إلا تناولها بأهونِ رُسلهِ |
|
يُنبيكَ عن قُربِ النُّبوةِ هَديهُ |
والشىء يُخبرُ بعضهُ عن كُلّهِ |
البحتري:
عَمّتْ صنائعهُ فمنها جالِبٌ |
شكراً،ومنها للحسودِ لجام |
البحتري:
تداركني الإحسانُ منكَ ونالني |
على فاقةٍ ذاك الندى والتطولُ |
البحتري:
ولأنتَ غالبُ غالبٍ يوم الندى |
كَرماً وواهبُ رفدها وجزيلها |
البحتري:
لو أنَّ كفّكَ لم تَجُدْ لمؤّملِ |
لكفاهُ عاجلُ وجهكَ المتهلّلِ |
البحتري:
لهُ جوهرٌ في الجودِ يُبديهِ بِشرهُ |
كذا السيفُ يبدو أثره بِصقالِ |
البحتري:
فتىً لا نَداهُ حَجْرَةٌ حين يبتدي |
ولا مالهُ مِلْكٌ لهُ حين يسألُ |
|
إذا نحنُ أملناهُ لم يرَ حظّهُ |
زكا،أو يرى جدواهُ حيثُ يُؤّملُ |
البحتري:
باتَ مُضيفاً وبتُّ ضيفاً |
فاشتبهَ الضّيفُ والمُضيفُ |
البحتري:
حسبي بِجودكَ فذا أستعينُ بهِ |
على الخُطوبِ إذا ما اعصوصت وكفى |
البحتري:
رأوكَ أندى الورى كفاً وأمنعهمْ |
كهفاً،وأوطأهم للمعتفي كنف |
إذا جادَ كان الجودُ منهُ خليقةً |
ولو ضنَّ كانَ الضّنُ منهُ تَخلّقا |
البحتري:
كَرَمٌ يدرأ الخطوبَ ولا يدرأ |
لؤمَ الخطوبِ غيرُ الكريمِ |
البحتري:
سَمْحُ اليدينِ لهُ أيادٍ جَمّةٌ |
عندي،ومنٌّ ليسَ بالممنونِ |
البحتري:
تناولَ جودُهُ أقصى الأماني |
وصدّقَ فِعلهُ حُسنَ الظنونِ |
|
تروَعُ المالَ ضحكتهُ إذا ما |
غدا مُتهللاً طِلْقَ الجبينِ |
البحتري:
فكمْ من يدٍ بيضاءَ منكَ بلا يدٍ |
ومن مِنّةٍ زهراءَ منكَ بلا مَنِّ |
البحتري:
إذا سئلوا جاءت سَيولُ أكفُّهمْ |
نظائرَ جَمّاتِ التلاعِ السوائلِ |
البحتري:
وكمْ سُئلتَ فما أُلفيتَ ذا بَخل |
ولا وجدنا عطاءً منكَ مَمنونا |
البحتري:
والكريمُ النامي لأصلٍ كريمٍ |
حَسَنٌ في العيونِ يزدادُ حسنا |
البحتري:
تَقصّاهمُ بالجودِ حتى لأقسموا |
بأنَّ نداهُ كان والبحر توأما |
البحتري:
سحابٌ خطاني جودهُ وهو مسبلٌ |
وبحرٌ عداني فيضهُ وهو مُفعمُ |
البحتري:
تَبسُّمٌ وقطوبٌ في ندىً ووغىً |
كالغيثِ والبرقِ تحت العارضِ البردِ |
البحتري:
وحكى القَطر،بل أبرّ على القطر |
بكف على البرية تندى |
|
هو بحرُ السّماح والجود فازدد |
منه قُرباً تزدد من الفقر بُعدا |
البحتري:
هو أندى من الغمام وأوفى |
وقعاتٍ من الحسام وأمضى |
|
يتوخى الإحسان قولاً وفعلاً |
ويُطيعُ الإله بسطاً وقبضاً |
البحتري:
لو أنَّ كفّكَ لم تَجُدْ لِمؤِّملٍ |
لكفاهُ عاجلُ وجهكَ المُتهلّلِ |
|
ولو أنَّ مجدك لم يكنْ مُتقادماً |
أغناكَ آخرُ سؤددٍ عن أوّلِ |
البحتري:
والأرضُ تبذلُ في الربيعِ نباتها |
وكذاكَ بذلُ الحُرِّ في سلطانهِ |
|
واعلمْ بأنَّ الغيثَ ليسَ بنافعٍ |
للناسِ ما لم يأتِ في إبّانهِ |
البحتري:
وحليفي على الزّمانِ سَماحٌ |
من كريمٍ للمكرُماتِ حليفِ |
|
أريَحيٌّ لهُ على مُجتديهِ |
وقّةُ الوالدِ الرحيمِ الرؤوفِ |
البحتري:
متى جئتهُ عن موعدٍ أو فُجاءةً |
تَهللَّ بدرٌ واستهلَّ غَمامُ |
البحتري:
عَطاءٌ كضوءِ الشمسِ عمَّ،فمغربٌ |
يكونُ سواءً في سناهُ ومشرِقُ |
|
فلا بذلَ إلا بَذلهُ وهو ضاحِكٌ |
ولا عزمَ إلا عَزمهُ وهو مُطرِقُ |
البحتري:
وما اخترتُ داراً غيرَ داركَ من قِلىً |
وأين تُرى قصدي ومن خلفيَ البحرُ؟ |
|
فإن بِنتُ عنكم مُصبحاً حضرَ الهدى |
وإن غبتُ عنكم سائراً شهدَ الشعرُ |
|
سأشكرُ لا أني أجازيكَ نعمةً |
بأخرى،ولكن كي يُقالَ لهُ شكرُ |
|
وأذكرُ أيامي لديكَ ونعمتي |
وآخرُ ما يبقى من الذاهبِ الذّكرُ |
البحتري:
ألامتْ سجاياهمْ وضنّتْ أكفُّهمْ |
فإحسانهمْ سوء ومعروفهم نُكرُ |
|
يكونُ وفُور العِرضِ هَمّكَ دونهمْ |
إذا كانَ هَمُّ القومِ أن يفر الوفرُ |
|
ولو ضربوا في المكرماتِ بِسُهمةٍ |
لكانَ لهم في اللّفا،ولكَ الكُثرُ |
البحتري:
نحن من تقريظهِ في خُطَبٍ |
ما تقضّى وثناءٍ ما يُخِلْ |
|
إن صمتنا لم يَدعنا جودهُ |
وإذا لم يحسن الصمتُ فَقُلْ |
البحتري:
يُحَسِّنُ من مديحي فيك أنّي |
متى أعدُدْ عُلاكَ أجِدْ مقالا |
|
ولستُ ألامُ في تقصير شُكري |
وقد حملّتني المِننَ الثقالا |
|
إذا سبقت يداكَ إلى عطاءٍ |
أمِنّا الخُلفَ عندك والمطالا |
|
وإن يَسّرتَ للمعروفِ قولاً |
فإنّكَ تُتبعُ القولَ الفعالا |
البحتري:
ومن يرَ جدوى“يوسفَ بن محمدٍ“ |
يرَ البحرَ لم يجمع نواحيهِ ساحلُ |
البحتري:
هوَ الغيثُ يجري من عطاء ونائل عليك |
فخذ من صبيبِ الغيث أو ذرِ |
|
ولمّا تولّى البحر،والجود صنوه |
غدا البحر من أخلاقه بين أبحرِ |
البحتري:
وجدناهُ في ظلِّ السماحةِ مُشرقاً |
بوجهٍ أرانا الشمسَ في ذلك الظِلِّ |
|
ومن نعمةٍ في معشرٍ لو دفعتها |
على جبلٍ لانهدَّ من فادحِ الثقلِ |
|
شكرتُكَ شُكري لامرىءٍ جادَ ساحتي |
بأنوائهِ طُرّاً ولما أقل:جُدْ لي |
البحتري:
بني مَخْلَدٍ كفوا تدفُّقَ جودكم |
ولا تبخسونا حظنا في المكارمِ |
|
وكانَ لنا اسمُ الجودِ حتى جعلتمُ |
تغضون منا بالخلالِ الكرائمِ |
البحتري:
ساموكَ من حَسدٍ فأفضلَ منهمُ |
غيرُ الجوادِ وجادَ غيرُ المُفضلِ |
|
فبذلتَ فينا ما بذلتَ سماحة |
وتكرّماً وبذلتَ مالم تبذلِ |
البحتري:
لو أن كفّكَ لم تجد لمؤمل |
لكفاه عاجل وجهك المتهلل |
|
وتصرفت بك في المكارم همّة |
نزلت من العلياء أعلى منزل |
البحتري:
بقيت،فكائن جئت بادىء نعمة |
يقلُّ السحاب أن يجيء رسيلها |
|
وأعطيت طلابَ النوافل سؤلهم |
فمن أين لا تعطى القصائد سولها؟ |
|
ووليت عمال السواد،فولني |
قرارة بيتي مدة لن أطيلها |
البحتري:
وقد شمل امتنانك كل حيّ |
فهل من يفك به أسيرُ؟ |
|
وأعتقت الرقاب فَمُرْ بعتقي |
إلى بلدي،وأنت به جدير |
البحتري:
نَصبتَ لهم طَرفاً حديداً ومنطِقاً |
سديداً ورأياً مثل ما انتضيَ النّصلُ |
|
فما برحوا حتى تعاطتْ أكفّهم |
قِراكَ ولا ضِغنٌ لديهم ولا ذحل |
|
بكَ التأم الشَّعبُ الذي كان بينهم |
على حين بُعدٍ منه واجتمع الشّمل |
|
البحتري:
جوادٌ يرى أنَّ الفضيلةَ لم تَكُنْ |
تجوزُ به الغاياتِ أو يتطوّعا |
|
كريمٌ تنالُ الرّاحُ منه إذا سَرَتْ |
ويُعجلُهُ داعي التصابي إذا دعا |
|
وأبيضُ وَضّاحٌ إذا ما تَغَيّمتْ |
يداهُ تجلّى وجههُ فتقشَّعا |
|
ترى ولعَ السّؤالِ يكسو جبينَهُ |
إذا قطَّبَ المسئولُ بشراً مُولّعا |
تَخّلفَ شيئاً في رَويّةِ حلْمهِ |
وحَنَّ إلينا بُذلُهُ فتسرّعا |
|
فلا جُودَ إلا جُودُهُ أو كجودهِ |
ولا بدرَ ما لم يُوفِ عشراً وأربعا |
|
عددتُ فلم أُدرِكْ لفضلكَ غايةً |
وهل يُدرِكُ السارونَ للشمسِ مطلعا |
البحتري:
إلى مُسرفٍ في الجودِ لو أنَّ حاتماً |
لديهِ لأضحى حاتِمٌ وهو عاذِلُهْ |
|
فلما تأملّتُ الطلاقةَ وانثنى |
إليَّ بِبشرٍ آنستني مخايلُهْ |
|
دنوتُ فقّلتُ النّدى من يدِ امرىءٍ |
جميلٍ مُحياهُ سِباطٍ أنامِلهْ |
البحتري:
فأنتَ أكرمُ منسوبٍ إلى كَرَمٍ |
وأنتَ أجودُ مُرتاحٍ إلى الجودِ |
حاتم الطائي:
وإني لأقري الضّيفَ قبلَ سؤالهِ |
وأطعن قدماً،والأسنةُ ترعفُ |
|
وإني لأخزى أن ترى بي بطنة |
وجارات بيتي طاويات وتُخَفُ |
|
وإني لأعطي سائلي ولرُبما |
أكلفُ ما لا يستطاع فأكلفُ |
حاتم الطائي:
إذا كانَ بعضُ المالِ ربّاً لأهلهِ |
فإنّي،بحمدِ الله،مالي مُعَبّدُ |
|
يُفَكُّ به العاني،ويؤكَلُ طيبّاً |
ويُعطى،إذا منَّ البخيلُ المُطّرَدُ |
|
إذا ما البخيلُ الخب أخمد ناره |
أقولُ لِمنْ يصلى بناري أوقدوا |
|
توّسعْ قليلاً،أو يَكُنْ ثمَّ حَسبنا |
وموقدها الباري أعف وأحمدُ |
حاتم:
وكيفَ يُسيغُ المرءُ زاداً وجارُهُ |
خفيفُ المِعا بادي الخصاصة والجَهدِ |
حاتم الطائي:
متى يأتِ يوماً وارثي يبتغي الغنى |
يجد جمع كف،غير ملء،ولا صفر |
حاتم:
ألم تعلمي أني إذا الضيف نابني |
وعزّ القِرى،أقري السديف المرهدا |
حاتم الطائي:
يقولون لي،أهلكتَ مالكَ فاقتصدْ |
وما كنتُ ـ لولا ما يقولون ـ سيدا |
حاتم:
فلوميني،إذا لم أُقرِ ضيفاً |
وأُكرِمْ مُكرمي،وأُهِنْ مُهيني |
حاتم الطائي:
لا تعذليني في مالٍ وصلتُ بهِ |
رحماً، وخيرُ سبيل المالِ ما وصلا |
حاتم الطائي:
أماويَّ !إنَّ المالَ غادٍ ورائحٌ أماويَّ !إني لا أقولُ لسائلٍ |
|
ويبقى من المالِ الأحاديثُ والذِكرُ إذا جاءَ يوماً حلَّ في مالنا النَّزرُ |
أماويَّ! إما مانِعٌ فَمُبَيَّنٌ |
وإمَّا عَطاءٌ لا يُنهنهُ الزَّجرُ |
|
أماويَّ! ما يُغني الثراءُ عن الفتى |
إذا حشرجت يوماً وضاقَ بها الصدرُ |
|
أماويَّ !إنّ المال إمّا بذلتهُ أماويَّ! إن يُصبحْ صدايَ بقفرةٍ تَري أنَّ ما أفنيتُ لم يكُ ضرَّني |
|
فأولّهُ شكرٌ وآخرهُ ذكرُ من الأرضِ،لا ماءٌ هناك ولا خمرُ وأنَ يدي ممّا بخلتُ بهِ صِفرُ |
حاتم الطائي:
أعاذِلُ إنّ المالَ غيرُ مُخَلّدِ |
وإنَّ الغنى عاريةٌ فتزوَّدِ |
|
وكم من جوادٍ يُفسِدُ اليومَ جُودَهُ |
وساوسُ قد ذكّرتهُ الفقر في غدِ |
|
وكم لِيمَ آبائي فما كفَّ جُودَهم |
ملامٌ ومن أيديهمُ خُلقت يدي |
حاتم الطائي لغلامه:
أوقِدْ فإنَّ الليل ليلٌ قَرُّ |
والرِّيحُ يا مُوقِدُ ريحٌ صرُّ |
|
عسى يرى نارَكَ من يَمُرُّ |
إن جَلبتْ ضيفاً فأنتَ حُرُّ |
حاتم الطائي:
لا الجود يُفني المالَ قبل فنائهِ |
ولا البخلُ في مالِ الشحيحِ يزيدُ |
|
فلا تلتمس مالاً بعيش مُقَتِّرٍ |
لِكُلِّ غد رزق يعود جديد |
حاتم الطائي لزوجته نوار:
مَهلاً نَوَارُ، أقلّي اللّومَ والعَذلا |
ولا تقولي لشيءٍ فاتَ ،ما فعلا |
|
ولا تقولي لمالٍ كنتُ مُهلِكَهُ |
مهلاً وإن كنتُ أعطي الجنَّ والخَبلا |
|
يرى البخيلُ سبيلَ المالِ واحدةً لاتعذليني في مالٍ وصلتُ بهِ |
|
إنَّ الجوادَ يرى في مالهِ سُبُلا رحماً وخيرُ سبيل المالِ ما وصلا |
حاتم الطائي:
أما والذي لا يعلمُ الغيبَ غيرهُ |
ويُحي العظامَ البيضَ وهي رميمُ |
|
لقد كنتُ أطوي البطنَ والزادُ يُشتهى |
مخافةَ يومٍ أن يُقالَ لئيمُ |
حاتم الطائي:
أريني كريماً ماتَ من قبلِ حينهِ |
فيرضى فؤادي أو بخيلاً مُخلّدا |
حاتم الطائي:
وقد علِمَ الأقوامُ، لو أنَّ حاتِماً |
أرادَ ثراءَ المالِ كانَ لهُ وَفْرُ |
|
وإني لا آلو ،بمالٍ صنيعةً |
فأوّلهُ زادٌ، وآخرهُ ذُخْرُ |
|
يُفَكُّ بهِ العاني ويُؤكَلُ طَيباً |
وما إن تُعَريهِ القِداحُ ولا لا الخمرُ |
حاتم الطائي وفي بعض الروايات قيس بن عاصم المنقري:
أيا ابنةَ عبدِ الله وابنةَ مالكٍ |
ويا ابنة ذي البُردينِ والفَرَسِ الوَردِ |
|
إذا ما صنعتِ الزاد فالتمسي لهُ |
أكيلاً فإنّي لستُ آكلَهُ وحدي |
|
أخاً طارقاً أو جارَ بيتٍ فإنّني |
أخاف مذَمّاتِ الأحاديثِ من بَعدي |
|
وإنّي لعبدُ الضّيفِ مادامَ ثاوي |
وما فيَّ إلا تلكَ من شِيمِةِ العبدِ |
حاتم الطائي:
وعاذلتين هَبّتا بعد هَجعةٍ |
تلومانِ متلافاً مُفيداً مُلوّما |
|
تلومان،لمّا غَوَّرَ النجمُ،ضَلة |
فتىً لا يرى الإنفاق في الحمدِ مغرما |
|
فقلتُ،وقد طال العتاب عليهما ألا لا تلوماني على ما تقدَّما |
|
وأوعدتماني أن تبينا وتصرما: كفى بصروف الدهرِ للمرءِ مُحَكِّما |
فإنّكما لا ما مضى تدركانه |
ولستُ على ما فاتني مُتندِّما |
فنفسك أكرمها،فإنّكَ إن تَهُن |
عليك،فلن تلقى لها الدهر مكرما |
|
أهِن للذي تهوى التلادَ،فإنّهُ |
إذا مُتَّ كان المالُ نهباً مُقسّما |
|
ولا تشقينَ فيه فيسعد وارثٌ |
به،حين يغشى أغبرَ الجوفِ مظلما |
|
يُقسّمهُ غنماً ويشري كِرامه قليلاً به ما يَحمدنَّكَ وارثٌ |
وقد صرتَ في خطِّ من الأرضِ اعظما إذا نالَ ممّا كنتَ تجمعُ مغنما |
حاتم الطائي:
وإنّي لأستحي حياء يسّرني |
إذا اللؤم من بعضِ الرجال تطلعا |
|
إذا كان أصحاب الإناء ثلاثة |
حيياً ومستحيا وكلبا مجاشعا |
|
فإنّي لأستحي أكيلي أن يرى أكفُّ يدي من أن تمسّ أكفهم |
مكان يدي من جانب الزاد أقرعا إذا نحنُ أهوينا وحاجتنا معا |
|
وإنك مهما تُعطِ بطنكَ سؤله |
وفرجكَ نالا منتهى الذمِّ أجمعا |
حاتم الطائي:
وقائلةٍ أهلكتَ بالجودِ مالنا |
ونفسَكَ حتى ضرَّ نفسك جودُها |
|
فقلت:دعيني،إنما تلكَ عادتي |
لكلِّ كريمٍ عادةٌ يستعيدها |
حاتم:
تلومُ على إعطائي المال،ضِلةً |
إذا ضنَّ بالمالِ البخيلُ وصّردا |
|
تقولُ:ألا أمسِكْ عليكَ،فإنّني |
أرى المال عند المسكين معبّدا |
|
ذريني وحالي،‘نَّ مالِ وافِرٌ |
وكلُّ امرىءٍ جارٍ على ما تعوّدا |
حاتم الطائي:
وأجعلُ مالي دونَ عِرضي، جنةً |
لنفسي،فأستغني بما كان من فضلي |
|
ولي مع بذلِ المال والبأس،صولةٌ |
إذا الحربُ أبدت عن نواجذها العصل |
|
وما من لئيمٍ عالهُ الدهرُ مرةً |
فيذكرها،إستمال إلى البخلِ |
حاتم الطائي:
أشاوِرُ نفسَ الجودِ حتى تُطيعني |
وأتركُ نفسَ البُخلِ لا أستشيرُها |
|
وليسَ على ناري حجاب يكنها |
لمستوبص ليلاً،ولكن أنيرها |
حاتم الطائي:
ذريني يكُنْ مالي لِعرضي جُنّةً |
يقي المالُ عِرضي،قبل أن يتبددا |
|
أريني جواداً مات هَزلاً،لعلّني |
أرى ما ترينَ أو بخيلاً مُخلّدا |
|
وإلا فَكُفّي بعض لومكِ،واجعلي |
إلى رأي من تلحين،رأيك مسندا |
حاتم:
ولله صعلوك يساور همّهُ |
ويمضي على الأحداثِ والدهرُ مُقدما |
|
فتى طلباتٍ،لا يرى الخمص ترحة |
ولا شبعةً،إن نالها،عدَّ مغنما |
|
إذا ما أرى يوماً مكارم أعرضتْ |
تيممَ كبراهنّ،تمت صمما |
حاتم:
ولا تسأليني،واسألي أيُّ فارسٍ |
إذا بادر القومُ الكنيفَ المُسّبرا |
|
فلا هي ما ترعى جميعاً عشارها |
ويصبحُ ضيفي ساهِمَ الوجهِ أغبرا |
|
متى ترني أمشي بسيفيَ،وسطها |
تخفني وتضمره بينها أن تجزرّا |
حاتم:
إذا ما بخيلُ الناس هرت كلابه |
وشق على الضيف الضعيف عقورها |
|
فإني جبانُ الكلب،بيتي مُوَطأً |
أجودُ،إذا ما الأنفسُ شح ضميرها |
حاتم:
وإني لتهواني الضيوفُ إذا رأتْ |
بعلياء ناري آخرَ الليل توقدُ |
عنترة العبسي:
ومالي في الشدائدِ من مُعين |
سوى قيس الذي منها يقيني |
|
كريمُ في النوائبِ أرتجيهِ |
كما هو للمعامعِ يصطفيني |
|
لقد أضحى متيناً حبلُ راجٍ |
تمسكَ منهُ بالحبلِ المتينِ |
عنترة العبسي:
يا أيها الملكُ الذي راحاتُهُ |
قامتْ مقامَ الغيثِ في أزمانهِ |
|
يا مُخجلاً نوءَ السماءِ بِجودهِ |
يا مُنقذَ المحزونِ من أحزانهِ |
عنترة:
كفى حاجةَ الأضيافِ حتى يريحها |
على الحيِّ منا كلُّ أروعَ ماجد |
|
تراهُ بتفريجِ الأمور ولفّها |
لما نالَ من معروفها غيرَ زاهدِ |
عنترة:
وإذا صحوتُ فما أُقصّرُ عن ندىً |
وكما علمت شمائلي وتكرمي |
عنترة:
يفيضُ عطاؤه من راحتيهِ |
فما ندري أبحرٌ أم غمام |
عمرو بن معدي يكرب:
ويبقى بعد حلم القوم حلمي |
ويفنى قبل زادِ القومِ زادي |
علقمة الفحل:
لتبلغني دار امرىءٍ كان نائياً |
فقد قَرّبتني من نداكَ قروبُ |
عروة بن الورد:
هلا سألت بني عيلان كُلُّهم |
عندَ السنين إذا ما هبت الريح |
|
قد حانَ قدح عيال الحي إذ شبعوا |
وآخر لذوي الجيرانِ ممنوحُ |
عروة بن الورد:
فِراشي فراشُ الضيفِ والبيتُ بيتَهُ |
ولم يلهني عنه غزال مُقَنّعُ |
|
أحدثهُ إنَّ الحديثَ من القِرى |
وتعلمُ نفسي أنه سوفَ يَهجعُ |
عروة بن الورد:
إنّي امرؤٌ عافي إنائي شِركةٌ |
وأنتَ امرؤٌ عافي إنائكَ واحدُ |
|
أتهزأ مني أن سمنتَ وأن ترى |
بوجهي شحوبَ الحقِّ والحقُّ جاهدُ |
|
أُقَسِمُ جسمي في جسومٍ كثيرةٍ |
وأحسو قَراحَ الماءِ والماءُ باردُ |
عروة بن الورد:
وقد علمت سُليمى أن رأي |
ورأي البخل مختلف شتيت |
|
وأني لا يريني البخل رأي |
سواءٌ إن عطشتُ وإن رويت |
|
وأكفى ما علمتُ بفضلِ علمٍ |
وأسالُ ذا البيانِ إذا عميت |
ذو الإصبع العدواني:
أُكرِمُ الضّيفَ والنزيل،وإن بتّ |
خميصاً،يضمُّ بعضيَ بعضي |
معن بن أوس:
ولا مؤثراً نفسي على ذي قرابة |
وأُؤثرُ ضيفي ما أقامَ على أهلي |
أبو نُخيلة الراجز السعدي:
شكرتُكَ إنَّ الشكر حبلٌ من التقى |
وما كلُّ من أوليته نعمةً يقضي |
|
وألفيتَ،لما أن أتيتُكَ زائراً |
عليَّ لحافاً سابغَ الطَولِ والعرضِ |
|
وأحييتَ لي ذكري وما كان خاملاً |
ولكن بعضَ الذكر أنبَهُ من بعضِ |
المرار الفقعسي:
إذا افتقرَ المرَّارُ لم يُرَ فقرهُ |
وإن أيسرَ المرَّارُ أيسرَ صاحبُهُ |
امرؤ القيس:
وشمائلي ما قد علمتِ وما |
نبحتْ كلابُكَ طارقاً مثلي |
رويد بن وابصة الكناني:
كفى لك أن تخيّرها كريمٌ |
لهُ في كلِّ مَكرُمةٍ يمينُ |
|
يُقسِّمُ مالهُ والروضُ يُندي |
وفي اللزبات أكرمُ ما يكونُ |
ابن وابصة الثقفي:
وما وجدَ الأضيافُ فيما ينوبهم |
لهم عند أزماتِ الشتاءِ فتىً مثلي |
الأحنف بن قيس:
فلو مُدَّ سَروْي بمالٍ كثير |
لَجُدتُ وكنتُ لهُ باذلاً |
|
فإنَّ المروءة لن تُستطاع |
إذا لم يكن مالها فاضلا |
ابن الرومي:
لتهنأ رجالٌ لا تزال تجودهم |
سحائبُ من كلتا يديك مواطِرُ |
|
عُنيت بهم حتى كأنّك والدٌ |
لهم وهم ـ دوني ـ بنوك الأصاغرُ |
ابن الرومي:
فتى لا يرى تأخير غوث وليه |
ولا يقتضيه الشكر بالعرض الأدنى |
|
ولكنهُ يُعطي البلاغ إلى الغنى |
إلى أن يعين الوجد هِمّته الكبرى |
|
هنالك يدعو الشاكرين لشكره |
بغير لسان بل بألسنة الجدوى |
ابن الرومي:
من كُلِّ طُولٍ وطَولٍ في شمائلهِ |
وكلِّ جودٍ في أناملهِ |
|
من لا يرى المالَ إلا هَمَّ خازنهِ |
ولا يرى الزادَ إلا ثقل آكلهِ |
|
مما حفظناهُ من أمثالِ حكمته: |
لن يملكَ المالَ إلا كفُّ باذلهِ |
ابن الرومي:
لا تُفرطُ الجدوى أنامل كفّهِ |
حتى يهشَّ إلى فَعال ثاني |
|
يبغي بذلك قربةً أو صيتةً |
وأثيرُ هِمّتهِ رضا الرحمن |
|
عجزت يداي عن الجزاء فألقتا |
عبء الشكور على ثناء لساني |
ابن الرومي:
وأريحيُّ إذا جادتْ أناملهُ |
في المَحْلِ لم يُستبَنْ للغيثِ فقدان |
|
وكيفَ يبخلُ من نيطتْ به شِيمٌ |
تقضي بأن ليس غير البذلِ قُنيان |
|
وإنّ حاصلَ ما جادتْ يدا رجل |
ما حُملّتْ ألسنٌ منه وآذان |
ابن الرومي:
إذا أبو قاسمٍ جادتْ لنا يدهُ |
لم يُحمد الأجودان:البحرُ والمطرُ |
ابن الرومي:
كأن مواهبهُ في المحول |
آراؤه عند ضيق الحيلْ |
|
فلو كانَ غيثاً لعمَّ البلادَ |
ولو كان سيفاً لكان الأجل |
|
ولو كان يعطي على قدره |
لأغنى النفوس وأفنى الأمل |
ابن الرومي:
ليسَ الكريم الذي يُعطي عَطيّتهُ |
عن الثناءِ وإن أغلى به الثّمنا |
|
بل الكريمُ الذي يُعطي عطيّتهُ |
لغيرِ شيئٍ سوى استحسانه الحَسنا |
|
لا يستثيبُ ببذلِ العُرفِ مَحمدةً |
ولا يَمُنّ إذا ما قَلّد المِننا |
ابن الرومي:
غَمرتنا منكَ الأيادي اللّواتي |
ما لِمعشارِها لدينا كِفاءُ |
|
فنهانا عنكَ الحياءُ طويلاً |
ثم قد ردَّنا إليك الحياءُ |
ابن الرومي:
رأيتُ المَطل مَيداناً طويلاً |
يروضُ طِباعَهُ فيه البخيلُ |
|
فما هذا المِطالُ فدتك نفسي |
وباعُكَ في النّدى باعٌ طويلُ |
|
أظُنُّكَ حينَ تقدِرُ ليَ نوالاً |
يَقِلُّ لديكَ منهُ الجزيلُ |
|
ويُعوِّزُكَ الذي ترضى لمثلي |
وإن لم يُعوِز الرأيُ الجميلُ |
وفيما بينَ مَطْلِكَ واختلالي |
يموتُ بدائهِ الرّجلُ الهزيلُ |
|
فلا تَقدِرْ بِقدرِكَ ليَ نوالاً |
ولا قَدري فتحقِرْ ما تُنيلُ |
|
وأطلِقْ ما تهُّمُ به عساهُ |
كفاني أيّها الرجل النبيلُ |
|
ابن الرومي:
المُنعمونَ وما منّوا على أحدٍ |
يومَ العطاءِ ولو مَنّوا لما مانوا |
|
كمْ ضَنَّ بالمالِ أقوامٌ وعندهمُ |
وَفْرٌ،وأعطى العطايا وهو يدانُ |
ابن الرومي:
يامن غدا مالهُ في الناسِ مُشتركاً |
ومن تَوحّدَ بالمعروف وانفردا |
ابن الرومي:
لهُ مواعيدُ بالخيراتِ ناجزةٌ |
لكنّهُ يسبقُ الميعاد بالصَّفَدِ |
|
يُعطيكَ في اليوم حق اليوم مبتدئاً |
ولا يضيع بعد اليوم حقّ غدِ |
ابن الرومي:
وهذا شتاء قد أظلَّ رواقه |
وجارُكَ جارٌ لا يخاف |
ابن الرومي:
يا وجه ذي كرمٍ حالت بشاشتهُ |
لن تُحسن الشمسُ إلا ذاتَ إشراق |
ابن الرومي:
إذا أمطرت كفاه بالبذل نوَّرت |
له الأرض واهتزت رباها من الخصب |
ابن الرومي:
يتلقى المُدفّعين عن الأب |
واب بالبِشرِ منه والترحيبِ |
|
لو أبى الراغبونَ يوماً نداهُ |
لدعاهم إليه بالترهيبِ |
|
رُبَّ أُكرومةٍ له لم تَخَلها |
قبلهُ في الطباعِ والتركيبِ |
ابن الرومي:
رأيتُكَ لا تَلَذُّ لطعمِ شيءٍ |
تَطعّمهُ سوى طعمِ العطاءِ |
|
وما أهدي إليك من امتياحي |
أحبَّ إليكَ من حسنِ الثناءِ |
|
ولكنّي أُلقيِّ العُرفَ عُرفاً |
وإن كنتُ الغنيَّ عن الجزاءِ |
ابن الرومي:
لاقيتُ من لا أُبالي بعدهُ أبداً |
من ضَنَّ عني بمعروفٍ ومن سمحا |
|
وجادَ جودين:أما الكفُّ فانبسطت |
بما أنالَ،وأما الصدرُ فانشرحا |
ابن الرومي:
ليسَ الجوادُ بمن يجودُ غُدّوهُ |
حتى يجودَ غدُّوه ورَواحهُ |
|
ويطولُ بين السائلينَ بقاؤهُ |
وكأن خاتمَ وجوده مفتاحهُ |
ابن الرومي:
رأيتُكَ تُعطي المالَ إعطاءَ واهبٍ |
إذا المرءُ أعطى المالَ إعطاءَ مشتري |
|
ولكن رأيتَ العُرفَ عرفاً لعينهِ |
فجُدتَ ببذلِ العرفِ جُودَ مُخيّرِ |
|
وفي الناسِ من يُعطي عطاءً مُتاجرٍ |
وآخر يعطي كالسحابِ المثسّخرِ |
ابن الرومي:
منابذ لأعاديه وثروتهِ ممن يرى المنعَ إسرافاً وحُقَّ لهُ |
فليس يألوُهما ما اسطاع إتلافا أليسَ ما يُتلف الأعراض إسرافا |
|
أمسى أبا منزلٍ والجودُ خادِمهُ |
والأرضُ داراً له والناسُ أضيافا |
|
أولى المضيفين بالدفء الملوذ به |
مشتىً وأجدرهم بالظلِّ مصطافا |
|
يلينُ للريحِ إن هزّتهُ ليّنةً |
ولا يلين إذا هزّته مِعصافا |
ابن الرومي:
وإذا امرؤٌ مدحَ امرأً لنوالهِ |
وأطالَ فيه فقد أرادَ هجاءه |
ابن الرومي:
والناسُ تحت سماء منكَ مُشمسةٍ |
والناسُ تحتَ سماء منك مدرار |
ابن الرومي:
هب الروض لا يثني على الغيث نشره |
أمنظره يُخفي مآثره الحسنى |
ابن الرومي:
أصبحتُ بين حضاضةٍ ومذّلةٍ |
والحرُّ بينهما يموت هزيلا |
|
فامُددْ إليَّ يداً تعوّدَ بطنُها |
بذلَ النّدى وظهورها التقبيلا |
ابن الرومي(رواية أخرى):
أصبحتُ بين ضراعة وتجمّل فامدد إليَّ يداً تعوّدَ بطنها |
والمرءُ بينهما يموت هزيلا بذلَ النوالِ وظهرُها التقبيلا |
ابن الرومي:
قومٌ سماحتهم غيثٌ،ونجدتهم |
غَوثٌ،وأراؤهم في الخطب شُهبانُ |
|
صانوا النفوسَ عن الفحشاء وابتذلوا |
منهنّ في سُبُلِ العلياء ما صانوا |
|
المُنعمونَ وما منّوا على أحدٍ |
يوماً بنعمى،ولو منّوا لما مانوا |
ابن الرومي:
مهما أتى الناسُ من طَولٍ ومن كَرَمٍ |
فإنّما دخلوا البابَ الذي فتحا |
ابن الرومي:
هو بحرٌ من البحورِ فرات |
ليسَ ملحاً،وليسَ حاشاهُ ضحلا |
ابن الرومي:
مُقَبَّلُ ظهرَ الكفِّ،وهّابُ بطنها |
لهُ راحةٌ فيها الحطيمُ وزمزمُ |
|
فظاهرها للناس ركنٌ مُقَبّلٌ |
وباطنها عينٌ من الجودِ عَيلَمُ |
ابن الرومي:
تعوّدتِ المواهبَ والعطايا |
أناملُ فيضُ راحتها انسجامُ |
|
فليس لها عن الحمد انفراج |
وليس لها على المال انضام |
ابن الرومي:
وأنت الذي لا يُنكرُ الناس أنه |
هدىً لأخي جورٍ،غنىً لفقيرِ |
|
لكَ الدهرُ معروفٌ شهيرٌ،وإنّما |
تحب من المعروفِ كلَّ ستير |
|
إذا زاركَ العافونَ كان إيابُهم |
إيابَ بشيرٍ لا إيابَ نذير |
ابن الرومي:
والحمدُ رلله أعلاني وشرفني |
حتى تعاليتُ أن تُسدى إليَّ يدُ |
|
للِعُرفِ نحو أناسٍ مسلك صَبَبٌ |
ومسك العرف نحوي مسلك صَعَدُ |
ابن الرومي:
فتى يرى ماله كالداءِ يحسمهُ |
ولا يراه كعضوٍ منه محروزِ |
|
يهتزُّ للمجدِ من تلقاء شيمته |